المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مظاهرات الرمادي : هدفها قضم بغداد وإعلان "إقليم السنة" والارتباط بدويلتي " حلب ودمشق"


س البغدادي
11-01-2013, 02:59 PM
مجرد طرح للمناقشة والرأي الاخر

يُفترض بالذين واكبوا مراحل الأزمة العراقية منذ 22/8/1980 " الحرب العراقية -الأيرانية" حتى يوم 9/4/2003 ختام "الغزو الأميركي الصهيوني للعراق"، وما بعد هذا التاريخ حتى يومنا هذا عدم المفاجأة من بروز مظاهرات الرمادي والفلوجة ،وتوسعها لتصل بغضون أسبوع الى حي الأعظمية في بغداد، وسوف تتوسع لأحياء أخرى وضمن مخطط كبير. فالقضية مشابهة تماما لمراحل لي الذراع و التصعيد الذي بدأ به الأكراد منذ سنوات للوصول الى غايات جغرافية واقتصادية وسياسية ،وتماشيا مع مراحل السيناريو المُعد للمنطقة بأسرها، وهو سيناريو الشرق الأوسط الكبير " إسرائيل الكبرى".

فيُفترض بالذين أدمنوا وآمنوا باستراتيجية " تبويس اللحى" في العراق الكف عن الاستمرار بهذه الديبلوماسية القروية البدوية القبلية، لأن القضية قضية أيديولوجيات ومخططات سياسية وديموغرافية ورائها دول كبرى على استعجال من أمرها لتقرأ الفاتحة على معاهدة " سايكس بيكو" التي سينتهي عمرها عام 2016 ،والتي بموجب موتها تفصيل الدول العربية بشكل خاص، ودول " دول الشرق الأوسط" بشكل عام ، أي الى تفصيل جديد يفرض تذويب الحدود التي رسمت بموجب معاهدة "سايكس بيكو" تماما نحو حدود داخل الأوطان نفسها تُحدد ولادة الكيانات "الطائفية والعرقية والأثنية" من الحدود الهندية حتى شواطئ لبنان وسوريا ،وصولا الى شواطئ المغرب، وتونس، والجزائر، ومصر، وليبيا، ومن هناك الى البحر الأحمر وخليج عدن وصولا للبحر العربي والخليج!.

لذا فأن المظاهرات التي انطلقت من "الفلوجة والرمادي" غايتها إخراج شهادة ميلاد سياسية ورسمية لـ " الإقليم السني" في العراق مثلما استخرجت شهادة ميلاد لـ "الإقليم الكردي" عام 1991،لذا فالشعارات التي خرجت وفي أول 48 ساعة في الفلوجة فضحت النيات المُبيتة ، وكشف الطلبات التي رفعها المتظاهرون والتي وصلت للتدخل في أحياء بغدادية على أنها سنيّة بأن الهدف ولادة إقليم سني أي تقسيم العراق.

لهذا لا داعي لولادة أربيل ثانية، أو فلوجة أولى، أو تبويس الصدر للكيلاني وبالعكس، أو مغازلة الصدر لعبد الملك السعدي وبالعكس، فكلها مسكنات عاطفية، لأن هناك دول ترسم وتخطط وتعطي الأوامر للتنفيذ، لهذا لا داعي للعواطف و" وتبويس اللحى" فالمخطط قد كسر ظهر العراق وعندما قبل الساسة "السنة والشيعة" بهيمنة الأكراد على القرار العراقي، فمن يتحمل ما حصل وسيحصل في العراق هو الساسة " الشيعة والسنة" لأنهم قبلوا أن يستعبدوا من قبل الأكراد التي كانت تحركهم ولا زالت إسرائيل.

فلن يُنقذ العراق الآن إلا بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :

1. أنهاء الشراكة مع الأكراد بقرار شعبي ووطني " سني وشيعي"، فليذهبوا نحو إعلان دويلتهم إن كانوا شجعانا.
2. تحجيم دور رجال الدين وأنهاء هيمنتهم على القرار الشعبي والسياسي.
3. تفعيل تهمة " الخيانة العظمى" ضد أي رجل دين، ونائب، وسياسي، وعراقي يتصل بالخارج أو يستقوي بالخارج.
4. تحريم استخدام الطائفية والمناطقية والقبلية في مؤسسات الدولة كافة، وفي الإعلام ، وفي المساجد والحسينيات.
5. تعريب وزارة الخارجية ، ورئاسة الجمهورية فورا.ودون الأنتظار الى مصير طالباني، فالعراق ليس مزرعة أو شركة.

لو نُفذت النقاط الواردة أعلاه حينها ستولد شراكة حقيقية بين العرب السنة والعرب الشيعة، وسوف يكون هناك عراق قوي، وسيكون المواطن العراقي العربي فيه مواطنا محترما وقويا وملتفا حول قيادته وحكومته! فالقرار الشجاع والوطني هو إخراج الأكراد من بغداد وأنهاء العلاقة السياسية معهم تماما، ووضع حدود صارمة لتدخل رجال الدين في شؤون الدولة وأدارتها. ماعدا هذا فهو ضحك على الذقون!!!.


