المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المهدي الحسني والمهدي الحسيني


ali alasady
13-02-2013, 10:45 AM
منقول من موسوعة القائم (ج1)
الداعي حسني النسب
إن صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) والقائم بها والداعي إلى الإسلام الجديد اليماني الموعود هو من ذرية أمير المؤمنين وسيد الموحدين (عليه السلام) وهذا ما نراه واضحاً من خلال جملة من الأحاديث والروايات الشريفة الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) .
فقد ورد في اليماني أنه: ( يماني قريشي وهو أمير الغضب )( الفتن لأبن حماد ج1 ص401 ، بحار الأنوار ج21 ص372).
وهذا ما أشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بقوله:
(يا معشر اليمن تقولون إن المنصور منكم، والذي نفسي بيده إنه لقرشي وأبوه ولو أشاء أن اسميه إلى اقصر جد هو له لفعلت )( الفتن لابن حماد ج1 ص382).
وجاء في ذكر الإمام المهدي (عليه السلام) عن سعيد بن المسيب قال: (المهدي حق هو، قال حق، قال قلت: فمن هو؟ قال: من قريش قلت: من أي قريش ؟ قال:من بني هاشم، قلت: من أي بني هاشم ؟ قال: من بني عبد المطلب، قلت من أي عبد المطلب؟ قال: من ولد فاطمة )( الفتن لأبن حماد ج1 ص382، السنن الواردة في الفتن ج5 ص1057).
وهناك طائفتان من الروايات التي تتحدث عن الإمام المهدي (عليه السلام).
فطائفة تذكره بلفظ ( من ولد علي ) وتثبت له الشبه بينه وبين عيسى (عليه السلام)، في حين إن طائفة أخرى تذكره بلفظ ( من ولد فاطمة ) وتعطي وصفاً يناقض الوصف الأول، وبعض يثبت له شبهاً بجده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، وهذا ما سوف نشير إليه في حديثنا عن صفة الداعي إن شاء الله تعالى.
وهذا مما يوقع الباحث أو القارئ في تناقض وحيرة، فهل المهدي من ولد فاطمة أم من ولد علي ( عليهما السلام ) وما هو السبب في ذكر هذين اللفظين
وللإجابة عن هذه الأسئلة تباعاً وغيرها من التساؤلات الأخرى التي تأتي فيما بعد، سيتضح لنا إن المهدي الذي تذكره الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) وتتكلم عنه، إنما هما مهديان وليس مهدياً واحداً كما يتصور البعض، وهذا ما يتضح لك أخي القارئ في الصفحات اللاحقة من هذا البحث.
ونأتي الآن إلى الطائفة الأولى من الروايات التي تذكر إن المهدي (عليه السلام) من ولد علي (عليه السلام)، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( خروج المهدي وهو رجل من ولد هذا وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام))( بحار الأنوار ج51 ص75، غيبة الطوسي ص 185).
وفي الرواية الثانية: (...إن القائم من ولد علي له غيبة كغيبة يوسف ورجعة كرجعة عيسى بن مريم...)( بحار الأنوار ج52 ص225، غيبة النعماني ص145).
أما الطائفة الثانية من الروايات التي تذكر إن المهدي من ولد فاطمة (عليها السلام) فقد ورد فيها عن أم سلمة قالت: ( سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة )( بحار الأنوار ج51 ص75، غيبة الطوسي ص185، السنن الواردة في الفتن ج5 ص1057).
كما ورد عن أحمد بن إدريس، عن ابن قتيبة، عن الفضل، عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان، عن المنهل، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (المهدي رجل من ولد فاطمة )( بحار الأنوار ج 51 - ص 43).
وفي رواية عن جابر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي من ولد فاطمة...)( بحار الأنوار ج51 ص43، غيبة الطوسي ص187).
وفي رواية أخرى عن أبن حمران عن كعب قال: ( المهدي من ولد فاطمة )( الفتن لأبن حماد ج1 ص374).
أما الروايات التي تثبت إن للمهدي (عليه السلام) شبه من عيسى بن مريم (عليه السلام) فسنذكر منها رواية واحدة وهي: ( إن القائم المهدي من نسل علي أشبه الناس بعيسى بن مريم...)( بحار الأنوار ج52 ص225 ، غيبة النعماني ص145).
أما الروايات التي تذكره بوصف آخر مناقض لما هو عليه في الطائفة الأولى من الروايات فنذكر منها ما ورد عن جابر الأنصاري عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم )( بحار الأنوار ج51 ص43، غيبة الطوسي ص187).
وهذا يعني وجود مهديين أثنين أحدهما شبيه عيسى بن مريم (عليه السلام) والآخر شبيه موسى بن عمران (عليه السلام).
أما الروايات التي تذكره (عليه السلام) مرة بأنه من ولد علي وأخرى من ولد فاطمة فهي ما ورد في الحديث المروي عن معاذ بن جبل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال:
( إن الله خلقني وعلي وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة ألاف عام قلت فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال قدام العرش نسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجده. قلت على أي مثال ؟ قال: أشباح نور، حتى إذا أراد الله عز وجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ثم قذفنا في صلب آدم ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون، فلما صيرنا في صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور وشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب، ثم أخرج الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة علياً، ثم أعاد الله عز وجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة ثم أعاده عز وجل إلى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن وما كان من نوري صار في ولد الحسين فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة )( بحار الأنوار ج51 ص7).
وعليه فالمعبر عنه في الروايات (بابن فاطمة ) هو الإمام المهدي الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الآدم اللون وذلك لأن نور النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذي هو نور فاطمة ( عليها السلام ) انتقل إلى الإمام الحسين (عليه السلام).
أما المعبر عنه في الروايات بأنه ( من ولد علي ) وفي أخرى ( من ذريتي ) والذي يكون شبيه عيسى (عليه السلام) فهو اليماني الموعود، لأن نور الإمام علي (عليه السلام) أنتقل إلى الإمام الحسن (عليه السلام).
وهذا يعني إن الإمام المهدي (عليه السلام) ووزيره اليماني كلاهما ينتسبان إلى الإمام علي وإلى فاطمة الزهراء ( عليهما السلام)، وبالتالي فإنهما ينتسبان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعبر عن الأول بابن فاطمة لوجود نور الزهراء (عليها السلام ) الذي هو نور الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في صلب أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) وعبر عن الثاني ( من ولد علي ) لوجود نور الإمام علي (عليه السلام) في صلب أبيه الإمام الحسن (عليه السلام).
وعليه فإن الإمام المهدي (عليه السلام) وهو المهدي الأول هو من نسل الإمام الحسين (عليه السلام)، أما المهدي الثاني وهو اليماني الموعود فهو من نسل الإمام الحسن (عليه السلام)، وهذا ما نستشفه من عدة روايات منها ما ورد عن الطفيل عامر بن وائلة عن سلمان الفارسي في حديث طويل جاء في آخره:
( والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ومن ذريتهما المهدي يملأ الله عز وجل به الأرض عدلاً كما ملئت قبله جوراً )( فاطمة والمفضلات من النساء –عبد اللطيف البغدادي ص191).
وكذلك ما ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما):
:كاني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلمها الحسني للحسيني(بحار الأنوار ج52 ص330، غيبة الطوسي ص468، منتخب الأنوار ص191).
فمن الحسن والحسين ( عليهما السلام ) المهدي (عليه السلام) وهذا ما لا يمكن تطبيقه إلا إذا كان المقصود بالمهدي مهديان المهدي الحسيني وهو الإمام المهدي الحجة بن الحسن العسكري ( عليهما السلام ) والمهدي الحسني وهو وزير الإمام المهدي (عليه السلام).
ولرب سائل يسأل لماذا يكون الإمام المهدي (عليه السلام) حسيني ويكون السيد اليماني حسني فما الحكمة والعلة من ذلك ؟
يتبع يتبع
......:)]

ali alasady
13-02-2013, 02:33 PM
إن الله تعالى عادل ورحيم بعباده وله سنن وقوانين في هذا الكون يسيّر بها خلقه، فمن المعلوم كما أشرنا سابقاً إن إبراهيم (عليه السلام) وهو أول الموحدين وسيدهم، ولد له ابنان هما إسحاق وإسماعيل وقد جعل الله عز وجل النبوة في إسحاق فالأنبياء منذ زمن إبراهيم (عليه السلام) إلى ما قبل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في ذرية إسحاق.
ولكن الله عز وجل إكراماً لإسماعيل وعوضاً له جعل خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من ذريته، وكذلك الحال مع سيد الموحدين وهو الإمام علي (عليه السلام) فقد رزقه الله ولدين هما الحسن والحسين ( عليهما السلام ) فجعل الإمامة في ذرية الإمام الحسين (عليه السلام) ولم يجعل من ذرية الإمام الحسن إماماً، وعليه فإكراماً للإمام الحسن (عليه السلام) وعوضاً له جعل من ذريته المهدي اليماني الداعي إلى الإمام المهدي (عليه السلام) وإلى الإسلام الجديد، كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) إلى الإسلام وكان من ذرية إسماعيل.
ومما يجدر الإشارة إليه إن الروايات التي تذكر صفات الإمام الحسن (عليه السلام) لها شبه كبير بالروايات التي تذكر صفة اليماني حفيد الإمام الحسن (عليه السلام)، فالإمام الحسن كما ذكر المؤرخون وأهل السير في صفته وشمائله إنه:
(أبيض مشرب بحمرة دعج العينين سهل الخدين رقيق المشربة كث اللحية ذا وقرة وكأن عنقه أبريق فضة عظيم الكراديس بعيد ما بين المنكبين ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير ملجأ من أحسن الناس وجهاً )( ذخائر العقبى ص127).
وإذا تابعنا الروايات الخاصة بصفة اليماني وشمائله نلاحظ وجود شبه بينهما وهذا ما سنذكره مفضلاً في حينه، ونكتفي هنا بنقل ما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله:
( يخرج رجل مني في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( بحار الأنوار ج51 ص35 ، منتخب الأنوار ص27).
وبهذا يتبين لنا إن حفيد الإمام الحسن (عليه السلام) اليماني الموعود يكون فيه شبه كبير من الإمام الحسن (عليه السلام).
وبما إننا نتحدث عن الداعي اليماني وإنه المهدي الحسني فلا بد من الإشارة إلى ما ورد في أحاديث أهل السنة في هذا الشأن.
فإن أغلب المصادر السنية تشير إلى الإمام المهدي (عليه السلام) إنه من ذرية فاطمة (عليها السلام ) وهو الذي يملئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ولكن الاختلاف بين رواياتهم وبين روايات الشيعة هو كالآتي:
أولا يعتقد السنة إن الإمام المهدي (عليه السلام) هو من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) بينما الشيعة يعتقدون إنه من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام)، والحقيقة إن من السهولة بمكان الجمع بين هذين الرأيين ورفع التناقض الظاهري الموجود بين ما يعتقده السنة وبين ما يعتقده الشيعة في قضية الإمام المهدي (عليه السلام).
أما ما يثبت إن المهدي (عليه السلام) عند أهل السنة من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) ما ورد عن ابن حجر العسقلاني قوله:
(إن للحسن في المهدي الولادة العظمى لأن أحاديث كونه من ذريته أكثر...)( معجم أحاديث الإمام المهدي ج1 ص185 ).
كما ورد هذا المعنى عن ابن القيم الجوزية وهو من علماء أهل السنة حيث قال:
( إنه رجل من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من ولد الحسن بن علي يخرج في آخر الزمان وقد امتلأت الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً وأكثر الأحاديث على هذا تدل في كونه من ولد الحسن سر لطيف، وهو الحسن ( رضي الله عنه ) ترك الخلافة لله فجعل الله من ولده من يقوم بالخلافة بالحق المتضمن للعدل الذي يملئ الأرض وهذه سنة الله في عباده إنه من ترك لأجله شيئاً، أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه...)( المنار المنيف ج1 ص389).
ثانياً يعتقد أهل السنة إن المهدي (عليه السلام) لم يولد بعد وإنه سيولد في آخر الزمان من ذلك ما أورده أبن أبي الحديد المعتزلي حيث قال:
( أما أصحابنا فيزعمون إنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد وليس بموجود الآن )( بحار الأنوار ج34 ص119، شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد ج7 ص58).
والمتتبع لروايات أهل السنة الذين يعتقد قسم كبير منهم إن المهدي (عليه السلام) من ذرية الإمام الحسن (عليه السلام) وإنه لم يولد بعد بل وسيولد في آخر الزمان.
وذلك مرده إلى سببين، السبب الأول هو ورود روايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) تشير إلى هذا المعنى والسبب الثاني هو لإثبات صحة ادعائهم ودعم حجتهم المستندة على إن ليس هنالك نص على إمامة الأئمة الإثنا عشر من أهل البيت (عليهم السلام) وإن العصمة بذلك تكون منقطعة الاتصال فيها وهذا ما يخالفون به الشيعة الذين يعتقدون إن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) نص على إن الإمامة من بعده في الأئمة الإثنا عشر (عليهم السلام) الذين أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخرهم المهدي (عليه السلام) الذي هو من نسل الإمام الحسين (عليه السلام) وهو التاسع من ولده.
ويمكن الجمع بين روايات اهل السنة وروايات الشيعة وذلك لأن روايات كلا الطرفين لا تتحدثان عن مهدي واحد بل هي تتحدث عن مهديين اثنين.
المهدي الأول وهو الذي ورد في روايات اهل السنة هو المهدي الحسني اليماني الموعود، وزير الإمام المهدي (عليه السلام) وصاحب دعوته والممهد الرئيسي للإمام المهدي والذي يولد في آخر الزمان وهو من ذرية الإمام الحسن السبط (عليه السلام).
أما المهدي الثاني وهو المهدي الحسيني الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والذي ولد عام 255هـ وهو من ذرية الإمام الحسين الشهيد (عليه السلام).
وبذلك ويرفع التناقض والاختلاف.
وكأن العناية الإلهية ويد الغيب الإلهي ومشيئة الله تعالى وحكمته اقتضت ذلك ولإحقاق الحق ودحض الباطل وإثبات أن الأئمة هم الإثنا عشر المنصوص عليهم من قبل جدهم المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من جهة، ومن جهة ثانية فإن المهدي الحسني صاحب دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) في حال إعلان دعوته المباركة ورفعه راية التمهيد للإمام المهدي (عليه السلام) سيكون حجة على أهل السنة بمقتضى الروايات الواردة عندهم، ولعله سيكون سبباً في إيمان العديد من أهل السنة به وبدعوته، ويدخلون في عداد أنصار الإمام المهدي (عليه السلام) تحت قيادته.
وفي نفس الوقت يكون ذلك حجة على الشيعة أيضاً في قبول تلك الروايات والاهتداء إلى دعوة السيد اليماني المباركة، ويكون ذلك من أعظم الإمتحانات التي سيمر بها المسلمون، ليؤمن به من آمن على بينة وهدى من أمره وليكفر بذلك من كفر على بينة وضلال من أمره