شعیب_بن_صالح
22-12-2012, 09:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن أعدائهم،
في الخبر المروي من كتب السنة يفضح الإمام الحسن المجتى عليه السلام معاوية وعمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي، وقد وجدت مناظرة نقلها أحد السلفية في منتدياتهم بين رافضي ومسلم كما عنون الموضوع، وذلك ليسعفوه بني جلدته بعد أن باؤوا بالفشل الذريع لتضعيف الخبر، ولكن قبل نقلها أود أن الفت إلى ما خفي على المتحاورين "الرافضي والمسلم" كما يقولون، وهو تصحيح علمائهم لهذا الأثر واستنادهم عليه!
جاء في طبقات ابن سعد الكبرى ج6-ص383 - طبعة مكتبة الخانجي القاهرة - تحقيق الدكتور علي محمد عمر( أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حريز بن عثمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، قال : لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق! فيزهد فيه الناس، فقال معاوية : لا تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو شفتين، فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية، فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم. ثم أقبل على معاوية فقال : كذاك ؟ قال : نعم، ثم هبط من المنبر وهو يقول - ويشير بإصبعه إلى معاوية - : (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) فاشتد ذلك على معاوية، فقالا : لو دعوته فاستنطقته، فقال: مهلا، فأتوا فدعوه، فأجابهم فأقبل عليه عمرو بن العاص ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك! وأقبل عليه أبو الأعور السلمي -عمرو بن سفيان - فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان؟ ثم أقبل معاوية يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن قائد الأحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي ) إنتهى.
أقول، صحح هذا الأثر ابن قايماز الذهبي المتبحر في التاريخ والرجال العلامة السني المعروف، والدليل كما يأتي:
تاريخ الإسلام للذهبي 4/131 ( توفي أبو الأعور في خلافة معاوية لأني وجدت جرير بن عثمان روى عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي: لو أمرت الحسن فتكلم على الناس على المنبر عيى عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، فأبوا على معاوية. وذكر الحديث، تقدم..) انتهى
أقول: الذهبي يثبت وفات ابي الأعور السلمي بهذا السند وهذا الأثر! كما أن هنا يُراد به حريز لا جُرير والخطأ في النسخ.
وهذا ما تقدم من الأثر في تاريخه
تاريخ الإسلام 4/39(وقال حريز بن عثمان: ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي: لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، ولن يعيا لسان مصه النبي صلى الله عليه وسلم أو شفه، قال: فأبوا على معاوية، فصعد معاوية المنبر، ثم أمر الحسن فصعد، وأمره أن يخبر الناس: إني قد بايعت معاوية، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم وأن يوفر عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيكم) فيأكم، ثم أقبل على معاوية فقال: أكذاك قال: نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين فاشتد ذلك على معاوية، فقالوا: لو دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عنى بالآية، فقال: مهلاً، فأبوا عليه، فدعوه فأجابهم، فأقبل عليه عمرو، فقال له الحسن: أما أنت فقد اختلف فيك رجلان، رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادعياك، فلا أدري أيهما أبوك، وأقبل عليه أبو الأعور فقال له الحسن: ألم يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم رعلاً وذكوان وعمرو بنت سفيان، وهذا اسم أبي الأعور، ثم أقبل عليه معاوية يعينهما، فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قائد الأحزاب وسائقهم، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي.)
وبإسناد اخر صحيح صححه المحققون وبارشراف شعيب الارنؤوط في سير أعلام النبلاء ولكن فيه بعض الامور المبهمة في المتن ولكن جزء المتن السابق محذوف ولكن لا يخلو أيضا من تقارب المتن السابق، وهو الاتي:
في سير أعلام النبلاء 3/272 (هَوْذَةُ: عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
لَمَّا وَرَدَ مُعَاوِيَةُ الكُوْفَةَ، وَاجْتمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ لَهُ عَمْرُو بنُ العَاصِ: إِنَّ الحَسَنَ مُرتَفِعٌ فِي الأَنْفُسِ؛ لِقَرَابتِه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّهُ حَدِيثُ السِّنِّ، عَيِيٌّ، فَمُرْهُ فَلْيَخْطُبْ، فَإِنَّهُ سَيَعْيَى، فَيسقُطُ مِنْ أَنْفُسِ النَّاسِ.
