المسامح
22-12-2012, 06:49 PM
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ادعى البعض من الشيعة هداهم الله ان زيارة عاشوراء المعروفة والمشهورة في عصرنا ان هناك في بعض فقراتها تحريف وزيادة ويقصدون بذلك المقطع المختص باللعن الذي في الزيارة تحديدا ويقولون انهم بحثو في المخطوطات فوجدو انها لا تحتوي على مقطع اللعن الموجود الان فهذا يدل ان مقطع اللعن هو زيادة من احد الاشخاص وبذلك تكون زيارة عاشوراء الموجودة في وقتنا الحالي اصابها التحريف فعلى ذلك يكون اشكال في قرائت مقطع اللعن الموجود في الزيارة ولا يصح نسبته الى الامام عليه السلام بل وبعضهم الف كتاب كامل في اثبات ذلك (1) ونحن نحسن الظن فيه فهل ما يدعيه هؤلاء صحيح اما ماذا؟؟
عند بحثنا عن الموضوع وجدنا جواب شافي كافي ورد على هذه الشبهة لسماحة الشيخ مسلم الداوري في كتابه زيارة عاشوراء تحفة من السماء في الصفحة مئة وثلاث واربعون فقد قال حفظه الله:
أنّ هناك عدّة نسخ خطّيّة معتبرة للمصباح تعود إلى عصر المؤلّف قدّس سرّه مشتملة على هذه الزيارة مع تمام فصولها، والّتي منها ما ذكر في الشبهة.
منها: نسخة غياث الدين الاسترآبادي (2) وهي المحفوظة في مكتبة السيّد البروجردي برقم « 93»، وهي نسخة معتمدة كانت في ملكيّة المولى أحمد بن الحاجي محمّد البشروي التوني (3) المتوفّى 1083 هـ، حيث قام بالمقابلة على نسخة كانت لديه إلى أن تنتهي المقابلة إلى نسخة الشيخ الطوسي، صاحب كتاب «مصباح المتهجّد»، وهذا نصّ كلامه، حيث يقول رحمه الله: هكذا في المقابل بها، بلغت المقابلة بنسخة مصحّحة، وقد بذلنا الجهد في تصحيح وإصلاح ما وجد فيه من الغلط إلاّ ما زاغ عنه البصر، وحسر عنه النظر، وفي المقابل بها بلغت مقابلته بنسخة صحيحة بخطّ عليّ ابن أحمد المعروف بالرميلي(4) ذكر أنّه نقل نسخته تلك من خطّ عليّ بن محمّد السكون (5) وقابلها بها بالمشهد المقدّس الحائري الحسيني سلام الله عليه، وكان ذلك في سابع شهر شعبان المعظّم، عمّت ميامنه، من سنة ثلاثين وثمانمائة (6) كتبه الفقير إلى الله تعالى الحسن بن راشد (7) وفيها أيضاً: بلغت المقابلة بنسخ متعدّدة صحيحة، وذلك في شهر شعبان من سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وكان واحد من النسخ بخطّ الشيخ العالم الفاضل محمّد ابن إدريس العجلي (8) صاحب كتاب السرائر، وكان مكتوباً في آخرها: فرغ من نقله وكتابته محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي في جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة «خلّده الله تعالى)، وعورض هذا الكتاب بالأصل المسطور بخطّ المصنّف رحمه الله، وبذلت فيه وسعي ومجهودي إلاّ ما زاغ عنه نظري، وحسر عنه بصري، والله الله من غَيَّر فيه شيئاً، أو بدّل وتعاطى ما ليس فيه، فأنا أقسم عليه بحقّ الله سبحانه ومحمّد صلّى الله عليه وآله أن يغيّر فيه حرفاً، أو يبدّل فيه لفظاً، من إعراب وغيره، ورحم الله من نظر فيه، ودعا لـه وللمؤمنين بالغفران. سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وكتب محمّد بن إدريس العجلي، وكتب العبد الأقل عماد الدين عليّ الشريف القاري الاسترآبادي (9) في السنة المذكورة. ونحن حين قابلناه بذلك الأصل كان معنا مختصر المصباح بخطّ العالم العابد الورع عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن السكون الحلّي رحمه الله، فكلّما كتبنا عليه: بخطّهما، فالمراد ابن السكون وابن إدريس. وكان الفراغ منها في أوائل شهر محرّم الحرام من شهور سنة ثمان وستّين بعد الألف من الهجرة النبويّة عليه الصّلاة والتحيّة، وكتبه الفقير إلى ربّه الغنيّ: أحمد بن حاجي محمّد البشروي، الشهير بالتوني، حامداً لله تعالى، مصلّياً على رسوله المصطفى وعترته الطاهرين.
هذا ما أفاده المولى أحمد التوني عن نسخته.
ويستفاد من كلامه: أنّ هناك عدّة مقابلات متداخلة بعضها في بعض، وأنّ هذه المقابلة بكاملها مكوّنة من ثلاث مقابلات:
الأولى: أنّ المولى أحمد التوني لمّا وقعت في يده نسخة غياث الدين الاسترآبادي قام بمقابلتها على نسخة كانت لديه أيضاً، وهي نسخة الحسن ابن راشد، وهي الّتي عناها ــ بما ذكره في بداية المقابلة ــ بقوله: بلغت المقابلة بنسخة مصحّحة، وقد بذلنا الجهد في تصحيح وإصلاح ما وجد فيه من الغلط إلاّ ما زاغ البصر وحسر عنه النظر.
فيكون المولى أحمد التوني قد صحّح نسخة غياث الدين الاسترآبادي على نسخة الحسن بن راشد.
الثانية: أنّ المولى أحمد التوني وجد على نسخة الحسن بن راشد مكتوبا
ً: أنّه قام بمقابلة نسخة على نسخة أخرى، وهي نسخة عليّ بن أحمد الرميلي، فيكون الحسن بن راشد قد صحّح نسخته على نسخة الرميلي.
الثالثة: وهي ما عبّر عنها المولى التوني بقوله: وفي المقابل بها بلغت مقابلته بنسخة مصحّحة بخطّ عليّ بن أحمد، المعروف بالرميلي، ذكر أنّه نقل نسخته تلك من خطّ عليّ بن محمّد السكون، وقابلها بها بالمشهد المقدّس الحائري الحسيني سلام الله عليه، وكان ذلك في شهر شعبان المعظّم عمّت ميامنه من سنة ثلاثين وثمانمائة، كتبه الفقير إلى الله الحسن ابن راشد.
ويثبت لنا هذا النصّ: أنّ أحمد بن عليّ الرميلي نقل نسخته من نسخة ابن السكون وقابلها بها بالمشهد المقدّس الحائري الحسيني سلام الله عليه، فتكون نسخة ابن السكون هي المصدر لنسخة الرميلي.
وعلى هذا يكون تسلسل النسخ في هذه المقابلة بكاملها هكذا:
نسخة غياث الدين الاسترآبادي مقابلة على نسخة الحسن بن راشد، والّذي قام بالمقابلة هو المولى أحمد التوني.
نسخة الحسن بن راشد مقابلة على نسخة عليّ بن أحمد الرميلي، والّذي قام بالمقابلة هو الحسن بن راشد.
نسخة عليّ بن أحمد الرميلي مقابلة على نسخة ابن السكون، والّذي قام بالمقابلة عليّ بن أحمد الرميلي.
هذا كلّه بالنسبة للمقابلة الأولى.
وأمّا المقابلة الثانية، وهي ما عبّر عنها بقوله: وفيها أيضاً بلغت المقابلة بنسخ متعدّدة صحيحة، وذلك في شهر شعبان من سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وكان واحد من النسخ بخطّ الشيخ العالم الفاضل محمّد بن إدريس العجلي، صاحب كتاب «السرائر»، وكان مكتوباً في آخرها: فرغ من نقله وكتابته محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي، في جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة «خلّده الله تعالى)، وعورض هذا الكتاب بالأصل المسطور بخطّ المصنّف رحمه
الله، وبذلت فيه وسعي ومجهودي إلاّ مازاغ عنه نظري، وحسر عنه بصري، والله الله من غيَّر فيه شيئاً، أو بدّل وتعاطى ما ليس فيه، فأنا أقسم عليه بحقّ الله سبحانه ومحمّد صلّى الله عليه وآله أن يغــيّر فيه حرفاً، أو يبدّل فيه لفظاً، من إعراب وغيره. ورحم الله من نظر فيه، ودعا لـه وللمؤمنين بالغفران. سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وكتب محمّد بن إدريس العجلي، وكتب العبد الأقل عماد الدين عليّ الشريف القاري الاسترآبادي في السنة المذكورة
. ونحن حين قابلناه بذلك الأصل كان معنا مختصر المصباح بخطّ العالم العابد الورع عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن السكون الحلّي رحمه الله، فكلّما كتبنا عليه: بخطّهما، فالمراد ابن السكون وابن إدريس. وكان الفراغ منها في أوائل شهر محرّم الحرام من شهور سنة ثمان وستّين بعد الألف من الهجرة النبويّة عليه الصّلاة والتحيّة. وكتبه الفقير إلى ربّه الغنيّ: أحمد بن حاجي محمّد البشروي، الشهير بالتوني، حامداً لله تعالى، مصلّياً على رسوله المصطفى وعترته الطاهرين.
وهذه المقابلة وجدها المولى أحمد التوني مكتوبة على نسخة الحسن ابن راشد، وعليه تكون على نسخة الحسن بن راشد مقابلتان:
الأولى: للحسن بن راشد.
الثانية: مقابلة لعماد الدين عليّ الشريف القاري الاسترآبادي.
وفي هذه الثانية يشهد أنّه قام بمقابلة هذه النسخة على نسخ متعدّدة صحيحة، وأنّ واحدة من تلك النسخ هي نسخة ابن إدريس الحلّي، فيكون
عماد الدين الاسترآبادي قابل نسخته على نسخة ابن إدريس، وابن إدريس قابل نسخته على نسخة المصنّف الشيخ الطوسي في سنة 573 هـ، وذلك بقولـه: وعورض هذا الكتاب بالأصل المسطور بخطّ المصنّف رحمه الله سنة ثلاث وستّين وخمسمائة.
فتبيّن من ذلك أنّ المولى أحمد التوني وقعت في يده نسختان:
الأولى: نسخة غياث الدين.
الثانية: نسخة الحسن بن راشد.
وقام بمقابلة وتصحيح الأولى على الثانية، باعتبار أنّ النسخة الثانية عليها مقابلتان:
الأولى: مقابلة الحسن بن راشد؛ حيث قابلها على نسخة الرميلي، والرميلي بدوره قابلها على نسخة ابن السكون.
والثانية: مقابلة عماد الدين الاسترآبادي؛ حيث قابلها على نسخ متعدّدة صحيحة، منها: نسخة ابن إدريس الحلّي، وابن إدريس بدوره قابلها على نسخة المصنّف.
وبهذا كلّه يتبيّن: أنّ نسخة غياث الدين الاسترآبادي من أصحّ النسخ؛ باعتبارها أقرب النسخ إلى نسخة المصنّف، وأوثقها.
ومنها أيضاً: نسخة أبي الجود (10) وهي المحفوظة في مكتبة السيّد المرعشي العامّة في قم، برقم (6837)، وهي نسخة خطّيّة قديمة ونفيسة ومصحّحة معتبرة ترجع بالمقابلة مع نسخة المؤلّف
. كتب على ظهر الجزء الأوّل منها إجازة رواية الكتاب من السيّد حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن محمّد بن عبد الله الحسيني (11)
للشيخ ربيب الدين الحسن ابن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود ابن بدر بن درياس، في جمادى الأولى سنة 629 هـ، والمجيز يروي عن شيخه رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ بن شهرآشوب السروي (12) عن جدّه شهرآشوب (13) عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
وهذا نصّها: قرأ عليَّ بعض ما اشتمل عليه هذا الجزء الأوّل من كتاب مصباح المتهجّد، تصنيف الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن بن
عليّ الطوسي رضي الله عنه: الشيخ الصالح، الورع، التقي، العالم، ربيب الدين، جمالُ الإسلام، الحسن بن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود بن بدر بن درباس (14) أيّده الله وأنجده ووفّقه وأسعده، واستدعي أن أجيز لـه رواية باقي ما اشتمل عليه، فأجبته إلى ذلك، وأجزت لـه رواية باقيه، وأخبرته: أنّي قرأته على شيخي العالم رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ ابن شهرآشوب السروي رضي الله عنه.
وأخبرني أنّه سمعه من لفظ جدّه شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي رضي الله عنه في صغره.
وأخبره: أنّه قرأه على مصنّفه الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي رضي الله عنه، فأذنت له أن يرويه عنّي بهذا الإسناد العالي متى شاء وأحبّ، مع الشروط المعتبرة في الإجازة.
وكتب الفقير إلى رحمة ربّه: حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن عبد الله الحسيني، حامداً لله تعالى، ومصلّياً على جدّه المصطفى محمّد، نبيّ الرّحمة، وآله الأبرار، ومسلّماً، في جمادى الأولى من سنة تسع وعشرين وستّمائة.
ويستفاد من هذه الإجازة أمور ستّة:
الأوّل: أنّ السيّد حيدر الحسيني يخبر بأنّ الشيخ الحسن بن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود، قرأ عليه بعض ما اشتمل عليه الجزء الأوّل من كتاب «مصباح المتهجّد»للشيخ الطوسي.
الثاني: أنّ الشيخ الحسن بن أبي الجود طلب من السيّد حيدر الحسيني أن يجيز له رواية باقي الكتاب، فأجاز له ذلك.
الثالث: أنّ السيّد حيدر الحسيني بعد أن أجاز لابن أبي الجود الرواية أخبره أيضاً: أنّه قرأ الكتاب على شيخه رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (صاحب معالم العلماء).
الرابع: أنّ السيّد حيدر الحسيني يقول: إنّ شيخه ابن شهرآشوب أخبره: أنّه سمع لفظ الكتاب من جدّه شهرآشوب السروي في صغره.
الخامس: أنّ شهرآشوب الجد أخبر حفيده محمّد بن عليّ بن شهرآشوب: أنّه قرأ الكتاب على مصنّفه الشيخ الطوسي قدّس سرّه.
وبهذا يتّصل طريق الإجازة إلى مصنّف الكتاب، وهو الشيخ الطوسي، ويكون الطريق هكذا:
الشيخ الحسن بن أبي الجود، عن شيخه السيّد حيدر الحسيني، عن شيخه رشيد الدين عن شيخه وجدّه شهرآشوب، عن شيخه مصنّف الكتاب الشيخ الطوسي.
السادس: أنّ السيّد حيدر الحسيني أجاز لتلميذه الشيخ الحسن بن أبي
الجود أن يروي عنه هذا الكتاب بهذا الإسناد العالي متى شاء وأحبّ، مع توفّر الشروط المعتبرة في الإجازة.
وبعد هذا يتبيّن أنّ هذه النسخة قيّمة ونفيسة جدّاً ومعتمدة؛ لأنّها تمتاز بصحّة انتسابها إلى المصنّف بالإجازة المكتوبة على ظهرها، المتّصلة بالمصنّف عن طريق ثلّة من أجلاّء الطائفة وأعيانهم.
ويظهر أيضاً: عدم مضرّة مجهوليّة كاتب هذه النسخة وتاريخ نسخها في اعتبارها؛ لأنّ الطريق الموجود على النسخة معتبر في أعلى مراتب الاعتبار والوثاقة.
ومنها: نسخة السيّد ابن طاووس، الّتي ينقل عنها في كتابه «مصباح الزائر»؛ حيث إنّه يعترف ــ ضمناً ــ باشتمالها على الفقرة المذكورة. نعم، ذكر قدّس سرّه: أنّ النسخة الّتي عنده لـ «المصباح الكبير»فاقدة لخصوص الفصلين اللذين يكرّران مائة مرّة.
وهنا نذكر عبارة السيّد ابن طاوس قدّس سرّه المتقدّمة
كي يحصل الاطمئنان للقارئ الكريم بعدم صحّة ما قاله المستشكل، وقراءته الخاطئة لكلام السيّد ابن طاووس قدّس سرّه؛ حيث إنّه ذكر في كتابه «مصباح الزائر»ما هذا نصّه: قال عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس: هذه الرواية نقلناها بإسنادها من المصباح الكبير، وهو مقابل بخطّ مصنّفه رحمه الله، ولم يكن في ألفاظ الزيارة الفصلان اللذان يكرّران مائة مرّة، وإنّما نقلنا الزيارة من المصباح الصغير، فاعلم ذلك (15)
وهذا النصّ إذا تأمّله المتأمّل المنصف دون المكابر المتعسّف فإنّه يستظهر منه أُموراً:
الأوّل: أنّ هذه الزيارة المباركة قد نقلها السيّد ابن طاووس من كتاب «مصباح المتهجّد»لجدّه الشيخ الطوسي، وهذه النسخة الّتي عنده مقابلة مع خطّ جدّه الشيخ الطوسي، وهي فاقدة لخصوص الفصلين اللذين يكرّران مائة مرّة فقط، وهما: فصل: «اللّهمّ العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع له على ذلك. اللّهمّ العن العصابة الّتي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت على قتله. اللّهمّ العنهم جميعاً»، تقول ذلك مائة مرّة.
وفصل: «السّلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك، عليك منّي سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد منّي لزيارتكم. السّلام على الحسين، وعلى عليّ بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين»تقول ذلك مائة مرّة.
وأمّا فصل: «اللّهمّ خصّ أنت أوّل ظالم باللعن منّي، وابدأ به أوّلاً، ثمّ العن الثاني والثالث والرابع. اللّهمّ العن يزيد خامساً، والعن عبيد الله بن زياد، وابن مرجانة، وعمر بن سعد، وشمراً، وآل أبي سفيان، وآل زياد، وآل
مروان، إلى يوم القيامة»، وكذلك فصل دعاء السجود، وهو: «اللّهمّ لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيّتي. اللّهمّ ارزقني شفاعة الحسين عليه السّلام يوم الورود، وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الّذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السّلام»، فلم يقل السيّد: إنّهما غير موجودين في النسخة الّتي عنده، بل ظاهر عبارته: أنّ نسخته مشتملة عليهما، وإلاّ لنبّه على عدم وجودهما فيها.
الثاني: أنّ السيّد ابن طاووس قدّس سرّه أورد هذه الزيارة بتمامها وكمالها في كتابه «مصباح الزّائر»من دون إنكار منه، وهذا ينبئ عن ثبوتها لديه، وكونها معتبرة عنده بجميع فقراتها، وإلاّ لكان عليه التنبيه إلى ذلك ولو بالإشارة في كتابه الّذي أعدّه لكي يستفيد منه عوام الناس.
الثالث: أنّ السيّد ابن طاووس قدّس سرّه لم يقل: إنّ جميع نسخ «مصباح المتهجّد»لايوجد فيها الفصلان، وإنّما تكلّم عن نسخة واحدة كانت عنده لكتاب «مصباح المتهجّد»هي خالية من الفصلين المذكورين، وإن كانت مقابلة بخطّ مؤلّفه، والظاهر من عبارته: أنّه يرى ثبوت هذين الفصلين في أصل الزيارة، ولذا نبّه ــ مستنكراً ــ على عدم ثبوتهما في النسخة الّتي عنده من «المصباح الكبير»الّتي نقل منها الزيارة بإسنادها، وأضاف إليها الفصلين المذكورين من «المصباح الصغير»الّذي يراه هو الصحيح.
ولو لم يكونا موجودين أساساً فكيف عرف السيّد أنّ نسخة «المصباح الكبير»ناقصة؟
والحاصل: أنّ الفقرات بتمامها موجودة في ثلاث نسخ خطّية معتبرة، معاصرة مع نسخة «المصباح الكبير».
وعدم وجودها في النسخة الموجودة في المكتبة الرضوية ــ الّتي لا تخلو من تشويش من شطب أو تبديل الفقرة الأولى بما يكون مورداً للإشكال، وهي مقطوعة الاتّصال بمؤلّفها ــ لا يوجب القول: بأنّها وردت تزويراً، بل يحتمل سقوطها من تلك النسخة لـ «المصباح الكبير»، وقد نقلها صاحب «المزار القديم»، وكذلك ابن المشهدي في «مزاره»، وكذلك رواها الحلّي وابن طاووس وهم قريبو العهد بزمان الشيخ، ثمّ من بعدهم الشهيد والشيخ البهائي والعلاّمة المجلسي وإبراهيم الكفعمي والشيخ عبد الله البحراني وغيرهم، فكيف يقال: بأنّ هذه الفقرات وردت في الزيارة تزويراً؟!
وهناك نسخ أخرى قد جمعها صاحب كتاب «المداخلات الكاملة في ردّ مدعي التزوير على زيارة عاشوراء المتداولة»حيث بذل جهداً كبيراً في استقصائها وتحقيق حالها.
انتهى كلام الشيخ مسلم الداوري حول الموضوع.
ويتضح من الامر ان هناك نسخ صحيحة معتمدة فيها مقطع اللعن في زيارة عاشوراء ولكن البعض اعتمد على نسخ سقط منه المقطع ليثبت ان الزيارة اصابها التحريف والتزوير ولا نقول الا هداهم الله وهدانا هذا وصل اللهم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والسلام عليكم
احمد عبدالله 7-2-1434
الهامش ـــــــــــــــــــــ
(1 ) كتاب زيارة عاشوراء في الميزان للشيخ حسين الراضي
(2 ) قال عنه المحقّق آغا بزرگ الطهراني: المولى عماد الدين عليّ بن عماد الدين عليّ بن نجم الدين محمود المدعو بعماد الدين عليّ الشريف القاري، الاسترآبادي مولداً، المازندراني مسكناً.... (الذريعة 3: 371 ــ 372 ).
وترجم له الميرزا عبد الله أفندي في «رياض العلماء» قائلاً: المولى عماد الدين عليّ بن عماد الدين عليّ الشريف القارىء، الاسترآبادي مولداً، والمازندراني مسكناً، فاضل، عالم، فقيه، محدّث، قارىء، متكلّم، ورع، تقي، وكان من العلماء والصلحاء المشهورين في عصر السلطان شاه طهماسب الصفوي، وله مؤلّفات. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 4: 153).
(3 ) قال عنه الميرزا عبد الله أفندي: فاضل، عالم، زاهد، ورع، من المعاصرين المجاورين بطوس، له كتب، منها: حاشية شرح اللمعة، ورسالة في تحريم الغناء، ورسالة في الردّ على الصوفية، وغير ذلك. أقول: هو أخو مولانا عبد الله التوني، توفّي مولانا عبد الله أوّلاً سنة سبع وستّين في قرميسين، ثمّ توفّي مولانا أحمد سنة ثلاث وثمانين وألف في مشهد الرّضا عليه السّلام. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 1: 58).
(4 ) الفاضل، العالم، الفقيه، الكامل، المعروف بالرميلي، وهذا الشيخ من أجلّة الأصحاب، ومتأخّر الطبقة عن ابن السكون، بل عن ابن إدريس أيضاً، فلاحظ. وإليه ينسب اختلاف في نسخ المصباح الكبير والمصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي، وقد رأيت في قزوين نسخة عتيقة من المصباح الصغير، وقد ضبط فيها جميع اختلافات نسخه رحمه الله، ورأيت في همدان نسخة من المصباح الكبير، وأخرى في قصبة بيانه، وقد ضبط فيها أيضاً جميع اختلافات نسخه، وكان صورة ما في آخرها بهذه العبارة: بلغت مقابلته بنسخة صحيحة بخطّ عليّ بن أحمد المعروف بالرميلي، ذكر أنّه نقل نسخته تلك من خطّ عليّ بن محمّد بن السكون.... (رياض العلماء وحياض الفضلاء 3: 342 ــ 343).
(5 ) الفاضل، العالم، العابد، الورع، الأديب، النحوي، اللغوي، الشاعر، الكامل، الفقيه، المعروف بابن السكون، وهو الشيخ الثقة من علمائنا... له اختلافات نسخ المصباح الكبير والمصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي، وقد ضبط جماعة من الأصحاب هذه الاختلافات أيضاً نقلاً من النسخة الّتي كانت بخطّه فيهما، جزاهم الله خيراً. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 4: 241 ــ 242).
وذكره الشيخ عبّاس القمّي في «الكنى والألقاب» قائلاً: ابن السكون ــ بفتح السين ــ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الحلّي، العالم، الفاضل، العابد، الورع، النحوي، اللغوي، الشاعر، الفقيه، من ثقات علمائنا الإماميّة، ذكره السيوطي في الطبقات، ومدحه مدحاً بليغاً، وكان رحمه الله: حسن الفهم، جيّد الضبط، حريصاً على تصحيح الكتب، كان معاصراً لعميد الرؤساء، راوي الصحيفة الكاملة. (الكنى والألقاب1: 314).
