راضي رزاق
28-01-2013, 07:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انطلاقاً من ولائنا لمولانا أمير المؤمنين (ع) سعينا لان نسجل نقطة على طريق الولاء لعلنا نفي بهذا اليسير لمولانا علي (ع) وان كنا قاصرين ومقصرين .. نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم لولايته التي هي خير النعم بل هي النعيم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ويوثقنا لخدمة سادتنا الأطهار الميامين محمدً وآله الطاهرين وان يرزقنا وإياكم لخدمة مولانا قائم آل محمد ويهب لنا دعائه ورضاه ورأفته ويعجل فرجه الشريف أن شاء الله تعالى أرجو أن تلقى مشاركتي هذه حسن القبول عندكم ولعدم توفر موقع لي أرجو أن تتفضلوا علي بالاتصال على رقم الموبايل ####### .
أخوكم
عبد العباس عبد الكاظم محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [
صدق الله العلي العظيم
المائدة67
الإمام علي ولي الله العلي
وشيعته هم المفلحون وهم الفائزون
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق أبي الزهراء نبينا محمد وآله الطاهرين. كل ما قيل وكتب عن الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في شخصيته المطهرة وسيرته العطرة منذ ولادته وحتى شهادته والتي هي من الله وفي الله وإلى الله فضلاً عن الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة المبينة لعلو منزلته وسمو عظمته وافتراض طاعته وما عرف عنه من الملكات والكمالات والمناقب والكرامات لم يكن مفتقراً لها فتغنيه إنما هي من خصائصهُ التي دلت عليهِ وتشرفت بانتسابها إليه ومن الظلم والغباء والإجحاف أن يقرنه البعض بمناوئيه وممن عاداه أو يشار إليهم بمزية من مزايا سيما تلك التي اختصه الله تعالى بها فهو أمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم وفي كل الذي فيه قبل وعنه كتب يبقى الكثير مما لا يعرف عنه وفيه لقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) له ما عرفك إلا الله وأنا وهذا اليسير الذي عرف عنه من الكثير الذي لم يعرف هو من الصعب المستصعب ولا يدركه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان. وفي دعاء المعرفة المندوب لقراءته في الغيبة الكبرى وبمثل أيامنا هذه ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) ، وفي سورة الفاتحة المباركة (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ# صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)، وآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً). وفي حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا) . يبين الله تعالى في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله العظيم محمد (صلى اله عليه وآله وسلم) في أحاديثه أن علياً(عليه السلام) هو الصراط المستقيم والمهتدي من اهتدى به وإليه والضال من ضل عنه وأن ولايته وولاية أبنائه المعصومين هي شرط قبول الدين الكامل وهي النعيم الذي يسأل الله تعالى عبادة عنه (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) وفي علي (عليه السلام) أكثر من 360 آية في كتاب الله تبين منزلته وفضائله وأن علياً (عليه السلام) نفس محمد (صلى الله عليه وآله) ومنه وخلق معه حيث قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى) وقوله ( أول ما خلق الله نور نبيكم وخلق منه كل خير) نعم خلقهما الله تعالى وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ولد الحسين (عليهم السلام) قبل كل خلقه (إن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طهرت وطابت بعضها من بعض خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين). وما خلق الله تعالى السموات والأرضين وما فوقهن وما تحتهن وما فيهن إلا لأجلهم كما في حديث الكساء فهم أول وأكمل وأفضل وأجمل الخلق جميعا بما فيهم آدم (عليه السلام) وحتى آخر ولده وفيهم الأنبياء والرسل (عليهم السلام) بل أن كل ما جاء به الأنبياء والرسل من رسالاتهم وقصصهم كانت مقدمة وممهدة للرسالة الخاتمة وحملتها محمد وعلي وآلهما (عليهم السلام) وإن كل ما عندهم من الفعاليات والمعجزات هي بعض مما عند محمد وعلي وآلهما من القدرات والكرامات. فآدم (عليه السلام) علمه الله تعالى أسماءهم وأمره لينبئ بهم الملائكة. واستغفر ربه بحقهم .. ونوح (عليه السلام) يمثل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أهل بيته (عليهم السلام) بسفينته وإبراهيم (عليه السلام) . (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) دلالة على إمامتهم وهم ذريته وإسماعيل (عليه السلام) (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) إشارة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وداود وسليمان وزكريا ويحيى وفي يحيى وعيسى وايتائهما الكتاب والحكم والنبوة بصباهما إشارة للإمامين الجواد والمهدي (عليهما السلام) بتوليهما الإمامة بصباهما. .
واصف وصي سليمان وجلبه عرش بلقيس قبل ارتداد البصر وعنده علم من الكتاب وعلم الكتاب كله عند الإمام علي (عليه السلام) الآية ومن عنده علم الكتاب. وفي يحيى ولادته وإهداء رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل كذلك إشارة لما جرى على مولانا الإمام الحسين (عليه السلام) وفي موسى وهارون (عليهما السلام) ومنزلتهما يمثل النبي (صلى الله عليه واله) منزلة علي منه وفي عيسى (عليه السلام) وبقائه حياً غائباً دليل على طول عمر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وطول غيبته والمؤكد أنه مدخر لنصرته ويصلي خلفه عند ظهوره المبارك كذلك في حياة الخضر (عليه السلام) وغيبته دليل آخر وإنه أيضاً من مناصريه ومؤازريه.
وهذه الإشارات والأدلة المبينة لما عند محمد وعلي وآلهما (عليهم السلام) هي من الصعب المستصعب الذي لا يحتمله الكثير وإنهم علة التكوين وغاية الخلق بهم فتح الله وبهم يختم ولأن علياً (عليه السلام) هو خير خلق الله وأقربهم إليه سبحانه بعد نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) فقد أولاه الله تعالى ما أولاه من الفضائل والمزايا جعل الكعبة أول بيت وضع للناس موضعاً ومهداً لولادته حيث ولد في بطنها وسط البيت بمعجزة لم تكن لغيره من قبل ومن بعد وعلي (عليه السلام) مذ كان فطيماً تكفله الرسول (صلى الله عليه وآله) و كان يضمه إلى صدره ويمضغ الزاد فيلقمه له ويرفع له في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمره بالاقتداء به وكان يتبع الرسول إتباع الفصيل أثر أمه ويجاور معه كل سنة بحراء ولا يراه غيره سوى السيدة خديجة (عليها السلام) فيرى نور الوحي والرسالة ويشم ريح النبوة وقد سمع رنة الشيطان حين نزل الوحي على الرسول فسأله عنها وأجابه أنها رنة الشيطان آيس من عبادته إنك تسمع ما اسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير وحين أنذر الرسول (صلى الله عليه وآله) عشيرته الأقربين أخبرهم أن علياً أخي ووصيي وخليفتي من بعدي أسمعوا له وأطيعوه. وعند تعرض سفهاء قريش وصبيانهم للنبي (صلى الله عليه وآله) بطرقات مكة يرشقونه بالحجارة كان علي (عليه السلام) يقضم من آذانهم وأنوفهم فعرف بينهم بالقضم الذي يفرون منه إن رأوه وعلي (عليه السلام) بمبيته بفراش النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الهجرة يباهي الله سبحانه به الملائكة ويأمر سبحانه جبرائيل وميكائيل أن أنزلا واحرساه وعلي (عليه السلام) في بدر يقتل نصف قتلى المشركين بسيفه ويشارك المسلمين بقتلهم في النصف الآخر وفي أحد ينادى باسمه من السماء لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار وفي الخندق برز الإيمان كله إلى الشرك كله. وضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين وفي خيبر لأعطين الراية غداً لرجل كرار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبانه وفي معارك المسلمين كلها كان علي (عليه السلام) فارسها الأوحد والمدافع الممجد ولم يسجل التاريخ لمن حاول السراق العابثون تجميلهم ببعض من صفاته ذكراً ولم يذكر لهم فيها حتى همساً وعلي (عليه السلام) وضع قدميه على موضع وضع الله تعالى عليه يد قدرته المحسوسة غير الملموسة. كتف النبي (صلى الله عليه وآله) وارتقى إلى سطح الكعبة محطماً أصنام الشرك والنفاق من فوقها . وعلي حبه عبادة وذكر علي عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة وحب علي عنوان صحيفة المؤمن وعلي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وعلي قسيم الجنة والنار وعلي مع القرآن والقرآن مع علي وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار وعلي ميزان الأعمال وعلي إمام البررة وقاتل الفجرة وعلي يعسوب الدين وسيد الموحدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وعلي من رُدت لهُ الشمس من مغربها بإذن ربه مرتين وعلي زوج البتول زوجهما الله تعالى في السماء وجبرائيل يبلغ الرسول أن الله يأمرك أن تزوج النور من النور علياً من فاطمة (عليهما السلام) وعلي أبو السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) إمامان إن قاما أو قعدا وعلي يوم الغدير ينصبه الرسول (صلى الله عليه وآله) خليفة من بعده بأمر الله تعالى وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وعلي (عليه السلام) فوق الأولويات كلها وحين يقال أول لا يعني أن هناك من يدانيه ولو بدرجات أقل في فضيلة أو إيمان أو أي موقف أو ميدان إنما هو أول الأئمة المعصومين من أبنائه أوصياء وخلفاء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من بعده فإذا ذكرت الشجاعة والسماحة والفصاحة فهي من ملكاته وإذا ذكر العدل والصبر والكرم فهو من صفاته وإذا قيل الخلق أو الإيمان قيل هو أهله بل هو أصله.
وعلي (عليه السلام) ليس بحاجة إلى المواقف الخطيرة والمسائل المستعصية ليمتحن بها وتكسبه خبرة تنفعه بمثلها. فهو باب علم مدينة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) علمه ألف باب للعلم ينفتح له من كل باب ألف باب. ولم يقل أحدٌ قولته . إسالوني قبل أن تفقدوني. ولو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا وعلي بصبره وحكمته وقدرته ودرايته حفظ الدين من الاندثار والإسلام من الانهيار حين أقدم المنقلبون على الأعقاب بجرمين كادت لهما السموات تنفطر وضجت منهما الملائكة واهتز عرش الرحمن تبارك اسمه أولهما منعهم الزهراء الصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) أم أبيها ونفسه التي بين جنبيه يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها من البكاء عليه عند شهادته وحجبوا عنها إرثها منه بفدك وغير فدك وأحرقوا دارها ودفعوا بابها وكسروا ضلعها وأسقطوا محسنها فمضت إلى ربها شهيدة مظلومة غاضبة دفنت ليلاً وسراً احتجاجاً منها على ظالميها. وثانيهما نقضهم العهد الذي عاهدوا الله ورسوله عليه في غدير خم حين بايعوا علياً (عليه السلام) وقالوا بخ بخ لك أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة وأزالوه عن مرتبته التي رتبها الله له. وحيث قال في شقشقيته تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم محلي منها محل القطب من الرحى . وليقينهم أن علياً (عليه السلام) لا يؤثر على دينه وأن يقتل أهله وان همه وهدفه وغايته حفظ الدين و حملته وأن غيبوهم عن الميدان السياسي وعلموا أنه لا ينالهم بسيفه الذي عرفوا ضرباته فيمن أشجع وأفضل منهم من أبطال قريش. وحين أمنوا العقاب العاجل تمادوا بطغيانهم وبالغوا بجرمهم وحيث قال صبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا وقال في شوراهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائر وهنا وان كان الاستنكار والرفض قائمين على أن القوم عدوه رابعاً بتدرجهم فمن الخطأ التصور أنه كان يجب أن يكون أولهم ليكونوا هم من بعده.
وبهذا يعطون منزلة ليسوا لها بأهل وبعدها عنهم أبعد من بعد الثريا عن الثرى. لأنه وكما تقدم أول الأئمة المعصومين الأطهار خلفاء وأوصياء الرسول الأعظم (صلى اله عليه وآله وسلم) بالنص الإلهي حجج الله على خلقه في سمائه وأرضه. إلا أن المنقلبين على أعقابهم قدموا إرادتهم الشيطانية بالضد من الإرادة الرحمانية فأسسوا الظلم على آل محمد وعلي بقتلهم الزهراء (عليها السلام) ومهدوا الطريق للطغيان بجرأتهم على الله ورسوله وخروجهم على إمام زمانهم المفترض الطاعة لحسد وبغض وشرك قديم فيهم لم تطهر أنفسهم منه فجعلوها سنة على سنة الفراعنة والطواغيت تقدس الحاكم و تستعبد المحكوم وتلقفها منهم الطلقاء وأبناؤهم من آل أبي سفيان وزياد ومروان والخلعاء من بغاة بني العباس ملكوا أمور المسلمين وحرفوا عقائد الدين وحشدوا ووظفوا كل الإمكانات والطاقات للتضليل والتعتيم على حقائق الإسلام المحمدي الأصيل وتمجيد نهجهم الطاغوتي الرذيل فلقيت الدنيا منهم أياماً حمراء وسوداء بقتلهم أبناء النبيين عترة سيد المرسلين أئمة الهدى الأطهار وشيعتهم الأبرار. حاصروا أفكارهم وأحرقوا ديارهم وطاردوا وسجنوا أبنائهم وأتباعهم ومارسوا بحقهم شتى أصناف القتل والقمع وبأبشع الجرائم ويزعمون أنهم خلفاء الرسول وولاة الأمر. ومجالسهم تعج باللهو والخمور والفسق والفجور والناس على دين ملوكهم عملوا بدين الحكام وأعرضوا عن الإسلام دين محمد وعلي وآلهما الكرام. وضوءهم يغسلون الممسوح ويمسحون المغسول وصلاتهم أدخلوا فيها ما ليس منها وسجودهم على ما لا يصح السجود عليه إلى الكثير من المخالفات لحقائق الأحاديث والتفسير وهذا ما دأبت عليه الغالبية من المسلمين إلا شيعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أخذوا الدين من أصله وتمسكوا بحبله وهم رعاته وأهله والشيعة الأبرار على نهج أئمتهم الأطهار لن يتهموا يوماً مخالفيهم من المسلمين في أحكام وعقائد الدين بالكفر أو الشرك أو الخروج عن الإسلام بل أمرهم أئمتهم مشاركة المسلمين أفراحهم وأحزانهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم والصلاة في جماعتهم. بالرغم من تحملهم شتى التهم والعذابات من كل السلطات الحاكمة طيلة القرون الماضية وما زالوا حتى يومنا هذا يتهمون بالشرك وعبادة القبور وخروجهم عن الدين وأن الشيعة دخلاء على الإسلام والعرب والتشيع لا قدم له وأنه من صنع الصفويين والفرس الأعاجم ويفتى بقتلهم وتهجيرهم ومعاداتهم وتفجيرهم... بيد أن التشيع والشيعة كانا على عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث قال لأمير المؤمنين علي عليه السلام لولاك لم يعرف المؤمنون من بعدي وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني وقال في شيعته الأبرار سلمان منا أهل البيت لا تقولوا سلمان الفارسي وقولوا سلمان المحمدي وفي أبي ذر ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق ذي لهجة من أبي ذر وعمار بن ياسر ملئ ايمان من قرن الى قدم والمقداد وجابر بن عبد الله وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وابن التيهان وعبد الله بن حاتم الطائي وقيس بن سعد بن عبادة وحجر الكندي ومالك الأشتر وميثم التمار ورشيد الهجري وغيرهم من أفضل وأقرب الصحابة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) . هؤلاء رواد التشيع الأوائل هل للمشككين أن يأتوا بمثلهم ولكن كما تمثل الشريف الرضي بقول الفرزدق نقول :-
((أولئك أبائي فجئني بمثلهم
...
إذا جمعتنا يا جرير المجامع))
والله تبارك اسمه قال في كتابه الكريم ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) ومولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .. وقد قيل :-
((فقد رفع الإسلام سلمان فارس
...
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب))
ثم أن رؤساء و علماء المذاهب الإسلامية الأخرى من غير الشيعة ليسوا من العرب كأبي حنيفة واحمد بن حنبل ومالك بن أنس والشافعي وصاحبي الصحيحين مسلم والبخاري والكيلاني والترمذي و البيهقي والنسائي والكثير منهم . والمفارقة هنا إن أهل البلاد الذين يوصفون بالصفويين (إيران الإسلام) يؤمهم ويحكمهم اليوم علماء وسادة من أشراف وأعاظم العرب بانتسابهم الى النبي وآله ولا يرون في ذلك من ضير بل يفتخرون به ويعتبرونه كل الخير. والثابت عند الشيعة الإمامية إن من شرائط المرجع الديني عربياً كان أو غير عربي لا بد أن يكون ملماً كل الإلمام ومحيطاً بأتم الإحاطة باللغة العربية من ألفها إلى يائها ويعتبر مرجعاً لكل المسلمين شيعة وغير شيعة عرباً وغير عرب. ومما يحمد الله تعالى عليه أن الشعوب الإسلامية اليوم أصبحت على وعي لما يحيط بها وبدأت عقولها تنضج وتتكامل فكرياً وعلمياً بفضل التطور العلمي الحديث وما وفرته لها التقنية المتقدمة والاتصالات السريعة فأخذت تميز بين الحق و الباطل وترفض الظلم والاستبداد والجور والاستعباد الذي تعرضت له وعانت منه لسنوات طويلة من حكامها الطغاة فأسقطت من أسقطته منهم لتسقط معهم على أرض الواقع تلك النظريات الزائفة التي جاءت بهم على نهج طغاة بني أمية الاسافل وبغاة بني العباس الأراذل من أن الحكام ولاة الأمر وأئمة الزمان ولا يجوز الاعتراض أو الخروج عليهم وإن ظلموا وأفسدوا فويل لطغاة العرب من شر قد اقترب ولا شك أن هذه المتغيرات من سنن الله في خلقه حيث غيرت الشعوب ما بأنفسها فألقى الله في قلوبها القوة والإقدام وفي قلوب الطغاة الرعب والانهزام والمؤمل في هذه المتغيرات وما يكتنفها من مخاضات أنها تستبطن بطياتها بشائر الخير لبزوغ عهد جديد وإنها إن شاء الله من إرهاصات ومقدمات عصر الظهور المبارك.
وكذلك الأنظمة والاستراتيجيات العالمية الحاكمة على مقدرات ومصائر الشعوب الإسلامية والإنسانية باتت الهشاشة تنخر في جسمها ويحاول قادتها عبثاً إصلاح ما فسد فيها لعجزهم عن إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل شعوبهم المتفاقمة مما أدى بتلك الشعوب إلى التذمر والقلق لفقدانها الثقة بالمعالجات المطروحة والخشية من المستقبل المجهول وربما المرعب لانعدام رؤيته من منظار واقعها المعاش ومجمل هذه الأحداث العالمية المتسارعة والمتغيرات الكونية المتلاحقة جعلت أو تكاد الدنيا بأجمعها تدرك أن لا نجاة لها إلا بالمنقذ والمخلص الإلهي العالمي وذلك هو وعد الله الحق مولانا الإمام الحجة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) والذي سيظهره الله تعالى ليملأ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ويظهر به دينه دين محمد وعلي وآلهما على الدين كله لتدين به كل الخلق وعلى كل الأرض بإقامته دولة العدل الإلهية العالمية وعاصمتها الكوفة مدينة الإمام علي في عراق الإمام علي (عليه السلام) فليفتخر موالوه بتمسكهم بولايته وليبوء معادوه بغضب الله ونقمته وصلى الله على أبي الزهراء نبينا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليماً والحمد لله رب العالمين.
خادم الإمام الحسين (عليه السلام)
عبد العباس عبد الكاظم محمد السيد الزهيري
10 / ربيع الاول 1434هـ
العراق / الكوت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انطلاقاً من ولائنا لمولانا أمير المؤمنين (ع) سعينا لان نسجل نقطة على طريق الولاء لعلنا نفي بهذا اليسير لمولانا علي (ع) وان كنا قاصرين ومقصرين .. نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم لولايته التي هي خير النعم بل هي النعيم الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ويوثقنا لخدمة سادتنا الأطهار الميامين محمدً وآله الطاهرين وان يرزقنا وإياكم لخدمة مولانا قائم آل محمد ويهب لنا دعائه ورضاه ورأفته ويعجل فرجه الشريف أن شاء الله تعالى أرجو أن تلقى مشاركتي هذه حسن القبول عندكم ولعدم توفر موقع لي أرجو أن تتفضلوا علي بالاتصال على رقم الموبايل ####### .
أخوكم
عبد العباس عبد الكاظم محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
) يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [
صدق الله العلي العظيم
المائدة67
الإمام علي ولي الله العلي
وشيعته هم المفلحون وهم الفائزون
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق أبي الزهراء نبينا محمد وآله الطاهرين. كل ما قيل وكتب عن الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في شخصيته المطهرة وسيرته العطرة منذ ولادته وحتى شهادته والتي هي من الله وفي الله وإلى الله فضلاً عن الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة المبينة لعلو منزلته وسمو عظمته وافتراض طاعته وما عرف عنه من الملكات والكمالات والمناقب والكرامات لم يكن مفتقراً لها فتغنيه إنما هي من خصائصهُ التي دلت عليهِ وتشرفت بانتسابها إليه ومن الظلم والغباء والإجحاف أن يقرنه البعض بمناوئيه وممن عاداه أو يشار إليهم بمزية من مزايا سيما تلك التي اختصه الله تعالى بها فهو أمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم وفي كل الذي فيه قبل وعنه كتب يبقى الكثير مما لا يعرف عنه وفيه لقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) له ما عرفك إلا الله وأنا وهذا اليسير الذي عرف عنه من الكثير الذي لم يعرف هو من الصعب المستصعب ولا يدركه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان. وفي دعاء المعرفة المندوب لقراءته في الغيبة الكبرى وبمثل أيامنا هذه ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) ، وفي سورة الفاتحة المباركة (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ# صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ)، وآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً). وفي حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا) . يبين الله تعالى في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله العظيم محمد (صلى اله عليه وآله وسلم) في أحاديثه أن علياً(عليه السلام) هو الصراط المستقيم والمهتدي من اهتدى به وإليه والضال من ضل عنه وأن ولايته وولاية أبنائه المعصومين هي شرط قبول الدين الكامل وهي النعيم الذي يسأل الله تعالى عبادة عنه (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) وفي علي (عليه السلام) أكثر من 360 آية في كتاب الله تبين منزلته وفضائله وأن علياً (عليه السلام) نفس محمد (صلى الله عليه وآله) ومنه وخلق معه حيث قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) (أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى) وقوله ( أول ما خلق الله نور نبيكم وخلق منه كل خير) نعم خلقهما الله تعالى وفاطمة والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ولد الحسين (عليهم السلام) قبل كل خلقه (إن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طهرت وطابت بعضها من بعض خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين). وما خلق الله تعالى السموات والأرضين وما فوقهن وما تحتهن وما فيهن إلا لأجلهم كما في حديث الكساء فهم أول وأكمل وأفضل وأجمل الخلق جميعا بما فيهم آدم (عليه السلام) وحتى آخر ولده وفيهم الأنبياء والرسل (عليهم السلام) بل أن كل ما جاء به الأنبياء والرسل من رسالاتهم وقصصهم كانت مقدمة وممهدة للرسالة الخاتمة وحملتها محمد وعلي وآلهما (عليهم السلام) وإن كل ما عندهم من الفعاليات والمعجزات هي بعض مما عند محمد وعلي وآلهما من القدرات والكرامات. فآدم (عليه السلام) علمه الله تعالى أسماءهم وأمره لينبئ بهم الملائكة. واستغفر ربه بحقهم .. ونوح (عليه السلام) يمثل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أهل بيته (عليهم السلام) بسفينته وإبراهيم (عليه السلام) . (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) دلالة على إمامتهم وهم ذريته وإسماعيل (عليه السلام) (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) إشارة إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وداود وسليمان وزكريا ويحيى وفي يحيى وعيسى وايتائهما الكتاب والحكم والنبوة بصباهما إشارة للإمامين الجواد والمهدي (عليهما السلام) بتوليهما الإمامة بصباهما. .
واصف وصي سليمان وجلبه عرش بلقيس قبل ارتداد البصر وعنده علم من الكتاب وعلم الكتاب كله عند الإمام علي (عليه السلام) الآية ومن عنده علم الكتاب. وفي يحيى ولادته وإهداء رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل كذلك إشارة لما جرى على مولانا الإمام الحسين (عليه السلام) وفي موسى وهارون (عليهما السلام) ومنزلتهما يمثل النبي (صلى الله عليه واله) منزلة علي منه وفي عيسى (عليه السلام) وبقائه حياً غائباً دليل على طول عمر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وطول غيبته والمؤكد أنه مدخر لنصرته ويصلي خلفه عند ظهوره المبارك كذلك في حياة الخضر (عليه السلام) وغيبته دليل آخر وإنه أيضاً من مناصريه ومؤازريه.
وهذه الإشارات والأدلة المبينة لما عند محمد وعلي وآلهما (عليهم السلام) هي من الصعب المستصعب الذي لا يحتمله الكثير وإنهم علة التكوين وغاية الخلق بهم فتح الله وبهم يختم ولأن علياً (عليه السلام) هو خير خلق الله وأقربهم إليه سبحانه بعد نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) فقد أولاه الله تعالى ما أولاه من الفضائل والمزايا جعل الكعبة أول بيت وضع للناس موضعاً ومهداً لولادته حيث ولد في بطنها وسط البيت بمعجزة لم تكن لغيره من قبل ومن بعد وعلي (عليه السلام) مذ كان فطيماً تكفله الرسول (صلى الله عليه وآله) و كان يضمه إلى صدره ويمضغ الزاد فيلقمه له ويرفع له في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمره بالاقتداء به وكان يتبع الرسول إتباع الفصيل أثر أمه ويجاور معه كل سنة بحراء ولا يراه غيره سوى السيدة خديجة (عليها السلام) فيرى نور الوحي والرسالة ويشم ريح النبوة وقد سمع رنة الشيطان حين نزل الوحي على الرسول فسأله عنها وأجابه أنها رنة الشيطان آيس من عبادته إنك تسمع ما اسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير وحين أنذر الرسول (صلى الله عليه وآله) عشيرته الأقربين أخبرهم أن علياً أخي ووصيي وخليفتي من بعدي أسمعوا له وأطيعوه. وعند تعرض سفهاء قريش وصبيانهم للنبي (صلى الله عليه وآله) بطرقات مكة يرشقونه بالحجارة كان علي (عليه السلام) يقضم من آذانهم وأنوفهم فعرف بينهم بالقضم الذي يفرون منه إن رأوه وعلي (عليه السلام) بمبيته بفراش النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الهجرة يباهي الله سبحانه به الملائكة ويأمر سبحانه جبرائيل وميكائيل أن أنزلا واحرساه وعلي (عليه السلام) في بدر يقتل نصف قتلى المشركين بسيفه ويشارك المسلمين بقتلهم في النصف الآخر وفي أحد ينادى باسمه من السماء لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار وفي الخندق برز الإيمان كله إلى الشرك كله. وضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين وفي خيبر لأعطين الراية غداً لرجل كرار غير فرار يحب الله ورسوله ويحبانه وفي معارك المسلمين كلها كان علي (عليه السلام) فارسها الأوحد والمدافع الممجد ولم يسجل التاريخ لمن حاول السراق العابثون تجميلهم ببعض من صفاته ذكراً ولم يذكر لهم فيها حتى همساً وعلي (عليه السلام) وضع قدميه على موضع وضع الله تعالى عليه يد قدرته المحسوسة غير الملموسة. كتف النبي (صلى الله عليه وآله) وارتقى إلى سطح الكعبة محطماً أصنام الشرك والنفاق من فوقها . وعلي حبه عبادة وذكر علي عبادة والنظر إلى وجه علي عبادة وحب علي عنوان صحيفة المؤمن وعلي لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وعلي قسيم الجنة والنار وعلي مع القرآن والقرآن مع علي وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار وعلي ميزان الأعمال وعلي إمام البررة وقاتل الفجرة وعلي يعسوب الدين وسيد الموحدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وعلي من رُدت لهُ الشمس من مغربها بإذن ربه مرتين وعلي زوج البتول زوجهما الله تعالى في السماء وجبرائيل يبلغ الرسول أن الله يأمرك أن تزوج النور من النور علياً من فاطمة (عليهما السلام) وعلي أبو السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) إمامان إن قاما أو قعدا وعلي يوم الغدير ينصبه الرسول (صلى الله عليه وآله) خليفة من بعده بأمر الله تعالى وقال من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وعلي (عليه السلام) فوق الأولويات كلها وحين يقال أول لا يعني أن هناك من يدانيه ولو بدرجات أقل في فضيلة أو إيمان أو أي موقف أو ميدان إنما هو أول الأئمة المعصومين من أبنائه أوصياء وخلفاء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من بعده فإذا ذكرت الشجاعة والسماحة والفصاحة فهي من ملكاته وإذا ذكر العدل والصبر والكرم فهو من صفاته وإذا قيل الخلق أو الإيمان قيل هو أهله بل هو أصله.
وعلي (عليه السلام) ليس بحاجة إلى المواقف الخطيرة والمسائل المستعصية ليمتحن بها وتكسبه خبرة تنفعه بمثلها. فهو باب علم مدينة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) علمه ألف باب للعلم ينفتح له من كل باب ألف باب. ولم يقل أحدٌ قولته . إسالوني قبل أن تفقدوني. ولو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا وعلي بصبره وحكمته وقدرته ودرايته حفظ الدين من الاندثار والإسلام من الانهيار حين أقدم المنقلبون على الأعقاب بجرمين كادت لهما السموات تنفطر وضجت منهما الملائكة واهتز عرش الرحمن تبارك اسمه أولهما منعهم الزهراء الصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) أم أبيها ونفسه التي بين جنبيه يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها من البكاء عليه عند شهادته وحجبوا عنها إرثها منه بفدك وغير فدك وأحرقوا دارها ودفعوا بابها وكسروا ضلعها وأسقطوا محسنها فمضت إلى ربها شهيدة مظلومة غاضبة دفنت ليلاً وسراً احتجاجاً منها على ظالميها. وثانيهما نقضهم العهد الذي عاهدوا الله ورسوله عليه في غدير خم حين بايعوا علياً (عليه السلام) وقالوا بخ بخ لك أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة وأزالوه عن مرتبته التي رتبها الله له. وحيث قال في شقشقيته تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم محلي منها محل القطب من الرحى . وليقينهم أن علياً (عليه السلام) لا يؤثر على دينه وأن يقتل أهله وان همه وهدفه وغايته حفظ الدين و حملته وأن غيبوهم عن الميدان السياسي وعلموا أنه لا ينالهم بسيفه الذي عرفوا ضرباته فيمن أشجع وأفضل منهم من أبطال قريش. وحين أمنوا العقاب العاجل تمادوا بطغيانهم وبالغوا بجرمهم وحيث قال صبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا وقال في شوراهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب فيّ مع الأول منهم حتى صرت اقرن إلى هذه النظائر وهنا وان كان الاستنكار والرفض قائمين على أن القوم عدوه رابعاً بتدرجهم فمن الخطأ التصور أنه كان يجب أن يكون أولهم ليكونوا هم من بعده.
وبهذا يعطون منزلة ليسوا لها بأهل وبعدها عنهم أبعد من بعد الثريا عن الثرى. لأنه وكما تقدم أول الأئمة المعصومين الأطهار خلفاء وأوصياء الرسول الأعظم (صلى اله عليه وآله وسلم) بالنص الإلهي حجج الله على خلقه في سمائه وأرضه. إلا أن المنقلبين على أعقابهم قدموا إرادتهم الشيطانية بالضد من الإرادة الرحمانية فأسسوا الظلم على آل محمد وعلي بقتلهم الزهراء (عليها السلام) ومهدوا الطريق للطغيان بجرأتهم على الله ورسوله وخروجهم على إمام زمانهم المفترض الطاعة لحسد وبغض وشرك قديم فيهم لم تطهر أنفسهم منه فجعلوها سنة على سنة الفراعنة والطواغيت تقدس الحاكم و تستعبد المحكوم وتلقفها منهم الطلقاء وأبناؤهم من آل أبي سفيان وزياد ومروان والخلعاء من بغاة بني العباس ملكوا أمور المسلمين وحرفوا عقائد الدين وحشدوا ووظفوا كل الإمكانات والطاقات للتضليل والتعتيم على حقائق الإسلام المحمدي الأصيل وتمجيد نهجهم الطاغوتي الرذيل فلقيت الدنيا منهم أياماً حمراء وسوداء بقتلهم أبناء النبيين عترة سيد المرسلين أئمة الهدى الأطهار وشيعتهم الأبرار. حاصروا أفكارهم وأحرقوا ديارهم وطاردوا وسجنوا أبنائهم وأتباعهم ومارسوا بحقهم شتى أصناف القتل والقمع وبأبشع الجرائم ويزعمون أنهم خلفاء الرسول وولاة الأمر. ومجالسهم تعج باللهو والخمور والفسق والفجور والناس على دين ملوكهم عملوا بدين الحكام وأعرضوا عن الإسلام دين محمد وعلي وآلهما الكرام. وضوءهم يغسلون الممسوح ويمسحون المغسول وصلاتهم أدخلوا فيها ما ليس منها وسجودهم على ما لا يصح السجود عليه إلى الكثير من المخالفات لحقائق الأحاديث والتفسير وهذا ما دأبت عليه الغالبية من المسلمين إلا شيعة علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أخذوا الدين من أصله وتمسكوا بحبله وهم رعاته وأهله والشيعة الأبرار على نهج أئمتهم الأطهار لن يتهموا يوماً مخالفيهم من المسلمين في أحكام وعقائد الدين بالكفر أو الشرك أو الخروج عن الإسلام بل أمرهم أئمتهم مشاركة المسلمين أفراحهم وأحزانهم وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم والصلاة في جماعتهم. بالرغم من تحملهم شتى التهم والعذابات من كل السلطات الحاكمة طيلة القرون الماضية وما زالوا حتى يومنا هذا يتهمون بالشرك وعبادة القبور وخروجهم عن الدين وأن الشيعة دخلاء على الإسلام والعرب والتشيع لا قدم له وأنه من صنع الصفويين والفرس الأعاجم ويفتى بقتلهم وتهجيرهم ومعاداتهم وتفجيرهم... بيد أن التشيع والشيعة كانا على عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) حيث قال لأمير المؤمنين علي عليه السلام لولاك لم يعرف المؤمنون من بعدي وشيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي في الجنة وهم جيراني وقال في شيعته الأبرار سلمان منا أهل البيت لا تقولوا سلمان الفارسي وقولوا سلمان المحمدي وفي أبي ذر ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق ذي لهجة من أبي ذر وعمار بن ياسر ملئ ايمان من قرن الى قدم والمقداد وجابر بن عبد الله وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وابن التيهان وعبد الله بن حاتم الطائي وقيس بن سعد بن عبادة وحجر الكندي ومالك الأشتر وميثم التمار ورشيد الهجري وغيرهم من أفضل وأقرب الصحابة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) . هؤلاء رواد التشيع الأوائل هل للمشككين أن يأتوا بمثلهم ولكن كما تمثل الشريف الرضي بقول الفرزدق نقول :-
((أولئك أبائي فجئني بمثلهم
...
إذا جمعتنا يا جرير المجامع))
والله تبارك اسمه قال في كتابه الكريم ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم) ومولانا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق .. وقد قيل :-
((فقد رفع الإسلام سلمان فارس
...
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب))
ثم أن رؤساء و علماء المذاهب الإسلامية الأخرى من غير الشيعة ليسوا من العرب كأبي حنيفة واحمد بن حنبل ومالك بن أنس والشافعي وصاحبي الصحيحين مسلم والبخاري والكيلاني والترمذي و البيهقي والنسائي والكثير منهم . والمفارقة هنا إن أهل البلاد الذين يوصفون بالصفويين (إيران الإسلام) يؤمهم ويحكمهم اليوم علماء وسادة من أشراف وأعاظم العرب بانتسابهم الى النبي وآله ولا يرون في ذلك من ضير بل يفتخرون به ويعتبرونه كل الخير. والثابت عند الشيعة الإمامية إن من شرائط المرجع الديني عربياً كان أو غير عربي لا بد أن يكون ملماً كل الإلمام ومحيطاً بأتم الإحاطة باللغة العربية من ألفها إلى يائها ويعتبر مرجعاً لكل المسلمين شيعة وغير شيعة عرباً وغير عرب. ومما يحمد الله تعالى عليه أن الشعوب الإسلامية اليوم أصبحت على وعي لما يحيط بها وبدأت عقولها تنضج وتتكامل فكرياً وعلمياً بفضل التطور العلمي الحديث وما وفرته لها التقنية المتقدمة والاتصالات السريعة فأخذت تميز بين الحق و الباطل وترفض الظلم والاستبداد والجور والاستعباد الذي تعرضت له وعانت منه لسنوات طويلة من حكامها الطغاة فأسقطت من أسقطته منهم لتسقط معهم على أرض الواقع تلك النظريات الزائفة التي جاءت بهم على نهج طغاة بني أمية الاسافل وبغاة بني العباس الأراذل من أن الحكام ولاة الأمر وأئمة الزمان ولا يجوز الاعتراض أو الخروج عليهم وإن ظلموا وأفسدوا فويل لطغاة العرب من شر قد اقترب ولا شك أن هذه المتغيرات من سنن الله في خلقه حيث غيرت الشعوب ما بأنفسها فألقى الله في قلوبها القوة والإقدام وفي قلوب الطغاة الرعب والانهزام والمؤمل في هذه المتغيرات وما يكتنفها من مخاضات أنها تستبطن بطياتها بشائر الخير لبزوغ عهد جديد وإنها إن شاء الله من إرهاصات ومقدمات عصر الظهور المبارك.
وكذلك الأنظمة والاستراتيجيات العالمية الحاكمة على مقدرات ومصائر الشعوب الإسلامية والإنسانية باتت الهشاشة تنخر في جسمها ويحاول قادتها عبثاً إصلاح ما فسد فيها لعجزهم عن إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل شعوبهم المتفاقمة مما أدى بتلك الشعوب إلى التذمر والقلق لفقدانها الثقة بالمعالجات المطروحة والخشية من المستقبل المجهول وربما المرعب لانعدام رؤيته من منظار واقعها المعاش ومجمل هذه الأحداث العالمية المتسارعة والمتغيرات الكونية المتلاحقة جعلت أو تكاد الدنيا بأجمعها تدرك أن لا نجاة لها إلا بالمنقذ والمخلص الإلهي العالمي وذلك هو وعد الله الحق مولانا الإمام الحجة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) والذي سيظهره الله تعالى ليملأ به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ويظهر به دينه دين محمد وعلي وآلهما على الدين كله لتدين به كل الخلق وعلى كل الأرض بإقامته دولة العدل الإلهية العالمية وعاصمتها الكوفة مدينة الإمام علي في عراق الإمام علي (عليه السلام) فليفتخر موالوه بتمسكهم بولايته وليبوء معادوه بغضب الله ونقمته وصلى الله على أبي الزهراء نبينا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليماً والحمد لله رب العالمين.
خادم الإمام الحسين (عليه السلام)
عبد العباس عبد الكاظم محمد السيد الزهيري
10 / ربيع الاول 1434هـ
العراق / الكوت