ابومحمد العلوي
04-02-2013, 03:45 PM
الامام الحسن(ع) واعداء المله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الابرار.
من المهم جدا النظر الى اي موضوع من جميع الوجوه والتامل فيه كثيرا قبل اصدار الحكم عليه , فالنظر من جانب واحد ووجه واحد يبعد الحكم عن جادة الصواب وكبد الحقيقه , وقد يؤدي في اغلب الاحيان الى تيه وضلال صاحب الحكم ان لم تدركه العنايه الالهيه وخاصة اذا كان الحكم متعلق بالله او بالقرآن او بالمصطفى الطاهر وعترته الطيبه(ص)ومن القضايا التي التبس فهمها على البعض قضية صلح امامنا الحسن المجتبى(ع)فالبعض اعتبرها امضاء لمعاويه وحكمه , والبعض الاخر اعتبرها حالة ضعف من القائد الالهي (استغفر الله)والبعض الاخر اعتبرها خساره ...كل ذلك كان نتيجة عدة اسباب ومنها الحكم على القضيه من وجه واحد اومن بعض وجوه القضيه , وفي قضية صلح امامنا الحسن (ع) هنالك عدة وجوه مهمه ينبغي الالتفات اليها لكي تساعدنا في الفهم وتقربنا من صورة الحقيقه , ومنها
1:ـ ان القائد الالهي هو امامنا الحسن (ع) وهو ولي الله وحجته وثاني نقباء وخلفاء واوصياء رسول الله ورابع اصحاب الكساء السبط المعصوم المفترض الطاعة المطلقه ...
2:ـ حالة الضعف والتشتت وقلة الوعي والاخلاص والصبر والتضحيه ... عند غالبية جيش امامنا الحسن(ع), الا القلة النادره , فقد خان الكثير من قادة الجيش امامنا الحسن (ع) وانحازوا الى جهة العدو , بعد ان باعوا الحق واهله بابخس الاثمان , وتفرق الكثير من الجند طرائق قددا
3:ـ كان الاسلام في ذلك الوقت لازال غضا طريا لم يشتد عوده وغالبية المسلمين لم تصلهم الرسالة كامله وماوصل اليهم , كان الكثير منه ملوث بالشوائب(بسبب سراق مسند الخلافه) , كما وان المصلحة العليا تقتضي الحفاض على دين محمد(ص) وملة الاسلام , والحؤول دون ضياع الرساله وطمس قواعدها وابادة حملتها وخزان وحيها وامناء اسرارها ..ورد كيد اعداء المله ..
4:ـ وحدة جيش العدو وتجمع افراده على باطلهم نتيجة عدة اسباب منها غسل ادمغتهم بفكر منحرف خطير قد جعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا , ويقود هذا الجيش زمره من اعتى عتاة الجريمة والفساد , وان طول فترة عدائهم للرساله من فجر انطلاقها الى زمن مولانا الحسن(ع) قد اكسبهم دهاءا وخبثا ومكرا ...بمراتب متسافلة جدا لااكاد ابتعد عن الحقيقه ان قلت انهم قد امتازوا على ابليس بمراتب منها , ان لم يكن قد تعلمها منهم لاحقا , وان مايدمي القلب حزنا ان هؤلاء المجرمين قد كشف الله ورسوله عن حقائقهم واعيانهم واوصافهم للمسلمين فلم يكونوا بمأمن خفاء من عين الحقيقه , ولكن انا لله وانا اليه راجعون , وهنا يتم الاختصار على بيان بعض اوصاف وحقائق البعض من هؤلاء المجرمين (اعداء المله) وهذا البيان على لسان حجة الله البالغه ولسان الله الصادق مولانا ومقتدانا الحسن الزكي المجتبى(ع) عسى ان ناخذ منه العضه والعبره ونسلم امرنا لمولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان (ع) , ولانقع في ماوقع فيه اسلافنا .
روي انه قد
اجتمع عند معاوية بن ابى سفيان كل من عمرو بن عثمان بن عفان و عمرو بن العاص ، و عتبة بن ابى سفيان ، و الوليد، بن عقبة بن ابى معيط، و المغيرة بن ابى شبعة ، و قد تواطؤوا على امر واحد
فقال عمرو بن العاص لمعاوية : الا تبعث الى الحسن بن على فتحضره ، فقد احيا سنة ابيه ، و خفقت النعال خلفه ، امر فاطيع و قال فصدق ، و هذان يرفعان به الى ما هو اعظم منهما فلو بعث اليه فقصرنا، به و باءبيه ، و سببناه واباه ، و صغرنا، بقدره ، و قدر ابيه ، و قعدنا لذلك حتى صدق لك فيه...فلما اتى معاوية .....
ثم تكلموا كلهم و كان كلامهم و قولهم كله و قوعا فى على عليه السلام ثم سكتوا فتكلم ، ابو محمد الحسن بن على عليه السلام فقال :
الحمدلله الذى هدى اولكم باولنا، و اخركم باخرنا، وصلى الله على جدى محمد النبى و اله و سلم ، اسمعوا منى مقالتى و اعيرونى فهمكم ، و بك ابدا يا معاوية انه لعمر الله يا ازرق ما شتمنى غيرك و ما هولاء شتمونى ، ولاسبنى غيرك و ما هولاء سبونى ، ولكن شتمتنى و سببتنى فحشا منك و سوء راى ، و بغيا و عدوانا، و حسدا علينا، و عداوة لمحمد صلى الله عليه و آله قديما و حديثا و انه وا لله لو كنت انا و هولاء يا ازرق مشاورين ، فى مسجد، رسول الله صلى الله عليه و آله و حولنا المهاجرون ، و الانصار ما قدروا ان يتكملوا به ولا استقلبونى بما استقبلونى به فاسمعوا منى ايها الملاء المجتمعون المتعارفون على ، لاتكتموا حقا علمتوه ، و لاتصدقوا، بباطل ان نطقت به ، و ساءبدا بك يا معاوية ، ولااقول ، فيك الا دون ما فيك انشدكم بالله هل تعلمون ان الرجل الذى شتمتموه صلى القبلتين كلتيهما، و انت تراهما جميعا، و انت فى ضلالة تعبد اللات و العزى ، و بايع البيعتين كلتيهما بيعة الرضوان ، و بيعة الفتح ، و انت يا معاوية ، بالاولى كافر و بالاخرى ناكث ؟
ثم قال :
انشدكم بالله هل تعلمون ان ما اقول حقا انه لقيكم ، مع رسول الله صلى الله عليه و آله يوم بدر و معه راية النبى صلى الله عليه و آله و المؤمنين ، و معك يا معاوية راية المشركين ، و انت تعبد اللات و العزى ، وترى حرب رسول الله صلى الله عليه و آله فرضا واجبا؟ و لقيكم ، يوم احد و معه راى النبى ، و معك يا معاوية ، راية المشركين ؟ و لقيكم يوم الاحزاب ، و معه راية رسول الله و معك يا معاوية راية المشركين ؟ كل ذلك يفلج الله حجته ، و يحق دعوته ، و يصدق احدوثته ، و ينصر رايته ، و كل ذلك رسول الله يرى عنه راضيا فى المواطن كلهاساخطا عليك ثم انشدكم بالله هل تعلمون ، ان رسول الله صلى الله عليه و آله حاصر بنى قريظة و بنى النضير ثم بعث عمربن الخطاب و معه راية المهاجرين ، و سعد بن معاذ و معه راية الانصار، فاما سعدبن معاذ فخرج وحمل جريحا، و اما عمر فرجع هاربا ، و هو بجبن ، اصحابه و يجبنه اصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لاعطين الراية ، غدا رجلا يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله كرار غير فرار، ثم لايرجع حتى يفتح الله على يديه فتعرض لها ابوبكر و عمر و غيرهما من المهاجرين ، و الانصار، و على يومئذ ارمد شديد الرمد، فدعاه ، رسول الله صلى الله عليه و آله فتفل فى عينه فبراء من رمده ، و اعطاه الراية فمضى ، و لم يثن حتى فتح الله عليه بمنه و طوله ، و انت يومئذ بمكة عدو لله و لرسوله ؟ فهل يستوى بين رجل نصح الله و لرسوله و رجل عادى الله ورسوله ؟ ثم اقسم بالله ما اسلم قلبك بعد، و لكن اللسان ، خائف فهو يتكلم بما ليس فى القلب ! انشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله استخلفه على المدينة فى غزوة تبوك ولاسخطه ذلك ولاكرهه ، و تكلم فيه المنافقون فقال : لاتخلفنى يا رسول الله فانى لم اتخلف عنك فى غزوة قط، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : انت وصيى و خليفتى فى اهلى بمنزلة هارون من موسى ثم اخذ بيد على عليه السلام فقال : ايها الناس من تولانى فقد تولى الله ، ومن تولى عليا فقد تولانى و من اطاعنى فقد اطاع الله و من اطاع عليا فقد اطاعنى و من احبنى فقد احب الله و من احب عليا فقد احبنى
ثم قال :
اشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال فى حجة الوداع : ايها الناس ! انى قد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده ، كتاب الله و عترتى اهل بيتى فاحلوا حلاله ، و حرموا حرامه ، و اعملوا بمحكمه و امنوا بمتشابه ، و قولوا: امنا انزل الله من الكتاب ، و احبوا اهل بيتى ، وعترتى ، ووالوا من والاهم وانصروهم على من عاداهم ، و انهما لن يزالا فيكم حتى يردان على الحوض يوم القيامة ثم دعا و هو على المنبر فاجتذبه بيده فقال : اللهم و ال من والاه ، و عاد من عاداه ، اللهم من عادى عليا، فلا تجعل له فى الارض مقعدا، ولا فى السماء مصعدا، واجعله فى اسفل درك من النار و انشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال له : انت الذائد عن حوضى يوم القيامة تذود عنه كما يذود احدكم الغريبة من وسط ابله
انشدكم بالله اتعلمون انه دخل على رسول الله صلى الله عليه و آله مرضه الذى توفى فيه ، فبكى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال على : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : يبكينى انى اعلم ان لك فى قلوب ؟ انشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله حين حضرته الوفاة و اجتمع عليه اهل بيته قال : اللهم هولاء اهل بيتى و عترتى اللهم وال من والاهم ، و عاد من عاداهم ، و قال : انما مثل اهل بيتى ، فيكم كسفينة نوح ، من دخل فيها نجا، و من تخلف عنها غرق و انشدكم بالله اتعلمون ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قد سلموا عليه بالولاية فى عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و حياته ؟ و انشدكم بالله اتعلمون ان عليا اول من حرم الشهوات كلها على نفسه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله فانزل الله عزوجل : يا ايهاالذين امنوا لاتحرموا طيبات ما احل لكم ولاتعتدوا ان الله لايحب المعتدين O و كلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا و اتقوا الله الذى انتم به مؤمنون و كان عنده علم المنايا، و علم القضايا، و فصل الكتاب ، ورسوخ العلم ، ومنزل القرآن و كان رهط لانعلمهم يتمون عشرة نباهم الله انهم مؤمنون ، و انتم فى رهط قريب من عدة ، اولئك لعنوا على لسان رسول الله صلى الله عليه و آله فاشهد لكم و اشهد عليكم انكم لعناء الله على لسان نبيه كلكم و انشدكم بالله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله بعث اليك لتكتب له لنبى خزيمة حين اصابهم خالدبن الوليد، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياءكل ، فاعاد الرسول اليك ثلاث مرات ، كل ذلك ينصرف الرسول اليه و يقول : هو ياءكل فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اللهم لاتشبع بطنه ، فهى و الله فى نهتمك و اكلك الى يوم القيامة
ثم قال : انشدكم بالله هل تعلمون ان ما اقول حقا انك يا معاوية كنت تسوق بابيك على جمل احمر يقوده ، اخوك هذا القاعد و هذا يوم الاحزاب ، فلعن رسول الله القائد، و الراكب و السائق فكان ابوك الراكب و انت يا ارزق السائق و اخوك هذا القاعد القائد
انشدكم بالله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله لعن اباسفيان ، فى سبعة مواطن :
اولهن : حين خرج من مكة الى المدينة و ابوسفيان جاء من الشام ، فوقع فيه ابوسفيان ، فسبه و اوعده ، و هم ان يبطش به ثم صرفه الله عزوجل عنه
والثانية : يوم العير حيث طردها، ابوسفيان ، ليحرزها من رسول الله
و الثالثة : يوم احد، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : الله مولانا، و لامولى لكم ، و قال ابوسفيان : لنا العزى ، ولاعزى لكم ، فلعنه الله و ملائكته ورسله و المؤمنون اجمعون
و الرابعة : يوم حنين يوم جاء ابوسفيان يجمع قريش و هوازن و جاء عيينة بغطفان و اليهود، فردهم الله بغيظهم لم ينالو خيرا، هذا قول الله عزوجل انزل فى سورتين فى كلتيهما يسمى اباسفيان ، و اصحابه كفارا، وانت يا معاوية ، يومئذ مشرك ، على راءى ابيك ، بمكة ، و على يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه و آله و على راءية و دينة
الخامسة : قول الله عزوجل : و الهدى معكوفا، ان يبلغ محله (40)و صددت انت و ابوك و مشركوا قريش رسول الله فلعنه الله لعنة شملته ، و ذريته الى يوم القيامة
و السادسة كن يوم الاحزاب يوم جاء ابوسفيان ، بجمع قريش ، و جاء عيينة بن حصين بن بدر بغطفان ، فلعن رسول الله القادة و الاتباع و الساقة الى يوم القيامة ، فقيل : يا رسول الله اما فى الاتباع مؤمن ؟ قال : لاتصيب اللعنة مؤمنا ممن الاتباع اما القادة فليس فيهم مؤمن و لامجيب و لاناج
و السابعة : يوم الثنية ، يوم شد على رسول الله صلى الله عليه و آله اثنا عشر رجلا، سبعة منهم من بنى امية ، و خمسة من سائر قريش ، فلعن الله تبارك و تعالى و رسول الله من حل الثنية غير النبى صلى الله عليه و آله و سائقه و قائده .
