ليث العتابي
21-12-2012, 06:00 PM
الأمام الحسن ( عليه السلام ) مُعز المؤمنين
الشيخ
ليث عبد الحسين العتابي
الحوزة العلمية / النجف الأشرف
الولادة المباركة للأمام الحسن ( عليه السلام ) :
كانت ولادته المباركة في شهر الله الأعظم , شهر رمضان المبارك , في اليوم الخامس عشر منه للسنة الثالثة للهجرة النبوية المباركة , في المدينة المنورة , و في بيت والديه , بيت النبوة , و بيت الإمامة , المصداق الحقيقي لقوله تعالى : ( في بيوتٍ أذن الله أن تُرفع و يُذكر فيها أسمه يُسبحُ لهُ فيها بالغدو و الآصال ) .
مراسم الولادة :
لما ولد الأمام الحسن ( عليه السلام ) و وصل النبي ( ص ) إلى بيت علي و فاطمة ( عليهما السلام ) قال ( ص ) : يا أسماء هاتي أبني .
فانبرت أسماء و دفعته إليه في خرقة صفراء , فرمى بها , و قال ( ص ) : ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء ؟
و قام ( ص ) فقطع سرته , و ألباه بريقه ( أطعمه بريقه الشريف ) , و ضمه إلى صدره , و رفع يديه بالدعاء له : ( اللهم أني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم ) .
و أذن ( ص ) في أذنه اليمنى , و أقام في اليسرى , و في الخبر : ( إن ذلك عصمة للمولود من الشيطان الرجيم ) .
التسمية المباركة ( الحَسَن ) :
لابد من العلم بأنه لم يسم أحد من العرب و العجم بهذا الاسم المبارك على الإطلاق , و كان المعروف عند العرب لفظ ( الحَسِن ) و ( الحُسن ) .
و نقل أبن حجر في صواعقه عن عمران بن سليمان قال : ( الحسن و الحسين أسمان من أسماء أهل الجنة ما سميت العرب فيهما في الجاهلية ) .
و روي عن أبن الأعرابي عن المفضل قال : ( أن الله حجب أسمي الحسن و الحسين عن الخلق حتى سمى بهما النبي ( ص ) أبنيه الحسن و الحسين ) .
العقيقة :
عق النبي ( ص ) بكبش و أعطى القابلة منه فخذ و صار فعله هذا سنة لأمته من بعده .
حلق رأسه :
حلق النبي ( ص ) رأس الأمام الحسن ( ع ) و تصدق بزنته فضة على المساكين .
كنيته :
أبو محمد و لا كنية له غيرها .
ألقابه :
كثيرة منها : ( السبط , الزكي , المجتبى , السيد , التقي , الطيب , البر , الزاهد , مجمع النورين , أحد النيرين , ملتقى البحرين ) .
ملامحه :
كانت ملامح الأمام الحسن ( ع ) تحاكي ملامح جده المصطفى ( ص ) .
قال أنس بن مالك : ( لم يكن أحد أشبه بالنبي من الحسن بن علي ) .
التربية الصالحة :
ماذا نقول على من رسول الله ( ص ) تولى تربيت , و الأمام علي ( ع ) غذاه بحِكمه , و فاطمة الزهراء ( ع ) غرست فيه الفضيلة و الكمال , فكانت طفولته ( ع ) مثالاً للتكامل الإنساني , و مصداقاً للتربية الإلهية .
ذكره ( عليه السلام ) في القرآن الكريم :
آل عمران: 61
و في ذلك ذكر للحسن و الحسين ( عليهما السلام ) بقوله ( أبناءنا ) , في أثبات البنوة لهما من قبل الرسول الأكرم ( ص ) في باب أكمال نهج النبوة , و إن الذين جاء بهم النبي ( ص ) للمباهلة هم ( الأمام علي ( ع ) , و فاطمة ( ع ) , و الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) ) .
الشورى: 23
سُئل النبي الأكرم ( ص ) : من هؤلاء الذين أمرتنا بمودتهم ؟
قال ( ص ) : ( علي و فاطمة و ولداهما ) .
و أخرج أحمد و الترمذي و صححه النسائي و الحاكم عن المطلب بن ربيعة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( و الله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله و لقرابتي ) .
الأحزاب: 33
لما نزل هذا القول من الله تبارك و تعالى أدار النبي ( ص ) كساءه عليهم و قال : ( هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ) .
و في تفسير الطبري قال : ( أي يذهب عنكم الرجس و السوء و الفحشاء يا أهل بيت محمد , و يطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معصية الله , فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء و خصهم برحمته .
و عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( ص ) : ( نزلت هذه الآية فيَّ و في علي و فاطمة و الحسن و الحسين ) .
سورة هل أتى و ما بها لذكر و تفضيل لهم عليهم السلام .
فقد قال رسول الله ( ص ) : ( أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ؛ المكرم لذريتي , و القاضي لهم حوائجهم , و الساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه , و المحب لهم بقلبه و لسانه ) .
الأمام الحسن ( عليه السلام ) في أحاديث النبي ( ص ) :
قال ( ص ) : ( الحسن ريحانتي من الدنيا ) .
و قال ( ص ) : ( من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن ) .
و قال ( ص ) : ( أما الحسن فله هيبتي و سؤددي ... ) .
