تأملات أنثى
31-01-2013, 03:42 PM
الكثير منا يذكر قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو ) و قتله غدراً في أحد عروض السيرك بالقاهرة ،
وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة الحيوان واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمن . .
و القصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين
في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقى تصفيق
النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد
(سلطان) ..
و في لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف
و أنشب مخالبه و أسنانه في ظهره !
و سقط المدرّب على الأرض ينزف دماً
و من فوقه الأسد الهائج .. و اندفع الجمهور
و الحرّاس يحملون الكراسي
و هجم ابن الحلو على الأسد بقضيب
من حديد و تمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان . .
و مات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام
أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة
اكتئاب و رفض الطعام !
و قرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره
أسداً شرساً لا يصلح للتدريب . .
و في حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام فقدموا له أنثى
لتسري عنه فضربها في قسوة !
و طردها و عاود انطواءه وعزلته و اكتئابه
و أخيراً انتابته حالة جنون ، فراح يعضّ جسده
و هوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين !!!
ثم راح يعضّ ذراعه ، الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه ،
و راح يأكل منها في وحشية ، و ظل يأكل من لحمها حتى نزف و مات
واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ..
ندم حيوان أعجم
و ملك نبيل من ملوك الغاب
عرف معنى-- الــوفـــــاء -- و أصاب منه
حظاً لا يصيبه الآدميون !
أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية
التي تأكل شعوباً و تقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية
و هي تقرع الكؤوس و تتبادل الأنخاب
ثم تتخاصر في ضوء الأباجورات الحالمة
وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات
في سعادة و كأنه لا شيء حدث !!
إنّي أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان
بل إني لأظلمه و أسبّه حين أصفه "بالإنسانية"
كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) و هو يموت :
أوصيكو ما حدش يقتل سلطان ..
وصية أمانة ما حدش يقتله
هل سمع الأسد كلمة مدربه .. و هل فهمها ؟
يبدو أننا لا نفهم الحيوان و لا نعلم عنه شيئاً
إنّ القطة العجماء
تتبرز ثم لا تنصرف
حتى تغطي برازها بالتراب
هل تعرف تلك القطة
معنى القبح و الجمال ..؟
و هي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها
و عينها تبرق بإحساس الخطيئة فإذا لمحها تراجعت ..
فإذا ضربها طأطأت رأسها في خجل و اعتراف بالذنب
هل تفهم القانون ؟؟؟
هل علمها أحد الوصايا العشر ؟؟
و خلية النحل التي تحارب لآخر نحلة
و تموت لآخر فرد في حربها مع الزنابير .. من
علّمها الشجاعة و الفداء ؟
و من علّم تلك الحشرات الحكمة
و العلم و الطب و الأخلاق و السياسة ؟؟
لماذا لا نصدق حينما نقرأ
في القرآن أنّ الله هو المعلم ؟؟
و من أين جاءت تلك المخلوقات العجماء
بعلمها و دستورها إن لم يكن من خالقها ؟؟؟؟
و ما هي الغريزة ..؟
أليست هي كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد ؟؟
العلم الذي غرسه الغارس الخالق
و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً "
و من الشجر و مما يعرشون
و لماذا ندهش حينما نقرأ أن الحيوانات
أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة ؟؟
("" وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون "")
("" و اذا الوحوش حشرت "")
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر
على أننا أمام نفس راقية تفهم و تشعر و تحس
و تؤمن بالجزاء و العقاب و المسؤولية ؟؟!!
نفس لها ضمير يتألّم للظلم
و الجور و العدوان ؟؟؟
لـ د/ مصطفى محمود
وما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة الحيوان واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمن . .
و القصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين
في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقى تصفيق
النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد
(سلطان) ..
و في لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف
و أنشب مخالبه و أسنانه في ظهره !
و سقط المدرّب على الأرض ينزف دماً
و من فوقه الأسد الهائج .. و اندفع الجمهور
و الحرّاس يحملون الكراسي
و هجم ابن الحلو على الأسد بقضيب
من حديد و تمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان . .
و مات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام
أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة
اكتئاب و رفض الطعام !
و قرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره
أسداً شرساً لا يصلح للتدريب . .
و في حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام فقدموا له أنثى
لتسري عنه فضربها في قسوة !
و طردها و عاود انطواءه وعزلته و اكتئابه
و أخيراً انتابته حالة جنون ، فراح يعضّ جسده
و هوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين !!!
ثم راح يعضّ ذراعه ، الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه ،
و راح يأكل منها في وحشية ، و ظل يأكل من لحمها حتى نزف و مات
واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد ..
ندم حيوان أعجم
و ملك نبيل من ملوك الغاب
عرف معنى-- الــوفـــــاء -- و أصاب منه
حظاً لا يصيبه الآدميون !
أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية
التي تأكل شعوباً و تقتل ملايين في برود على الموائد الدبلوماسية
و هي تقرع الكؤوس و تتبادل الأنخاب
ثم تتخاصر في ضوء الأباجورات الحالمة
وترقص على همس الموسيقى وترشف القبلات
في سعادة و كأنه لا شيء حدث !!
إنّي أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان
بل إني لأظلمه و أسبّه حين أصفه "بالإنسانية"
كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) و هو يموت :
أوصيكو ما حدش يقتل سلطان ..
وصية أمانة ما حدش يقتله
هل سمع الأسد كلمة مدربه .. و هل فهمها ؟
يبدو أننا لا نفهم الحيوان و لا نعلم عنه شيئاً
إنّ القطة العجماء
تتبرز ثم لا تنصرف
حتى تغطي برازها بالتراب
هل تعرف تلك القطة
معنى القبح و الجمال ..؟
و هي تسرق قطعة السمك من مائدة سيدها
و عينها تبرق بإحساس الخطيئة فإذا لمحها تراجعت ..
فإذا ضربها طأطأت رأسها في خجل و اعتراف بالذنب
هل تفهم القانون ؟؟؟
هل علمها أحد الوصايا العشر ؟؟
و خلية النحل التي تحارب لآخر نحلة
و تموت لآخر فرد في حربها مع الزنابير .. من
علّمها الشجاعة و الفداء ؟
و من علّم تلك الحشرات الحكمة
و العلم و الطب و الأخلاق و السياسة ؟؟
لماذا لا نصدق حينما نقرأ
في القرآن أنّ الله هو المعلم ؟؟
و من أين جاءت تلك المخلوقات العجماء
بعلمها و دستورها إن لم يكن من خالقها ؟؟؟؟
و ما هي الغريزة ..؟
أليست هي كلمة أخرى للعلم المغروس منذ الميلاد ؟؟
العلم الذي غرسه الغارس الخالق
و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً "
و من الشجر و مما يعرشون
و لماذا ندهش حينما نقرأ أن الحيوانات
أمم أمثالنا ستحشر يوم القيامة ؟؟
("" وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم
ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون "")
("" و اذا الوحوش حشرت "")
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر
على أننا أمام نفس راقية تفهم و تشعر و تحس
و تؤمن بالجزاء و العقاب و المسؤولية ؟؟!!
نفس لها ضمير يتألّم للظلم
و الجور و العدوان ؟؟؟
لـ د/ مصطفى محمود