مشاهدة النسخة كاملة : سؤال حول آية : "كل من عليها فان".
إبراهيم بن مريشد
14-02-2013, 06:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
و الصلاة والسلام على سيد الأنبياء و المُرسلين محمد المصطفى وعلى الأئمة الميامين الكرام من أهل بيته و سلم تسليملاً كثيراً..
لما لُجت هذا المنتدى الكريم قبل كثيرٍ من الشهور, كنت (ولا أزال) صغيراً في العمر و صغيراً في العقل و صغيراً في العلم, و أنا لم أزل لم أتجاوز ال17 ربيع... و قد لحقتني (و أنا في العراق) إمتحانات السنة الأخيرة الإعدادية (ولا أزال في التحضير لها), و لهذا سبق لي قلة الدخول للمنتدى و سيلحق نفس الحال و الله المستعان.
(ولنفس السبب لم أستطع أن أستزد كثيراً مذ حينٍ كثير, و أتمنى من أصحابنا و أساتذتنا و موالينا في المنتدى, أن يتقبلوا بعض أسئلتي على أي حالٍ من الأحوال, و قد أضطر لفتح موضوع كامل لتجميع تلك الاسئلة واحداً تلو الأخر اذا تفرغ لي أحد المحاورين)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أتذكر إنه في خلال مواضيع أحد المنتديات (الإنكليزية) التي كنت أشارك بها (وهذا قبل أكثر من .. عام تقريباً اذا لم تخني الذاكرة), تحول النقاش من ما هو عليه الى نقاش بين أحد المتدينيين (الإلهيين) و مُلحد [وأنا لم أكن مُشاركاً في النقاش في بدءه و لا في حين - إنفجاره - بين الطرفين] فأصبح المُلحد - كما هم دائماً - يتخذ المتدين هزواً ويصفه بإحتقار العلم, و على أي حالٍ من الأحوال كان إستدلال الكافر في هذا النقاش, إستدلالاً إحيائياً حيث قال إن هنالك نوعاً من قناديل البحر يحقق ما يُدعى بالــ"الخلود البايلوجي" (رابط الويكي : http://en.wikipedia.org/wiki/Turritopsis_nutricula) وصار يسجع فرحاً بنصره و بأن الله الخالد صار له ما هو يشاطره الإلوهية.
فدخلت على الخط و قلت له ثلاثاً 1- أن الله عند المسلمين ليس كياناً مُجزئً فالله كريم, و هنالك من هو كريم (وليس كرمه ككرم الله), فلا يمكنك أن توصف شئ بالإلوهية و بمشاطرة الله بإلوهيته إلا بتحقق تلك الأوصاف كلها بما يُجزي. 2- إن الله سرمدي في خلوده, و هذا قنديل البحر ليس بسرمدي, فهو نشأ عن تطور (كما يقول دارون), فهو مخلوق له موقع زمني لخَلقه, و الله جل و علا لا يوصف بزمان فالسؤال عنه متى لم يكن, حتى يُسئل متى كان ؟ 3- إن العلماء الإحيائيين, لا زالوا في بادىء بحثهم عن هذا الكائن و قد قالوا إنه بالطبيعة لا يمكن له أن يعيش تلك الفترة الزمنية الطويلة, و إن هذا الخلود مُفترض, فليس بالخالد ولا يشاطر الله في جزء من تلك الصفة, فما بالك بالإلوهية.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ولكن بعد هذا النقاش طُرحت لدي مشكلة (أنا أوجه النقد لنفسي دائماً عند طرحي للأمور, كأنما أنا المقابل و أرد -- أما الملحد فلم يحر جواباً) وهي الآية الكريمة :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ ** وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ)
---
أنا في وقتها كان فهمي للآية بأن المقصود به يوم القيامة و الفناء لكل شيء, و لكنني سأسئل لما فيه من الإطمئنان (لأن فهمي قد يكون خاطئ و قد لا يكون فهم أهل البيت عليهم السلام) :
1- (من) للعاقل, فهل المقصود فقط البشر في الآية ؟
2- (عليها) أي على الأرض ؟
3- ما المقصود بــ"الفناء" هنا ؟ هل هو فناء وجودي (وهو مستحيل, لأن المادة تصار طاقة و الطاقة تصار مادة ولا تستفنى), أم هو مقصود أخر ؟ و هل هو فناء متداوم أي يحصل في كل ساعة و بإستمرارية, أم المقصود ناتج نهائي, أي فناء جميع الأجساد من أرواحها يوم القيامة او قبيله ؟
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبواسد البغدادي
14-02-2013, 09:47 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
احسنتم مولانا الجليل استمتعت بقراءءة موضوعك الموقر ...
وسنجيب على تساؤلكم الكريم حسب مافهمت مطالعاتي وفهي للتفاسير والروايت الشريفة
1- اما بالنسبة للاية المباركة ( كل من عليها فان )
فهي كمافهمت ياعزيزي ناظرة الى يوم القيامة والدليل جواب الاية ( فباي الاء ربكما تكذبان )
وايضا قوله تعالى في نفس السياق (يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شان)
فمن كانت صفاته علوا الشانية يختلف ممن هومحكوم بقوانين ؟
وتستمر الايات بنفس السياق قوله تعالى ( سنفرغ لكم ايها الثقلان ) ؟
وهنا دليل على يوم القيامة ...
2 - (علي (http://www.imshiaa.com/vb)ها) أي على الأرض ؟
بما ان الخطاب سيق للانس والجان فالمقصود بها الارض بدليل احد المخاطبين الانس
وقد تسال لماذا لايكون الخطاب لسكنة الارضين والسموات على حد سواء ؟
فلا مانع من ذلك لان بعض الايات قالت (و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض إلا من شاء الله)
فلفظ ( صعق ) تبين الموت للجميع
ولتوضيح المسالة الخاصة بالاية المبحوثة ( عليها ) ؟
.لا ينافي ما في هذه الآية من كونهم بعد النفخ قياما ينظرون ما في قوله: «و نفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون:»
فلفظ ( الاجداث ) هي على ارض ؟ اي اجسادهم المقبورة ؟
3- ما المقصود بــ"الفناء" هنا ؟ هل هو فناء وجودي (وهو مستحيل, لأن المادة تصار طاقة و الطاقة تصار مادة ولا تستفنى), أم هو مقصود أخر ؟ و هل هو فناء متداوم أي يحصل في كل ساعة و بإستمرارية, أم المقصود ناتج نهائي, أي فناء جميع الأجساد من أرواحها يوم القيامة او قبيله ؟
بكل بساطة مولانا الجليل ...
الفناء هنا مايقابل ( البقاء ) ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام ؟
لا الفناء الوجودي الفيزيائي ... فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة والكل إلى فناء وعدم، هذا الأصل الثابت نسبياً متغير ومتحول ولابد لهذا المتغير والمتحول أي الحادث من مبدع أزلي ....
ممنون ياطيب
إبراهيم بن مريشد
15-02-2013, 12:18 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
احسنتم مولانا الجليل استمتعت بقراءءة موضوعك الموقر ...
وسنجيب على تساؤلكم الكريم حسب مافهمت مطالعاتي وفهي للتفاسير والروايت الشريفة
1- اما بالنسبة للاية المباركة ( كل من عليها فان )
فهي كمافهمت ياعزيزي ناظرة الى يوم القيامة والدليل جواب الاية ( فباي الاء ربكما تكذبان )
وايضا قوله تعالى في نفس السياق (يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شان)
فمن كانت صفاته علوا الشانية يختلف ممن هومحكوم بقوانين ؟
وتستمر الايات بنفس السياق قوله تعالى ( سنفرغ لكم ايها الثقلان ) ؟
وهنا دليل على يوم القيامة ...
2 - (علي (http://www.imshiaa.com/vb)ها) أي على الأرض ؟
بما ان الخطاب سيق للانس والجان فالمقصود بها الارض بدليل احد المخاطبين الانس
وقد تسال لماذا لايكون الخطاب لسكنة الارضين والسموات على حد سواء ؟
فلا مانع من ذلك لان بعض الايات قالت (و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الأرض إلا من شاء الله)
فلفظ ( صعق ) تبين الموت للجميع
ولتوضيح المسالة الخاصة بالاية المبحوثة ( عليها ) ؟
.لا ينافي ما في هذه الآية من كونهم بعد النفخ قياما ينظرون ما في قوله: «و نفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون:»
فلفظ ( الاجداث ) هي على ارض ؟ اي اجسادهم المقبورة ؟
3- ما المقصود بــ"الفناء" هنا ؟ هل هو فناء وجودي (وهو مستحيل, لأن المادة تصار طاقة و الطاقة تصار مادة ولا تستفنى), أم هو مقصود أخر ؟ و هل هو فناء متداوم أي يحصل في كل ساعة و بإستمرارية, أم المقصود ناتج نهائي, أي فناء جميع الأجساد من أرواحها يوم القيامة او قبيله ؟
بكل بساطة مولانا الجليل ...
الفناء هنا مايقابل ( البقاء ) ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام ؟
لا الفناء الوجودي الفيزيائي ... فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة والكل إلى فناء وعدم، هذا الأصل الثابت نسبياً متغير ومتحول ولابد لهذا المتغير والمتحول أي الحادث من مبدع أزلي ....
ممنون ياطيب
اللهم صلّ على محمد المصطفى و على أهل بيته النجبا ..
من الله الإحسان و بكم تجلى الإحسان يا أخي ..
(أتمنى أن تستحملني, فإستعمالي للكلمات الرنانة لا يعني إني من أصحاب الفلسفة أو الحكمة, و إنما لسهولة جريان الكلمات على لساني, فلا تظنّ إني بموضوعي - الممتع قرائته - أُبين معرفةً ما لي أو شيئاً من هذا القبيل, و الإخوان في المنتدى يعرفوني من أنا و يعرفون إني أقلهم علماً, و قد أكون أكثر الناس شكاً, فلا تستغربن أسئلة تبدو واضحة لك, و لكنها ليست بالواضحة لدي - في إحدى المرات سئلت عن معنى كلمة "كهل" في المنتدى فلا تغرنك المناظر..)
1- كان السؤال حول إستعمال (من) أهو مخصوص بالبشر, ويبدو إنك أجبت عن زمانية الآية يوم القيامة. [أتيت بالمسئلة الأولى في النقطة الثانية و سأعرج عليها]
أقول : قصدك بــ(ناظرة) أي مستمرة الى يوم القيامة, والدليل الجواب بالآية التالية بالفعل المضارع (يكذبان) الذي يحمل محملي الحاضر و المستقبل, و كذلك (سنفرغ) و هو كما أشرت ذي دلالة صريحة على زمن المستقبل وبقرينة يوم القيامة.
السؤال : لم أفهم بقية النقطة, و ما هو رابط علو شأن الله [وأظن المقصود بعلو الشأنية علو الرتبة أم ماذا ؟ - أُعذرني جهلي -] بالآية (كل يوم هو في شأن) /أقول حقاً إن هذه الآية لم أتبحر في تفسيرها و لم يكن لي الوقت الكافي في فهمها/, فما هو الرابط بين الآية و علو (شأن) الله ؟ (يُلاحظ : إني فهمت منك المقصود إن قياس واجب الوجود اللامتناهِ بالقوانين المخلوقة بممكنات الوجود باطل, و من هذا القياس نفهم كيف يكون القياس بين هذا القنديل و الله قياساً باطلاً, أنا فهمت هذه النكتة ولكن لم أفهم رابط علو الشأن بالآية الكريمة, وهو خارج موضوعنا و إني أسئل به.)