و هنا سؤال لابد من طرحه لأنه مدار الإشكالات , و مثار الخلافات ألا و هو :
هل إن الروايات التي ذُكرت في حق الأمام الحسن ( عليه السلام ) هي من ( " 1 " باب المحبة و صلة الرحم و الشفقة و كونه أبن بنته العزيزة على قلبه , أم ( "2" من باب كونه عليه السلام امتداد لخط الرسالة بعد أبيه الأمام علي عليه السلام , لذا ذكرها من أجل أن يتبعه المسلمون بعد أبيه ؟
للجواب عن ذلك نقول :
الأحاديث الواردة في حق الأمام الحسن ( عليه السلام ) من قبل الرسول الأكرم ( ص ) كانت لأجل تثبيت خط الرسالة و أنه من بعد الأمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن الأمام المفترض الطاعة و الراد عليه رادٌ على الرسول ( ص ) و بالتالي رادٌ على الله تعالى .
فقضية تسويف الأحاديث من قبل الخط المعادي للرسالة و أنها قيلت من باب المحبة فقط ما هي إلا تخرصات لا أساس لها من الصحة .
إثبات إمامته ( عليه السلام ) :
قال ( ص ) : ( الحسن و الحسين إمامان إن قاما و أن قعدا ) .
و قال ( ص ) : ( وصيي علي بن أبي طالب , و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين ... ) .
و قال ( ص ) للأمام الحسين ( ع ) : ( هذا إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم ) .
و لابد أن نعرف أن الإمامة هي : ( رئاسة عامة في أمور الدين و الدنيا لشخص إنساني ) .
من صفات الأمام :
1ـ العدالة 2ـ العلم 3ـ الشجاعة 4ـ من قريش , من آل بيت النبي ( ص ) بالتحديد
5ـ العصمة .
واجبات الأمام :
1ـ حفظ الدين 2 ـ تنفيذ الأحكام 3ـ حماية البلاد الإسلامية , و حماية المسلمين
4ـ إقامة الحدود .
الإمام الحسن ( عليه السلام ) في عهد الشيخين :
في عهد أبي بكر :
قال الأمام الحسن ( ع ) لأبي بكر لما رآه على منبر رسول الله ( ص ) : ( أنزل عم منبر أبي , و أذهب إلى منبر أبيك ) .
أما في عهد عمر بن الخطاب :
فكان معارضاً و معتزلاً كأبيه الأمام علي ( عليه السلام ) , و ذلك لما مورس من ثقافة إقصاء أهل البيت ( عليهم السلام ) عن كل شيء و بالخصوص الحكم .
في عهد عثمان بن عفان :
قيل أن الأمام الحسن ( ع ) أشترك في فتح طبرستان سنة ( 30 هجري ) , و هذا مردود و ذلك :
1ـ كونه خضوع للخليفة غير الشرعي و الأقرار بصحة كل ما يفعله .
2ـ أن الفتوحات لم تكن لصالح الإسلام و لا تخدم الأمم المفتوحه .
شبهة أن الأمام الحسن ( ع ) عثماني الهوى :
و هي مردودة لعدة أسباب :
1ـ أن سياسة عثمان كانت خلاف المنهج الإسلامي . و من هذه السياسة
أ ـ العفو عن عبيد الله بن عمر قاتل الهرمزان و جفينة و بنت أبي لؤلؤة .
ب ـ سياسته المالية الظالمة ضمن مبدأ التفضيل .
ج ـ هباته و عطاياه للأمويين خاصة , و هم أعداء الإسلام الأبديون .
د ـ سياسته المخالفة للنبي ( ص ) في احتضان و تقريب أبو سفيان , و الحكم بن العاص , و عبد الله بن سعد بن أبي سرح , و الوليد بن عقبة , و مروان بن الحكم .
هـ ـ استئثاره بالأموال .
و ـ كون ولاته و مستشاريه من شرار الخلق ( الوليد بن عقبة , سعيد بن العاص , عبد الله بن عامر , معاوية , عبد الله بن سعد بن أبي سرح , عمرو بن العاص ) .
ز ـ تنكيله بخيرة الصحابة ( أبن مسعود , أبو ذر , عمار بن ياسر ) .
2ـ كون الرواية التي قالت بأنه ( ع ) عثماني الهوى رواها البلاذري عن المدائني الذي عُرف بالنصب و العداء لأهل البيت ( ع ) و التي ذكرت في أنساب الأشراف ج5 , ص 81 , و نقلها طه حسين و تبجح بها .
3ـ كون وقوفه بوجه الأمام علي ( ع ) عدم طاعة للأب و عقوق و خلاف أخلاق آل البيت , و هو ضد الإمامة و العصمة المقرة لكليهما , و رد على أمام الزمان و هو علي بن أبي طالب
4ـ كما و أن القول بان الأمام الحسن ( ع ) وقف يوم الدار مدافعاً عن عثمان ما هو إلا من الموضوعات التي وضعها الأمويون و التي رد عليه الشيخ الأميني ( رحمه الله ) في موسوعة الغدير ج9 , ص 218 ـ 247 .
في عهد الأمام علي ( عليه السلام ) :
و نقف هنا مع وصية من أهم وصايا الأمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) و التي قال فيها : (( ... و وجدتك بعضي , بل وجدتك كلي , حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني , و كأن الموت لو أتاك أتاني , فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ... ) .
و قد عايش الأحداث الكثيرة في حياة أبيه ( عليه السلام ) و التي منها :
1ـ تمرد طلحة و الزبير .
2ـ خروج عائشة .
3ـ حرب الجمل و ما سبقها و ما لحقها .
