najaf star
16-01-2013, 09:54 PM
المرجعية، بيضة القبان .....
بقلم: د.عادل عبد المهدي *نائب رئيس الجمهورية المستقيل
http://www.burathanews.com/media/pics/1358347472.jpg
ينتقد البعض المرجعية لعدم تدخلها و ينتقد اخرون كثرة تدخلها .. و كلٌ يريد جذبها لرؤاه .. و يحاول غيرهم استغلال مواقفها بتفريغها من مضامينها ..
فتدور الايام و تتغير المطالبات، اما هي فثابتة بمواقفها و موازينها . نظمت مقاومة الاحتلال و وقفت مع الجيوش العثمانية رغم ظلم الدولة ، فحفظ بيضة الاسلام لها اولويتها . قادت ثورات الاستقلال و العشرين ..
و عندما جاء الاستحقاق ، و غبن ابناء الجنوب و الفرات ، لم تعلن الثورة بل مارست الضغط و النصيحة .. و عندما جاءت الجمهورية و حصل تطرف اصطبغ بلون الدم تصدت له ..
و عندما اراد قاسم اجتياح الكويت وضعت الحواجز امامه .. و عندما جاء انقلاب 1963 محولاً القصور و الملاعب و البيوت لسجون و غرف تعذيب و منصات اعدام ، ادانت ذلك ..
و بعد مجيء عارف و اندلاع العمليات العسكرية افتت بحرمة مقاتلة الكرد ، في وقت دعم وعاظ القصر العمليات . وقفت ضد الظلم بغض النظر عن المذهب و القومية و الدين . و مع صدام و سيطرة مسلسل الدم لينال اكثر فاكثر المراجع العظام و اسرهم و المجتهدين الكبار و ابناء الشعب ، تهجيراً و تخويناً و اعداماً و سجناً و اختراقاً و ارتهاناً ، و قتلهم صبراً ، تُركت المرجعية و جراحها ، و لم يقف كثيرون معها، و لو باضعف الايمان .
فالمرجعية قوية عندما تسكت وعندما تتكلم .. و تعمل ليل نهار بوسائلها و بدون ضجة و ادعاء .. واجبنا التعلم منها بدل اعطائها الدروس .. فهناك من اذا ركب البحر ينسى ان المرجعية هي البحر بهدوئه وامواجه. كلمات قليلة دقيقة بلغتها وتوقيتها وتتعطل سياسات دول عظمى، كما في قضية الدستور، فهذه هي المرجعية .. وعندما تخرج الملايين وتجدد بيعتها لائمة العدل ، فهذه هي المرجعية . و مع كل المآسي و المقابر الجماعية لكنها منعت من الانتقام .. و طالبت دائماً بترك الامر لقضاء عادل نزيه .. و انهاء الاجراءات الاستثنائية التي تؤسس لظلم جديد على انقاض ظلم قديم . و رغم القتل الجماعي الذي استهدف الشيعة ، خصوصاً ، من قبل ارهابيين يرفعون الوية التسنن ، بهدف الفتنة ، لم تترك مقولة السنة انفسكم و ليس اخوانكم فقط ..
و عندما يُظلم السنة من حكومة فيها اغلبية شيعية ، تقاطع المرجعية المسؤولين و تدعم حرية المتظاهرين و ضرورة الاستجابة لمطالبهم المشروعة .. و ترفض السياسات التمييزية البعيدة عن الدستور و توازناته و تكامله ، كما ترفض التفسيرات الخاطئة له . هكذا المرجعية.. و هكذا يجب ان تكون كل المرجعيات .. فان تعلمنا جميعاً الدفاع عن الاخر ، و ليس عن انفسنا فقط ، فلن نخاف هجوم الاخر و لن يخاف هجومنا .. و سنقبر الفتن الطائفية و القومية و اي شكل لها ، مرة و الى الابد .
بقلم: د.عادل عبد المهدي *نائب رئيس الجمهورية المستقيل
http://www.burathanews.com/media/pics/1358347472.jpg
ينتقد البعض المرجعية لعدم تدخلها و ينتقد اخرون كثرة تدخلها .. و كلٌ يريد جذبها لرؤاه .. و يحاول غيرهم استغلال مواقفها بتفريغها من مضامينها ..
فتدور الايام و تتغير المطالبات، اما هي فثابتة بمواقفها و موازينها . نظمت مقاومة الاحتلال و وقفت مع الجيوش العثمانية رغم ظلم الدولة ، فحفظ بيضة الاسلام لها اولويتها . قادت ثورات الاستقلال و العشرين ..
و عندما جاء الاستحقاق ، و غبن ابناء الجنوب و الفرات ، لم تعلن الثورة بل مارست الضغط و النصيحة .. و عندما جاءت الجمهورية و حصل تطرف اصطبغ بلون الدم تصدت له ..
و عندما اراد قاسم اجتياح الكويت وضعت الحواجز امامه .. و عندما جاء انقلاب 1963 محولاً القصور و الملاعب و البيوت لسجون و غرف تعذيب و منصات اعدام ، ادانت ذلك ..
و بعد مجيء عارف و اندلاع العمليات العسكرية افتت بحرمة مقاتلة الكرد ، في وقت دعم وعاظ القصر العمليات . وقفت ضد الظلم بغض النظر عن المذهب و القومية و الدين . و مع صدام و سيطرة مسلسل الدم لينال اكثر فاكثر المراجع العظام و اسرهم و المجتهدين الكبار و ابناء الشعب ، تهجيراً و تخويناً و اعداماً و سجناً و اختراقاً و ارتهاناً ، و قتلهم صبراً ، تُركت المرجعية و جراحها ، و لم يقف كثيرون معها، و لو باضعف الايمان .
فالمرجعية قوية عندما تسكت وعندما تتكلم .. و تعمل ليل نهار بوسائلها و بدون ضجة و ادعاء .. واجبنا التعلم منها بدل اعطائها الدروس .. فهناك من اذا ركب البحر ينسى ان المرجعية هي البحر بهدوئه وامواجه. كلمات قليلة دقيقة بلغتها وتوقيتها وتتعطل سياسات دول عظمى، كما في قضية الدستور، فهذه هي المرجعية .. وعندما تخرج الملايين وتجدد بيعتها لائمة العدل ، فهذه هي المرجعية . و مع كل المآسي و المقابر الجماعية لكنها منعت من الانتقام .. و طالبت دائماً بترك الامر لقضاء عادل نزيه .. و انهاء الاجراءات الاستثنائية التي تؤسس لظلم جديد على انقاض ظلم قديم . و رغم القتل الجماعي الذي استهدف الشيعة ، خصوصاً ، من قبل ارهابيين يرفعون الوية التسنن ، بهدف الفتنة ، لم تترك مقولة السنة انفسكم و ليس اخوانكم فقط ..
و عندما يُظلم السنة من حكومة فيها اغلبية شيعية ، تقاطع المرجعية المسؤولين و تدعم حرية المتظاهرين و ضرورة الاستجابة لمطالبهم المشروعة .. و ترفض السياسات التمييزية البعيدة عن الدستور و توازناته و تكامله ، كما ترفض التفسيرات الخاطئة له . هكذا المرجعية.. و هكذا يجب ان تكون كل المرجعيات .. فان تعلمنا جميعاً الدفاع عن الاخر ، و ليس عن انفسنا فقط ، فلن نخاف هجوم الاخر و لن يخاف هجومنا .. و سنقبر الفتن الطائفية و القومية و اي شكل لها ، مرة و الى الابد .