بنت الامامين
23-08-2006, 04:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
من الاحاديث التي يحتج بها علينا اهل السنة والجماعة في احقية خلافة الخلفاء الثلاثة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اوصيكم بتقوى الله، و السمع و الطاعة، و إن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ [و إياكم و محدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة ]
السلسلة الصحيحة وصححه الالباني
وللرد على هذا الحديث نقول :
اولا : إن هذا الحديث بجميع طرقه وأسانيده ينتهي إلى « العرباض بن سارية السلمي » فهو الراوي الوحيد له وهذا مما يورث الشك في صدوره لأن الحديث كان في المسجد وكان بعد الصلاة وكان موعظة بليغة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ثم طلب منه أن يعهد إلى الأمة فقال ..
فكيف لم يروه إلا العرباض ؟! ولم لم يرووه إلا عن العرباض ؟!
وثانيا : إن هذا الحديث إنما حدث به في الشام وإنما تناقله وروجه أهل الشام ! وأكثر رواته من أهل حمص بالخصوص وهم من أنصار معاوية وأشد أعداء علي أمير المؤمنين عليه السلام .
فبالنظر إلى هذه الناحية لا سيما مع ضم النظر في متن الحديث إليه لا يبقى وثوق بصدور هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ كيف يوثق بحديث يرويه حمصي عن حمصي عن حمصي !!.. ولا يوجد عند غيرهم من حملة الحديث علم به ؟! وأهل الشام قاطبة غير متحرجين من الافتعال لما ينتهي إلى تشييد سلطان معاوية أو الحط ممن خالفه !
وثالثا : إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري ومسلم وكذا النسائي من أصحاب السنن ... وقد بنى غير واحد من العلماء الكبار من أهل السنة على عدم الاعتناء بحديث اتفق الشيخان على الإعراض عنه وإن اتفق أرباب السنن على إخراجه والعناية به ...
قال ابن تيمية بجواب حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة :
« هذا الحديث ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره ولكن قد أورده أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجة ، ورواه أهل المسانيد كالإمام أحمد »
رابعا : إن المخرجين له ... منهم من صححه كالترمذي والحاكم ومنهم من سكت عنه كأبي داود ومنهم من عده في الحسان كالبغوي ومنهم من حكم عليه بالبطلان كابن القطان ...
خامسا : إن رواة هذا الحديث عن « العرباض بن سارية » هم :
1 ـ عبدالرحمن بن عمرو السلمي :
وزعم القطان الفاسي أنه لا يصح لجهالة حاله راجع تهذيب التهذيب 6|215 .
2 ــ حجر بن حجر الحمصي :
فأولاً : هو من أهل حمص .
وثانيا : لم يرو عنه إلأ أبو داود.
قال ابن حجر : « روى عن العرباض بن سارية . وعنه خالد بن معدان . روى له أبو داود حديثاً واحداً في طاعة الأمير .
3 ــ يحيى بن أبي المطاع الشامي :
فاولا : لم يرو عنه إلا ابن ماجة .
وثانيا : قال ابن القطان : « لا أعرف حاله »
4 ـ معبد بن عبدالله بن هشام :
أما الرابع فلم نجده إلا عند الحاكم حيث قال : « ومنهم : معبد بن عبدالله بن هشام القرشي » ثّم قال : « وليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب فتركته ».
وقد اعترف اعلام السنة بالعجر في فهم مدلول هذا الحديث ونذكر منهم :
1 ــ ابن العربي المالكي يقول ـ بعد ذكر رأيه ـ « ولم أعلم للحديث معنىً ». (شرح الترمذي 9|69 ).
2 ــ ابن البطال ينقل عن المهلب قوله : « لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث . يعني بشيء معين »( فتح الباري 13|180 ) .
