الاشتري
20-01-2013, 11:04 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
عيد البقر ( عيد فرحة الزهراء ، عيد تولية الامام الحجة )
- في التاسع من ربيع الاول-
كلام الشيخ القمي قدس الله سره
عيد عظيم وهو عيد البقر وشرحه طويل مذكور في محله وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غفرت ذنوبه.
وقيل يستحب في هذا اليوم إطعام الاخوان المؤمنين وإفراحهم والتوسُّع في نفقة العيال ولبس الثياب الطيِّبة وشكر الله تعالى وعبادته. وهو يوم زوال الغموم والاحزان وهو يوم شريف جداً. انتهى .
ذكر العلامة المجلسي في زاد المعاد بالمضمون لا النص:
((سمي عيد البقر لأن فيه بقر بطن أحد أعداء الزهراء (ع) و هو من أوائل أولئك الذين ظلموها و هجموا عليها و عصروها و اسقطوا جنينها مما أدي إلي موتها و حيث وردت روايات تدل علي أن موت عمر كان في ذلك اليوم و قد مات ببقر بطنه من قبل أبي لؤلؤة و الشيعة كبقية المنصفين من السنة يقولون بظلمه لها و تعديه و هجومه عليها و ضربها و عصرها و قد أثبتوا ذلك في كتبهم فعيد البقر عيد موته و فرح الزهراء (ع) عند ربها بموته إضافة إلي انه يوم تنصيب الإمام الحجة (ع).
وهذه الرواية نقلها المجلسي قدس سره الشريف:
عن أحمد بن إسحـاق القمّيّ حيث قال (إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكريّ عليه السـلام مع جماعة من إخوتي فاستأذنّا بالدخول عليه في هـذا اليوم، و هـو يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل. و سيّدنا عليه السـلام قد أوعز إلى كلّ واحد من خدمه أن يلبس ما له من الثياب الجدد، و كان بين يديه مجمرة و هو يحرق العود بنفسه .. قلنا: بآبائنا أنت و أُمّهاتنا يا ابن رسول اللّه! هل تجدّد لأهل البيت فرح؟
فقال: و أيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟ و لقد حدّثني أبي عليه السـلام أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم - وهـو التاسع من شهر ربيع الأوّل - على جدّي رسـول اللّه صلـى الله عليه و آله و سلم, قال: فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن و الحسين: يأكلون مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم و رسول اللّه يتبسّم في وجوههم ويقول لولديه الحسن و الحسين عليهما السلام: كُلا, هنيئا لكما ببركـة هذا اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوّه وعدوّ جدّكما، و يستجيب فيـه دعـاء أُمّكما، كُلا! فإنّه اليوم الذي فيه يقبل اللّه تعالـى أعمـال شيعتكما ومحبّيكما, كُلا! فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول اللّه: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةَ بِمَا ظَلَمُواْ){النمل: 27/52}. كُلا! فإنّه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدّكما, كُلا! فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعـون أهل بيتي و ظالمهم و غاصب حقّهم. كُلا! فإنّه اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! و في أُمّتك و أصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟
فقال صلى الله عليه و آله و سلم : يا حذيفة! جبت من المنافقين يترأّس عليهم، و يستعمل فـي أُمّتي الرياء، و يدعوهم إلى نفسـه، و يحمل على عاتقه درّة الخزي، و يصدّ الناس عن سبيل اللّه، و يحرّف كتابه، و يغيّر سنّتي، و يشتمل على إرث ولدي، و ينصب نفسه علما، و يتطاول على من بعدي، و يستحلّ أمـوال اللّه من غير حلّـه، و ينفقها في غير طاعته، و يكذّب أخـي و وزيري، و ينحّي ابنتي عن حقّها، فتدعو اللّه عليه و يستجيب دعاؤها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! فلما لا تدعو ربّك عليه ليهلكه فيحياتك؟
فقال: يا حذيفة! لا أُحبّ أن أجترىء علـى قضاء اللّه تعالـى، لمـا قد سبق في علمه، لكنّي سألت اللّه أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه، له فضيلة على سائر الأيّام، ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي و شيعة أهل بيتي، و محبّوهم، فأوحـى إليّ جلّ ذكـره، أن يا محمّد! كان في سابق علمي، أن تمسّك و أهل بيتك محن الدنيا و بلاؤهـا، و ظلم المنافقين و الغاصبين مـن عبـادي، مـن نصحتهم و خانوك، و محّضتهم و غشوك، و صافيتهم و كاشحوك، و صدّقتهم و كذّبوك، و أنجيتهم و أسلموك، فأنا آليت بحولي و قوّتي و سلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليّا حقّه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق، و لأصلينّه و أصحابـه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، و لأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامـة لفراعنـة الأنبياء و أعـداء الـدين في المحشر، و لأحشرنّهم و أولياءهم و جميع الظلمة و المنافقين إلى نار جهنّم زرقا كالحين، أذلّة خزايا نادمين، و لأخلدنّهم فيها أبد الآبدين.
يا محمّد! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلّا بما يمسّه من البلوى، من فرعونه و غاصبه الذي يجتري عليّ، و يبدّل كلامي، و يشرك بي و يصدّ الناس عن سبيلي، و ينصب من نفسه عجلاً لأُمّتك، و يكفر بي في عرشي إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم و محبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ، و أمرتهم أن ينصبوا كرسـيّ كرامتي حذاء البيت المعمـور، و يثنوا عليّ، و يستغفروا لشيعتكم و محبّيكم من ولد آدم، و أمـرت الكـرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم، و لا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصيّك.
يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلك اليـوم عيدا لك و لأهـل بيتك، و لمـن تبعهم من شيعتهم، و آليت على نفسي بعزّتي و جلالي و علوّي في مكاني، لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، و لأشفعنّه في أقربائه، و ذوي رحمه، و لأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه و عياله فيه، و لأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم و شيعتكم، و لأجعلنّ سعيهم مشكورا، و ذنبهم مغفورا، و أعمالهم مقبولة.
قال حذيفة: ثمّ قام رسـول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم إلى أُمّ سلمة، فدخل. ورجعت عنه، وأنا غير شـاكّ في أمـر الشيخ، حتّى ترأّس بعد وفاة النبيّ صلـى الله عليه وآله و سلم و أعاد الكفر، و ارتدّ عن الدين، شمّر للملك، و حرّف القـرآن، و أحـرق بيت الوحـي، و أبدع السنن، و غيّر الملّة، و بدّل السنّة، وردّ شهادة أمير المؤمنين عليه السلام و كذّب فاطمة عليها السـلام و اغتصب فدكـا، و أرضى المجوس واليهود و النصارى، و أسخـط قرّة عين المصطفـى و لم يرضهم، وغيّر السنن كلّها، و دبّر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام و أظهر الجور، و حرّم ما أحلّ اللّه، و أحلّ ما حرّم اللّه، و ألقى إلى الناس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير، و لطم حرّ وجه الزكيّة، و صعد منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم، غصبا و ظلما، و افترى على أمير المؤمنين عليه السلام و عانده وسفه رأيه.
قال حذيفة: فاستجـاب اللّه دعـاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق، و أجرى قتله على يد قاتله, فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لأُهنّئه بقتله و رجوعه إلى دار الانتقام.
فقال لي: يا حذيفة! أتذكر اليوم الذي دخلت فيـه على سيّدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم و أنا و سبطاه نأكل معه، فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه.
قلت: بلى يا أخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم!
فقال: هـو و اللّه! هذا اليوم الذي أقرّ اللّه به عين آل الرسـول، و إنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين إسما.
قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟
فقال عليه السلام: هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الكربة، و يوم العيد الثاني، و يوم حطّ الأوزار، و يوم الخيرة، و يوم رفع القلم، و يوم الهـدو، {فـي البحـار: يوم الغدير الثاني}{في البحار: يوم الهدي} و يوم العافية، و يوم البركة، و يوم الثارات، و يوم عيد اللّه الأكبر، و يوم إجابة الدعاء، و يوم الموقف الأعظم، و يوم التوافـي، و يوم الشرط، و يوم نزع السـواد، و يوم ندامة الظالم، و يوم انكسار الشوكة، و يوم نفي الهموم، و يوم القنوع، و يوم عرض القدرة، و يوم التصفّح، و يوم فرح الشيعة، و يوم التوبة، و يوم الإنابة، و يوم الزكاة العظمـى، و يوم الفطر الثانـي، و يوم سيل الشعاب،{في البحـار: يوم سيل النغاب} و يوم
تجرّع الريق، و يوم الرضـا، و يوم عيد أهل البيت، و يوم ظفر بني إسرائيل، و يوم قبول الأعمال، و يوم تقديم الصدقة، و يوم الزيارة، و يوم قتل النفاق، و يوم الوقت المعلوم، و يوم سرور أهـل البيت، و يوم الشهود، و يوم القهر للعدوّ، و يوم هدم الضلالة، و يوم التنبيه، و يوم التصريد، و يوم الشهادة، و يوم التجاوزعن المؤمنين، و يوم الزهرة، و يوم التعريف، و يوم الإستطابة و يوم الذهاب، و يوم التشديد، و يوم ابتهاج المؤمن، و يوم المباهلة، و يوم المفاخرة، و يوم قبول الأعمال، و يوم التبجيل، و يوم إذاعة السرّ، و يوم النصرة، و يوم زيادة الفتح، و يوم تودّد، و يوم المفاكهة، و يوم الوصـول، و يوم التزكية، ويوم كشف البدع، و يوم الزهد، و يوم الورع، و يوم الموعظة، و يوم العبادة، و يوم الاستسلام، و يوم السلم، و يوم النحر، و يوم البقر.
قال حذيقة: فقمت من عنده، و قلت فـي نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير و ما أرجو بـه الثواب إلّا فضل هذا اليوم لكان مناي.)) انتهى
اما اذا اردنا رأي المحققين من العلماء فهذا رأي مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني ادام الله ظله :
يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك.
وفيه رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين ولم يصل الينا سندها الواحد متصلاً كاملاً ، والكتب المنقولة منها بالأصل مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية, وعلى ذلك فالرواية غير معتبرة ولا نقدم بها حجة, هذا.
ولكن السيد ابن طاووس (ره) أشار الى هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم التاسع من ربيع الأول، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب, وذلك لاجماع المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا رده ابن إدريس أيضاً.
وفي المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة, كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوم الثامن من ربيع الأول, فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان (عج) لمنصب الإمامة والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب، ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة (عج) من مقام وانه صاحب الدولة الكريمة. وقال في مكان آخر ان التقيد فيه قد يكون لسر مكنون لا نعلمه.
وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.
مع ملاحظة ورود فقرة في هذه الرواية تخالف الاصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام, ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
عيد البقر ( عيد فرحة الزهراء ، عيد تولية الامام الحجة )
- في التاسع من ربيع الاول-
كلام الشيخ القمي قدس الله سره
عيد عظيم وهو عيد البقر وشرحه طويل مذكور في محله وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غفرت ذنوبه.
وقيل يستحب في هذا اليوم إطعام الاخوان المؤمنين وإفراحهم والتوسُّع في نفقة العيال ولبس الثياب الطيِّبة وشكر الله تعالى وعبادته. وهو يوم زوال الغموم والاحزان وهو يوم شريف جداً. انتهى .
ذكر العلامة المجلسي في زاد المعاد بالمضمون لا النص:
((سمي عيد البقر لأن فيه بقر بطن أحد أعداء الزهراء (ع) و هو من أوائل أولئك الذين ظلموها و هجموا عليها و عصروها و اسقطوا جنينها مما أدي إلي موتها و حيث وردت روايات تدل علي أن موت عمر كان في ذلك اليوم و قد مات ببقر بطنه من قبل أبي لؤلؤة و الشيعة كبقية المنصفين من السنة يقولون بظلمه لها و تعديه و هجومه عليها و ضربها و عصرها و قد أثبتوا ذلك في كتبهم فعيد البقر عيد موته و فرح الزهراء (ع) عند ربها بموته إضافة إلي انه يوم تنصيب الإمام الحجة (ع).
وهذه الرواية نقلها المجلسي قدس سره الشريف:
عن أحمد بن إسحـاق القمّيّ حيث قال (إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكريّ عليه السـلام مع جماعة من إخوتي فاستأذنّا بالدخول عليه في هـذا اليوم، و هـو يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل. و سيّدنا عليه السـلام قد أوعز إلى كلّ واحد من خدمه أن يلبس ما له من الثياب الجدد، و كان بين يديه مجمرة و هو يحرق العود بنفسه .. قلنا: بآبائنا أنت و أُمّهاتنا يا ابن رسول اللّه! هل تجدّد لأهل البيت فرح؟
فقال: و أيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟ و لقد حدّثني أبي عليه السـلام أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم - وهـو التاسع من شهر ربيع الأوّل - على جدّي رسـول اللّه صلـى الله عليه و آله و سلم, قال: فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن و الحسين: يأكلون مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم و رسول اللّه يتبسّم في وجوههم ويقول لولديه الحسن و الحسين عليهما السلام: كُلا, هنيئا لكما ببركـة هذا اليوم الذي يقبض اللّه فيه عدوّه وعدوّ جدّكما، و يستجيب فيـه دعـاء أُمّكما، كُلا! فإنّه اليوم الذي فيه يقبل اللّه تعالـى أعمـال شيعتكما ومحبّيكما, كُلا! فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول اللّه: (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةَ بِمَا ظَلَمُواْ){النمل: 27/52}. كُلا! فإنّه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدّكما, كُلا! فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعـون أهل بيتي و ظالمهم و غاصب حقّهم. كُلا! فإنّه اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! و في أُمّتك و أصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟
فقال صلى الله عليه و آله و سلم : يا حذيفة! جبت من المنافقين يترأّس عليهم، و يستعمل فـي أُمّتي الرياء، و يدعوهم إلى نفسـه، و يحمل على عاتقه درّة الخزي، و يصدّ الناس عن سبيل اللّه، و يحرّف كتابه، و يغيّر سنّتي، و يشتمل على إرث ولدي، و ينصب نفسه علما، و يتطاول على من بعدي، و يستحلّ أمـوال اللّه من غير حلّـه، و ينفقها في غير طاعته، و يكذّب أخـي و وزيري، و ينحّي ابنتي عن حقّها، فتدعو اللّه عليه و يستجيب دعاؤها في مثل هذا اليوم.
قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! فلما لا تدعو ربّك عليه ليهلكه فيحياتك؟
فقال: يا حذيفة! لا أُحبّ أن أجترىء علـى قضاء اللّه تعالـى، لمـا قد سبق في علمه، لكنّي سألت اللّه أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه، له فضيلة على سائر الأيّام، ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي و شيعة أهل بيتي، و محبّوهم، فأوحـى إليّ جلّ ذكـره، أن يا محمّد! كان في سابق علمي، أن تمسّك و أهل بيتك محن الدنيا و بلاؤهـا، و ظلم المنافقين و الغاصبين مـن عبـادي، مـن نصحتهم و خانوك، و محّضتهم و غشوك، و صافيتهم و كاشحوك، و صدّقتهم و كذّبوك، و أنجيتهم و أسلموك، فأنا آليت بحولي و قوّتي و سلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليّا حقّه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق، و لأصلينّه و أصحابـه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، و لأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامـة لفراعنـة الأنبياء و أعـداء الـدين في المحشر، و لأحشرنّهم و أولياءهم و جميع الظلمة و المنافقين إلى نار جهنّم زرقا كالحين، أذلّة خزايا نادمين، و لأخلدنّهم فيها أبد الآبدين.
يا محمّد! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلّا بما يمسّه من البلوى، من فرعونه و غاصبه الذي يجتري عليّ، و يبدّل كلامي، و يشرك بي و يصدّ الناس عن سبيلي، و ينصب من نفسه عجلاً لأُمّتك، و يكفر بي في عرشي إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم و محبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ، و أمرتهم أن ينصبوا كرسـيّ كرامتي حذاء البيت المعمـور، و يثنوا عليّ، و يستغفروا لشيعتكم و محبّيكم من ولد آدم، و أمـرت الكـرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم، و لا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصيّك.
يا محمّد! إنّي قد جعلت ذلك اليـوم عيدا لك و لأهـل بيتك، و لمـن تبعهم من شيعتهم، و آليت على نفسي بعزّتي و جلالي و علوّي في مكاني، لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، و لأشفعنّه في أقربائه، و ذوي رحمه، و لأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه و عياله فيه، و لأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم و شيعتكم، و لأجعلنّ سعيهم مشكورا، و ذنبهم مغفورا، و أعمالهم مقبولة.
قال حذيفة: ثمّ قام رسـول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم إلى أُمّ سلمة، فدخل. ورجعت عنه، وأنا غير شـاكّ في أمـر الشيخ، حتّى ترأّس بعد وفاة النبيّ صلـى الله عليه وآله و سلم و أعاد الكفر، و ارتدّ عن الدين، شمّر للملك، و حرّف القـرآن، و أحـرق بيت الوحـي، و أبدع السنن، و غيّر الملّة، و بدّل السنّة، وردّ شهادة أمير المؤمنين عليه السلام و كذّب فاطمة عليها السـلام و اغتصب فدكـا، و أرضى المجوس واليهود و النصارى، و أسخـط قرّة عين المصطفـى و لم يرضهم، وغيّر السنن كلّها، و دبّر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام و أظهر الجور، و حرّم ما أحلّ اللّه، و أحلّ ما حرّم اللّه، و ألقى إلى الناس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير، و لطم حرّ وجه الزكيّة، و صعد منبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم، غصبا و ظلما، و افترى على أمير المؤمنين عليه السلام و عانده وسفه رأيه.
قال حذيفة: فاستجـاب اللّه دعـاء مولاتي عليها السلام على ذلك المنافق، و أجرى قتله على يد قاتله, فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لأُهنّئه بقتله و رجوعه إلى دار الانتقام.
فقال لي: يا حذيفة! أتذكر اليوم الذي دخلت فيـه على سيّدي رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم و أنا و سبطاه نأكل معه، فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه.
قلت: بلى يا أخا رسول اللّه صلى الله عليه و آله و سلم!
فقال: هـو و اللّه! هذا اليوم الذي أقرّ اللّه به عين آل الرسـول، و إنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين إسما.
قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟
فقال عليه السلام: هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الكربة، و يوم العيد الثاني، و يوم حطّ الأوزار، و يوم الخيرة، و يوم رفع القلم، و يوم الهـدو، {فـي البحـار: يوم الغدير الثاني}{في البحار: يوم الهدي} و يوم العافية، و يوم البركة، و يوم الثارات، و يوم عيد اللّه الأكبر، و يوم إجابة الدعاء، و يوم الموقف الأعظم، و يوم التوافـي، و يوم الشرط، و يوم نزع السـواد، و يوم ندامة الظالم، و يوم انكسار الشوكة، و يوم نفي الهموم، و يوم القنوع، و يوم عرض القدرة، و يوم التصفّح، و يوم فرح الشيعة، و يوم التوبة، و يوم الإنابة، و يوم الزكاة العظمـى، و يوم الفطر الثانـي، و يوم سيل الشعاب،{في البحـار: يوم سيل النغاب} و يوم
تجرّع الريق، و يوم الرضـا، و يوم عيد أهل البيت، و يوم ظفر بني إسرائيل، و يوم قبول الأعمال، و يوم تقديم الصدقة، و يوم الزيارة، و يوم قتل النفاق، و يوم الوقت المعلوم، و يوم سرور أهـل البيت، و يوم الشهود، و يوم القهر للعدوّ، و يوم هدم الضلالة، و يوم التنبيه، و يوم التصريد، و يوم الشهادة، و يوم التجاوزعن المؤمنين، و يوم الزهرة، و يوم التعريف، و يوم الإستطابة و يوم الذهاب، و يوم التشديد، و يوم ابتهاج المؤمن، و يوم المباهلة، و يوم المفاخرة، و يوم قبول الأعمال، و يوم التبجيل، و يوم إذاعة السرّ، و يوم النصرة، و يوم زيادة الفتح، و يوم تودّد، و يوم المفاكهة، و يوم الوصـول، و يوم التزكية، ويوم كشف البدع، و يوم الزهد، و يوم الورع، و يوم الموعظة، و يوم العبادة، و يوم الاستسلام، و يوم السلم، و يوم النحر، و يوم البقر.
قال حذيقة: فقمت من عنده، و قلت فـي نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير و ما أرجو بـه الثواب إلّا فضل هذا اليوم لكان مناي.)) انتهى
اما اذا اردنا رأي المحققين من العلماء فهذا رأي مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني ادام الله ظله :
يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك.
وفيه رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين ولم يصل الينا سندها الواحد متصلاً كاملاً ، والكتب المنقولة منها بالأصل مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية, وعلى ذلك فالرواية غير معتبرة ولا نقدم بها حجة, هذا.
ولكن السيد ابن طاووس (ره) أشار الى هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم التاسع من ربيع الأول، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب, وذلك لاجماع المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا رده ابن إدريس أيضاً.
وفي المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة, كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) كان يوم الثامن من ربيع الأول, فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان (عج) لمنصب الإمامة والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب، ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة (عج) من مقام وانه صاحب الدولة الكريمة. وقال في مكان آخر ان التقيد فيه قد يكون لسر مكنون لا نعلمه.
وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.
مع ملاحظة ورود فقرة في هذه الرواية تخالف الاصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام, ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم.