الشيخ مرتضى الحسون
17-12-2012, 04:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين المظلوم الشهيد
السلام على ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور
لا يزال الحسين شمعة منيرة في سماء الحرية والاباء , ولا تزال مدرسة الحسين تلك المدرسة العظيمة التي انار الله برهانها وانجح طلابها ورفع قدرها في عليين وتوج سالكي طريقها بنور اليقين . مدرسة من دخلها كان من الناجين ومن تخلف عنها كان من الابقين الزاهقين . مدرسة الخادم فيها كريم قدره رفيع شانه مغبوط على خدمته من قبل ملائكة رب العالمين . كيف لا وهي مدرسة انشاها الله فكان عميدها الرسول الامين وحاميها امير المؤمنين واستاذها الاول سيدة نساء العالمين ومنظرها الحسن الزكي ومشرفها الحسين الشهيد الولي . وناشر اخبارها وعلومها الصادق الحفي . وسائر ال بيت النبي .
الذين امرونا باعلاء رايتها وحفظ وجودها مهما كلفنا ذلك من غال او نفيس . فكل ما في حوزتنا في قبالة مصائبهم رخيص خسيس . ووعدوا وتوعدوا :
وعدوا اولياءهم الزائرين لحرم سيدنا الحسين بالفوز والحبور . وتوعدوا شانئهم بالويل والثبور والهلاك على مر الدهور والعصور .
فهذه زينب الحوراء ترفع صوتها بحضور الامام زين العابدين مودعة اخاها ومن كان في الحياة املها ورجاها قائلة مخاطبة زين العابدين مواسية لها مخبرة عن شيعتهم القادمين : ( وينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد
الشهداء ( عليه السلام ) لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه ، على كرور الليالي والأيام و
ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا
وأمره إلا علوا)[ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 28 - ص 57]
وهذا مراته العين وابصر به اليقين فراينا علو شان الزائرين ومغبة مآل المانعين المعاندين .
ولما كانت هذه الشعيرة من شعائر الله العبادية . ومن طرق السلوك الربانية فانه لا ينبغي فيها التفريق بين المراة والرجل ولا بين الحر والعبد ولا بين حتى الطفل الرضيع والشيخ الكبير . اذ كلها استجابة لدعوى داعي الله الحسين بن علي وهو ينادي اما من معين يعيننا فما خروج الزائرين الا لهفة وشوقا الى لقاء رب العالمين بقلوب صادقة ونيات خالصة لنصرة الحسين وتاسيا بجابر بن عبد الله الانصاري والذي حاز على نصرة الحسين دون ان يضرب بسيف او يطعن برمح اذ ساله العوفي فقال وكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا والقوم فرق بين رؤوسهم وابدانهم فقال جابر: سمعت رسول الله يقول من احب عمل قوم اشرك معهم واني اشهد الله ان نيتي كانت معهم محب لعلملهم.
بهذا المنطق ومن هذا المنطلق تندفع حشود الزائرين وجماهير الهدارين بلبيك يا حسين من كل حدب وصوب الى كربلاء الفداء نصرة للدين وتلبية للحسين لا يردعها رادع ولا يمنعها مانع .ومما يميز هذه المسيرة التنوع المتالف بين الادوار والاشخاص فالطفل يواسي الرضيع الفطيم بالسهم النقيع . والشيخ يواسي حبيبا والشباب يواسي ويتاسى بالقاسم والاكبر وعمرو بن جنادة والكهل يتاسى بزهير ومن معه بابي انتم وامي شبابكم خير الشباب وكهولكم خير الكهول ونساؤكم خير النساء ...
والنساء تقتدي بزينب التي خرجت وفق ارادة السماء لتعين اخاها وترفع لواها فلولا خروج زينب لاندثر صوت الحسين في صحراء نينوى .
ولذا نساؤنا يخرجن مقتديات بالعفيفة الشريفة زينب الحوراء ملبيات دعوتها ومتاسيات بمصيبتها - فليت شعري- كيف نعتبر خروجهن مخالفة للقرار في البيوت ؟ وهو خروج اراده الله لزينب شاء الله ان يراني قتيلا وان يراهن سبايا . - ولئن كانت زينب تسبى- فليست حليلتي او اختي او امي او بنتي باكرم من زينب - بل على النقيض فان بخروج نسائنا اعلاء لشان الحوراء وبيانا لمصيبتها فما رايت حرة ماشية الى كربلاء الا وانهمرت العين بالبكاء تذكارا مني لما اصاب عقيلة الطالبيين فبناتنا الزينبيات بخروجهن كن وسيبقين مجلسا خحسينينا فعالا متنقلا يحرك القول نحو الحسين .
