د. حامد العطية
08-01-2013, 06:10 AM
لو استنكر متظاهرو الأنبار العمليات الإرهابية ضد زوار الإمام الحسين
د. حامد العطية
لمتظاهري الأنبار مطالب، يقولون بأنها محقة، هم باختصار يريدون عدلاً وانصافاً، ومن يريد العدل لنفسه عليه أن يتمسك بالعدل ويفرضه على نفسه والغير، وهذا أمر رباني ومبدأ إنساني.
بالأمس وقعت عمليات إرهابية، راح ضحيتها العشرات من زوار الإمام الحسين عليه السلام، وهم كلهم أبرياء، غير مدانين بجرائم، ولم يكونوا سائرين إلى ساحة وغى، أو ينوون الاعتداء على أحد، لذا كان قتلهم ظلماً عظيماً، وهو أدهى وأمر من كل المظالم التي يشتكي منها متظاهرو الأنبار.
قبلها بأيام خطب أحدهم بهؤلاء المتظاهرين، واصفاً الشيعة بالخنازير، وتلك مسبة كبرى، ولم يستنكر أو يعترض عليه أحد من المتظاهرين، وذلك دليل على الرضى والقبول، وقتل الخنزير في الشرع بين الاباحة والاستحباب والوجوب، ثم سفكت دماء العشرات من الشيعة، وفي التحقيق بجرائم القتل تحوم الشبهات عادةً حول الشاتم والمتوعد والمصطفين معه، ويعتبر المحققون ذلك دليلاً ظرفياً على الجرم أو التحريض عليه.
يقال أن بين المظلومين قواسم مشتركة، وإن باعدت بينهم المسافات، وتباينت أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، فالمظلوم يشاطر كل المظلومين معاناتهم، ولا يطيق رؤية ظلم يقع على غيره، ويسخط على كل ظالم.
لم يبرح متظاهروا الأنبار وأنصارهم الساحات، ولم يملوا أو يكلوا بعد، وهم ما يزالون يرفعون اليافطات، ويلوحون بالاعلام، ويهتفون بالمطالب، فهل سنرى بين اليافطات واحدة تستنكر العمليات الإرهابية ضد الزوار؟ وهل سيرفع أحدهم علماً حسينياً تعبيراً عن التضامن مع قضيتهم؟ ولعل أحدهم سيدلي بتصريح لإحدى القنوات الفضائية يستنكر ويشجب فيه قتل الزوار الأبرياء العزل.
أطمع بالمزيد: أن يصدر المتظاهرون بياناً ينددون فيه بقتل الزوار ويصفون المقترفين بالإرهابيين ويطالبون بإنزال القصاص العادل بهم وبكل من أعانهم على ذلك.
إن لم ترق قلوبهم لمنظر الدماء المسفوحة وولولة المفجوعين بأهليهم فليفعلوها من اجل الدعاية لقضيتهم، كما تفعل الحكومات حين ارسالها التعازي بالكوارث للحكومات المعادية، كسباً للسمعة الطيبة واستمالةً للنفوس.
هي الفرصة ليثبتوا للجميع بأنهم مع العدل، شاهدون بالقسط، ولو كان بينهم وبين بعض الشيعة شنآن أوكراهية، وهو أمر الله.
هامش: قبل الانتهاء من كتابة المقال اطلعت على صورة تبين احد المتظاهرين وأمامه على الأرض علم حسيني ممزق، فإن صدقت الصورة فلا يسعني سوى القول: وآسفاه.
7 كانون الثاني 2013م
د. حامد العطية
لمتظاهري الأنبار مطالب، يقولون بأنها محقة، هم باختصار يريدون عدلاً وانصافاً، ومن يريد العدل لنفسه عليه أن يتمسك بالعدل ويفرضه على نفسه والغير، وهذا أمر رباني ومبدأ إنساني.
بالأمس وقعت عمليات إرهابية، راح ضحيتها العشرات من زوار الإمام الحسين عليه السلام، وهم كلهم أبرياء، غير مدانين بجرائم، ولم يكونوا سائرين إلى ساحة وغى، أو ينوون الاعتداء على أحد، لذا كان قتلهم ظلماً عظيماً، وهو أدهى وأمر من كل المظالم التي يشتكي منها متظاهرو الأنبار.
قبلها بأيام خطب أحدهم بهؤلاء المتظاهرين، واصفاً الشيعة بالخنازير، وتلك مسبة كبرى، ولم يستنكر أو يعترض عليه أحد من المتظاهرين، وذلك دليل على الرضى والقبول، وقتل الخنزير في الشرع بين الاباحة والاستحباب والوجوب، ثم سفكت دماء العشرات من الشيعة، وفي التحقيق بجرائم القتل تحوم الشبهات عادةً حول الشاتم والمتوعد والمصطفين معه، ويعتبر المحققون ذلك دليلاً ظرفياً على الجرم أو التحريض عليه.
يقال أن بين المظلومين قواسم مشتركة، وإن باعدت بينهم المسافات، وتباينت أعراقهم وأديانهم ومذاهبهم، فالمظلوم يشاطر كل المظلومين معاناتهم، ولا يطيق رؤية ظلم يقع على غيره، ويسخط على كل ظالم.
لم يبرح متظاهروا الأنبار وأنصارهم الساحات، ولم يملوا أو يكلوا بعد، وهم ما يزالون يرفعون اليافطات، ويلوحون بالاعلام، ويهتفون بالمطالب، فهل سنرى بين اليافطات واحدة تستنكر العمليات الإرهابية ضد الزوار؟ وهل سيرفع أحدهم علماً حسينياً تعبيراً عن التضامن مع قضيتهم؟ ولعل أحدهم سيدلي بتصريح لإحدى القنوات الفضائية يستنكر ويشجب فيه قتل الزوار الأبرياء العزل.
أطمع بالمزيد: أن يصدر المتظاهرون بياناً ينددون فيه بقتل الزوار ويصفون المقترفين بالإرهابيين ويطالبون بإنزال القصاص العادل بهم وبكل من أعانهم على ذلك.
إن لم ترق قلوبهم لمنظر الدماء المسفوحة وولولة المفجوعين بأهليهم فليفعلوها من اجل الدعاية لقضيتهم، كما تفعل الحكومات حين ارسالها التعازي بالكوارث للحكومات المعادية، كسباً للسمعة الطيبة واستمالةً للنفوس.
هي الفرصة ليثبتوا للجميع بأنهم مع العدل، شاهدون بالقسط، ولو كان بينهم وبين بعض الشيعة شنآن أوكراهية، وهو أمر الله.
هامش: قبل الانتهاء من كتابة المقال اطلعت على صورة تبين احد المتظاهرين وأمامه على الأرض علم حسيني ممزق، فإن صدقت الصورة فلا يسعني سوى القول: وآسفاه.
7 كانون الثاني 2013م