المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولكن اللصوص قد سرقوا كل شيء ...


علاء ناصر حسين
09-02-2013, 09:37 AM
ولكن اللصوص قد سرقوا كل شيء ...


http://www.alshiaclubs.com/upload//uploads/images/alshiaclubs-9ccd3bbc7e.jpg


قضى عشرين سنة وهو يصلي لله كي يحصل على وظيفة محترمة ومال يمكنه من شراء منزل يصلح ان يكون حضنا لكل الأحلام ،

لم يتحقق له شيء مما سأل ، لم يحصل على وظيفة ؛ ولم يحصل على سكن ؛ وإنما حصل على شيب يشتعل في رأسه كما تشتعل النار في الحطب ، بل حتى حبيبته ملت من وعوده وغادرته إلى حضن رجل أخر قبل أن يشتعل رأسها شيباً فتنخفض قيمة أسهمها في سوق الزواج .

فكّر صاحبنا ملياً في حاله ، أمعقول أن يمنعني الله الاستجابة وأنا لا أعرف طريق للخير إلا أسرعت إليه ؟ لا شك أن في الأمر سراً . قضى صاحبنا ليالي طوال يفكر في سبب مشكلته ، وذات ليلة وبينما هو نائم ؛ أتاه ملك في المنام وأخبره أن الله قد استجاب لدعائه منذ عشرين سنة ؛ بل استجاب له قبل أن ينزل من بطن أمه ؛ وأشار له بيديه إلى قصر جميل به ما لذ وطاب من الأكل والشراب ، بل فيه منازل جميلة تجري من تحتها الأنهار ، وأموال لا تعد ولا تحصى ، استيقظ صاحبنا من نومه فزعاً يحوقل و يحمدل ، وبدأ أيامه من جديد هماً و حزناً ، فالحلم الذي خامره في المنام ؛ لا يعني بالنسبة إليه أن مشاكله قد حلت وأنه قد حقق تلك الأحلام التي ابتعد به الزمان عنها فأيام الحزن التي عاش هي نفسها التي لازال يعيش .

أخذته أقدامه إلى حي من الأحياء الراقية التي تعيش منعزلة عن فقر المدينة ومشاكلها البيئية والصحية ، رأى بأم عينيه السيارات الجميلة كيف تمر أمامه على استحياء ، لا تحدث ضوضاء ولا تكاد - العين - ترى البنزين المحترق ينبعث منها ، و من خلف الزجاج تنظر إليه كلاب نظيفة شعورها مرتبة بأناقة ، و تبدوا علـــيها أثر النعمة ، ولم يسبق له - طول حياته - أن رأى كلاب تبتسم حتى شاهد هاته الكلاب بل إنه تمنى لو كان كلب مثلها ، هو يعلم علم اليقين أن من يستوطن هاته المنازل والقصور ، هم لصوص المدينة الحقيقين ، العمدة و بعض الوزراء و الأمراء و المتهربين من دفع الضرائب .

توقفت أمامه سيارة مكشوفة تقودها فتاة ذات ألوان وأغصان ، يجلس إلى جانبها كلب صغير يفوح منه عطر لذيذ ، نظر إليها في شبه شرود ، مستيقناً أن مثل هذا الجمال يوجد بالفعل في هاته المدينة ، غير أن الفتاة لم تمكنه من حظه في النظر إليها حيث أقلعت بسيارتها و تركته لأفكاره وأحلامه ...

نعم ، الأن بدأت أفهم ، لقد استجاب الله لدعائي منذ عشرين سنة خلت ولكن اللصوص قد سرقوا كل شيء ..

بقلم : مصطفى علوي


منقولة :(

في الروحْ تَسكنْ
09-02-2013, 11:26 AM
قصة تكاد تحاكي واقع البشر ... وما أكثرها في هذا الزمن .. !
شكراً لهذا الإنتقاءْ الرائع

علاء ناصر حسين
09-02-2013, 02:45 PM
في الروحْ تَسكنْ

حيّاكِ الله أختي الفاضلة

يوحنا توماس
11-02-2013, 10:12 PM
احسنتم
بارك الله فيكم
تحياتي
يوحنا المحمدي

علاء ناصر حسين
12-02-2013, 01:00 AM
يوحنا توماس : شرّفتني وآنستني بوجودك أخي الفاضل