صادق العارضي
26-12-2012, 08:20 AM
رأس الإمام الحسين (عليه السلام) المبارك في مجلس يزيد بينما يُقاد الإمام علي ان الحسين زين العابدين (عليه السلام) مكبلاً بالسلاسل
رأس الإمام الحسين عليه السلام
ألماني: Kopf Imam Husains
فارسي: سر إمام حسين
انجليزي: Head of Imam Hussayn
بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء ورفع جنود يزيد ابن معاوية رأسه على رمح بدأت لهذا الرأس المقدس الشريف رحلة طويلة.
حسب بعض الروايات فإن الرأس الشريف كان يسبح الله سبحانه وتعالى مما أرهب حامليه.
وفي رواية أن زيد ابن الأرقم روى: كنتُ في غرفةٍ لي فمرّوا علَيّ بالرأس وهو يقرأ: أَمْ حَسِبتَ أنّ أنّ أصحابَ الكهفِ والرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَباً ، فوقف شَعري وقلت: واللهِ ـ يا ابن رسول الله ـ رأسُك أعجب، وأعجب!
أُخذ رأس الإمام الحسين (عليه السلام) مع بقية الرؤوس في بادئ الأمر إلى الكوفة إلى عبيد الله ابن زياد. وأدخل الرأس على ابن زياد وكان عنده العديد من الوجهاء. ,اخذ ابن زياد يضرب الرأس الشريف بقضيب كان في يده وبدت عليه علامات السرور. وأخذ يضرب على الشفتين وكان الى جانبه زيد بن أرقم ـ وكان شيخاً كبيراً صحابيّاً ـ، فلمّا رآه يفعل ذلك بثنايا ابن رسول الله قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فو الله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها ما لا أُحصيه كثرة تقبّلهما. ثمّ انتحب باكياً.
فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، أتبكي لفتح الله؟ والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وذهب إلى منزله. وفي رواية أُخرى كان من أنكر عليه ذلك جارية لابن زياد رأت ذلك منه.
فيما بعد أرسل ابن زياد الرأس الشريف في موكب السبايا إلى يزيد ابن معاوية في دمشق. بعد أن جاب جنود يزيد بالرأس عدة مدن وقرى من الكوفة إلى دمشق وصلت قافلة السبايا إلى دمشق.
وصار يُدار بالرأس وبقية الرؤوس وخلفهم السبايا على أبواب دمشق ليشت الناس بهم والشمر يفخر بقتله الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه وإتيانه برأسه لأميره يزيد ابن معاوية.
وأُدخل الرأس إلى الجامع الأموي المجاور لقصر يزيد لإظهار انتصار الأمويين على بني هاشم. وصار يزيد بشتم الرأس الشريف ويتعمد أن يشمت بزينب (عليها السلام).
وقد ورد في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي وكتاب الصواعق المحرقة وفي كتاب اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال: لمّا أُتي برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد كان يتّخذ مـجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين فيضعه بين يديه ويشرب عليه، فحضر ذات يوم أحد مـجالسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائها فقال: يا ملك العرب رأس من هذا؟ فقال له يزيد: مالك ولهذا الرأس؟ قال: إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه، فقال يزيد: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: ومن أُمّه؟ قال: فاطمة الزهراء. قال: بنت من؟ قال: بنت رسول الله فقال الرسول: أف لك ولدينك، ما دين أخسّ من دينك، اعلم أنّي من أحفاد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظّموني، ويأخذون التراب من تحت قدمي تبركاً؛ لأني من أحفاد داود، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين رسول الله إلاّ أُمّ واحدة، فأي دين هذا؟
ثمّ قال له الرسول: يا يزيد، هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟ فقال يزيد: قل حتى اسمع، فقال: إنّ بين عمان والصين بحراً مسيرته سنة ليس فيه عمران إلاّ بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخاً وعرضها كذلك، وما على وجه الأرض بلدة أكبر منها، ومنها يحمل الكافور والياقوت والعنبر وأشجار العود، وهي في أيدي النصارى لا ملك لأحد فيها من الملوك، وفي تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة الحافر في مـحرابها حقّة من ذهب معلّقة فيها حافر يقولون: إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى، وقد زُيّنت حوالي الحقة بالذهب والجواهر والديباج والابرسيم، وفي كل عام يقصدها عالم من النصارى، فيطوفون حول الحقة ويزورونها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله ببركتها، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم، لا بارك الله فيكم ولا في دينكم.