فالغاية من المظاهرات ومثلما أشرنا " ولادة رسمية للإقليم السني" وبدعم كردي وأسرائيلي قوي. ومن ثم سوف يكون الهدف الآخر هو استنزاع بغداد لصالح الإقليم السني وهي خطة كردية إسرائيلية لإشغال السنة وأضعافهم تماما.، علما أن هذا الإقليم سوف تستقل داخله مدينة " الموصل" برعاية تركية مثلما أستقلت داخل الإقليم الكردي مديمة " السليمانية". وسوف تكون هناك علاقات شد وجذب بين الموصل والرمادي، لأن الرمادي سوف تتقارب مع السعودية وقطر والخليج، والموصل سوف تتقارب مع تركيا وسوف تكون هناك منطقة رخوة بينهما ستبرز فيها قوة سياسية مثلما برزت " كتلة تغيير" الكردية لمنع الاحتكاك بين الموصل والرمادي. ولكن سيعملان معا لسلخ بغداد نحو الإقليم السني، ومن هناك سيستمر الأكراد بالتمدد جنوبا بتفاهمات " سنية – كردية" أو بحروب كر وفر " الله أعلم" والفائز هي اسرائيل الكبرى!

ولكن لماذا الإقليم السني الآن؟

السنة لا يريدون لإقليمهم أن تكون الرمادي أو الموصل عاصمة له، بل يريدون له بغداد عاصمة على أساس أنها بنيت من قبل المنصور السني، وعلى أساس أن معظم أحيائها سنيّة " لهذا يطالبون بالإحصاء" ويطالبون برفع الحواجز عن أحياء معينة داخل بغداد لكي تبدأ بالتظاهر والعصيان لشرذمة بغداد طائفيا وبالتالي سيصل التمدد التركي الطائفي نحو بغداد على جناحي الطائفية.

لذا فأن التدخل التركي المريب والقوي هذه الأيام ليس اعتباطا، بل لدى الأتراك مخطط ربط الإقليم السني بإقليمي ( دمشق السني + حلب السني) ومثلما ستكون دمشق عاصمة لإقليم دمشق السني، فالسنة في العراق يريدون بغداد عاصمة لإقليمهم، ومن هناك ستكون " حلب" عاصمة إقليم حلب السني. وبالتالي ستكون أقاليم " سنة العراق، ودمشق السني، وحلب السني" تابعة للباب السامي التركي. وستكون قطعة جغرافية واسعة تفصل بين الإقليم الشيعي في العراق، والإقليم الشيعي في الساحل السوري وعاصمته " اللاذقية" ولهذا أنتبه حزب الله اللبناني للمخطط فسارع لربط القرى اللبنانية التي داخل الأراضي السورية نحوه ومن ثم ربطها بالساحل السوري مباشرة فصار لدى حزب الله امتداد من جنوب لبنان نزولا للساحل السوري. ولهذا برزت حملة إعلامية وسياسية ضد حزب الله حول تلاحم نصر الله مع الأسد، وحزب الله مع سوريا. وقبل 48 ساعة أعلن السيد حسن نصر الله بكلمة شاملة بمناسبة أربعينية الأمام الحسين عليه السلام قال فيها ( اليمن والعراق وسورية ومصر وليبيا والسعودية مهددة بالتقسيم) وكان صادقا جدا، ولكن لن يُترك حزب الله ينفذ بسهولة فهناك مخطط لتجريم قياداته، وهناك مخطط لحظره دوليا، وهناك مخطط لمنع التحام الساحل العلوي بدائرة نفوذ حزب الله، لأن لبنان مرشح للتقسيم هو الأخر الى 8 كانتونات دينية وعرقية وطائفية وترك العاصمة بيروت منطقة دوليّة تستخدمها جميع الكانتونات، وسوف يكون هناك كانتون مسيحي تحت نفوذ إسرائيل الكبرى مثلما هو حاصل في شمال العراق ومنذ عام 1991 ، و ستكون هناك مناطق مصرية أبضا تحت نفوذ إسرائيل الكبرى ووصولا لربع البحر الأحمر من جهة مصر ووصولا لنهر النيل ، ومن هنا سيتحقق شعارها من النيل في مصر الى الفرات في العراق وسوريا.

وأن السعودية مقبلة على التقسيم أيضا الى " دويلة الإحساء الشيعية، ودويلة نجد السنية، ودويلة الحجاز السنية". وللعلم سوف تكون " الكويت، وقطر، والبحرين، والأمارات، و3 أرباع عُمان " ضمن دويلة الأحساء الشيعية ، أي سيكون الخليج العربي شيعيا. وأن دويلة الحجاز السنية سوف تغطي مناطق شاسعة من اليمن وصولا لميناء عدن. وسيعود الشعب السعودي في " نجد والحجاز" نحو مهنة الصيد والمراكب والرعي بعد سلخ المنطقة الغنية "النفطية" لصالح دويلة الأحساء الشيعية، ولقد اعلن أخيرا أن هناك نفط في " تبوك" في شمال السعودية، والحقيقة هو مكتشف منذ زمن بعيد أسوة بـنفط " الرمادي" ولكن أتفق أن لا يُعلن عنه تماشيا مع مخطط التقسيم الذي نشاهد مراحله الآن!.

وبالمناسبة لن تبقى أيران وباكستان وأفغانستان على حالها أيضا، بل سيشملها التقسيم العرقي والاثني أيضا، أي سيخرج من الدول الثلاث " 10 دويلات" عرقية وأثنية.

فلقد انتهت مرحلة الدبلوماسية والغرف السرية، وصار العمل علنيا نحو التقسيم، وها هو قد بدأ في العراق من خلال مظاهرات الرمادي والفلوجة والمدن السنية، ومثلما تبلور في سوريا واضحا بعد تصاعد الأزمة السورية. وللعلم سوف تكون هناك " دويلة درزية" في سوريا على الحدود مع الأردن وعاصمتها " القنيطرة" وستتمدد ربما قليلا نحو الأردن. أما المناطق الكردية السورية فسوف تلتحم بمناطق كردستان العراق ومناطق الأكراد في تركيا وصولا لمناطق في القوقاز!.

فهذا هو المخطط، والقضية ليست ديكتاتورية وانفرادية رئيس الوزراء نوري المالكي مثلما يدعون، فهذه حجة وبالون قرروا أطلاقه لإيهام الرأي العام العراقي والعالمي بأن هناك ديكتاتورية في العراق وهي السبب في التظاهرات والفشل السياسي. فأن كان كذلك فلماذا لا ينسحب الوزراء السنة من الحكومة؟ ولماذا لا ينسحب رئيس البرلمان ونواب العراقية والأكراد من البرلمان والحكومة؟ لماذا استمروا في الحكومة وفي البرلمان الى هذا الوقت حيث قبيل الانتخابات؟

فمن يتظاهر يا سادتي في الرمادي والفلوجة والموصل يمتلك 91 نائبا في البرلمان، ويمتلك عدد كبير من الوزراء في الحكومة، ويرأس البرلمان العراقي، ويهمن حليفه الكردي على أدق مفاصل الدولة العراقية. إذن قضية الانفراد في القرار وهي التهمة التي يلصقوها للمالكي هي نكتة أنطلت على الناس وعلى الشعب العراقي لأن ثقافته السياسية والدستورية ركيكة.

وحتى أعتقد البعض من المحللين أن هناك خطة وضعها القادة السنة بتعليمات من الاستخبارات التركية ليقوم بعض الأفراد من حماية العيساوي بالعمل ضد الدولة علنا ومكشوفا من أجل اصطياد رئيس الوزراء المالكي والأجهزة الأمنية من خلال القبض عليهم لتصبح هناك حجة للخروج بالمظاهرات والاعتصامات التي هي مرتبطة ارتباط مباشر بمخطط ولادة "الإقليم السني" وربطه بإقليمي حلب ودمشق برعاية تركية وقبل أن تتحرك السعودية لاغتنام هذه الفرصة والتوسع سنيا!. والضغط على الحكومة وعلى المالكي من أجل الزحف نحو بغداد والاستيلاء عليها لتصبح امتداد للإقليم السني!.

ولمن لا يعرف:

هناك قتال بدأ قبل أسبوع بين "جبهة النصرة "الإرهابية التي تدعمها تركيا والسعودية وبين " لواء التوحيد" المدعوم من دولة قطر، بحيث هناك قتال مرير وقنص بين الجهتين. أي هناك حرب قد بدأت بين السعودية وتركيا ضد قطر في حلب وستصل الى مدن أخرى، وربما ستتشعب الحرب.

ناهيك أن جبهة النصرة أعطت الجيش الحر أسبوعا للخروج من حلب وإلا سوف يتم أعدامهم في شوارع حلب.... وحتما ستنقلب تركيا ضد السعودية وحال التخلص من قطر، والقضية ستحصل أيضا وقريبا في العراق وعلى نفس المنوال لأن تركيا محمومة نحو تحقيق أهدافها الطائفية والقومية!.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فعلى عقلاء السنة وجهابذتهم الحذر من مخطط وورطة " أسطنبول، تل أبيب، أربيل". والعمل على إيقاف مخطط جعل السنة منشارا لتقسيم العراق خدمة لبرزاني وأردوغان وبني صهيون!

سمير عبيد

كاتب ومحلل سياسي