4ـ ما قام به أبو موسى الأشعري بتخذيل الناس في الكوفة عن نصرة الأمام علي ( عليه السلام ) .
5ـ أيفاده من قبل أبيه مع عمار بن ياسر لعزل أبي موسى و تعيين قرضة بدلا عنه , و تحفيز الناس على الجهاد و نصرة الأمام علي ( ع ) .
6ـ موقف الأمام الحسن ( ع ) من طلحة و الزبير و قوله ( ع ) عنهم : ( و لو شئنا القول فيهم لقلنا )
7ـ تمرد معاوية و وقعة صفين .
8ـ مصرع الصحابي الجليل عمار بن ياسر .
9ـ رفع المصاحف .
10ـ التحكيم و حيلة عمرو بن العاص .
11ـ أنبثاق الفكرة الحرورية و ظهور الخوارج .
12ـ حرب النهروان مع الخوارج .
13ـ مصرع الأمام علي ( عليه السلام ) .
14ـ إقتصاص الأمام الحسن ( عليه السلام ) من قاتل أبيه .
البيعة بالخلافة للأمام الحسن ( عليه السلام ) :
و قد عهد الأمام علي بن أبي طالب ( ع ) بالخلافة من بعده إلى ولده الحسن ( ع ) قائلاً له : ( يا بني أمرني رسول الله ( ص ) أن أوصي إليك , و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصي إلى رسول الله ( ص ) , و دفع إلي كتبه و سلاحه و أمرني أن أمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ... ) .
و ذهب جماعة من أهل السنة و الجماعة إلى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) لم يعهد بالأمر إلى ولده الحسن ( ع ) مستدلين على ذلك بما رواه شعيب بن ميمون الواسطي : أن علياً قيل له ألا تستخلف ؟
فقال ( ع ) : إن يرد الله بالأمة خيراً يجمعهم على خيرهم .
و هذه الرواية من موضوعات شعيب و من مناكيره كما نص على ذلك أبن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج4 ص 357 .
و من المؤكد المعلوم إجماع العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه على مبايعة الأمام الحسن ( ع ) , و الأنقياد لحكومته و الخضوع لأمره , فبايعه من الكوفة أثنان و أربعون ألفاً على السمع و الطاعة , و كذلك بايعه أهل البصرة , و المدائن , و جميع أهل العراق , و بلاد فارس , و الحجازيون , و اليمانيون , و لم يتخلف عن البيعة إلا معاوية بن أبي سفيان و من يمت له بصلة .
لقد أدعى محمد الخضري أن بيعة الأمام ( ع ) لم تكن عامة بل خاصة لشيعتهم من أهل العراق فقط كما في أتمام الوفاء في سيرة الخلفاء ص 225 .
كما و يدعي طه حسين أن الأمام الحسن ( ع ) لم يتصدى للبيعة و لم يردها بل أخرجه أليها قيس بن عبادة كما في الفتنة الكبرى ج2 ص 195 علي و بنوه .
المواجهة غير المسلحة :
و كانت أسلحة معاوية في هذه الحرب :
1ـ نشر الجواسيس .
2ـ مراسلة الزعماء و الوجوه و الشخصيات البارزة و إرشاؤهم بالأموال الطائلة لو أنقادوا له و صاروا معه .
3ـ أغراء قادة جيش الأمام الحسن ( ع ) بالأموال للتخاذل عنه .
لذا نقرأ نص مهم للأمام الحسن ( ع ) و مدى معرفته التامه بكل ما يجري وجهه لمعاوية قال فيه : ( أما بعد : فإنك دسست ألي الرجال , كأنك تحب اللقاء , لاشك في ذلك فتوقعه إن شاء الله , و بلغني أنك شمُت بما لم يشمُت به ذوو الحجى ... ) .
و قد أمسك ( ع ) بجاسوسي معاوية ( الحميري في الكوفة ) و ( القيني بالبصرة ) فأقيم عليهما الحد فقتلا .
المراسلات بين الأمام الحسن ( ع ) و معاوية :
كانت هذه المراسلات أو الرسائل و التي بلغ عددها خمس أو ست رسائل مشهورة الممهدة لقيام الحرب بين الطرفين , موضحة مدى أستئثار معاوية بالسلطة و الأموال من جانب , و من جانب آخر تبين حرص الأمام الحسن ( ع ) على الأمة الإسلامية و مصالحها العليا .
مخططات معاوية و ما قام به :
1ـ تصفية العناصر المعارضة بالقتل و السم .
2ـ تبذير أموال الدولة الإسلامية .
3ـ السعي للتخلص من آل البيت ( ع ) , بل من الإسلام .
عمال معاوية و المقربون منه و مستشاريه :
1ـ سمرة بن جندب .
2ـ بسر بن أبي أرطاة .
3ـ أبو هريرة .
4ـ زياد بن أبيه .
5ـ مروان بن الحكم .
6ـ عمرو بن العاص .
إعلان الحرب :
بعد فشل مخططات معاوية ( السياسية و المصلحية ) رأى أن خير وسيلة له للتغلب على الأحداث هي المبادرة إلى الحرب , فهو أستعجل الحرب لاسباب عدة منها : ـ
1ـ أتصاله بزعماء العراق و قادة الجيش و رؤساء القبائل و شراء ضمائرهم بالأموال و مناهم بالمناصب و غيرها .