فقال يزيد لأصحابه: اقتلوا هذا النصراني، فإنّه يفضحنا إن رجع إلى بلاده، ويشنع علينا، فلما أحسّ النصراني بالقتل قال يا يزيد: أتريد قتلي؟!
قال نعم.
قال: فاعلم أنّي رأيت البارحة نبيكم في منامي وهو يقول لي: يا نصراني أنت من أهل الجنة. فعجبت من كلامه حتى نالني هذا، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن مـحمداً عبده ورسوله، ثمّ أخذ الـرأس وضـمّه إليـه، وجـعل يبكي حتى قتل. (انتهى)
أما عن مقام ضريح الرأس فإنه يوجد اليوم مقام له في الجامع الأموي في دمشق يزوره عشاق الحسين من جميع البلدان وهو المكان الذي كان فيه الرأس لما أحضر إلى يزيد ابن معاوية. لكن وجوده هناك حتى يومنا هذا غير متفق عليه.
كما أنه يوجد مقام لرأس الإمام الحسين (عليه السلام) في القاهرة حيث يعتقد البعض أن الرأس أُخذ إلى هناك ليبلغ الأمان.
والجدير بالذكر هنا أنه يوجد أيضاً في مدينة حلب في سوريا مسجد فيه صخرة عليها أثر من دماء الرأس الشريف حيث وُضع عليها الرأس لما استراح جنود يزيد في ذلك المكان ولذلك يطلق على الرأس اليوم اسم مسجد النقطة.
المسلمون الشيعة يعتقدون أن الرأس الشريف أُعطي للإمام علي ابن الحسين (عليه السلام) بعد أن خاف يزيد من بقاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومن معه في دمشق بعد أن انفضحت جريمته بحق الإمام الحسين (عليه السلام). وفي طريقه إلى المدينة عرج الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (عليه السلام) على كربلاء ودفن الرأس مع الجسد المبارك.
رأس الإمام الحسين عليه السلام
ألماني: Kopf Imam Husains
فارسي: سر إمام حسين
انجليزي: Head of Imam Hussayn
بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء ورفع جنود يزيد ابن معاوية رأسه على رمح بدأت لهذا الرأس المقدس الشريف رحلة طويلة.
حسب بعض الروايات فإن الرأس الشريف كان يسبح الله سبحانه وتعالى مما أرهب حامليه.
وفي رواية أن زيد ابن الأرقم روى: كنتُ في غرفةٍ لي فمرّوا علَيّ بالرأس وهو يقرأ: أَمْ حَسِبتَ أنّ أنّ أصحابَ الكهفِ والرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَباً ، فوقف شَعري وقلت: واللهِ ـ يا ابن رسول الله ـ رأسُك أعجب، وأعجب!
أُخذ رأس الإمام الحسين (عليه السلام) مع بقية الرؤوس في بادئ الأمر إلى الكوفة إلى عبيد الله ابن زياد. وأدخل الرأس على ابن زياد وكان عنده العديد من الوجهاء. ,اخذ ابن زياد يضرب الرأس الشريف بقضيب كان في يده وبدت عليه علامات السرور. وأخذ يضرب على الشفتين وكان الى جانبه زيد بن أرقم ـ وكان شيخاً كبيراً صحابيّاً ـ، فلمّا رآه يفعل ذلك بثنايا ابن رسول الله قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين فو الله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها ما لا أُحصيه كثرة تقبّلهما. ثمّ انتحب باكياً.
فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، أتبكي لفتح الله؟ والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك، فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وذهب إلى منزله. وفي رواية أُخرى كان من أنكر عليه ذلك جارية لابن زياد رأت ذلك منه.
فيما بعد أرسل ابن زياد الرأس الشريف في موكب السبايا إلى يزيد ابن معاوية في دمشق. بعد أن جاب جنود يزيد بالرأس عدة مدن وقرى من الكوفة إلى دمشق وصلت قافلة السبايا إلى دمشق.
وصار يُدار بالرأس وبقية الرؤوس وخلفهم السبايا على أبواب دمشق ليشت الناس بهم والشمر يفخر بقتله الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه وإتيانه برأسه لأميره يزيد ابن معاوية.
وأُدخل الرأس إلى الجامع الأموي المجاور لقصر يزيد لإظهار انتصار الأمويين على بني هاشم. وصار يزيد بشتم الرأس الشريف ويتعمد أن يشمت بزينب (عليها السلام).
