د. حامد العطية
18-02-2013, 09:45 PM
سقوط نيزك على المنطقة الخضراء في بغداد
د. حامد العطية
صدقوا أو لا تصدقوا أن فكرة الموضوع اختمرت في ذهني، من قبل انفجار النيزك فوق روسيا، ولمت نفسي لتقاعسي عن كتابة هذا المقال من قبل.
سقوط نيزك على المنطقة الخضراء نعمة أم نقمة؟ ليجب كل واحد منا على هذا السؤال، محكماً ضميره، وسأجيب عليه في هذا المقال المختصر.
لو سقط نيزك على المنطقة الخضراء، فستزول تماماً، ويهلك جميع سكانها، وغالبيتهم من الساسة العراقيين وبعض أفراد عوائلهم وحراسهم، كما ستزول السفارة الأمريكية بمبانيها التي تقارب الثلاثين ومن فيها.
مقتل أبرياء حدث محزن، بغض النظر عن هوياتهم وانتماءاتهم، وسأحزن على الأبرياء الذين قادهم قدرهم في ساعة نحس إلى ذلك المكان المشئوم.
يتهم بعض الساسة من سكان المنطقة الخضراء زملائهم في البرلمان والحكومة برعاية الإرهاب والتستر عليه ويزعمون تورط هؤلاء الساسة المندسين في العملية السياسية بحماية الإرهابيين وتوفير التسهيلات لهم للوصول إلى أهدافهم داخل العاصمة العراقية وغيرها من مدن العراق، لذا سيكون هلاك رعاة الإرهاب باعثاً للفرح والابتهاج.
مثيرو الطائفية والعنصرية كثيرون في المنطقة الخضراء، وهم لم يكتفوا في الآونة الأخيرة بخطابهم الطائفي والعنصري المعتاد بل زادوا عليه بسيول من أقذع السباب والشتائم، مما زاد في سخونة الانشطار الطائفي والعنصري، ولو واصلوا هذا النهج فلا يستبعد انفجار فتنة طائفية أو حرب أهلية تحرق القليل المتبقي من يابس وأخضر العراق، ألا فلا يكون العراق أفضل حالاً لو اختفى هؤلاء من الوجود؟
يطالب البعض من سكان المنطقة الخضراء بتقسيم العراق، ظناً منهم بأن كل فريق منهم سيخرج رابحاً، وكل القوانين الطبيعية والتجارب البشرية تثبت خطأ افتراضهم، ولعل سقوط نيزك فوق رؤوس الداعين إلى تقسيم العراق سيعيد أعوانهم وأتباعهم خارج المنطقة الخضراء إلى رشدهم، لذا فهم لن يستحقوا ذرف دمعة واحدة.
في المنطقة الخضراء وبشهادة أهلها ظالمون وفاسدون ومختلسون ومستغلون للسلطة، وهم يتحملون شطراً كبيراً من المسؤولية عن تدهور الوضع العراقي، فلو تحسن وضع العراق الاقتصادي وانخفضت معدلات البطالة وارتفعت مستويات الدخل، واستيقن العراقيون بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، فلا فضل لشيعي على سني إلا بالجدارة ولا لعربي على كردي إلا بالأمانة والإخلاص للعمل، لانصرف العراقيون عن السياسة وكسدت دعوة الإرهابيين، لذا سأحمد الله على هلاك هؤلاء المفسدين المنحرفين.
المنافقون في الدرك الأسفل من النار، ولعل منافقي المنطقة الخضراء في أدنى الدرك الأسفل، واليوم قرأت تصريحاً لأحد هؤلاء المنافقين، يمتدح فيه السعودية، موطن ومصدر الإرهاب والفتن، اثار في نفسي الغثيان، ولعل الله يمطره بحجر مثل ذلك الذي ضرب به الحرث بن النعمان الفهري فوقع في دماغة وخرج من أسفله.
أكثر ساسة العراق ناكثون بوعودهم للناخبين الذين أوصلوهم إلى مناصبهم، ولكنهم غير مكترثين، لأنهم وضعوا ثقتهم لا بالله وإنما بالصوت الطائفي، وإن لم يعاد انتخابهم أو تعيينهم فلديهم مغانم كثيرة وراتب تقاعدي ضخم، لذا فلو اختارهم الله لجوار الشيطان فالخيرة كل الخيرة فيما اختاره الله.
لو اختفت المنطقة الخضراء، بمن فيها من ساسة عراقيين وأمريكان فستختفي مشاكل العراق بشرط أن يحسن العراقيون اختيار من سيخلف هؤلاء، ولكن مهلاً ما الضمان؟ منذ أكثر من نصف قرن واللبنانيون يلعنون النظام الطائفي التحاصصي ويصفونه بأردء النعوت لكنهم عاجزون عن الخلاص منه لأن ذلك يتطلب من الذين وصلوا إلى البرلمان والحكومة بالصوت الطائفي إلغاء النظام الطائفي، وهذا شبه محال، والحال في العراق مماثل، وهو بالضبط ما أراده المحتلون الأمريكان والمنتفعون من الانقسام الطائفي، لذلك لا ترفعوا أيديكم بالدعاء إلى الله ليمطر المنطقة الخضراء بكسف من السماء أو حجارةً أو نيزكاً قبل أن تغيروا ما بأنفسكم وتلغوا النظام الطائفي.