2ـ علمه بوجود الخطر الداخلي في العراق بسبب فكرة ( الحرورية أو الخوارج ) التي أنتشرت مبادئها بين العراقيين و شتتهم .
3ـ مقتل الأمام علي ( ع ) الذي فقد به العراق قائداً موجهاً و خطيباً و أباً حنوناً .
جيش معاوية :
عسكر جيش معاوية بن أبي سفيان في ( منبج ) و كان عدده ستون ألفاً , أو مائة ألف .
عدد جيش الأمام الحسن ( ع ) :
أختلفت الروايات في عدد جيش الأمام الحسن ( ع ) فقيل ( أربعون ألفاً ) أو ( سبعون ألفاً ) أو ( تسعون ألفاً ) أو ( مائة ألف ) .
وصف جيش الأمام الحسن ( ع ) :
كان جيش الأمام تتقاذف به الفتن و الأهواء و الميولات و التحزبات , كارهاً للحرب , راغباً في السلم و الدعة , مختلف الأفكار و العقائد و الأتجاهات و الولاءات , فكان خطر الجيش أكبر من خطر معاوية .
أقسام جيش الأمام حسب أوصافه :
1ـ الشيعة , و مهما بلغ عددهم قل أم كثر فهم الفئة المغلوبة على أمرها .
2ـ الخوارج ( الحرورية ) .
3ـ أصحاب المطامع ( قادة جيش , رؤساء قبائل , غيرهم ) .
4ـ الشكاكون و المرجفون .
5ـ جند الغالب ( أتباع الغالب ) .
أسباب الانتقال إلى الصلح من قبل الأمام الحسن ( عليه السلام ) :
1ـ تفتت جيش الأمام ( ع ) بسبب : ـ
أ ـ الولاءات و التحزبات المختلفة بأختلاف الأهواء .
ب ـ السأم من الحرب و الدعوة بل الدعة إلى الصلح و السلم .
ج ـ خيانات في قيادة الجيش و بين أفراده .
د ـ خيانات رؤساء القبائل و الوجهاء .
هـ ـ رشوات و أشاعات و جواسيس معاوية التي فتتت الصفوف , و ثبطت العزائم , و نشرت التخاذل .
2ـ قوة العدو بالعدة و العدد تدعمها أسباب هي :
أ ـ طاعة جيش الشام لمعاوية طاعة عمياء .
ب ـ ضخامة ما يملكه معاوية من أموال .
ج ـ ما كان لمعاوية من حاشية من محنكي السياسية و شياطين العرب و دهاة العصر .
3ـ حرص الأمام الحسن ( ع ) على حقن الدماء و الحفاظ على المسلمين .
4ـ من مقتضيات العصمة كون فعل الأمام تابع للمصلحة و دفع المفسدة .
5ـ للتعريف بحقيقة معاوية و حقيقة بني أمية .
6ـ و هدف بعيد المدى ألا و هو أدخال فكر أهل البيت ( ع ) إلى بلاد الشام المحصنة ضد هذه الأفكار , و كانت هذه فكرة قد نجحت بعد عدة سنوات كان لها الأثر بالأطاحة بعرش بني أمية.
و هنا سؤال لابد من طرحه إلا و هو : هل إن الأمام الحسن ( عليه السلام ) تخلى عن الخلافة بسبب ـ 1ـ ضعف ـ 2ـ تنازل ـ 3ـ أتفاق سري بين الطرفين ـ 4ـ أم كان لمصلحة معينة أقتضتها الظروف ؟
بنود الصـــلح :
1ـ تسليم الامر الى معاوية على أن يعمل بكتاب الله و سنة نبيه ص و سيرة الخلفاء الصالحين.
2ـ ليس لمعاوية ان يعهد بالامر الى احد من بعده والامر بعده للحسن ، فان حدث به حدث فالامر للحسين .
3ـ الامن العام لعموم الناس الاسود والاحمر منهم على السواء فيه ، وان يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم ، وان لا يتبع احدا بما مضى ، وان لا ياخذ اهل العراق بأحنة .
4ـ أن لا يسميه امير المؤمنين.
5ـ أن لايقيم عنده للشهادة .
6ـ أن يترك سب امير المؤمنين وأن لا يذكره إلا بخير .
8ـ أن يوصل إلى كل ذي حق حقه .
9ـ الامن لشيعة أمير المؤمنين وعدم التعرض لهم بمكروه .
10ـ يفرق في أولاد من قتل مع ابيه في يوم الجمل وصفين الف الف درهم ويجعل ذلك من خراج دار أبجرد .
11ـ أن لايبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لاهل بيت رسول الله ص غائلة سرا ولا جهرا ولا يخيف احد منهم في افق من الافاق .
12ـ إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر .
13ـ على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه .
أهداف الصلح :
1ـ حفظ الشيعة .
2ـ حفظ جهود الأنبياء ( ع ) بواسطة حفظ الدين .
خرق معاوية لشروط الصلح :
قال أبو الفرج : وبعث معاوية إلى الحسن للصلح وشرط ألا يتبع أحد بما مضى ، ولا ينال من شيعة علي بمكروه ، ولا يذكر عليا إلا بخير ، وأشياء اشترطها الحسن . ثم دخل معاوية الكوفة ، وخطبهم فقال : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ، ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، إنما قاتلتكم لاتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون. وقال : ألا إن كل شئ أعطيته الحسن فتحت قدمي هاتين .
الشيخ
ليث عبد الحسين العتابي
الحوزة العلمية / النجف الأشرف
الولادة المباركة للأمام الحسن ( عليه السلام ) :
كانت ولادته المباركة في شهر الله الأعظم , شهر رمضان المبارك , في اليوم الخامس عشر منه للسنة الثالثة للهجرة النبوية المباركة , في المدينة المنورة , و في بيت والديه , بيت النبوة , و بيت الإمامة , المصداق الحقيقي لقوله تعالى : ( في بيوتٍ أذن الله أن تُرفع و يُذكر فيها أسمه يُسبحُ لهُ فيها بالغدو و الآصال ) .
مراسم الولادة :
لما ولد الأمام الحسن ( عليه السلام ) و وصل النبي ( ص ) إلى بيت علي و فاطمة ( عليهما السلام ) قال ( ص ) : يا أسماء هاتي أبني .
فانبرت أسماء و دفعته إليه في خرقة صفراء , فرمى بها , و قال ( ص ) : ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء ؟
و قام ( ص ) فقطع سرته , و ألباه بريقه ( أطعمه بريقه الشريف ) , و ضمه إلى صدره , و رفع يديه بالدعاء له : ( اللهم أني أعيذه بك و ذريته من الشيطان الرجيم ) .
و أذن ( ص ) في أذنه اليمنى , و أقام في اليسرى , و في الخبر : ( إن ذلك عصمة للمولود من الشيطان الرجيم ) .
التسمية المباركة ( الحَسَن ) :
لابد من العلم بأنه لم يسم أحد من العرب و العجم بهذا الاسم المبارك على الإطلاق , و كان المعروف عند العرب لفظ ( الحَسِن ) و ( الحُسن ) .
و نقل أبن حجر في صواعقه عن عمران بن سليمان قال : ( الحسن و الحسين أسمان من أسماء أهل الجنة ما سميت العرب فيهما في الجاهلية ) .
و روي عن أبن الأعرابي عن المفضل قال : ( أن الله حجب أسمي الحسن و الحسين عن الخلق حتى سمى بهما النبي ( ص ) أبنيه الحسن و الحسين ) .
العقيقة :
عق النبي ( ص ) بكبش و أعطى القابلة منه فخذ و صار فعله هذا سنة لأمته من بعده .
حلق رأسه :
حلق النبي ( ص ) رأس الأمام الحسن ( ع ) و تصدق بزنته فضة على المساكين .
كنيته :
أبو محمد و لا كنية له غيرها .
ألقابه :
كثيرة منها : ( السبط , الزكي , المجتبى , السيد , التقي , الطيب , البر , الزاهد , مجمع النورين , أحد النيرين , ملتقى البحرين ) .
ملامحه :
كانت ملامح الأمام الحسن ( ع ) تحاكي ملامح جده المصطفى ( ص ) .
قال أنس بن مالك : ( لم يكن أحد أشبه بالنبي من الحسن بن علي ) .
التربية الصالحة :
ماذا نقول على من رسول الله ( ص ) تولى تربيت , و الأمام علي ( ع ) غذاه بحِكمه , و فاطمة الزهراء ( ع ) غرست فيه الفضيلة و الكمال , فكانت طفولته ( ع ) مثالاً للتكامل الإنساني , و مصداقاً للتربية الإلهية .
ذكره ( عليه السلام ) في القرآن الكريم :
آل عمران: 61
و في ذلك ذكر للحسن و الحسين ( عليهما السلام ) بقوله ( أبناءنا ) , في أثبات البنوة لهما من قبل الرسول الأكرم ( ص ) في باب أكمال نهج النبوة , و إن الذين جاء بهم النبي ( ص ) للمباهلة هم ( الأمام علي ( ع ) , و فاطمة ( ع ) , و الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) ) .
الشورى: 23
سُئل النبي الأكرم ( ص ) : من هؤلاء الذين أمرتنا بمودتهم ؟
قال ( ص ) : ( علي و فاطمة و ولداهما ) .
و أخرج أحمد و الترمذي و صححه النسائي و الحاكم عن المطلب بن ربيعة قال : قال رسول الله ( ص ) : ( و الله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله و لقرابتي ) .
الأحزاب: 33
لما نزل هذا القول من الله تبارك و تعالى أدار النبي ( ص ) كساءه عليهم و قال : ( هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا ) .
و في تفسير الطبري قال : ( أي يذهب عنكم الرجس و السوء و الفحشاء يا أهل بيت محمد , و يطهركم من الدنس الذي يكون في أهل معصية الله , فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء و خصهم برحمته .
و عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( ص ) : ( نزلت هذه الآية فيَّ و في علي و فاطمة و الحسن و الحسين ) .
سورة هل أتى و ما بها لذكر و تفضيل لهم عليهم السلام .
فقد قال رسول الله ( ص ) : ( أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ؛ المكرم لذريتي , و القاضي لهم حوائجهم , و الساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه , و المحب لهم بقلبه و لسانه ) .
الأمام الحسن ( عليه السلام ) في أحاديث النبي ( ص ) :
قال ( ص ) : ( الحسن ريحانتي من الدنيا ) .
و قال ( ص ) : ( من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن ) .
و قال ( ص ) : ( أما الحسن فله هيبتي و سؤددي ... ) .
و هنا سؤال لابد من طرحه لأنه مدار الإشكالات , و مثار الخلافات ألا و هو :
هل إن الروايات التي ذُكرت في حق الأمام الحسن ( عليه السلام ) هي من ( " 1 " باب المحبة و صلة الرحم و الشفقة و كونه أبن بنته العزيزة على قلبه , أم ( "2" من باب كونه عليه السلام امتداد لخط الرسالة بعد أبيه الأمام علي عليه السلام , لذا ذكرها من أجل أن يتبعه المسلمون بعد أبيه ؟
للجواب عن ذلك نقول :
الأحاديث الواردة في حق الأمام الحسن ( عليه السلام ) من قبل الرسول الأكرم ( ص ) كانت لأجل تثبيت خط الرسالة و أنه من بعد الأمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن الأمام المفترض الطاعة و الراد عليه رادٌ على الرسول ( ص ) و بالتالي رادٌ على الله تعالى .
فقضية تسويف الأحاديث من قبل الخط المعادي للرسالة و أنها قيلت من باب المحبة فقط ما هي إلا تخرصات لا أساس لها من الصحة .
إثبات إمامته ( عليه السلام ) :
قال ( ص ) : ( الحسن و الحسين إمامان إن قاما و أن قعدا ) .
و قال ( ص ) : ( وصيي علي بن أبي طالب , و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين ... ) .
و قال ( ص ) للأمام الحسين ( ع ) : ( هذا إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم ) .
و لابد أن نعرف أن الإمامة هي : ( رئاسة عامة في أمور الدين و الدنيا لشخص إنساني ) .
من صفات الأمام :
1ـ العدالة 2ـ العلم 3ـ الشجاعة 4ـ من قريش , من آل بيت النبي ( ص ) بالتحديد
5ـ العصمة .
واجبات الأمام :
1ـ حفظ الدين 2 ـ تنفيذ الأحكام 3ـ حماية البلاد الإسلامية , و حماية المسلمين
4ـ إقامة الحدود .
الإمام الحسن ( عليه السلام ) في عهد الشيخين :
في عهد أبي بكر :
قال الأمام الحسن ( ع ) لأبي بكر لما رآه على منبر رسول الله ( ص ) : ( أنزل عم منبر أبي , و أذهب إلى منبر أبيك ) .
أما في عهد عمر بن الخطاب :
فكان معارضاً و معتزلاً كأبيه الأمام علي ( عليه السلام ) , و ذلك لما مورس من ثقافة إقصاء أهل البيت ( عليهم السلام ) عن كل شيء و بالخصوص الحكم .
في عهد عثمان بن عفان :
قيل أن الأمام الحسن ( ع ) أشترك في فتح طبرستان سنة ( 30 هجري ) , و هذا مردود و ذلك :
1ـ كونه خضوع للخليفة غير الشرعي و الأقرار بصحة كل ما يفعله .
2ـ أن الفتوحات لم تكن لصالح الإسلام و لا تخدم الأمم المفتوحه .
شبهة أن الأمام الحسن ( ع ) عثماني الهوى :
و هي مردودة لعدة أسباب :
1ـ أن سياسة عثمان كانت خلاف المنهج الإسلامي . و من هذه السياسة
أ ـ العفو عن عبيد الله بن عمر قاتل الهرمزان و جفينة و بنت أبي لؤلؤة .
ب ـ سياسته المالية الظالمة ضمن مبدأ التفضيل .
ج ـ هباته و عطاياه للأمويين خاصة , و هم أعداء الإسلام الأبديون .
د ـ سياسته المخالفة للنبي ( ص ) في احتضان و تقريب أبو سفيان , و الحكم بن العاص , و عبد الله بن سعد بن أبي سرح , و الوليد بن عقبة , و مروان بن الحكم .
هـ ـ استئثاره بالأموال .
و ـ كون ولاته و مستشاريه من شرار الخلق ( الوليد بن عقبة , سعيد بن العاص , عبد الله بن عامر , معاوية , عبد الله بن سعد بن أبي سرح , عمرو بن العاص ) .
ز ـ تنكيله بخيرة الصحابة ( أبن مسعود , أبو ذر , عمار بن ياسر ) .
2ـ كون الرواية التي قالت بأنه ( ع ) عثماني الهوى رواها البلاذري عن المدائني الذي عُرف بالنصب و العداء لأهل البيت ( ع ) و التي ذكرت في أنساب الأشراف ج5 , ص 81 , و نقلها طه حسين و تبجح بها .
3ـ كون وقوفه بوجه الأمام علي ( ع ) عدم طاعة للأب و عقوق و خلاف أخلاق آل البيت , و هو ضد الإمامة و العصمة المقرة لكليهما , و رد على أمام الزمان و هو علي بن أبي طالب
4ـ كما و أن القول بان الأمام الحسن ( ع ) وقف يوم الدار مدافعاً عن عثمان ما هو إلا من الموضوعات التي وضعها الأمويون و التي رد عليه الشيخ الأميني ( رحمه الله ) في موسوعة الغدير ج9 , ص 218 ـ 247 .
في عهد الأمام علي ( عليه السلام ) :
و نقف هنا مع وصية من أهم وصايا الأمام علي ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) و التي قال فيها : (( ... و وجدتك بعضي , بل وجدتك كلي , حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني , و كأن الموت لو أتاك أتاني , فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي ... ) .
و قد عايش الأحداث الكثيرة في حياة أبيه ( عليه السلام ) و التي منها :
1ـ تمرد طلحة و الزبير .
2ـ خروج عائشة .
3ـ حرب الجمل و ما سبقها و ما لحقها .