انا حر قلبي لزينب الحوراء - بناتنا حين ينزلن في المواكب ياوين على بيوت المؤمنين الذين يستقبلونهن فرحين مستبشرين لقاء الاب لابنه والاخ لاخيه والاخت لاختها فليس فرق بين ابن البصرة او ذي قار او ميسان او القادسية او كربلاء او سائر المحافظات اذ اصبح العراق بفضل الحيسين بيتا واحدا لا مجال فيه للغرباء - اذ لا يوجد بيت غريب عندنا ابدا - مادام الحسين موجودا في قلوب المؤمنين نساؤنا ياوين الى البيوت المملوءة بالنساء الخادمات لهن المكرمات لهن دون ان يطلع عليهن صاحب البيت او غيره فالحرمة محفوظة والكرامة محفوفة بشرف الحسين .ولكن زينب كانت اذا جن عليها الليل وضعت في خرابة لا تقيها حرا او بردا مع نساء شامتات مستهترات كام هجان التي اصابت راس الحسين بالحجر.!!
افاستكثر ان تخرج زوجتي لتواسي زينب في مصابها؟!
ام انا اصبحت رب العباد لاقول ان العمل يقبل من الرجل دون المراة؟!! وقال الله عز من قائل:
1- ((
فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب))
2-((ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا))
3- ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))
4- ((من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب))
وزيارة الحسين من ابرز الاعمال الصاحلة التي وجهنا اليها ال البيت بامر الهي فكيف يتسنى لي ان اجعلها شعيرة خاصة بالرجال دون النساء؟
كيف لي ان اقول الرجل يثاب عليها وتؤثم المراة؟!كيف لي ان اخرج النساء من دائرة الرحمة الالهية التي وعد بها رسول الله فقال http://www.yahosein.com/vb/images/smilies/frown.gif(ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء
بقول ولا فعل ولانية ، فيوارون أجسامهم ، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك
‹ صفحة 60 ›
البطحاء يكون علما لأهل الحق ، وسببا للمؤمنين إلى الفوز ، وتحفه ملائكة من
كل سماء مائة ألف ملك في كل يوم وليلة ، ويصلون عليه ويسبحون الله عنده و
يستغفرون الله لزواره ، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله
وإليك بذلك ، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم ، ويسمون في وجوههم بميسم
نور عرش الله : " هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء " فإذا كان يوم
القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار ، يدل عليهم
ويعرفون به .
وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلى أمامنا ، ومعنا من ملائكة الله
مالا يحصى عدده ، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق ، حتى
ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده ، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا
محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك ، لا يريد به غير الله عز وجل وسيجد أناس حقت
عليهم من الله اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره ، فلا يجعل الله
تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيل) فكيف لي ان اخص الرجال بها دون النساء؟!
أ اكون مخرجا لهم بسبب وجود بعض السلبيات التي لا تخلو منها اية رحلة حتى لو كانت للنزهة او الاستجمام او التسوق؟
أ فنلغي زيارة النساء بداعي ان ضعاف النفوس ينظرون اليهن؟ فضعيف النفس ينظر الى النساء ولو كن في جوف الكعبة أ فنمنع الحج لذاك؟!
وحتى لا اطيل :
فيا اخواتي ويا بناتي وامهاتي يا ايها الزينبيات اسرعن لزيارة الحسين مشيا على الاقدام او حتى ولو زحفا على الركب اذ لا فرق بينكن ولا بين الرجال فهذه اخبار ائمتنا عليهم السلام مبشرين لزوار الحسين بالجنة والفوز العظيم أ فنستاثر بالجنة للرجال فقط ونبخل بها عليكن؟ تلك اذن قسمة ضيزى. وهاؤم كلام ال البيت في زيارة الحسين مشيا على الاقدام ولنر الحكم بعد ذاك :أ نمشي ام نمتنع؟:
1-
عن الحسين بن ثوير بن ابي فاختة (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) ان كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا اراد الانصراف أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى
2 - حدثني ابي عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الرجل ليخرج الى قبر الحسين (عليه السلام) فله إذا خرج من اهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا اتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني اعطك، ادعني اجبك، اطلب مني
اعطك، سلني حاجة اقضها لك، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وحق على الله ان يعطي ما بذل (1). [
3 - وبهذا الاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم بزيارته الرجل اعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السماء ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله (2)، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم امير المؤمنين (عليه السلام): انا ضامن لقضأ حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والاخرة، ثم التقاهم (3) النبي (صلى الله عليه وآله) عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا الى اهاليهم )
4-
عن ابي الصامت، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة. فإذا اتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا اتيت باب الحائر فكبر اربعا، ثم امش قليلا ثم كبر اربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر اربعا وصل عنده، واسأل الله حاجتك
5-
عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين (عليه السلام) فقال لي: يا عبد الله ان أدنى ما يكون له ان الله يحفظه في نفسه واهله حتى يرده الى اهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ
6-
عن علي بن ميمون الصائغ، عن ابي عبد الله
(عليه السلام)، قال: يا علي زر الحسين ولا تدعه، قال: قلت: ما لمن أتاه من الثواب، قال: من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له درجة، فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه وقالوا: يا ولي الله مغفورا لك، انت من حزب الله وحزب رسوله وحزب اهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك ابدا، ولا تراك ولا تطعمك ابدا
7-
عن سدير الصيرفي، قال: كنا عند ابي جعفر (عليه السلام) فذكر فتى قبر الحسين (عليه السلام)، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ما أتاه عبد فخطا خطوة الا كتب الله له حسنة وحط عنه سيئة
8-
عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار الحسين (عليه السلام) من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب، ويكتب له بكل خطوة خطاها وكل يد رفعتها دابته الف حسنة ومحى عنه الف سيئة وترفع له الف درجة .
فياترى هل اختص الله ذلك بالرجال؟ كلا والف كلا فنحن لسنا باليهود لنمنع المراة من العبادة فتضطر ام مريم لان تقول اني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى !!
ولكن وفي الوقت ذاته لابد علينا كمتشرعة وانصار للحسين ان نوجه الى عزيزات الزهراء هذه الكلمات والاشادات اثناء الزيارة ليكون العمل خالصا لله غير متعرض الى الاحباط والتحول الى الاثام :
1- اخذ اذن الزوج او الولي كالاب والجد. فان من خرجت من دون اذن زوجها اوكل الله بها ملائكة يلعنونها الى حين رجوعها
2- انه لابد للمراة في السفر من محرم يعينها ويتكفلها .
3- الالتزام بالحجاب الشرعي وارتداء الجواريب الطويلة وما يستر القدمين خاصة من التكشف بسبب الهواء كلبس البجامة او السروال الطويل.
4- عدم الاختلاط بالرجال اثناء المسير ومزاحمتهن لهم
5- المبيت في الاماكن الخاصة للنساء وخاصة داخل المدينة المقدسة وتجنب الاماكن العامة والمكشوفة .
6- الانتباه الى اطفالهن ان كن يصطحبن الاطفال واعطائهم علامات خاصة او باجات تحمل اسم الطفل ورقم الهاتف الخاص باهله.
7- الافضل ان يكن مجموعات ولا تفترق عن المجموعة فان الذئب ياكل من الغن القاصية .
8 المحافظة على الصلوات والاشتغال بذكر الله.
وباختصار على المراة الزائرة ان تلتزم بالضوابط الشرعية في الزيارة وخاصة اثناء الرجوع بالسيارات وذلك من خلال الصعود بالسيارات المخصصة للنساء فقط كما راينا الجهات المختصة مشكورة توفر هذه الامور وان كانت بصورة غير كافية
وختاما اقول :
ليس ذهاب نسائنا الى الزيارة بمحرم ولا بمكروه شرعا ولا فيها مخالفة لحكم الله بالقرار بل فيه الاجر والثواب وليس رجالنا حينما يسمحون لهن بالمسير يكونون من انصار الامويين بل من انصار الحسين اسوة بوهب الذي جلب امه وزوجه
لنصرته عليه السلام .
