ليث العتابي
19-12-2012, 07:20 PM
أقوال في عاشوراء
( 1 )
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
قال السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) : ــ
(( الأمة حينما تنهزم و ينتزع منها شخصيتها و تموت إرادتها تنسج بالتدريج أخلاقية معينة تنسجم مع الهزيمة النفسية التي تعيشها بوصفها أمة بدون إرادة , أمة لا تشعر بكرامتها و شخصيتها , بالرغم من وضوح الطريق و جلاء الأهداف و قدرتها على التميز المنطقي بين الحق و الباطل ... )) .
(( إن الأمام الحسين ( ع ) وقف ليعالج مرضاً من أمراض الأمة كما وقف من قبله أخوه الأمام الحسن ( ع ) ليعالج مرضاً آخر من أمراض الأمة , بينما قدر للأمام الحسن ( ع ) أن يعالج مرض الشك في الأمة الإسلامية التي بدأت في عهد أمير المؤمنين ( ع ) تشك في الخط الرسالي الذي سار عليه قادة أهل البيت ( ع ) , و استفحل لديها هذا الشك حتى تحول إلى حالة مرضية في عهد الأمام الحسن ( ع ) , هذه الحالة المرضية التي لم يكن بالإمكان علاجها حتى بالتضحية , عالج الأمام الحسين ( ع ) حالة مرضية أخرى هي حالة انعدام الإرادة مع وضوح الطريق , فالأمة الإسلامية التي كانت تشك ( أو التي بدأت تشك ) في واقع المعركة القائمة داخل الإطار الإسلامي بين الجناحين المتصارعين أتضح لها بعد الطريق , لكن هذا الطريق اتضحت لها معالمه بعد أن فقدت إرادتها , و بعد أن نامت و استطاع الذين اغتصبوها و سرقوا شخصيتها و زوروا إرادتها و أباحوا كرامتها , و استطاعوا أن يخدورها و أن يجعلوها غير قادرة على مجابهة موقف من هذا القبيل ... )) .
(( و أعجب مظهر من مظاهر هذا الانهيار هو التناقض الذي كان يوجد بين قلب الأمة و عواطف الأمة و عملها , هذا التناقض الذي عبر عنه الفرزدق بقوله للأمام الحسين ( ع ) : إن قلوبهم معك و سيوفهم عليك .
لا أن جماعة قلوبهم معك , و جماعة أخرى سيوفهم عليك ... لأن الشخص الذي لا يملك إرادته يمكن أن تتحرك يده على خلاف قلبه و عاطفته . )) .
(( ... أن عملية التغيير في أخلاقية الأمة لا يجوز أن تقوم بأي مجابهة واضحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة , لأن المجابهة الواضحة الصريحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة يكون معناها الانعزال عن هذه الأمة و الانكماش , و عدم القدرة على القيام بعمل مشروع في نظر هذه الأمة حينما نريد أن ننفذ إلى ضمير الأمة التي ماعت أخلاقياً , لابد لنا أيضاً في نفس الوقت الذي نفكر في إنشاء أخلاقيتها من جديد أن نفكر في عدم مجابهة الأخلاقية القائمة بالشكل الذي يعزل هذا الشخص الذي يريد أن يغير أخلاقية الأمة , فلابد له أن يفكر في انتهاج طريق في التغيير يستطيع به أن ينفذ إلى ضمير الأمة , و هو لا يمكنه أن ينفذ إلى ضمير الأمة إلا إذا حافظ باستمرار على معقولية و مشروعية عمله في نظر الأمة , كما عمل الأمام الحسين ( ع ) . لم يبق لدى شخص من أبناء الأمة الإسلامية أي شك في أن عمل الحسين ( ع ) كان عملاً مشروعاً صحيحاً , و أن عمل بني أمية كان عملاً ظالماً عاتياً جباراً .... )) .
( 1 )
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
قال السيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) : ــ
(( الأمة حينما تنهزم و ينتزع منها شخصيتها و تموت إرادتها تنسج بالتدريج أخلاقية معينة تنسجم مع الهزيمة النفسية التي تعيشها بوصفها أمة بدون إرادة , أمة لا تشعر بكرامتها و شخصيتها , بالرغم من وضوح الطريق و جلاء الأهداف و قدرتها على التميز المنطقي بين الحق و الباطل ... )) .
(( إن الأمام الحسين ( ع ) وقف ليعالج مرضاً من أمراض الأمة كما وقف من قبله أخوه الأمام الحسن ( ع ) ليعالج مرضاً آخر من أمراض الأمة , بينما قدر للأمام الحسن ( ع ) أن يعالج مرض الشك في الأمة الإسلامية التي بدأت في عهد أمير المؤمنين ( ع ) تشك في الخط الرسالي الذي سار عليه قادة أهل البيت ( ع ) , و استفحل لديها هذا الشك حتى تحول إلى حالة مرضية في عهد الأمام الحسن ( ع ) , هذه الحالة المرضية التي لم يكن بالإمكان علاجها حتى بالتضحية , عالج الأمام الحسين ( ع ) حالة مرضية أخرى هي حالة انعدام الإرادة مع وضوح الطريق , فالأمة الإسلامية التي كانت تشك ( أو التي بدأت تشك ) في واقع المعركة القائمة داخل الإطار الإسلامي بين الجناحين المتصارعين أتضح لها بعد الطريق , لكن هذا الطريق اتضحت لها معالمه بعد أن فقدت إرادتها , و بعد أن نامت و استطاع الذين اغتصبوها و سرقوا شخصيتها و زوروا إرادتها و أباحوا كرامتها , و استطاعوا أن يخدورها و أن يجعلوها غير قادرة على مجابهة موقف من هذا القبيل ... )) .
(( و أعجب مظهر من مظاهر هذا الانهيار هو التناقض الذي كان يوجد بين قلب الأمة و عواطف الأمة و عملها , هذا التناقض الذي عبر عنه الفرزدق بقوله للأمام الحسين ( ع ) : إن قلوبهم معك و سيوفهم عليك .
لا أن جماعة قلوبهم معك , و جماعة أخرى سيوفهم عليك ... لأن الشخص الذي لا يملك إرادته يمكن أن تتحرك يده على خلاف قلبه و عاطفته . )) .
(( ... أن عملية التغيير في أخلاقية الأمة لا يجوز أن تقوم بأي مجابهة واضحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة , لأن المجابهة الواضحة الصريحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة يكون معناها الانعزال عن هذه الأمة و الانكماش , و عدم القدرة على القيام بعمل مشروع في نظر هذه الأمة حينما نريد أن ننفذ إلى ضمير الأمة التي ماعت أخلاقياً , لابد لنا أيضاً في نفس الوقت الذي نفكر في إنشاء أخلاقيتها من جديد أن نفكر في عدم مجابهة الأخلاقية القائمة بالشكل الذي يعزل هذا الشخص الذي يريد أن يغير أخلاقية الأمة , فلابد له أن يفكر في انتهاج طريق في التغيير يستطيع به أن ينفذ إلى ضمير الأمة , و هو لا يمكنه أن ينفذ إلى ضمير الأمة إلا إذا حافظ باستمرار على معقولية و مشروعية عمله في نظر الأمة , كما عمل الأمام الحسين ( ع ) . لم يبق لدى شخص من أبناء الأمة الإسلامية أي شك في أن عمل الحسين ( ع ) كان عملاً مشروعاً صحيحاً , و أن عمل بني أمية كان عملاً ظالماً عاتياً جباراً .... )) .