(6 ) في الأصل «ثلاثمائة»، وما أثبتناه هو الصحيح، كما في طبقات أعلام الشيعة 4: 33.
(7 ) الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلّي، الفاضل، العالم، الشاعر، من أكابر الفقهاء، وهو من المتأخّرين عن الشهيد بمرتبتين تقريباً، والظاهر أنّه معاصر لابن فهد الحلّي. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 1: 185).
(8 ) الشيخ الفقيه، والمحقّق النبيه، فخر الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي العجلي، العالم الجليل المعروف، الّذي أذعن بعلوّ مقامه ــ في العلم والفهم، والتحقيق والفقاهة ــ أعاظم الفقهاء في إجازاتهم وتراجمهم، فقال الشهيد محمّد بن مكّي في إجازته لابن الخازن الحائري: وبهذا الإسناد عن فخار بن معد وابن نما مصنّفات الشيخ العلاّمة المحقّق فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي، وقال المحقّق الثاني في إجازته للقاضي صفي الدين: ومنها جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ الإمام السعيد المحقّق، حبر العلماء والفقهاء، فخر الملّة والحقّ، والدين، أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي برّد الله مضجعه، وشكر له سعيه. وقال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة عن المشايخ الثلاثة: الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق فخر الدين أبي عبد الله محمّد ابن إدريس الحلّي. (خاتمة المستدرك 3:40).
وذكره الشيخ عبّاس القمّي في «الكنى والألقاب» قائلاً: محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي، فاضل، فقيه، ومحقّق ماهر نبيه، فخر الأجلّة، وشيخ فقهاء الحلّة، صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ومختصر تبيان الشيخ. توفّي سنة 598 وهو ابن خمس وخمسين. قال في نخبة المقال في تاريخه:
ثمّ ابن إدريس من الفحول ومتــــقن الفروع والأصــــول
(الكنى والألقاب 1: 210).
وذكره أيضاً في كتابه «الفوائد»: محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي، فخر الدين، أبو عبد الله العجلي، شيخ فقيه، ومحقّق نبيه، فخر العلماء والمحقّقين، وحبر الفقهاء والمدقّقين، فخر الأجلّة، وشيخ فقهاء الحلّة، صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ومختصر التبيان للشيخ الطوسي رحمه الله، وغير ذلك. (الفوائد الرضويّة 2: 626).
(9 ) تقدمت ترجمته
(10 ) ترجم له الشيخ أقا بزرگ الطهراني في «طبقات أعلام الشيعة» قائلاً ما نصّه: الحسن بن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود بن |پدر بن درباس، وصفه شيخه المجيز له، وهو السيّد حيدر بن محمّد بن زيد فيما كتب له من الإجازة بخطّه في جمادى الأولى 629 على ظهر نسخة من «المصباح» للطوسي بقوله: [الشيخ الصالح الورع التقي العالم ر... الدين جمال الإسلام الحسن بن محمّد بن...] إلى آخر النسب. والمضاف إلى الدين: إمّا «زين» وإمّا «ربيب»، أو ما يشبههما، فالكلمة غير مقروءة. والمجيز هو حيدر بن محمّد ابن زيد بن محمّد أستاذ ابن طاووس الآتي، وذكر في الإجازة سند روايته إلى الطوسي. ونسخة المصباح الّتي عليها الإجازة موجودة بأصفهان عند أبي المجد الرضا الشهير بـ «آقا رضا الأصفهاني»، و «پدر» بمعنى الأب، مرّ مثله في «الثقات: 232»، و «درپاس» بمعنى حاجب الباب، أو أنّ الكلمة ممالة من «دربيس» المذكور في «الثقات: 21: 22». (طبقات أعلام الشيعة 3: 43 ــ 44).
(11 ) ذكره الحرّ العاملي في «أمل الآمل»: السيّد كمال الدين، حيدر بن محمّد بن زيد الحسيني، عالم، فاضل، يروي عن ابن شهرآشوب. ورأيت في نسخة كتاب المجالس والأخبار للشيخ الطوسي ــ وهي نسخة مولانا عبد الله الشوشتري الشهيد بخطّه نقلاً عن نسخة حيدر بن محمّد بن زيد، بخطّ ابن شهرآشوب ــ ما هذا لفظه: قرأ عليّ هذا الجزء ــ وهو الجزء الثاني من الأمالي من أوّله إلى آخره ــ السيّد، العالم، الأجل، النقيب، كمال الدين، جمال السادة، فخر العترة، شمس العلماء، حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن عبد الله الحسيني، قراءة صحيحة مرضيّة، وأخبرته أنّي قرأته على الإمام الأجل أبي الفضل الداعي ابن عليّ الحسيني السروي، وأخبرني به عن الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبّار المقري الرازي، عفي عنهم في سنة 570، وكتب ذلك محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني بخطّه، حامداً لربّه، مصلّياً على النبيّ محمّد وآله. (أمل الآمل 2: 108).
وذكر السيّد محسن الأمين في «أعيان الشيعة» قائلاً: وذكر صاحب رياض العلماء ترجمة للسيّد حيدر بن محمّد الحسيني، وقال: فاضل، عالم، جليل، من عظماء علماء الإماميّة، ومن مؤلّفاته: كتاب الغرر والدرر (غرر الدرر)، وقد اعتمد عليه وعلى كتابه المولى الأستاذ أيّده الله تعالى. وينقل الأخبار من كتابه هذا في بحار الأنوار. وكان تلميذ ابن شهرآشوب. قال الأستاذ ــ أيّده الله ــ في أوّل البحار: وكتاب غرر الدرر تأليف السيّد حيدر بن محمّد الحسيني قدّس الله روحه. وقال في الفصل الثاني: وكتاب الغرر مشتمل على أخبار جيّدة (قليلة) مع شرحها، ومؤلّفه من السادة الأفاضل، يروي فيه عن ابن شهرآشوب، وعليّ بن سعيد بن هبة الله الراوندي، وعبد الله بن جعفر الدوريستي، وغيرهم من الأفاضل الأعلام، ثمّ ذكر ترجمة أخرى، فقال: المرتضى، النقيب، كمال الدين، حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن عبد الله الحسيني، كان نقيب الموصل، من أجلاّء تلاميذ ابن شهرآشوب، ثمّ نقل ما مرّ عن الأمل المذكور في الأولى والترجمة الثانية شخص واحد، بدليل رواية@[واستظهر أنّ] كلّ منهما عن ابن شهرآشوب. (أعيان الشيعة 6: 275 ــ 276).
(12 ) قال الميرزا عبدالله أفندي في «رياض العلماء»: الشيخ رشيد الدين، محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني السروي، كان عالماً، فاضلاً، ثقة، محدّثاً، محقّقاً، عارفاً بالرجال والأخبار، أديباً، شاعراً، جامعاً للمحاسن، لـه كتب. (رياض العلماء وحياض الفضلاء
5: 124).
وقال الميرزا حسين النوري في «خاتمة المستدرك»: فخر الشيعة، وتاج الشريعة، أفضل الأوائل، والبحر المتلاطم الزخّار، الّذي ليس له ساحل، محيي آثار المناقب والفضائل، رشيد الملّة والدين، شمس الإسلام والمسلمين، أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن شهرآشوب ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني، الفقيه، المحدّث، المفسّر، المحقّق، الأديب البارع، الجامع لفنون الفضائل، صاحب كتاب المناقب، الّذي هو من نفائس كتب الإماميّة. (خاتمة المستدرك 3: 56).
(13 ) قال الميرزا عبد الله أفندي الأصبهاني في «رياض العلماء»: الشيخ شهرآشوب المازندراني: فاضل، محدّث، روى عنه ابنه علي، وابن ابنه محمّد بن عليّ ... وهو يروي عن جماعة من العامّة والخاصّة، فمن العامّة عبد الملك أبو المظفر السمعاني، ومن الخاصّة الشيخ الطوسي، سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة، بأكثر كتبه ورواياته، كذا يظهر من المناقب. (رياض العلماء 3: 13).
(14 ) هكذا في حاشية الذريعة
(15 ) مصباح الزائر ص278
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
ادعى البعض من الشيعة هداهم الله ان زيارة عاشوراء المعروفة والمشهورة في عصرنا ان هناك في بعض فقراتها تحريف وزيادة ويقصدون بذلك المقطع المختص باللعن الذي في الزيارة تحديدا ويقولون انهم بحثو في المخطوطات فوجدو انها لا تحتوي على مقطع اللعن الموجود الان فهذا يدل ان مقطع اللعن هو زيادة من احد الاشخاص وبذلك تكون زيارة عاشوراء الموجودة في وقتنا الحالي اصابها التحريف فعلى ذلك يكون اشكال في قرائت مقطع اللعن الموجود في الزيارة ولا يصح نسبته الى الامام عليه السلام بل وبعضهم الف كتاب كامل في اثبات ذلك (1) ونحن نحسن الظن فيه فهل ما يدعيه هؤلاء صحيح اما ماذا؟؟
عند بحثنا عن الموضوع وجدنا جواب شافي كافي ورد على هذه الشبهة لسماحة الشيخ مسلم الداوري في كتابه زيارة عاشوراء تحفة من السماء في الصفحة مئة وثلاث واربعون فقد قال حفظه الله:
أنّ هناك عدّة نسخ خطّيّة معتبرة للمصباح تعود إلى عصر المؤلّف قدّس سرّه مشتملة على هذه الزيارة مع تمام فصولها، والّتي منها ما ذكر في الشبهة.
منها: نسخة غياث الدين الاسترآبادي (2) وهي المحفوظة في مكتبة السيّد البروجردي برقم « 93»، وهي نسخة معتمدة كانت في ملكيّة المولى أحمد بن الحاجي محمّد البشروي التوني (3) المتوفّى 1083 هـ، حيث قام بالمقابلة على نسخة كانت لديه إلى أن تنتهي المقابلة إلى نسخة الشيخ الطوسي، صاحب كتاب «مصباح المتهجّد»، وهذا نصّ كلامه، حيث يقول رحمه الله: هكذا في المقابل بها، بلغت المقابلة بنسخة مصحّحة، وقد بذلنا الجهد في تصحيح وإصلاح ما وجد فيه من الغلط إلاّ ما زاغ عنه البصر، وحسر عنه النظر، وفي المقابل بها بلغت مقابلته بنسخة صحيحة بخطّ عليّ ابن أحمد المعروف بالرميلي(4) ذكر أنّه نقل نسخته تلك من خطّ عليّ بن محمّد السكون (5) وقابلها بها بالمشهد المقدّس الحائري الحسيني سلام الله عليه، وكان ذلك في سابع شهر شعبان المعظّم، عمّت ميامنه، من سنة ثلاثين وثمانمائة (6) كتبه الفقير إلى الله تعالى الحسن بن راشد (7) وفيها أيضاً: بلغت المقابلة بنسخ متعدّدة صحيحة، وذلك في شهر شعبان من سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وكان واحد من النسخ بخطّ الشيخ العالم الفاضل محمّد ابن إدريس العجلي (8) صاحب كتاب السرائر، وكان مكتوباً في آخرها: فرغ من نقله وكتابته محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي في جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة «خلّده الله تعالى)، وعورض هذا الكتاب بالأصل المسطور بخطّ المصنّف رحمه الله، وبذلت فيه وسعي ومجهودي إلاّ ما زاغ عنه نظري، وحسر عنه بصري، والله الله من غَيَّر فيه شيئاً، أو بدّل وتعاطى ما ليس فيه، فأنا أقسم عليه بحقّ الله سبحانه ومحمّد صلّى الله عليه وآله أن يغيّر فيه حرفاً، أو يبدّل فيه لفظاً، من إعراب وغيره، ورحم الله من نظر فيه، ودعا لـه وللمؤمنين بالغفران. سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وكتب محمّد بن إدريس العجلي، وكتب العبد الأقل عماد الدين عليّ الشريف القاري الاسترآبادي (9) في السنة المذكورة. ونحن حين قابلناه بذلك الأصل كان معنا مختصر المصباح بخطّ العالم العابد الورع عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن السكون الحلّي رحمه الله، فكلّما كتبنا عليه: بخطّهما، فالمراد ابن السكون وابن إدريس. وكان الفراغ منها في أوائل شهر محرّم الحرام من شهور سنة ثمان وستّين بعد الألف من الهجرة النبويّة عليه الصّلاة والتحيّة، وكتبه الفقير إلى ربّه الغنيّ: أحمد بن حاجي محمّد البشروي، الشهير بالتوني، حامداً لله تعالى، مصلّياً على رسوله المصطفى وعترته الطاهرين.
هذا ما أفاده المولى أحمد التوني عن نسخته.
ويستفاد من كلامه: أنّ هناك عدّة مقابلات متداخلة بعضها في بعض، وأنّ هذه المقابلة بكاملها مكوّنة من ثلاث مقابلات:
الأولى: أنّ المولى أحمد التوني لمّا وقعت في يده نسخة غياث الدين الاسترآبادي قام بمقابلتها على نسخة كانت لديه أيضاً، وهي نسخة الحسن ابن راشد، وهي الّتي عناها ــ بما ذكره في بداية المقابلة ــ بقوله: بلغت المقابلة بنسخة مصحّحة، وقد بذلنا الجهد في تصحيح وإصلاح ما وجد فيه من الغلط إلاّ ما زاغ البصر وحسر عنه النظر.
فيكون المولى أحمد التوني قد صحّح نسخة غياث الدين الاسترآبادي على نسخة الحسن بن راشد.
الثانية: أنّ المولى أحمد التوني وجد على نسخة الحسن بن راشد مكتوبا
ً: أنّه قام بمقابلة نسخة على نسخة أخرى، وهي نسخة عليّ بن أحمد الرميلي، فيكون الحسن بن راشد قد صحّح نسخته على نسخة الرميلي.
الثالثة: وهي ما عبّر عنها المولى التوني بقوله: وفي المقابل بها بلغت مقابلته بنسخة مصحّحة بخطّ عليّ بن أحمد، المعروف بالرميلي، ذكر أنّه نقل نسخته تلك من خطّ عليّ بن محمّد السكون، وقابلها بها بالمشهد المقدّس الحائري الحسيني سلام الله عليه، وكان ذلك في شهر شعبان المعظّم عمّت ميامنه من سنة ثلاثين وثمانمائة، كتبه الفقير إلى الله الحسن ابن راشد.
ويثبت لنا هذا النصّ: أنّ أحمد بن عليّ الرميلي نقل نسخته من نسخة ابن السكون وقابلها بها بالمشهد المقدّس الحائري الحسيني سلام الله عليه، فتكون نسخة ابن السكون هي المصدر لنسخة الرميلي.
وعلى هذا يكون تسلسل النسخ في هذه المقابلة بكاملها هكذا:
نسخة غياث الدين الاسترآبادي مقابلة على نسخة الحسن بن راشد، والّذي قام بالمقابلة هو المولى أحمد التوني.
نسخة الحسن بن راشد مقابلة على نسخة عليّ بن أحمد الرميلي، والّذي قام بالمقابلة هو الحسن بن راشد.
نسخة عليّ بن أحمد الرميلي مقابلة على نسخة ابن السكون، والّذي قام بالمقابلة عليّ بن أحمد الرميلي.
هذا كلّه بالنسبة للمقابلة الأولى.
وأمّا المقابلة الثانية، وهي ما عبّر عنها بقوله: وفيها أيضاً بلغت المقابلة بنسخ متعدّدة صحيحة، وذلك في شهر شعبان من سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وكان واحد من النسخ بخطّ الشيخ العالم الفاضل محمّد بن إدريس العجلي، صاحب كتاب «السرائر»، وكان مكتوباً في آخرها: فرغ من نقله وكتابته محمّد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين بن القاسم بن عيسى العجلي، في جمادى الأولى سنة سبعين وخمسمائة «خلّده الله تعالى)، وعورض هذا الكتاب بالأصل المسطور بخطّ المصنّف رحمه
الله، وبذلت فيه وسعي ومجهودي إلاّ مازاغ عنه نظري، وحسر عنه بصري، والله الله من غيَّر فيه شيئاً، أو بدّل وتعاطى ما ليس فيه، فأنا أقسم عليه بحقّ الله سبحانه ومحمّد صلّى الله عليه وآله أن يغــيّر فيه حرفاً، أو يبدّل فيه لفظاً، من إعراب وغيره. ورحم الله من نظر فيه، ودعا لـه وللمؤمنين بالغفران. سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة. وكتب محمّد بن إدريس العجلي، وكتب العبد الأقل عماد الدين عليّ الشريف القاري الاسترآبادي في السنة المذكورة
. ونحن حين قابلناه بذلك الأصل كان معنا مختصر المصباح بخطّ العالم العابد الورع عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن السكون الحلّي رحمه الله، فكلّما كتبنا عليه: بخطّهما، فالمراد ابن السكون وابن إدريس. وكان الفراغ منها في أوائل شهر محرّم الحرام من شهور سنة ثمان وستّين بعد الألف من الهجرة النبويّة عليه الصّلاة والتحيّة. وكتبه الفقير إلى ربّه الغنيّ: أحمد بن حاجي محمّد البشروي، الشهير بالتوني، حامداً لله تعالى، مصلّياً على رسوله المصطفى وعترته الطاهرين.
وهذه المقابلة وجدها المولى أحمد التوني مكتوبة على نسخة الحسن ابن راشد، وعليه تكون على نسخة الحسن بن راشد مقابلتان:
الأولى: للحسن بن راشد.
الثانية: مقابلة لعماد الدين عليّ الشريف القاري الاسترآبادي.
وفي هذه الثانية يشهد أنّه قام بمقابلة هذه النسخة على نسخ متعدّدة صحيحة، وأنّ واحدة من تلك النسخ هي نسخة ابن إدريس الحلّي، فيكون
عماد الدين الاسترآبادي قابل نسخته على نسخة ابن إدريس، وابن إدريس قابل نسخته على نسخة المصنّف الشيخ الطوسي في سنة 573 هـ، وذلك بقولـه: وعورض هذا الكتاب بالأصل المسطور بخطّ المصنّف رحمه الله سنة ثلاث وستّين وخمسمائة.
فتبيّن من ذلك أنّ المولى أحمد التوني وقعت في يده نسختان:
الأولى: نسخة غياث الدين.
الثانية: نسخة الحسن بن راشد.
وقام بمقابلة وتصحيح الأولى على الثانية، باعتبار أنّ النسخة الثانية عليها مقابلتان:
الأولى: مقابلة الحسن بن راشد؛ حيث قابلها على نسخة الرميلي، والرميلي بدوره قابلها على نسخة ابن السكون.
والثانية: مقابلة عماد الدين الاسترآبادي؛ حيث قابلها على نسخ متعدّدة صحيحة، منها: نسخة ابن إدريس الحلّي، وابن إدريس بدوره قابلها على نسخة المصنّف.
وبهذا كلّه يتبيّن: أنّ نسخة غياث الدين الاسترآبادي من أصحّ النسخ؛ باعتبارها أقرب النسخ إلى نسخة المصنّف، وأوثقها.
ومنها أيضاً: نسخة أبي الجود (10) وهي المحفوظة في مكتبة السيّد المرعشي العامّة في قم، برقم (6837)، وهي نسخة خطّيّة قديمة ونفيسة ومصحّحة معتبرة ترجع بالمقابلة مع نسخة المؤلّف
. كتب على ظهر الجزء الأوّل منها إجازة رواية الكتاب من السيّد حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن محمّد بن عبد الله الحسيني (11)
للشيخ ربيب الدين الحسن ابن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود ابن بدر بن درياس، في جمادى الأولى سنة 629 هـ، والمجيز يروي عن شيخه رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ بن شهرآشوب السروي (12) عن جدّه شهرآشوب (13) عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
وهذا نصّها: قرأ عليَّ بعض ما اشتمل عليه هذا الجزء الأوّل من كتاب مصباح المتهجّد، تصنيف الشيخ السعيد أبي جعفر محمّد بن الحسن بن
عليّ الطوسي رضي الله عنه: الشيخ الصالح، الورع، التقي، العالم، ربيب الدين، جمالُ الإسلام، الحسن بن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود بن بدر بن درباس (14) أيّده الله وأنجده ووفّقه وأسعده، واستدعي أن أجيز لـه رواية باقي ما اشتمل عليه، فأجبته إلى ذلك، وأجزت لـه رواية باقيه، وأخبرته: أنّي قرأته على شيخي العالم رشيد الدين أبي جعفر محمّد بن عليّ ابن شهرآشوب السروي رضي الله عنه.
وأخبرني أنّه سمعه من لفظ جدّه شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي رضي الله عنه في صغره.
وأخبره: أنّه قرأه على مصنّفه الشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي رضي الله عنه، فأذنت له أن يرويه عنّي بهذا الإسناد العالي متى شاء وأحبّ، مع الشروط المعتبرة في الإجازة.
وكتب الفقير إلى رحمة ربّه: حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن عبد الله الحسيني، حامداً لله تعالى، ومصلّياً على جدّه المصطفى محمّد، نبيّ الرّحمة، وآله الأبرار، ومسلّماً، في جمادى الأولى من سنة تسع وعشرين وستّمائة.
ويستفاد من هذه الإجازة أمور ستّة:
الأوّل: أنّ السيّد حيدر الحسيني يخبر بأنّ الشيخ الحسن بن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود، قرأ عليه بعض ما اشتمل عليه الجزء الأوّل من كتاب «مصباح المتهجّد»للشيخ الطوسي.
الثاني: أنّ الشيخ الحسن بن أبي الجود طلب من السيّد حيدر الحسيني أن يجيز له رواية باقي الكتاب، فأجاز له ذلك.
الثالث: أنّ السيّد حيدر الحسيني بعد أن أجاز لابن أبي الجود الرواية أخبره أيضاً: أنّه قرأ الكتاب على شيخه رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهرآشوب (صاحب معالم العلماء).
الرابع: أنّ السيّد حيدر الحسيني يقول: إنّ شيخه ابن شهرآشوب أخبره: أنّه سمع لفظ الكتاب من جدّه شهرآشوب السروي في صغره.
الخامس: أنّ شهرآشوب الجد أخبر حفيده محمّد بن عليّ بن شهرآشوب: أنّه قرأ الكتاب على مصنّفه الشيخ الطوسي قدّس سرّه.
وبهذا يتّصل طريق الإجازة إلى مصنّف الكتاب، وهو الشيخ الطوسي، ويكون الطريق هكذا:
الشيخ الحسن بن أبي الجود، عن شيخه السيّد حيدر الحسيني، عن شيخه رشيد الدين عن شيخه وجدّه شهرآشوب، عن شيخه مصنّف الكتاب الشيخ الطوسي.
السادس: أنّ السيّد حيدر الحسيني أجاز لتلميذه الشيخ الحسن بن أبي
الجود أن يروي عنه هذا الكتاب بهذا الإسناد العالي متى شاء وأحبّ، مع توفّر الشروط المعتبرة في الإجازة.
وبعد هذا يتبيّن أنّ هذه النسخة قيّمة ونفيسة جدّاً ومعتمدة؛ لأنّها تمتاز بصحّة انتسابها إلى المصنّف بالإجازة المكتوبة على ظهرها، المتّصلة بالمصنّف عن طريق ثلّة من أجلاّء الطائفة وأعيانهم.
ويظهر أيضاً: عدم مضرّة مجهوليّة كاتب هذه النسخة وتاريخ نسخها في اعتبارها؛ لأنّ الطريق الموجود على النسخة معتبر في أعلى مراتب الاعتبار والوثاقة.
ومنها: نسخة السيّد ابن طاووس، الّتي ينقل عنها في كتابه «مصباح الزائر»؛ حيث إنّه يعترف ــ ضمناً ــ باشتمالها على الفقرة المذكورة. نعم، ذكر قدّس سرّه: أنّ النسخة الّتي عنده لـ «المصباح الكبير»فاقدة لخصوص الفصلين اللذين يكرّران مائة مرّة.
وهنا نذكر عبارة السيّد ابن طاوس قدّس سرّه المتقدّمة
كي يحصل الاطمئنان للقارئ الكريم بعدم صحّة ما قاله المستشكل، وقراءته الخاطئة لكلام السيّد ابن طاووس قدّس سرّه؛ حيث إنّه ذكر في كتابه «مصباح الزائر»ما هذا نصّه: قال عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس: هذه الرواية نقلناها بإسنادها من المصباح الكبير، وهو مقابل بخطّ مصنّفه رحمه الله، ولم يكن في ألفاظ الزيارة الفصلان اللذان يكرّران مائة مرّة، وإنّما نقلنا الزيارة من المصباح الصغير، فاعلم ذلك (15)
وهذا النصّ إذا تأمّله المتأمّل المنصف دون المكابر المتعسّف فإنّه يستظهر منه أُموراً:
الأوّل: أنّ هذه الزيارة المباركة قد نقلها السيّد ابن طاووس من كتاب «مصباح المتهجّد»لجدّه الشيخ الطوسي، وهذه النسخة الّتي عنده مقابلة مع خطّ جدّه الشيخ الطوسي، وهي فاقدة لخصوص الفصلين اللذين يكرّران مائة مرّة فقط، وهما: فصل: «اللّهمّ العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد وآل محمّد، وآخر تابع له على ذلك. اللّهمّ العن العصابة الّتي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت على قتله. اللّهمّ العنهم جميعاً»، تقول ذلك مائة مرّة.
