ليث العتابي
31-12-2012, 04:25 PM
النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية
المحاضرة الثانية
الشيخ
ليث عبد الحسين العتابي
الحوزة العلمية / النجف الأشرف
ثانياً : نظرية بني العباس : ـ
( إن الحسين ثائر شرعي , لكنه أخطأ في تقدير الأمور ؛ بحمله عياله معه , و اختياره الكوفة المعروفة بالغدر و الخيانة ) .
فقد تبنى إعلام بني العباس هذه النظرية التي تقول بشرعية الثورة , لكن الحسين لم يعرف تقدير الأمور و حسابها بالحساب الصحيح , و لم يستمع لنصح الناصحين ممن نصحه و حذره قبل الخروج , و بذلك أخطأ في الخروج فقتل جراء هذا الخطأ .
فهذه النظرة موجهة للأمام بكونه قائد عسكري فاشل , لم يحسب لمعركته مع يزيد بن معاوية الحسابات الدقيقة و الصحيحة , دون النظر إلى عصمته و منزلته و مكانته الإلهية .
و قد ركز إعلام بني العباس على أمرين أساسيين يقولون بأن الأمام الحسين ( ع ) قد أخطأ فيها و هي : ـ
1ـ أنه أخطأ في : اصطحابه النساء و الأطفال معه , رغم نصح الناصحين و منع المانعين .
فنجد ذلك مذكوراً في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف , و تاريخ الطبري .
فأبو مخنف يقول مثلاً " أن الحسين ( ع ) ندم على أخذ نسائه و بناته معه , و أنه تذكر نصيحة أبن عباس يوم العاشر لما ارتفعت أصواتهن عند احتدام القتال و سقوط القتلى " .
و هذا مردود بسبب : ـ
أ ـ ما قاله لأبن عباس عند سؤاله عن خروجه , و استعراض كل الأمور , فقال له الأمام الحسين ( ع ) : ( شاء الله أن يراني قتيلاً ) , و لما سأله أبن عباس عن سبب أخراج العيال و الأطفال معه فقال ( ع ) : ( شاء الله أن يراهن سبايا ) .
ب ـ أخراجه لهم جواب مقدر عمن يريد أن يقول أن الحسين ( ع ) لو بقي بين أهله و عياله , أو لو كان معه عيال لراعى أعداءه حرمة ذلك .
فكان الجواب من الأعداء : " اقتلوهم و لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية " , فوصل القتل حتى للطفل الرضيع العطشان .
ج ـ ما حققته أسرة الحسين ( ع ) من نصر أعلامي في التعريف بحقيقة بني أمية الحاقدة على الإسلام و أهل البيت ( ع ) , و التعريف بمظلومية الحسين ( ع ) و أهل بيته , و التعريف بالخط النبوي الصحيح , بخلاف خط بني أمية المعادي للإسلام و أهله .
2ـ أنه أخطأ في : اختيار الكوفة رغم تحذير الكثير له من ذلك , لأنها غدرت بأبيه و أخيه من قبل .
و هذا ما نجده في كتاب أبي مخنف , و الطبري و غيرهم .
كما أن المستعرض للتاريخ يجد أن بني العباس و بالخصوص أبي جعفر المنصور هو من حاك هذه الروايات ضد أهل الكوفة لما بدر منها من ثورات ضد بني العباس , و عدم تسليم الكوفة و أهلها التسليم الكامل لبني العباس .
و كان هدفه من وراء ذلك : تحريف تاريخ أهل البيت ( ع ) , تشويه أهم قاعدة للتشيع , التنكيل و القتل لكل من يخرج ثائراً من هذه المدينة خصوصا من الحسنيين الثائرين .
فأهل الكوفة في الثورة مع أبناء الحسن ( ع ) , و في الفقه و التشريع مع أبناء الحسين ( ع ) , أما بنو العباس فلا حصة لهم وسط ذلك كله , لذا ثارت حفيظتهم و حسدهم و حقدهم على أهل الكوفة , و بدؤوا بوضع الروايات المحرفة حولها , و هذا ما نجده جلياً واضحاً في خطبة أبي جعفر المنصور في أهل الكوفة سنة ( 144 ) هجري , و ذلك بعد إن قبض على عبد الله بن الحسن والد محمد و إبراهيم قبيل الثورة .
فقال أبو جعفر المنصور : " يا أهل خراسان , أنتم شيعتنا و أنصارنا , و أهل دعوتنا , و لو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيراً منا . إن ولد أبي طالب تركناهم و الذي لا إله إلا هو و الخلافة فلم نعرض لهم لا بقليل و لا بكثير .
فقام فيها علي بن أبي طالب , فما أفلح , و حكَّم الحكمين , فاختلفت عليه الأمة و افترقت الكلمة , ثم وثب عليه شيعته و أنصاره و ثقاته فقتلوه .
ثم قام بعده الحسن بن علي , فو الله ما كان برجل , عرضت عليه الأموال فقبلها , و دس إليه معاوية إني جاعلك ولي عهدي , فخلع نفسه و انسلخ له مما كان فيه , و سلمه إليه , و أقبل على النساء يتزوج اليوم واحدة و يطلق غداً أخرى , فلم يزل كذلك حتى مات على فراشه .
ثم قام من بعده الحسين بن علي , فخدعه أهل العراق و أهل الكوفة , أهل الشقاق و النفاق , و الإغراق في الفتن , أهل هذه المدرة السوء [ و أشار إلى الكوفة , فو الله ما هي لي بحرب فأحاربها , و لا هي لي بسلم فأسالمها , فرق الله بيني و بينها ] فخذلوه و أبرؤوا أنفسهم منه , فأسلموه حتى قُتل .
ثم قام من بعده زيد بن علي , فخدعه أهل الكوفة و غروه , فلما أظهروه و أخرجوه أسلموه ... فقتل و صلب بالكناسة " .
و لما قُتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ( ع ) , أمر المنصور أن يطاف برأسه بالكوفة سنة ( 145 ) هجري , و خطب قائلاً :
" يا أهل الكوفة عليكم لعنة الله , و على بلد أنتم فيه ... سبئية , خشبية , قائل يقول : جاءت الملائكة , و قائل يقول : جاء جبريل ...
للعجب لبني أمية و صبرهم عليكم , كيف لم يقتلوا مقاتلكم و يسبوا ذراريكم , و يخربوا منازلكم . أما و الله يا أهل المدرة الخبيثة لئن بقيت لكم لأذلنكم " .
و هذا كله مردود بسبب : ـ
أ ـ أن الأمام لا يخرج بتحريض محرض , و لا بدافع عاطفي , و لا لأمر شخصي , بل يخرج بتكليف شرعي , و مسوغ عقلي , و أمر إلهي , فلا يمكن أن يغرر به , فالأمام يقدر الأمور تقديرها الصحيح , و يضعها في نصابها , و ذلك لأن علم الأمام من علم الرسول ( ص ) و علم الرسول ( ص ) من علم الله تعالى , و كل هذا مفصل و موجود في أصول الدين باب الإمامة و ما يختص بعلم الأمام فمن يرد المزيد مراجعة ذلك في باب العقائد .
فقد ورد عن أبي عبد الله ( ع ) : ( إن الله عز و جل أنزل على نبيه ( ص ) كتاباً قبل وفاته , فقال : يا محمد هذه وصيتك إلى الَّنجَبَة من أهلك , قال : و ما النجبة يا جبرائيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب و ولده , و كان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ( ص ) إلى أمير المؤمنين ( ع ) و أمره أن يفك خاتماً منه و يعمل بما فيه , ففك أمير المؤمنين ( ع ) خاتماً و عمل بما فيه , ثم دفعه إلى الحسن ( ع ) ففك خاتماً و عمل بما فيه , ثم دفعه إلى الحسين ( ع ) , ففك خاتماً فوجد فيه : أن أخرج بقوم إلى الشهادة , فلا شهادة لهم إلا معك , و أشرِ نفسك لله عز و جل , ففعل .... ) .
ب ـ وجود روايات كثيرة تمدح أهل الكوفة , و أرضها , و مسجدها و غير ذلك منها : ـ
1ـ عن أبي عبد الله ( ع ) : ( إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة ) .
2ـ و عنه ( ع ) : ( إن الله أحتج بالكوفة على سائر البلاد , و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد , ... ) .
3ـ و عن أمير المؤمنين ( ع ) : ( كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي , تعركين بالنوازل , و تركبين بالزلازل , و أني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل أو رماه بقاتل ) .
و غيرها الكثير من الأحاديث بحق الكوفة و من سكنها .
و هل من المعقول أن تكون أرض الشام مثلاً أفضل من الكوفة , و التي يقر معاوية بأن أهلها لا يميزون بين الناقة و الجمل ؟ .
لذا فإن السيد أبن طاووس مثلاً يذكر في كتابه ( مهج الدعوات ) يقول : ( و من صفات الداعي أن لا يدعوا على أهل العراق , فإني رويت في الجزء الأول من كتاب ( التجميل ) إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ( ع ) أن لا يدعوا على العراق ) .
كما و إن في كنز العمال : ( إن إبراهيم ( ع ) هم أن يدعوا على أهل العراق , فأوحى الله تعالى إليه : لا تفعل , أني جعلت خزائن علمي فيهم , و أسكنت الرحمة قلوبهم ... ) .
لذا فإن الأحاديث المحرضة و المشوهة لأهل العراق و الكوفة هي سياسية , و ضعت في عهد بني أمية , و بني العباس , و من الطبيعي أن تأخذ أثرها في المجتمع حتى تكون كالمسلمات , فالشعب العراقي الذي عاش ألف و أربعمائة عام في ظل الدولة الأموية ثم العباسية ثم العثمانية إلى عهد صدام تربى على أدبيات معادية لآل البيت ( ع ) و للشيعة و التشيع .
لذا ليس لنا إلا طريق أهل البيت ( ع ) في تمييز الخطأ من الصواب فيما صدر , فهل حقاً إن أهل العراق أو الكوفة هم كما وصفهم الأعداء , أم هم رصيد أهل البيت ( ع ) , و عدتهم المعدة في كل العصور ؟ .
المحاضرة الثانية
الشيخ
ليث عبد الحسين العتابي
الحوزة العلمية / النجف الأشرف
ثانياً : نظرية بني العباس : ـ
( إن الحسين ثائر شرعي , لكنه أخطأ في تقدير الأمور ؛ بحمله عياله معه , و اختياره الكوفة المعروفة بالغدر و الخيانة ) .
فقد تبنى إعلام بني العباس هذه النظرية التي تقول بشرعية الثورة , لكن الحسين لم يعرف تقدير الأمور و حسابها بالحساب الصحيح , و لم يستمع لنصح الناصحين ممن نصحه و حذره قبل الخروج , و بذلك أخطأ في الخروج فقتل جراء هذا الخطأ .
فهذه النظرة موجهة للأمام بكونه قائد عسكري فاشل , لم يحسب لمعركته مع يزيد بن معاوية الحسابات الدقيقة و الصحيحة , دون النظر إلى عصمته و منزلته و مكانته الإلهية .
و قد ركز إعلام بني العباس على أمرين أساسيين يقولون بأن الأمام الحسين ( ع ) قد أخطأ فيها و هي : ـ
1ـ أنه أخطأ في : اصطحابه النساء و الأطفال معه , رغم نصح الناصحين و منع المانعين .
فنجد ذلك مذكوراً في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف , و تاريخ الطبري .
فأبو مخنف يقول مثلاً " أن الحسين ( ع ) ندم على أخذ نسائه و بناته معه , و أنه تذكر نصيحة أبن عباس يوم العاشر لما ارتفعت أصواتهن عند احتدام القتال و سقوط القتلى " .
و هذا مردود بسبب : ـ
أ ـ ما قاله لأبن عباس عند سؤاله عن خروجه , و استعراض كل الأمور , فقال له الأمام الحسين ( ع ) : ( شاء الله أن يراني قتيلاً ) , و لما سأله أبن عباس عن سبب أخراج العيال و الأطفال معه فقال ( ع ) : ( شاء الله أن يراهن سبايا ) .
ب ـ أخراجه لهم جواب مقدر عمن يريد أن يقول أن الحسين ( ع ) لو بقي بين أهله و عياله , أو لو كان معه عيال لراعى أعداءه حرمة ذلك .
فكان الجواب من الأعداء : " اقتلوهم و لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية " , فوصل القتل حتى للطفل الرضيع العطشان .
ج ـ ما حققته أسرة الحسين ( ع ) من نصر أعلامي في التعريف بحقيقة بني أمية الحاقدة على الإسلام و أهل البيت ( ع ) , و التعريف بمظلومية الحسين ( ع ) و أهل بيته , و التعريف بالخط النبوي الصحيح , بخلاف خط بني أمية المعادي للإسلام و أهله .
2ـ أنه أخطأ في : اختيار الكوفة رغم تحذير الكثير له من ذلك , لأنها غدرت بأبيه و أخيه من قبل .
و هذا ما نجده في كتاب أبي مخنف , و الطبري و غيرهم .
كما أن المستعرض للتاريخ يجد أن بني العباس و بالخصوص أبي جعفر المنصور هو من حاك هذه الروايات ضد أهل الكوفة لما بدر منها من ثورات ضد بني العباس , و عدم تسليم الكوفة و أهلها التسليم الكامل لبني العباس .
و كان هدفه من وراء ذلك : تحريف تاريخ أهل البيت ( ع ) , تشويه أهم قاعدة للتشيع , التنكيل و القتل لكل من يخرج ثائراً من هذه المدينة خصوصا من الحسنيين الثائرين .
فأهل الكوفة في الثورة مع أبناء الحسن ( ع ) , و في الفقه و التشريع مع أبناء الحسين ( ع ) , أما بنو العباس فلا حصة لهم وسط ذلك كله , لذا ثارت حفيظتهم و حسدهم و حقدهم على أهل الكوفة , و بدؤوا بوضع الروايات المحرفة حولها , و هذا ما نجده جلياً واضحاً في خطبة أبي جعفر المنصور في أهل الكوفة سنة ( 144 ) هجري , و ذلك بعد إن قبض على عبد الله بن الحسن والد محمد و إبراهيم قبيل الثورة .
فقال أبو جعفر المنصور : " يا أهل خراسان , أنتم شيعتنا و أنصارنا , و أهل دعوتنا , و لو بايعتم غيرنا لم تبايعوا خيراً منا . إن ولد أبي طالب تركناهم و الذي لا إله إلا هو و الخلافة فلم نعرض لهم لا بقليل و لا بكثير .
فقام فيها علي بن أبي طالب , فما أفلح , و حكَّم الحكمين , فاختلفت عليه الأمة و افترقت الكلمة , ثم وثب عليه شيعته و أنصاره و ثقاته فقتلوه .
ثم قام بعده الحسن بن علي , فو الله ما كان برجل , عرضت عليه الأموال فقبلها , و دس إليه معاوية إني جاعلك ولي عهدي , فخلع نفسه و انسلخ له مما كان فيه , و سلمه إليه , و أقبل على النساء يتزوج اليوم واحدة و يطلق غداً أخرى , فلم يزل كذلك حتى مات على فراشه .
ثم قام من بعده الحسين بن علي , فخدعه أهل العراق و أهل الكوفة , أهل الشقاق و النفاق , و الإغراق في الفتن , أهل هذه المدرة السوء [ و أشار إلى الكوفة , فو الله ما هي لي بحرب فأحاربها , و لا هي لي بسلم فأسالمها , فرق الله بيني و بينها ] فخذلوه و أبرؤوا أنفسهم منه , فأسلموه حتى قُتل .
ثم قام من بعده زيد بن علي , فخدعه أهل الكوفة و غروه , فلما أظهروه و أخرجوه أسلموه ... فقتل و صلب بالكناسة " .
و لما قُتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ( ع ) , أمر المنصور أن يطاف برأسه بالكوفة سنة ( 145 ) هجري , و خطب قائلاً :
" يا أهل الكوفة عليكم لعنة الله , و على بلد أنتم فيه ... سبئية , خشبية , قائل يقول : جاءت الملائكة , و قائل يقول : جاء جبريل ...
