سامي عربي مسلم
14-01-2013, 07:07 PM
رايت فيما يرى النائم والعياذ بالله اني وجمع من صحبي نقود تظاهرة مليونية تحتشد امام مجلس الوزراء واخرى امام القصر الرئاسي تطالبان بإقالة الوزارة التي فشلت منذ ما يقارب العامين فشلا ذريعا في توفير مطالب الثورة التي قامت في ذلك الوقت ولم يحقق تغيرها شيئ مما طالب به الثوار من حرية وعدالة اجتماعية وتحسين ظروف معيشية وبما اني من المشاركيين الاول في الثورة سارعت الى القصر الجمهوري لاشارك ولم يطل الوقت كالعادة ان اشتعلت الامور بيننا وبين السلطه واستمرت في شد وجذب وضرب وقبل ان تصل الى سفك الدماء اعلن رئيس الوزراء انه يتقدم باستقالته الى الرئيس فيما يعلن الرئيس انه يقبلها ويطالب قوات الامن بالانسحاب وعدم التعرض للمتظاهرين فاستحسنا هذه الخطوة من الرئيس الذي سرعان ما اتبع خطوته الشجاعة هذه ببيان يعلن فيه عن رغبته في لقاء وفد من المتظاهرين للتشاور والتحاور حول مطالبهم .
وبالفعل اسرعنا في اختيار مجموعة منا كنت من ضمنهم فيما وافقت الحشود المتظاهرة في كلا المكانين على الانتظار والاكتفاء بالاعتصام الصامت الى ان ينتهي الاجتماع مع الرئيس ..
في مكتبه وكان المساء قد حل استقبلنا الرئيس بنفسه مرحبا ومحييا ثم بعد كلمة مقتضبه عبر فيها عن اسفه لتأخر الثمار المرجوه من الثورة والتغيير الا ان حجم الثقل الاقتصادي الذي تواجهه الدولة وما يستتبعه من ديون والتزامات اخرت المسيرة ثم النتائج بعض الشيئ ووعد انه سيعمل على تسريع الامور اكثر في الوقت القادم وطالبنا بمهلة حددها بنفسه على وعد انه بنهايتها إن لم يتحقق شيئ فأنه سيستقيل من منصبه .. ثم طلب ان يستمع الى مطالبنا فقام اكبرنا سنا متحدثا ..
الثائر 1 : سيادة الرئيس اسمح لي فأنا لن ادخل في ديباجه شكر وتقدير وعرفان مكررة او قول معاد عن الامل والرجاء والمستقبل والصبر وساكون موجزا في قولي .. جئناكم اليوم انا صحبي هؤلاء ومن هم بالخارج متطلعيين ان تسمعوا منا ، قبل ان تستفحل الامور وتصل الى ما لا يحمد عقباه وهذا ليس بتهديد بقدر ما هو استشراف لمستقبل ستحمله قابل الايام عبر تصميم الثوار على الاعتصام والتظاهر السلمي حتى نلمس لمس اليد نتائج وثمار ..
" حاول احد مستشاري الرئيس العسكريين الرد بغضب فأمره الرئيس بالصمت حتى يتسنى ان يكمل الفتى ما لديه وبالفعل " ..
الثائر 1 مسترسلا : جئناك ايها الرئيس نحمل مشروعا من عدة نقاط نرى في تنفيذه انقاذ البلاد والعباد من شر مستطير لن تنفع النيات الحسنه في ارجائه او منعه ان استمر الحال على ما هو عليه وايضا يحمل في طياته رؤويانا للدفع بعجلة التغيير والثورة نحو هدفها المنشود في الحرية والعدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية لشعبنا واهلنا فإن شئت قراناه على سيادتك او تطلع عليه ثم تبدي علينا رأيك .
الرئيس " بهدوء شديد " : بل قل ودعنا نستمع ..
واسترسل صاحبنا في قراءة المشروع الذي وقع في اكثر من مئة صفحة والذي كنا قد عكفنا على اعداده منذ اكثرمن عام مضى بمشاركة عدة شخصيات محترمة متخصصه في جميع المجالات وضعنا فيه تصوراتنا للوصول الى ما نصبو اليه كثوار في ثورتنا التي لا تزال تراوح مكانها بين يدي غير اصحابها ..
ومن ضمن ما ذكره المشروع بإختصار...
ايقاف الهدر اللامبرر لعدد من القطاعات الغير ضرورية توفيرا للنفقات كمؤسسة الرئاسة بكل هياكلها وتوابعها ، الرياضه ، الثقافة ، الاعلام ، البيئة ، السياحه ، المرافق العامة ، مشاريع التنمية ذات الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة الغير ضرورية ، الضرائب المفروضه على ذوي الدخل المتوسط والمحدود ومن في مستواهم ، جمعيات النفع العام ، اصدار التعليمات بالايقاف الفوري للاقتراض الخارجي ثم التفاوض مع الجهات ذات الشأن بخصوص موضوع الدين العام الرسمي للدولة ومحاولة جدولته وحسب توقيتات مناسبة لا تقل عن الخمس سنوات المقبلة ، تقليص النفقات حتى اشعار اخر الى النصف المخصصة للجيش بما يستتبعه بكل صنوفه ، الشرطه بما يستتبعها بكل صنوفها ، الامن العام ، الحكومة وداوائرها الخدمية بما فيها القطاع العام " العمل على تقليص دوائره ووزاراته او دمج ما يمكن دمجه منها الى الحد الادنى وبما لا يؤثر على متطلبات افراد الامة " كذلك ايقاف الدعم عن القطاع المشترك " بما لا يمس دخول العاملين في كافة ما سبق .
المباشرة بالايعاز لوزارة الماليه بحصر النفقات المذكورة اعلاه وجمعها مع ما للدولة من ايرادات عامة مستحصلة عبر حركة التصدير ومرافقها الدولية من حركة دخول وخروج وعبور وذكر مجموعها وضمها الى ميزانية الدولة ثم المباشرة باعلان الارقام عبر بيان شفاف للامة يتم عبره شرح ما سيتم عمله بهذه الاموال ..
وبالطبع عرج على ذكر الجهات والقطاعات التي ستستفيد من هذه الاموال وهي .. شرائح المعدمون ، الفقراء ، المساكين ، الايتام ، الارامل ، المطلقات ، المرضى مرضا شديدا ، ذوي الاعاقات و ابناء الشهداء و العاطلين ممن لايجدون معيلا واخيرا الغارمين كل حسب حالته ثم المواطنين ذوي الدخول الضعيفة ، المباشرة بالصرف على اصلاح ورفع مستوى عمل قطاعات التعليم والصحة والكهرباء والماء والمجاري بما يتوافق و التأكد من وصول خدمات هذه القطاعات لمتناول جميع افراد الامة مجانا دون تمييز او ظلم ..
وبالطبع مرورا بما نراه من اصلاحات تطال كل اركان ومفردات الدوله في القضاء وشؤون الحكم وشكله والتأكيد على مجلس شورى محترم عبر حصر الترشح لعضويته بالتزكية على عدد من الشخصيات المعروفه بنزاهتها ونظافة صفحتها وسمعتها لدى الامة تكون مهمته مراقبة ومناقشة والتحقق من القوانين والتشريعات الصادرة من البرلمان او الشعب عطفا على حقوق الانسان والفساد والقضاء على اسبابه ومسبباته بل وذرائعه عبر تفعيل نظام المفتش العام الذي سيكون من مهامه الاساسية التحقق من عدم وجود اي نوع من الفساد سواء في عمل القطاع الحكومي او علاقة هذا القطاع مع القطاع الخاص .. حتى انتهى الى شكل علاقات الدولة الخارجية ..
كل ذلك والرئيس ونوابه ومستشارية ينصتون بإمعان حتى اذا ما انتهى ابتسم الرئيس ثم نهض من مكانه وابدى شكره وتقديره للجهد المبذول ووعد بأن يناقش غدا صباحا مع مجلس مستشارية والخبراء موضوع المشروع المقدم بحضور وفدنا ايضا ..
كان الوقت قد تأخر وقد اتفقنا بعد استأذانه على البقاء في الميدان لحين الصباح فالامر لم يعد يحتمل اي تأخير او تباطؤ فقدر الرجل مطلبنا بكل رحابة صدر وفاجئنا قائلا ..
الرئيس : يبدو ان مشاعر عدم الثقة لا تزال تحيك في صدوركم وانا بالطبع لا انكر عليكم ذلك فما مررنا به جميعا في الوقت السابق لا يزال يحمل ندوبا ولكن حتى انهي كل ذلك ساقوم الان بخطوة تؤكد لكم حسن نواياي ..
حاول احد مستشاريه العسكريين التحدث اليه الا انه لم ينتبه له ونادى الرئيس على احدهم .. الذي سرعان ما جاء ثم طلب منه ان يحضر كاميراته لانه ينوي ان يرتجل كلمة مقتضبه للامة حالا .. اندهش الجميع بما فيهم نحن فماذا سيقول في هذا الوقت المتأخر ..
كما لا نزال في قاعة الاجتماعات في القصر الرئاسي نراقب ونستمع لما سيقول الرئيس الذي بدا رغم الوقت المتأخر في قمة نشاطه ..
بعد الثناء والحمد لله تعالى وديباجة الاحترام والتوقير قال ..
بأن ثلة من شباب الامة الحريصين على حاضرها قبل مستقبلها شرفوني بزيارة ليقدموا لي تصوراتهم حول الوضع العام للبلاد ورؤياهم حول ما الت اليه الاوضاع بعد ثورتنا المباركة وقد اجتمعت بهم لاكثر من ساعات استمع لكلماتهم التي فاضت حبا وحرصا وايمانا ورحمة بالوطن واهله وكم كنت اراني مع كل كلمة ازداد يقينا بأن هذه الامة وهذا الشعب لا يزال فيه من يحمل فكرا وهما اقل ما يقال عنه ان فيه من المسؤوليه والشعور بالاهتمام نحو قضايا الامة الكثير ولعلي الان اخرج عليكم بعد ان طلبوا مني البقاء مع اخوتهم المتظاهرين حول القصر الرئاسي ومجلس الوزراء الان منتظرين حتى الصباح لنناقش معا ما جاء بمشروعهم الذي طرحوه ولكوني اقدر اهتمامهم وخوفهم من ان يكون وعدي لهم كمن سبقني مجرد ثرثرة او كلام لا يعدو اللسان فقد قررت ان اخرج على الامة وان اشهد الله ثم الجميع على ان وعدي لهؤلاء الشباب قاطعا لا رجعة او تنازل عنه حتى يقروا عينا ويطمئنوا ..
ثم ختم خطابه برجاء من الوفد ان يطلب من الحشود التي جاء منها ان يفضوا الاعتصامات او على الاقل تأجيلها للوقت الذي يرونه مناسبا للانتهاء من مناقشه مطالب المتظاهرين والبت فيها على وعد الا يتعدى التأجيل السنة من تاريخه ..
وبعد المناقشات استجبنا الى طلب الرئيس وعاد الجميع الى منزله بانتظار الصباح ..
ولكن مهلا ما هذا .. اشعر بان قفاي قد بدا يسخن ..
يعقبه صوت قاس وحاد قائلا ..
الصوت : انت .. انت ..
في غرفة صغيرة استيقظ محدثنا من نوم كان يغط فيه فيما ملئ الغرفة ثلة من رجال ضخام البنية قساة الطبع وقبل ان ينتبه باغته احدهم .. انت محمود علي ..
بتأتأه مندهشا ووجلا من الموقف اجاب .. نعم
وفي اقل من لحظة كان مرميا في احدى العربات المدنية التي اسرعت به في لمح البصر بعيد عن مسكنه بعد ان غطي راسه بكيس اسود ولم يطل الوقت كثيرا حتى رفع الغطاء ليفاجئ بانه في غرفة تحقيق امام رجل جلس خلف طاولة بدا عليها رزمة ورق ..
حملت اولى صفحاتها العنوان .. مشروع الاصلاح الديمقراطي .. خطوات على الطرق
ولم يطل الرجل حتى ابتسم وهو يرمق الفتى تلك النظرات المعهودة من رجال الامن في عالمنا العربي .
وبالفعل اسرعنا في اختيار مجموعة منا كنت من ضمنهم فيما وافقت الحشود المتظاهرة في كلا المكانين على الانتظار والاكتفاء بالاعتصام الصامت الى ان ينتهي الاجتماع مع الرئيس ..
في مكتبه وكان المساء قد حل استقبلنا الرئيس بنفسه مرحبا ومحييا ثم بعد كلمة مقتضبه عبر فيها عن اسفه لتأخر الثمار المرجوه من الثورة والتغيير الا ان حجم الثقل الاقتصادي الذي تواجهه الدولة وما يستتبعه من ديون والتزامات اخرت المسيرة ثم النتائج بعض الشيئ ووعد انه سيعمل على تسريع الامور اكثر في الوقت القادم وطالبنا بمهلة حددها بنفسه على وعد انه بنهايتها إن لم يتحقق شيئ فأنه سيستقيل من منصبه .. ثم طلب ان يستمع الى مطالبنا فقام اكبرنا سنا متحدثا ..
الثائر 1 : سيادة الرئيس اسمح لي فأنا لن ادخل في ديباجه شكر وتقدير وعرفان مكررة او قول معاد عن الامل والرجاء والمستقبل والصبر وساكون موجزا في قولي .. جئناكم اليوم انا صحبي هؤلاء ومن هم بالخارج متطلعيين ان تسمعوا منا ، قبل ان تستفحل الامور وتصل الى ما لا يحمد عقباه وهذا ليس بتهديد بقدر ما هو استشراف لمستقبل ستحمله قابل الايام عبر تصميم الثوار على الاعتصام والتظاهر السلمي حتى نلمس لمس اليد نتائج وثمار ..
" حاول احد مستشاري الرئيس العسكريين الرد بغضب فأمره الرئيس بالصمت حتى يتسنى ان يكمل الفتى ما لديه وبالفعل " ..
الثائر 1 مسترسلا : جئناك ايها الرئيس نحمل مشروعا من عدة نقاط نرى في تنفيذه انقاذ البلاد والعباد من شر مستطير لن تنفع النيات الحسنه في ارجائه او منعه ان استمر الحال على ما هو عليه وايضا يحمل في طياته رؤويانا للدفع بعجلة التغيير والثورة نحو هدفها المنشود في الحرية والعدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية لشعبنا واهلنا فإن شئت قراناه على سيادتك او تطلع عليه ثم تبدي علينا رأيك .
الرئيس " بهدوء شديد " : بل قل ودعنا نستمع ..
واسترسل صاحبنا في قراءة المشروع الذي وقع في اكثر من مئة صفحة والذي كنا قد عكفنا على اعداده منذ اكثرمن عام مضى بمشاركة عدة شخصيات محترمة متخصصه في جميع المجالات وضعنا فيه تصوراتنا للوصول الى ما نصبو اليه كثوار في ثورتنا التي لا تزال تراوح مكانها بين يدي غير اصحابها ..
ومن ضمن ما ذكره المشروع بإختصار...
ايقاف الهدر اللامبرر لعدد من القطاعات الغير ضرورية توفيرا للنفقات كمؤسسة الرئاسة بكل هياكلها وتوابعها ، الرياضه ، الثقافة ، الاعلام ، البيئة ، السياحه ، المرافق العامة ، مشاريع التنمية ذات الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة الغير ضرورية ، الضرائب المفروضه على ذوي الدخل المتوسط والمحدود ومن في مستواهم ، جمعيات النفع العام ، اصدار التعليمات بالايقاف الفوري للاقتراض الخارجي ثم التفاوض مع الجهات ذات الشأن بخصوص موضوع الدين العام الرسمي للدولة ومحاولة جدولته وحسب توقيتات مناسبة لا تقل عن الخمس سنوات المقبلة ، تقليص النفقات حتى اشعار اخر الى النصف المخصصة للجيش بما يستتبعه بكل صنوفه ، الشرطه بما يستتبعها بكل صنوفها ، الامن العام ، الحكومة وداوائرها الخدمية بما فيها القطاع العام " العمل على تقليص دوائره ووزاراته او دمج ما يمكن دمجه منها الى الحد الادنى وبما لا يؤثر على متطلبات افراد الامة " كذلك ايقاف الدعم عن القطاع المشترك " بما لا يمس دخول العاملين في كافة ما سبق .
المباشرة بالايعاز لوزارة الماليه بحصر النفقات المذكورة اعلاه وجمعها مع ما للدولة من ايرادات عامة مستحصلة عبر حركة التصدير ومرافقها الدولية من حركة دخول وخروج وعبور وذكر مجموعها وضمها الى ميزانية الدولة ثم المباشرة باعلان الارقام عبر بيان شفاف للامة يتم عبره شرح ما سيتم عمله بهذه الاموال ..
وبالطبع عرج على ذكر الجهات والقطاعات التي ستستفيد من هذه الاموال وهي .. شرائح المعدمون ، الفقراء ، المساكين ، الايتام ، الارامل ، المطلقات ، المرضى مرضا شديدا ، ذوي الاعاقات و ابناء الشهداء و العاطلين ممن لايجدون معيلا واخيرا الغارمين كل حسب حالته ثم المواطنين ذوي الدخول الضعيفة ، المباشرة بالصرف على اصلاح ورفع مستوى عمل قطاعات التعليم والصحة والكهرباء والماء والمجاري بما يتوافق و التأكد من وصول خدمات هذه القطاعات لمتناول جميع افراد الامة مجانا دون تمييز او ظلم ..
وبالطبع مرورا بما نراه من اصلاحات تطال كل اركان ومفردات الدوله في القضاء وشؤون الحكم وشكله والتأكيد على مجلس شورى محترم عبر حصر الترشح لعضويته بالتزكية على عدد من الشخصيات المعروفه بنزاهتها ونظافة صفحتها وسمعتها لدى الامة تكون مهمته مراقبة ومناقشة والتحقق من القوانين والتشريعات الصادرة من البرلمان او الشعب عطفا على حقوق الانسان والفساد والقضاء على اسبابه ومسبباته بل وذرائعه عبر تفعيل نظام المفتش العام الذي سيكون من مهامه الاساسية التحقق من عدم وجود اي نوع من الفساد سواء في عمل القطاع الحكومي او علاقة هذا القطاع مع القطاع الخاص .. حتى انتهى الى شكل علاقات الدولة الخارجية ..
كل ذلك والرئيس ونوابه ومستشارية ينصتون بإمعان حتى اذا ما انتهى ابتسم الرئيس ثم نهض من مكانه وابدى شكره وتقديره للجهد المبذول ووعد بأن يناقش غدا صباحا مع مجلس مستشارية والخبراء موضوع المشروع المقدم بحضور وفدنا ايضا ..
كان الوقت قد تأخر وقد اتفقنا بعد استأذانه على البقاء في الميدان لحين الصباح فالامر لم يعد يحتمل اي تأخير او تباطؤ فقدر الرجل مطلبنا بكل رحابة صدر وفاجئنا قائلا ..
الرئيس : يبدو ان مشاعر عدم الثقة لا تزال تحيك في صدوركم وانا بالطبع لا انكر عليكم ذلك فما مررنا به جميعا في الوقت السابق لا يزال يحمل ندوبا ولكن حتى انهي كل ذلك ساقوم الان بخطوة تؤكد لكم حسن نواياي ..
حاول احد مستشاريه العسكريين التحدث اليه الا انه لم ينتبه له ونادى الرئيس على احدهم .. الذي سرعان ما جاء ثم طلب منه ان يحضر كاميراته لانه ينوي ان يرتجل كلمة مقتضبه للامة حالا .. اندهش الجميع بما فيهم نحن فماذا سيقول في هذا الوقت المتأخر ..
كما لا نزال في قاعة الاجتماعات في القصر الرئاسي نراقب ونستمع لما سيقول الرئيس الذي بدا رغم الوقت المتأخر في قمة نشاطه ..
بعد الثناء والحمد لله تعالى وديباجة الاحترام والتوقير قال ..
بأن ثلة من شباب الامة الحريصين على حاضرها قبل مستقبلها شرفوني بزيارة ليقدموا لي تصوراتهم حول الوضع العام للبلاد ورؤياهم حول ما الت اليه الاوضاع بعد ثورتنا المباركة وقد اجتمعت بهم لاكثر من ساعات استمع لكلماتهم التي فاضت حبا وحرصا وايمانا ورحمة بالوطن واهله وكم كنت اراني مع كل كلمة ازداد يقينا بأن هذه الامة وهذا الشعب لا يزال فيه من يحمل فكرا وهما اقل ما يقال عنه ان فيه من المسؤوليه والشعور بالاهتمام نحو قضايا الامة الكثير ولعلي الان اخرج عليكم بعد ان طلبوا مني البقاء مع اخوتهم المتظاهرين حول القصر الرئاسي ومجلس الوزراء الان منتظرين حتى الصباح لنناقش معا ما جاء بمشروعهم الذي طرحوه ولكوني اقدر اهتمامهم وخوفهم من ان يكون وعدي لهم كمن سبقني مجرد ثرثرة او كلام لا يعدو اللسان فقد قررت ان اخرج على الامة وان اشهد الله ثم الجميع على ان وعدي لهؤلاء الشباب قاطعا لا رجعة او تنازل عنه حتى يقروا عينا ويطمئنوا ..
ثم ختم خطابه برجاء من الوفد ان يطلب من الحشود التي جاء منها ان يفضوا الاعتصامات او على الاقل تأجيلها للوقت الذي يرونه مناسبا للانتهاء من مناقشه مطالب المتظاهرين والبت فيها على وعد الا يتعدى التأجيل السنة من تاريخه ..
وبعد المناقشات استجبنا الى طلب الرئيس وعاد الجميع الى منزله بانتظار الصباح ..
ولكن مهلا ما هذا .. اشعر بان قفاي قد بدا يسخن ..
يعقبه صوت قاس وحاد قائلا ..
الصوت : انت .. انت ..
في غرفة صغيرة استيقظ محدثنا من نوم كان يغط فيه فيما ملئ الغرفة ثلة من رجال ضخام البنية قساة الطبع وقبل ان ينتبه باغته احدهم .. انت محمود علي ..
بتأتأه مندهشا ووجلا من الموقف اجاب .. نعم
وفي اقل من لحظة كان مرميا في احدى العربات المدنية التي اسرعت به في لمح البصر بعيد عن مسكنه بعد ان غطي راسه بكيس اسود ولم يطل الوقت كثيرا حتى رفع الغطاء ليفاجئ بانه في غرفة تحقيق امام رجل جلس خلف طاولة بدا عليها رزمة ورق ..
حملت اولى صفحاتها العنوان .. مشروع الاصلاح الديمقراطي .. خطوات على الطرق
ولم يطل الرجل حتى ابتسم وهو يرمق الفتى تلك النظرات المعهودة من رجال الامن في عالمنا العربي .