4ـ ما قام به أبو موسى الأشعري بتخذيل الناس في الكوفة عن نصرة الأمام علي ( عليه السلام ) .
5ـ أيفاده من قبل أبيه مع عمار بن ياسر لعزل أبي موسى و تعيين قرضة بدلا عنه , و تحفيز الناس على الجهاد و نصرة الأمام علي ( ع ) .
6ـ موقف الأمام الحسن ( ع ) من طلحة و الزبير و قوله ( ع ) عنهم : ( و لو شئنا القول فيهم لقلنا )
7ـ تمرد معاوية و وقعة صفين .
8ـ مصرع الصحابي الجليل عمار بن ياسر .
9ـ رفع المصاحف .
10ـ التحكيم و حيلة عمرو بن العاص .
11ـ أنبثاق الفكرة الحرورية و ظهور الخوارج .
12ـ حرب النهروان مع الخوارج .
13ـ مصرع الأمام علي ( عليه السلام ) .
14ـ إقتصاص الأمام الحسن ( عليه السلام ) من قاتل أبيه .
البيعة بالخلافة للأمام الحسن ( عليه السلام ) :
و قد عهد الأمام علي بن أبي طالب ( ع ) بالخلافة من بعده إلى ولده الحسن ( ع ) قائلاً له : ( يا بني أمرني رسول الله ( ص ) أن أوصي إليك , و أن أدفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصي إلى رسول الله ( ص ) , و دفع إلي كتبه و سلاحه و أمرني أن أمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين ... ) .
و ذهب جماعة من أهل السنة و الجماعة إلى أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) لم يعهد بالأمر إلى ولده الحسن ( ع ) مستدلين على ذلك بما رواه شعيب بن ميمون الواسطي : أن علياً قيل له ألا تستخلف ؟
فقال ( ع ) : إن يرد الله بالأمة خيراً يجمعهم على خيرهم .
و هذه الرواية من موضوعات شعيب و من مناكيره كما نص على ذلك أبن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب ج4 ص 357 .
و من المؤكد المعلوم إجماع العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه على مبايعة الأمام الحسن ( ع ) , و الأنقياد لحكومته و الخضوع لأمره , فبايعه من الكوفة أثنان و أربعون ألفاً على السمع و الطاعة , و كذلك بايعه أهل البصرة , و المدائن , و جميع أهل العراق , و بلاد فارس , و الحجازيون , و اليمانيون , و لم يتخلف عن البيعة إلا معاوية بن أبي سفيان و من يمت له بصلة .
لقد أدعى محمد الخضري أن بيعة الأمام ( ع ) لم تكن عامة بل خاصة لشيعتهم من أهل العراق فقط كما في أتمام الوفاء في سيرة الخلفاء ص 225 .
كما و يدعي طه حسين أن الأمام الحسن ( ع ) لم يتصدى للبيعة و لم يردها بل أخرجه أليها قيس بن عبادة كما في الفتنة الكبرى ج2 ص 195 علي و بنوه .
المواجهة غير المسلحة :
و كانت أسلحة معاوية في هذه الحرب :
1ـ نشر الجواسيس .
2ـ مراسلة الزعماء و الوجوه و الشخصيات البارزة و إرشاؤهم بالأموال الطائلة لو أنقادوا له و صاروا معه .
3ـ أغراء قادة جيش الأمام الحسن ( ع ) بالأموال للتخاذل عنه .
لذا نقرأ نص مهم للأمام الحسن ( ع ) و مدى معرفته التامه بكل ما يجري وجهه لمعاوية قال فيه : ( أما بعد : فإنك دسست ألي الرجال , كأنك تحب اللقاء , لاشك في ذلك فتوقعه إن شاء الله , و بلغني أنك شمُت بما لم يشمُت به ذوو الحجى ... ) .
و قد أمسك ( ع ) بجاسوسي معاوية ( الحميري في الكوفة ) و ( القيني بالبصرة ) فأقيم عليهما الحد فقتلا .
المراسلات بين الأمام الحسن ( ع ) و معاوية :
كانت هذه المراسلات أو الرسائل و التي بلغ عددها خمس أو ست رسائل مشهورة الممهدة لقيام الحرب بين الطرفين , موضحة مدى أستئثار معاوية بالسلطة و الأموال من جانب , و من جانب آخر تبين حرص الأمام الحسن ( ع ) على الأمة الإسلامية و مصالحها العليا .
مخططات معاوية و ما قام به :
1ـ تصفية العناصر المعارضة بالقتل و السم .
2ـ تبذير أموال الدولة الإسلامية .
3ـ السعي للتخلص من آل البيت ( ع ) , بل من الإسلام .
عمال معاوية و المقربون منه و مستشاريه :
1ـ سمرة بن جندب .
2ـ بسر بن أبي أرطاة .
3ـ أبو هريرة .
4ـ زياد بن أبيه .
5ـ مروان بن الحكم .
6ـ عمرو بن العاص .
إعلان الحرب :
بعد فشل مخططات معاوية ( السياسية و المصلحية ) رأى أن خير وسيلة له للتغلب على الأحداث هي المبادرة إلى الحرب , فهو أستعجل الحرب لاسباب عدة منها : ـ
1ـ أتصاله بزعماء العراق و قادة الجيش و رؤساء القبائل و شراء ضمائرهم بالأموال و مناهم بالمناصب و غيرها .
2ـ علمه بوجود الخطر الداخلي في العراق بسبب فكرة ( الحرورية أو الخوارج ) التي أنتشرت مبادئها بين العراقيين و شتتهم .
