د. حامد العطية
03-01-2013, 12:25 AM
رسالة من عبد الزهرة إلى الشاتمين المتوعدين في الأنبار
د. حامد العطية
لم تفاجأني شتائمكم، حتى البذيئة منها، ولا ادهشتني تهديداتكم، فقد سمعتها وقرأتها من قبل، فلا جديد في الأمر، أما علم النظام السابق فلن يجديكم نفعاً، فهو ليس تعويذة سحرية ستعيد الحياة للنظام البائد، الذي ولى من غير رجعة، والأسخف من ذلك رفع علم كردستان، وأجزم بأنه تسبب بنوبة هستيرية من الضحك والاستهزاء من البرزاني ورهطه، ولن ألومهم لو تداولوا نكتاً أكثر عنصرية وسماجة عنكم من تلك التي كنتم تؤلفونها حول حماقة الاكراد.
قال أحد رجال دينكم بأنه لا يريد رؤية عبد الزهرة في الأنبار، وهو يعرف بأن أرض الأنبار خالية تماماً من عبيد الزهرة وأمثالهم، ومنذ سنين، بعد عمليات القتل والتهجير الطائفي في منطقتكم، وحتى عبد الزهرة المار بكم قبل قطعكم الطريق لم يدخلها بسلام آمناً، بل بوجل وحذر من قطاع الطرق الإرهابيين الذين دأبوا على خطف المسافرين الأبرياء العزل وجز رقابهم، وحتى أكون صادقاً تماماً استدرك لأقول بأن أرض الأنبار لا تخلو من عبيد الزهراء، ولكنهم جميعاً جثث هامدة، مدفونة تحت التراب، وفي مقابر مجهولة، وعلى الأغلب مقطوعوا الرؤوس، بفعل فتاوى من أمثال رجل دينكم هذا، ولو عادوا للحياة فأجزم بأنهم لن يفكروا بالمرور بأرض الأنبار أبداً.
توعد أحد سفهائكم بقطع الماء عن جنوب العراق، وكأن أهل الجنوب قطيع من الأغنام، وبأنهم سيصبرون حتى الموت عطشاً، ولن يبادروا لمنع ذلك مهما تكلف الأمر، والغريب بأن هذا الرجل يتكلم باسم السنة، ولو قرأ هو وامثاله من ادعياء الإسلام كتاب الله لعلموا بأن الله وحده مصدر النعم ومنها الماء، وهو وحده القادر على بذل أو حجب هذه النعمة، وأي حديث من بشر يدعي الاسلام أو غيره عن منع الماء عن مخلوقات الله من بشر وحيوان وشجر هو عدوان على الخلق أجمعين وتطاول على قدرة الله.
تقولون بأن لديكم مطالب محقة، ولو كانت بالفعل لآزرناكم، فليس كل الشيعة يناصرون المالكي وحزبه، ولعلكم نسيتم بأن لديكم وزراء في الحكومة وممثلين في المجلس النيابي يدافعون عن مصالحكم، هذا لو كانت مطالبكم محقة ولكنها وللأسف طائفية وفئوية ومناطقية، ويمكن اختزالها بمطلبين: الإفراج عن الإرهابيين وعودة البعثيين، ولو انصفتم المالكي لتأكد لكم بأن الرجل قد استجاب لكم لأقصى حد مستطاع، والدليل هو أن الجيش العراقي لم ينفذ أي عملية لمكافحة الإرهابيين في حواضنهم في الأنبار وغيرها، والكثير من الإرهابيين الذين ألقت القوات العراقية القبض عليهم فروا من سجونهم أو حكم عليهم بالسجن لا الإعدام، أما الإرهابيون الأجانب من السعوديين وغيرهم فقد اعيدوا إلى حكومات بلادهم لتتولى إعادة تأهيلهم وتصديرهم إلى العراق أو بلدان أخرى لمواصلة عملهم الإرهابي. كما سعى المالكي وحلفاؤه من الشيعة المتخاذلين كل جهدهم لتحقيق حلمكم بعودة البعثيين، فتنازلوا عن قانون الاجتثاث واستبدلوه بقانون اللاعدالة واللا مسائلة، ونتيجة تنازلاتهم المشينة تزخر اليوم كل الوزارات بالبعثيين العائدين.
التهديد بالحرب الأهلية أجوف، بل هو أشبه بتهديد مراهق بالانتحار إن لم تلبى رغباته المنحرفة، وكل ما نتمناه أن يكون بينكم حكماء يردعونكم عن مثل هذا التهور والنزق الذي سيجر الويلات على الجميع وبالأخص الأقليات، ولو قامت الحرب الأهلية لا سمح الله فلن تقتصر على بغداد كما حدث قبل سنوات قلائل، ولن تكون الأنبار أو غيرها من محافظاتكم بمنأى عنها، لأن لا أحد يستطيع السيطرة على مجريات حرب أهلية، وكما يشهد الواقع السوري الحالي بذلك، لذا الواجب عليكم تحكيم العقيدة والعقل والضمير والحفاظ على القليل المتبقي من وشائج الدين والمواطنة والجوار والإنسانية.
1 كانون الثاني 2013
د. حامد العطية
لم تفاجأني شتائمكم، حتى البذيئة منها، ولا ادهشتني تهديداتكم، فقد سمعتها وقرأتها من قبل، فلا جديد في الأمر، أما علم النظام السابق فلن يجديكم نفعاً، فهو ليس تعويذة سحرية ستعيد الحياة للنظام البائد، الذي ولى من غير رجعة، والأسخف من ذلك رفع علم كردستان، وأجزم بأنه تسبب بنوبة هستيرية من الضحك والاستهزاء من البرزاني ورهطه، ولن ألومهم لو تداولوا نكتاً أكثر عنصرية وسماجة عنكم من تلك التي كنتم تؤلفونها حول حماقة الاكراد.
قال أحد رجال دينكم بأنه لا يريد رؤية عبد الزهرة في الأنبار، وهو يعرف بأن أرض الأنبار خالية تماماً من عبيد الزهرة وأمثالهم، ومنذ سنين، بعد عمليات القتل والتهجير الطائفي في منطقتكم، وحتى عبد الزهرة المار بكم قبل قطعكم الطريق لم يدخلها بسلام آمناً، بل بوجل وحذر من قطاع الطرق الإرهابيين الذين دأبوا على خطف المسافرين الأبرياء العزل وجز رقابهم، وحتى أكون صادقاً تماماً استدرك لأقول بأن أرض الأنبار لا تخلو من عبيد الزهراء، ولكنهم جميعاً جثث هامدة، مدفونة تحت التراب، وفي مقابر مجهولة، وعلى الأغلب مقطوعوا الرؤوس، بفعل فتاوى من أمثال رجل دينكم هذا، ولو عادوا للحياة فأجزم بأنهم لن يفكروا بالمرور بأرض الأنبار أبداً.
توعد أحد سفهائكم بقطع الماء عن جنوب العراق، وكأن أهل الجنوب قطيع من الأغنام، وبأنهم سيصبرون حتى الموت عطشاً، ولن يبادروا لمنع ذلك مهما تكلف الأمر، والغريب بأن هذا الرجل يتكلم باسم السنة، ولو قرأ هو وامثاله من ادعياء الإسلام كتاب الله لعلموا بأن الله وحده مصدر النعم ومنها الماء، وهو وحده القادر على بذل أو حجب هذه النعمة، وأي حديث من بشر يدعي الاسلام أو غيره عن منع الماء عن مخلوقات الله من بشر وحيوان وشجر هو عدوان على الخلق أجمعين وتطاول على قدرة الله.
تقولون بأن لديكم مطالب محقة، ولو كانت بالفعل لآزرناكم، فليس كل الشيعة يناصرون المالكي وحزبه، ولعلكم نسيتم بأن لديكم وزراء في الحكومة وممثلين في المجلس النيابي يدافعون عن مصالحكم، هذا لو كانت مطالبكم محقة ولكنها وللأسف طائفية وفئوية ومناطقية، ويمكن اختزالها بمطلبين: الإفراج عن الإرهابيين وعودة البعثيين، ولو انصفتم المالكي لتأكد لكم بأن الرجل قد استجاب لكم لأقصى حد مستطاع، والدليل هو أن الجيش العراقي لم ينفذ أي عملية لمكافحة الإرهابيين في حواضنهم في الأنبار وغيرها، والكثير من الإرهابيين الذين ألقت القوات العراقية القبض عليهم فروا من سجونهم أو حكم عليهم بالسجن لا الإعدام، أما الإرهابيون الأجانب من السعوديين وغيرهم فقد اعيدوا إلى حكومات بلادهم لتتولى إعادة تأهيلهم وتصديرهم إلى العراق أو بلدان أخرى لمواصلة عملهم الإرهابي. كما سعى المالكي وحلفاؤه من الشيعة المتخاذلين كل جهدهم لتحقيق حلمكم بعودة البعثيين، فتنازلوا عن قانون الاجتثاث واستبدلوه بقانون اللاعدالة واللا مسائلة، ونتيجة تنازلاتهم المشينة تزخر اليوم كل الوزارات بالبعثيين العائدين.
التهديد بالحرب الأهلية أجوف، بل هو أشبه بتهديد مراهق بالانتحار إن لم تلبى رغباته المنحرفة، وكل ما نتمناه أن يكون بينكم حكماء يردعونكم عن مثل هذا التهور والنزق الذي سيجر الويلات على الجميع وبالأخص الأقليات، ولو قامت الحرب الأهلية لا سمح الله فلن تقتصر على بغداد كما حدث قبل سنوات قلائل، ولن تكون الأنبار أو غيرها من محافظاتكم بمنأى عنها، لأن لا أحد يستطيع السيطرة على مجريات حرب أهلية، وكما يشهد الواقع السوري الحالي بذلك، لذا الواجب عليكم تحكيم العقيدة والعقل والضمير والحفاظ على القليل المتبقي من وشائج الدين والمواطنة والجوار والإنسانية.
1 كانون الثاني 2013