للعجب لبني أمية و صبرهم عليكم , كيف لم يقتلوا مقاتلكم و يسبوا ذراريكم , و يخربوا منازلكم . أما و الله يا أهل المدرة الخبيثة لئن بقيت لكم لأذلنكم " .
و هذا كله مردود بسبب : ـ
أ ـ أن الأمام لا يخرج بتحريض محرض , و لا بدافع عاطفي , و لا لأمر شخصي , بل يخرج بتكليف شرعي , و مسوغ عقلي , و أمر إلهي , فلا يمكن أن يغرر به , فالأمام يقدر الأمور تقديرها الصحيح , و يضعها في نصابها , و ذلك لأن علم الأمام من علم الرسول ( ص ) و علم الرسول ( ص ) من علم الله تعالى , و كل هذا مفصل و موجود في أصول الدين باب الإمامة و ما يختص بعلم الأمام فمن يرد المزيد مراجعة ذلك في باب العقائد .
فقد ورد عن أبي عبد الله ( ع ) : ( إن الله عز و جل أنزل على نبيه ( ص ) كتاباً قبل وفاته , فقال : يا محمد هذه وصيتك إلى الَّنجَبَة من أهلك , قال : و ما النجبة يا جبرائيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب و ولده , و كان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي ( ص ) إلى أمير المؤمنين ( ع ) و أمره أن يفك خاتماً منه و يعمل بما فيه , ففك أمير المؤمنين ( ع ) خاتماً و عمل بما فيه , ثم دفعه إلى الحسن ( ع ) ففك خاتماً و عمل بما فيه , ثم دفعه إلى الحسين ( ع ) , ففك خاتماً فوجد فيه : أن أخرج بقوم إلى الشهادة , فلا شهادة لهم إلا معك , و أشرِ نفسك لله عز و جل , ففعل .... ) .
ب ـ وجود روايات كثيرة تمدح أهل الكوفة , و أرضها , و مسجدها و غير ذلك منها : ـ
1ـ عن أبي عبد الله ( ع ) : ( إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة ) .
2ـ و عنه ( ع ) : ( إن الله أحتج بالكوفة على سائر البلاد , و بالمؤمنين من أهلها على غيرهم من أهل البلاد , ... ) .
3ـ و عن أمير المؤمنين ( ع ) : ( كأني بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي , تعركين بالنوازل , و تركبين بالزلازل , و أني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوء إلا ابتلاه الله بشاغل أو رماه بقاتل ) .
و غيرها الكثير من الأحاديث بحق الكوفة و من سكنها .
و هل من المعقول أن تكون أرض الشام مثلاً أفضل من الكوفة , و التي يقر معاوية بأن أهلها لا يميزون بين الناقة و الجمل ؟ .
لذا فإن السيد أبن طاووس مثلاً يذكر في كتابه ( مهج الدعوات ) يقول : ( و من صفات الداعي أن لا يدعوا على أهل العراق , فإني رويت في الجزء الأول من كتاب ( التجميل ) إن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم ( ع ) أن لا يدعوا على العراق ) .
كما و إن في كنز العمال : ( إن إبراهيم ( ع ) هم أن يدعوا على أهل العراق , فأوحى الله تعالى إليه : لا تفعل , أني جعلت خزائن علمي فيهم , و أسكنت الرحمة قلوبهم ... ) .
لذا فإن الأحاديث المحرضة و المشوهة لأهل العراق و الكوفة هي سياسية , و ضعت في عهد بني أمية , و بني العباس , و من الطبيعي أن تأخذ أثرها في المجتمع حتى تكون كالمسلمات , فالشعب العراقي الذي عاش ألف و أربعمائة عام في ظل الدولة الأموية ثم العباسية ثم العثمانية إلى عهد صدام تربى على أدبيات معادية لآل البيت ( ع ) و للشيعة و التشيع .
لذا ليس لنا إلا طريق أهل البيت ( ع ) في تمييز الخطأ من الصواب فيما صدر , فهل حقاً إن أهل العراق أو الكوفة هم كما وصفهم الأعداء , أم هم رصيد أهل البيت ( ع ) , و عدتهم المعدة في كل العصور ؟ .