المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب عليه!


هامة التطبير
13-01-2013, 05:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://im31.gulfup.com/hwf53.jpg

قتلوا فاطمة وأبنها المحسن عليهما السلام عصراً بالباب !!


لم يعبأ أبو بكر بتوبيخ فاطمة عليها السلام لعُمر ومن شاركه في أول حصار لبيتها، ولا بمطالبتها بحق أمير المؤمنين عليه السلام، ولا بما سعى إليه أمير المؤمنين عليه السلام بعد إنهاء الحصار من جمع للقرآن وإلقائه الحجة على ملأ من الناس بالقرآن وبولايته. وأصر أبو بكر على أخذ البيعة منه مباشرة، لأنها تعني الكثير بالنسبة إليه وأهم من جمع القرآن. فهو على خوف من انحسار الجمع الجديد على خلافته بعد ولادة عسيرة أنجزها عقد الصحيفة الملعونة الثانية في مكر ودهاء. وكان أخشى ما يخشاه أبو بكر؛ أن يعود عُمر خاوي الوفاض بدون إنهاء أمر أخذ البيعة من علي عليه السلام، أو أن ينفذ عُمر تهديده بقتل علي عليه السلام فيتعطل أمر البيعة التامة وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله من بين الرافضين لخلافته.


إن استسلم أبو بكر أمام آخر جبهة مخالفة لما رغب فيه وأصحاب الصحيفة الملعونة الثانية فلن يستقيم الأمر له مطلقا، وسيأخذها فوضى تستعر بين الأنصار وعدد كبير من المهاجرين الذين بايعوا على خوف أو لفلتة أو ختله عدت سريعا في السقيفة والمسجد. فواصل أبو بكر الضغط على بيت علي عليه السلام ولم يقبل لعلي عليه السلام مبرر، كالاعتكاف في البيت لحين الانتهاء من جمعه للقرآن. فعزم أبو بكر على إرسال من يحسم الأمر ثانية ويأتيه بالبيعة سريعا. فوقع الاختيار على جماعة وصل عددهم إلى ثلاثمائة وجههم أبو بكر ورأَسهم بنفسه وفيهم عُمر وعثمان بن عفان وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف والمغيرة بن شعبة وزيد بن ثابت عمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وقنفذ وأسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش وسالم مولى أبي حذيفة وأسلم العدوي وعياش بن ربيعة وهرمز الفارسي وزياد بن لبيد وعبد الله بن أبي ربيعة وعبد الله بن زمعة وسعد بن مالك وثابت بن قيس بن شماس ومحمد بن مسلمة وسلمة بن أسلم.


فساروا إلى منزل علي عليه السلام وقد عزموا على إحراق البيت بمن فيه إن هو رفض البيعة هذه المرة. قال أُبي بن كعب: فسمعنا صهيل الخيل، وقعقعة اللجم، واصطفاق الأسنة، فخرجنا من منازلنا مشتملين بأرديتنا مع القوم حتى وافوا منزل علي عليه السلام. وكانت فاطمة عليها السلام قاعدة خلف الباب، قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رأتهم أغلقت الباب في وجوههم وهي لا تشكّ في أن لا يدخل عليها إلاّ بإذنها. فقرعوا الباب قرعاً شديداً ورفعوا أصواتهم وخاطبوا من في البيت بخطابات شتّى، ودعوهم إلى بيعة أبي بكر."فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة."فجاء عُمر ومعه قبس"من نار"فتلقته فاطمة على الباب، فقالت له: يا ابن الخطاب، أتراك مُحَرِّقًا عَلَيَّ بابي؟!. قال : نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك} .


طلب عُمر من أبي بكر الإذن في الهجوم على الدار وقتل علي عليه السلام على وجه السرعة، {فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة"والله إنّي لعارف بسخفه وضعف رأيه، وإنّه لا يستقيم لنا أمر حتّى نقتله، فخلّني آتيك برأسه". فقال أبو بكر: اجلس. فأبى. فأقسم عليه فجلس} . فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له ورجل فظّ غليظ جاف من الطلقاء: إذهب فادع عليا. قال فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله. فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله، فارجع فابلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عُمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة. فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاء قنفذ، فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال سبحان الله لقد ادعى} .{سبحان الله، ما والله طال العهد فينسى، والله إنّه ليعلم إنّ هذا الاسم لا يصلح إلاّ لي، ولقد أمّره رسول الله وآله وهو سابع سبعة فسلّموا عليّ بإمرة المؤمنين، فاستفهم هو وصاحبه من بين السبعة، فقالا: أمر من الله ورسوله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله :"نعم حقّاً من الله ورسوله إنّه أمير المؤمنين وسيّد المسلمين وصاحب لواء الغرّ المحجّلين، يقعده الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءَه الجنّة وأعداءه النار} .


يبدو أن مخاوف عُمر كانت تفوق اضطراب حيلة أبي بكر الذي بكى لخطورة الموقف وصعوبة حسمه، لأنها تمس مصير استقرار ولايته المرتقبة من بعد أبي بكر في أشهر قليلة، فعزم على إنهاء مشكلة بيعة علي عليه السلام وتحديد مصرها في عهد أبي بكر بسرعة وبأي ثمن وإن خلص الأمر إلى قتل علي بن أبي طالب وزوجه فاطمة الزهراء عليهما السلام وحرق بيتهما عليهما. ومهما كانت النتائج الوخيمة في حقهما عليهما السلام فإنها – بحسب عمر- لابد وأن تُلقى في عنق أبي بكر لأنه الآن خليفة وله الأمر، وما عُمر في حال قتل علي وفاطمة عليهما السلام إلا عامل من عماله!. من هنا أصرّ عُمر على أخذ بيعتهما بالقوة بعيدا عن أسلوب الحوار عبر الموفدين عند باب دار فاطمة عليها السلام.


تدخل عُمر على وجه السرعة وطلب من أبي بكر مرة أخرى أن يعيد الكرة بأخذ البيعة بالقوة المباشرة، وأنذره بقول شديد أفزع الناس: {إن لم تفعل لأفعلن. ثم خرج مغضباً وجعل ينادي القبائل والعشائر: أجيبوا خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله. فأجابه الناس من كل ناحية ومكان.. فاجتمعوا عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخل على أبي بكر وقال: قد جمعت لك الخيل والرجال} .

فبادر أبو بكر إلى إرسال قنفذ مرة أخرى إلى علي عليه السلام قبل إطلاق يد عُمر وجنده، وكان أبو بكر وضع الإمام عليه السلام في هذه الحال بين خيارين: السياسة والحوار عبر قنفذ، أو الحرب والقتال عبر عُمر وثلاثمائة فارس مطلقي الصلاحية الحربية. قال الشيخ المجلسي عن سليم بن قيس الهلالي: {كان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما، وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأجفاهما. فقال أبو بكر: مَنْ نرسل إليه؟. فقال : نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء، أحد بني عدي بن كعب، فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا. وانطلق، فاستأذن على علي عليه السلام، فأبى أن يأذن لهم. فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعُمر، فقالوا: لم يؤذن لنا. فقال عُمر: إذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن. فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام:"أحرج عليكم أن تدخلوا علي بيتي. فرجعوا وثبت قنفذ. فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن.


فغضب عُمر وقال: ما لنا وللنساء. ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب، وحمل معهم عُمر فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وإبنيهما عليها السلام، ثم نادى عُمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليها السلام:"والله لتخرجن يا علي، ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك".

فقالت فاطمة عليها السلام: يا عُمر، ما لنا ولك. فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت:"يا عمر، أما تتقي الله تدخل علي بيتي"، فأبى أن ينصرف. ودعا عُمر بالنار فأضرمها في الباب، ثم دفعه، فدخل، فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت :"يا أبتاه يا رسول الله". فرفع عُمر السيف وهو في غمده، فوجأ به جنبها، فصرخت :"يا أبتاه". فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت :"يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعُمر }."ثم جاءها المغيرة بن شعبة وضربها حتى أدماها} .

فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال:"والذي كرّم محمدا بالنبوة - يا ابن صهاك - لولا كتاب من الله سبق، وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله، لعلمت أنك لا تدخل بيتي".

فأرسل عُمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، وثار علي عليه السلام إلى سيفه. فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام بسيفه لما قد عُرف من بأسه وشدته. فقال أبو بكر لقنفذ:"إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم بالنار. فانطلق قنفذ، فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن.

إلى أن قال: وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله، إلى أن قال : ثم انطلق بعلي عليه السلام يعتل عتلا"بعد أن تكاثروا عليه ولفوا على عنقه حبلا"حتى انتهي به إلى أبي بكر، وعُمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأسيد بن حصين، وبشير بن سعد، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح. قال: قلت لسلمان: أَدخلوا على فاطمة عليها السلام بغير إذن. قال : إي والله، وما عليها من خمار.

فنادت :"وا أبتاه، وا رسول الله، يا أبتاه فلبئس ما خلفك أبو بكر وعُمر وعيناك لم تتفقا في قبرك"- تنادي بأعلى صوتها -. فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون، ما فيهم إلا باك غير عُمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وعُمر يقول : إنا لسنا من النساء ورأيهن في شيء. وعند باب الحجرة قالت الزهراء لأبي بكر: يا أبا بكر ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عُمر حتى ألقي الله. ثم خرجت تبكي وتصيح فنهنهت من الناس. وقالت : والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله. فخرجوا وخرج من كان في الدار} ومعهم علي عليه السلام مكتوفا يجر بين أيديهم.

قال: فانتهوا بعلي عليه السلام إلى أبي بكر وهو يقول: أما والله لو قد وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لن تصلوا إلى هذا أبدا. أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم، ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني.
ولما أن بصر به أبو بكر صاح:"خلوا سبيله". فقال علي عليه السلام: يا أبا بكر، ما أسرع ما توثبتم على رسول الله. بأي حق وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك، ألم تبايعني بالأمس بأمر الله، وأمر رسول الله ؟!.

وكان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمة عليه السلام بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عُمر"يقول": إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها. فألجأها قنفذ إلى عضادة باب بيتها ودفعها، فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها. فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت عليها السلام من ذلك شهيدة. قال: ولما انتهي بعلي عليه السلام إلى أبي بكر انتهره عُمر، وقال له: بايع. فقال له عليه السلام: فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟. قالوا: نقتلك ذلا وصغارا. فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله. فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله فما نقر بهذا. قال: أتجحدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله آخى بيني وبينه. قال : نعم. فأعاد ذلك عليهم ثلاث مرات.

ثم أقبل عليهم علي عليه السلام فقال: يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار، أنشدكم الله، أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم كذا وكذا!. وفي غزوة تبوك كذا وكذا؟. فلم يدع عليه السلام شيئا قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله علانية للعامة إلا ذكّرهم إياه. قالوا : اللهم نعم.

فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس، وأن يمنعوه بادرهم فقال: كلما قلت حق قد سمعناه بآذاننا ووعته قلوبنا، ولكن قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول بعد هذا:"إنا أهل بيت اصطفانا الله، واختار لنا الآخرة على الدنيا، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة".

فقال علي عليه السلام: هل أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله شهد هذا معك؟. فقال عُمر: صدق خليفة رسول الله، قد سمعته منه كما قال. وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال لهم علي عليه السلام: لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة :"إنْ قتَل الله محمدا أو مات لتزون هذا الأمر عنا أهل البيت".

فقال أبو بكر: فما علمك بذلك، ما أطلعناك عليها!. فقال عليه السلام:أنت يا زبير، وأنت يا سلمان، وأنت يا أبا ذر، وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالإسلام، سمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك وأنتم تسمعون:"إن فلانا وفلانا - حتى عد هؤلاء الخمسة - قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا إن قتلت أو مت؟. فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك لك : إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت، وأن يزووا عنك هذا يا علي". قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟. فقال لك: إن وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم، وإن لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك. فقال علي عليه السلام: أما والله، لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة. وفي ما يكذب قولكم على رسول الله صلى الله عليه وآله قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما)، فالكتاب النبوة والحكمة، والسنة والملك والخلافة ونحن آل إبراهيم.

فقام المقداد فقال : يا علي بما تأمرني، والله إن أمرتني لأضربن بسيفي وإن أمرتني كففت؟. فقال علي عليه السلام : كف يا مقداد، واذكر عهد رسول الله وما أوصاك به. فقمت وقلت : والذي نفسي بيده، لو أني أعلم أني أدفع ضيما وأعز لله دينا، لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قدما قدما، أتثبون على أخي رسول الله ووصيه وخليفته في أمته وأبي ولده ؟! فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء!

وقام أبو ذر فقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها، إن الله يقول: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)، وآل محمد الأخلاف من نوح، وآل إبراهيم من إبراهيم، والصفوة والسلالة من إسماعيل وعترة النبي محمد، أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وهم كالسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، والكعبة المستورة، والعين الصافية، والنجوم الهادية، والشجرة المباركة، أضاء نورها وبورك زيتها، محمد خاتم الأنبياء، وسيد ولد آدم، وعلي وصي الأوصياء، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهو الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، ووصي محمد، ووارث علمه، وأولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم، كما قال : (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، فقدموا من قدم الله، وأخروا من أخر الله، واجعلوا الولاية والوراثة لمن جعل الله.

المصدر:

http://www.twitlonger.com/show/kmhpm3 (http://www.twitlonger.com/show/kmhpm3)

في أمان الله وحفظه

هامة التطبير
13-01-2013, 05:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://im14.gulfup.com/j0wg4.jpg (http://www.gulfup.com/?fle0L9)

أحاديث أهل البيت عليهم السلام حول مظلومية الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

بعض الروايات الصحيحة حول مظلومية سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة الزهراء عليها السلام.

1. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: ”واعلم يا علي؛ أني راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربّي وملائكته. يا علي؛ ويل لمن ظلمها! وويل لمن ابتزها حقها! وويل لمن هتك حرمتها! وويل لمن أحرق بابها“! (بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج22 ص485).

2. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ”بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذا التفت إلينا فبكى ، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أبكي مما يصنع بكم بعدي . فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن ، ولطم فاطمة خدها ، وطعنة الحسن في الفخذ ، والسم الذي يسقى ، وقتل الحسين . قال : فبكى أهل البيت جميعا ، فقلت : يا رسول الله ، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء ! قال : ابشر يا علي ، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق“. (الأمالي للصدوق ص 197ح 208).

3. روى العياشي (قدس سره) أن القوم لمّا انتهوا إلى الباب: ”رأتهم فاطمة صلوات الله عليها فأغلقت الباب في وجوههم، وهي لا تشك أن لا يُدخل عليها إلا بإذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف، ثم دخلوا فأخرجوا عليا عليه السلام ملبّباً“. (تفسير العياشي ج2 ص66).

4. روى الشيخ المفيد (قدس سره) أن القوم لمّا همّوا بالهجوم: ”ظنّت فاطمة عليها السلام أنه لا يُدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب وأغلقته، فلمّا انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف، فدخلوا على علي عليه السلام وأخرجوه ملبّباً“. (الاختصاص للمفيد ص186).

5. روى سُليم بن قيس الهلالي (رضوان الله تعالى عليه) عن سلمان الفارسي (رضوان الله تعالى عليه) قال في مجريات الهجوم على دار فاطمة صلوات الله عليها: ”فألجأها إلى عضادة بيتها ودفعها، فكسر ضلعاً من جنبها، فألقت جنينها من بطنها، فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت“. (كتاب سُليم ج2 ص586).

6. روى الشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليه) بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال في حديث: ”فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن، فأسقطت المحسن عليه السلام من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نُقِفَت“! (الاختصاص للمفيد ص183، والنقف هو الضرب على الرأس بقصد كسر الهامة عن الدماغ!).

7. قال سُليم بن قيس الهلالي (رضوان الله تعالى عليه) : ”فلقيت عليا عليه السلام فسألته عما صنع عمر ، فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا ؟ قلت : لا . قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة عليها السلام بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم ، فماتت صلوات الله عليها وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج“. (كتاب سُليم ص223).

8. قال أبي عبد الله الحسين (عليه السلام): ”لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها ، ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك و المختار الله لها سرعة اللحاق بك ، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي... إلى أن قال... وهم مهيج سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال ، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا ، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين“. (الكافي للكليني ج1 ص459).

9. قال الإمام الصادق (عليه السلام): ”من لم يعرف سوء ما اتي علينا من ظلمنا و ذهاب حقنا و ما ركبنا به فهو شريك من اتي الينا فيما ولينا به“. (بحار الانوار ج27 ص 55).

ولعن الله ظلمة وقتلة الشهيدة المظلومة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؛ وعلى رأسهم أبا بكر وعمر لعنهما الله.

ونسألكم الدعاء.

هامة التطبير
13-01-2013, 05:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://im27.gulfup.com/mkth4.jpg (http://www.gulfup.com/?34NL9x)

ما مصادر قيام (عمر بن الخطاب) بكسر ضلع الزهراء عليها السلام؟

تعرّضت حادثة الحملة الإجرامية على الزهراء البتول (صلوات الله عليها) إلى محاولات مستميتة من النواصب والمخالفين لطمسها ودفنها، من خلال حذف أو تغييب الروايات الصريحة المنقولة في هذا الشأن. وما كان قيامهم بهذه المؤامرة إلا لأن إبقاء شواهد هذه الحادثة سينسف كل احترام يمكن أن يشعر به المسلم تجاه شخصية عمر بن الخطاب أو أضرابه المشاركين في الحملة الإجرامية عليهم جميعا لعائن الله تترى.

كمثال على عمليات الحذف والتزوير التي قاموا بها؛ ما نراه اليوم في كتاب (المعارف) لابن قتيبة، فإنك لو رجعت إلى طبعته المتداولة اليوم لوجدت فيها هذه العبارة التي تتحدث عن المحسن الشهيد (صلوات الله عليه) وهي: "أما محسن بن علي، فهلك وهو صغير"! (المعارف ص211).

لكنك لو رجعت إلى النسخة الأصلية القديمة – التي طمروها – لوجدت فيها بدلا عن تلك العبارة: "أما محسن بن علي ففسد من زخم قنفذ العدوي"! (نقله عن المعارف ابن شهراشوب في مناقب آل أبي طالب ج3 ص352).

وشتان بين العبارتيْن كما ترى؛ فإن الأصلية معناها أن المحسن (صلوات الله عليه) لم يمت بشكل طبيعي، وإنما أسقطه قنفذ لعنة الله عليه. وأنت خبير بأن نسبة ابن قتيبة سقوط المحسن إلى قنفذ هي محاولة الماكر للتغطية على جريمة الفاعل الأصلي؛ ابن الخطاب. فإن قنفذ لم يكن سوى مشارك في الحملة الإجرامية.

إلا أنه ومع كل محاولات الطمس والتغييب؛ أفلتت من القوم بعض الروايات والشواهد التي تذكر بصراحة ما وقع من ابن صهاك وعصابته على بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فإنهم وإنْ حذفوا موارد التصريح؛ بقيت موارد التلميح، كما بقيت آثار هذه الواقعة في التراث الشعري والأدبي، بحيث يشعر كل من يطالع التأريخ أنها واقعة مسلّمة لا يمكن دفعها ولا إنكارها، وأن شيئا ما وقع من القوم الظالمين تجاه الزهراء (عليها السلام) وقد كان فادحا إلى درجة تبرؤها منهم وغضبها عليهم ومقاطعتها لهم ودعائها عليهم في كل صلاة، وهي المواقف التي رووها بكثرة في مصادر شتى.

وما يهمنا الآن – استجابة لطلبكم - هو ذكر بعض المصادر التي ورد فيها التصريح بجزئية كسر الضلع وإجهاض الجنين، فمنها ما رواه أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم التميمي، الذي هو عندهم محدّث الكوفة الحافظ الفاضل الموصوف بالحفظ والمعرفة باعتراف أشهر علمائهم في الرجال وهو الذهبي (راجع ما يذكره فيه في سير أعلام النبلاء ج15 ص676).

وقد روى ابن أبي دارم: "إن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن"!! (ميزان الاعتدال ج1 ص139).

وبسبب روايته لهذا النص الصريح ارتبك المخالفون فلم يجدوا – كما فعل الذهبي – غير اتهام ابن أبي دارم بالرفض والتشيع آخر عمره بعدما كان مستقيما في البداية على حدّ زعمهم!

أما إبراهيم بن سيّار النظام فقد روى هو الآخر: "إن عمر ضرب فاطمة يم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان عمر يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها! وما كان بالدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"!! (رواه عنه الشهرستاني في الملل والنحل ج1 ص59 والصفدي في الوافي بالوفيات ج6 ص17).

ولم يسع زعماء المخالفين تجاه ما رواه النظام إلا التشنيع عليه ووصمه بالضلال وأنه كان معتزليا، مع علمهم بأنهم في كثير من أصولهم يرجعون إلى المعتزلة، وأن النظام كان من الأجلاء عندهم كما هو حال كثير من رموز المعتزلة، ومنهم ابن أبي الحديد وشيخه أبي جعفر الإسكافي الذي قال قولته المشهورة اعتراضا على ما صنعه عمر وتخطئة له: "لمّا ألقت زينب ما في بطنها أهدر رسول الله دم هبّار لأنه روّع زينب فألقت ما في بطنها، فكان لابد أنه لو حضر ترويع القوم فاطمة الزهراء وإسقاط ما في بطنها لحكم بإهدار دم من فعل ذلك"!

وقد سأله ابن أبي الحديد: "أروي عنك ما يرويه بعض الناس من أن فاطمة رُوِّعت فألقت محسنا؟ فقال: لا تروه عني ولا تروِ عني بطلانه"! (شرح النهج ج14 ص192).

ولاحظ هنا أن الإسكافي وابن أبي الحديد كانا ممن يوالي عمر, غاية ما هناك أنهما يخطئانه في بضع أمور هذه واحدة منها، لا يمكن القول أنهما من الشيعة المتعصبين ضده مثلا، كما يرمينا مخالفونا دوما. ولاحظ أيضا أن الإسكافي خشي على نفسه من أن يروي ابن أبي الحديد هذه الحقيقة عنه فطلب منه أن لا يروي عنه لا ثبوته ولا بطلانه! ولاحظ أخيرا أن كلام الإسكافي كان في مقام التعليق لا الرواية، بمعنى أن القضية مشهورة إلى حدّ أنه يستدل على إهدار دم من هاجم فاطمة (عليها السلام) بقضية إهدار نبي الله (صلى الله عليه وآله) دم هبّار (لعنه الله) الذي روّع ابنته زينب (عليها السلام) فأسقطت جنينها. لذا نقول أن آثار هذه الحادثة تجدها في كل مكان، وليس بوسع أحد التغطية عليها كلّها!

ومن المصادر في شأن ظلامة الصديقة الكبرى أم أبيها فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) أكثر من أن تُحصى إلا بعد الجهد الجهيد. وإليكم بعضا منها على سبيل المثال:

1• ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).

وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).

2• ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).

3• ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).

4• ما رواه بن قتيبة الدينوري – الصدوق عندهم كما وصفه ابن حجر – قال: "إن أبا بكر تفقد قوما تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا، فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجُنَّ أو لأحرّقنّها على من فيها! فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة! فقال: وإن! فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم! تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقا! فأتى عمر أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا. قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله! فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله! فرجع فأبلغ الرسالة. قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة. فقال أبو بكر لقنفذ: عد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع! فجاءه قنفذ فأدّى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله! لقد ادّعى ما ليس له! فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة. فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقّوا الباب، فلمّا سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبتِ يا رسول الله! ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة"! (الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص12).

5• ما رواه الجويني بسنده عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه أخبر عما سيجري على ابنته الزهراء (صلوات الله عليها) فقال: "وإني لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها، وانتُهكت حرمتها، وغُصب حقها، ومُنعت إرثها، وكُسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي: يا محمداه! فلا تجاب! وتستغيث فلا تغاث! فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية". (فرائد السمطين للجويني الشافعي ج2 ص34).

6• ما رواه السيوطي عن ندم أبي بكر على أمره بالهجوم على بيت الزهراء البتول (صلوات الله عليها) حيث قال: "وددت أني لم أكن أكشف بيت فاطمة وتركته وإن أُغلق على الحرب"! (مسند فاطمة للسيوطي ص34 وروى الخبر عن أبي بكر أيضا الطبراني في المعجم الكبير ج1 ص62 والطبري في تاريخه ج3 ص430 وابن عبد ربّه في العقد الفريد ج2 ص254 وغيرهم كثير).

فهذه نصوص صريحة في جزئية كسر الضلع وإسقاط الجنين، وسائر جزئيات ومفردات ظلامة الزهراء (صلوات الله عليها) تجدها متنوعة وفي كثير من المصادر.

والله ولي التوفيق وبهِ نستعين.

هامة التطبير
13-01-2013, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

تهديد عمر بن الخطاب بحرق دار الزهراء عليها السلام! (من مصادر السنة)

http://c.shia4up.net/uploads/13408809641.bmp (http://c.shia4up.net/)

http://c.shia4up.net/uploads/13408809642.bmp (http://c.shia4up.net/)

ووردّ خبر تهديد عمر بن الخطاب لفاطمة الزهراء (ع) وكسر ضلعها في مصادر بكرية عديدة ومنها:

1• ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).

وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).

2• ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).

3• ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).

4• إبن أبي شيبة الكوفي - المصنف - كتاب المغازي - الجزء: ( 8 ).
- حدثنا : محمد بن بشر ، نا : عبيد الله بن عمر ، حدثنا : زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم : أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن إجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فإنصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فإنصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.

ولعن الله جميع ظلمة وقتلة الشهيدة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؛ وعلى رأسهم صنمي قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله.

ومع السلامة.

هامة التطبير
13-01-2013, 06:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://im19.gulfup.com/RDXc1.jpg (http://www.gulfup.com/?aEEC1q)

شتم وظلم أبو بكر (لعنه الله) لفاطمة الزهراء عليها السلام!!

لاشك أن لفاطمة الزهراء عليها السلام منزلة رفيعة عند الله ورسوله لاتوصف ببيان؛ ولا يعبر عنها بلسان ولا تخطر ببال إنسان. وطالما وقف النبيّ الأمين صلى الله عليه وآله المسدد بوحي السماء والمؤيد بروح القدس مبينا تلك المنزلة التي لايعرفها إلا الله ورسوله والأئمة عليهم السلام. وقد قال صلى الله عليه وآله: ((فاطمة بضعة بني فَمن أغضبها أغضبني))؛ (راجع صحيح البخاري.ج5، ص36، باب فضائل الصحابة، وج7، ص47 كتاب النكاح، ط:مصر، وصحيح مسلم ج7، ص140باب فضائل الصحابة، ط مصر، وسنن الترمذي ج5، ص359، ط:مصر ومسند أحمد ج4، ص5، وص326،ط:مصر).

وروي ابن الأثير عن النبي صلى الله عليه وآله: ((يافاطمة إن الله لبغضب لغضبك ويرضى لرضاك)). (أسد الغاية ج5،ص522).

وروي القندوري حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وقال: ((فمن رضيت عنه إبنتي فاطمة رضيت عنه؛ ومن غضبت عليه غضب آلله عليه؛ ياسلمان ويل لمن يظلمها)). (ينابيع المودة ص314ط: إيران).

وروى ابن حجر عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ((من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله و الإسلام؛ ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله؛ ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله؛ إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم)).(الصواعق المحرقة، ص143، باب التحذير من بغضهم وسبهم).

وروى الكراجكي حديثاً عن الإمام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ملعون من يظلم بعدي فاطمة ابنتي ويغضبها حقها ويقتلها)). (كنز الفوائد ج1،ص149).

هذا غيض من فيض؛ وقليل من كثير نقلته كتب الفريقين نكتفي به ونخرج بهذه النتائج:
1. إن الله تعالى ورسوله يغضبان على كل من أغضب فاطمة عليها السلام.
2. إن من ظلم فاطمة وأغضبها وآذاها وسبها فهو ملعون.
3. كل من صار مصدآقا لغضب الله تعالى ورسوله فهو كافر بلا شك كائنا من كان.

بعد هذه النتائج المستوحاة من أقواله صلى الله عليه وآله الصادقة نريد أن نؤكد حقيقة لابد منها مطمورة بين طيات التاريخ تكاد تكون غائبة عن أذهان بعض القراء.

وهي: مَن الذي سب فاطمة الزهراء عليها السلام فيستحق الكفر و اللعنة؟
المتبع لكتب الفريقين يجد أن ابن أبي قحافة المسمى بطلانا بالخليفة الأول هو الذي أغضب فاطمة عليها السلام؛ وهو الذي أذاها وهو الذي هظمها؛ وهو الذي شتمها وسبها؛ كما نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة؛ عن أبي بكر الجوهري؛ بإسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة؛ قال: ((فلما سمع أبو بكر خطبتها - يعني فاطمة عليها السلام - شق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال: أيها الناس! ماهذه الرعة (أي:الاستماع والأصغاء) إلى كل قالة (أي: القول) أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله؟! ألا مَن شهد فليتكلم! إنما هو ثعالة - يعني عليا عليه السلام - شهيد ذنبه! مربِ لكل فتنة! وهو الذي يقول : كروها جذعة بعدما هرمت! يستعينون بالضعفة ويستنصرون بالنساء - يعني بفاطمة - كأم طحال أحب أهلها إليها البغي))!! (شرح نهج البلاغة ج16.ص214. و215،ط: دار إحياء التراث العربي).

أنظر أيَها القارئ المنصف الغيور كيف يشبه أبو بكر فاطمة سيدة نساء العالمين روح المصطفى التي بين جنبيه؛ أم أبيها؛ التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها الطاهرة البتول بامرأة زانية فاجرة يُضرب بها المثل في الجاهلية فيقال: (( أزنى من أم طحال))!!

أُنظر كيف سمحت له نفسه الحاقدة أن يشتم ويسب ويؤذي فاطمة عليها السلام؟
لا أدري كيف تسنّي لأبي بكر أن يتكلم بذلك البذيئ الذي وجهَه إلى قرة عين المصطفى؛ وهو سمع قول الرسول: ((فاطمة بضعة مني مَن أذاها فق آذاني؛ ومن أغضبها فقد أغضبني))؟!

فأصبح أبو بكر مصداقا لغضب رسوله؛ لأنه أغضب من يغضب الله لغضبها؛ فأصبح مصداقا لأذية الله وررسوله,والله سبحانه قد وصف الذين يؤذون الله ورسوله بكتابه المجيد حيث قال: (( إًنَ الذينَ يُؤذِونَ اللِهَ ورَسُولهِ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُنّيَا وَ الأَخِرَةَ وَأَعَدَ لَهُمُ عَذَابَاً مُهِيَناً)). ( الأحزاب: 57).

ولمآ صار ابن أبي قحافة من مصاديق هذه الآية الشريفة بسبِه وشتمه لفاطمة عليها السلام وغضبها وسخطها عليه؛ فهو كافر ملعون؛ هذا ما قررته الأحاديث المروية عند الفريقين والأية القرآنية الشريفة.

وما صرح به أحد علماء أبناء العامَة (السنة) وهو صاحب كتاب جامع العلوم المعروف بـ ((دستور العلماء)) في الجزء الأول ص9؛ القاضي عبد النبي بن عبدالرسول الأحمد نكري إذ قال: ((إن فاطمة رضي الله عنها بضعة الرسول صلى الله عليه وآله؛ على أن شتمها رضي الله عنها يوجب الكفر)).

وهذا شتم وسب صريح من ابن أبي قحافة لفاطمة الزهراء عليها السلام وتجاوز وقح مابعده وقاحة!
بعد هذآ، تمعَن في رواية ابن حجر المروية في الصواعق المحرقة ص143 ؛ التي تقدم ذكرها في أول البحث,إذ سوف تخرج بنتيجة وهي (إن ابن أبي قحافة خارج ومرتد عن آلله و الإسلام)؛ أي أنه ليس بمسلم لأنه سب أهل بيت الرسول عليهم السلام. وإن أهل البيت بإجماع المفسرين من العامَة والخاصة هم أصحاب الكساء الخمسة علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم. وابن أبي قحافة سبّ فاطمة و علياً. وبسبهم لاشكَ أنه آذاهم وأغضبهم وأرابهم.. فمقتضى الدليل الذي يخضع له كل منصف ذي لبً؛ ويرفضه كل جاحد متكبر أن ابن أبي قحافة مرتد عن آلله والإسلام؛ وعليه لعنة الله؛ واللعن يعني الطرد من رحمة الله؛ فهو مطرود من رحمة الله.

ومما يؤكد أن أبا بكر قد آذي الله هذه الرواية التي يرويها ابن حجر أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؛ ألا ومَن آذاني فقد أذى الله)). (الصواعق ص345،ط: دار الكتب العلمية).

هل يشك أحدٌ إن فاطمة عليها السلام هي رحم رسول الله صلى الله و عليه وآله فضلا عن كونها أبنته الحبيبة؟!!
والباحق عن الحقيقة يحد أن شتم أبي بكر للزهراء عليها السلام ليس بأول إيذاء لها، فذكرنا شتمه لفاطمة على سبيل المثال لا الحصر وإلا فهو الذي أمر بالهجوم على بيت فاطمة عليها السلام؛ وجعل صعاليك يذهبون إليه وأضرموا النار به؛ حتى أسقطوآ جنينها المسمى (محسناً). هذا ما اعترف به أبو بكر نفسه قائلاً: ((فوددتُ أنًي لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا أعلنوا عليّ الحرب)). (راجع العقد الفريد ج1، ص268، ط:مصر).

وإذا أردت أيها القارئ أن تطَلع على ندم أبي بكر لكشفه وهجومه على بيت فاطمة عليك بمراجعة ((الإمامة والسياسة)) ج1،ص18، واليعقوبي في تاريخه ج2،ص137، والطبري في تاريخه ج4،ص240.ط:لندن، والمعتزلي في شرحه على نهج البلاغة ج6،ص51،وج2،ص46. إلى غيرهم من المؤرخين ومشهور المحدثين عندهم: (( إنً فاطمة هجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت)). وقالوا: ((فغضبت فاطمة رضي الله عنها وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت)) (راجع صحيح البخاري ج4،ص6، و9،ط: مصر و السنن الكبرى للبيقهي ج6، ص300، كتاب قسم الفيئ و الغنيمة،ط: الهند).

فإذا ثبت هذا -وهو أنَ أبا بكر هو الذي سبّ فاطمة وآذاها وهجم على دارها... إلى أخر أعتدائاته بحق الزهراء عليها السلام- تحقق المطلوب وهو أن أبابكر قد آذي الرسول صلى الله عليه وآله؛ ومن قبله آذى ألله وبصريح الآية التي مرّت في سورة الأحزاب (آية 57)؛ مَن آذى الله ورسوله فهو ملعون في الدارين وله عذاب مهين.

ولو أرِدنا أن نتنزل عن هذا -فرضاً- فهو ثابت كفره أيضا بسبه لأمير المؤمنين علي عليه السلام في قوله الذي مرّ ذكره: ((إنماَ هو ثعالة -يعني ثعلب- شهيده ذنب مربٌ لكل فتنة)). وهذا سب واضح لعليّ عليه السلام. روى الطبري والخوازرمي وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ((مَن سبّ علياّ فقد سبني؛ ومن سبني فقد سبَ الله)). (الرياض النظرة ج2,ص166,المناقب ص81).

فنقول: مَن سبّ علياً؟ مَن قال لعليَ ثعلب؟ مَن قال لعلي إنه ملازم ومحلب للفتنة؟!! يأتي الجواب الذي نقله ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج الذي مر ذكره: إن أبا بكر هو الذي تطاول على عليّ وسبَه وشتمه وآذاه.
وبعبارة أُخرى: تطاول أبو بكر على الله وسبه. فماذا تنتظر في كفر وزندقة من سبّ الله؟!!

وهذا الكنجي الشافعي يؤيد مانقوله ومانذهب إليه في كتابه ((كفاية الطالب)) يعقد بابا وهو العاشر في ((كفر مَن سبّ علياً)).

حيث يروي: عن يعقوب بن جعفر بن سليمان قال: حدثنا أبي عن أبيه قال: كنتُ مع أبي عبدالله بن العباس وسعيد بن جبير يقوده؛ فمرّ على ضفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليا عليه السلام! فقال لسعيد بن جبير: رُدني إليهم. فوقف عليهم: فقال: أيكم الساب لله عزوجل؟! فقالوا سبحان الله مافينا أحد سب رسول الله. قال: فأيكم الساب علي بن أبي طالب؟! قالوا: أماهذا فقد كان!! قال:فأشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب: ((مَن سبك فقد سبني ومن سبني فقَد سب الله ومَن سب الله أكبه الله على منخريه في النار)).

بعد هذه الرواية يزول كل شك بكفر أبا بكر ونفاقه؛ ونقطع بأنه مكبوب في النار على منخريه؛ ونستجير بالله من فعله ونبرأ إلى الله منه ومن أمثاله.

وبعدما خرجنا بهذه الحقيقة التي كانت مخفية بين "طيات الكتب" وكلها من مصادر أهل العامة؛ نرجو من القارئ المحترم أن يخلع هالة التقديس لمثل هذه الشخصيات التي صارت سببا لأذية الله ورسوله؛ وأستحقت اللعن والعذاب منه تعالى. فلابد من الإذعان للواقع والحقيقة الضائعة التي يقصدها كل عاقل مؤمن بالله حق الإيمان.

ومع السلامة.

هامة التطبير
13-01-2013, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://c.shia4up.net/uploads/13321041551.jpg (http://c.shia4up.net/)

الهجوم على دار فاطمة الزهراء عليها السلام!

رفض الإمام علي (عليه السلام) البيعة لأبي بكر، وأعلن سخطه على النظام الحاكم، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأوّل في الإسلام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا تمثّل الخلافة الواقعية لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذلك فعلت الزهراء فاطمة (عليها السلام) ليعلم الناس أنّ ابنة نبيّهم ساخطة عليهم، وهي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم.
وبدأ الإمام علي (عليه السلام) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي، ووقف مع الإمام علي (عليه السلام) عدد من أجلاّء الصحابة من المهاجرين والأنصار وخيارهم، وممّن أشاد النبي (صلى الله عليه وآله) بفضلهم، مع إدراكهم لحقائق الأُمور مثل: العباس بن عبد المطلب، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وخزيمة ذي الشهادتين، وعبادة بن الصامت، وحذيفة بن اليمان، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية، ولم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة، وفي مقدّمتهم عمر بن الخطّاب.
وقد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه، وجرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وفي أماكن عديدة، ولم يهابوا من إرهاب السلطة، ممّا ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار، فعاد إلى بعضهم رشده وندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم واندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة (عليهم السلام).
وكانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل: أسد، وفزارة، وبني حنيفة وغيرهم، ممّن شاهد بيعة يوم الغدير التي عقدها النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين من بعده، ولم يطل بهم المقام حتّى سمعوا بالتحاق النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى، والبيعة لأبي بكر وتربّعه على منصّة الخلافة، فاندهشوا لهذا الحادث ورفضوا البيعة لأبي بكر جملةً وتفصيلاً، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية، حتّى ينجلي ضباب الموقف، وكانوا على إسلامهم يقيمون الصلاة ويؤدّون جميع الشعائر.
ولكنّ السلطة الحاكمة رأت أنّ من مصلحتها أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء الذين يشكّلون خطراً للحكم القائم، ما دامت معارضة الإمام علي (عليه السلام) وصحابته، تمثّل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية، عند ذلك أحسّ أبو بكر وأنصاره بالخطر المحيط بهم وبحكمهم من خلال تصاعد المعارضة، إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض، وذلك بإجبار رأس المعارضة ـ الإمام علي (عليه السلام) ـ على بيعة أبي بكر.
ذكر بعض المؤرّخين: أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟، يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي!، فابعث إليه حتّى يبايعك، فبعث أبو بكر قنفذاً، فقال قنفذ لأمير المؤمنين (عليه السلام): أجب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال علي (عليه السلام): "لَسريع ما كذبتم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) "، فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر، فقال عمر ثانيةً: لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ: عُد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءهُ قنفذ، فأدّى ما أمر به.
فرفع علي (عليه السلام) صوته وقال: "سبحان الله!، لقد إدّعى ما ليس له"، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة.
وظنّت فاطمة (عليها السلام) أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها، فلمّا أتوا باب فاطمة (عليها السلام) ودقّوا الباب، وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: "يا أبتِ يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازة بأيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردّوا لنا حقّاً".
فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تتصدّع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته: والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة، فقال: وإن.
فوقفت فاطمة (عليها السلام) خلف الباب وخاطبت القوم: "ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟، تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟، والله متّم نوره".
فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة (عليها السلام) بين الباب والحائط رعاية للحجاب، فدخل القوم إلى داخل الدار ممّا سبّب عصرها (عليها السلام)، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن.
وتواثبوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى السقيفة، فحالت فاطمة (عليها السلام) بينهم وبين بعلها، وقالت: "والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خُنتم الله ورسوله فينا أهل البيت، وقد أوصاكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا"، فأمر عمر قنفذاً بضربها، فضربها قنفذ بالسوط، فصار بعضدها مثل الدملج.
فأخرجوا الإمام (عليه السلام) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر، وهو ينظر يميناً وشمالاً وينادي: "وا حمزتاه! ولا حمزة لي اليوم، وا جعفراه! ولا جعفر لي اليوم"، وقد مرّوا به على قبر أخيه وابن عمّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنادى: "يا ابن أُم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني".
وروي عن عدي بن حاتم أنّه قال: والله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أُتي به ملبّباً بثوبه، يقودونه إلى أبي بكر، وقالوا له: بايع!، قال: "فإن لم أفعل فَمَه؟ "، قال له عمر: إذاً والله أضرب عنقك، قال علي (عليه السلام): "إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله".
فقال عمر: أمّا عبد الله فنعم، وأمّا أخو رسول الله فلا، فقال (عليه السلام): "أتجحدون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بيني وبينه؟! "، وجرى حوار شديد بين الإمام (عليه السلام) وبين الحزب الحاكم.
وعند ذلك وصلت السيّدة فاطمة (عليها السلام) وقد أخذت بيد ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام)، وما بقيت هاشمية إلاّ وخرجت معها، يصحن ويوَلوِلن، فقالت فاطمة (عليها السلام): "خلّوا عن ابن عمّي!! خلّوا عن علي!! والله لأكشفن رأسي ولأضعنّ قميص أبي على رأسي ولأدعوَنَّ عليكم، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي، ولا فصيلها بأكرم على الله من ولدي".
وجاء في رواية العياشي أنّها قالت: "يا أبا بكر، أتريد أن ترملني عن زوجي وتيتّم أولادي؟، والله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري، ولأشقّنّ جيبي، ولآتينَّ قبر أبي، ولأصرخنَّ إلى ربّي"، فأخذت بيد الحسن والحسين تريد قبر أبيها، عند ذلك تصايح الناس من هنا وهناك بأبي بكر: ما تريد إلى هذا؟، أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة؟.
وراحت الزهراء (عليها السلام) وهي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تستنجد بهذا الغائب الحاضر: "يا أبتِ يا رسول الله! (صلى الله عليه وآله) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة؟ "، فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن وعيوناً جرت دمعاً.

ونسألكم الدعاء.

هامة التطبير
13-01-2013, 06:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://c.shia4up.net/uploads/13321041551.jpg (http://c.shia4up.net/)

الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب عليه!



مضى أبو بكر وعمر وأبو عبيدة إلى سقيفة بني ساعدة ، ولم يبق حول جثمان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ أقاربه ومواليه ، وهم الذين تولوا غسله وتكفينه وإدخاله قبره ومواراته ، وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعمه العباس رضي الله عنه وابناه الفضل وقثم ، واُسامة بن زيد مولاه ، وقيل : شقران ، أو صالح مولاه صلى الله عليه وآله وسلم (1) .

فارتفعت الأصوات في السقيفة وكثر اللغط بين المهاجرين والأنصار ، ثم إن عمر بن الخطاب ضرب على يد أبي بكر فبايعه الناس ، ثم أتوا به المسجد يبايعونه ، فسمع العباس وعلي عليهما السلام التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) .

وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أن عليّاً عليه السلام هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3) ، فتخلّف قوم من المهاجرين والأنصار وجمهور الهاشميين عن بيعة أبي بكر ، وكان منهم : العباس بن عبدالمطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبرّاء بن عازب ، وأُبي بن كعب ، وعتبة بن أبي لهب ، وغيرهم (4) ، وروي أنّهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليّاً عليه السلام (5) .
وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد اعتزل الناس بعد أن فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعكف على جمع القرآن الكريم بعهدٍ من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وروي أنّه عليه السلام قال : « لا أرتدي حتى أجمعه » ، وقالوا : إنّه لم يرتدِ إلاّ للصلاة حتى جمعه (6) .

وفي تلك الاثناء بلغ أبو بكر أن جماعة منهم العباس قد اجتمعوا مع علي ابن أبي طالب عليه السلام في منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إليهم عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد في رجالٍ من الأنصار ونفرٍ من المهاجرين أرسلهم أبو بكر رِدءاً لهما ، كزياد بن لبيد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأُسيد بن حُضير ، ومسلمة بن سلامة بن وقش ، ومحمد بن مسلمة ، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي ، وسلمة بن أسلم (7) ، والمغيرة بن شعبة ، وسالم مولى أبي حذيفة (8) .
فجاء عمر بن الخطاب فناداهم وهم في دار علي عليه السلام : لتخرجنّ إلى البيعة أو لاُحرقنّها على من فيها! فقيل له : يا أبا حفص؟ إنّ فيها فاطمة! فقال : وإن (9) !! .
فلمّا سمعت فاطمة عليها السلام أصواتهم نادت بأعلى صوتها : « يا أبتِ يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟! » فلمّا سمع القوم صوتها وبكائها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم (10) ، فاقتحموا الدار ، فصاحت فاطمة عليها السلام وناشدتهم الله (11) ، وجعلت تبكي وتصيح (12) .
وخرج إليهم الزبير مصلتاً سيفه ، فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري ورجل آخر ، فندر السيف من يده ، فضرب به عمر الحجر فكسره (13) ، ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقاً عنيفاً (14) .

وروي أنّهم قالوا : ليس عندنا معصية ولا خلاف... وإنما اجتمعنا لنؤلف القرآن في مصحف واحد ، ثم بايعوا أبا بكر (15) .

واجتمع الناس ينظرون ، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال ، ورأت فاطمة عليها السلام ما صنع عمر ، فصرخت وولولت ، واجتمع معها نساء كثيرة من الهاشميات وغيرهنّ ، فخرجت إلى بابها ، وقالت : « يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! والله لا أُكلّم عمر حتى ألقى الله » (16) .

وقالت عليها السلام : « لا عهد لي بقومٍ حضروا أسوأ محضرٍ منكم ، تركتم رسول الله جنازةً بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ولم تروا (17) لنا حقاً (18) ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ ، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ، ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم ، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة » (19) .

وأخرجوا عليّاً عليه السلام ومضوا به إلى أبي بكر ، فقال له عمر : بايع . فقال عليه السلام : « إن أنا لم أفعل فمه ؟ » قال عمر : إذن والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك !
فقال : « إذن تقتلون عبد الله وأخو رسوله » . قال عمر : أما عبدالله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا (20) ، وأبو بكر ساكت . فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال : لا أُكرهه على شيءٍ ما كانت فاطمة إلى جنبه (21) .

ولم يبايع عليٌّ أبا بكر حتى ماتت فاطمة عليها السلام بعد ستة أشهر ، فلمّا ماتت عليها السلام ضرع إلى صلح أبي بكر (22) .

آثار الهجوم وما ترتب عليه:
اندفع القوم إلى بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يرعوا لها حرمة ، ولا لاَبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ذمّة ، وقد رافق الهجوم على الدار بعض الأحداث المخالفة للشرع والدين والضمير والوجدان والأعراف والسجايا الانسانية ، وكلّها مصاديق تحكي قصة الانقلاب على الأعقاب والإحداث بعد غياب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن تلك الأحداث :

1 ـ إحراق البيت :
ثبت إحراق البيت المقدس من طريق الفريقين ، فقد روي أنّهم جمعوا الحطب الجزل حول بيت الزهراء عليها السلام ، وأضرموا النار في بابه ، حتى أخذت النار في خشب الباب (23) .
وروى الثقفي بالاسناد عن حمران بن أعين ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته » (24) .
وقال المسعودي : فأقام أمير المؤمنين عليه السلام ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فوجّهوا إلى منزله ، فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كُرهاً (25) .
وقد بلغ من اشتهار هذا الأمر أن سجّله كثير من الشعراء منذ القرون الأولى وإلى اليوم ، ومنهم عبدالله بن عمار البرقي ت 245 هـ حيث قال :

وكلّلا النار من نبتٍ ومن حطبٍ * والمضرمـان لمـن فيه يسبّانِ
وليس في البيت إلاّ كلّ طـاهرةٍ * من النساء وصدّيق وسبطانِ (26)
وقال علاء الدين الحلي المقتول سنة 786 هـ :
وأجمعوا الأمر فيما بينهـم غـوت * لهـم أمـانيهـم والجهـل والأملُ
أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمـة * فيـالـه حـادث مستصعـب جَلَلُ
بيت به خمسة جبريـل سادسهـم * من غير ما سبب بالنار يشتعلُ (27)
ووردت الأخبار بهذا المضمون من طرق العامة أيضاً ، فقد ذكر السيد المرتضى رضي الله عنه أن خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممن لايتهم على القوم (28) ، وفي ما يلي بعض رواياتهم :

روى البلاذري عن سليمان التيمي وعبدالله بن عون أنهما قالا : إنّ أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقّته فاطمة عليها السلام على الباب . فقالت فاطمة عليها السلام : يابن الخطاب ، أتراك محرقاً عليّ بابي؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك (29) .
وذكر ابن عبد ربه الذين تخلفوا عن البيعة لاَبي بكر : علي عليه السلام والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة ، قال : فأمّا علي عليه السلام والعباس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة عليها السلام ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبسٍ من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة عليها السلام فقالت : يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة (30) .

وقد سجّل شاعر النيل حافظ إبراهيم هذه المكرمة لعمر بن الخطاب حيث قال :
وقـولـةٍ لعلـي قالهـا عمـرُ * أكـرم بسـامعها أعظـم بملقيهـا
حرقتُ دارك لا أبقي عليك بهـا * إن لم تبايع وبنت المـصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنـان وحـاميها (31)
وليته لم يَفُه بها ، فإنّها كانت سُبّة له وموبقة عظيمة لا تفارقه أبداً ، حتّى يلقى الله تعالى وبنت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم غضبى عليه ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم حرب عليه ، لاَنّه صلى الله عليه وآله وسلم حربٌ لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم (32) .
وظنّ شاعر النيل أنّ ذلك كان من شجاعة عمر ، وفات عنه أنّه لم تثبت لعمر قدم في المقامات المشهورة كما لم تروَ له صولة ولم تعرف عنه جولة، فهو الذي عاد في خيبر يُجبّن أصحابه ويجبّنونه (33) ، فما كانت الراية والفتح وقتل صناديد الكفر لتليق إلاّ بمن يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، الكرار غير الفرار ، علي أمير المؤمنين عليه السلام (34) .
كما فات عنه أنّ صبر أمير المؤمنين عليه السلام على القوم ما كان إلاّ بعهدٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بالصبر عند خذلان الاُمّة (35) ، وأنّه عليه السلام كان يقول واصفاً حاله بعد البيعة : « فنظرتُ فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننتُ بهم عن الموت ، وأغضيتُ على القذى ، وشربت على الشجا ، وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمرّ من طعم العلقم » (36) .
وقال عليه السلام : « وطفقت أرتئي بين أن أصول بيدٍ جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرتُ وفي العين قذىً ، وفي الحلق شجىً ، أرى تراثي نهباً . . . » (37) .
وخلاصة القول إنّه عليه السلام آثر بقاء الإسلام الذي نذر حياته وخاض الغمرات لاَجله ، فنراه في أحرج المواقف التي واجهته بعد البيعة كان يقول :

« سلامة الدين أحبُّ إلينا من غيره » (38) .
الاحراق ذريعة للظلم :
إنّ إحضار الحطب حول بيت القدس والطهارة من قبل رجال الخلافة وإذكاء النار في بابه لانتزاع البيعة من أمير المؤمنين عليه السلام قد صار ذريعة للظالمين وسُنّة لطواغيت الاُمّة على طول التاريخ ، فقد روى المؤرخون أنّ عروة بن الزبير كان يعذر أخاه عبدالله في حصر بني هاشم في الشعب ، وجمعه الحطب ليحرقهم ، وكان يقول : إنّما أراد بذلك ألاّ تنتشر الكلمة ، ولا يختلف المسلمون ، وأن يدخلوا في الطاعة ، فتكون الكلمة واحدة ، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لمّا تأخروا عن بيعة أبي بكر ، فانّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار (39) .

2 ـ إيذاء الزهراء عليها السلام بالضرب والاسقاط :
وكان من امتدادات ذلك الهجوم أن تعرّض القوم لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالضرب ممّا أدى إلى إسقاط جنينها ، فشكت من أثر ذلك الضرب حتى التحقت بربها شهيدة مظلومة ، وقد استفاضت الروايات بذلك وثبت عند أعلام الطائفة .
قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه : وقد روي أنّهم ضربوها بالسياط ، والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت ، فسمّي السقط محسناً (40) ، والرواية بذلك مشهورة عندهم (41) ، وقد نقلها عنهم المخالفون أيضاً (42) .
ونقل الشيخ ابن شهرآشوب عن (المعارف) لابن قتيبة أنّ المحسن سقط من زخم (43) قنفذ العدوي (44) الذي أمره عمر بضرب الزهراء عليها السلام .
وكان من آثار ذلك الضرب أن مرضت الزهراء عليها السلام ولازمت فراشها حتى التحقت بربها ، كما أخبر بذلك أولاد الزهراء عليهم السلام (45) ، وقد أطبقت كلمتهم على أنّها ماتت شهيدةً مظلومة ، فعن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال : « إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة » (46) ، وجاء في زيارتها عليها السلام : السلام عليكِ أيتها البتول الشهيدة الطاهرة (47) . والسلام عليكِ أيتها الصديقة الشهيدة (48) .
ومما يدلّ على شيوع هذا الأمر وشهرته هو أن تناوله الشعراء مندّدين به مزرين على فاعله ، وذلك منذ القرون الاُولى وإلى اليوم ، قال السيد الحميري المتوفى 173 هـ :
ضربت واهتضمت مـن حقّها * واُذيقت بعـده طعـم السَّلع (49)
قطـع الله يـدي ضـاربهـا * ويـد الراضي بذاك المتّبع (50)
وقال القاضي النعمان المتوفى سنة 363 هـ في أرجوزته المختارة :
حتى أتوا باب البتول فاطمهْ * وهـي لهـم قالية مصارمهْ
فوقفت مـن دونه تعـذلهم * فكسـر البـاب لهـم أوّلهم
فاقتحموا حجابها فأعـولتْ * فضربوهـا بينهم فأسقطتْ

