ليث العتابي
22-12-2012, 10:16 PM
النظم الأجتماعية
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المدخل
تعريف النظم
النظم لغة : تأليف الشيء و تكثيفه , و قد تأتي بمعنى الجمع و الترتيب .
النظم أصطلاحاً : مجموعة قوانين , و أحكام تنظم الحياة , قد تكون عامة أو خاصة .
النظم الإسلامية : و هي مجموعة التشريعات التي جاءت من المشرع الواقعي عن طريق الوحي الإلهي لبني البشر , لغرض تنظيم كل مفاصل الحياة , فلم يكن مجرد عقائد دينية فردية , بل هو يقوم بعملية التنسيق بين الروح , و المادة , و العقيدة , و التشريع , و بين العبادات , و المعاملات .
أهمية دراسة النظم الإسلامية
و ذلك لمعرفة التشريعات , و القوانين التي جاء بها الإسلام , و ذلك نأخذه من مصادره الأولية الأصلية حتى نميز ما جاء بها , و ما جاء من غيرها من مدخولات و أحكام وضعية , فرب مشهورات لا أساس لها في القرآن الكريم , و لا في السنة النبوية المباركة .
أهم مصادر البحث في النظم الإسلامية
و من أهم المصادر على الإطلاق هما :
1ـ القرآن الكريم , كتاب الله , الذي لا يأتية الباطل من بين يديه و لا من خلفه .
2ـ السنة النبوية المباركة الصحيحة .
المصنفات في النظم
لقد صنف العلماء العديد من الكتب و المؤلفات , و المصادر في موضوع النظم و ما يتناوله و ما يدور حوله , و التي يمكن الرجوع إليها لمعرفة أسس , و منهج التدوين في النظم , و منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ كتاب ( الخراج ) , للقاضي أبو يوسف ( ت 192 هـ ) .
2ـ كتاب ( الأموال ) لأبن سلام القاسم أبو عبيد ( ت 224 هـ ) .
3ـ كتاب ( الوزراء و الكتاب ) للجهشياري ( ت 331 هـ ) .
4ـ كتاب ( الولاة ) لأبو عمر الكندي ( ت 350 هـ ) .
5ـ ( الأحكام السلطانية ) للماوردي ( ت 450 هـ ) .
6ـ ( الأحكام السلطانية ) لأبو يعلى الفراء .
و كتب , و مصنفات آخرى كثيرة .
أما المراجع الحديثة فيمكن أن نذكر منها :
1ـ أقتصادنا , للسيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) .
2ـ مجتمعنا , للسيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) .
3ـ العمل و حقوق العامل في الإسلام , للشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله ) .
4ـ النظام السياسي في الإسلام , للشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله ) .
5ـ النظام التربوي في الإسلام , للشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله ) .
و غيرها من الكتب الآخرى .
النظم الاجتماعية في الإسلام
إن الإسلام العظيم الذي اختاره الله سبحانه و تعالى صبغة للمؤمنين به من جوانب العظمة والرحمة واليسر ما لا يمكن حصره ، وفي الجانب الاجتماعي منه بما يبين ويوضح مميزات النظام الاجتماعي في الإسلام ، مع العلم بأن الحياة في الإسلام مترابطة لا إنفصال فيها ولا تضارب بين جوانبها بل هي بكل جوانبها متداخلة ومتكاملة ومتناسقة مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهذا التناسق والانسجام مع الفطرة يكسب الحياة إشراقاً ونوراً وبهجة لا تتأتى إلا في هذا المنهج العظيم والصبغة الكريمة والسبيل القويم الذي أنزله الخالق الرحيم سبحانه و تعالى .
أسس النظم الأجتماعية في اٌسلام
1ـ الأسرة :
فاللأسرة مكانة عظيمة في الإسلام يتفرع عنها حقوق الأباء , فإن من أعظم الحقوق التي أقرها الإسلام
أولاً : ( طاعة الوالدين ) فقد قرنها سبحانه و تعالى بطاعته في عدة آيات فقال تعالى :
( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24) ) سورة الأسراء .
و كذلك ما أكدت عليه الأحاديث الشريفة للمعصومين ( عليهم السلام ) , فعن الأمام الصادق ( عليه السلام ) : (( من نظر إلى أبويه نظر ماقت , و هما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة )) .
و كذلك فمن الأمور التي فرضها الله سبحانه و تعالى على الوالدين :
ثانياً : ( مراقبة الأولاد ) فهي من الأمور الواجبة لإن إكمال التربية الصالحة متوقف عليها كـ( مراقبة ثيابهم و ملبسهم , مراقبة طعامهم و شرابهم , مراقبة نومهم و يقضتهم , مراقبة هواياتهم و ميولهم , مراقبة أصدقائهم و زملائهم و قرنائهم , مراقبة ألفاظهم و تعاملاتهم , مراقبة تصرفاتهم , و غيرها من الأمور المهمة التي نحن بحاجة إليها يوماً بعد يوم , خصوصاً ما نعيشه من نفاق ديني , و أجتماعي غريب .
2ـ المصاحبة و التخالط الأجتماعي و أثرهما على الفرد :
فقد وضحت الأحاديث المباركة إنه يجب الأبتعاد عن خمسة أصناف من الناس لإن صحبتهم غير صالحة , و تسبب تدمير للشخصية , و يمكن أن نستل هذه الأصناف و المواصفات من حديث الأمام الباقر ( عليه السلام ) , و هذه الأصناف هي :
1ـ الكذاب : فلا تصاحبه فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب .
2ـ الفاسق : فلا تصاحبه لإنه يبيعك بأكلة .
3ـ البخيل : فلا تصاحبه فإنه يخذلك في أحوج ما تكون إليه .
4ـ الأحمق : فلا تصاحبه فإنه يريد أن ينفعك فيضرك .
5ـ قاطع الرحم : فلا تصاحبه .
3ـ مؤسسة الزواج :
و هذه المؤسسة لابد أن تبنى على أمور وضحها و بينها القرآن الكريم , و الأحاديث المباركة , منها :
أولاً : حسن الأختيار .
ثانياً : حسن المعاشرة .
ثالثاً : الأستعداد الجيد لإيجاد جيل صالح .
رابعاً : حسن أختيار الأسماء
خامساً : التربية الصالحة , و المعاملة الحسنة .
4ـ المجتمع , و البيئة المحيطة :
فالإنسان كائن أجتماعي بطبعه و طبيعته , و لا يمكنه أن يعيش وحده أبداً , فهو بحاجة للمجتمع , و المجتمع مبني على الأفراد , و لابد أن نعلم أن للمجتمع كمجتمع طرق للتعامل و التعايش خاصة به , و على الفرد أن يراعي المجتمع في حركاته و سكناته , و أن لا يؤثر على المجتمع بإسم الحرية الفردية , كما و إن للمجتمع أو بمعنى أدق ( بيئة المجتمع ) لها تأثير كبير على الفرد في سلوكياته و عاداته و تقاليده .
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المدخل
تعريف النظم
النظم لغة : تأليف الشيء و تكثيفه , و قد تأتي بمعنى الجمع و الترتيب .
النظم أصطلاحاً : مجموعة قوانين , و أحكام تنظم الحياة , قد تكون عامة أو خاصة .
النظم الإسلامية : و هي مجموعة التشريعات التي جاءت من المشرع الواقعي عن طريق الوحي الإلهي لبني البشر , لغرض تنظيم كل مفاصل الحياة , فلم يكن مجرد عقائد دينية فردية , بل هو يقوم بعملية التنسيق بين الروح , و المادة , و العقيدة , و التشريع , و بين العبادات , و المعاملات .
أهمية دراسة النظم الإسلامية
و ذلك لمعرفة التشريعات , و القوانين التي جاء بها الإسلام , و ذلك نأخذه من مصادره الأولية الأصلية حتى نميز ما جاء بها , و ما جاء من غيرها من مدخولات و أحكام وضعية , فرب مشهورات لا أساس لها في القرآن الكريم , و لا في السنة النبوية المباركة .
أهم مصادر البحث في النظم الإسلامية
و من أهم المصادر على الإطلاق هما :
1ـ القرآن الكريم , كتاب الله , الذي لا يأتية الباطل من بين يديه و لا من خلفه .
2ـ السنة النبوية المباركة الصحيحة .
المصنفات في النظم
لقد صنف العلماء العديد من الكتب و المؤلفات , و المصادر في موضوع النظم و ما يتناوله و ما يدور حوله , و التي يمكن الرجوع إليها لمعرفة أسس , و منهج التدوين في النظم , و منها على سبيل المثال لا الحصر :
1ـ كتاب ( الخراج ) , للقاضي أبو يوسف ( ت 192 هـ ) .
2ـ كتاب ( الأموال ) لأبن سلام القاسم أبو عبيد ( ت 224 هـ ) .
3ـ كتاب ( الوزراء و الكتاب ) للجهشياري ( ت 331 هـ ) .
4ـ كتاب ( الولاة ) لأبو عمر الكندي ( ت 350 هـ ) .
5ـ ( الأحكام السلطانية ) للماوردي ( ت 450 هـ ) .
6ـ ( الأحكام السلطانية ) لأبو يعلى الفراء .
و كتب , و مصنفات آخرى كثيرة .
أما المراجع الحديثة فيمكن أن نذكر منها :
1ـ أقتصادنا , للسيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) .
2ـ مجتمعنا , للسيد محمد باقر الصدر ( رحمه الله ) .
3ـ العمل و حقوق العامل في الإسلام , للشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله ) .
4ـ النظام السياسي في الإسلام , للشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله ) .
5ـ النظام التربوي في الإسلام , للشيخ باقر شريف القرشي ( رحمه الله ) .
و غيرها من الكتب الآخرى .
النظم الاجتماعية في الإسلام
إن الإسلام العظيم الذي اختاره الله سبحانه و تعالى صبغة للمؤمنين به من جوانب العظمة والرحمة واليسر ما لا يمكن حصره ، وفي الجانب الاجتماعي منه بما يبين ويوضح مميزات النظام الاجتماعي في الإسلام ، مع العلم بأن الحياة في الإسلام مترابطة لا إنفصال فيها ولا تضارب بين جوانبها بل هي بكل جوانبها متداخلة ومتكاملة ومتناسقة مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها وهذا التناسق والانسجام مع الفطرة يكسب الحياة إشراقاً ونوراً وبهجة لا تتأتى إلا في هذا المنهج العظيم والصبغة الكريمة والسبيل القويم الذي أنزله الخالق الرحيم سبحانه و تعالى .
أسس النظم الأجتماعية في اٌسلام
1ـ الأسرة :
فاللأسرة مكانة عظيمة في الإسلام يتفرع عنها حقوق الأباء , فإن من أعظم الحقوق التي أقرها الإسلام
أولاً : ( طاعة الوالدين ) فقد قرنها سبحانه و تعالى بطاعته في عدة آيات فقال تعالى :
( وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24) ) سورة الأسراء .
و كذلك ما أكدت عليه الأحاديث الشريفة للمعصومين ( عليهم السلام ) , فعن الأمام الصادق ( عليه السلام ) : (( من نظر إلى أبويه نظر ماقت , و هما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة )) .
و كذلك فمن الأمور التي فرضها الله سبحانه و تعالى على الوالدين :
ثانياً : ( مراقبة الأولاد ) فهي من الأمور الواجبة لإن إكمال التربية الصالحة متوقف عليها كـ( مراقبة ثيابهم و ملبسهم , مراقبة طعامهم و شرابهم , مراقبة نومهم و يقضتهم , مراقبة هواياتهم و ميولهم , مراقبة أصدقائهم و زملائهم و قرنائهم , مراقبة ألفاظهم و تعاملاتهم , مراقبة تصرفاتهم , و غيرها من الأمور المهمة التي نحن بحاجة إليها يوماً بعد يوم , خصوصاً ما نعيشه من نفاق ديني , و أجتماعي غريب .
2ـ المصاحبة و التخالط الأجتماعي و أثرهما على الفرد :
فقد وضحت الأحاديث المباركة إنه يجب الأبتعاد عن خمسة أصناف من الناس لإن صحبتهم غير صالحة , و تسبب تدمير للشخصية , و يمكن أن نستل هذه الأصناف و المواصفات من حديث الأمام الباقر ( عليه السلام ) , و هذه الأصناف هي :
1ـ الكذاب : فلا تصاحبه فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب .
2ـ الفاسق : فلا تصاحبه لإنه يبيعك بأكلة .
3ـ البخيل : فلا تصاحبه فإنه يخذلك في أحوج ما تكون إليه .
4ـ الأحمق : فلا تصاحبه فإنه يريد أن ينفعك فيضرك .
5ـ قاطع الرحم : فلا تصاحبه .
3ـ مؤسسة الزواج :
و هذه المؤسسة لابد أن تبنى على أمور وضحها و بينها القرآن الكريم , و الأحاديث المباركة , منها :
أولاً : حسن الأختيار .
ثانياً : حسن المعاشرة .
ثالثاً : الأستعداد الجيد لإيجاد جيل صالح .
رابعاً : حسن أختيار الأسماء
خامساً : التربية الصالحة , و المعاملة الحسنة .
4ـ المجتمع , و البيئة المحيطة :
فالإنسان كائن أجتماعي بطبعه و طبيعته , و لا يمكنه أن يعيش وحده أبداً , فهو بحاجة للمجتمع , و المجتمع مبني على الأفراد , و لابد أن نعلم أن للمجتمع كمجتمع طرق للتعامل و التعايش خاصة به , و على الفرد أن يراعي المجتمع في حركاته و سكناته , و أن لا يؤثر على المجتمع بإسم الحرية الفردية , كما و إن للمجتمع أو بمعنى أدق ( بيئة المجتمع ) لها تأثير كبير على الفرد في سلوكياته و عاداته و تقاليده .