مشاهدة النسخة كاملة : تقريرات دروس " كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للعلامة الحلي" للسيد كمال ال
براق العروج
16-02-2013, 11:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقريرات دروس " كتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للعلامة الحلي" شرح السيد كمال الحيدري
هذه تقريرات دروس " كتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للعلامة الحلي" شرح السيد كمال الحيدري كنت قد دونتها في سالف الزمان وانتفعت بها عظيم النفع
ولأني يوما بعد يوم انظر إليها فأفرح بأهميتها وأحزن لغربتها لكونها مقتصرة على شريحة صغيرة من المجتمع فقد ارتأيت أنا العبد الحقير نشر هذه المعارف بغية انفاق العلم وتزكيته سائلا الله تعالى التوفيق وغفران القصور والتقصير
الكتاب الأساسي: تجريد الاعتقاد للمحقق البارع الخواجة نصير الدين الطوسي قدس الله روحه الزكية
الكتاب الشارح: كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للعلامة الحلي رضوان الله عليه
وقد قيل: " لولا كشف المراد لما فهمنا مراد تجريد الاعتقاد "
الشارح : السيد كمال الحيدريفي مجموعته " دروس في التوحيد "
براق العروج
16-02-2013, 11:30 PM
بسمه تعالى
مقدمات علم الكلام
الدرس الاول
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، و الحكمة لسانه، والرأفة همه، والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والايمان، والصدق، والسكينة، والاخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والشكر، ثم قال عزوجل: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل. ثم قال له: تكلم فقال: الحمد لله الذي ليس له ضد ولا ند، ولا شبيه ولا
كفو، ولا عديل ولا مثل، الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل. فقال الرب تبارك وتعالى:وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، ولا أطوع لي منك، ولا أرفع منك، ولا أشرف منك،ولا أعز منك بك اوحد وبك اعبد، وبك ادعى، وبك ارتجى، وبك ابتغى، وبك اخاف، وبك احذر، وبك الثواب، وبك العقاب. فخر العقل عند ذلك ساجدا فكان في سجوده ألف عام، فقال الرب تبارك وتعالى: ارفع رأسك وسل تعط، واشفع تشفع، فرفع العقل رأسه فقال:إلهي أسألك أن تشفعني فيمن خلقتني فيه، فقال الله جل جلاله لملائكته: اشهدكم أني قد شفعته فيمن خلقته فيه "
مقدمات علم الكلام
تعريف علم الكلام: هو علم بأمور يقتدر معه أن يحصل مع ذلك العلم حصولا دائميا عاديا قدرة تامة على اثبات العقائد الدينية على الغير والزامه إياها بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه
موضوعه: إن علم الكلام ليس له موضوع محدد بل يتميز عن غيره بواسطة الأغراض المترتبة عليه
تسميته:
· لأن أول مسألة طرحت في هذا العلم هو كلام الله عز وجل هل هو مخلوق أو لا ؟
· أن الأداة الرئيسية للبرهان والاحتجاج هي الكلام
ما هي وظائف علم الكلام ( الغاية ): وتقسم إلى 3 أقسام:
1) تبيين المعارف الدينية: القرآن يقول " معاد\توحيد\موت\حياة\قبض\بسط..." وهذه الأمور بحاجة إلى تبيين، في الصدر الأول لم تكن هذه المعارف غامضة ولكن مع دخول الإسلام إلى البلدان الجديدة ومع الانخراط في حضارات متعددة كانت تحمل أفكارا وفلسفات عديدة كان لا بد لهذه الأمور من التبيين
2) الاستدلال ( اثبات العقائد ): ويكون الاستدلال:
o بالعلوم والتجارب تارة
o وبالعقل تارة أخرى
o وبالنقل تارة ثالثة.
والفرق في ذلك هو أنه حين يكون الموضوع مادي يكون الاستدلال عليه بالأدلة العلمية المادية وأما حينما يكون موضوعا مجردا فيكون الاستدلال عليه بالعقل
وتفسير هذا هو أنه عندما تريد أن أعطيك دليلا على وجود الله تعالى فلا تتوقع أن أعطيك دليلا علميا بل دليلا عقلياً
إذن الاستدلال يتوقف على طبيعة الموضوع الذي نريد أن نستدل عليه هل هو موضوع يحتاج الدليل العقلي أو النقلي أو العلمي فمثلا في تفسير الآية { وأرسلنا الرياح لواقح } لا يكون التفسير عقليا بل يكون علميا تجريبيا بحسب ما وصل إليه علماء النبات والطبيعة وحتى لو أخطأوا في بعض الأحيان
ولهذا السبب يجب على العالم المتكلم أن يكون عالما بأمور زمانه
3) الدفاع عن الدين في قبال الشبهات: وتنقسم الشبهات بحسب صاحبها إلى عدة أقسام:
o شبهات الشيعة أي الذين هم من نفس الدين والمذهب ويمكن أن يكون الاستدلال في قبالها بالنقل لأن صاحبها مؤمن بالقرآن وأحاديث أهل البيت ع
o شبهات من يعتقد معنا بالدين ويختلف بالمذهب ويكون الاستدلال معه بالقرآن مثلا وليس برواية الإمام جعفر الصادق عليه السلام
o شبهات من يتفق بأصل المبدأ والمعاد ويختلف في الدين مثل أهل الكتاب ( المسيحيين واليهود )
o شبهات من لا يتفق معنا بأصل المبدأ والمعاد وهو الماديون ويكون الاستدلال معهم بالعقل وهكذا
والحمد لله رب العالمين
الروح
18-02-2013, 09:01 PM
بوركت الايادي ايها الكريم وكم من بخيل بما اتاه الله من علم
وفقكم الله للجود بما اوتيتم من تفقه في الدين
وزادكم الله من فضله
كل دروس السيد كمال الحيدري اكثر من رائعة ونافعة
براق العروج
19-02-2013, 12:51 AM
بوركت الايادي ايها الكريم وكم من بخيل بما اتاه الله من علم
وفقكم الله للجود بما اوتيتم من تفقه في الدين
وزادكم الله من فضله
كل دروس السيد كمال الحيدري اكثر من رائعة ونافعة
بسمه تعالى
بارك الله تعالى بكم وتقبل الله أعمالكم
وشكرا لكم على المتابعة والاهتمام والدعاء
البراق
براق العروج
19-02-2013, 01:04 AM
الدرس الثاني
شبهات الماديين
عن الصادق عليه السلام:" يغوص العقل إلى الكلام فيستخرجه من مكنون الصدر كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنة في البحر "
بعد أن تحدثنا في الدرس السابق عن أقسام الشبهات لا بأس بأن نشير إلى إحدى شبهات القسم الرابع أي شبهات الماديين حيث أنهم لديهم شبهة تقول:
أن المنطق المتعارف حين تأتي إلى قضية ما أن تسأل أولا هل هي صادقة أم كاذبة ؟
وهذا غير صحيح فأنت حين تأتي إلى قضية الوجود فأول ما تسأل: الله موجود أم لا ؟
ولكنه ينبغي عليك أولا أن تسأل: أن هذه القضية ( وجود الله ) لها معنى أم لا ؟
فإذا كان لها معنى تبحث بعدها عن مصداقية هذه القضية
فالماديون يعتبرون أن كل القضايا التي تأتي بها الأديان لا معنى لها !!
من هنا يأتي السؤال المهم: ما هو الضابط لمعرفة أن هذه القضية لها معنى أو لا ؟
والجواب: هو أننا إذا ذكرنا جملة فهذه الجملة إذا كانت صادقة فالواقع الموضوعي يكون بنحو وإذا كانت كاذبة يكون بنحو آخر
مثال: إذا قلت " هذا اليوم شتاء ونحن في الشتاء " فهذه القضية لها معنى لأنه إذا كانت هذه القضية صادقة يوجد برد ومياه في الخارج وإذا كانت كاذبة فلا يوجد
فإذن الله موجود أو الله معدوم إذا كانت صادقة ماذا يتغير في العالم وإذا كانت كاذبة ماذا يتغير أيضا ؟!
وهنا سؤال آخر: أي واقع موضوعي يجب أن يتغير أولا ؟
يقولون: الواقع المادي إذن يتبين أنها قضية تجريبية
والجواب هنا أن الوجود لا يساوي المادة
فهنا لا يمكن أن أقول له: إن القرآن يقول كذا أو الرواية تقول كذا.. لأنه لا يؤمن أن لهذا معنى، من هنا لا بد من بحث أن الوجود يساوي المادة أو لا قبلا
ملاحظة: حيث أن الشبهات في تجدد وتطور فلا بد لعلم الكلام أن يكون متجددا
سؤال: الدفاع عن الشبهات هل يؤثر على وظيفتي التبيين والاستدلال؟
ج: للجواب على هذه المسألة لا بد من طرح بعض الأمثلة:
المثال الأول: عقيدتنا أن أول البشر هو آدم عليه السلام، التبيين يكون عبر النقل والاستدلال كذلك، لأنه قديما لم توجد شبهات مثل الشبهات الواردة اليوم من أن أول البشر آدم صحيح ولكن آدم تطور من الحيوانات كالقرد، هنا لا يمكننا رفض العلم وهو يؤثر على التبيين والاستدلال فهو ينتقل من نقلي إلى علمي ( هذه النظرية خاصة بدارون )
وجواب العلامة الطباطبائي أن العلم لم يثبت هذا الأمر وهذا لا ينفي استقلالية خلق الإنسان
المثال الثاني: عقيدتنا أن فطرة الإنسان مبنية على التوحيد والفطرة هي اللاشعور
أما فرويد فيقول أن اللاشعور غريزة جنسية فهنا لا نقول له أن القرآن والرواية تقول كذا بل نأتي إلى علم النفس فنجد مثلا " يونغ " صديق " فرويد " قد أثبت عكس ذلك
من هنا يأتي السؤال هل يمكن لشخص جمع كل علوم الزمان؟ والجواب لا فلا بد من التخصص في الحوزة
ملاحظات مهمة:
لسان الشريعة هو للعامة والخاصة ولو أنزلت روايات الخاصة لمرتبة العامة في التفسير لفسدت
إن المعارف الدينية مثل القلم والعرش واللوح لا تؤخذ بالمعنى المادي بل بالمعنى الأعم من المادي
والحمد لله رب العالمين
براق العروج
25-02-2013, 11:12 PM
الدرس الثالث
الفلسفة وعلم الكلام
التجريد فيه قسمان: قسم مرتبط بالفلسفة وقسم مرتبط بالعقائد ( الكلام ) وبما أنهما منافيان لبعضهما فما الذي جمعهما هنا؟
وبعد أن انتهينا من الدرس السابق حول علم الكلام،
نسأل اليوم ما هو السلاح الذي يتسلح به المدافع عن الدين ؟
وهنا نعرف الجواب عن السؤال الأول :
فالمتكلم قبل طروء الفلسفة – اليونانية منها لأن الفلسفة بالأصل موجودة في الإسلام – كان يدافع بالكلام حيث كان يصنع السلاح ويدافع به ويؤسس القاعدة ويبرهن بها ويدافع
ويوجد بعض الفروق الموجودة بين علم الكلام والفلسفة فالغزالي كان يعارض الفلسفة في كثير من أفكارهم وخاصة في كتاب " تهافت الفلاسفة "
إذن فعلم الكلام كان كما يعبر بعضهم علما مولدا وعلما مستهلكا أي له قواعد خاصة به ويستهلكها للدفاع عن الدين
الغزالي والرازي كادا أن يقضيا على الفلسفة لولا المحقق الطوسي الذي جاء إلى الكلام ( الدفاع عن الدين ) فوجده قد بنى قواعد ومباني قابلة للمناقشة قد تؤدي إلى هدم الدين لذلك فقد قام بهدم هذه القواعد ووضع مكانها مباني الفلسفة وبذلك صار علم الكلام مستهلكا وصارت الفلسفة مولدة ( وصار المتكلم يفكر بعقل الفيلسوف )
فمن هنا صار هذا الكتاب ( تجريد الاعتقاد ) على قسمين قسم كلام وقسم فلسفة وقد كان هدف المحقق الطوسي إثبات الإمامة عبر مباني الفلسفة
وهنا يطرح سؤال مهم: ما هو الفرق بين الفيلسوف والمتكلم ؟
أن المتكلم دائما ينطلق من النص ( الكتاب والسنة ) فهو يدافع على ما هو موجود فيه فقط وأما الفيلسوف فلا يرتبط بالنص، فالفلسفة موجودة وإن لم يكن هناك دين، فالفلسفة مرافقة للإنسان وإن كان مادي لا دين له
أن الحكيم لا يبحث الجزئيات فهو يبحث في الأمور الكلية فهو مثلا يثبت أن البشر بحاجة إلى نبي ولا يبحث عمن هو النبي... بينما المتكلم يبحث في الجزئيات ومن هنا وظيفة المتكلم أعد وأثقل
والنتيجة أنه: لا الفلسفة مغنية عن الكلام ولا العكس
وأن الانسان إذا أراد أن يقوم بوظيفة الدفاع عن الدين فعليه أن يكون مطلعا على المبادئ الفلسفية والعلوم الكلامية
براق العروج
10-03-2013, 12:31 AM
بسمه تعالى
الدرس الرابع
وهذه المقدمة هي هل أن الوجود هو المادة أم لا ؟ فإذا ثبت أن الوجود هو المادة فلا نستطيع البحث بالإلهيات
على مستوى الفكر البشري يوجد اتجاهان: مثالي وواقعي
1. المثالي: يقول أن الأمور التي أعلمها أو أدركها لا تخرج عن صفحة النفس أي ليس لها وجود ما وراء النفس أي ليس لها واقعيات وراء هذه الأمور الذهنية تحكي عنها
2. الواقعي أو المادي: يقول عكس ذلك أي أن هناك وراء هذه الأمور واقعيات تحكي عنها
والسؤال هنا هل هذا الواقع الذي تحكي عنه مساوي للمادة أم لا ؟!
إذن هناك ثلاث اتجاهات على الأحرى:
1. مثالي
2. واقعي مادي
3. واقعي إلهي
أي واقعي يعتبر أن الوجود يساوي المادة وواقعي لا يعتبر الوجود مساو لها
ملاحظة: يوجد مغالطة عند المادي أنه كل من لا يعتبر الوجود فقط مادة فهو مثالي وهذه مغالطة إذ أن هذا هو أيضا واقعي ولكنه واقعي إلهي
س: ما الفرق بين المدرسة المادية والمدرسة الإلهية؟
ج: هل الفرق في الواقعية ؟ كلا فكلاهما واقعيان فنحن نتفق مع المادي في وجه ونختلف في وجه ، فنحن مثلا نتفق معه في الحقائق العلمية المادية كأن يقول أن الماء مؤلف من الأوكسجين والهيدروجين، إذن نحن نتفق معه في الجانب الإيجابي ونختلف في الجانب السلبي فهي ينفي ما وراء المادة ونحن نثبته
والسؤال هنا: هل أن إثبات أو نفي ما وراء المادة على المادي أم على الإلهي أم عليهما معا ؟
ج: الدليل ليس على الإلهي فقط بل على الإلهي والمادي فكما أن الإثبات يحتاج إلى دليل فالنفي أيضا يحتاج إلى دليل فهو لا يستطيع أن يقول لا وجود لله بل يستطيع أن يقول لا دليل لي على وجود الله تعالى أو على نفيه
إذا أراد أن يقيم دليلا على عدم وجود الله مثلا فهو يعطيك دليلا تجريبيا وهذه مغالطة فالموضوع يحتاج إلى دليل عقلي فلسفي
إذن فالنزاع بين المادي والإلهي نزاع عقلي
وبهذا تنتهي المقدمات
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024