3 ــ وابن الجوزي يقول : « قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانّه وسألت عنه فلم أقع على المقصود » ( فتح الباري 13|181 )
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
من الاحاديث التي يحتج بها علينا اهل السنة والجماعة في احقية خلافة الخلفاء الثلاثة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اوصيكم بتقوى الله، و السمع و الطاعة، و إن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ [و إياكم و محدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة ]
السلسلة الصحيحة وصححه الالباني
وللرد على هذا الحديث نقول :
اولا : إن هذا الحديث بجميع طرقه وأسانيده ينتهي إلى « العرباض بن سارية السلمي » فهو الراوي الوحيد له وهذا مما يورث الشك في صدوره لأن الحديث كان في المسجد وكان بعد الصلاة وكان موعظة بليغة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ثم طلب منه أن يعهد إلى الأمة فقال ..
فكيف لم يروه إلا العرباض ؟! ولم لم يرووه إلا عن العرباض ؟!
وثانيا : إن هذا الحديث إنما حدث به في الشام وإنما تناقله وروجه أهل الشام ! وأكثر رواته من أهل حمص بالخصوص وهم من أنصار معاوية وأشد أعداء علي أمير المؤمنين عليه السلام .
فبالنظر إلى هذه الناحية لا سيما مع ضم النظر في متن الحديث إليه لا يبقى وثوق بصدور هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ كيف يوثق بحديث يرويه حمصي عن حمصي عن حمصي !!.. ولا يوجد عند غيرهم من حملة الحديث علم به ؟! وأهل الشام قاطبة غير متحرجين من الافتعال لما ينتهي إلى تشييد سلطان معاوية أو الحط ممن خالفه !
وثالثا : إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري ومسلم وكذا النسائي من أصحاب السنن ... وقد بنى غير واحد من العلماء الكبار من أهل السنة على عدم الاعتناء بحديث اتفق الشيخان على الإعراض عنه وإن اتفق أرباب السنن على إخراجه والعناية به ...
قال ابن تيمية بجواب حديث افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة :
« هذا الحديث ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره ولكن قد أورده أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجة ، ورواه أهل المسانيد كالإمام أحمد »
رابعا : إن المخرجين له ... منهم من صححه كالترمذي والحاكم ومنهم من سكت عنه كأبي داود ومنهم من عده في الحسان كالبغوي ومنهم من حكم عليه بالبطلان كابن القطان ...
خامسا : إن رواة هذا الحديث عن « العرباض بن سارية » هم :
1 ـ عبدالرحمن بن عمرو السلمي :
وزعم القطان الفاسي أنه لا يصح لجهالة حاله راجع تهذيب التهذيب 6|215 .
2 ــ حجر بن حجر الحمصي :
فأولاً : هو من أهل حمص .
وثانيا : لم يرو عنه إلأ أبو داود.
قال ابن حجر : « روى عن العرباض بن سارية . وعنه خالد بن معدان . روى له أبو داود حديثاً واحداً في طاعة الأمير .
3 ــ يحيى بن أبي المطاع الشامي :
فاولا : لم يرو عنه إلا ابن ماجة .
وثانيا : قال ابن القطان : « لا أعرف حاله »
4 ـ معبد بن عبدالله بن هشام :
أما الرابع فلم نجده إلا عند الحاكم حيث قال : « ومنهم : معبد بن عبدالله بن هشام القرشي » ثّم قال : « وليس الطريق إليه من شرط هذا الكتاب فتركته ».
وقد اعترف اعلام السنة بالعجر في فهم مدلول هذا الحديث ونذكر منهم :
1 ــ ابن العربي المالكي يقول ـ بعد ذكر رأيه ـ « ولم أعلم للحديث معنىً ». (شرح الترمذي 9|69 ).
2 ــ ابن البطال ينقل عن المهلب قوله : « لم ألق أحداً يقطع في هذا الحديث . يعني بشيء معين »( فتح الباري 13|180 ) .
3 ــ وابن الجوزي يقول : « قد أطلت البحث عن معنى هذا الحديث وتطلبت مظانّه وسألت عنه فلم أقع على المقصود » ( فتح الباري 13|181 )
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين