المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نوادر الاثر في درة عمر


الشيخ مرتضى الحسون
08-02-2013, 01:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على محمد واله الطاهرين وبعد....
الكل منا سمع عن طريقة عمر في الحكم والتي تميزت كما يذكر اهل التاريخ والحديث والسير انه كان فظا غليظ القلب وطالما ذكر التاريخ انه يستخدم الدرة كاداة لفرض سلطته وتمرير احكامه ولذا عملنا دراسة مختصرة وتقصينا بعضا من الاثار النادرة في حق تلك الدرة وما فعل بها عمر والتي تحولت فيما بعد رمزا الى التجبر والتسلط والعنجهية واليكم بعضا من مضحكات الدهر في استخادمات الدرة:
1- عمر يضرب اليهودي لانه مدحه :
(( كتاب الموطأ - الإمام مالك - ج 2 - ص 719
2 - وحدثني مالك عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، أن عمر بن الخطاب
اختصم إليه مسلم ويهودي . فرأى عمر أن الحق لليهودي فقضى له . فقال له اليهودي :
والله لقد قضيت بالحق . فضربه عمر بن الخطاب بالدرة . ثم قال : وما يدريك ؟ فقال له
اليهودي : إنا نجد أنه ليس قاض يقضى بالحق ، إلا كان عن يمينه ملك وعن شماله ملك .
يسددانه ويوفقانه للحق . ما دام مع الحق . فإذا ترك الحق . عرجا وتركاه .))
وهنا لابد من وقفات مهمة :
أ- هل في حكم الله ان من يمدحك تضربه بالدرة؟ دلونا على اصله التشريعي يا ابناء قال الله وقال الرسول؟
ب- ولو قلنا انه يستحق العقوبة فلماذا عفا عنه عمر بعد ذلك ؟ الجواب لانه حدثه بما في كتب اليهود المكذوبة فصدق بها عمر وكانها قران كريم !!!!
ج- ثم كيف تسنى لليهودي ان عمر بحكمه له كان مع الحق؟ اذ لربما كان الحق للمسلم ولكن ظلمه عمر؟
2- الويل لمن سبح بعد العصر:
(المحلى - ابن حزم - ج 3 - ص 3
وعن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال
سبح المنكدر بعد العصر فضربه عمر)
فبالله عليكم اي مستند شرعي له بذلك؟. علما ان السائب بن يزيد صحابي وربما عمل بمقتضى ما تعلمه من رسول الله او بمقتضى اجتهاده فلماذا عمر يضربه ؟ لا يمكن الا ان يكون حجرا فكريا على باقي الناس.
3- وهنا برع عمر بالقضاء:
( المحلى - ابن حزم - ج 10 - ص 151
ورواية أخرى من طريق حماد
ابن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال هشام :
وسمعته يحدث أبى قال : ان رجلين وقعا بامرأة في الجاهلية فولدت غلاما فلما كان عمر
ادعياه جميعا فدعا عمر رجلا من بنى كعب فقال : انظر فاستبطن واستظهر فقال والذي
أكرمك بالخلافة لقد اشترك فيه جميعا فضربه عمر بالدرة حتى اضطجع وقال له عمر
لقد ذهب بك النظر إلى غير مذهب ثم دعا عمر بالمرأة فسألها فقالت هذا كان يطأني
فإذا كان يطأني حماني من الناس حتى إذا استمر بي الحمل خلا بي ( 3 ) فأهرقت دما
كثيرا فجاءني هذا فوطئني فلا أدرى من أيهما هو فقال الكعبي : الله أكبر شركاء فيه
ورب الكعبة فقال عمر : أما انا فقد رأيت ثم قال للغلام اختر أيهما شئت
قال يحيى بن عبد الرحمن : فلقد رأيت حين سفع أحدهما بيد الغلام ثم ذهب ))
وهذه من طوام الدهر وكوارث القضاء لاسباب:
1- انه ضرب القافي لمجرد انه ادلى برايه فكان الحري بعمر ان يبين له خطأ رايه وليس ان يضربه
2- انه ضربه قبل ان يستفهم من المراة وحالها ولذا بعد ان ضربه اضطجع وسال المراة فاجابت بنظير كلام القافي ولذا كبر القافي لان كلامه - وفق الرواية - كان صحيحا -
3- وفي ضوء النثطة الثانية ما كان من عمر الا ان يتحير بالامر فاصر على رايه - بلا دليل- فحكم بشيء ما انزل الله به من سلطان فقال تخير ايهما تريد وكانما هو في سوق لشراء العب والحاجيات وليس بصدد نسب ودم!!!!
4- الحسد يدفع عمر لان يضرب الصحابة:
(سنن الدارمي - عبد الله بن بهرام الدارمي - ج 1 - ص 132 - 133
( أخبرنا ) محمد بن العلاء ثنا ابن إدريس قال سمعت هارون بن عنترة
عن سليمان بن حنظلة قال اتينا أبي بن كعب لنحدث إليه فلما قام
قمنا ونحن نمشي خلفه فرهقنا عمر فتبعه فضربه عمر بالدرة قال فاتقاه
بذراعيه فقال يا أمير المؤمنين ما نصنع قال أو ما ترى فتنة للمتبوع
مذلة للتابع)
وهنا عمر يتعدى الحدود ويعتدي على احد الصحابة وهو ابي بن كعب المحدث الاول عند المدرسة العمرية وعلل ذلك بان باتباع الرجل فتنة للمتبوع ومذلة للتابع وهذا تعليل باطل فاسد
فان كعبا صحابي والكل يعلم- وفق نظرية العمرية- انه لابد من اتباع الصحابة فانهم نجوم بايهم اقتديتم اهتديتم فالناس لما تبعوا ابيا انما تبعوه لطلب العلم على ما هو عليه ظاهر الرواية
ولكن الحسد دفع عمر لان يضربه , بل ان عمر رهقهم لئلا ان يحدث ابي ببعض الاحاديثعن النبي والتي ربما لا تتوافق مع مزاج عمر اذ كان حينها يمنع الرواية عن النبي (ص)
ثم اقول : هل في شرع الله ما ينص على جواز ضرب عمر للصحابي لمجرد ان يتبعه الناس؟!!
5- عمر يتظاهر بالرافة بالحيوان ويؤلم الانسان:
(السنن الكبرى - البيهقي - ج 9 - ص 280 - 281
( أخبرنا ) أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكى ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا ابن بكير ثنا مالك عن عاصم بن
عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ان رجلا حد شفرة وأخذ شاة ليذبحها فضربه عمر رضي الله عنه بالدرة وقال
أتعذب الروح ألا فعلت هذا قبل ان تأخذها)
فهنا عمر ضرب الرجل لانه بحد شفرته لكن عمر راى ان توقيت الحد لابد ان يكون سابقا لسوق الذبيحة - كل ذلك رافة بالحيوان- فما فعل عمر ؟
قام وضرب الرجل بالدرة انتصارا للحيوان
فياعمر رؤفت بالحيون واذيت الانسان؟
كان لك ان تامره بالحكم الشرعي بدون ان تضربه
6- عمر يقيم الحد بلا جريمة:
( المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 9 - ص 436
( 17923 ) - عبد الرزاق عن محمد بن راشد قال : سمعت مكحولا
يحدث أن رجلا وجد في بيته رجلا بعد العتمة ملففا في حصير ،
فضربه عمر مئة)
وهنا اقام عمر الحد على الرجل لانه في بيت اجنبي بعد العتمة فاقامة الحد هنا باطلة اذ لم تتحقق الجريمة اصلا ولذا نص الشرع على ان لا يقام الحد الا بعد تحقق تمام العلملية الجنسية ( كالعود في المكحلة ) كما يعبر الحديث.
7- وكان لبس الثوب الجميل مستوجبا للضرب العنيف:
(
المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 10 - ص 416
( 19548 ) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
عكرمة بن خالد قال : دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجل
ولبس ثيابا حسانا ، فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه ، فقالت له حفصة :
لم يكن فاحشا ، لم ضربته ؟ فقال : رأيته قد أعجبته نفسه ،
فأحببت أن أصغرها إليه)
افنسيت قوله تعالى ( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده....)؟؟
8- وكان الجمع بين الزوجة وخالتها سببا للعقوبة:
(
المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج 3 - ص 359
( 12 ) حدثنا أبو أسامة عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن
رجلا تزوج امرأة على خالتها فضربه عمر وفرق بينهما )
فبالله عليكم اين مستند هذا الامر من الكتاب والسنة؟!!
9- رمتني بدائها وانسلت:
( المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج 6 - ص 502
( 2 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن مسهر عن الشيباني عن حسان بن مخارق قال :
بلغني أن عمر بن الخطاب سائر رجلا في سفر وكان صائما ، فلما أفطر أهوى إلى قربة
لعمر معلقة فيها نبيذ قد خضخضها البعير ، فشرب منها فسكر ، فضربه عمر الحد ، فقال
له : إنما شربت من قربتك ، فقال له عمر : إنما جلدناك لسكرك)
وهنا يتبين الصبح لكل ذي عينين
فالخليفة هو صاحب النبيذ والمالك لها
لوما جاء ذلك الصائم المسكين ليشرب منها - لانها ملك للخليفة والخليفة مسلم وقاعدة اليد جارية في هذه المسالة- سكر فما كان من الخليفة الا ان يعاقب المسكين على سكره غير المتعمد اصلا!!!!
ونسي ان يعاقب نفسه اذ انه هو حائز لذلك النبيذ!!!!!
10- يجلده نكالا وليس اقامة للحد:
المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج 6 - ص 523
( 1 ) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عيسى بن يونس عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن
رجاء عن قبيصة بن ذؤيب أن رجلا وقع على جاريته ولها زوج ، فضربه عمر بن الخطاب
مائة نكالا )
فيالله ولهذا الحكم
11- وخالف عمر رسول الله وابا بكر:
( مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي - ج 6 - ص 6
حدثنا أحمد حدثنا يزيد بن هارون
حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس قال اتي رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب الخمر
فأمر به فضرب بنعلين أربعين ثم أتي أبو بكر برجل قد شرب
الخمر فصنع به مثل ذلك ثم أتي عمر برجل قد شرب الخمر
فاستشار الناس في ذلك فقال عبد الرحمن بن عوف أقل
الحدود ثمانين فضربه عمر ثمانين)
فبالله عليكم
من اين جاء ابن عوف بالحد ثمانين وتابعه عمر على ذلك والرواية تنص على ان النبي وابا بكر قد جلدا اربعين فقط؟؟؟؟؟!!!
12- واخيرا ضربه لصبيغ المسكين
وهذه القصة قد اشبعها سماحة الشيخ الاستاذ علي الكوراني حفظه الله في كتابه تدوين القران تحت عنوان محنة صبيغ وسننقلها بنصها لتعم الفائدة .
فهذه جملة من نوادر الاثر في درة عمر.
خادمكم المخلص
مرتضى الحسون

العـراقي
08-02-2013, 01:45 PM
احسنتم و اثابكم الله مولانا

احببت ان اضيف لبحثكم و لطرحكم الرائع هذا الامر ايضا



إبن حجر - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الخصومات - باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة - رقم الصفحة : ( 90 )


- قوله : ( وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت ) : .... وصله بن سعد في الطبقات بإسناد صحيح من طريق الزهري ، عن سعيد بن المسيب قال : لما توفي أبو بكر أقامت عائشة عليه النوح فبلغ عمر فنهاهن فأبين فقال لهشام بن الوليد : أخرج إلى بيت أبي قحافة يعني أم فروة فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن بذلك ، ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من وجه آخر ، عن الزهري وفيه فجعل يخرجهن إمرأة إمرأة وهو يضربهن بالدرة.

إبن حجر - المطالب العالية - كتاب الجنائز



909 - إسحاق ، أخبرنا : عبد الرزاق ، حدثنا : معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، قال : لما مات أبو بكر (ر) بكي عليه ، فقال عمر (ر) : أن رسول اللّه (ص) قال : إن الميت يعذب ببكاء الحي فأبوا إلا أن يبكوا ، فقال عمر (ر) لهشام بن الوليد : قم ، فأخرج النساء ، فقالت عائشة (ر) : أحرجك ، فقال عمر (ر) : إدخل ، فقد أذنت لك ، فدخل ، فقالت عائشة (ر) : أمخرجي أنت يا بني ؟ فقال : أما لك فقد أذنت لك ، فجعل يخرجهن إمرأة إمرأة ، وهو (ر) يضربهن بالدرة فخرجت أم فروة ، وفرق بينهن ، أو قال : فرق بين النوائح ، قلت : المرفوع منه مخرج عندهم ، ورواه أحمد ، عن عبد الرزاق بهذا الإسناد خاصة دون باقي القصة ، والقصة أشار إليها البخاري تعليقاً.

الشيخ مرتضى الحسون
08-02-2013, 01:58 PM
تابع للمشاركة اعلاه وتتميم لها:
13- وضرب الرجل لانه افتى وفق راي النبي :

(الاحكام - ابن حزم - ج 6 - ص 807
وقد أنكر
عمر رضي الله عنه أشد الانكار على رجل سأله عن مسألة في الحج ، فلما أفتاه
قال له الرجل ، هكذا أفتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضربه عمر بالدرة وقال له :
سألتني عن شئ قد أفتى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أخالفه )
فبالله عليكم هل يتحمل الرجل مسؤولية ان يكون الخليفة جاهلا باحكام الاسلام وفتاوى الرسول؟
14- وضرب الرجل والسبب حرف السين:
((
الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 2 - ص 453
2 وأخرج عن يزيد بن أبي حبيب أن كاتب عمرو بن العاص كتب إلى عمر فكتب ( بسم الله ) ولم يكتب لها سنا فضربه عمر فقيل له فيم ضربك أمير المؤمنين قال ضربني في سين))
فواها واها لهذا الامر بل اين مستندك الشرعي يا عمر لضربك هذا الرجل؟
15- وضرب الاعرابي والسبب:
((
تاريخ القرآن الكريم - محمد طاهر الكردي - ص 136
( ومن اللطائف ) المناسبة لهذا المقام : ما يروى عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه أنه لقي أعرابيا فسأله هل تحسن القراءة قال نعم فقال
اقرأ بأم القرآن فقال الأعرابي والله ما أحسن البنات فكيف الام
فضربه عمر بالدرة ( بكسر الدال وتشديد الراء هي السوط ) وأسلمه
إلى الكتاب ليتعلم فمكث فيه حينا ثم هرب فلما رجع لأهله أنشدهم
أتيت مهاجرين فعلموني * ثلاثة أسطر متتابعات
كتاب الله في رق صحيح * وآيات القران مفصلات
وخطوا لي أبا جاد وقالوا * تعلم سعفصا وقريشات
وما أنا والكتابة والتهجي * وما خط البنين مع البنات))
فلمجرد انه لا يعرف هذا المصطلح (ام الكتاب ) تعرض الرجل للضرب ولذا حينما عاد الى اهله هزئ بفعل الخليفة.
16- وضربه لانه لم يغتسل:
((
تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 31 - ص 386 - 387
قرأت بخط إبراهيم بن عبد الله بن خضر الأندلسي المحتسب حدثني أبو
الحسين عبد الوهاب بن الحسن نا أحمد بن عمير ( 3 ) بن يوسف بن جوصا نا علي بن
عبد الرحمن نا عبد الله بن يوسف نا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد أن عيسى بن
عاصم حدثه
أن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة
خرجوا من جوف الشام وكانوا غزوا الروم ومع ابن عياش سرية له فكان يقبلها إذا
اشتهاها وهو يسير ويصيبها وليس معه ماء فكانا ينهيانه عن ذلك ويكرهانه ويعيبان
ذلك عليه فيقول بيني وبينكم عمر فلما قدموا على عمر ذكروه له فضربه عمر))
نعم الرجل خالف حكم الله ولكن عمر خالفه ايضا اذ لا يوجد حكم في الشريعة بضرب الانسان وفقا لفعلة بن عياش.ّ
17- وجلد ابنه حتى مات :
((
المعارف - ابن قتيبة - ص 188
وأما أبو شحمة بن عمر بن الخطاب فضربه عمر الحد في الشراب فمات ولا عقب له))
ويعقب هذه الموارد قصة صبيغ فتابع....