2- جزاكم الله خير, فالتخصيص في آية واحدة يُعنى بالآية نفسها, و ليس بتخصيص الحالة (فقد تكون الحالة مذكورة بمحملين او بآيتين أحداهُما -الاولى- تتسع للأخرى -الثانية- و تشملها, فتكون الآية الثانية مُخصصة في جزء من كل و الكل تبينه الآية الأولى) كما ضربت في الآيتين الكريمتين مشكوراً, فلا يعني عود ضمير الهاء هنا على الأرض, نهي الفنائية عن غير الشاهد في الآية (الذين يعود إليهم الإسم الموصول "مَن") في غير الأرض.
السؤال الأول : أخينا الكريم, هل هنالك من أصحاب التفاسير من يقول بهذا الرأي, بأن "عليها" في الآية و إن كانت تعني الأرض فإن الفنائية ليست مخصوصة بالأرض ؟ أم هل هنالك آية يمكن ان نقيس عليها ؟ كما فعلت في المثال. إم إن هذا فهم للآية من قبلكم ؟ (ويمكنكم أن تضيفوا : و هل هنالك فرق بين التعبير بــ(كل من فيها) و (كل من عليها) ؟)
السؤال الثاني : هل يمكن إطلاق نفس الحكم على العاقل و غير العاقل ؟ (بأن خروج "من" في الآية ليس مُحتماً أن تكون الفنائية فقط للعاقلات ؟) [يُلاحظ: إني أجد ذلك أصعب, حيث كان من المُمكن أن تقول الآية (ما عليها) بدلاً من (من عليها) او حتى القول (كلٌ عليها), حيث ليس هنالك خصيصة تمنع من ذلك, نعم الخطاب كان للعاقل في (فبأي آلاء ربكما), ولكن توضيح الحقيقة الإلهية لهم بالآية التي نناقشها, ليس عنهم, حتى يوجب الإطلاق للعاقل, إذ لا رابط بين الإثنين, فالقياس هنا ليس كما القياس في مفردة (عليها), ويبقى الدليل هو الذي يُحتم المسئلة]
3- طبعاً الجواب لهذا السؤال, يعود على عاقلية او جامدية او إحتواء الإثنين في صفة الفنائية, فإن كان الأول (الإطلاق على العاقل بدون تعميم كما هو الصريح) فإن هذه الفنائية هي الموت أي شلع الروح عن الجسد (ولا معنى للفنائية ضد البقائية, لأن العدمية ليست مصيراً للإنسان, فإنما خُلق الإنسان ليبقى), و إن كان الثاني (الإطلاق على إحتواء الإثنين) فإن الفنائية حتماً ستعني إنحلال المادة التي نعرفها في الدنيا, ولكن ليس هو الواضح من الآية.
السؤال : نعود من جديد, هل صفة الفنائية هنا للعاقل (البشر أو الجن) فقط ؟ أم لكل شيء ؟ و منه نعلم مالمقصود بــ(الفناء) مفهوماً في الآية ؟ (نفس السؤال الثاني في النقطة الثانية, و لكن مع إضافة نتيجة فهم معنى "الفناء" من فهم حكم من وصف بالفناء في الآية)
( ذاك إجتهاد أخيك الفقير و فهمه لكلامتك, و عز و جل من لا يُخطى, فإن أخطأنا فهم كلماتك, فالإعتذار منا و التفهم منكم).
و أنا الممنون يا خــيّر ..
و أدعو الله العزيز الجليل ألا أكون (طوختها) عليك ...
إبراهيم بن مريشد
16-02-2013, 12:08 AM
يـــــُرفع بالصلاة على الحبيب محمد وعلى آله الأطياب ..
يوحنا توماس
16-02-2013, 02:08 AM
السلام عليكم
انا لست عالما في هذه الامور وليست لي عرفة بها
لكن احببت ان اطرح بعض ما عندي عسى ان انفع الاخوة المؤمنين
مسألة الفناء هل هي مستحيلة لان هناك قواعد تقول ان الذرة لاتخلق ولا تفنى والخ من القواعد والقوانين
لفهم مسألة الفناء يجب علينا بالبداية فهم مسألة التكوين
هذا يرجعنا الى بدء الخليقة
من ماذا خلق الله الكون والخليقة ؟
الاجابة
من (لا شيئ) بسم الله الرحمن الرحيم ( وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا. [مريم:9) وان كانت الاية تشير لخلق الانسان ايضا هناك ايات تشير للخليقة بكاملها والاية تكفي للاشارة
فكما ان الرب خلق الشئ من اللا شيئ ايضا هو قادر على جعل الشيئ لا شيئ
اي كما خلق الاشياء من العدم ايضا هو قادر على ارجاع الاشياء الى العدم
وكل هذا بقدرته تقدست اسمائه
(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) سورة الانبياء
واذا اردنا ان ندخل هذه النظرية وتلك في علم الغيب فاعلم اننا سنتوه كما تاه الملحدون قبلنا
اتمنى ان افدتكم ولو بالقليل
تقبل مروري اخي العزيز
إبراهيم بن مريشد
16-02-2013, 05:55 PM
السلام عليكم
انا لست عالما في هذه الامور وليست لي عرفة بها
لكن احببت ان اطرح بعض ما عندي عسى ان انفع الاخوة المؤمنين
مسألة الفناء هل هي مستحيلة لان هناك قواعد تقول ان الذرة لاتخلق ولا تفنى والخ من القواعد والقوانين
لفهم مسألة الفناء يجب علينا بالبداية فهم مسألة التكوين
هذا يرجعنا الى بدء الخليقة
من ماذا خلق الله الكون والخليقة ؟
الاجابة
من (لا شيئ) بسم الله الرحمن الرحيم ( وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا. [مريم:9) وان كانت الاية تشير لخلق الانسان ايضا هناك ايات تشير للخليقة بكاملها والاية تكفي للاشارة
فكما ان الرب خلق الشئ من اللا شيئ ايضا هو قادر على جعل الشيئ لا شيئ
اي كما خلق الاشياء من العدم ايضا هو قادر على ارجاع الاشياء الى العدم
وكل هذا بقدرته تقدست اسمائه
(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) سورة الانبياء
واذا اردنا ان ندخل هذه النظرية وتلك في علم الغيب فاعلم اننا سنتوه كما تاه الملحدون قبلنا
اتمنى ان افدتكم ولو بالقليل
تقبل مروري اخي العزيز
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل كل شي : أبارك لك إستبصارك على الحق, و معرفة الواجب الوجود جل و علا, و إتباعك رسالة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام, و الرسالة الحقيقة لروح الله عيسى عليه السلام قبلاً.
و أتمنى : ألا تكون أستعجلت في قرارك و إنك, لم تكتفي بضرب التثليث, و إنما رجحت التوحيد الإسلامي أيضاً.
أما بعد :
فكلامك صحيح, و جميلٌ أن نجدك على جادة الصواب في إستنتاجاتك (ولعلنا يوماً نجدك من المؤلفين و حامي حمى الإسلام أمام المُلحدين و أصحاب الشبه).
ولو لاحظت فإنني في الموضوع أحاول أن أستجلي النص القرآني و أعرف المغزى الدقيق له, أما كون هذا الكون كله بمادته و طاقته و قوانين مخلوقاً فهذا شيءٌ بائن لا يرفضه إلا ملحد.
وقبل أن أكمل : أعترف بخطئي بجعل الفناء الفيزيائي (أو حتى البايلوجي) مستحيلاً, وإن كان مستحيلاً ما دام هذا الكون بهذه الهيئة من الصُنع, و لكنه حاضر الإحتمالية إذا ما صار يوم القيامة وأنقلبت الدنيا غير دنيا.
ولكنني أقول :
إن إستدلالي على صاحب شبهة القنديل فاسد اذا كانت صفة الخلودية بالمعنى البايلوجي (أي إن الفنائية في الآية خرجت لمعنى بايلوجي, يعني أن هذه الأجسام كلها تموت, و ليس من من حي لا يموت إلا الله, فإننا نجد هذا القنديل يمتلك تلك الصفة, التي لو عملنا بالآية بالمعنى البايلوجي - أي أن يكون الفناء إنحلال الخلية فالأعضاء فالجسم و موت البدن - يكون القنديل خالف قاعدة موجود في القرآن إن كل المخلوقات فانية - ولكن لا يعني هذا إن خلودية الله معقودة في هذا, فمجرد القياس يعني تشبيه الله, فليس الله جل جلاله من يُقاس بالمعايير البايلوجية ويطلق له خلايا و ما شابه, لكن يصبح فساد الرد بأن القرآن يصرح بأن كل شيء يفني..) و هذا ما أريد أن أعرف المقصود فيه.
والآية في ذهني (وأنا أنتظر الإجابة) تحمل إحتماليتين :
1- أن تحمل معنى الفنائية أي الفناء الطبيعي و هو شلع الروح من الجسد, بدليل وجود "من" الدالة على العاقل, و"عليها" الدالة على الأرض, و هذا ما لا يختلف فيه إثنان, إن كل إنسان فاني. [وهو الذي أرجحه على المعنيين الأخرين, البايلوجي او الفيزيائي]
2- أن تحمل المعنى الفيزياوي, ولكن بخصيصة زمنية, وهي اليوم القيامة, و هذا طالح لأننا للتو أثبتنا إن معنى الآية كما عبر الأخ أبو أسد "ناظر" الى يوم القيامة.
فأنا أجد المعنى الأصح إنفصال الروح عن الجسد, و لكن يبدو إنني الوحيد هنا يظن هذا الظن, و لا أملك المصادر للرجوع إليها لمعرفة كلمات المفسرين, ولست فارغاً هذه الأيام للبحث في مكتبتي على الكومبيوتر و إستجلاء نصوص مفسرينا.
و مما يؤسفني, أن مواضيعاً ليست بهذه الأهمية تُطرق و تصيح فيها الصيحات, و ليس فيها إلا الفتنة و العناد, و بينما موضوع كهذا لا يملك من المُوضحين لي إلا واحداً و يبدو إنه تركني, و أخراً حديثاً في الإسلام, و الله المُعين.
توضيح : ورد مصطلحان أبتدعتهما و المقصود بهما :
الفناء البايلوجي = إنحلال الخلايا و الأنسجة في الجسم و توقف العمليات الحيوية في جسم الكائن.
الفناء الفيزياوي = الذي لا يوجد له مُثّبت في العلم الطبيعي ذي الصلة, و أقصد به أن يُخسر شيء من الكون كأن تكون طاقة او مادة.
وهنالك مصطلح أخر, ورد في كلمات أهل العرفان و هو :
الفناء الطبيعي = أي موت الإنسان و إنشلاع الروح عن الجسم. و سبب إطلاق "الطبيعي" عليه, لتفريقه عن "الفناء الإختياري" الذي يستعمله أهل العرفان.
والله ولي النعمة والتوفيق.
واللهم صلّ على محمد و آل محمد.
النجف الاشرف
16-02-2013, 10:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
- (من) للعاقل, فهل المقصود فقط البشر في الآية ؟
الجواب / قال الشيخ في التبيان
وقوله " كل من عليها فان " إخبار من الله تعالى أن جميع من على وجه الارض من العقلاء يفنون ويخرجون من الوجود إلى العدم. وإذا ثبت ذلك وكانت الجواهر لا تفنى إلا بفناء يضادها على الوجود، فاذا وجد الفناء أنتفت الجواهر كلها، لانها إختصاص له بجوهر دون جوهر، فالآية دالة على عدم جميع الاجسام على ما قلناه، لانه إذا ثبت عدم العقلاء بالآية ثبت عدم غيرهم، لانه لا يفرق من الامة أحد بين الموضعين.
فالظاهر فناء الجميع العاقل وغير العاقل وانما خص العاقل لأشرفيته على سائر المخلوقات ويؤكد ذلك ما في الميزان
أن قوله: "كل من عليها فان" يشير إلى انقطاع أمد النشأة الدنيا و ارتفاع حكمها بفناء من عليها و هم الثقلان و طلوع النشأة الأخرى عليهم، و كلاهما أعني فناء من عليها و طلوع نشأة الجزاء عليهم من النعم و الآلاء لأن الحياة الدنيا حياة مقدمية لغرض الآخرة و الانتقال من المقدمة إلى الغرض و الغاية نعمة.
- (عليها) أي على الأرض ؟
الجواب / على الارض و حتى اهل السماء بل سائر الحياة اينما وجدت
ا المقصود بــ"الفناء" هنا ؟ هل هو فناء وجودي (وهو مستحيل, لأن المادة تصار طاقة و الطاقة تصار مادة ولا تستفنى), أم هو مقصود أخر ؟ و هل هو فناء متداوم أي يحصل في كل ساعة و بإستمرارية, أم المقصود ناتج نهائي, أي فناء جميع الأجساد من أرواحها يوم القيامة او قبيله ؟
الجواب/ قال العلامة في الميزان
أن حقيقة هذا الفناء الرجوع إلى الله بالانتقال من الدنيا كما تفسره آيات كثيرة في كلامه تعالى و ليس هو الفناء المطلق.
واما بخصوص قوانين الفيزياويه فلا اعتقد بانها تجري بمعنى ان المادة تصار طاقة والطاقة لا تفنى فهذا ضمن الفلك الطبيعي للحياة واما في النهاية فالظاهر فنائها ثم اعادتها والله العالم بحقيقة الامور
إبراهيم بن مريشد
16-02-2013, 10:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الجواب / قال الشيخ في التبيان
وقوله " كل من عليها فان " إخبار من الله تعالى أن جميع من على وجه الارض من العقلاء يفنون ويخرجون من الوجود إلى العدم. وإذا ثبت ذلك وكانت الجواهر لا تفنى إلا بفناء يضادها على الوجود، فاذا وجد الفناء أنتفت الجواهر كلها، لانها إختصاص له بجوهر دون جوهر، فالآية دالة على عدم جميع الاجسام على ما قلناه، لانه إذا ثبت عدم العقلاء بالآية ثبت عدم غيرهم، لانه لا يفرق من الامة أحد بين الموضعين.
فالظاهر فناء الجميع العاقل وغير العاقل وانما خص العاقل لأشرفيته على سائر المخلوقات ويؤكد ذلك ما في الميزان
أن قوله: "كل من عليها فان" يشير إلى انقطاع أمد النشأة الدنيا و ارتفاع حكمها بفناء من عليها و هم الثقلان و طلوع النشأة الأخرى عليهم، و كلاهما أعني فناء من عليها و طلوع نشأة الجزاء عليهم من النعم و الآلاء لأن الحياة الدنيا حياة مقدمية لغرض الآخرة و الانتقال من المقدمة إلى الغرض و الغاية نعمة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم صلّ على محمد و آل محمد ..
أي : المقصود فناء الأجسام و المقصود للعاقل و غير العاقل ..
الجواب / على الارض وسائر الحياة اينما وجدت , بل حتى اهل السماء
سائر الحياء مفهوم , ولكن هل هنالك مقصود مخصوص عندما تقولون (أهل السماء) ؟
الجواب/ قال العلامة في الميزان
أن حقيقة هذا الفناء الرجوع إلى الله بالانتقال من الدنيا كما تفسره آيات كثيرة في كلامه تعالى و ليس هو الفناء المطلق.