إلى أن قال :
وقتلهـم فـاطمة الزهـراءِ * أضرم حرّ النار في أحشائي
لاَنّ في المشهور عند الناسِ * بأنَّها ماتت مـن النفاسِ (51)
وقال الأمير علي بن مقرب الاحسائي المتوفّى سنة 629 هـ :
ياليت شعري فمن أنوح منهم * ومـن له ينهلّ فيض أدمعي
أللوصـي حين فـي محرابه * عمّم بـالسيف ولمّا يـركعِ
أم للبتول فـاطـم إذ منعت * عن إرثها الحق بأمر مجمعِ
إلى أن قال :
ولـم تزل مهضومة مظلومـة * بردّ دعواها ورضِّ الأضلعِ (52)
ونقل ذلك من غير طرق الشيعة ، فعن محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ ، في ترجمة أحمد بن محمد السري بن يحيى بن السري ابن أبي دارم ، قال : كان مستقيم الأمر عامة دهره ، ثمّ في آخر أيامه كان أكثر مايقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة عليها السلام حتى أسقطت محسناً (53) .
وعن إبراهيم بن سيار النظام ، قال : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها (54) ، وكان يصيح : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (55) .
ونقل البغدادي والمقريزي عن النظام أنه قال : إنّ عمر ضرب فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنع ميراث العترة (56) .
ولا ندري كيف يجعل مرتكب مثل هذه الاُمور الفضيعة نفسه إماماً للاُمّة ، وفي موقع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويؤتمن على الدين والإنسان والأخلاق وأموال الناس وأعراضهم ، ويوفّر لهم الكرامة والعزّة ، ويربّي الناس على الفضيلة والدين والأخلاق؟!
ثم إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحبّ من يبغض فاطمة ، ولو بكلمة واحدة ، فلماذا يُلام محبّو فاطمة عليها السلام على بغض قاتلها؟
اعتراف أبي بكر بالهجوم :
إنّ التجاوز على حرمة بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإدخال الرجال فيه ، وهتك حرمته المقدسة ، قد صرّح به أبو بكر في لحظاته الأخيرة ، وفي ذلك دلالة قاطعة على حدوث هذا الهجوم وما رافقه من أحداث أليمة ، وعلى خطأ أبي بكر في الايعاز إلى جنده بقيادة ابن الخطاب للقيام بذلك العمل المنافي لاَبسط حقوق الزهراء ، والمؤدي إلى غضب الله تعالى ورسوله الكريم وصالح المؤمنين .
عن عبدالرحمن بن عوف : أنّه سمع أبا بكر يقول في مرضه الذي توفي فيه : وددت أني لم أكن فتّشت بيت فاطمة وأدخلته الرجال ، ولو كان أُغلق على حرب . وفي رواية : ليتني لم أكن كشفت بيت فاطمة عن شيءٍ ، وتركته ولو أُغلق على حرب (57) .
البيعة تأصيل للغدر وذريعة للظلم :
إنّ البيعة التي لاَجلها كان الهجوم على دار الزهراء عليها السلام مغرس الإسلام ومهبط الوحي ، هي مصداق للانقلاب والإحداث في الإسلام وتجسيد لنزعة الغدر والعدوان في هذه الاُمّة ، وهذا ما أعلم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيَّه أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد روى الجوهري بالاسناد عن حبيب بن ثعلبة ، قال : سمعت عليّاً عليه السلام يقول : « أما وربّ السماء والأرض ـ ثلاثاً ـ إنّه لعهد النبي الاُمي صلى الله عليه وآله وسلم إليّ : لتغدرنّ بك الاُمّة من بعدي » (58) .
فالبيعة لا تمتلك أدنى المقومات الشرعية ، ولم تتحصّن بأيّ سبب معقول أو منقول ، بل كانت كما وصفها أبو بكر (59) وعمر (60) : فلتةً وقى الله شرّها ، والحقّ أنّ شرها كان مستطيراً ، فهي حجر الزاوية لكلِّ مظلمة حدثت في التاريخ ، والذريعة لكلِّ من ظلم أهل البيت عليهم السلام من طواغيت الاُمّة وجبابرتها ، ويتضح ذلك جلياً في كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر قبل حرب صفين حيث جاء فيه : فقد كنّا وأبوك نعرف فضل ابن أبي طالب وحقّه لازماً لنا مبروراً علينا (61) فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ما عنده ، وأتمّ وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج حجّته ، وقبضه الله إليه ، كان أبوك والفاروق أول من ابتزّه حقّه ، وخالفه على أمره ، على ذلك اتّفقا واتّسقا ، ثم إنّهما دعواه إلى بيعتهما ، فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما ، فهمّا به الهموم ، وأرادا به العظيم ... فإن يكن ما نحن فيه صواباً ، فأبوك أوله ، وإن يكن جوراً ، فأبوك أُسّه ، ونحن شركاؤه ، فبهديه أخذنا ، وبفعله اقتدينا ، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب وأسلمنا له ، ولكنّا رأينا أباك فعل ذلك ، فاحتذينا بمثاله ، وأقتدينا بفعاله (62) .
فالبيعة إذن كانت اتفاقاً سرياً ، فعلى الرغم من أنهم كانوا يعرفون فضل أمير المؤمنين عليه السلام وحقه لازماً عليهم ، لكنهم اتفقوا واتسقوا على أن يبتزّوه حقه ويخالفوه على أمره .
روى الجوهري عن ابن عباس أن عمر قال له ليلة الجابية : إنّ أول من ريّثكم عن هذا الأمر أبو بكر ، إنّ قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة . قال : قلت : لمَ ذاك يا أمير المؤمنين؟ ألم نُنِلهُم خيراً؟! قال : بلى ، ولكنّهم لو فعلوا لكنتم عليهم جَحْفاً جَحْفاً (63) .
وذلك الاتفاق يهدف إلى إقصاء عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أداء دورهم الرسالي ، وهضم حقوقهم ، والاستيلاء على الملك ، مهما كانت الوسائل ، وحتى لو انتهت بقتل أمير المؤمنين عليه السلام (وأرادا به العظيم) (64) كما قتلوا سعد ابن عبادة ، الذي ذهب إلى الشام مهاجراً ومغاضباً لاَصحاب السقيفة بعد أن هتف عمر أمام المهاجرين والأنصار : اقتلوه قتله الله ، فإنّه صاحب فتنة (65) ، ثم بعث رجلاً إلى الشام ، فرماه بسهم فقتله (66) .
وما كان اهتمام عمر بانتزاع البيعة بشتى الوسائل ، وإن أدى إلى القتل والتحريق ، إلاّ إمضاءً لذلك الاتفاق وحرصاً على تحقيق كامل أهدافه .
عن ابن عباس ، قال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي عليه السلام حين قعد في بيته ، وقال : ائتني به بأعنف العنف ، فلمّا أتاه جرى بينهما كلام ، فقال علي عليه السلام : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلاّ ليؤمّرك غداً (67) . وفي رواية : أشدد له اليوم أمره ليردّ عليك غداً (68) .
ولهذا كشفت الزهراء عليها السلام عن موقفها من سلطة السقيفة أمام الملأ حينما.

بقلم: علي موسى الكعبي.

====

المصادر:
1) الطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 277 ـ 278 . والعقد الفريد | ابن عبد ربه 3 : 296 ، المكتبة التجارية ـ مصر . وتاريخ الإسلام | الذهبي 1 : 575 ـ 576 . وتاريخ الطبري 3 : 213 .
2) العقد الفريد | ابن عبد ربه 5 : 10 ـ 11 .
3) الموفقيات | الزبير بن بكار : 580 | 380 عن محمد بن اسحاق . وتاريخ اليعقوبي 2 : 124 . وشرح ابن أبي الحديد 6 : 21 .
4) تاريخ اليعقوبي 2 : 124 . وتاريخ أبي الفداء 2 : 63 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 49 .
5) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 .
6) اُنظر : الاتقان | السيوطي 1 : 204 . والطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 338 . ومناهل العرفان 1 : 247 . وكنز العمال 2 : 588 | 4792 . وشرح ابن أبي الحديد 1 : 27 و 2 : 56 .
7) راجع : مستدرك الحاكم 3 : 66 . وسنن البيهقي 8 : 152 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 50 و 51 و 56 و 57 ، و 6 : 11 و 47 و 48 .
8) الجمل | الشيخ المفيد : 117 .
9) الإمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 12 .
10) الإمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 13 . وأعلام النساء | كحالة 4 : 114 ـ 115 .
11) شرح ابن أبي الحديد 2 : 50 ، و 6 : 47 .
12) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 .
13) وفي رواية الطبري 3 : 202 أنّ الزبير عثر فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه . وروي أنّ الذي أخذ سيف الزبير وكسره هو محمد بن مسلمة . راجع مستدرك الحاكم 3 : 66 . وسنن البيهقي 8 : 152 . وكنز العمال 5 : 597 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 51 ، و 6 : 48 . وفي ج6 ص11 منه أنّه سلمة بن أسلم .
14) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 ، و 6 : 48 .
15) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 .
16) السقيفة وفدك | الجوهري : 73 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 57 ، و 6 : 49 .
17) في الإمامة والسياسة : ولم تردّوا .
18) الإمامة والسياسة 1 : 13 . والأمالي | الشيخ المفيد : 49 | 9 . والاحتجاج | الطبرسي : 80 .
19) الاحتجاج | الطبرسي : 80 .
20) وهو ردّ على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال لعلي عليه السلام : « أنت أخي في الدنيا والآخرة » ، راجع : سنن الترمذي 5 : 636 | 3720 . ومسند أحمد 1 : 230 . ومستدرك الحاكم 3 : 14 . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك أحد فقل : أنا عبدالله وأخو رسوله ، لايدّعيها بعدك إلاّ كاذب » ، راجع : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 617 | 1055 . وتذكرة الخواص | سبط ابن الجوزي : 22 .
21) الإمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 13 . والآية من سورة الأعراف : 7 | 150 .
22) أنساب الأشراف | البلاذري 2 : 268 ، دار الفكر ـ بيروت .
23) الهداية الكبرى | الخصيبي : 407 . وبحار الأنوار 43 : 197 | 29 ، و 53 : 18 .
24) تلخيص الشافي | الطوسي 3 : 76 . وبحار الأنوار 28 : 390 .
25) إثبات الوصية | المسعودي : 124 ، المطبعة الحيدرية ـ النجف . وبحار الأنوار 28 : 308 | 50 .
26) الصراط المستقيم | البياضي 3 : 13 .
27) الغدير 6 : 391 .
28) الشافي | السيد المرتضى 4 : 119 .
29) أنساب الأشراف 2 : 268 ، دار الفكر ـ بيروت . والشافي | السيد المرتضى 3 : 241 . وتلخيص الشافي | الطوسي 3 : 67 .
30) العقد الفريد | ابن عبد ربه 5 : 12 . والمختصر في أخبار البشر | أبو الفداء 2 : 64 .
31) الديوان 1 : 75 ، دار الكتب المصرية ـ القاهرة .
32) سنن الترمذي 5 : 699 | 3870 . ومستدرك الحاكم 3 : 149 . ومسند أحمد 2 : 442 . ومسند فاطمة عليها السلام | السيوطي : 44 .
33) مستدرك الحاكم 3 : 37 . وتاريخ الطبري 3 : 12 .
34) صحيح البخاري 5 : 87 | 197 و 198 ـ كتاب الفضائل ، و5 : 279 | 231 ـ كتاب المغازي . وصحيح مسلم 4 : 1871 | 32 ـ 34 ـ كتاب الفضائل . ومسند أحمد 1 : 185 ، و5 : 358 . ومستدرك الحاكم 3 : 109 .
35) راجع : الاحتجاج | الطبرسي : 75 .
36) نهج البلاغة | صبحي الصالح : 68 الخطبة 26 .
37) نهج البلاغة | صبحي الصالح : 48 الخطبة 3 .
38) الموفقيات | الزبير بن بكار : 581 عن محمد بن إسحاق . وشرح ابن أبي الحديد 6 : 21 .
39) مروج الذهب | المسعودي 3 : 77 . وشرح ابن أبي الحديد 20 : 147 . ومقاتل الطالبيين | أبو الفرج : 315 .
40) وهو الابن الثالث لاَمير المؤمنين عليه السلام من الزهراء عليها السلام ، وقد جاء في الروايات والأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بتسميته محسناً وهو حمل في بطن أُمّه . راجع : الكافي | الكليني 6 : 18 | 2 . والخصال | الصدوق : 634 . والإرشاد 1 : 355 .
وذكره العامّة أيضاً وقالوا : انّه مات صغيراً . راجع : تاريخ الطبري 5 : 153 . والكامل | ابن الأثير 3 : 397 . وأنساب الأشراف | البلاذري 2 : 411 . والإصابة 3 : 471 . وميزان الاعتدال | الذهبي 1 : 139 . ولسان الميزان | ابن حجر 1 : 268 .
41) تلخيص الشافي 3 : 156 . وراجع أيضاً الاختصاص : 85 . وكتاب سليم : 37 . والهداية الكبرى | الخصيبي : 179 . وبحار الأنوار 30 : 239 ـ 240 ، و43 : 197 | 29 .
42) البدء والتاريخ | المقدسي 5 : 20 . وشرح ابن أبي الحديد الحنفي المعتزلي 2 : 60 .
43) الزخم : الدفع الشديد .
44) المناقب 3 : 358 . وقنفذ هو ابن عمير التيمي ، ذكره ابن الأثير وابن حجر وقالا : له صحبة ، وولاه عمر مكّة ثمّ صرفه . راجع : أُسد الغابة 4 : 208 . والإصابة 3 : 241 . والذي في المعارف المطبوع في دار الكتب المصرية سنة 1379 هـ ص211 : وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير ، وقد جاء في كثير من الروايات أنّه تعرّض للزهراء عليها السلام بالضرب عندما أحالت بين القوم وبين أمير المؤمنين عليه السلام . راجع : الاحتجاج | الطبرسي : 83 . وكتاب سُليم : 38 و 40 . ودلائل الإمامة | الطبري : 134 . وبحار الأنوار 43 : 170 و 198 | 29 .
45) راجع : الاحتجاج | الطبرسي : 83 . ودلائل الإمامة | الطبري : 134 . وكتاب سُليم : 40 . ودعائم الإسلام 1 : 232 . وبحار الأنوار 43 : 170 | 11 و 198 | 29 .
46) الكافي 1 : 458 | 2 .
47) المزار | المفيد : 156 . والمقنعة | المفيد : 459 . وبحار الأنوار 100 : 197 | 14 ، و198 | 16 .
48) التهذيب | الطوسي 6 : 10 | 12 . والبلد الأمين | الكفعمي : 178 .
49) السَّلع : شجر مرّ ، ويقال : أمرّ من السَّلع .
50) الصراط المستقيم 3 : 13 .
51) الارجوزة المختارة : 88 | 92 ـ طبع سنة 1970 م ـ معهد الدراسات الإسلامية ـ كندا .
52) إثبات الهداة | الحر العاملي 4 : 1412 . وأدب الطف 4 : 32 .
53) سير أعلام النبلاء | الذهبي 15 : 578 . وميزان الاعتدال | الذهبي 1 : 139 | 552 . ولسان الميزان | ابن حجر 1 : 268 | 824 .
54) الوافي بالوفيات | الصفدي 6 : 17 .
55) الملل والنحل | الشهرستاني 1 : 57 .
56) الفرق بين الفرق | البغدادي : 148 ، دار المعرفة . والخطط | المقريزي 2 : 346 ـ دار صادر .
57) المعجم الكبير | الطبراني 1 : 62 | 43 . وتاريخ الطبري 3 : 430 حوادث سنة (13 هـ) . ومروج الذهب | المسعودي 2 : 301 . وتاريخ اليعقوبي 2 : 137 . والعقد الفريد 5 : 19 . وكنز العمال 5 : 632 | 14113 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 46 ـ 47 ، و 6 : 51 . ومجمع الزوائد 5 : 203 . وميزان الاعتدال | الذهبي 3 : 109 | 5763 . ولسان الميزان 4 : 189 | 502 . ومسند فاطمة عليها السلام | السيوطي : 17 ، 34 ، 35 .
58) شرح ابن أبي الحديد 6 : 45 .
59) أنساب الأشراف | البلاذري 2 : 264 .
60) شرح ابن أبي الحديد 6 : 47 .
61) وكان عمر بن الخطاب يعلم أيضاً يقيناً بمقام علي عليه السلام ، فقد روى الجوهري عن ابن عباس ، قال : إنّ عمر يشهد أن عليّاً عليه السلام أولى الناس بالأمر بعد رسول الله . شرح ابن أبي الحديد 2 : 57 و6 : 50 .
62) وقعة صفين | نصر بن مزاحم : 120 . وشرح ابن أبي الحديد 3 : 190 . ومروج الذهب 3 : 12 .
63) شرح ابن أبي الحديد 2 : 58 . وقوله : جحفاً جحفاً : أي فخراً وشرفاً .
64) وقد مرّ بك قول عمر له عليه السلام : إذن والله نقتلك ، وقول أبي بكر لعمر : إن أبوا فقاتلهم وكذا في شورى عثمان ، هدّده عبدالرحمن بن عوف بالقتل إن لم يبايع .
65) تاريخ الطبري 3 : 206 . وأنساب الأشراف 2 : 263 .
66) العقد الفريد 5 : 13 .
67) أنساب الأشراف 2 : 269 .

ونسألكم الدعاء.

شجون الزهراء
06-02-2013, 08:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجل فرجهم يا كريم
السلام على فاطمة و أبيها و بعلها وبنيها و السر المستودع فيها

ساعد الله قلبك يا صاحب الزمان بظلامة أمك الزهراء عليها السلام
بوركتم مولانا و أستاذنا الجليل ، رحم الله والديكم
وفقكم الله و سدد خطاكم لكل خير بجاه محمد و آله الطيبين الطاهرين