المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ملامح التسامح في الخطاب النبوي


مرتضى الشاوي
07-02-2013, 09:43 AM
من ملامح التسامح في الخطاب النبوي
مرتضى الشاوي
لقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينطلق في تعامله مع الناس كافة على أساس كلهم كأسنان المشط ، وكلهم من آدم وآدم من تراب إمّا أخوك في الدين أو أخوك في الخلق ، على الرغم من الاختلاف فالتعارف هو التعامل الحسن كما في قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات / 13
وقد جاء النص الخطاب النبوي على أن لا فرق بين الناس إلا بالتقوى ، وهي المعيار العام كما جاء في أقوال الرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) وقد حرصت السنة النبوية إبراز الجوانب الانسانية :
- ( إنّ ربكم واحد ، وإنّ أباكم واحد ، ودينكم واحد ، ونبيكم واحد ، ولا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ، ولا أحمر على اسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى )
- ( إنّ الناس من آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ، لأفضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى ).
- ( يا أيّها الناس إنّ العربية ليست بأب والد، وإنما هو لسان ناطق ، فمن تكلم به فهو عربي، ألا إنكم ولد آدم، وآدم من تراب ، والله لعبد حبشي أطاع الله خير من سيد قرشي عاص لله ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم )
وقد بيّن الخطاب القرآني الكريم معالم شخصية الرسول الأعظم محمد ( صلى الله عليه و آله ) في الآيات الكريمة :
- ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) ( الأحزاب / 21)
- ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ) (الضحى / 6)
- ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ) ( الكهف / 6)
- ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ) ( التكوير / 19 -21 )

- ( وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) ( الشورى / 15)
- ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ( التوبة / 128 )
- ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) ( آل عمران / 159 )
- ( طه ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ) ( طه / 1-2 )
- ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( القلم / 4 )
وفي هذا مدعاة إلى الانفتاح على الإنسان مهما كانت درجة علاقته بك أو عدم علاقته فهو إنسان قبل كل شيء وإنّ هناك أكثر من مشترك بينك وبينه ويكفيان يكون إنساناً وليس مخلوقاً من جنس آخر لكي تحبه وتحاوره وتقلص من مسافات البعد والخلاف بينك وبينه.
وتظهر في صحيفة المدينة التي أعلنها رسول الله ( ص ) حين دخل يثرب الاسم الأول للمدينة المنورة ، مدى الحرص على إقامة مجتمع مدني متسامح ، تنفتح فيه الجماعات على بعضها تفاعلاً ، وتبادلاً بدون عنف أو قسر ففي أول خطاب ألقاه الرسول ( ص ) قال : ( فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإنّ بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ).
وقد جاء في وصيته ( صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
( يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال : إنصافك من نفسك ومساواة الأخ في الله وذكر الله على كل حال ) ، وكذلك ( يا علي : ثلاث من أبواب البر : سخاء النفس ، وطيب الكلام ، والصبر على الأذى ) وكذلك الابتعاد عن الشتم كما في وصيته لمعاذ بن جبل ( وإياك أن تشتم مسلماً ) ، والتنبيه على سؤ الخلق شؤم
وكذلك المداراة كما في قوله( مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش ) ، والترغيب في حسن الخلق فهو يثبت المودة.
وبعد ذلك كتاب رسول الله الذي كتبه بين المهاجرين والأنصار لموادعة اليهود التي تتضمن كثير من العهود والمواثيق والإقرار على الدين والأموال فيما بينهم .
فضلاً عن المؤاخاة التي آخ فيها الرسول بين الأنصار والمهاجرين وهي أولى بوادر الألفة والمحبة والتسامح والتعايش الاجتماعي بحسب قوله صلى الله عليه واله ( تآخوا في الله أخوين أخوين ) ، وكان الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بقوله ( هذا أخي ) .
وللرسول الكريم ( صلى الله عليه و آله ) أحاديث جمة في آداب معاشرة تدخل في ثقافة التسامح والتعايش الاجتماعي بين أبناء الأمة الواحدة أو مع أقوام آخرين ، فقد كان يحذر المؤمنين من شرار الناس بقوله صلى الله عليه و آله: ( ألا أنبئكم بشرار الناس ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من نزل وحده ومنع رفده ، وجلد عبده ، ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من لا يقبل عثرة ولا يقبل معذرة ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره . ثم قال : ألا أنبئكم بشر من ذك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من يبغض الناس ويبغضونه ) ، وفي النص النبوي درس كبير عالي المضامين على التسامح والتأكيد على صفات الأشرار للتجنب والابتعاد عنهم .
وقد تجلى في الخطاب النبوي كثير من الفهم الحقيقي لاحترام ، فالأخوة الإسلامية نابعة من صميم الأبوة المحمدية ، إذ قال في خطبة الوداع ( أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمنّ أن كل مسلم أخ للمسلم وان المسلمين أخوة ، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه ، فلا تظلمنّ أنفسكم اللهم هل بلغت ).
فليس هناك أيّ لون من التعصب لدى الناس فهم أخوة في الإنسانية والإسلامية ، وقد حذّر الرسول الكريم من التعصب والعصبية .
إذ روي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ):( من كان في قلبه حبة خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة من أعراب الجاهلية ).
وهناك كثير من المضامين الدالة على ثقافة التسامح في الخطاب النبوي يمكن الإشارة إلى أهمها :
العفو والصفح :
قال رسول الله : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )
قال رسول الله في احدى خطبه : ( ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ؟ العفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ، والإحسان إلى من أساء إليك ، وإعطاء من حرمك ) .
قال رسول الله : ( عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله )
الخلق الحَسَن :
قال رسول الله : ( إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل اجر الصائم القائم )
قال رسول الله : ( أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً المؤطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم )
الصدق في القول :
- قال رسول الله : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ).
الحلم والتحمل :
قال رسول الله : ( ما أعز الله بجهل قطّ لا أذلّ بحلم قطّ )
قال رسول الله : ( إنّ الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف )
البشاشة في اللقاء :
قال رسول الله : ( ألق أخاك بوجه منبسط )
قال رسول الله : ( إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر )
الوفاء بالوعد والعهد :
قال رسول الله : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان )
حفظ اللسان :
قال رسول الله : ( نجاة المؤمن في حفظ لسانه)
قال رسول الله : ( من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه ) .
قال رسول الله : ( إنّ كان في شيء شؤم ففي اللسان )
المداراة :
قال رسول الله : ( ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل )
قال رسول الله : ( أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض)
قال رسول الله : ( مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش ) .
الرفق :
قال رسول الله : ( مدارة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش)
قال رسول الله : ( الرفق يمن والخرق شؤم )
قال رسول الله : ( إنّ الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه ولا تزغ من شيء إلا شانه ) .
قال رسول الله : ( ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمها أجراً وأحبهماً إلى الله عز وجل أرفقهما بصاحبه )
وغيرها من الأحاديث النبوية الشريفة ، يمكن أن يتعرف عليها المسلم ويتكيف معها ، لتكون له نوراً يستضاء به .
مرضى الشاوي
2013م

المسامح
07-02-2013, 10:26 AM
السلام عليكم
احسنتم اخونا العزيز مرتضى على البحث القيم
وعلى تبيان بعض من ملامح التسامح لنبينا محمد صل الله عليه والله
ولكن للأسف هناك من يشوه صورة نبينا محمد ص بالقتل والارهاب والتفجير وغيرها
مما جعل غير المسلمين يضعون صورة في اذهانهم عن نبينا ص
انه ارهابي وغير ذلك والعياذ بالله فساعد الله قلب نبينا ع على هؤلاء
تحياتي وتقديري وتمنياتي بالتوفيق لكم عزيزي والسلام عليكم

يوحنا توماس
09-02-2013, 11:52 PM
بارك الله فيكم
شكرا لكم
اخوكم
يوحنا المحمدي