الشيخ مرتضى الحسون
08-02-2013, 02:06 PM
وهكذا طبق الفقهاء على صبيغ أنه لا بد أن تمضي عليه سنة ليعرف أنه ( اجتنب من
كان يواليه من أهل البدع ويوالي من كان يعاديه من أهل السنة ) ولكن صبيغا لم يكن
له فئة غير أهل السنة ، وإن كان له فئة فكيف يعرف أنه اجتنبهم وهو ممنوع المجالسة
والمكالمة الخ . .
النتيجة
والنتيجة أن صبيغا دفع في حياته ثمن أسئلته غاليا ، ثم دفعها على يد الفقهاء من
سمعته لأجل تبرير عمل الخليفة ، فصار صاحب بدعة ، وصار خارجيا مستحقا للعقوبة
قبل ظهور الخوارج وتسميتهم خوارج بربع قرن أو أكثر . . كل ذلك بدون دليل عند
أحد من هؤلاء الفقهاء إلا عمل الخليفة . . ويمكن أن يصير صبيغ بعد مدة رافضيا خبيثا ،
مع أني لم أجد له إشارة مدح واحدة في مصادر الشيعة !
ولكن لا يختلف الحال في غرض بحثنا ، فسواء اعتبرنا قضية صبيغ قضية علمية أو
عقائدية أو شخصية أو سياسية . . فإنها قضية تخدم تحريم البحث العلمي في القرآن
والسؤال عن غوامضه وحتى عن معاني ألفاظه ومفرداته ، كما نرى في نهي الخليفة عن
البحث في معنى : وفاكهة وأبا . . وغيرها ، وغيرها !
وإذا أردنا تطبيق أحكام الخليفة على صبيغ في عصرنا فيجب على الحاكم المسلم أن
يجمع كتب التفسير ويحرقها ، ثم يقيم الحد الشرعي على المفسرين وطلبة العلوم
القرآنية ، فيجلدهم حتى تسيل دماؤهم على رؤوسهم وظهورهم وأعقابهم ، والأحوط
أن يكون ذلك بجريد النخل الرطب ، ثم يسجنهم حتى يبرؤوا ، ثم يضربهم مرة ثانية

الشيخ مرتضى الحسون
08-02-2013, 02:08 PM
وكما وعدناكم فهذه تتمة البحث من خلال قصة صبيغ والتي سننقلها بنصها وفقا لبحث سماحة الشيخ الكوراني وتعليقاته عليها :
(
تدوين القرآن - الشيخ علي الكوراني العاملي - ص 209 - 213
محنة صبيغ التميمي
وثائق القضية
1 - روى الدارمي في سننه ج 1 ص 54 ( عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له
صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين
النخل فقال : من أنت ؟ قال أنا عبد الله صبيغ ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين
فضربه وقال : أنا عبد الله عمر ، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه ، فقال يا أمير المؤمنين
حسبك قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي !
2 - . . . عن نافع مولى عبد الله أن صبيغ العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن
في أجناد المسلمين حتى قدم مصر ، فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب فلما
أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال : أين الرجل ؟ فقال في الرحل ، قال عمر أبصر أن
يكون ذهب فتصيبك مني به العقوبة الموجعة ! فأتاه به فقال عمر تسأل محدثة ! ! فأرسل
عمر إلى رطائب من جريد فضربه بها حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ، ثم عاد
له ! ثم تركه حتى برأ ، فدعا به ليعود له ! ! قال فقال صبيغ : إن كنت تريد قتلي
فاقتلني قتلا جميلا ، وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برئت ! ! فأذن له إلى أرضه
وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه أحد من المسلمين ! فاشتد ذلك على
الرجل فكتب أبو موسى إلى عمر أن قد حسنت توبته ، فكتب عمر أن يأذن للناس
بمجالسته ! ! ) .

3 - ورواه في كنز العمال ج 2 ص 331 وقال ( الدارمي ، وابن عبد الحكم ،
كر ) ورواه بروايات أخرى مختلفة ، منها ( عن السائب بن يزيد قال : أتي عمر بن
الخطاب فقيل : يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا يسأل عن تأويل مشكل القرآن ، فقال
عمر : اللهم أمكني منه ، فبينما عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاء وعليه ثياب
وعمامة صفراء ، حتى إذا فرغ قال يا أمير المؤمنين ( والذاريات ذروا فالحاملات وقرا )
فقال عمر أنت هو ، فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته ،
فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك ، ألبسوه ثيابا واحملوه
على قتب ، وأخرجوه حتى تقدموا به بلاده ، ثم ليقم خطيب ، ثم يقول : إن صبيغا
ابتغى العلم فأخطأه ، فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك ، وكان سيد قومه - ابن
الأنباري في المصاحف ، ونصر المقدسي في الحجة ، واللالكائي ، كر ) . ورواه عن
سليمان بن يسار كرواية الدارمي الأولى ، وقال ( الدارمي ونصر والأصبهاني معا في
الحجة وابن الأنباري واللالكائي كر ) .
4 - عن أبي العديس قال : كنا عند عمر بن الخطاب فأتاه رجل ، فقال يا أمير
المؤمنين ( ما الجوار الكنس ) فطعن عمر بمخصرة معه في عمامة الرجل ، فألقاها عن
رأسه ، فقال عمر : أحروري ؟ والذي نفس عمر بن الخطاب بيده لو وجدتك محلوقا
لأنحيت القمل عن رأسك - الحاكم في الكنى ) .
5 - عن أبي عثمان النهدي عن صبيغ أنه سأل عمر بن الخطاب عن المرسلات
والذاريات والنازعات ، فقال له عمر : ألق ما على رأسك فإذا له ضفيرتان ، فقال له :
لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك ، ثم كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوا
صبيغا ! قال أبو عثمان : فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا عنه - نصر المقدسي في الحجة كر ) .
6 - عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري أن
لا تجالسوا صبيغا ، وأن يحرم عطاءه ورزقه . ابن الأنباري في المصاحف كر ) .
7 - عن إسحاق بن بشر القريشي قال أخبرنا ابن إسحاق قال جاء رجل إلى عمر
بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين ما النازعات غرقا ، فقال عمر من أنت ؟ قال امرؤ من
أهل البصرة من بني تميم ثم أحد بني سعد ، قال من قوم جفاة ، أما إنك لتحملن إلى

عاملك ما يسوءك ، ولهزه حتى فرت قلنسوته ، فإذا هو وافر الشعر ، فقال أما إني لو
وجدتك محلوقا ما سألت عنك ، ثم كتب إلى أبي موسى ، أما بعد فإن الأصبغ بن عليم
التميمي تكلف ما كفي وضيع ما ولي ، فإذا جاءك كتابي هذا فلا تبايعوه ، وإن مرض
فلا تعودوه ، وإن مات فلا تشهدوه . ثم التفت إلى القوم فقال : إن الله عز وجل
خلقكم وهو أعلم بضعفكم فبعث إليكم رسولا من أنفسكم وأنزل عليكم كتابا ، وحد
لكم فيه حدودا أمركم أن لا تعتدوها ، وفرض عليكم فرائض أمركم أن تتبعوها ،
وحرم حرما نهاكم أن تنتهكوها . وترك أشياء لم يدعها نسيانا ، فلا تكلفوها وإنما
تركها رحمة لكم !
قال فكان الأصبغ بن عليم يقول قدمت البصرة فأقمت بها خمسة وعشرين يوما ،
وما من غائب أحب إلي أن ألقاه من الموت ، ثم إن الله ألهمه التوبة وقذفها في قلبه
فأتيت أبا موسى وهو على المنبر ، فسلمت عليه فأعرض عني فقلت أيها المعرض إنه قد
قبل التوبة من هو خير منك ومن عمر ، إني أتوب إلى الله عز وجل مما أسخط أمير
المؤمنين وعامة المسلمين ، فكتب بذلك إلى عمر ، فقال صدق ، إقبلوا من أخيكم ! !
8 - وروى في كنز العمال ج 2 ص 510 ( عن سعيد بن المسيب قال : جاء صبيغ
التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين : أخبرني عن الذاريات ذروا ، فقال :
هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ، قال :
فأخبرني عن الحاملات وقرا ، قال : هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقوله ما قلته ، قال : فأخبرني عن الجاريات يسرا قال : هي السفن
ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ، قال فأخبرني عن
المقسمات أمرا ، قال : هي الملائكة ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقوله ما قلته . ثم أمر به فضرب مائة وجعل في بيت فلما برأ دعاه فضربه مائة أخرى ،
وحمله على قتب ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري : إمنع الناس من مجالسته ، فلم يزالوا
كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف له بالأيمان المغلظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا ،
فكتب في ذلك إلى عمر ، فكتب عمر ما إخاله إلا قد صدق فخل بينه وبين مجالسة
الناس - البزار قط في الإفراد وابن مردويه - كر ) .

أبواسد البغدادي
08-02-2013, 02:09 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
احسنتم مولانا الجليل ووفقكم ربي
متابعين لموضوعكم الموقر .... ولنا مشاركة ان شاء الله
ممنون

الشيخ مرتضى الحسون
08-02-2013, 02:09 PM
تابع..

9 - وفي كنز العمال ج 11 ص 296 ( مسند عمر ، عن صبيغ بن عسل قال :
جئت عمر بن الخطاب زمان الهدنة وعلي غديرتان وقلنسوة فقال عمر : إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج من المشرق حلقان الرؤوس يقرأون
القرآن لا يجاوز حناجرهم ، طوبى لمن قتلوه وطوبى لمن قتلهم ! ثم أمر عمر أن لا
أداوى ولا أجالس - كر ) .
10 - وفي الدر المنثور ج 2 ص 7 ( وأخرج الدارمي في مسنده ونصر المقدسي في
الحجة عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه
القرآن ، فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل . . . - وأخرج الدارمي عن نافع
أن صبيغا العراقي . . . الخ .
11 - وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن أنس أن عمر بن الخطاب جلد صبيغا
الكوفي في مسألة عن حرف من القرآن حتى اطردت الدماء في ظهره .
12 - وأخرج ابن الأنباري في المصاحف ونصر المقدسي في الحجة وابن عساكر ،
عن السائب بن يزيد أن رجلا قال قال لعمر إني مررت برجل يسأل عن تفسير
مشكل القرآن ! فقال عمر : اللهم أمكني منه ، فدخل الرجل يوما على عمر فسأله ،
فقام عمر فحسر عن ذراعيه وجعل يجلده ثم قال ألبسوه تبانا واحملوه على قتب وأبلغوا
به حيه ، ثم ليقم خطيب فليقل إن صبيغا طلب العلم فأخطأه ، فلم يزل وضيعا في قومه
بعد أن كان سيدا فيهم .
13 - وأخرج نصر المقدسي في الحجة وابن عساكر عن أبي عثمان النهدي أن عمر
كتب إلى أهل البصرة أن لا يجالسوا صبيغا ، قال فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا .
14 - وأخرج ابن عساكر عن محمد بن سيرين قال : كتب عمر بن الخطاب إلى
أبي موسى الأشعري أن لا يجالس صبيغا ، وأن يحرمه عطاءه ورزقه .
15 - وأخرج نصر في الحجة وابن عساكر عن زرعة قال : رأيت صبيغ بن عسل
بالبصرة كأنه بعير أجرب يجئ إلى الحلقة ويجلس وهم لا يعرفونه ، فتناديهم الحلقة
الأخرى عزمة أمير المؤمنين عمر ، فيقومون ويدعونه .

16 - وأخرج نصر في الحجة عن أبي إسحق أن عمر كتب إلى أبي موسى
الأشعري : أما بعد فإن الأصبغ تكلف ما خفي وضيع ما ولي ، فإذا جاءك كتابي هذا
فلا تبايعوه ، وإن مرض فلا تعودوه ، وإن مات فلا تشهدوه .
17 - وأخرج الهروي في ذم الكلام عن الأم للشافعي رضي الله عنه قال : حكمي
في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ أن يضربوا بالجريد ويحملوا على الإبل ويطاف بهم
في العشائر والقبائل ، وينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على
علم الكلام ! !
18 - وفي الدر المنثور ج 3 ص 161 ( وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد
وعبد بن حميد وابن جرير والنحاس وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه
عن القاسم بن محمد قال : سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن الأنفال فقال الفرس من
النفل والسلب من النفل ، فأعاد المسألة فقال ابن عباس ذلك أيضا ، قال الرجل الأنفال
التي قال الله في كتابه ما هي ؟ فلم يزل يسأله حتى كاد يحرجه ، فقال ابن عباس : هذا
مثل صبيغ الذي ضربه عمر ، وفي لفظ فقال : ما أحوجك إلى من يضربك كما فعل
عمر بصبيغ العراقي ، وكان عمر ضربه حتى سالت الدماء على عقبيه ! ) .
19 - وفي الدر المنثور ج 6 ص 111 ( وأخرج البزار والدارقطني في الإفراد وابن
مردويه وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال : جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فقال أخبرني عن الذاريات ذروا . . . الخ .
20 - وأخرج الفريابي عن الحسن قال سأل صبيغ التميمي عمر بن الخطاب رضي
الله عنه عن الذاريات ذروا وعن المرسلات عرفا وعن النازعات غرقا ؟ فقال عمر رضي
الله عنها : إكشف رأسك فإذا له ضفيرتان ، فقال : والله لو وجدتك محلوقا لضربت
عنقك ! ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري أن لا يجالسه مسلم ولا يكلمه ! ) .
21 - وفي إكمال الكمال ج 5 ص 221 ( وأما صبيغ بالصاد المهملة وغين معجمة
فهو صبيغ بن عسل الذي كان يسأل عمر عن غريب القرآن .
22 - وفي إكمال الكمال ج 6 ص 206 ( وعسل بن عبد الله بن عسل التميمي
، حدث عن عمه صبيغ بن عسل قال : جئت

22 - وفي إكمال الكمال ج 6 ص 206 ( وعسل بن عبد الله بن عسل التميمي
، حدث عن عمه صبيغ بن عسل قال : جئت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه -
‹ صفحة 214 ›
وهو الذي كان يتتبع مشكل القرآن فأمر عمر رضي الله تعالى عنه أن لا يجالس ، وقال
يحيى بن معين : هو صبيغ ابن شريك من بني عمرو بن يربوع ، روى خالد بن نزار عن
عمر بن قيس عن عسل . وقال في هامشه : في الأصل ( كتب ، وفي الإصابة ) روى
الخطيب من طريق عسل بن عبد الله بن عسيل ( كذا ) التميمي عن عطاء بن أبي رباح
عن عمه صبيغ بن عسل قال جئت عمر فذكر قصة ثم قال : الضمير في قوله عن عمه
يعود على عسل . وربيعة بن عسل أحد بني عمرو بن يربوع بن حنظلة - ذكره ابن
الكلبي في جمهرة بني تميم . وأما عسل بفتح العين والسين فهو عسل بن ذكوان ،
أخباري ) انتهى . والأخباري في ذلك الوقت هو المؤرخ في عصرنا .
23 - وفي معجم البلدان ج 4 ص 124 ( عسل : بكسر أوله ، وسكون ثانيه ،
وآخره لام ، يقال : رجل عسل مال كقولك ذو مال ، وهذا عسل هذا وعسنه أي
مثله ، وقصر عسل : بالبصرة بقرب خطة بني ضبة ، وعسل : هو رجل من بني تميم من
ولده صبيغ بن عسل الذي كان يتتبع مشكلات القرآن فضربه عمر بن الخطاب ، رضي
الله عنه ، وأمر أن لا يجالس ) .
الصيغة القضائية لقضية صبيغ
المتهم : صبيغ التميمي رئيس عشيرة صغيرة من مراد من تميم تسكن في البصرة ،
وكان يقرأ ويكتب وعنده بعض الكتب ، أي كان متعلما أو مثقفا ، وكان جده أو
أبوه مؤرخا .
التهمة : ثبت عند الخليفة أن المتهم سأل عن أمور محدثة ، يعني أسئلة دينية جديدة لم
يسأل أحد عنها سابقا ، كما في الوثيقة رقم 2 ، أو عن متشابه القرآن أو مشكل
القرآن أو غريب القرآن ، كما في الوثيقة رقم 1 و 3 و 12 و 22 و 23 أو عن حرف
من القرآن كما في الوثيقة رقم 11 أو عن معنى الذاريات كما في الوثيقة رقم 3 و 5
و 8 و 19 أو عن معنى النازعات كما في الوثيقة رقم 5 و 7 و 20 أو عن معنى الجواري
الكنس كما في الوثيقة رقم 4 . . وقد ذكرت المصادر أنه طرح هذه الأسئلة على بعض
الناس عندما كان مجندا في مصر كما في الوثيقة رقم 2 وأنه جاء إلى عاصمة الخلافة
‹ صفحة 215 ›
ليسأل الخليفة عن ذلك كما في الوثيقة رقم 1 و 7 و 8 و 9 و 19 و 22 ، ولم تذكر أنه
طرح أي أفكار مخالفة للعقيدة أو أنه أثر على أحد من الناس .
الحكم : حيث أن المتهم سأل عن أمور محدثة سكت عنها القرآن ، كما في الوثيقة
رقم 2 ، وقد ثبت ذلك عليه جهارا نهارا في محضر الخليفة وتحت سمعه وبصره ! وحيث
أنه بذلك اعتدى على الخليفة وعلى حدود الله تعالى ، وتكلف البحث فيما تركه الله
وما خفي من أمور الدين !
وحيث أنه بذلك ضيع ما ولي وما وجب عليه من أداء واجباته الدينية كما في الوثيقة
رقم 3 و 7 و 12 و 16 !
لذلك حكم عليه الخليفة بما هو آت :
أولا : القبض على المتهم صبيغ التميمي بكل وسيلة وإحضاره إلى العاصمة ، وإن
هرب من يد الرسول الذي أحضره فعليه العقوبة لتقصيره في تسليمه ، كما في الوثيقة
رقم 2 .
ثانيا : تعد له حزمة من عراجين النخل الرطبة قبل حضوره كما في الوثيقة رقم 1
و 2 و 10 و 12 ، فيضرب بها على رأسه المكشوف وبدنه حتى يسيل الدم على رأسه
كما في الوثيقة رقم 1 وحتى يجري دمه على ظهره كما في الوثيقة رقم 2 و 11 ويسيل
على عقبيه كما في الوثيقة رقم 18 وحتى يصير ظهره مثخنا بجراح العراجين كما في
الوثيقة رقم 2 ، ثم يرسل إلى السجن حتى تبرأ جراحه ، ثم يعاد ضربه بنفس الطريقة مرة
ثانية ، كما

ثانية ، كما في الوثيقة رقم 2 و 8 . .
ثالثا : وحيث أن المتهم قد يسبب بعمله أن يفتح في الإسلام باب الأسئلة المحرمة ،
ولكي تكون العقوبة رادعة لأمثاله من المجرمين . . فقد أصدر الخليفة عليه حكمه بأن
يلبس تبانا ( لباس مثل الكيس ) ويحمل على جمل إلى عشيرته ويطاف به فيها وفي
القبائل الأخرى ويشهر به وينادى عليه كما في الوثيقة رقم 3 و 12 ثم يقوم خطيب
ويقول إن صبيغا ابتغى العلم فأخطأه كما في الوثيقة رقم 3 و 12 وتكلف ما كفي وما
خفي رقم 7 و 16 وأن يحرم رزقه وعطاءه من بيت المال كما في الوثيقة رقم 6 و 14
‹ صفحة 216 ›
وأن لا يجالسه أحد ، كما في أكثر الوثائق ، وأن لا يبايعه ، أحد وإن مرض فلا يعوده
أحد وإن مات فلا يشهد أحد جنازته ، كما في الوثيقة رقم 16 وغيرها .
رابعا : أما إذا تاب صبيغ وأناب ، فينتظر به سنة كما ذكر الفقهاء المدافعون عن
الخليفة ، حتى يطمأن بأن توبته صادقة وأنه ترك الأسئلة المحرمة ، فإن ثبت للخليفة
حسن توبته ، يطلب من المسلمين الذين أساء إليهم المجرم صبيغ بأسئلته ، أن يعفوا عنه
ويقبلوا من أخيهم توبته كما في الوثيقة رقم 7 ! !
تحليل قضية صبيغ
إن قصة صبيغ التميمي تثير التعجب والتساؤل عن ذنب الرجل ؟ وهل السؤال عن
معنى آيات القرآن حرام ؟ وإذا كان حراما ، فهل جزاؤه الشرعي هذا الجزاء القاسي ؟ !
أم أن في الأمر شيئا آخر ؟
حاولت أن أجد في حيثيات الحكم الذي أصدره الخليفة ما يبرره . . فلم أجد !
وبحثت عن وجود تهمة غير السؤال على صبيغ ، فقد يكون زنديقا ، أو جاسوسا ، أو
مبتدعا في الدين له شخص واحد يتبعه . . فما وجدت إلا أنه كان يتساءل عن
مشكلات القرآن ، حتى أتى إلى الخليفة يسأله ! !
ظاهر المسألة أنها دينية صرفة وأن صبيغا من أهل البحث والجدل ، فأراد الخليفة أن
يسد باب البحث والجدل ويحذر المسلمين من ذلك ، فقد كان يتبنى خط تحريم البحث
في معاني القرآن وموضوعاته ، وحتى في تفسير ألفاظه ومفرداته ، كما نرى في روايات
أخرى !
وحسب الأصول القضائية والشرعية لا بد أن نبقى متمسكين بدلالة ظاهر النص حتى
نجد قرائن توجب الاطمئنان بخلافه . وقد فهم الإمام الشافعي قضية صبيغ على ظاهرها
هذا كما رأيت في الوثيقة رقم 17 ، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 10 ص 29 :
( الزعفراني وغيره : سمعنا الشافعي يقول : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا
بالجريد ، ويحملوا على الإبل ، ويطاف بهم في العشائر ، ينادى عليهم : هذا جزاء من
ترك الكتاب والسنة ، وأقبل على الكلام .
‹ صفحة 217 ›
وقال أبو عبد الرحمن الأشعري صاحب الشافعي : قال الشافعي : مذهبي في أهل
الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط ، وتشريدهم في البلاد . قلت : لعل هذا متواتر عن
الإمام ) انتهى .
ولكن كيف يحكم الشافعي على صبيغ بأنه ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام ؟ !
فأسئلته لا تدل على ذلك ؟ وحيثيات حكم الخليفة لا تتضمن شيئا من ذلك ؟ ! على أن
الشافعي دافع عن ضرب الخليفة لصبيغ فقط ، لكن تبقى فتوى الخليفة بقتله لو كان
حلق رأسه ، وفتواه بعدم قبول توبته إلا بعد سنة . . وستعرف أن الشافعي خالف فيهما
الخليفة ، فلا يجوز قتال الخوارج عنده ما لم يشهروا السلاح ضد الدولة ، كما أن التوبة
تقبل عنده رأسا !
محاولة جعل صبيغ من الخوارج
حاول محبوا الخليفة في بعض مصادر الفقه والتراجم أن يتهموا صبيغا بأنه كان
خارجيا ، ولكن الخوارج بدأ وجودهم في زمن الإمام علي عليه السلام بعد زمان
الخليفة عمر وعثمان ، فكيف يكون صبيغ خارجيا قبل الخوارج ؟ ! وحتى لو كان
للخوارج وجود فكري في ذلك الوقت فهو بدايات أفكار ومفاهيم تكونت لديهم بحكم
أنهم قراء للقرآن لم تزد عن كونها أسئلة ، ولنفرض أن أسئلة صبيغ منها ، وأن أسئلة
الوفد المصري منها . . فهل يستحقون هذه العقوبة . . وهل معالجة ظاهرتهم تكون بما
فعله الخليفة ؟ !
قال ابن حجر في لسان الميزان ج 3 ص 439 ( قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ
مصر : عبد الرحمن بن ملجم المرادي أحد بني مدرك ، أي حي من مراد ، شهد فتح
مصر واختط بها - بني بها دارا - يقال إن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه
لأنه كان من قراء القرآن وكان فارس قومه المعدود فيهم بمصر ، وكان قرأ على معاذ
بن جبل وكان من العباد . ويقال إنه كان أرسل صبيغ بن عسل إلى عمر يسأل عن
مشكل القرآن . وقيل إن عمر كتب إلى عمرو أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من
‹ صفحة 218 ›
المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه ، فوسع له فكان داره إلى جنب دار ابن عديس .
وهو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) .
وقال السمعاني في الأنساب ج 1 ص 451 ( التدؤلي : بفتح التاء المنقوطة باثنتين
من فوقها وسكون الدال المهملة وهمزة الواو المضمومة في آخرها اللام ، هذه النسبة إلى
تدؤل وهو بطن من مراد من جملتهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي أحد بني
تدؤل شهد فتح مصر واختط بها وخطته بالراية مع الأشراف ، وله خطة أيضا مع قومه
بمراد ، وله مسجد هنالك معروف ، يقال إن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه
لأنه كان من قراء القرآن وأهل الفقه ، وكان فارس تدؤل المعدود فيهم بمصر وكان قرأ
القرآن على معاذ بن جبل ، وكان من العباد ، ويقال هو الذي كان أرسل صبيغ بن
عسل التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأله عما سأله من معجم القرآن ،
وقيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمرو بن العاص أن قرب دار
عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه فوسع له مكان داره التي في
الراية في الزيارتين إلى جانب دار ابن عديس البلوي قاتل عثمان رضي الله عنه ،
وعبد الرحمن بن ملجم هو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقتل ابن ملجم
لعنه الله بالكوفة سنة أربعين وكان من شيعة علي رضي الله عنه ، وخرج إليه إلى
الكوفة ليبايعه ويكون معه وشهد صفين معه ، وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله
عنه دعا الناس إلى البيعة فجاء ابن ملجم فرده ، ثم جاء فرده ، ثم جاء فبايعه ، ثم قال
علي رضي الله عنه : ما يحبس أشقاها ؟ ما يحبس أشقاها ؟ أما والذي نفسي بيده
لتخضبن هذه وأخذ بلحيته من هذا وأخذ برأسه ثم تمثل :
أشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيكا
ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا ) انتهى .
وهذان الخبران لا يفيدان تهمة لصبيغ ولا يثبتان غرضا سياسيا لأسئلته حتى لو كان
قاصدا من مصر لطرحها على الخليفة . بل لو كان أرسله عبد الرحمن بن ملجم لكان
احترمه الخليفة وما هجم عليه هذه الهجمة المنكرة ، لأن ابن ملجم يومذاك كان مقربا
عند الخليفة وقد أمر عمرا بن العاص أن يجعله معلما ومفقها للمسلمين في مصر . .
‹ صفحة 219 ›
ولعل هذا السبب في أن السمعاني روى دعوى إرسال ابن ملجم لصبيغ بلفظ
( قيل ) وكذلك ابن حجر .
ثم لو كان صبيغ خارجيا لانضم إليهم عندما ظهروا ، ولما روى عن الخليفة ذم
الخوارج ووجوب قتلهم كما في الوثيقة رقم 10 .
ومع ذلك فهناك مؤشرات تفتح باب الاحتمال لأن تكون قضية صبيغ شخصية أو
سياسية . فبعض روايات الحادثة تذكر أن الخليفة عرف صبيغا من سؤاله عن الذاريات
كما في الوثيقة رقم 3 ( حتى إذا فرغ قال يا أمير المؤمنين والذاريات ذروا فالحاملات وقرا
فقال عمر أنت هو ، فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته ،
فقال : والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك ، ألبسوه ثيابا ( تبانا )
واحملوه على قتب . . . ) وأنه كان أعد له العراجين أي عروق سعف النخل مسبقا كما
في الوثيقة 1 و 11 ، فقد يكون صبيغ جاء إلى المدينة سابقا وسأل الخليفة عن الذاريات
فلم يعرف الخليفة جوابها ، فذهب إلى مصر يشهر بالخليفة بأنه لا يفهم القرآن ، فكتب
له ابن العاص بالخبر وأن جماعة من قراء القرآن في مصر يغتابون الخليفة ويتهمونه بأنه
لا يعرف تفسير القرآن ، ولا يطبق كثيرا من آياته ! فأمر ابن العاص أن يحضره وعرفه
من سؤاله . .
ويؤيد هذا الاحتمال ما رواه السيوطي في الدر المنثور ج 2 ص 145 والهندي في
كنز العمال ج 2 ص 330 ( عن الحسن أن ناسا لقوا عبد الله بن عمرو بمصر ، فقالوا
نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها ، فأردنا أن نلقى أمير المؤمنين
في ذلك فقدم وقدموا معه فلقي عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين أن ناسا لقوني بمصر ،
فقالوا إنا نرى أشياء من كتاب الله أمر أن يعمل بها لا يعمل بها ، فأحبوا أن يلقوك في
ذلك ، فقال أجمعهم لي فجمعهم له ، فأخذ أدناهم رجلا فقال : أنشدك بالله وبحق
الإسلام عليك أقرأت القرآن كله ؟ فقال : نعم : قال فهل أحصيته في نفسك ؟ قال لا ،
قال فهل أحصيته في بصرك ؟ قال لا ، قال فهل أحصيته في لفظك ؟ هل أحصيته في
أثرك ؟ ثم تتبعهم حتى أتى على آخرهم ، قال : ثكلت عمر أمه ، أتكلفونه أن يقيم
الناس على كتاب الله ؟ قد علم ربنا أنه سيكون لنا سيئات وتلا إن تجتنبوا كبائر ما تنهون
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تدوين القرآن - الشيخ علي الكوراني العاملي - ص 220 - 224
عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) هل علم أهل المدينة فيم قدمتم ؟ قالوا لا .
قال لو علموا لوعظت بكم ! ! - ابن جرير ) .
وقال في هامشه : لوعظت بكم أي خفقهم بالدرة أو غيرها حيث أن سؤالهم يترتب عليه بعض الشبهات
في العقيدة الإيمانية ) انتهى .
فهذه القصة تشبه قصة صبيغ في أن هؤلاء المصريين جاؤوا من مصر ليسألوا الخليفة
عن آيات من القرآن فيها أوامر إلهية لا يرون تطبيقها في دولة الخليفة . . فكانت
أسئلتهم إدارية سياسية ، وقد أجابهم الخليفة بأن القرآن بحر لا يمكن إحصاؤه كله في
الحفظ أو الفهم أو النظر إلى صفحات كتابه في آن واحد ! فكيف يمكن لخليفة مثلي
تطبيقه كله ! فارضوا بما ترون من تطبيقي وتطبيق عمالي منه ولا تثيروا علينا المشاكل ،
ولا تذكروا إشكالاتكم هذه أمام أحد ، وإلا فالدرة وعراجين النخل حاضرة !
فقد أمر الخليفة بإغلاق باب البحث والسؤال عن تطبيق الدولة للقرآن تحت تهديد
العقوبة . . وقول المعلق على كتاب كنز العمال إن أسئلة المصريين تستحق الضرب لأنها
يترتب عليها بعض الشبهات في العقيدة الإيمانية ، قول لا دليل عليه إلا التبرع بالدفاع عن
عمر !
على أي حال ، من المحتمل أن يكون صبيغا التميمي من نوع هؤلاء المصريين ،
ولكن لو صح هذا الاحتمال فهل يستحق تلك العقوبة ؟ ألم يكن تهديد الخليفة كافيا له
كزملائه ؟ ! أم أن ذنب صبيغ أنه ليس مصريا ، ولو كان مصريا لنجا بجلده ؟ !
ومن المحتمل أيضا أن السؤال عن الذاريات كانت له قصة في ذلك الوقت وكان
مرتبطا بأسئلة أخرى ، قال الصديق المغربي في كتابه فتح الملك العلي ص 75 ( قال
الحاكم في المستدرك . . . ثنا أبو الطفيل قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قام على المنبر فقال : سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي ،
قال فقام ابن الكوا فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا ؟ قال : الرياح ، قال : فما
الحاملات ؟ وقرا ، قال : السحاب ، قال : فما الجاريات يسرا ؟ قال : السفن ، قال :
فما المقسمات أمرا ؟ قال : الملائكة ، قال : فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا
قومهم دار البوار جهنم ؟ قال : منافقوا قريش ، صححه الحاكم ) انتهى .
‹ صفحة 221 ›
ولكن لو صح هذا الاحتمال أيضا وكان مع أسئلتهم عن الذاريات أسئلة أخرى
محرجة عن انحراف الأمة . . فهي لا تستحق العقوبة التي نزلت بصبيغ ! !
تحير الفقهاء في عقوبة صبيغ
وقد تحير الفقهاء في توجيه حكم الخليفة على صبيغ ، فحاولوا أن يثبتوا لسؤاله بعدا
عقائديا سياسيا ، قال ابن قدامة في المغني ج 1 ص 73 :
( فصل : واختلفت الرواية عن أحمد في حلق الرأس فعنه أنه مكروه لما روي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخوارج ( سيماهم التحليق ) فجعله علامة لهم
وقال عمر لصبيغ : لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف ) انتهى .
وقال في ج 10 ص 58 ( فصل ، وإذا أظهر قوم رأي الخوارج مثل تكفير من
ارتكب كبيرة وترك الجماعة واستحلال دماء المسلمين وأموالهم إلا أنهم لم يخرجوا عن
قبضة الإمام ولم يسفكوا الدم الحرام ، فحكي القاضي عن أبي بكر أنه لا يحل بذلك
قتلهم ولا قتالهم ، وهذا قول أبي حنيفة والشافعي وجمهور أهل الفقه . . . وأما من رأى
تكفيرهم فمقتضى قوله أنهم يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا لكفرهم كما يقتل المرتد ،
وحجتهم قول النبي صلى الله عليه وسلم ( فأينما لقيتموهم فاقتلوهم ) . . . وقول عمر
لصبيغ لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك بالسيف ، يعني لقتلتك ، وإنما يقتله
لكونه من الخوارج ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال سيماهم التسبيد يعني حلق
رؤوسهم ) انتهى .
يقصد ابن قدامة أن الخليفة كان يفتي بقتل من حلق رأسه لأن ذلك شعار الخوارج !
وهو توجيه غريب لحكم الخليفة على صبيغ ، فأين كان الخوارج في زمن الخليفة عمر ؟
ومن روى هذا الحديث ؟ ومن صححه ؟ وكيف يمكن توجيه ما قاله وما فعله الخليفة
عمر بحدث تاريخي بدأ بعد وفاته بربع قرن ! .
وينبغي الالتفات هنا إلى أن من عادة العرب عند العزم على شئ والإستماتة في سبيله
أن يحلقوا رؤوسهم علامة على ذلك . . وقد ورد أن جماعة من الأنصار والمهاجرين
جاؤوا إلى علي عليه السلام بعد فراغه من مراسم جنازة النبي صلى الله عليه وآله
‹ صفحة 222 ›
واعترضوا بشدة على عدم دعوته إلى السقيفة وبيعة أبي بكر ، وقالوا للإمام نحن معك
وفي عنقنا لك بيعة أخذها النبي من الجميع يوم غدير خم ، فقال لهم الإمام : إن كنتم
صادقين فاغدوا إلي محلقين . . فجاءه منهم في الغد سبعة فقط أو ثلاثة ، فأخبرهم أن
النبي صلى الله عليه وآله أوصاه أن لا يتحرك إلا إذا اجتمع له أربعون رجلا !
فالخوارج لم ينشؤوا عادة حلق الرؤوس من عندهم ، بل استفادوا من عرف عربي
موجود استفاد منه قبلهم علي عليه السلام ، فقد يكون الخليفة مثلا أراد أن يعرف هل
أن صبيغا عضو في حركة حلقوا رؤوسهم وتعاهدوا على معارضة الخليفة ، فيكون ذلك
مؤشرا احتماليا آخر على أن قضية صبيغ سياسية .
وهناك مؤشر ثالث وهو أن الشاكي صاحب التقرير على صبيغ هو عمرو بن العاص
الذي كان فكره وعمله الأمور السياسية والتخطيط ضد هذا وذاك ، ولم يعهد عنه
اهتمام بالأمور الفكرية والعقائدية كالسؤال عن القرآن ! بل قد يكون هو الذي أرسل
المصريين المعترضين إلى الخليفة مع ولده عبد الله ليلاقوا جزاءهم !
هذا ، ولكنها تبقى احتمالات ، ويبقى الحكم على قضية صبيغ حسب ظاهرها
كما فهمها الفقهاء وأنها قضية بحث وجدل في القرآن ، أو قضية شخصية ، أقوى من الحكم عليها بأنها
سياسية ، خاصة عندما نرى حياة صبيغ العادية غير السياسية . . فقد عاش بعد الخليفة
ولم يظهر منه شئ مخالف لخط الخليفة !
وتحير الفقهاء في توبة صبيغ
عن أي شئ كانت توبة صبيغ التميمي ؟ الظاهر أنها توبة عن السؤال فقط وفقط ! !
وقد تاب وهو تحت عراجين النخل وقال للخليفة : اعفني ، سامحني ، فقد كان
في رأسي أسئلة أو تساؤلات ، وذهب الذي كان في رأسي ، وإني تائب إلى الله
وإليك . . ولكن الخليفة لم يعفه ولم يقبل توبته إلا بعد أن دمر شخصيته وجعله ميتا في
الأحياء ! فلماذا اشترط الخليفة مضي سنة من إعلان توبة صبيغ حتى يثبت صدقها ، مع
أن التوبة إما أن لا تقبل ، وإما تقبل رأسا ؟ ! هذا ما حير فقهاء المذاهب الأربعة !
‹ صفحة 223 ›
قال ابن قدامة في المغني ج 12 ص 80 :
( فصل : ظاهر كلام أحمد والخرقي أنه لا يعتبر في ثبوت أحكام التوبة من قبول
الشهادة وصحة ولايته في النكاح إصلاح العمل ، وهو أحد القولين للشافعي ، وفي
القول الآخر يعتبر إصلاح العمل . . . ولأن عمر رضي الله عنه لما ضرب صبيغا أمر
بهجرانه حتى بلغته توبته ، فأمر أن لا يكلم إلا بعد سنة . ولنا : قوله عليه السلام :
التوبة تجب ما قبلها ، وقوله : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ولأن المغفرة تحصل
بمجرد التوبة فكذلك الأحكام ، ولأن التوبة من الشرك بالإسلام لا تحتاج إلى اعتبار ما
بعده وهو أعظم الذنوب كلها ، فما دونه أولى ! فأما الآية فيحتمل أن يكون الإصلاح
هو التوبة وعطفه عليها لاختلاف اللفظين ، ودليل ذلك قول عمر لأبي بكرة : تب أقبل
شهادتك ، ولم يعتبر أمرا آخر ، ولأن من كان غاصبا فرد ما في يديه أو مانعا الزكاة
فأداها وتاب إلى الله تعالى قد حصل منه الإصلاح ، وعلم نزوعه من معصيته بأداء ما
عليه ، ولو لم يرد التوبة ما أدى ما في يديه . ولأن تقييده بالسنة تحكم لم يرد الشرع
به ، والتقدير إنما يثبت بالتوقيف ) انتهى .
إلى هنا تلاحظ أن كلام ابن قدامة كلام فقهي قوي . . ثم أخذ ينقض مبانيه التي
أثبتها للتوبة فقال :
( وما ورد عن عمر في حق صبيغ إنما كان لأنه تائب من بدعة وكانت توبته بسبب
الضرب والهجران فيحتمل أنه أظهر التوبة تسترا بخلاف مسألتنا . وقد ذكر القاضي أن
التائب من البدعة يعتبر له مضي سنة لحديث صبيغ رواه أحمد في الورع قال : ومن
علامة توبته أن يجتنب من كان يواليه من أهل البدع ، ويوالي من كان يعاديه من أهل
السنة . والصحيح أن التوبة من البدعة كغيرها إلا أن تكون التوبة بفعل يشبه الإكراه
كتوبة صبيغ فيعتبر له مدة تظهر أن توبته عن إخلاص لا عن إكراه . وللحاكم أن يقول
للمتظاهر بالمعصية تب أقبل شهادتك قال مالك لا أعرف هذا ، قال الشافعي وكيف لا
يعرفه وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة ، وقاله عمر لأبي بكرة ! ! ) انتهى .

الشيخ مرتضى الحسون
08-02-2013, 02:09 PM
وهكذا طبق الفقهاء على صبيغ أنه لا بد أن تمضي عليه سنة ليعرف أنه ( اجتنب من
كان يواليه من أهل البدع ويوالي من كان يعاديه من أهل السنة ) ولكن صبيغا لم يكن
له فئة غير أهل السنة ، وإن كان له فئة فكيف يعرف أنه اجتنبهم وهو ممنوع المجالسة
والمكالمة الخ . .
النتيجة
والنتيجة أن صبيغا دفع في حياته ثمن أسئلته غاليا ، ثم دفعها على يد الفقهاء من
سمعته لأجل تبرير عمل الخليفة ، فصار صاحب بدعة ، وصار خارجيا مستحقا للعقوبة
قبل ظهور الخوارج وتسميتهم خوارج بربع قرن أو أكثر . . كل ذلك بدون دليل عند
أحد من هؤلاء الفقهاء إلا عمل الخليفة . . ويمكن أن يصير صبيغ بعد مدة رافضيا خبيثا ،
مع أني لم أجد له إشارة مدح واحدة في مصادر الشيعة !
ولكن لا يختلف الحال في غرض بحثنا ، فسواء اعتبرنا قضية صبيغ قضية علمية أو
عقائدية أو شخصية أو سياسية . . فإنها قضية تخدم تحريم البحث العلمي في القرآن
والسؤال عن غوامضه وحتى عن معاني ألفاظه ومفرداته ، كما نرى في نهي الخليفة عن
البحث في معنى : وفاكهة وأبا . . وغيرها ، وغيرها !
وإذا أردنا تطبيق أحكام الخليفة على صبيغ في عصرنا فيجب على الحاكم المسلم أن
يجمع كتب التفسير ويحرقها ، ثم يقيم الحد الشرعي على المفسرين وطلبة العلوم
القرآنية ، فيجلدهم حتى تسيل دماؤهم على رؤوسهم وظهورهم وأعقابهم ، والأحوط
أن يكون ذلك بجريد النخل الرطب ، ثم يسجنهم حتى يبرؤوا ، ثم يضربهم مرة ثانية

أبواسد البغدادي
08-02-2013, 05:54 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
احسنتم شيخنا الجليل بحث رائع كصاحبه يستوقف كل ذي لُب

ونقول : هنالك امران من مجمل ماطرحت في قضية ابن صهاكة ودرته المشؤمة ؟

الامر الاول : التضييق على الناس
( مع العلم ان الناس كان اغلبهم من الصحابة ) وعدمافساح المجال امامهم
من جميع النواحي واقلها هوالاستفسار عن امور الدين وهذا حق مشروع وامر جدا طبيعي
قال تعالى (﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾.
وقوله تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
و ما رواه ابن ماجة من حديث أنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوآله وَسَلَّمَ ( طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ

فان جميع من شملتهم درة عمر المشؤمة من سائلين ؟
هم يسالون عن علم سواء اكان في التفسير ام غيره وليت شعري اي علم اكبر بمافي القرآن الكريم !!!
وناخذ على سبيل اذكر لا الحصر .. مسالة صبيغ التميمي ؟
فنا نرد تخبطات وشخابيط القوم بجملة واحدة ان كان صبيغ كما يدعون من الحرورية او الخوارج المنهي عن التعامل معهم ؟

ففي رواية ابي سعيد الخدري / سنن ابي داوود الرقم 4764 / صححها الالباني
4764 - حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال
: بعث علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين أربعة بين الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وبين عيينة بن بدر الفزاري وبين زيد الخيل الطائي ثم أحد بني نبهان وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب قال فغضبت قريش والأنصار . وقالت يعطى صناديد ( هو الشجاع ) أهل نجد ويدعنا ؟ فقال " إنما أتألفهم " قال فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتىء الجبين كث اللحية محلوق قال اتق الله يا محمد فقال " من يطيع الله إذا عصيته أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني ؟ " قال فسأل رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد قال فمنعه قال فلما ولى قال " إن من ضئضئي ( الأصل يريد أنه يخرج من نسله الذي هو أصلهم ) هذا أو في عقب هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا والله أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " .
قال الشيخ الألباني : صحيح
فالنبي صلى الله عليه وآله لم يقتل هذا الفاسق وهو يتجاوزعلى مقامه روحي فداه ويرد حكمه !
واي كلمة اكبر من كلمته لعنه الله ( اتق الله !!) اليس هذا كفر ؟
وبالقابلة مع كلام صبيغ لابن صهاكة فلا وجه للمقارنة ؟
لان الاول شك بحكم النبي روحي فداه وصبيغ سال راس القمة ومن هو يعد واجهة المسلمين !
وهو استفسار طبيعي كما نفعل اليوم السؤال عن تفسير الكتاب ! لا اله الا الله
الامر الاخر : ان النبي روحيفداه قال سيخرج من ضئضئ هذا الرجل ؟
ونسال كم الفترة بين الحادثة وبين خلافة ابن حنتمة 8- 9- 12 سنة ؟
فكم اعمار نسل الرجل وكم هو عددهم حتى تنطبق عليهم حكم النبي صلى الله عليه وآله
وهل ذكر التاريخ ان في زمن ابي بكر وعمر انتشر وكثر عدد هؤلاء القوم وصفاتهم ( يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية ؟؟؟؟؟؟؟ )
وأيضا : والله أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " ؟
لئن ادركتهم اي المسافة الزمنية بعيدة لادراكهم والدليل ان صلى الله عليه وآله قال ( يمرقون )
واين نجد قوم صفتهم (المروق ) عن الدين ؟ غير الرواية الصحيحة عنه روحي فداه
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عقاب بن ثعلبة قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علي بن أبي طالب بقتال الناكثين ، والقاسطين والمارقين.
فليت شعري ايهم ياتينا برواية واحدة تقول ان المارقين قد عرفوا او كثروا ايام خلافة ابن صهاكة ؟
والدليل ان ابن الصهاكة لم يقل لصبيغ ( يامارق او ابن المارق) فقد توعده بالقتل اسوة بالنبي روحي فداه!

والامر الثاني من مجمل ماطرحتم :(مسالة ضرب العباد )
ناتي الى مسالة الضرب ( حد الادماء)!
الايعني ذلك احمرار ومن ثم اسوداد مكانة الضربة بالدرة نتيجة الضرب المبرح
وبالتالي فان اي احمرار واسوداد وادماء (يوجب ) الدية الشرعية !!
فان الحدود قد بينها الله تعالى (الجلد) وغيره في كتابه العزيز ومثال ذلك
قال تعالى (({الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ)
وقوله تعالى (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة )
وحد شارب الخمر كما ورد ( اربعين جلدة ) ومنهم من قال بالثمانين ..
فنسال ابن الصهاك من اين اتيت بتلك الحدود ؟
ولماذا بالدرة ؟
وماهو حكم من ادمى انسانا ؟ جعل مكان الضربة محمراً ؟ وكم ديته
وهل دفعها عمر ؟
لانه في بعض الروايات انه يعلم بخطئه (بدون ندم ) بعد ان يجلداو يضرب الناس ويدميهم ...
فيالله .. كم هي الديات بعنق هذا الفاسق ؟!!

واليكم هذه الروايتان في عقوبة لطم الوجه ؟ ورواية في ورع عمر وتقواه !!!

الرواية الاولى ..

عجِل شيخٌ فلطم خادمًا له . فقال له سُويدُ بنُ مُقرِّنٍ : عجز عليك إلا حُرُّ وجهِها . لقد رأيتُني سابعَ سبعةٍ من بني مُقرِّنٍ . ما لنا خادمٌ إلا واحدةً . لطمها أصغرُنا . فأمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن نعتقَها الراوي: هلال بن يساف المحدث: مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 1658
خلاصة حكم المحدث: صحيح

والمعروف ان الجارية مهمة في ذلك الوقت وتشترى باموال عزيزة على نفوس القوم فحين يامر النبي بغتقها سيكون الامر شاقا على نفوسهم !!!
والامر الثاني ان التي لطمت ( هي جارية ) وليست من الصحابة او التابعين لهم باحسان !!
وابن الصهاكة كان يجلد ويضرب ويلطم ويرفس الصحابة والتاابعين !!!

الرواية الثانية ( ورع ابن حنتمة وتثواه وكيف يدفع الدية في لطائف الامور 8_8)

أن حمَامًا كانَ على البيْتِ فذَرَقَ على يدِ عُمرَ فأشَارَ عُمرُ بيَدِهِ فطارَ فوقعَ على بعضِ بُيوتِ مكةَ فجاءتْ حيَّةٌ فأكَلَتْهْ فحكَمَ عُمرُ علَى نفْسِهِ بشَاةٍ !!!!!!!
الراوي:شيخ من أهل مكةالمحدث: ابن حجر العسقلاني (http://www.dorar.net/mhd/852)- المصدر: فتح الباري لابن حجر (http://www.dorar.net/book/13572&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 4/56
خلاصة حكم المحدث:روي من طريق أخرى عن عثمان نحوه

انه يتورع ويخاف الله (http://www.imshiaa.com/vb) في حمامة !!
ولايتورع عن ضرب الناس ودفع دياتهم !!

وبلينا بقوم لايفقهون

الشيخ مرتضى الحسون
09-02-2013, 12:28 AM
احسنتم استاذنا ابا اسد الحبيب اضافات رائعة ولفتات موفقة جزيتم خيرا