17 شباط 2013م
د. حامد العطية
صدقوا أو لا تصدقوا أن فكرة الموضوع اختمرت في ذهني، من قبل انفجار النيزك فوق روسيا، ولمت نفسي لتقاعسي عن كتابة هذا المقال من قبل.
سقوط نيزك على المنطقة الخضراء نعمة أم نقمة؟ ليجب كل واحد منا على هذا السؤال، محكماً ضميره، وسأجيب عليه في هذا المقال المختصر.
لو سقط نيزك على المنطقة الخضراء، فستزول تماماً، ويهلك جميع سكانها، وغالبيتهم من الساسة العراقيين وبعض أفراد عوائلهم وحراسهم، كما ستزول السفارة الأمريكية بمبانيها التي تقارب الثلاثين ومن فيها.
مقتل أبرياء حدث محزن، بغض النظر عن هوياتهم وانتماءاتهم، وسأحزن على الأبرياء الذين قادهم قدرهم في ساعة نحس إلى ذلك المكان المشئوم.
يتهم بعض الساسة من سكان المنطقة الخضراء زملائهم في البرلمان والحكومة برعاية الإرهاب والتستر عليه ويزعمون تورط هؤلاء الساسة المندسين في العملية السياسية بحماية الإرهابيين وتوفير التسهيلات لهم للوصول إلى أهدافهم داخل العاصمة العراقية وغيرها من مدن العراق، لذا سيكون هلاك رعاة الإرهاب باعثاً للفرح والابتهاج.
مثيرو الطائفية والعنصرية كثيرون في المنطقة الخضراء، وهم لم يكتفوا في الآونة الأخيرة بخطابهم الطائفي والعنصري المعتاد بل زادوا عليه بسيول من أقذع السباب والشتائم، مما زاد في سخونة الانشطار الطائفي والعنصري، ولو واصلوا هذا النهج فلا يستبعد انفجار فتنة طائفية أو حرب أهلية تحرق القليل المتبقي من يابس وأخضر العراق، ألا فلا يكون العراق أفضل حالاً لو اختفى هؤلاء من الوجود؟
يطالب البعض من سكان المنطقة الخضراء بتقسيم العراق، ظناً منهم بأن كل فريق منهم سيخرج رابحاً، وكل القوانين الطبيعية والتجارب البشرية تثبت خطأ افتراضهم، ولعل سقوط نيزك فوق رؤوس الداعين إلى تقسيم العراق سيعيد أعوانهم وأتباعهم خارج المنطقة الخضراء إلى رشدهم، لذا فهم لن يستحقوا ذرف دمعة واحدة.
في المنطقة الخضراء وبشهادة أهلها ظالمون وفاسدون ومختلسون ومستغلون للسلطة، وهم يتحملون شطراً كبيراً من المسؤولية عن تدهور الوضع العراقي، فلو تحسن وضع العراق الاقتصادي وانخفضت معدلات البطالة وارتفعت مستويات الدخل، واستيقن العراقيون بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، فلا فضل لشيعي على سني إلا بالجدارة ولا لعربي على كردي إلا بالأمانة والإخلاص للعمل، لانصرف العراقيون عن السياسة وكسدت دعوة الإرهابيين، لذا سأحمد الله على هلاك هؤلاء المفسدين المنحرفين.
المنافقون في الدرك الأسفل من النار، ولعل منافقي المنطقة الخضراء في أدنى الدرك الأسفل، واليوم قرأت تصريحاً لأحد هؤلاء المنافقين، يمتدح فيه السعودية، موطن ومصدر الإرهاب والفتن، اثار في نفسي الغثيان، ولعل الله يمطره بحجر مثل ذلك الذي ضرب به الحرث بن النعمان الفهري فوقع في دماغة وخرج من أسفله.
أكثر ساسة العراق ناكثون بوعودهم للناخبين الذين أوصلوهم إلى مناصبهم، ولكنهم غير مكترثين، لأنهم وضعوا ثقتهم لا بالله وإنما بالصوت الطائفي، وإن لم يعاد انتخابهم أو تعيينهم فلديهم مغانم كثيرة وراتب تقاعدي ضخم، لذا فلو اختارهم الله لجوار الشيطان فالخيرة كل الخيرة فيما اختاره الله.
لو اختفت المنطقة الخضراء، بمن فيها من ساسة عراقيين وأمريكان فستختفي مشاكل العراق بشرط أن يحسن العراقيون اختيار من سيخلف هؤلاء، ولكن مهلاً ما الضمان؟ منذ أكثر من نصف قرن واللبنانيون يلعنون النظام الطائفي التحاصصي ويصفونه بأردء النعوت لكنهم عاجزون عن الخلاص منه لأن ذلك يتطلب من الذين وصلوا إلى البرلمان والحكومة بالصوت الطائفي إلغاء النظام الطائفي، وهذا شبه محال، والحال في العراق مماثل، وهو بالضبط ما أراده المحتلون الأمريكان والمنتفعون من الانقسام الطائفي، لذلك لا ترفعوا أيديكم بالدعاء إلى الله ليمطر المنطقة الخضراء بكسف من السماء أو حجارةً أو نيزكاً قبل أن تغيروا ما بأنفسكم وتلغوا النظام الطائفي.
17 شباط 2013م