فَأَبَى، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَمَرهُ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ دُوْنَ مُعَاوِيَةَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
لَوِ ابْتغَيْتُم بَيْنَ جَابَلْقَ وَجَابَرْسَ رَجُلاً جَدُّهُ نَبيٌّ غَيرِي وَغَيرَ أَخِي لَمْ تَجِدُوْهُ، وَإِنَّا قَدْ أَعْطَيْنَا مُعَاوِيَةَ بَيْعَتَنَا، وَرَأَينَا أَنَّ حَقْنَ الدِّمَاءِ خَيْرٌ: {وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ}.
وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ بَعْدَهُ خُطبَةً عَيِيَّة فَاحِشَةً، ثُمَّ نَزَل. وَقَالَ: مَا أَردتَ بِقَوْلكَ: فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ؟
قَالَ: أَردْتُ بِهَا مَا أَرَادَ اللهُ بِهَا.)
قال المحقق اسناده صحيح، وهودة هو ابن خليفة، وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وذكره ابن كثر في البداية والنهاية 8/42 ونسبه لابن سعد بهذا الإسناد.
لقد وجدت من صححه أيضا في الطبعة التوفيقية لتاريخ الاسلام للذهبي، والناشر هي المكتبة التوفيقيةـ
ج4 ص 20 قال في الهامش ( 1-خبر صحيح: وأخرجه ابن سعد كما في البداية 8/42، وأورده الذهبي في السير 3/272، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/224، 225 لابن بدران.)
تحريف علمائهم للروايات والتستر على أسماء الملعونين، والإمام علي عليه السلام يلعنهم فلا حجة لهم أنهم اسلموا وما كان من لعن الرسول لهم صلى الله عليه واله كان في الجاهيلية!!
من يقرأ تاريخ ابي الاعور السلمي سيجده صهيونيا بامتياز، فقد كان من قواد معاوية في خصومة أمير المؤمنين عليه السلام وهو الذي منع الماء عن جيش علي عليه السلام. وقد كان حليف بني أمية وسفيان قادة الأحزاب في وقعة الخندق حيث لعنهم الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وابوه من قتل ابو جابر الانصاري رضوان الله عليه عبدالله الانصاري في معركة أحد، مما يشهد أن حقيقة قوّاد معاوية واستعمال معاوية لهم في حربه ضد الامام علي عليه السلام!
*فقد ورد لعنه على لسان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، كما استمر علي بن ابي طالب عليه السلام في لعنه أيضا!! وبتصحيح علمائهم!
روى بن ابي شيبة في مصنفه 2/108 ح7050 (حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين قال حدثنا عبد الرحمن بن مغفل قال صليت مع علي صلاة الغداة قال فقنت فقال في قنوته اللهم عليك بمعاوية وأشياعه وعمرو بن العاص وأشياعه وأبا السلمي وأشياعه وعبد الله بن قيس وأشياعه)
أقول هذا الأثر صحيح، وصححه عمدة الرجال عند السنة يحيى بن معين كما جاء في تاريخه برواية الدوري 3/43 (سمعت يحيى يقول أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع معاوية وكان علي يلعنه في الصلاة واسمه عمرو بن سفيان فيما يرى يحيى)اهـ
فإذاً، لعن الثلاثة على لسان أهل البيت عليهم الصلاة والسلام صحيح عند علمائهم!!
ولعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابي الأعور السلمي في مصنف ابن أبي شيبة 2/108 (7047 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن يزيد بن أبي زياد عن بن يحنس عن سعيد بن زيد قال قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اللهم العن رعلا وذكوان وعضلا وعصية عصت الله ورسوله والعن ابا الأعور السلمي)
كتاب من اسمه عمرو من الشعراء ص 19 (133 - عمرو بن سفيان أبو الأعور السلمي، فارس اهل الشام، كان فيمن كفر وغدر برسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقنت رسول الله صلى الله عليه سلم شهرا يدعو على قبائل من سليم، منها رعل وذكوان وعصية، وقال فيها صلى الله عليه وسلم: عصت الله ورسوله، وسمى عمرو بن سفيان باسمه!.
حدثنا بذلك علي بن الحسن بن عرفة قال: حدثنا ابن ايوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق.
وفي حديث اخر حدثنيه ابن شاهين: أنه صلى الله عليه وسلم لعن عمرو بن سفيان وسهيلا ذا الأسنان وأبا سفيان
وأسلم أبو الأعور بعد ذلك!، وحضر فتوح الشام ..)الخ
*تحريف علمائهم لبعض الروايات وابهام الأسماء!!
بنفس سند ابن ابي شيبه، يروي ابن المنذر عن ابن ابي شيبة بواسطة يحيى بن محمد عن بن مغفل ويبهم في الأسماء الا أبي الأعور السلمي! وهذه خيانة للعلم والنقل!
الاوسط في السنن لابن منذر 3/244 (1580 - حدثنا يحيى بن محمد قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: ثنا هشيم قال: أنا حصين، عن عبد الرحمن بن مغفل قال: صليت مع علي الغداة ، فقنت ، فقال في قنوته: " اللهم عليك بفلان، وأصحابه، وأشياعه أبي الأعور السلمي، وعبد الله بن فلان وأشياعه "!!)اهـ
ابهم اسم معاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن قيس بفلان!!!
وأيضا هناك من علمائهم حذف قول ابن معين أن عليا لعن ابو الاعور السلمي كما في الاثر اعلاه،
في وقفات مع كتاب الصحبة والصحابة للرد على السني المعتدل حسن بن فرحان المالكي، يرد فيه على حسن المالكي بما يخص الصحابة ليدافع عنهم, وهو من تأليف عبد الباسط بن يوسف الغريب ص53 (2. أبو الأعور السلمي قال مسلم وأبو أحمد الحاكم في الكنى: له صحبة, وذكره البغوي وابن قانع وابن سميع وابن منده وغيرهم في الصحابة. وقال عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين سمعت يحيى يقول: أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان مع معاوية.)اهـ
أين قول ابن معين (وكان علي يلعنه في الصلاة)!؟!؟
اللهم صل على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن أعدائهم،
في الخبر المروي من كتب السنة يفضح الإمام الحسن المجتى عليه السلام معاوية وعمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي، وقد وجدت مناظرة نقلها أحد السلفية في منتدياتهم بين رافضي ومسلم كما عنون الموضوع، وذلك ليسعفوه بني جلدته بعد أن باؤوا بالفشل الذريع لتضعيف الخبر، ولكن قبل نقلها أود أن الفت إلى ما خفي على المتحاورين "الرافضي والمسلم" كما يقولون، وهو تصحيح علمائهم لهذا الأثر واستنادهم عليه!
جاء في طبقات ابن سعد الكبرى ج6-ص383 - طبعة مكتبة الخانجي القاهرة - تحقيق الدكتور علي محمد عمر( أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا حريز بن عثمان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي ، قال : لما بايع الحسن بن علي معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو بن سفيان : لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق! فيزهد فيه الناس، فقال معاوية : لا تفعلوا ، فوالله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه وشفته ، ولن يعي لسان مصه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو شفتين، فأبوا على معاوية فصعد معاوية المنبر ثم أمر الحسن فصعد وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعت معاوية، فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، إن الله هداكم بأولنا ، وحقن دماءكم بآخرنا ، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم ، وأن يوفر عليكم غنائمكم ، وأن يقسم فيكم فيئكم. ثم أقبل على معاوية فقال : كذاك ؟ قال : نعم، ثم هبط من المنبر وهو يقول - ويشير بإصبعه إلى معاوية - : (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) فاشتد ذلك على معاوية، فقالا : لو دعوته فاستنطقته، فقال: مهلا، فأتوا فدعوه، فأجابهم فأقبل عليه عمرو بن العاص ، فقال له الحسن : أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش وجزار أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك! وأقبل عليه أبو الأعور السلمي -عمرو بن سفيان - فقال له الحسن : ألم يلعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان؟ ثم أقبل معاوية يعين القوم ، فقال له الحسن : أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن قائد الأحزاب وسائقهم ، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي ) إنتهى.
أقول، صحح هذا الأثر ابن قايماز الذهبي المتبحر في التاريخ والرجال العلامة السني المعروف، والدليل كما يأتي:
تاريخ الإسلام للذهبي 4/131 ( توفي أبو الأعور في خلافة معاوية لأني وجدت جرير بن عثمان روى عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي: لو أمرت الحسن فتكلم على الناس على المنبر عيى عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، فأبوا على معاوية. وذكر الحديث، تقدم..) انتهى
أقول: الذهبي يثبت وفات ابي الأعور السلمي بهذا السند وهذا الأثر! كما أن هنا يُراد به حريز لا جُرير والخطأ في النسخ.
وهذا ما تقدم من الأثر في تاريخه
تاريخ الإسلام 4/39(وقال حريز بن عثمان: ثنا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي: لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيي عن المنطق، فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فوالله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه وشفته، ولن يعيا لسان مصه النبي صلى الله عليه وسلم أو شفه، قال: فأبوا على معاوية، فصعد معاوية المنبر، ثم أمر الحسن فصعد، وأمره أن يخبر الناس: إني قد بايعت معاوية، فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم وأن يوفر عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيكم) فيأكم، ثم أقبل على معاوية فقال: أكذاك قال: نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين فاشتد ذلك على معاوية، فقالوا: لو دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عنى بالآية، فقال: مهلاً، فأبوا عليه، فدعوه فأجابهم، فأقبل عليه عمرو، فقال له الحسن: أما أنت فقد اختلف فيك رجلان، رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادعياك، فلا أدري أيهما أبوك، وأقبل عليه أبو الأعور فقال له الحسن: ألم يعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم رعلاً وذكوان وعمرو بنت سفيان، وهذا اسم أبي الأعور، ثم أقبل عليه معاوية يعينهما، فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن قائد الأحزاب وسائقهم، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي.)
وبإسناد اخر صحيح صححه المحققون وبارشراف شعيب الارنؤوط في سير أعلام النبلاء ولكن فيه بعض الامور المبهمة في المتن ولكن جزء المتن السابق محذوف ولكن لا يخلو أيضا من تقارب المتن السابق، وهو الاتي:
في سير أعلام النبلاء 3/272 (هَوْذَةُ: عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
لَمَّا وَرَدَ مُعَاوِيَةُ الكُوْفَةَ، وَاجْتمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ، قَالَ لَهُ عَمْرُو بنُ العَاصِ: إِنَّ الحَسَنَ مُرتَفِعٌ فِي الأَنْفُسِ؛ لِقَرَابتِه مِنْ رَسُوْلِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّهُ حَدِيثُ السِّنِّ، عَيِيٌّ، فَمُرْهُ فَلْيَخْطُبْ، فَإِنَّهُ سَيَعْيَى، فَيسقُطُ مِنْ أَنْفُسِ النَّاسِ.
فَأَبَى، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَمَرهُ، فَقَامَ عَلَى المِنْبَرِ دُوْنَ مُعَاوِيَةَ: فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
لَوِ ابْتغَيْتُم بَيْنَ جَابَلْقَ وَجَابَرْسَ رَجُلاً جَدُّهُ نَبيٌّ غَيرِي وَغَيرَ أَخِي لَمْ تَجِدُوْهُ، وَإِنَّا قَدْ أَعْطَيْنَا مُعَاوِيَةَ بَيْعَتَنَا، وَرَأَينَا أَنَّ حَقْنَ الدِّمَاءِ خَيْرٌ: {وَمَا أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ إِلَى حِيْنٍ}.
وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَخَطَبَ بَعْدَهُ خُطبَةً عَيِيَّة فَاحِشَةً، ثُمَّ نَزَل. وَقَالَ: مَا أَردتَ بِقَوْلكَ: فِتْنَةٌ لَكُم وَمَتَاعٌ؟
قَالَ: أَردْتُ بِهَا مَا أَرَادَ اللهُ بِهَا.)
قال المحقق اسناده صحيح، وهودة هو ابن خليفة، وعوف هو ابن أبي جميلة الأعرابي، وذكره ابن كثر في البداية والنهاية 8/42 ونسبه لابن سعد بهذا الإسناد.
لقد وجدت من صححه أيضا في الطبعة التوفيقية لتاريخ الاسلام للذهبي، والناشر هي المكتبة التوفيقيةـ
ج4 ص 20 قال في الهامش ( 1-خبر صحيح: وأخرجه ابن سعد كما في البداية 8/42، وأورده الذهبي في السير 3/272، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/224، 225 لابن بدران.)
تحريف علمائهم للروايات والتستر على أسماء الملعونين، والإمام علي عليه السلام يلعنهم فلا حجة لهم أنهم اسلموا وما كان من لعن الرسول لهم صلى الله عليه واله كان في الجاهيلية!!
من يقرأ تاريخ ابي الاعور السلمي سيجده صهيونيا بامتياز، فقد كان من قواد معاوية في خصومة أمير المؤمنين عليه السلام وهو الذي منع الماء عن جيش علي عليه السلام. وقد كان حليف بني أمية وسفيان قادة الأحزاب في وقعة الخندق حيث لعنهم الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، وابوه من قتل ابو جابر الانصاري رضوان الله عليه عبدالله الانصاري في معركة أحد، مما يشهد أن حقيقة قوّاد معاوية واستعمال معاوية لهم في حربه ضد الامام علي عليه السلام!
*فقد ورد لعنه على لسان النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، كما استمر علي بن ابي طالب عليه السلام في لعنه أيضا!! وبتصحيح علمائهم!
روى بن ابي شيبة في مصنفه 2/108 ح7050 (حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين قال حدثنا عبد الرحمن بن مغفل قال صليت مع علي صلاة الغداة قال فقنت فقال في قنوته اللهم عليك بمعاوية وأشياعه وعمرو بن العاص وأشياعه وأبا السلمي وأشياعه وعبد الله بن قيس وأشياعه)
أقول هذا الأثر صحيح، وصححه عمدة الرجال عند السنة يحيى بن معين كما جاء في تاريخه برواية الدوري 3/43 (سمعت يحيى يقول أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع معاوية وكان علي يلعنه في الصلاة واسمه عمرو بن سفيان فيما يرى يحيى)اهـ
فإذاً، لعن الثلاثة على لسان أهل البيت عليهم الصلاة والسلام صحيح عند علمائهم!!
ولعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ابي الأعور السلمي في مصنف ابن أبي شيبة 2/108 (7047 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن يزيد بن أبي زياد عن بن يحنس عن سعيد بن زيد قال قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اللهم العن رعلا وذكوان وعضلا وعصية عصت الله ورسوله والعن ابا الأعور السلمي)
كتاب من اسمه عمرو من الشعراء ص 19 (133 - عمرو بن سفيان أبو الأعور السلمي، فارس اهل الشام، كان فيمن كفر وغدر برسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقنت رسول الله صلى الله عليه سلم شهرا يدعو على قبائل من سليم، منها رعل وذكوان وعصية، وقال فيها صلى الله عليه وسلم: عصت الله ورسوله، وسمى عمرو بن سفيان باسمه!.
حدثنا بذلك علي بن الحسن بن عرفة قال: حدثنا ابن ايوب عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحق.
وفي حديث اخر حدثنيه ابن شاهين: أنه صلى الله عليه وسلم لعن عمرو بن سفيان وسهيلا ذا الأسنان وأبا سفيان
وأسلم أبو الأعور بعد ذلك!، وحضر فتوح الشام ..)الخ
*تحريف علمائهم لبعض الروايات وابهام الأسماء!!
بنفس سند ابن ابي شيبه، يروي ابن المنذر عن ابن ابي شيبة بواسطة يحيى بن محمد عن بن مغفل ويبهم في الأسماء الا أبي الأعور السلمي! وهذه خيانة للعلم والنقل!
الاوسط في السنن لابن منذر 3/244 (1580 - حدثنا يحيى بن محمد قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: ثنا هشيم قال: أنا حصين، عن عبد الرحمن بن مغفل قال: صليت مع علي الغداة ، فقنت ، فقال في قنوته: " اللهم عليك بفلان، وأصحابه، وأشياعه أبي الأعور السلمي، وعبد الله بن فلان وأشياعه "!!)اهـ
ابهم اسم معاوية وعمرو بن العاص وعبد الله بن قيس بفلان!!!
وأيضا هناك من علمائهم حذف قول ابن معين أن عليا لعن ابو الاعور السلمي كما في الاثر اعلاه،
في وقفات مع كتاب الصحبة والصحابة للرد على السني المعتدل حسن بن فرحان المالكي، يرد فيه على حسن المالكي بما يخص الصحابة ليدافع عنهم, وهو من تأليف عبد الباسط بن يوسف الغريب ص53 (2. أبو الأعور السلمي قال مسلم وأبو أحمد الحاكم في الكنى: له صحبة, وذكره البغوي وابن قانع وابن سميع وابن منده وغيرهم في الصحابة. وقال عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين سمعت يحيى يقول: أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان مع معاوية.)اهـ
أين قول ابن معين (وكان علي يلعنه في الصلاة)!؟!؟