نصير الأئمة
20-01-2013, 12:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم هذا البحث باسم (( كشـــف اللـــثام فــي تزويـــر اســـم الإمـــام )) .
هذا البحث إن شاء الله سيلقي الضوء على حديث أهل السنة المضاف إليه : ( يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي )
البحث سيكون مقسم كالآتي :
1- إفراز جميع الروايات (واسم أبيه اسم أبي) ومناقشتها.
2- عاصم بن أبي النجود .
3- تدوين التأريخ في العصر العباسي .
4- كتاب سنن أبو داود .
5- الخليفة العباسي محمد بن عبد الله .
6- النتيجة .
7- وأخيراً حديث صحيح بدون عاصم بن أبي النجود , وبدون الزيادة واسم أبيه اسم أبي .
8- المصادر .
بسم الله الرحمن الرحيم
إفراز جميع الروايات (واسم أبيه اسم أبي) ومناقشتها :
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْمَهْدِيُّ يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي " . وَسَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ لا يَذْكُرُ اسْمَ أَبِيهِ . (1)
تعليق : نلاحظ هنا إنه قول وسمعته غير مرة يعني بذلك أكثر من مرة واحدة لا يذكر اسم أبيه , أي اسم أبيه اسم أبي .
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ ، قَالا : ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ ، ثنا الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا ، فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللَّهُ رَجُلا مِنِّي ، اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ، يَمْلَؤُهَا عَدْلا وَقِسْطًا ، كَمَا مُلْئِتْ جَوْرًا وَظُلْمًا ، وَلا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا ، وَلا الأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا ، أَوْ ثَمَانِيًا ، أَوْ تِسْعًا ، يَعْنِي سِنِينَ " . قَالَ الْبَزَّارُ : قَدْ رَوَى هَذَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، مِنْ وُجُوهٍ . (2)
تعليق : نلاحظ في هذه الرواية وجود المحبر بن قحدم وهو ضعيف الحديث , وأيضاً داود بن المحبر بن قحدم وهو وضاع . فالرواية ساقطة ولا ريب في ذلك .
والآن نسلط الضوء على هذه الرواية والتي هي منطلق محور بحثنا :
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُمْ . ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ . ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ . ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ . ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ فِطْرٍ ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ كُلُّهُمْ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ ، قَالَ : زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، ثُمَّ اتَّفَقُوا : حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ : لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " ، قَالَ أَبُو دَاوُد : لَفْظُ عُمَرَ ، وَأَبِي بَكْرٍ بِمَعْنَى سُفْيَانَ . (4)
تعليق : نجد أن هذا الحديث حسن , وأيضاً نجد إنفراد أبو داود براوية هذا الحديث بسند فيه ((زائدة)) بزيادة لفظ واسم أبيه اسم أبي .
الذين رووا هذا الحديث عن عاصم خالياً من قوله: «واسم أبيه اسم أبي» هم 18 .
الرواة الآخرين الذين رووا هذا الحديث عن عاصم مشتملاً على هذه الزيادة، رووه أيضاً عنه خالياً منها هم 4 .
ترجمة عاصم بن أبي النجود :
قال الذهبي: ثَبْتٌ في القراءة، وهو في الحديث دون الثَّبْت، صدوق يهم.
وقال يحيي القطان: ما وجدتُ رجلاً اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ.
وقال النسائي: ليس بحافظ.
وقال الدارقطني: في حفظ عاصم شيء.
وقال ابن خراش: في حديثه نكرة.
وقال شعبة: حدَّثَنا عاصم بن أبي النجود وفي النفس ما فيها.
وقال ابن سعد: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في حديثه.
وقال أبو حاتم: ليس محله أن يقال: ثقة. (راجع هذه الأقوال في ميزان الاعتدال 4/13-14).
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.
وقد تكلَّم فيه ابن علية، وقال: كان كل من اسمه عاصم سيِّئ الحفظ.
وقال العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ. (تهذيب التهذيب 5/35-36).
تدوين التأريخ في العصر العباسي :
مر التأريخ عند المسلمين بفترة رواية شفهية دارت في مجالس العلم وندواته في القصور و المساجد ، وفيها انتشرت (الروايات ) واسمها يشي وينبئ بأصلها الشفهي حيث كان الراوي أو الحاكي يحكى القصة ويلقيها شفهيا على أسماع الحاضرين ، فلما جاء عصر التدوين المنظم في العصر العباسي تم تسجيل المتوارث من تلك الروايات الشفهية.
والتدوين التاريخي الحقيقي بدأ مع الدولة العباسية واستمر إلى نهاية العصر العباسي الأول في خلافة المتوكل العباسي .
فملخص ذلك إن التأريخ قد كتب في العصر العباسي .
كتاب سنن أبو داود :
نعود إلى سنن أبو داود , واقعاً لم نجد متى تم تأليف كتاب سنن أبو داود , إلا إننا نستطيع أن نحصر فترة التأليف بفترة حياته ,
أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي سيستان وبلوتشستان (محافظة) المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود.
أي انه عاش في الفترة (202-275 هـ) وهي فترة الخلافة العباسية .
هنا نستوقف قليلاً لنحلل ما جرى , إضافة اسم أبيه اسم أبي , تعني إن اسم الموعود والمنتظر هو محمد بن عبد الله .
الخليفة العباسي محمد بن عبد الله :
لو رجعنا بالتاريخ للوراء لوجدنا إن هناك من الخلفاء العباسيين من اسمه محمد بن عبد الله .
من هو الخليفة العباسي محمد بن عبد الله : أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله. هو ثالث خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد بإيذج من كور الأهواز عام 127 هـ\745 م وتوفي بماسبذان أمه هي أم موسى بنت منصور الحميرية. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه أبي جعفر المنصور عام 158 هـ\775 م. وكان أبوه قد أمره على طبرستان وماوالاها.
ربما هنا نجد أو يتبادر إلى أذهاننا إن ذلك مجرد صدفة , لكن نجد إنه من ألقاب الخليفة العباسي محمد بن عبد الله هو المهدي
النتيجة :
فهنا نقول ونختم هذا البحث , إن الرواية التي تقول باسم أبيه اسم أبي , هي مزورة في فترة الخلافة العباسية من أجل الخليفة العباسي محمد بن عبد الله الملقب بالمهدي , ويأتي ذلك التزوير من أجل بيعة الناس له , فإنَّ العباسيين استغلوا مفهوم المهدوية وحاولوا أنْ يطبقوه عليهم لمزيد مِن تحقيق النصر وكسب المعركة مع الأمويين سياسياً واجتماعياً وعسكرياً.
وأخيراً حديث صحيح بدون عاصم بن أبي النجود , وبدون الزيادة واسم أبيه اسم أبي :
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ مِهْرَانَ النَّاقِدُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ حَوْشَبٍ الشَّيْبَانِيُّ ، ثنا أَبُو يَزِيدَ الأَعْوَرُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَافِقُ اسْمُهُ اسْمِي " .
كل رواة هذا الحديث ثقاة ما عدا يوسف بن حوشب وهو مقبول الرواية
المصادر :
(1) الفتن لنعيم بن حماد » اسْمُ الْمَهْدِيِّ رقم الحديث: 1061
(2) كشف الأستار » كِتَابُ الْفِتَنِ » بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ رقم الحديث: 3121
(3) سنن أبي داود » كِتَاب الْمَهْدِيِّ رقم الحديث: 3736
(4) المعجم الكبير للطبراني » بَابُ الظَّاءِ » الاخْتِلافُ عَنِ الأَعْمَشِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ ... » وَخَالَفَهُمْ إِسْرَائِيلُ رقم الحديث: 10065
في النهاية نسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم إلى مافيه الخير والصلاح ..
ونشكر أولاً العلامة الشيخ حسين الأميري فما هذا إلا تلخيص لأحدى خطبه ..
وكما نشكر الأخ العزيز الأشتري والأخوة المحاورين العقائديين ..
( نصير الأئمة )
وفقكم الباري
والله ولي التوفيق
أقدم لكم هذا البحث باسم (( كشـــف اللـــثام فــي تزويـــر اســـم الإمـــام )) .
هذا البحث إن شاء الله سيلقي الضوء على حديث أهل السنة المضاف إليه : ( يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي )
البحث سيكون مقسم كالآتي :
1- إفراز جميع الروايات (واسم أبيه اسم أبي) ومناقشتها.
2- عاصم بن أبي النجود .
3- تدوين التأريخ في العصر العباسي .
4- كتاب سنن أبو داود .
5- الخليفة العباسي محمد بن عبد الله .
6- النتيجة .
7- وأخيراً حديث صحيح بدون عاصم بن أبي النجود , وبدون الزيادة واسم أبيه اسم أبي .
8- المصادر .
بسم الله الرحمن الرحيم
إفراز جميع الروايات (واسم أبيه اسم أبي) ومناقشتها :
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْمَهْدِيُّ يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي " . وَسَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ لا يَذْكُرُ اسْمَ أَبِيهِ . (1)
تعليق : نلاحظ هنا إنه قول وسمعته غير مرة يعني بذلك أكثر من مرة واحدة لا يذكر اسم أبيه , أي اسم أبيه اسم أبي .
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ ، قَالا : ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ ، ثنا الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَتُمْلأَنَّ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا ، فَإِذَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا بَعَثَ اللَّهُ رَجُلا مِنِّي ، اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي ، يَمْلَؤُهَا عَدْلا وَقِسْطًا ، كَمَا مُلْئِتْ جَوْرًا وَظُلْمًا ، وَلا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا ، وَلا الأَرْضُ شَيْئًا مِنْ نَبَاتِهَا يَلْبَثُ فِيكُمْ سَبْعًا ، أَوْ ثَمَانِيًا ، أَوْ تِسْعًا ، يَعْنِي سِنِينَ " . قَالَ الْبَزَّارُ : قَدْ رَوَى هَذَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، مِنْ وُجُوهٍ . (2)
تعليق : نلاحظ في هذه الرواية وجود المحبر بن قحدم وهو ضعيف الحديث , وأيضاً داود بن المحبر بن قحدم وهو وضاع . فالرواية ساقطة ولا ريب في ذلك .
والآن نسلط الضوء على هذه الرواية والتي هي منطلق محور بحثنا :
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدَّثَهُمْ . ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ . ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ . ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ . ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ فِطْرٍ ، الْمَعْنَى وَاحِدٌ كُلُّهُمْ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ ، قَالَ : زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ، ثُمَّ اتَّفَقُوا : حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ : لَا تَذْهَبُ أَوْ لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي " ، قَالَ أَبُو دَاوُد : لَفْظُ عُمَرَ ، وَأَبِي بَكْرٍ بِمَعْنَى سُفْيَانَ . (4)
تعليق : نجد أن هذا الحديث حسن , وأيضاً نجد إنفراد أبو داود براوية هذا الحديث بسند فيه ((زائدة)) بزيادة لفظ واسم أبيه اسم أبي .
الذين رووا هذا الحديث عن عاصم خالياً من قوله: «واسم أبيه اسم أبي» هم 18 .
الرواة الآخرين الذين رووا هذا الحديث عن عاصم مشتملاً على هذه الزيادة، رووه أيضاً عنه خالياً منها هم 4 .
ترجمة عاصم بن أبي النجود :
قال الذهبي: ثَبْتٌ في القراءة، وهو في الحديث دون الثَّبْت، صدوق يهم.
وقال يحيي القطان: ما وجدتُ رجلاً اسمه عاصم إلا وجدته رديء الحفظ.
وقال النسائي: ليس بحافظ.
وقال الدارقطني: في حفظ عاصم شيء.
وقال ابن خراش: في حديثه نكرة.
وقال شعبة: حدَّثَنا عاصم بن أبي النجود وفي النفس ما فيها.
وقال ابن سعد: ثقة إلا أنه كثير الخطأ في حديثه.
وقال أبو حاتم: ليس محله أن يقال: ثقة. (راجع هذه الأقوال في ميزان الاعتدال 4/13-14).
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.
وقد تكلَّم فيه ابن علية، وقال: كان كل من اسمه عاصم سيِّئ الحفظ.
وقال العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ. (تهذيب التهذيب 5/35-36).
تدوين التأريخ في العصر العباسي :
مر التأريخ عند المسلمين بفترة رواية شفهية دارت في مجالس العلم وندواته في القصور و المساجد ، وفيها انتشرت (الروايات ) واسمها يشي وينبئ بأصلها الشفهي حيث كان الراوي أو الحاكي يحكى القصة ويلقيها شفهيا على أسماع الحاضرين ، فلما جاء عصر التدوين المنظم في العصر العباسي تم تسجيل المتوارث من تلك الروايات الشفهية.
والتدوين التاريخي الحقيقي بدأ مع الدولة العباسية واستمر إلى نهاية العصر العباسي الأول في خلافة المتوكل العباسي .
فملخص ذلك إن التأريخ قد كتب في العصر العباسي .
كتاب سنن أبو داود :
نعود إلى سنن أبو داود , واقعاً لم نجد متى تم تأليف كتاب سنن أبو داود , إلا إننا نستطيع أن نحصر فترة التأليف بفترة حياته ,
أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي سيستان وبلوتشستان (محافظة) المشهور بأبي داود (202-275 هـ) إمام أهل الحديث في زمانه وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود.
أي انه عاش في الفترة (202-275 هـ) وهي فترة الخلافة العباسية .
هنا نستوقف قليلاً لنحلل ما جرى , إضافة اسم أبيه اسم أبي , تعني إن اسم الموعود والمنتظر هو محمد بن عبد الله .
الخليفة العباسي محمد بن عبد الله :
لو رجعنا بالتاريخ للوراء لوجدنا إن هناك من الخلفاء العباسيين من اسمه محمد بن عبد الله .
من هو الخليفة العباسي محمد بن عبد الله : أبو عبد الله محمد بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي المهدي بالله. هو ثالث خلفاء الدولة العباسية بالعراق. ولد بإيذج من كور الأهواز عام 127 هـ\745 م وتوفي بماسبذان أمه هي أم موسى بنت منصور الحميرية. ولي الخلافة بعد وفاة أبيه أبي جعفر المنصور عام 158 هـ\775 م. وكان أبوه قد أمره على طبرستان وماوالاها.
ربما هنا نجد أو يتبادر إلى أذهاننا إن ذلك مجرد صدفة , لكن نجد إنه من ألقاب الخليفة العباسي محمد بن عبد الله هو المهدي
النتيجة :
فهنا نقول ونختم هذا البحث , إن الرواية التي تقول باسم أبيه اسم أبي , هي مزورة في فترة الخلافة العباسية من أجل الخليفة العباسي محمد بن عبد الله الملقب بالمهدي , ويأتي ذلك التزوير من أجل بيعة الناس له , فإنَّ العباسيين استغلوا مفهوم المهدوية وحاولوا أنْ يطبقوه عليهم لمزيد مِن تحقيق النصر وكسب المعركة مع الأمويين سياسياً واجتماعياً وعسكرياً.
وأخيراً حديث صحيح بدون عاصم بن أبي النجود , وبدون الزيادة واسم أبيه اسم أبي :
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّرِيِّ بْنِ مِهْرَانَ النَّاقِدُ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ حَوْشَبٍ الشَّيْبَانِيُّ ، ثنا أَبُو يَزِيدَ الأَعْوَرُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَافِقُ اسْمُهُ اسْمِي " .
كل رواة هذا الحديث ثقاة ما عدا يوسف بن حوشب وهو مقبول الرواية
المصادر :
(1) الفتن لنعيم بن حماد » اسْمُ الْمَهْدِيِّ رقم الحديث: 1061
(2) كشف الأستار » كِتَابُ الْفِتَنِ » بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ رقم الحديث: 3121
(3) سنن أبي داود » كِتَاب الْمَهْدِيِّ رقم الحديث: 3736
(4) المعجم الكبير للطبراني » بَابُ الظَّاءِ » الاخْتِلافُ عَنِ الأَعْمَشِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ ... » وَخَالَفَهُمْ إِسْرَائِيلُ رقم الحديث: 10065
في النهاية نسأل الله أن يوفقنا ويوفقكم إلى مافيه الخير والصلاح ..
ونشكر أولاً العلامة الشيخ حسين الأميري فما هذا إلا تلخيص لأحدى خطبه ..
وكما نشكر الأخ العزيز الأشتري والأخوة المحاورين العقائديين ..
( نصير الأئمة )
وفقكم الباري
والله ولي التوفيق