مرتضى علي الحلي
22-02-2013, 09:26 AM
{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }الفاتحة6
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال الفخر الرازي:
في معنى قوله تعالى
{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }الفاتحة6
: هو حصول هداية النور في القلب :
وعلَّقَ المفسِّر الرازي على ذلك
فقال:
: هو أن يتجلى له درجات الأبرار المُطهرين من الذين أنعم الله عليهم بالجلايا القدسية والجواذب الإلهية
حتى تصير تلك الأرواح القدسية كالمرايا المجلوة فينعكس الشعاع من كل واحدة منها إلى الأخرى
وهذا هو معنى قوله تعالى:
( صراط الذين أنعمتَ عليهم ) :
.:تفسير الرازي:ج1:ص175.
وهنا نقول لاشك ولا ريب في أنَّ ما ذهب إليه الرازي في تفسيره هذا إنما هو يُشكِّل نقطةَ نظامٍ معرفية
تكشف عن ضرورة أن يكون مفهوم الصراط المستقيم متجسدا بشخص الإنسان المعصوم.
والذي به تتحقق الهداية الفعلية لطالبها من العباد
وقد ذكر الرازي في تفسيره أيضا:
أنَّ ذلك الصراط المستقيم وصفه الله تعالى بصفتين أولاهما إيجابية ، والأخرى سلبية
أما الإيجابية:
فكون ذلك الصراط صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وأما السلبية :
فهي أن تكون بخلاف صراط الذين فسدتْ قواهم العملية بإرتكاب الشهوات حتى استوجبوا غضب الله عليهم
وبخلاف صراط الذين فسدت قواهم النظرية حتى ضلوا عن العقائد الحقيَّة والمعارف اليقينية .
و قال بعضهم : إنه لما قال الله تعالى :
( إهدنا الصراط المستقيم )
لم يقتصر عليه
بل قال :
( صراط الذين أنعمتَ عليهم )
وهذا يدل على أنَّ المُريدَ لا سبيل له إلى الوصول إلى مقامات الهداية والمكاشفة
إلاَّ إذا اقتدى بشيخ يهديه إلى سواء السبيل ويجنبه عن مواقع الأغاليط والأضاليل
وذلك لأن النقص غالب على أكثر الخلق وعقولهم غير وافية بإدراك الحق وتمييز الصواب عن الغلط
فلا بُدَّ من كامل يقتدي به الناقص حتى يتقوى عقل ذلك الناقص بنور عقل ذلك الكامل
فحينئذ يصل إلى مدارج السعادات ومعارج الكمالات :
:تفسير الرازي:ج1:ص184.
فإذاً بحسب ما ذهبَ إليه الرازي بتعليقه لهداية المُريد وتوقفها على الحاجة إلى شيخ يهديه إلى سواء السبيل
ويجنبه عن مواقع الأغاليط والأضاليل
وتعليله لذلك
بأنَّ النقصَ غالبٌ على أكثر الخلق وعقولهم غير وافية بإدراك الحق وتمييز الصواب عن الغلط
وبالنتيجة فلا بُدَّ من كامل يقتدي به الناقص حتى يتقوى عقل ذلك الناقص بنور عقل ذلك الكامل
فحينئذ يصل إلى مدارج السعادات ومعارج الكمالات
يظهر من ذلك كله تسليمه :أي الرازي: بإنحصار مفهوم الصراط المستقيم بلابديَّة وجود الإنسان المعصوم الكامل والطاهر.
وهو ما عبَّرَ عنه بالشيخ أو الكامل .
إذعاناً منه في قرارة وعيه وفهمه بالتفسير الحق لمفهوم الصراط المستقيم وإن لم يُصرِّح نصاً بذلك .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
=====================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال الفخر الرازي:
في معنى قوله تعالى
{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }الفاتحة6
: هو حصول هداية النور في القلب :
وعلَّقَ المفسِّر الرازي على ذلك
فقال:
: هو أن يتجلى له درجات الأبرار المُطهرين من الذين أنعم الله عليهم بالجلايا القدسية والجواذب الإلهية
حتى تصير تلك الأرواح القدسية كالمرايا المجلوة فينعكس الشعاع من كل واحدة منها إلى الأخرى
وهذا هو معنى قوله تعالى:
( صراط الذين أنعمتَ عليهم ) :
.:تفسير الرازي:ج1:ص175.
وهنا نقول لاشك ولا ريب في أنَّ ما ذهب إليه الرازي في تفسيره هذا إنما هو يُشكِّل نقطةَ نظامٍ معرفية
تكشف عن ضرورة أن يكون مفهوم الصراط المستقيم متجسدا بشخص الإنسان المعصوم.
والذي به تتحقق الهداية الفعلية لطالبها من العباد
وقد ذكر الرازي في تفسيره أيضا:
أنَّ ذلك الصراط المستقيم وصفه الله تعالى بصفتين أولاهما إيجابية ، والأخرى سلبية
أما الإيجابية:
فكون ذلك الصراط صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وأما السلبية :
فهي أن تكون بخلاف صراط الذين فسدتْ قواهم العملية بإرتكاب الشهوات حتى استوجبوا غضب الله عليهم
وبخلاف صراط الذين فسدت قواهم النظرية حتى ضلوا عن العقائد الحقيَّة والمعارف اليقينية .
و قال بعضهم : إنه لما قال الله تعالى :
( إهدنا الصراط المستقيم )
لم يقتصر عليه
بل قال :
( صراط الذين أنعمتَ عليهم )
وهذا يدل على أنَّ المُريدَ لا سبيل له إلى الوصول إلى مقامات الهداية والمكاشفة
إلاَّ إذا اقتدى بشيخ يهديه إلى سواء السبيل ويجنبه عن مواقع الأغاليط والأضاليل
وذلك لأن النقص غالب على أكثر الخلق وعقولهم غير وافية بإدراك الحق وتمييز الصواب عن الغلط
فلا بُدَّ من كامل يقتدي به الناقص حتى يتقوى عقل ذلك الناقص بنور عقل ذلك الكامل
فحينئذ يصل إلى مدارج السعادات ومعارج الكمالات :
:تفسير الرازي:ج1:ص184.
فإذاً بحسب ما ذهبَ إليه الرازي بتعليقه لهداية المُريد وتوقفها على الحاجة إلى شيخ يهديه إلى سواء السبيل
ويجنبه عن مواقع الأغاليط والأضاليل
وتعليله لذلك
بأنَّ النقصَ غالبٌ على أكثر الخلق وعقولهم غير وافية بإدراك الحق وتمييز الصواب عن الغلط
وبالنتيجة فلا بُدَّ من كامل يقتدي به الناقص حتى يتقوى عقل ذلك الناقص بنور عقل ذلك الكامل
فحينئذ يصل إلى مدارج السعادات ومعارج الكمالات
يظهر من ذلك كله تسليمه :أي الرازي: بإنحصار مفهوم الصراط المستقيم بلابديَّة وجود الإنسان المعصوم الكامل والطاهر.
وهو ما عبَّرَ عنه بالشيخ أو الكامل .
إذعاناً منه في قرارة وعيه وفهمه بالتفسير الحق لمفهوم الصراط المستقيم وإن لم يُصرِّح نصاً بذلك .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :