bob65
26-12-2012, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أتى آذناً بالحج شهر مُحرمُ
أتى آذناً بالحجِّ شهرُ مُحرَّمُ
فيا شيعة الحسين لبّوا وأحرِموا
وحلّوا القيود عن معاصمِ لوعةٍ
فقد آن للأشجان أنْ تتكلّمُ
تُخبِّرْنَ بالإرنان والزّفرات عن
مُصابٍ ألمَّ بالرّسالة مؤلمُ
مُصابٌ أتى دار النبوّةِ ماحقاً
فرائد شذرٍ في محار التظلّمُ
فأردى ظلاماً نور وحي محمّد
وقد كان مذ بزوغه الشمس تُنجمُ
وشدّوا برحلكمْ إلى خير أمّةٍ
إلى كربلاء حيث يرقدُ ضيغمُ
هناك بأرض الطّفِّ بيتٌ مباركٌ
بأركانه الإسلام أصبح أقومُ
مَقامٌ له الإيمان رُكْنٌ مُشيّدٌ
بناه النبيُّ والوصيُّ وفاطمُ
وركنٌ من التّنزيل شاد عمادهُ
مدارس تأويلٍ وسيفٌ مسوّمُ
وركنُ الوفاء هاشميُّ الحميّة
سجيّة أشبال النبيّ المُكرّمُ
وركنُ الإباء فاطميٌّ مُطهّرٌ
أتت كتب السما به تتكلمُ
وقبّتهُ باسمِ الشّهادةِ تعتلي
فضا حرمٍ يبكي حسيناً ويألمُ
فمن أمّه حاجّاً إلى الله قانتاً
يرقّى معانيه ويصعد سلّمُ
فوالهفي على عقيلة حيدر
على ألم المصاب تسعى وتسعمُ
بهاجرةٍ غرّاء جفّت شؤونها
تهرول بين ساحةٍ ومخيّمُ
خيامٌ بها الأطفال أضناهمُ الظّما
عُطاشى وغيثُ الماء عنهم مُحرَّمُ
وساحة ميدان تقارع همّها
سيوفٌ على الرِّقاب والموت حوَّمُ
وتعدو كأنّ الموت يعدو بروعِها
خطاها تُسابق المنايا وتُهزَمُ
فَترنو إلى مضاجعٍ تتأرّقُ
تهوج رياح الموت فيها وتنسمُ
فوارسُ من ضيز القنا جرعوا الفدى
ورضّعُ من ثدي الرّدى جرعوا الدّمُ
تضم رضيعاً ألثَمٓ السهم نحره
وبالأمس كانت من تشم وتلثَمُ
وتغمر أقماراً بشيّب أدمعٍ
يعاجلها جلّ المصاب فتهرمُ
ويأفلُ نجمٌ بعد نجمٍ مُخضّباً
كأنّ الدّجى من نورهم يتوجّمُ
ويلمع نور السبط بين سهامها
تحفّه أنياب القنا والصوارمُ
فنادت أما من ناصرٍ ينصر الألى
فيرتدّ صوتها صدىً يتألّمُ
وشمرٌأتى غرّاً ببئس تجارةٍ
يبيع شفاعة النبيّ بدرهمُ
حسى لبن الذئاب من ثدي ختلها
إذا وقعت أسْدُ الشَّرى يتهكّمُ
يسلّ حساماً جاهلياً مغشّماً
عتى والفؤاد منه أعتى وأظلمُ
فتلّه للجبين سبط محمّد
وثجّ كهدْيٍ في مناسك مُحرمُ
وسجّوا عرى صدورهم بالسنابك
وإسمُ الحطيمِ أضلعٌ تتحطّمُ
فيُسقى الأديم من سفاكهمُ وهم
من الأرض لم يُسقوا بغير التّيمّمُ
جباههمُ الظمأى تحثُّ ترابه
فينبع من دمائهم ماء زمزمُ
حسته المعالي ملئ فاهٍ وردّدت
شرابٌ يُساغُ طعمه وهو علقمُ
فأصبح رأس السبط فخر الأسنّة
ذبيحٌ وباقي الجارحات رمائمُ
تودعه الحوراء دون وداعه
فتلهج أضلعٌ بشوقٍ وتضرمُ
فتهرع إبنة الهدى لتضمّه
فيزجرها سوطٌٌ ويشتمها عمُ
تُسلّبُ عطف والدٍ كان منهلاً
لمن يتّمتهُ قدرةٌ وهي تُحرمُ
وتُسبى أمام ناظريه تفجّعاً
فيهرق دمع من مآقيه يسجمُ
هُمُ قتّلوه مرّتين ويقسم
بأنّ الحسام من به كان أرحمُ
بنات مُحمّدٍ يهتّك خِدرها
وتنظُرها سبات أعين مسلمُ
ترمْن تعذّراً خماراً ممنّعاً
فتخْفضنَ بالحياء سجفاً وتلثِمُ
فللّه من مصيبة فُجعت بها
ملائكة السما فضجّت تتمتمُ
بصوت نعيّ وامصاب الفواطم
فأسمع صُمّانٌ وأنطقَ أبكمُ
مصاب على الجبال لو صبّ همّه
تنوءُهُ أوتاد الجبال وتقصمُ
لحا الله عصبة العيون التي سبت
حياء بنات الوحي دون تحشّمُ
فعن هاجر الحوراء باحت بإرثها
ووارث إسماعيل ما عاد مُبهمُ
ذبيحٌ مداه فيه تنثلم المُدىً
ومذبوح في مداه لم يتحكمُ
هما رضخا للنائبات تطوعاً
وفي خلقه الرحمان ما شاء يقسم
ولو ينطق البيت العتيق لألهج
إلى قبلةٍ فيها الحسين مُعظّمُ
وغنثرُ رام بالدّخور كرامةً
يذمُّ مآثر الحسين ويعذمُ
يقول حريٌّ بالنبيِّ المآتمُ
نياح الثكالى وافتقاد الميتّمُ
فقلت له دع عنك ذمّ مُحَمَّدِ
رسولٌ بغير الوحي ما أنطق الفمُ
يُبلّغُ آيات الكتاب برحمةٍ
في بصرها الأعمى وينكرها العمُ
ودعْ عنك ذمّ آل بيته إنّهم
من التحفوا الكسا وما فيه آثمُ
سل الآي في الأحزاب تُنْبؤك عنهمُ
سل الآي في النساء طه ومريمُ
كفاك حديثاً فيه ما كان أبلغ
أنا من حسين وهو مني لتفهمُ
فإنّا وإن نبكي القتيل بكربلا
نقيم على النبي عرساً ومأتمُ
عزاءٌ لهول الرزء أولى يُخلّدُ
وعرس شهيد عند ربه أكرمُ
فثائرة الحسين لو كنت تفهمُ
بمنطق جبريل الأمين تُترجمُ
وهل يرتضي الإباء إلا سعادةً
مع الموت عن عيشٍ بذلّة ظالمُ
ومثله لا يغضُّ طرفاً لفاسقٍ
على منبر النبيِّ يعثو معمَّمُ
بقتل الحسين قتّلوا أنبياءهم
وساروا على آثار عادٍ وجرهمُ
وما ألوَ أمر الآل إلا سقيفةٌ
تعدّت على فتيّةٍ وهي أيَّمُ
بكارةُ حقٍّ قد أفيضت فأنجبت
زنىً فاسقاً بالآي يُسبي ويُجرمُ
فكم من جهالةٍ تُغلّبُ عالم
وكم من حقيقةٍ تُقيِّدُ معصمُ
فيا جحمَتي بكّي حُسيناً ورهطه
ولا تأتَسي من جهل من يتوهّمُ
فلا عبرةٌ كعبرةٍ في مَرامك
حُسينٌ ولا يومٌ كيومكَ أعظمُ
الدكتور ابراهيم علي بدران
في 4 محرم 1434
الموافق ل17 تشرين الثاني 2012
أتى آذناً بالحج شهر مُحرمُ
أتى آذناً بالحجِّ شهرُ مُحرَّمُ
فيا شيعة الحسين لبّوا وأحرِموا
وحلّوا القيود عن معاصمِ لوعةٍ
فقد آن للأشجان أنْ تتكلّمُ
تُخبِّرْنَ بالإرنان والزّفرات عن
مُصابٍ ألمَّ بالرّسالة مؤلمُ
مُصابٌ أتى دار النبوّةِ ماحقاً
فرائد شذرٍ في محار التظلّمُ
فأردى ظلاماً نور وحي محمّد
وقد كان مذ بزوغه الشمس تُنجمُ
وشدّوا برحلكمْ إلى خير أمّةٍ
إلى كربلاء حيث يرقدُ ضيغمُ
هناك بأرض الطّفِّ بيتٌ مباركٌ
بأركانه الإسلام أصبح أقومُ
مَقامٌ له الإيمان رُكْنٌ مُشيّدٌ
بناه النبيُّ والوصيُّ وفاطمُ
وركنٌ من التّنزيل شاد عمادهُ
مدارس تأويلٍ وسيفٌ مسوّمُ
وركنُ الوفاء هاشميُّ الحميّة
سجيّة أشبال النبيّ المُكرّمُ
وركنُ الإباء فاطميٌّ مُطهّرٌ
أتت كتب السما به تتكلمُ
وقبّتهُ باسمِ الشّهادةِ تعتلي
فضا حرمٍ يبكي حسيناً ويألمُ
فمن أمّه حاجّاً إلى الله قانتاً
يرقّى معانيه ويصعد سلّمُ
فوالهفي على عقيلة حيدر
على ألم المصاب تسعى وتسعمُ
بهاجرةٍ غرّاء جفّت شؤونها
تهرول بين ساحةٍ ومخيّمُ
خيامٌ بها الأطفال أضناهمُ الظّما
عُطاشى وغيثُ الماء عنهم مُحرَّمُ
وساحة ميدان تقارع همّها
سيوفٌ على الرِّقاب والموت حوَّمُ
وتعدو كأنّ الموت يعدو بروعِها
خطاها تُسابق المنايا وتُهزَمُ
فَترنو إلى مضاجعٍ تتأرّقُ
تهوج رياح الموت فيها وتنسمُ
فوارسُ من ضيز القنا جرعوا الفدى
ورضّعُ من ثدي الرّدى جرعوا الدّمُ
تضم رضيعاً ألثَمٓ السهم نحره
وبالأمس كانت من تشم وتلثَمُ
وتغمر أقماراً بشيّب أدمعٍ
يعاجلها جلّ المصاب فتهرمُ
ويأفلُ نجمٌ بعد نجمٍ مُخضّباً
كأنّ الدّجى من نورهم يتوجّمُ
ويلمع نور السبط بين سهامها
تحفّه أنياب القنا والصوارمُ
فنادت أما من ناصرٍ ينصر الألى
فيرتدّ صوتها صدىً يتألّمُ
وشمرٌأتى غرّاً ببئس تجارةٍ
يبيع شفاعة النبيّ بدرهمُ
حسى لبن الذئاب من ثدي ختلها
إذا وقعت أسْدُ الشَّرى يتهكّمُ
يسلّ حساماً جاهلياً مغشّماً
عتى والفؤاد منه أعتى وأظلمُ
فتلّه للجبين سبط محمّد
وثجّ كهدْيٍ في مناسك مُحرمُ
وسجّوا عرى صدورهم بالسنابك
وإسمُ الحطيمِ أضلعٌ تتحطّمُ
فيُسقى الأديم من سفاكهمُ وهم
من الأرض لم يُسقوا بغير التّيمّمُ
جباههمُ الظمأى تحثُّ ترابه
فينبع من دمائهم ماء زمزمُ
حسته المعالي ملئ فاهٍ وردّدت
شرابٌ يُساغُ طعمه وهو علقمُ
فأصبح رأس السبط فخر الأسنّة
ذبيحٌ وباقي الجارحات رمائمُ
تودعه الحوراء دون وداعه
فتلهج أضلعٌ بشوقٍ وتضرمُ
فتهرع إبنة الهدى لتضمّه
فيزجرها سوطٌٌ ويشتمها عمُ
تُسلّبُ عطف والدٍ كان منهلاً
لمن يتّمتهُ قدرةٌ وهي تُحرمُ
وتُسبى أمام ناظريه تفجّعاً
فيهرق دمع من مآقيه يسجمُ
هُمُ قتّلوه مرّتين ويقسم
بأنّ الحسام من به كان أرحمُ
بنات مُحمّدٍ يهتّك خِدرها
وتنظُرها سبات أعين مسلمُ
ترمْن تعذّراً خماراً ممنّعاً
فتخْفضنَ بالحياء سجفاً وتلثِمُ
فللّه من مصيبة فُجعت بها
ملائكة السما فضجّت تتمتمُ
بصوت نعيّ وامصاب الفواطم
فأسمع صُمّانٌ وأنطقَ أبكمُ
مصاب على الجبال لو صبّ همّه
تنوءُهُ أوتاد الجبال وتقصمُ
لحا الله عصبة العيون التي سبت
حياء بنات الوحي دون تحشّمُ
فعن هاجر الحوراء باحت بإرثها
ووارث إسماعيل ما عاد مُبهمُ
ذبيحٌ مداه فيه تنثلم المُدىً
ومذبوح في مداه لم يتحكمُ
هما رضخا للنائبات تطوعاً
وفي خلقه الرحمان ما شاء يقسم
ولو ينطق البيت العتيق لألهج
إلى قبلةٍ فيها الحسين مُعظّمُ
وغنثرُ رام بالدّخور كرامةً
يذمُّ مآثر الحسين ويعذمُ
يقول حريٌّ بالنبيِّ المآتمُ
نياح الثكالى وافتقاد الميتّمُ
فقلت له دع عنك ذمّ مُحَمَّدِ
رسولٌ بغير الوحي ما أنطق الفمُ
يُبلّغُ آيات الكتاب برحمةٍ
في بصرها الأعمى وينكرها العمُ
ودعْ عنك ذمّ آل بيته إنّهم
من التحفوا الكسا وما فيه آثمُ
سل الآي في الأحزاب تُنْبؤك عنهمُ
سل الآي في النساء طه ومريمُ
كفاك حديثاً فيه ما كان أبلغ
أنا من حسين وهو مني لتفهمُ
فإنّا وإن نبكي القتيل بكربلا
نقيم على النبي عرساً ومأتمُ
عزاءٌ لهول الرزء أولى يُخلّدُ
وعرس شهيد عند ربه أكرمُ
فثائرة الحسين لو كنت تفهمُ
بمنطق جبريل الأمين تُترجمُ
وهل يرتضي الإباء إلا سعادةً
مع الموت عن عيشٍ بذلّة ظالمُ
ومثله لا يغضُّ طرفاً لفاسقٍ
على منبر النبيِّ يعثو معمَّمُ
بقتل الحسين قتّلوا أنبياءهم
وساروا على آثار عادٍ وجرهمُ
وما ألوَ أمر الآل إلا سقيفةٌ
تعدّت على فتيّةٍ وهي أيَّمُ
بكارةُ حقٍّ قد أفيضت فأنجبت
زنىً فاسقاً بالآي يُسبي ويُجرمُ
فكم من جهالةٍ تُغلّبُ عالم
وكم من حقيقةٍ تُقيِّدُ معصمُ
فيا جحمَتي بكّي حُسيناً ورهطه
ولا تأتَسي من جهل من يتوهّمُ
فلا عبرةٌ كعبرةٍ في مَرامك
حُسينٌ ولا يومٌ كيومكَ أعظمُ
الدكتور ابراهيم علي بدران
في 4 محرم 1434
الموافق ل17 تشرين الثاني 2012