وقد ورد في كتاب مقتل الحسين للخوارزمي وكتاب الصواعق المحرقة وفي كتاب اللهوف في قتلى الطفوف للسيد ابن طاووس عن الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال: لمّا أُتي برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد كان يتّخذ مـجالس الشرب، ويأتي برأس الحسين فيضعه بين يديه ويشرب عليه، فحضر ذات يوم أحد مـجالسه رسول ملك الروم، وكان من أشراف الروم وعظمائها فقال: يا ملك العرب رأس من هذا؟ فقال له يزيد: مالك ولهذا الرأس؟ قال: إني إذا رجعت إلى ملكنا يسألني عن كل شيء رأيته، فأحببت أن أخبره بقصة هذا الرأس وصاحبه، فقال يزيد: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: ومن أُمّه؟ قال: فاطمة الزهراء. قال: بنت من؟ قال: بنت رسول الله فقال الرسول: أف لك ولدينك، ما دين أخسّ من دينك، اعلم أنّي من أحفاد داود وبيني وبينه آباء كثيرة والنصارى يعظّموني، ويأخذون التراب من تحت قدمي تبركاً؛ لأني من أحفاد داود، وأنتم تقتلون ابن بنت رسول الله وما بينه وبين رسول الله إلاّ أُمّ واحدة، فأي دين هذا؟
ثمّ قال له الرسول: يا يزيد، هل سمعت بحديث كنيسة الحافر؟ فقال يزيد: قل حتى اسمع، فقال: إنّ بين عمان والصين بحراً مسيرته سنة ليس فيه عمران إلاّ بلدة واحدة في وسط الماء طولها ثمانون فرسخاً وعرضها كذلك، وما على وجه الأرض بلدة أكبر منها، ومنها يحمل الكافور والياقوت والعنبر وأشجار العود، وهي في أيدي النصارى لا ملك لأحد فيها من الملوك، وفي تلك البلدة كنائس كثيرة، أعظمها كنيسة الحافر في مـحرابها حقّة من ذهب معلّقة فيها حافر يقولون: إنّه حافر حمار كان يركبه عيسى، وقد زُيّنت حوالي الحقة بالذهب والجواهر والديباج والابرسيم، وفي كل عام يقصدها عالم من النصارى، فيطوفون حول الحقة ويزورونها ويقبّلونها ويرفعون حوائجهم إلى الله ببركتها، هذا شأنهم ودأبهم بحافر حمار يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسى نبيهم، وأنتم تقتلون ابن بنت نبيكم، لا بارك الله فيكم ولا في دينكم.
فقال يزيد لأصحابه: اقتلوا هذا النصراني، فإنّه يفضحنا إن رجع إلى بلاده، ويشنع علينا، فلما أحسّ النصراني بالقتل قال يا يزيد: أتريد قتلي؟!
قال نعم.
قال: فاعلم أنّي رأيت البارحة نبيكم في منامي وهو يقول لي: يا نصراني أنت من أهل الجنة. فعجبت من كلامه حتى نالني هذا، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأن مـحمداً عبده ورسوله، ثمّ أخذ الـرأس وضـمّه إليـه، وجـعل يبكي حتى قتل. (انتهى)
أما عن مقام ضريح الرأس فإنه يوجد اليوم مقام له في الجامع الأموي في دمشق يزوره عشاق الحسين من جميع البلدان وهو المكان الذي كان فيه الرأس لما أحضر إلى يزيد ابن معاوية. لكن وجوده هناك حتى يومنا هذا غير متفق عليه.
كما أنه يوجد مقام لرأس الإمام الحسين (عليه السلام) في القاهرة حيث يعتقد البعض أن الرأس أُخذ إلى هناك ليبلغ الأمان.
والجدير بالذكر هنا أنه يوجد أيضاً في مدينة حلب في سوريا مسجد فيه صخرة عليها أثر من دماء الرأس الشريف حيث وُضع عليها الرأس لما استراح جنود يزيد في ذلك المكان ولذلك يطلق على الرأس اليوم اسم مسجد النقطة.
المسلمون الشيعة يعتقدون أن الرأس الشريف أُعطي للإمام علي ابن الحسين (عليه السلام) بعد أن خاف يزيد من بقاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) ومن معه في دمشق بعد أن انفضحت جريمته بحق الإمام الحسين (عليه السلام). وفي طريقه إلى المدينة عرج الإمام علي ابن الحسين زين العابدين (عليه السلام) على كربلاء ودفن الرأس مع الجسد المبارك.