ثم انشدكم بالله هل تعلمون ان اباسفيان دخل على عثمان حين بويع فى مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يابن اخى هل علينا من عين ؟ فقال : لا فقال ابوسفيان : تداولوا الخلافة ، يا فتيان بنى امية ، فوالذى نفس ابى سفيان بيده ، ما من جنة ولانار؟
و انشدكم بالله اتعلمون ان اباسفيان ، اخذ بيد الحسين ، حين بويع عثمان و قال : يابن اخى اخرج معى الى بقيع الغرقد، فخرج حتى اذا توسط القبور، اجتره ، فصاح باعلى صوته : يا اهل القبور الذى كنتم تقاتلونا عليه صار بايدينا، و انتم رميم ، فقال الحسين ، بن على عليه السلام : قبح الله شيبتك و قبح وجهك ثم نتر يده ، و تركه ، فلولا النعمان بن بشير اخذ بيده و رده الى المدينة لهلك
فهذا لك يا معاوية ، فهل تستطيع ان ترد علينا شيئا من لعنتك يا معاوية ، و ان اباك اباسفيان ، كان يهم ان يسلم فبعث اليه بشعر معروف ، و مروى فى قريش و غيرهم تنهاه عن الاسلام و تصده
و منها: ان عمر بن الخطاب و لاك الشام فخنت به و ولاك عثمان فتربصت به ريب المنون ، ثم اعظم من ذلك جراءتك على الله و رسوله انك قاتلت عليا عليه السلام و قد عرفته ، و عرفت سوابقه ، وفضله و علمه ، على امر هو اولى به منك و من غيرك ، عندالله و عندالناس ، و لاذيته بل اوطاءت الناس عشوة ، و ارقت دماء خلق من خلق الله بخدعك و كيدك وتمويهك ، فعل من لايؤ من بالمعاد و لايخشى العقاب فلما بلغ الكتاب اجله صرت الى شر مثوى و على الى خير منقلب و الله لك بالمرصاد فهذا لك يا معاوية خاصة و ما امسكت عنه من مساويك و عيوبك فقد كرهت به التطويل
و اما انت يا عمروبن عثمان ، فلم تكن للجواب حقيقا بحمقك ان تتبع هذه الامور، فانما، مثلك ، مثل البعوضة اذ قالت للنخلة : استمسكى فانى اريد، ان انزل عنك فقالت لها النخلة : ما شعرت بوقوعك فكيف يشق على نزولك ، وانى والله ما شعرت انك تجسر ان تعادى لى فيشق على ذلك ، و انى لمجيبك فى الذى قلت
ان سبك عليا عليه السلام اينقض فى حسبه او يباعده ، من رسول الله او يسوء بلاءه فى الاسلام او بجوز فى حكم ، او رغبة ، فى الدنيا فان قلت واحدة منهافقد كذبت
و اما قولك : ان لكم فينا تسعة عشر دما بقتلى مشركى بنى امية ببدر، فان الله و رسوله قتلهم و لعمرى ليقتلن فى بنى هاشم ، تسعة عشر، وثلاثة بعد تسعة عشر ثم يقتل ، من بنى اميه تسعة عشر و تسعة عشر فى موطن واحد، سوى ما قتل من بنى امية لايحصى عددهم الاالله .
و ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال : اذا بلغ ، ولد الوزغ ثلاثين رجلا، اخذوا مال الله بينهم دولا، و عباده ، خولا، كتابه دغلا، فاذا بلغوا ثلاثمائة و عشرا حقت اللعنة عليهم و لهم ، فاذا بلغوا اربعمائة و خمسة و سبعين كان هلاكهم اسرع من لوك تمرة ، فاقبل الحكم ابن ابى العاص ، و هم فى ذلك الذكر، و الكلام ، فقال رسول الله : اخفظوا اصواتكم فان الوزع يسمع و ذلك حين راهم رسول الله صلى الله عليه و آله و من يملك بعده منهم امر هذه الامة - يعنى فى المنام - فساءه ذلك و شق عليه
فانزل الله عزوجل فى كتابه : و ما جعلنا الرؤ يا التى اريناك الا فتنة للناس و الشجرة المعلونة فى القرآن (41) يعنى بنى امية و انزل ايضا: ليلة القدر خير من الف شهر (42)فاشهدلكم و اشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الا الف شهر التى اجلها الله عزوجل فى كتابه
و اما انت يا عمروبن العاص ، الشانى اللعين الابتر، فانما، انت كلب اول امرك ان امك بغية ، و انك ولدت على فراش مشترك فتحاكمت فيك رجال قريش منهم ابوسفيان بن الحرب و الوليد بن المغيرة ، و عثمان بن الحارث ، و النضر بن الحارث بن كلدة ، و العاص بن وائل ، كلهم ، يزعم انك ابنه ، فغلبهم عليك من بين قريش الامهم حسبا و اخبثهم منصبا و اعظمهم بغية
ثم قمت خطيبا و قلت : انا شانى محمد و قال العاص بن وائل : ان محمدا رجل ابتر لاولد له فلو قد مات انقطع ذكره ، فانزل الله تبارك و تعالى : ان شانئك هوالابتر (43)
و كانت امك تمشى الى عبد قيس تطلب البغية تاءتيهم فى دورهم و رحالهم وبطون اوديتهم ثم كنت فى كل مشهد يشهده رسول الله من عدوه اشدهم له عداوة و اشدهم له تكذيبا
ثم كنت فى اصحاب السفينة الذين اتوا النجاشى ، و المهجر الخارج الى الحبشة فى الاشاطة بدم جعفر بن ابى طالب و سائر المهاجرين الى النجاشى ، فحاق ، المكر السى ء بك و جعل جدك الاسفل ، ابطل امنيتك و خيب سعيك ، و اكذب احدوثتك و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هى العليا
و اما قولك فى عثمان فانت يا قليل الحياء و الدين ، الهبت عليه نارا ثم هربت الى فلسطين تتربص به الدوائر، لما اتاك خبر قتله ، حبست نفسك على معاوية ، فبعته دينك يا خبيث بدنيا غيرك ، لسنا نلومك على بغضنا و لم نعاتبك على حبنا و انت عدو لبنى هاشم ، فى الجاهلية و الاسلام ، و قد هجوت رسول اله صلى الله عليه و آله بسبعين بيتا من شعر فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اللهم انى لااحسن الشعر و لاينبغى لى ان اقوله فالعن عمروبن العاص بكل بيت الف لعنة
ثم انت يا عمروالمؤثر دنياك على دينك ، اهديت الى النجاشى ، الهدايا، و رحلت اليه ، رحلتك الثانية و لم تنهك الاولى عن الثانية ، كل ذلك ترجع مغلوبا حسيرا تريد بذلك هلاك جعفر واصحابه فلما خطاك ما رجوت و املت احلت على صاحبك عمارة بن الوليد.
و اما انت يا وليد بن عقبة فوالله ما الومك ان تبغض عليا، و قد جلدك فى الخمر ثمانين جلدة و قتل اباك صبرا بيده يوم بدر، ام كيف تسبه و قد سماه الله مؤمنا فى عشرة آيات من القران ، و سماك فاسقا، و هو قول الله عزوجل : افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستوون (44)وقوله : ان جاءكم فاسق بنباء فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (45)
و ما انت و ذكر قريش انما انت ابن علج من اهل صفورية اسمه : ذكوان ، اما زعمك انا قتلنا عثمان ، فوالله ما استطاع طلحة و الزبير و عائشد ان يقولوا ذلك لعلى بن ابى طالب فيكف تقوله انت
و لو ساءلت امك من ابوك اذ تركت ذكوان فالصقتك بعقبة من ابى معيط، اكتسبت بذلك عند نفسها سناء و رفعة ، و مع ما اعدالله لك و لابيك و لامك من العار و الخزى فى الدنيا و الاخرة ، و ما الله بظلام للعبيد
ثم انت يا وليد والله اكبر فى الميلاد ممن تدعى له فكيف تسب عليا و لو اشتغلت بنفسك لتثبت نسبك الى ابيك لاالى من تدعى له و لقد قالت لك امك : يا بنى ابوك والله الام و اخبث من عقبة
و اما انت ياعتبة بن ابى سفيان ، فوالله ما انت بحصيف فاجاوبك ولاعاقل فاعاتبك و ماعندك خير يرجى ، و ما كنت و لو سببت عليا لاعير به عليك ، لانك عندى لست بكفو لعبد على بن ابيطالب فارد عليك و اعاتبك ولكن الله عزوجل لك ولابيك و امك و اخيك لبالمرصاد فانت ذرية ابائك الذين ذكرهم الله فى القرآن ، فقال : عاملة ناصبة O تصلى نارا حامية O تسقى من عين انية - الى قوله - من جوع (46)
و اما وعيدك اياى ان تقتلنى ، فهلا قتلت الذى وجدته على فراشك مع حليلتك و قد غلبك على فرجها و شركك فى ولدها حتى الصق بك ولدا ليس لك ويلا لك ، لو شغلت بنفسك بطلب ثاءرك منه لكنت جديرا و لذلك حريا اذ تسومنى القتل و توعدنى بها ولا الومك ان تسب عليا و قد قتل اخاك مبارزة و اشترك هو و حمزة بن عبدالمطلب فى قتل جدك حتى اصلاهما الله على ايدهما نار جهنم ، و اذا قهما العذاب الاليم ، و نفى عمك بامر رسول الله صلى الله عليه و آله
و اما رجائى الخلافة ، فلعمرالله ان رجوتها فان لى فيها لملتمسا و ما انت بنظير اخيك ، و لابخليفة ابيك ، لان اخاك اكثر تمردا على الله و اشد طلبا لاهراقه دماء المسلمين و طلب ما ليس له باهل يخادع الناس ، و يمكرهم و يمكرالله و الله خيرالماكرين .