3ـ مقتل الأمام علي ( ع ) الذي فقد به العراق قائداً موجهاً و خطيباً و أباً حنوناً .
جيش معاوية :
عسكر جيش معاوية بن أبي سفيان في ( منبج ) و كان عدده ستون ألفاً , أو مائة ألف .
عدد جيش الأمام الحسن ( ع ) :
أختلفت الروايات في عدد جيش الأمام الحسن ( ع ) فقيل ( أربعون ألفاً ) أو ( سبعون ألفاً ) أو ( تسعون ألفاً ) أو ( مائة ألف ) .
وصف جيش الأمام الحسن ( ع ) :
كان جيش الأمام تتقاذف به الفتن و الأهواء و الميولات و التحزبات , كارهاً للحرب , راغباً في السلم و الدعة , مختلف الأفكار و العقائد و الأتجاهات و الولاءات , فكان خطر الجيش أكبر من خطر معاوية .
أقسام جيش الأمام حسب أوصافه :
1ـ الشيعة , و مهما بلغ عددهم قل أم كثر فهم الفئة المغلوبة على أمرها .
2ـ الخوارج ( الحرورية ) .
3ـ أصحاب المطامع ( قادة جيش , رؤساء قبائل , غيرهم ) .
4ـ الشكاكون و المرجفون .
5ـ جند الغالب ( أتباع الغالب ) .
أسباب الانتقال إلى الصلح من قبل الأمام الحسن ( عليه السلام ) :
1ـ تفتت جيش الأمام ( ع ) بسبب : ـ
أ ـ الولاءات و التحزبات المختلفة بأختلاف الأهواء .
ب ـ السأم من الحرب و الدعوة بل الدعة إلى الصلح و السلم .
ج ـ خيانات في قيادة الجيش و بين أفراده .
د ـ خيانات رؤساء القبائل و الوجهاء .
هـ ـ رشوات و أشاعات و جواسيس معاوية التي فتتت الصفوف , و ثبطت العزائم , و نشرت التخاذل .
2ـ قوة العدو بالعدة و العدد تدعمها أسباب هي :
أ ـ طاعة جيش الشام لمعاوية طاعة عمياء .
ب ـ ضخامة ما يملكه معاوية من أموال .
ج ـ ما كان لمعاوية من حاشية من محنكي السياسية و شياطين العرب و دهاة العصر .
3ـ حرص الأمام الحسن ( ع ) على حقن الدماء و الحفاظ على المسلمين .
4ـ من مقتضيات العصمة كون فعل الأمام تابع للمصلحة و دفع المفسدة .
5ـ للتعريف بحقيقة معاوية و حقيقة بني أمية .
6ـ و هدف بعيد المدى ألا و هو أدخال فكر أهل البيت ( ع ) إلى بلاد الشام المحصنة ضد هذه الأفكار , و كانت هذه فكرة قد نجحت بعد عدة سنوات كان لها الأثر بالأطاحة بعرش بني أمية.
و هنا سؤال لابد من طرحه إلا و هو : هل إن الأمام الحسن ( عليه السلام ) تخلى عن الخلافة بسبب ـ 1ـ ضعف ـ 2ـ تنازل ـ 3ـ أتفاق سري بين الطرفين ـ 4ـ أم كان لمصلحة معينة أقتضتها الظروف ؟
بنود الصـــلح :
1ـ تسليم الامر الى معاوية على أن يعمل بكتاب الله و سنة نبيه ص و سيرة الخلفاء الصالحين.
2ـ ليس لمعاوية ان يعهد بالامر الى احد من بعده والامر بعده للحسن ، فان حدث به حدث فالامر للحسين .
3ـ الامن العام لعموم الناس الاسود والاحمر منهم على السواء فيه ، وان يحتمل معاوية ما يكون من هفواتهم ، وان لا يتبع احدا بما مضى ، وان لا ياخذ اهل العراق بأحنة .
4ـ أن لا يسميه امير المؤمنين.
5ـ أن لايقيم عنده للشهادة .
6ـ أن يترك سب امير المؤمنين وأن لا يذكره إلا بخير .
8ـ أن يوصل إلى كل ذي حق حقه .
9ـ الامن لشيعة أمير المؤمنين وعدم التعرض لهم بمكروه .
10ـ يفرق في أولاد من قتل مع ابيه في يوم الجمل وصفين الف الف درهم ويجعل ذلك من خراج دار أبجرد .
11ـ أن لايبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لاهل بيت رسول الله ص غائلة سرا ولا جهرا ولا يخيف احد منهم في افق من الافاق .
12ـ إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر .
13ـ على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم، وأن يؤمن الأسود والأحمر، وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم، وأن لايتبع أحداً بما مضى، وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا، وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه .
أهداف الصلح :
1ـ حفظ الشيعة .
2ـ حفظ جهود الأنبياء ( ع ) بواسطة حفظ الدين .
خرق معاوية لشروط الصلح :
قال أبو الفرج : وبعث معاوية إلى الحسن للصلح وشرط ألا يتبع أحد بما مضى ، ولا ينال من شيعة علي بمكروه ، ولا يذكر عليا إلا بخير ، وأشياء اشترطها الحسن . ثم دخل معاوية الكوفة ، وخطبهم فقال : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ، ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، إنما قاتلتكم لاتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون. وقال : ألا إن كل شئ أعطيته الحسن فتحت قدمي هاتين .