وعلى نسائنا الالتزام بالضوابط الشرعية والاخلاقة
.فيابنات الزهراء امشين الى كربلاء
السلام على الحسين المظلوم الشهيد
السلام على ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور
لا يزال الحسين شمعة منيرة في سماء الحرية والاباء , ولا تزال مدرسة الحسين تلك المدرسة العظيمة التي انار الله برهانها وانجح طلابها ورفع قدرها في عليين وتوج سالكي طريقها بنور اليقين . مدرسة من دخلها كان من الناجين ومن تخلف عنها كان من الابقين الزاهقين . مدرسة الخادم فيها كريم قدره رفيع شانه مغبوط على خدمته من قبل ملائكة رب العالمين . كيف لا وهي مدرسة انشاها الله فكان عميدها الرسول الامين وحاميها امير المؤمنين واستاذها الاول سيدة نساء العالمين ومنظرها الحسن الزكي ومشرفها الحسين الشهيد الولي . وناشر اخبارها وعلومها الصادق الحفي . وسائر ال بيت النبي .
الذين امرونا باعلاء رايتها وحفظ وجودها مهما كلفنا ذلك من غال او نفيس . فكل ما في حوزتنا في قبالة مصائبهم رخيص خسيس . ووعدوا وتوعدوا :
وعدوا اولياءهم الزائرين لحرم سيدنا الحسين بالفوز والحبور . وتوعدوا شانئهم بالويل والثبور والهلاك على مر الدهور والعصور .
فهذه زينب الحوراء ترفع صوتها بحضور الامام زين العابدين مودعة اخاها ومن كان في الحياة املها ورجاها قائلة مخاطبة زين العابدين مواسية لها مخبرة عن شيعتهم القادمين : ( وينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد
الشهداء ( عليه السلام ) لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه ، على كرور الليالي والأيام و
ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا
وأمره إلا علوا)[ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 28 - ص 57]
وهذا مراته العين وابصر به اليقين فراينا علو شان الزائرين ومغبة مآل المانعين المعاندين .
ولما كانت هذه الشعيرة من شعائر الله العبادية . ومن طرق السلوك الربانية فانه لا ينبغي فيها التفريق بين المراة والرجل ولا بين الحر والعبد ولا بين حتى الطفل الرضيع والشيخ الكبير . اذ كلها استجابة لدعوى داعي الله الحسين بن علي وهو ينادي اما من معين يعيننا فما خروج الزائرين الا لهفة وشوقا الى لقاء رب العالمين بقلوب صادقة ونيات خالصة لنصرة الحسين وتاسيا بجابر بن عبد الله الانصاري والذي حاز على نصرة الحسين دون ان يضرب بسيف او يطعن برمح اذ ساله العوفي فقال وكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا والقوم فرق بين رؤوسهم وابدانهم فقال جابر: سمعت رسول الله يقول من احب عمل قوم اشرك معهم واني اشهد الله ان نيتي كانت معهم محب لعلملهم.
بهذا المنطق ومن هذا المنطلق تندفع حشود الزائرين وجماهير الهدارين بلبيك يا حسين من كل حدب وصوب الى كربلاء الفداء نصرة للدين وتلبية للحسين لا يردعها رادع ولا يمنعها مانع .ومما يميز هذه المسيرة التنوع المتالف بين الادوار والاشخاص فالطفل يواسي الرضيع الفطيم بالسهم النقيع . والشيخ يواسي حبيبا والشباب يواسي ويتاسى بالقاسم والاكبر وعمرو بن جنادة والكهل يتاسى بزهير ومن معه بابي انتم وامي شبابكم خير الشباب وكهولكم خير الكهول ونساؤكم خير النساء ...
والنساء تقتدي بزينب التي خرجت وفق ارادة السماء لتعين اخاها وترفع لواها فلولا خروج زينب لاندثر صوت الحسين في صحراء نينوى .
ولذا نساؤنا يخرجن مقتديات بالعفيفة الشريفة زينب الحوراء ملبيات دعوتها ومتاسيات بمصيبتها - فليت شعري- كيف نعتبر خروجهن مخالفة للقرار في البيوت ؟ وهو خروج اراده الله لزينب شاء الله ان يراني قتيلا وان يراهن سبايا . - ولئن كانت زينب تسبى- فليست حليلتي او اختي او امي او بنتي باكرم من زينب - بل على النقيض فان بخروج نسائنا اعلاء لشان الحوراء وبيانا لمصيبتها فما رايت حرة ماشية الى كربلاء الا وانهمرت العين بالبكاء تذكارا مني لما اصاب عقيلة الطالبيين فبناتنا الزينبيات بخروجهن كن وسيبقين مجلسا خحسينينا فعالا متنقلا يحرك القول نحو الحسين .