وفصل: «السّلام عليك يا أبا عبد الله، وعلى الأرواح الّتي حلّت بفنائك، عليك منّي سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد منّي لزيارتكم. السّلام على الحسين، وعلى عليّ بن الحسين، وعلى أصحاب الحسين»تقول ذلك مائة مرّة.
وأمّا فصل: «اللّهمّ خصّ أنت أوّل ظالم باللعن منّي، وابدأ به أوّلاً، ثمّ العن الثاني والثالث والرابع. اللّهمّ العن يزيد خامساً، والعن عبيد الله بن زياد، وابن مرجانة، وعمر بن سعد، وشمراً، وآل أبي سفيان، وآل زياد، وآل
مروان، إلى يوم القيامة»، وكذلك فصل دعاء السجود، وهو: «اللّهمّ لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيّتي. اللّهمّ ارزقني شفاعة الحسين عليه السّلام يوم الورود، وثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين الّذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السّلام»، فلم يقل السيّد: إنّهما غير موجودين في النسخة الّتي عنده، بل ظاهر عبارته: أنّ نسخته مشتملة عليهما، وإلاّ لنبّه على عدم وجودهما فيها.
الثاني: أنّ السيّد ابن طاووس قدّس سرّه أورد هذه الزيارة بتمامها وكمالها في كتابه «مصباح الزّائر»من دون إنكار منه، وهذا ينبئ عن ثبوتها لديه، وكونها معتبرة عنده بجميع فقراتها، وإلاّ لكان عليه التنبيه إلى ذلك ولو بالإشارة في كتابه الّذي أعدّه لكي يستفيد منه عوام الناس.
الثالث: أنّ السيّد ابن طاووس قدّس سرّه لم يقل: إنّ جميع نسخ «مصباح المتهجّد»لايوجد فيها الفصلان، وإنّما تكلّم عن نسخة واحدة كانت عنده لكتاب «مصباح المتهجّد»هي خالية من الفصلين المذكورين، وإن كانت مقابلة بخطّ مؤلّفه، والظاهر من عبارته: أنّه يرى ثبوت هذين الفصلين في أصل الزيارة، ولذا نبّه ــ مستنكراً ــ على عدم ثبوتهما في النسخة الّتي عنده من «المصباح الكبير»الّتي نقل منها الزيارة بإسنادها، وأضاف إليها الفصلين المذكورين من «المصباح الصغير»الّذي يراه هو الصحيح.
ولو لم يكونا موجودين أساساً فكيف عرف السيّد أنّ نسخة «المصباح الكبير»ناقصة؟
والحاصل: أنّ الفقرات بتمامها موجودة في ثلاث نسخ خطّية معتبرة، معاصرة مع نسخة «المصباح الكبير».
وعدم وجودها في النسخة الموجودة في المكتبة الرضوية ــ الّتي لا تخلو من تشويش من شطب أو تبديل الفقرة الأولى بما يكون مورداً للإشكال، وهي مقطوعة الاتّصال بمؤلّفها ــ لا يوجب القول: بأنّها وردت تزويراً، بل يحتمل سقوطها من تلك النسخة لـ «المصباح الكبير»، وقد نقلها صاحب «المزار القديم»، وكذلك ابن المشهدي في «مزاره»، وكذلك رواها الحلّي وابن طاووس وهم قريبو العهد بزمان الشيخ، ثمّ من بعدهم الشهيد والشيخ البهائي والعلاّمة المجلسي وإبراهيم الكفعمي والشيخ عبد الله البحراني وغيرهم، فكيف يقال: بأنّ هذه الفقرات وردت في الزيارة تزويراً؟!
وهناك نسخ أخرى قد جمعها صاحب كتاب «المداخلات الكاملة في ردّ مدعي التزوير على زيارة عاشوراء المتداولة»حيث بذل جهداً كبيراً في استقصائها وتحقيق حالها.
انتهى كلام الشيخ مسلم الداوري حول الموضوع.
ويتضح من الامر ان هناك نسخ صحيحة معتمدة فيها مقطع اللعن في زيارة عاشوراء ولكن البعض اعتمد على نسخ سقط منه المقطع ليثبت ان الزيارة اصابها التحريف والتزوير ولا نقول الا هداهم الله وهدانا هذا وصل اللهم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والسلام عليكم
احمد عبدالله 7-2-1434
الهامش ـــــــــــــــــــــ
(1 ) كتاب زيارة عاشوراء في الميزان للشيخ حسين الراضي
(2 ) قال عنه المحقّق آغا بزرگ الطهراني: المولى عماد الدين عليّ بن عماد الدين عليّ بن نجم الدين محمود المدعو بعماد الدين عليّ الشريف القاري، الاسترآبادي مولداً، المازندراني مسكناً.... (الذريعة 3: 371 ــ 372 ).
وترجم له الميرزا عبد الله أفندي في «رياض العلماء» قائلاً: المولى عماد الدين عليّ بن عماد الدين عليّ الشريف القارىء، الاسترآبادي مولداً، والمازندراني مسكناً، فاضل، عالم، فقيه، محدّث، قارىء، متكلّم، ورع، تقي، وكان من العلماء والصلحاء المشهورين في عصر السلطان شاه طهماسب الصفوي، وله مؤلّفات. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 4: 153).
(3 ) قال عنه الميرزا عبد الله أفندي: فاضل، عالم، زاهد، ورع، من المعاصرين المجاورين بطوس، له كتب، منها: حاشية شرح اللمعة، ورسالة في تحريم الغناء، ورسالة في الردّ على الصوفية، وغير ذلك. أقول: هو أخو مولانا عبد الله التوني، توفّي مولانا عبد الله أوّلاً سنة سبع وستّين في قرميسين، ثمّ توفّي مولانا أحمد سنة ثلاث وثمانين وألف في مشهد الرّضا عليه السّلام. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 1: 58).
(4 ) الفاضل، العالم، الفقيه، الكامل، المعروف بالرميلي، وهذا الشيخ من أجلّة الأصحاب، ومتأخّر الطبقة عن ابن السكون، بل عن ابن إدريس أيضاً، فلاحظ. وإليه ينسب اختلاف في نسخ المصباح الكبير والمصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي، وقد رأيت في قزوين نسخة عتيقة من المصباح الصغير، وقد ضبط فيها جميع اختلافات نسخه رحمه الله، ورأيت في همدان نسخة من المصباح الكبير، وأخرى في قصبة بيانه، وقد ضبط فيها أيضاً جميع اختلافات نسخه، وكان صورة ما في آخرها بهذه العبارة: بلغت مقابلته بنسخة صحيحة بخطّ عليّ بن أحمد المعروف بالرميلي، ذكر أنّه نقل نسخته تلك من خطّ عليّ بن محمّد بن السكون.... (رياض العلماء وحياض الفضلاء 3: 342 ــ 343).
(5 ) الفاضل، العالم، العابد، الورع، الأديب، النحوي، اللغوي، الشاعر، الكامل، الفقيه، المعروف بابن السكون، وهو الشيخ الثقة من علمائنا... له اختلافات نسخ المصباح الكبير والمصباح الصغير، كلاهما للشيخ الطوسي، وقد ضبط جماعة من الأصحاب هذه الاختلافات أيضاً نقلاً من النسخة الّتي كانت بخطّه فيهما، جزاهم الله خيراً. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 4: 241 ــ 242).
وذكره الشيخ عبّاس القمّي في «الكنى والألقاب» قائلاً: ابن السكون ــ بفتح السين ــ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عليّ الحلّي، العالم، الفاضل، العابد، الورع، النحوي، اللغوي، الشاعر، الفقيه، من ثقات علمائنا الإماميّة، ذكره السيوطي في الطبقات، ومدحه مدحاً بليغاً، وكان رحمه الله: حسن الفهم، جيّد الضبط، حريصاً على تصحيح الكتب، كان معاصراً لعميد الرؤساء، راوي الصحيفة الكاملة. (الكنى والألقاب1: 314).
