المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداع الرحيل


علاء ناصر حسين
15-01-2013, 08:29 AM
وداع الرحيل


قصة ، من : نايف عبوش

وداع الرحيل



منذ بواكير طفولته ... اعتاد أن يدلف صوب أعمامه في القرية المجاورة ، سعياً على قدميه ، أو ممتطياً الحمار ، مردفاً خلف احدهم في قافلة الملاية ، بطريق عودتهم من استسقائهم الماء من النهر . لكنه لاحقاً كان يتيمّمهم راكباً دراجته الهوائية ، التي اشتراها له والده .. فكان يردف اقرانه من ابناء عمومته خلفه على الدراجة حالماً يصلهم ، ليسلك بهم نياسم مشاع البرية للهو والمتعة .

الكل يحيطه بعنايته ، فلم يكن احداً منهم ليناكفه في ركض إلى مرعى ، أو سبق إلى بيدر ، او فصل للحملان قط . لذلك جدّل ضفيرة الوصل معهم ، حتى اعتاد ابن العم المجايل ان يبادره بخلع سترته عليه كلما انهمر المزن بالمطر ، وهم في طريق العودة من المدرسة ، ليمنع عنه البلل ، ويحميه من البرد .

ظلا متلازمين في الدراسة بالمدينة بنفس الفة القرية بل اشد . فكان ابن العم يؤثره على نفسه في كل شيء ، حتى اعتاد في الأركاب ان يفسح له المجال ، ليركب جنب السائق ، في حين يأخذ هو مكانه في مؤخرة الباص ، في كل مرة يروحان فيها الى ثانوية المدينة ، او يؤوبان منها الى القرية في عطلة نهاية الاسبوع .

شاءت الاقدار ان يجتمعا معاً في نفس مؤسسة العمل في حياتهما الوظيفية ، فاستمرا يتواصلان عن قرب ، ويستذكران الماضي الذي عاشوه بصوره الحالمة ، بعاطفة جياشة كلما التقيا .

وما ان بلغا من العمر عتيا ، حتى ألمّت بابن العم امراض نغصت عليه حياته ، بعد ان استعصى على العلاج منها ما ليس بوسع الطب ان يداويه ، فترك امرها الى الله ، بانتظار معجزة لن تحصل .

انها اذن قصة صيرورة حياة اذنت باختتام ، بعد ان تيقن ابن العم ، ان موعد السفر قد حان ، وان عليه ان يستسلم لقدره المحتوم ، فيستعد للرحيل .


راقت لي فنقلتها لكم

آمالٌ بددتها السنونْ
28-01-2013, 04:00 PM
عش ما عشت فأنت ملاقي الموت لا محاله
شكراً لما قدمته لنا اخي الفاضل عبر هذه
القصة تحياتي لك ولجهودك الافته..

علاء ناصر حسين
29-01-2013, 08:17 AM
وفاء عبدالعزيز : ممتن من تعلـــــــــــيقكم أختي الفاضلة ..

يوحنا توماس
11-02-2013, 10:18 PM
احسنتم
بارك الله فيكم
تحياتي
يوحنا المحمدي

يوحنا توماس
11-02-2013, 10:18 PM
احسنتم
بارك الله فيكم
تحياتي
يوحنا المحمدي

علاء ناصر حسين
12-02-2013, 12:58 AM
يوحنا توماس

أهلاً وسهلاً بك ..