واما بخصوص قوانين الفيزياويه فلا اعتقد بانها تجري بمعنى ان المادة تصار طاقة والطاقة لا تفنى فهذا ضمن الفلك الطبيعي للحياة واما في النهاية فالظاهر فنائها ثم اعادتها والله العالم بحقيقة الامور
وهذا ما أظنه و الأخ أبو أسد شوية حيّرنا ( أو يمكن أنا حيّرته) ..
الآن السؤال : هل يعني هذا أن طريقتي في الرد على هذا الكافر, خاطئة ام صائبة ؟؟
أم إننا نفسر هذا الفناء كما يقول الشيخ ( يشير إلى انقطاع أمد النشأة الدنيا), أي إننا نتكلم عن قضية نهايتها كذا, و هذا القنديل و إن لديه "الخلود البايلوجي" فهذا لا يعني إنه لا يتأثر بمؤثرات الطبيعة التي ستؤدي بطبيعتها لاحقاً الى نهاية الدنيا كما يقتضي و يريد الله جل جلاله ..
شكراً للرد ..
النجف الاشرف
16-02-2013, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
سائر الحياء مفهوم , ولكن هل هنالك مقصود مخصوص عندما تقولون (أهل السماء) ؟
سائر الحياة اي كل من يصح بان يسمى حي والجملة التي تكتبها هكذا (على الارض و حتى اهل السماء بل سائر الحياة اينما وجدت )
اي الحي في الارض وفي السماء للتوضيح ثم قلنا مطلق الاحياء
أم إننا نفسر هذا الفناء كما يقول الشيخ ( يشير إلى انقطاع أمد النشأة الدنيا), أي إننا نتكلم عن قضية نهايتها كذا, و هذا القنديل و إن لديه "الخلود البايلوجي" فهذا لا يعني إنه لا يتأثر بمؤثرات الطبيعة التي ستؤدي بطبيعتها لاحقاً الى نهاية الدنيا كما يقتضي و يريد الله جل جلاله ..
الامر هين فالفناء هنا مطلق الفناء بمعنى نهاية كل شي , واما عن الخلود الفيزياوي او البايلوجي او غيره فكلها ممنوعه لانها ضمن هذه الحياة والاخ يوحنا في رده نكت للطيفه اقراها
والسلام عليكم
إبراهيم بن مريشد
16-02-2013, 11:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
سائر الحياة اي كل من يصح بان يسمى حي والجملة التي تكتبها هكذا (على الارض و حتى اهل السماء بل سائر الحياة اينما وجدت )
اي الحي في الارض وفي السماء للتوضيح ثم قلنا مطلق الاحياء
الامر هين فالفناء هنا مطلق الفناء بمعنى نهاية كل شي , واما عن الخلود الفيزياوي او البايلوجي او غيره فكلها ممنوعه لانها ضمن هذه الحياة والاخ يوحنا في رده نكت للطيفه اقراها
والسلام عليكم
عليكم السلام ورحمة الله ..
جزاكم الله خيراً
أما عن الأخ يوحنا : نعم أنتبهت لذلك و قلت له في ردي, فقد أستعمل القرآن بصورة جميلة جداً وواضحة وينم عن إيمان نقي بالإسلام لا يزال لم يُلوث, و اتمنى أن يستمر بالتفكر بالقرآن و تفسيره, و طريقة الإستدلال قاطعة, فالمؤمن بالله يؤمن بأنه خلق كل شيء من عدم محض, و عليه ان يؤمن أن هذه القوانين يمكن بل هي زائلة كما لم تك شيئاً (راد يكطع عليّ الطريق اذا ملحد :D)....
فنوجه له الشكر, و نتمنى من العزيز الجليل أن يستيقن مزيداً و ألا يكون آمن عن تعجل..
والله ولي التوفيق و النعمة ..
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024