(6 ) في الأصل «ثلاثمائة»، وما أثبتناه هو الصحيح، كما في طبقات أعلام الشيعة 4: 33.
(7 ) الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلّي، الفاضل، العالم، الشاعر، من أكابر الفقهاء، وهو من المتأخّرين عن الشهيد بمرتبتين تقريباً، والظاهر أنّه معاصر لابن فهد الحلّي. (رياض العلماء وحياض الفضلاء 1: 185).
(8 ) الشيخ الفقيه، والمحقّق النبيه، فخر الدين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي العجلي، العالم الجليل المعروف، الّذي أذعن بعلوّ مقامه ــ في العلم والفهم، والتحقيق والفقاهة ــ أعاظم الفقهاء في إجازاتهم وتراجمهم، فقال الشهيد محمّد بن مكّي في إجازته لابن الخازن الحائري: وبهذا الإسناد عن فخار بن معد وابن نما مصنّفات الشيخ العلاّمة المحقّق فخر الدين أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي، وقال المحقّق الثاني في إجازته للقاضي صفي الدين: ومنها جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ الإمام السعيد المحقّق، حبر العلماء والفقهاء، فخر الملّة والحقّ، والدين، أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي الربعي برّد الله مضجعه، وشكر له سعيه. وقال الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة عن المشايخ الثلاثة: الشيخ الإمام العلاّمة المحقّق فخر الدين أبي عبد الله محمّد ابن إدريس الحلّي. (خاتمة المستدرك 3:40).
وذكره الشيخ عبّاس القمّي في «الكنى والألقاب» قائلاً: محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي، فاضل، فقيه، ومحقّق ماهر نبيه، فخر الأجلّة، وشيخ فقهاء الحلّة، صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ومختصر تبيان الشيخ. توفّي سنة 598 وهو ابن خمس وخمسين. قال في نخبة المقال في تاريخه:
ثمّ ابن إدريس من الفحول ومتــــقن الفروع والأصــــول
(الكنى والألقاب 1: 210).
وذكره أيضاً في كتابه «الفوائد»: محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي، فخر الدين، أبو عبد الله العجلي، شيخ فقيه، ومحقّق نبيه، فخر العلماء والمحقّقين، وحبر الفقهاء والمدقّقين، فخر الأجلّة، وشيخ فقهاء الحلّة، صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي، ومختصر التبيان للشيخ الطوسي رحمه الله، وغير ذلك. (الفوائد الرضويّة 2: 626).
(9 ) تقدمت ترجمته
(10 ) ترجم له الشيخ أقا بزرگ الطهراني في «طبقات أعلام الشيعة» قائلاً ما نصّه: الحسن بن محمّد بن يحيى بن عليّ بن أبي الجود بن |پدر بن درباس، وصفه شيخه المجيز له، وهو السيّد حيدر بن محمّد بن زيد فيما كتب له من الإجازة بخطّه في جمادى الأولى 629 على ظهر نسخة من «المصباح» للطوسي بقوله: [الشيخ الصالح الورع التقي العالم ر... الدين جمال الإسلام الحسن بن محمّد بن...] إلى آخر النسب. والمضاف إلى الدين: إمّا «زين» وإمّا «ربيب»، أو ما يشبههما، فالكلمة غير مقروءة. والمجيز هو حيدر بن محمّد ابن زيد بن محمّد أستاذ ابن طاووس الآتي، وذكر في الإجازة سند روايته إلى الطوسي. ونسخة المصباح الّتي عليها الإجازة موجودة بأصفهان عند أبي المجد الرضا الشهير بـ «آقا رضا الأصفهاني»، و «پدر» بمعنى الأب، مرّ مثله في «الثقات: 232»، و «درپاس» بمعنى حاجب الباب، أو أنّ الكلمة ممالة من «دربيس» المذكور في «الثقات: 21: 22». (طبقات أعلام الشيعة 3: 43 ــ 44).
(11 ) ذكره الحرّ العاملي في «أمل الآمل»: السيّد كمال الدين، حيدر بن محمّد بن زيد الحسيني، عالم، فاضل، يروي عن ابن شهرآشوب. ورأيت في نسخة كتاب المجالس والأخبار للشيخ الطوسي ــ وهي نسخة مولانا عبد الله الشوشتري الشهيد بخطّه نقلاً عن نسخة حيدر بن محمّد بن زيد، بخطّ ابن شهرآشوب ــ ما هذا لفظه: قرأ عليّ هذا الجزء ــ وهو الجزء الثاني من الأمالي من أوّله إلى آخره ــ السيّد، العالم، الأجل، النقيب، كمال الدين، جمال السادة، فخر العترة، شمس العلماء، حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن عبد الله الحسيني، قراءة صحيحة مرضيّة، وأخبرته أنّي قرأته على الإمام الأجل أبي الفضل الداعي ابن عليّ الحسيني السروي، وأخبرني به عن الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبّار المقري الرازي، عفي عنهم في سنة 570، وكتب ذلك محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني بخطّه، حامداً لربّه، مصلّياً على النبيّ محمّد وآله. (أمل الآمل 2: 108).
وذكر السيّد محسن الأمين في «أعيان الشيعة» قائلاً: وذكر صاحب رياض العلماء ترجمة للسيّد حيدر بن محمّد الحسيني، وقال: فاضل، عالم، جليل، من عظماء علماء الإماميّة، ومن مؤلّفاته: كتاب الغرر والدرر (غرر الدرر)، وقد اعتمد عليه وعلى كتابه المولى الأستاذ أيّده الله تعالى. وينقل الأخبار من كتابه هذا في بحار الأنوار. وكان تلميذ ابن شهرآشوب. قال الأستاذ ــ أيّده الله ــ في أوّل البحار: وكتاب غرر الدرر تأليف السيّد حيدر بن محمّد الحسيني قدّس الله روحه. وقال في الفصل الثاني: وكتاب الغرر مشتمل على أخبار جيّدة (قليلة) مع شرحها، ومؤلّفه من السادة الأفاضل، يروي فيه عن ابن شهرآشوب، وعليّ بن سعيد بن هبة الله الراوندي، وعبد الله بن جعفر الدوريستي، وغيرهم من الأفاضل الأعلام، ثمّ ذكر ترجمة أخرى، فقال: المرتضى، النقيب، كمال الدين، حيدر بن محمّد بن زيد بن محمّد بن عبد الله الحسيني، كان نقيب الموصل، من أجلاّء تلاميذ ابن شهرآشوب، ثمّ نقل ما مرّ عن الأمل المذكور في الأولى والترجمة الثانية شخص واحد، بدليل رواية@[واستظهر أنّ] كلّ منهما عن ابن شهرآشوب. (أعيان الشيعة 6: 275 ــ 276).
(12 ) قال الميرزا عبدالله أفندي في «رياض العلماء»: الشيخ رشيد الدين، محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندراني السروي، كان عالماً، فاضلاً، ثقة، محدّثاً، محقّقاً، عارفاً بالرجال والأخبار، أديباً، شاعراً، جامعاً للمحاسن، لـه كتب. (رياض العلماء وحياض الفضلاء
5: 124).
وقال الميرزا حسين النوري في «خاتمة المستدرك»: فخر الشيعة، وتاج الشريعة، أفضل الأوائل، والبحر المتلاطم الزخّار، الّذي ليس له ساحل، محيي آثار المناقب والفضائل، رشيد الملّة والدين، شمس الإسلام والمسلمين، أبو عبد الله محمّد بن عليّ بن شهرآشوب ابن أبي نصر بن أبي الجيش السروي المازندراني، الفقيه، المحدّث، المفسّر، المحقّق، الأديب البارع، الجامع لفنون الفضائل، صاحب كتاب المناقب، الّذي هو من نفائس كتب الإماميّة. (خاتمة المستدرك 3: 56).
(13 ) قال الميرزا عبد الله أفندي الأصبهاني في «رياض العلماء»: الشيخ شهرآشوب المازندراني: فاضل، محدّث، روى عنه ابنه علي، وابن ابنه محمّد بن عليّ ... وهو يروي عن جماعة من العامّة والخاصّة، فمن العامّة عبد الملك أبو المظفر السمعاني، ومن الخاصّة الشيخ الطوسي، سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة، بأكثر كتبه ورواياته، كذا يظهر من المناقب. (رياض العلماء 3: 13).
(14 ) هكذا في حاشية الذريعة
(15 ) مصباح الزائر ص278