انا حر قلبي لزينب الحوراء - بناتنا حين ينزلن في المواكب ياوين على بيوت المؤمنين الذين يستقبلونهن فرحين مستبشرين لقاء الاب لابنه والاخ لاخيه والاخت لاختها فليس فرق بين ابن البصرة او ذي قار او ميسان او القادسية او كربلاء او سائر المحافظات اذ اصبح العراق بفضل الحيسين بيتا واحدا لا مجال فيه للغرباء - اذ لا يوجد بيت غريب عندنا ابدا - مادام الحسين موجودا في قلوب المؤمنين نساؤنا ياوين الى البيوت المملوءة بالنساء الخادمات لهن المكرمات لهن دون ان يطلع عليهن صاحب البيت او غيره فالحرمة محفوظة والكرامة محفوفة بشرف الحسين .ولكن زينب كانت اذا جن عليها الليل وضعت في خرابة لا تقيها حرا او بردا مع نساء شامتات مستهترات كام هجان التي اصابت راس الحسين بالحجر.!!
افاستكثر ان تخرج زوجتي لتواسي زينب في مصابها؟!
ام انا اصبحت رب العباد لاقول ان العمل يقبل من الرجل دون المراة؟!! وقال الله عز من قائل:
1- ((
فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب))
2-((ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا))
3- ((من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))
4- ((من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب))
وزيارة الحسين من ابرز الاعمال الصاحلة التي وجهنا اليها ال البيت بامر الهي فكيف يتسنى لي ان اجعلها شعيرة خاصة بالرجال دون النساء؟
كيف لي ان اقول الرجل يثاب عليها وتؤثم المراة؟!كيف لي ان اخرج النساء من دائرة الرحمة الالهية التي وعد بها رسول الله فقال http://www.yahosein.com/vb/images/smilies/frown.gif(ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء
بقول ولا فعل ولانية ، فيوارون أجسامهم ، ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك
‹ صفحة 60 ›
البطحاء يكون علما لأهل الحق ، وسببا للمؤمنين إلى الفوز ، وتحفه ملائكة من
كل سماء مائة ألف ملك في كل يوم وليلة ، ويصلون عليه ويسبحون الله عنده و
يستغفرون الله لزواره ، ويكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله
وإليك بذلك ، وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم ، ويسمون في وجوههم بميسم
نور عرش الله : " هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء " فإذا كان يوم
القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار ، يدل عليهم
ويعرفون به .
وكأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلى أمامنا ، ومعنا من ملائكة الله
مالا يحصى عدده ، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق ، حتى
ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده ، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا
محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك ، لا يريد به غير الله عز وجل وسيجد أناس حقت
عليهم من الله اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره ، فلا يجعل الله
تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيل) فكيف لي ان اخص الرجال بها دون النساء؟!
أ اكون مخرجا لهم بسبب وجود بعض السلبيات التي لا تخلو منها اية رحلة حتى لو كانت للنزهة او الاستجمام او التسوق؟
أ فنلغي زيارة النساء بداعي ان ضعاف النفوس ينظرون اليهن؟ فضعيف النفس ينظر الى النساء ولو كن في جوف الكعبة أ فنمنع الحج لذاك؟!
وحتى لا اطيل :
فيا اخواتي ويا بناتي وامهاتي يا ايها الزينبيات اسرعن لزيارة الحسين مشيا على الاقدام او حتى ولو زحفا على الركب اذ لا فرق بينكن ولا بين الرجال فهذه اخبار ائمتنا عليهم السلام مبشرين لزوار الحسين بالجنة والفوز العظيم أ فنستاثر بالجنة للرجال فقط ونبخل بها عليكن؟ تلك اذن قسمة ضيزى. وهاؤم كلام ال البيت في زيارة الحسين مشيا على الاقدام ولنر الحكم بعد ذاك :أ نمشي ام نمتنع؟:
1-
عن الحسين بن ثوير بن ابي فاختة (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) ان كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا اراد الانصراف أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى
2 - حدثني ابي عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الرجل ليخرج الى قبر الحسين (عليه السلام) فله إذا خرج من اهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا اتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني اعطك، ادعني اجبك، اطلب مني
اعطك، سلني حاجة اقضها لك، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وحق على الله ان يعطي ما بذل (1). [
3 - وبهذا الاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم بزيارته الرجل اعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السماء ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله (2)، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم امير المؤمنين (عليه السلام): انا ضامن لقضأ حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والاخرة، ثم التقاهم (3) النبي (صلى الله عليه وآله) عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا الى اهاليهم )
4-
عن ابي الصامت، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة. فإذا اتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا اتيت باب الحائر فكبر اربعا، ثم امش قليلا ثم كبر اربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر اربعا وصل عنده، واسأل الله حاجتك
5-
عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين (عليه السلام) فقال لي: يا عبد الله ان أدنى ما يكون له ان الله يحفظه في نفسه واهله حتى يرده الى اهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ
6-
عن علي بن ميمون الصائغ، عن ابي عبد الله
(عليه السلام)، قال: يا علي زر الحسين ولا تدعه، قال: قلت: ما لمن أتاه من الثواب، قال: من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له درجة، فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه وقالوا: يا ولي الله مغفورا لك، انت من حزب الله وحزب رسوله وحزب اهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك ابدا، ولا تراك ولا تطعمك ابدا
7-
عن سدير الصيرفي، قال: كنا عند ابي جعفر (عليه السلام) فذكر فتى قبر الحسين (عليه السلام)، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ما أتاه عبد فخطا خطوة الا كتب الله له حسنة وحط عنه سيئة
8-
عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار الحسين (عليه السلام) من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب، ويكتب له بكل خطوة خطاها وكل يد رفعتها دابته الف حسنة ومحى عنه الف سيئة وترفع له الف درجة .
فياترى هل اختص الله ذلك بالرجال؟ كلا والف كلا فنحن لسنا باليهود لنمنع المراة من العبادة فتضطر ام مريم لان تقول اني وضعتها انثى وليس الذكر كالانثى !!
ولكن وفي الوقت ذاته لابد علينا كمتشرعة وانصار للحسين ان نوجه الى عزيزات الزهراء هذه الكلمات والاشادات اثناء الزيارة ليكون العمل خالصا لله غير متعرض الى الاحباط والتحول الى الاثام :
1- اخذ اذن الزوج او الولي كالاب والجد. فان من خرجت من دون اذن زوجها اوكل الله بها ملائكة يلعنونها الى حين رجوعها
2- انه لابد للمراة في السفر من محرم يعينها ويتكفلها .
3- الالتزام بالحجاب الشرعي وارتداء الجواريب الطويلة وما يستر القدمين خاصة من التكشف بسبب الهواء كلبس البجامة او السروال الطويل.
4- عدم الاختلاط بالرجال اثناء المسير ومزاحمتهن لهم
5- المبيت في الاماكن الخاصة للنساء وخاصة داخل المدينة المقدسة وتجنب الاماكن العامة والمكشوفة .
6- الانتباه الى اطفالهن ان كن يصطحبن الاطفال واعطائهم علامات خاصة او باجات تحمل اسم الطفل ورقم الهاتف الخاص باهله.
7- الافضل ان يكن مجموعات ولا تفترق عن المجموعة فان الذئب ياكل من الغن القاصية .
8 المحافظة على الصلوات والاشتغال بذكر الله.
وباختصار على المراة الزائرة ان تلتزم بالضوابط الشرعية في الزيارة وخاصة اثناء الرجوع بالسيارات وذلك من خلال الصعود بالسيارات المخصصة للنساء فقط كما راينا الجهات المختصة مشكورة توفر هذه الامور وان كانت بصورة غير كافية
وختاما اقول :
ليس ذهاب نسائنا الى الزيارة بمحرم ولا بمكروه شرعا ولا فيها مخالفة لحكم الله بالقرار بل فيه الاجر والثواب وليس رجالنا حينما يسمحون لهن بالمسير يكونون من انصار الامويين بل من انصار الحسين اسوة بوهب الذي جلب امه وزوجه
لنصرته عليه السلام .
وعلى نسائنا الالتزام بالضوابط الشرعية والاخلاقة
.فيابنات الزهراء امشين الى كربلاء