و اما قولك : ان عليا كان شر قريش لقريش فوالله ماحقر مرحوما و لاقتل مظلوما
واما انت يامغيرة بن شعبة فانك لله عدو و لكتابه نابذ و لنبيه مكذب ، وانت الزانى ، و قد وجب عليك الرجم و شهد عليك العدول البررة الاتقياء، فاخر رجمك ودفع الحق بالاباطيل و الصدق بالاغاليط و ذلك لما اعدالله لك من العذاب الاليم ، و الخزى ، فى الحياة الدنيا، و لعذاب الاخرة اخزى و انت الذى ضربت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله حتى ادميتها و القت ما فى بطنها استذلالا منك لرسول الله صلى الله عليه و آله و مخالفة منك لامره ، و اتنهاكا لحرمته و قد قال لها رسول الله صلى الله عليه و آله : يافاطمة انت سيدة نساء اهل الجنة , و الله مصيرك الى النار و جاعل و بال ما نطقت به عليك
فباى الثلاثة سببت عليا انقضا فى نسبه ام بعد من رسول الله ، ام سوء بلاء فى الاسلام ، ام جور افى حكم ، ام رغبه فى الدنيا، ان قلت بها فقد كذبت و كذبت الناس .
اتزعم ان عليا عليه السلام قتل عثمان مظلوما، فعلى و الله اتقى و انقى من لائمه فى ذلك ، و لعمرى لئن كان على قتل عثمان مظلوما، فوالله ما انت فى ذلك فى شى ء، فما نصرته حيا و لا تعصبت له ميتا، و ما زالت الطائف دارك تتبع البغايا و تحيى امر الجاهليه ، و تميت الاسلام حتى كان ما كان فى امس .
و اما اعتراضك فى بنى هاشم و بنى اميه ، فهو ادعاوك الى معاويه ، و اما قولك فى شان الامارة و قول اصحابك فى الملك الذى ملكتموه فقد ملك فرعون مصر اربعمائه سنه ، و موسى و هارون نبيان مرسلان يلقيان ما يلقيان من الاذى ، و هو ملك الله يعطيه البر و الفاجر، و قال الله : و ان ادرى لعله فتنه لكم و متاع الى حين ،(47) و اذا اردنا ان نهلك قريه امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (48)
ثم قام الحسن عليه السلام فنفض ثيابه و هو يقول :
الخبيثات للخبيثين الخبوثون للخبيثات (49)، هم و الله يا معاويه انت و اصحابك هولاء، و شيعتك و الطيبون للطيبات اولئك مبرون مما يقولون لهم مغفرة و رزق كريم ، (50) هم على بن ابى طالب عليه السلام و اصحابه و شيعته
ثم خرج و هو يقول لمعاوية :
دق و بال ما كسبت يداك و ما جنت و ما قد اعد الله لك و لهم من الخزى فى الحياة الدنيا و العذاب الاليم فى الاخرة
فقال : معاويه لاصحابه : و انتم فذوقوا و بال ما جنيتم ، فقال الوليد، بن عقبة : والله ما ذقنا الا كما ذقت ، و لااجتراء عليك
فقال معاوية : الم اقل لكم لن تنتقصوا من الرجل ، فهلا اطعتمونى ، اول مرة فانتصرتم من الرجل اذ فضحكم فوالله ما قام حتى اظلم على البيت ، و هممت ان اسطوبه ، فليس فيكم خير اليوم ، و لابعد اليوم
و سمع مروان بن الحكم بما لقى معاوية ، و اصحابه ، المذكورون ، من الحسن بن على عليه السلام فاتاهم فقال : افلا احضرتمونى ذلك ، فوالله لاسبنه و لاسبن اباه ، و اهل البيت ، سبا تتغنى به الاماء و العبيد، و فارسل معاوية الى الحسن بن على عليه السلام فلما جاء الرسول قال له الحسن عليه السلام
ما يريد هذا الطاغية منى و الله ان اعاد الكلام لاوقرن مسامعة يبقى عليه عاره و شناره الى يوم القيامة
فاقبل الحسن عليه السلام فقال مروان : والله لاسبنك و اباك و اهل بيتك سبا تتغنى به الاماء و العبيد
فقال الحسن عليه السلام :
اما انت يا مروان ، فلست ، سبتك و لاسببت اباك ، ولكن الله عزوجل لعنك و لعن اباك ، و اهل بيتك و ذريتك و ما خرج من صلب ابيك الى يوم القيامة على لسان نبيه محمد و الله يا مروان ما تنكر انت و لا احد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله صلى الله عليه و آله لك و لابيك من قبلك ، و ما زادك الله يا مروان بما خوفك الا طغيانا كبيرا، و صدق الله و صدق رسوله يقول الله تبارك و تعالى : و الشجرة الملعونة فى القرآن و نخوفهم فما يزيدهم الاطغيانهم كبيرا (51)و انت يا مروان و ذريتك الشجرة الملعونة فى القرآن ، و ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله عن جبرئيل عن الله عزوجل
ويحك يا مروان ، لقد تقلدت مقاليد، العار، فى الحروب عند مشاهدتها، و المخاذلة عند مخالطتها نحن هبلتك الهوابل ، لنا الحجج البوالغ و لنا ان شكرتم عليكم النعم السوابغ ، ندعوكم الى النجاة ، و تدعوننا الى النار، فشتان ما بين المنزلتين
تفخر ببنى امية ، و تزعم انهم صبر فى الحروب ، اسد عند اللقاء، ثكلتك امك ، اولئك البهاليل السادة و الحماة الذادة و الكرام ، القادة بنو عبد المطلب
اما والله لقد راءيتهم و جميع من فى هذا البيت ما هالتهم الاهوال و لم يحيدوا عن الابطال كالليوث الضارية ، الباسلة الحنقة فعندها، وليت هاربا، و اخذت اسيرا فقلدت قومك العار، الانك فى الحروب خوار
ايراق دمى ، زعمت افلا ارقت دم من وثب على عثمان فى الدار، فذبحه كما يذبح الجمل ، و انت تثغو ثغاء النعجة و تنادى بالويل و الثبور، كالامة اللكعاء، الا دفعت عنه بيد او ناضلت عنه بسهم ، لقد ارتعدت فرائصك و غشى بصرك ، فاستغثت بى كما يستغيث العبد بربه ، فانجيتك من القتل و منعتك منه ، ثم تحث معاوية على قتلى ، ولو رام ، ذلك معك لذبح كما ذبح ابن فصاح معاوية بمروان : قد كنت نهيتك عن هذا الرجل ، و انت تاءبى الا انهماكا فيما لايعنيك ، اربع على نفسك ، فليس ابوك كابيه و لا انت مثله ، انت ابن الطريد، الشريد، و هو ابن رسول الله صلى الله عليه و آله الكريم ، ولكن رب باحث عن حتفه ، و حافر عن مديته], وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلي يارب على حبيبك المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
اهم المصادر:ـ
الارشاد للشيخ المفيد , تاريخ الامم و الملوك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الابرار.
من المهم جدا النظر الى اي موضوع من جميع الوجوه والتامل فيه كثيرا قبل اصدار الحكم عليه , فالنظر من جانب واحد ووجه واحد يبعد الحكم عن جادة الصواب وكبد الحقيقه , وقد يؤدي في اغلب الاحيان الى تيه وضلال صاحب الحكم ان لم تدركه العنايه الالهيه وخاصة اذا كان الحكم متعلق بالله او بالقرآن او بالمصطفى الطاهر وعترته الطيبه(ص)ومن القضايا التي التبس فهمها على البعض قضية صلح امامنا الحسن المجتبى(ع)فالبعض اعتبرها امضاء لمعاويه وحكمه , والبعض الاخر اعتبرها حالة ضعف من القائد الالهي (استغفر الله)والبعض الاخر اعتبرها خساره ...كل ذلك كان نتيجة عدة اسباب ومنها الحكم على القضيه من وجه واحد اومن بعض وجوه القضيه , وفي قضية صلح امامنا الحسن (ع) هنالك عدة وجوه مهمه ينبغي الالتفات اليها لكي تساعدنا في الفهم وتقربنا من صورة الحقيقه , ومنها
1:ـ ان القائد الالهي هو امامنا الحسن (ع) وهو ولي الله وحجته وثاني نقباء وخلفاء واوصياء رسول الله ورابع اصحاب الكساء السبط المعصوم المفترض الطاعة المطلقه ...
2:ـ حالة الضعف والتشتت وقلة الوعي والاخلاص والصبر والتضحيه ... عند غالبية جيش امامنا الحسن(ع), الا القلة النادره , فقد خان الكثير من قادة الجيش امامنا الحسن (ع) وانحازوا الى جهة العدو , بعد ان باعوا الحق واهله بابخس الاثمان , وتفرق الكثير من الجند طرائق قددا
3:ـ كان الاسلام في ذلك الوقت لازال غضا طريا لم يشتد عوده وغالبية المسلمين لم تصلهم الرسالة كامله وماوصل اليهم , كان الكثير منه ملوث بالشوائب(بسبب سراق مسند الخلافه) , كما وان المصلحة العليا تقتضي الحفاض على دين محمد(ص) وملة الاسلام , والحؤول دون ضياع الرساله وطمس قواعدها وابادة حملتها وخزان وحيها وامناء اسرارها ..ورد كيد اعداء المله ..
4:ـ وحدة جيش العدو وتجمع افراده على باطلهم نتيجة عدة اسباب منها غسل ادمغتهم بفكر منحرف خطير قد جعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا , ويقود هذا الجيش زمره من اعتى عتاة الجريمة والفساد , وان طول فترة عدائهم للرساله من فجر انطلاقها الى زمن مولانا الحسن(ع) قد اكسبهم دهاءا وخبثا ومكرا ...بمراتب متسافلة جدا لااكاد ابتعد عن الحقيقه ان قلت انهم قد امتازوا على ابليس بمراتب منها , ان لم يكن قد تعلمها منهم لاحقا , وان مايدمي القلب حزنا ان هؤلاء المجرمين قد كشف الله ورسوله عن حقائقهم واعيانهم واوصافهم للمسلمين فلم يكونوا بمأمن خفاء من عين الحقيقه , ولكن انا لله وانا اليه راجعون , وهنا يتم الاختصار على بيان بعض اوصاف وحقائق البعض من هؤلاء المجرمين (اعداء المله) وهذا البيان على لسان حجة الله البالغه ولسان الله الصادق مولانا ومقتدانا الحسن الزكي المجتبى(ع) عسى ان ناخذ منه العضه والعبره ونسلم امرنا لمولانا ومقتدانا صاحب العصر والزمان (ع) , ولانقع في ماوقع فيه اسلافنا .
روي انه قد
اجتمع عند معاوية بن ابى سفيان كل من عمرو بن عثمان بن عفان و عمرو بن العاص ، و عتبة بن ابى سفيان ، و الوليد، بن عقبة بن ابى معيط، و المغيرة بن ابى شبعة ، و قد تواطؤوا على امر واحد
فقال عمرو بن العاص لمعاوية : الا تبعث الى الحسن بن على فتحضره ، فقد احيا سنة ابيه ، و خفقت النعال خلفه ، امر فاطيع و قال فصدق ، و هذان يرفعان به الى ما هو اعظم منهما فلو بعث اليه فقصرنا، به و باءبيه ، و سببناه واباه ، و صغرنا، بقدره ، و قدر ابيه ، و قعدنا لذلك حتى صدق لك فيه...فلما اتى معاوية .....
ثم تكلموا كلهم و كان كلامهم و قولهم كله و قوعا فى على عليه السلام ثم سكتوا فتكلم ، ابو محمد الحسن بن على عليه السلام فقال :
الحمدلله الذى هدى اولكم باولنا، و اخركم باخرنا، وصلى الله على جدى محمد النبى و اله و سلم ، اسمعوا منى مقالتى و اعيرونى فهمكم ، و بك ابدا يا معاوية انه لعمر الله يا ازرق ما شتمنى غيرك و ما هولاء شتمونى ، ولاسبنى غيرك و ما هولاء سبونى ، ولكن شتمتنى و سببتنى فحشا منك و سوء راى ، و بغيا و عدوانا، و حسدا علينا، و عداوة لمحمد صلى الله عليه و آله قديما و حديثا و انه وا لله لو كنت انا و هولاء يا ازرق مشاورين ، فى مسجد، رسول الله صلى الله عليه و آله و حولنا المهاجرون ، و الانصار ما قدروا ان يتكملوا به ولا استقلبونى بما استقبلونى به فاسمعوا منى ايها الملاء المجتمعون المتعارفون على ، لاتكتموا حقا علمتوه ، و لاتصدقوا، بباطل ان نطقت به ، و ساءبدا بك يا معاوية ، ولااقول ، فيك الا دون ما فيك انشدكم بالله هل تعلمون ان الرجل الذى شتمتموه صلى القبلتين كلتيهما، و انت تراهما جميعا، و انت فى ضلالة تعبد اللات و العزى ، و بايع البيعتين كلتيهما بيعة الرضوان ، و بيعة الفتح ، و انت يا معاوية ، بالاولى كافر و بالاخرى ناكث ؟
ثم قال :
انشدكم بالله هل تعلمون ان ما اقول حقا انه لقيكم ، مع رسول الله صلى الله عليه و آله يوم بدر و معه راية النبى صلى الله عليه و آله و المؤمنين ، و معك يا معاوية راية المشركين ، و انت تعبد اللات و العزى ، وترى حرب رسول الله صلى الله عليه و آله فرضا واجبا؟ و لقيكم ، يوم احد و معه راى النبى ، و معك يا معاوية ، راية المشركين ؟ و لقيكم يوم الاحزاب ، و معه راية رسول الله و معك يا معاوية راية المشركين ؟ كل ذلك يفلج الله حجته ، و يحق دعوته ، و يصدق احدوثته ، و ينصر رايته ، و كل ذلك رسول الله يرى عنه راضيا فى المواطن كلهاساخطا عليك ثم انشدكم بالله هل تعلمون ، ان رسول الله صلى الله عليه و آله حاصر بنى قريظة و بنى النضير ثم بعث عمربن الخطاب و معه راية المهاجرين ، و سعد بن معاذ و معه راية الانصار، فاما سعدبن معاذ فخرج وحمل جريحا، و اما عمر فرجع هاربا ، و هو بجبن ، اصحابه و يجبنه اصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لاعطين الراية ، غدا رجلا يحب الله و رسوله ، و يحبه الله و رسوله كرار غير فرار، ثم لايرجع حتى يفتح الله على يديه فتعرض لها ابوبكر و عمر و غيرهما من المهاجرين ، و الانصار، و على يومئذ ارمد شديد الرمد، فدعاه ، رسول الله صلى الله عليه و آله فتفل فى عينه فبراء من رمده ، و اعطاه الراية فمضى ، و لم يثن حتى فتح الله عليه بمنه و طوله ، و انت يومئذ بمكة عدو لله و لرسوله ؟ فهل يستوى بين رجل نصح الله و لرسوله و رجل عادى الله ورسوله ؟ ثم اقسم بالله ما اسلم قلبك بعد، و لكن اللسان ، خائف فهو يتكلم بما ليس فى القلب ! انشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله استخلفه على المدينة فى غزوة تبوك ولاسخطه ذلك ولاكرهه ، و تكلم فيه المنافقون فقال : لاتخلفنى يا رسول الله فانى لم اتخلف عنك فى غزوة قط، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : انت وصيى و خليفتى فى اهلى بمنزلة هارون من موسى ثم اخذ بيد على عليه السلام فقال : ايها الناس من تولانى فقد تولى الله ، ومن تولى عليا فقد تولانى و من اطاعنى فقد اطاع الله و من اطاع عليا فقد اطاعنى و من احبنى فقد احب الله و من احب عليا فقد احبنى
ثم قال :
اشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال فى حجة الوداع : ايها الناس ! انى قد تركت فيكم ما لم تضلوا بعده ، كتاب الله و عترتى اهل بيتى فاحلوا حلاله ، و حرموا حرامه ، و اعملوا بمحكمه و امنوا بمتشابه ، و قولوا: امنا انزل الله من الكتاب ، و احبوا اهل بيتى ، وعترتى ، ووالوا من والاهم وانصروهم على من عاداهم ، و انهما لن يزالا فيكم حتى يردان على الحوض يوم القيامة ثم دعا و هو على المنبر فاجتذبه بيده فقال : اللهم و ال من والاه ، و عاد من عاداه ، اللهم من عادى عليا، فلا تجعل له فى الارض مقعدا، ولا فى السماء مصعدا، واجعله فى اسفل درك من النار و انشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال له : انت الذائد عن حوضى يوم القيامة تذود عنه كما يذود احدكم الغريبة من وسط ابله
انشدكم بالله اتعلمون انه دخل على رسول الله صلى الله عليه و آله مرضه الذى توفى فيه ، فبكى رسول الله صلى الله عليه و آله فقال على : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : يبكينى انى اعلم ان لك فى قلوب ؟ انشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله حين حضرته الوفاة و اجتمع عليه اهل بيته قال : اللهم هولاء اهل بيتى و عترتى اللهم وال من والاهم ، و عاد من عاداهم ، و قال : انما مثل اهل بيتى ، فيكم كسفينة نوح ، من دخل فيها نجا، و من تخلف عنها غرق و انشدكم بالله اتعلمون ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله قد سلموا عليه بالولاية فى عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و حياته ؟ و انشدكم بالله اتعلمون ان عليا اول من حرم الشهوات كلها على نفسه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله فانزل الله عزوجل : يا ايهاالذين امنوا لاتحرموا طيبات ما احل لكم ولاتعتدوا ان الله لايحب المعتدين O و كلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا و اتقوا الله الذى انتم به مؤمنون و كان عنده علم المنايا، و علم القضايا، و فصل الكتاب ، ورسوخ العلم ، ومنزل القرآن و كان رهط لانعلمهم يتمون عشرة نباهم الله انهم مؤمنون ، و انتم فى رهط قريب من عدة ، اولئك لعنوا على لسان رسول الله صلى الله عليه و آله فاشهد لكم و اشهد عليكم انكم لعناء الله على لسان نبيه كلكم و انشدكم بالله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله بعث اليك لتكتب له لنبى خزيمة حين اصابهم خالدبن الوليد، فانصرف اليه الرسول فقال : هو ياءكل ، فاعاد الرسول اليك ثلاث مرات ، كل ذلك ينصرف الرسول اليه و يقول : هو ياءكل فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اللهم لاتشبع بطنه ، فهى و الله فى نهتمك و اكلك الى يوم القيامة
ثم قال : انشدكم بالله هل تعلمون ان ما اقول حقا انك يا معاوية كنت تسوق بابيك على جمل احمر يقوده ، اخوك هذا القاعد و هذا يوم الاحزاب ، فلعن رسول الله القائد، و الراكب و السائق فكان ابوك الراكب و انت يا ارزق السائق و اخوك هذا القاعد القائد
انشدكم بالله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله لعن اباسفيان ، فى سبعة مواطن :
اولهن : حين خرج من مكة الى المدينة و ابوسفيان جاء من الشام ، فوقع فيه ابوسفيان ، فسبه و اوعده ، و هم ان يبطش به ثم صرفه الله عزوجل عنه
والثانية : يوم العير حيث طردها، ابوسفيان ، ليحرزها من رسول الله
و الثالثة : يوم احد، قال رسول الله صلى الله عليه و آله : الله مولانا، و لامولى لكم ، و قال ابوسفيان : لنا العزى ، ولاعزى لكم ، فلعنه الله و ملائكته ورسله و المؤمنون اجمعون
و الرابعة : يوم حنين يوم جاء ابوسفيان يجمع قريش و هوازن و جاء عيينة بغطفان و اليهود، فردهم الله بغيظهم لم ينالو خيرا، هذا قول الله عزوجل انزل فى سورتين فى كلتيهما يسمى اباسفيان ، و اصحابه كفارا، وانت يا معاوية ، يومئذ مشرك ، على راءى ابيك ، بمكة ، و على يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه و آله و على راءية و دينة
الخامسة : قول الله عزوجل : و الهدى معكوفا، ان يبلغ محله (40)و صددت انت و ابوك و مشركوا قريش رسول الله فلعنه الله لعنة شملته ، و ذريته الى يوم القيامة
و السادسة كن يوم الاحزاب يوم جاء ابوسفيان ، بجمع قريش ، و جاء عيينة بن حصين بن بدر بغطفان ، فلعن رسول الله القادة و الاتباع و الساقة الى يوم القيامة ، فقيل : يا رسول الله اما فى الاتباع مؤمن ؟ قال : لاتصيب اللعنة مؤمنا ممن الاتباع اما القادة فليس فيهم مؤمن و لامجيب و لاناج
و السابعة : يوم الثنية ، يوم شد على رسول الله صلى الله عليه و آله اثنا عشر رجلا، سبعة منهم من بنى امية ، و خمسة من سائر قريش ، فلعن الله تبارك و تعالى و رسول الله من حل الثنية غير النبى صلى الله عليه و آله و سائقه و قائده .
ثم انشدكم بالله هل تعلمون ان اباسفيان دخل على عثمان حين بويع فى مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله فقال : يابن اخى هل علينا من عين ؟ فقال : لا فقال ابوسفيان : تداولوا الخلافة ، يا فتيان بنى امية ، فوالذى نفس ابى سفيان بيده ، ما من جنة ولانار؟
و انشدكم بالله اتعلمون ان اباسفيان ، اخذ بيد الحسين ، حين بويع عثمان و قال : يابن اخى اخرج معى الى بقيع الغرقد، فخرج حتى اذا توسط القبور، اجتره ، فصاح باعلى صوته : يا اهل القبور الذى كنتم تقاتلونا عليه صار بايدينا، و انتم رميم ، فقال الحسين ، بن على عليه السلام : قبح الله شيبتك و قبح وجهك ثم نتر يده ، و تركه ، فلولا النعمان بن بشير اخذ بيده و رده الى المدينة لهلك
فهذا لك يا معاوية ، فهل تستطيع ان ترد علينا شيئا من لعنتك يا معاوية ، و ان اباك اباسفيان ، كان يهم ان يسلم فبعث اليه بشعر معروف ، و مروى فى قريش و غيرهم تنهاه عن الاسلام و تصده
و منها: ان عمر بن الخطاب و لاك الشام فخنت به و ولاك عثمان فتربصت به ريب المنون ، ثم اعظم من ذلك جراءتك على الله و رسوله انك قاتلت عليا عليه السلام و قد عرفته ، و عرفت سوابقه ، وفضله و علمه ، على امر هو اولى به منك و من غيرك ، عندالله و عندالناس ، و لاذيته بل اوطاءت الناس عشوة ، و ارقت دماء خلق من خلق الله بخدعك و كيدك وتمويهك ، فعل من لايؤ من بالمعاد و لايخشى العقاب فلما بلغ الكتاب اجله صرت الى شر مثوى و على الى خير منقلب و الله لك بالمرصاد فهذا لك يا معاوية خاصة و ما امسكت عنه من مساويك و عيوبك فقد كرهت به التطويل
و اما انت يا عمروبن عثمان ، فلم تكن للجواب حقيقا بحمقك ان تتبع هذه الامور، فانما، مثلك ، مثل البعوضة اذ قالت للنخلة : استمسكى فانى اريد، ان انزل عنك فقالت لها النخلة : ما شعرت بوقوعك فكيف يشق على نزولك ، وانى والله ما شعرت انك تجسر ان تعادى لى فيشق على ذلك ، و انى لمجيبك فى الذى قلت
ان سبك عليا عليه السلام اينقض فى حسبه او يباعده ، من رسول الله او يسوء بلاءه فى الاسلام او بجوز فى حكم ، او رغبة ، فى الدنيا فان قلت واحدة منهافقد كذبت
و اما قولك : ان لكم فينا تسعة عشر دما بقتلى مشركى بنى امية ببدر، فان الله و رسوله قتلهم و لعمرى ليقتلن فى بنى هاشم ، تسعة عشر، وثلاثة بعد تسعة عشر ثم يقتل ، من بنى اميه تسعة عشر و تسعة عشر فى موطن واحد، سوى ما قتل من بنى امية لايحصى عددهم الاالله .
و ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال : اذا بلغ ، ولد الوزغ ثلاثين رجلا، اخذوا مال الله بينهم دولا، و عباده ، خولا، كتابه دغلا، فاذا بلغوا ثلاثمائة و عشرا حقت اللعنة عليهم و لهم ، فاذا بلغوا اربعمائة و خمسة و سبعين كان هلاكهم اسرع من لوك تمرة ، فاقبل الحكم ابن ابى العاص ، و هم فى ذلك الذكر، و الكلام ، فقال رسول الله : اخفظوا اصواتكم فان الوزع يسمع و ذلك حين راهم رسول الله صلى الله عليه و آله و من يملك بعده منهم امر هذه الامة - يعنى فى المنام - فساءه ذلك و شق عليه
فانزل الله عزوجل فى كتابه : و ما جعلنا الرؤ يا التى اريناك الا فتنة للناس و الشجرة المعلونة فى القرآن (41) يعنى بنى امية و انزل ايضا: ليلة القدر خير من الف شهر (42)فاشهدلكم و اشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الا الف شهر التى اجلها الله عزوجل فى كتابه
و اما انت يا عمروبن العاص ، الشانى اللعين الابتر، فانما، انت كلب اول امرك ان امك بغية ، و انك ولدت على فراش مشترك فتحاكمت فيك رجال قريش منهم ابوسفيان بن الحرب و الوليد بن المغيرة ، و عثمان بن الحارث ، و النضر بن الحارث بن كلدة ، و العاص بن وائل ، كلهم ، يزعم انك ابنه ، فغلبهم عليك من بين قريش الامهم حسبا و اخبثهم منصبا و اعظمهم بغية
ثم قمت خطيبا و قلت : انا شانى محمد و قال العاص بن وائل : ان محمدا رجل ابتر لاولد له فلو قد مات انقطع ذكره ، فانزل الله تبارك و تعالى : ان شانئك هوالابتر (43)
و كانت امك تمشى الى عبد قيس تطلب البغية تاءتيهم فى دورهم و رحالهم وبطون اوديتهم ثم كنت فى كل مشهد يشهده رسول الله من عدوه اشدهم له عداوة و اشدهم له تكذيبا
ثم كنت فى اصحاب السفينة الذين اتوا النجاشى ، و المهجر الخارج الى الحبشة فى الاشاطة بدم جعفر بن ابى طالب و سائر المهاجرين الى النجاشى ، فحاق ، المكر السى ء بك و جعل جدك الاسفل ، ابطل امنيتك و خيب سعيك ، و اكذب احدوثتك و جعل كلمة الذين كفروا السفلى و كلمة الله هى العليا
و اما قولك فى عثمان فانت يا قليل الحياء و الدين ، الهبت عليه نارا ثم هربت الى فلسطين تتربص به الدوائر، لما اتاك خبر قتله ، حبست نفسك على معاوية ، فبعته دينك يا خبيث بدنيا غيرك ، لسنا نلومك على بغضنا و لم نعاتبك على حبنا و انت عدو لبنى هاشم ، فى الجاهلية و الاسلام ، و قد هجوت رسول اله صلى الله عليه و آله بسبعين بيتا من شعر فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : اللهم انى لااحسن الشعر و لاينبغى لى ان اقوله فالعن عمروبن العاص بكل بيت الف لعنة
ثم انت يا عمروالمؤثر دنياك على دينك ، اهديت الى النجاشى ، الهدايا، و رحلت اليه ، رحلتك الثانية و لم تنهك الاولى عن الثانية ، كل ذلك ترجع مغلوبا حسيرا تريد بذلك هلاك جعفر واصحابه فلما خطاك ما رجوت و املت احلت على صاحبك عمارة بن الوليد.
و اما انت يا وليد بن عقبة فوالله ما الومك ان تبغض عليا، و قد جلدك فى الخمر ثمانين جلدة و قتل اباك صبرا بيده يوم بدر، ام كيف تسبه و قد سماه الله مؤمنا فى عشرة آيات من القران ، و سماك فاسقا، و هو قول الله عزوجل : افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستوون (44)وقوله : ان جاءكم فاسق بنباء فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (45)
و ما انت و ذكر قريش انما انت ابن علج من اهل صفورية اسمه : ذكوان ، اما زعمك انا قتلنا عثمان ، فوالله ما استطاع طلحة و الزبير و عائشد ان يقولوا ذلك لعلى بن ابى طالب فيكف تقوله انت
و لو ساءلت امك من ابوك اذ تركت ذكوان فالصقتك بعقبة من ابى معيط، اكتسبت بذلك عند نفسها سناء و رفعة ، و مع ما اعدالله لك و لابيك و لامك من العار و الخزى فى الدنيا و الاخرة ، و ما الله بظلام للعبيد
ثم انت يا وليد والله اكبر فى الميلاد ممن تدعى له فكيف تسب عليا و لو اشتغلت بنفسك لتثبت نسبك الى ابيك لاالى من تدعى له و لقد قالت لك امك : يا بنى ابوك والله الام و اخبث من عقبة
و اما انت ياعتبة بن ابى سفيان ، فوالله ما انت بحصيف فاجاوبك ولاعاقل فاعاتبك و ماعندك خير يرجى ، و ما كنت و لو سببت عليا لاعير به عليك ، لانك عندى لست بكفو لعبد على بن ابيطالب فارد عليك و اعاتبك ولكن الله عزوجل لك ولابيك و امك و اخيك لبالمرصاد فانت ذرية ابائك الذين ذكرهم الله فى القرآن ، فقال : عاملة ناصبة O تصلى نارا حامية O تسقى من عين انية - الى قوله - من جوع (46)
و اما وعيدك اياى ان تقتلنى ، فهلا قتلت الذى وجدته على فراشك مع حليلتك و قد غلبك على فرجها و شركك فى ولدها حتى الصق بك ولدا ليس لك ويلا لك ، لو شغلت بنفسك بطلب ثاءرك منه لكنت جديرا و لذلك حريا اذ تسومنى القتل و توعدنى بها ولا الومك ان تسب عليا و قد قتل اخاك مبارزة و اشترك هو و حمزة بن عبدالمطلب فى قتل جدك حتى اصلاهما الله على ايدهما نار جهنم ، و اذا قهما العذاب الاليم ، و نفى عمك بامر رسول الله صلى الله عليه و آله
و اما رجائى الخلافة ، فلعمرالله ان رجوتها فان لى فيها لملتمسا و ما انت بنظير اخيك ، و لابخليفة ابيك ، لان اخاك اكثر تمردا على الله و اشد طلبا لاهراقه دماء المسلمين و طلب ما ليس له باهل يخادع الناس ، و يمكرهم و يمكرالله و الله خيرالماكرين .
و اما قولك : ان عليا كان شر قريش لقريش فوالله ماحقر مرحوما و لاقتل مظلوما
واما انت يامغيرة بن شعبة فانك لله عدو و لكتابه نابذ و لنبيه مكذب ، وانت الزانى ، و قد وجب عليك الرجم و شهد عليك العدول البررة الاتقياء، فاخر رجمك ودفع الحق بالاباطيل و الصدق بالاغاليط و ذلك لما اعدالله لك من العذاب الاليم ، و الخزى ، فى الحياة الدنيا، و لعذاب الاخرة اخزى و انت الذى ضربت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله حتى ادميتها و القت ما فى بطنها استذلالا منك لرسول الله صلى الله عليه و آله و مخالفة منك لامره ، و اتنهاكا لحرمته و قد قال لها رسول الله صلى الله عليه و آله : يافاطمة انت سيدة نساء اهل الجنة , و الله مصيرك الى النار و جاعل و بال ما نطقت به عليك
فباى الثلاثة سببت عليا انقضا فى نسبه ام بعد من رسول الله ، ام سوء بلاء فى الاسلام ، ام جور افى حكم ، ام رغبه فى الدنيا، ان قلت بها فقد كذبت و كذبت الناس .
اتزعم ان عليا عليه السلام قتل عثمان مظلوما، فعلى و الله اتقى و انقى من لائمه فى ذلك ، و لعمرى لئن كان على قتل عثمان مظلوما، فوالله ما انت فى ذلك فى شى ء، فما نصرته حيا و لا تعصبت له ميتا، و ما زالت الطائف دارك تتبع البغايا و تحيى امر الجاهليه ، و تميت الاسلام حتى كان ما كان فى امس .
و اما اعتراضك فى بنى هاشم و بنى اميه ، فهو ادعاوك الى معاويه ، و اما قولك فى شان الامارة و قول اصحابك فى الملك الذى ملكتموه فقد ملك فرعون مصر اربعمائه سنه ، و موسى و هارون نبيان مرسلان يلقيان ما يلقيان من الاذى ، و هو ملك الله يعطيه البر و الفاجر، و قال الله : و ان ادرى لعله فتنه لكم و متاع الى حين ،(47) و اذا اردنا ان نهلك قريه امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (48)
ثم قام الحسن عليه السلام فنفض ثيابه و هو يقول :
الخبيثات للخبيثين الخبوثون للخبيثات (49)، هم و الله يا معاويه انت و اصحابك هولاء، و شيعتك و الطيبون للطيبات اولئك مبرون مما يقولون لهم مغفرة و رزق كريم ، (50) هم على بن ابى طالب عليه السلام و اصحابه و شيعته
ثم خرج و هو يقول لمعاوية :
دق و بال ما كسبت يداك و ما جنت و ما قد اعد الله لك و لهم من الخزى فى الحياة الدنيا و العذاب الاليم فى الاخرة
فقال : معاويه لاصحابه : و انتم فذوقوا و بال ما جنيتم ، فقال الوليد، بن عقبة : والله ما ذقنا الا كما ذقت ، و لااجتراء عليك
فقال معاوية : الم اقل لكم لن تنتقصوا من الرجل ، فهلا اطعتمونى ، اول مرة فانتصرتم من الرجل اذ فضحكم فوالله ما قام حتى اظلم على البيت ، و هممت ان اسطوبه ، فليس فيكم خير اليوم ، و لابعد اليوم
و سمع مروان بن الحكم بما لقى معاوية ، و اصحابه ، المذكورون ، من الحسن بن على عليه السلام فاتاهم فقال : افلا احضرتمونى ذلك ، فوالله لاسبنه و لاسبن اباه ، و اهل البيت ، سبا تتغنى به الاماء و العبيد، و فارسل معاوية الى الحسن بن على عليه السلام فلما جاء الرسول قال له الحسن عليه السلام
ما يريد هذا الطاغية منى و الله ان اعاد الكلام لاوقرن مسامعة يبقى عليه عاره و شناره الى يوم القيامة
فاقبل الحسن عليه السلام فقال مروان : والله لاسبنك و اباك و اهل بيتك سبا تتغنى به الاماء و العبيد
فقال الحسن عليه السلام :
اما انت يا مروان ، فلست ، سبتك و لاسببت اباك ، ولكن الله عزوجل لعنك و لعن اباك ، و اهل بيتك و ذريتك و ما خرج من صلب ابيك الى يوم القيامة على لسان نبيه محمد و الله يا مروان ما تنكر انت و لا احد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله صلى الله عليه و آله لك و لابيك من قبلك ، و ما زادك الله يا مروان بما خوفك الا طغيانا كبيرا، و صدق الله و صدق رسوله يقول الله تبارك و تعالى : و الشجرة الملعونة فى القرآن و نخوفهم فما يزيدهم الاطغيانهم كبيرا (51)و انت يا مروان و ذريتك الشجرة الملعونة فى القرآن ، و ذلك عن رسول الله صلى الله عليه و آله عن جبرئيل عن الله عزوجل
ويحك يا مروان ، لقد تقلدت مقاليد، العار، فى الحروب عند مشاهدتها، و المخاذلة عند مخالطتها نحن هبلتك الهوابل ، لنا الحجج البوالغ و لنا ان شكرتم عليكم النعم السوابغ ، ندعوكم الى النجاة ، و تدعوننا الى النار، فشتان ما بين المنزلتين
تفخر ببنى امية ، و تزعم انهم صبر فى الحروب ، اسد عند اللقاء، ثكلتك امك ، اولئك البهاليل السادة و الحماة الذادة و الكرام ، القادة بنو عبد المطلب
اما والله لقد راءيتهم و جميع من فى هذا البيت ما هالتهم الاهوال و لم يحيدوا عن الابطال كالليوث الضارية ، الباسلة الحنقة فعندها، وليت هاربا، و اخذت اسيرا فقلدت قومك العار، الانك فى الحروب خوار
ايراق دمى ، زعمت افلا ارقت دم من وثب على عثمان فى الدار، فذبحه كما يذبح الجمل ، و انت تثغو ثغاء النعجة و تنادى بالويل و الثبور، كالامة اللكعاء، الا دفعت عنه بيد او ناضلت عنه بسهم ، لقد ارتعدت فرائصك و غشى بصرك ، فاستغثت بى كما يستغيث العبد بربه ، فانجيتك من القتل و منعتك منه ، ثم تحث معاوية على قتلى ، ولو رام ، ذلك معك لذبح كما ذبح ابن فصاح معاوية بمروان : قد كنت نهيتك عن هذا الرجل ، و انت تاءبى الا انهماكا فيما لايعنيك ، اربع على نفسك ، فليس ابوك كابيه و لا انت مثله ، انت ابن الطريد، الشريد، و هو ابن رسول الله صلى الله عليه و آله الكريم ، ولكن رب باحث عن حتفه ، و حافر عن مديته], وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلي يارب على حبيبك المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
اهم المصادر:ـ
الارشاد للشيخ المفيد , تاريخ الامم و الملوك