المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة / شَــكْـــوَى حَـالِ الأُ مَّـــةِ إِلَــى رَسُـولِ اللَّـه صلى الله عليه وآله


جمال محمود الهاشمى
23-01-2013, 03:03 PM
قصيدة / شَــكْـــوَى حَـالِ الأُ مَّـــةِ إِلَــى
رَسُـولِ اللَّـه صلى الله عليه وآله وسلم

{{ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما* فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}} النساء : 64 : 65

للشاعر الإسلامي الكبير / محمود الطاهر الصافى
الهاشمي الإدريسي الحسنى (رحمه الله تعالى)

رَسُولَ اللَّـهِ أَنْتَ لَنَا شِـفَـاءُ
إِذَا فُقِـدَ المُعَـالِجُ والدَّوَاءُ
فَأَدْرِكْ أُمَّةً مَرضَتْ بِـخُـلْـفٍ
وأَوْشَكَ أَنْ يُغَـيِّـبَهَا الفَنَـاءُ
عَفَـتْ أَخْلاقَهَا وطَغَى هَوَاهَـا
وذَلَّ عَظِـيمُهَـا وعَلا الهَبَاءُ
فَلا دِينٌ يَـرُدُّهُـمُ بِـعَـقْـلٍ
ولا وَعْىٌ يَصُونُ ولا حَـيَـاءُ
أَذَلُّوا عِـزَّهُمْ حَـتَّى نَعَـاهُـمْ
عَـدُوُّهُـمْ وذَاعَ لَـهُ رِثَـاءُ
وفَاقَ هَلاكُـهُمْ مَا قَدْ تَمَـنَّـى
فَأَظْهَـرَ رَحْمَـةً وهوَ العَيَـاءُ
تَنَاهَـبَهَـا بَنُو شَرْقٍ وغَـرْبٍ
ولَيْـسَ لَهَـا إِبَاءٌ أَوْمِـرَاءُ
جَفَـتْ إِيمَانَهَا فَانْهَارَ صَرْحٌ
ومُزِّقَـتِ الأَوَاصِرُ والإِخَـاءُ
جُمُوعٌ كَالأُسُودِ بِيَومِ خُـلْـفٍ
وعِنْـدَ عَدُوِّهِمْ هَونٌ غُـثَـاءُ
وصَارَ الغَدْرُ فِيهِمْ خَـيْرَ رِبْحٍ
وضَاعَ الأَمْرُ مِـنْهُمْ والوَفَـاءُ
وشُرِّدَ طِـفْـلُـُمْ فِى كُلِّ وَادٍ
وتَاهَ شُـيُوخُهُمْ وكَذَا النِّسَاءُ
فَجَـاءَ ظَلامُ شَيْطَانٍ خَـبِـيثٍ
وفِـيهِ كُلُّ دَاهِـيَـةٍ عَـنَـاءُ
فَصَيَّـرَ أَمْرَهُمْ هَرَجاً وقَـتْـلاً
وغَطَّى صُبْحُهُمْ ذَاكَ المَسَـاءُ
فَيَا نُورَ الإِلَهِ أَضِىءْ حَـيَـاةً
فَأَنْتَ لَنَـا مِنَ اللَّـهِ الرَّجَاءُ
يُجَـدِّدُ أَمْرَنَا ويُعِـيدُ مَـجْـداً
وتَأْتِى وِحْدَةٌ ولَهَـا نَمَـاءُ
ويَعْـتَصِمُ الجَمِيعُ بِخَيْرِ حَبْلٍ
لَنَا فِـيهِ التَّـغَـلُّبُ والنَّجَاءُ
فَنُصْبِحَ فِى رِضَاكَ عَلَى صِرَاطٍ
لَـنَـا فِـيهِ مِنَ اللَّهِ الرِّضَاءُ
فَإِنَّـكَ رَحْـمَةُ الأَكْوَانِ بَدْءاً
وأَنْتَ مُغِـيـثُنَا إِنْ غَابَ مَاءُ
رَسُولَ اللَّـهِ يَا خُـلُقٌ عَظِـيمٌ
مَتَّى يَأْتِى لَهُـمْ مِنْكُمْ صَفَـاءُ
لِيُبْـصِرَ جَمْعُهُمْ حَـقًّا مُبِـيناً
ويُكْـشَفَ عَنْهُمُ ذَاكَ الغَطَـاءُ
فَيَرْجِعَ عَـقْـلُهُمْ كَشَّافَ عِـلْمٍ
لَيَبْنِى فِى الحَضَارَةِ مَا يَشَاءُوا
فَيَسْرِى فِى السَّمَاءِ وكُلِّ أَرْضٍ
فَـيُرْعَبَ مِنْهُ ظُلْمٌ واعْـتِـدَاءُ
لَقَـدْ دُعِىَ النَّبِىُّ إِلَى عُـرُوجٍ
لِتَنْكَشِفَ المَعَارِفُ والخَـفَاءُ
ويَبْـقَى قُدْوَةً لِصُعُـودِ عَقْـلٍ
لِـتُدْرِكَهُ الحَـقَائِقُ والجَـلاءُ
وتَسْمُو الرُّوحُ لِلْعَـلْيَاءِ حُبًّا
فَيَصْـقِلَهَـا التَّسَامِى والنَّقَاءُ
إِذَا أَرْضَـيْتَ رَبَّ الكَونِ جَاءَتْ
إِلَيْـكَ عُلُومُهُ وهىَ الغَـنَـاءُ

الناقد
24-01-2013, 12:00 PM
الهاشمي الكريم جزاك الله خيرا لنقل قصيدة الصافي الرائعة
تقديري لك ولجهودك