المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلوب في محطات الانتظار ( قصة قصيرة )


المؤرخ
02-03-2013, 11:09 AM
حسين العجرشي


مع غبار العربات المارة تحلق الامنيات ، كالارتداد القلق من الوهم الى الحقيقة ، لتعتلي ذلك الزقاق العتيق ثم تتلاشى بعيداً في الافق ، كان بريق عينيه يختزل الالم في هالته السوداء ، ليرسم كعبة تستغيث من طغيان الشرك ! ، الذي هو الاخر يشبه الفقد احياناً ، فكلاهما من حزنٍ لا يستفيق ، بدأ يعتقد بان للطبيعة قوانين لا ترحم ، كجاذبية القلوب نحو الفقد ، حتى جواز سفره كان يحمل اشارة نحو اليتم بدون مقابل ، ازاح الستارة عن غرفته القديمة لينظر الى صباحٍ هو الاخر قد لا يكون مختلفاً عن باقي الايام ، بدأت انفاسه تتصاعد في سباق مع الزمن ، تطلع بدهشة الى تجاعيد يده لينظر الى آثار مسيرته الحافة بالمفاجآت ، كل شئ ينتظر ، حتى فرشته المخملية كانت تنتظر اللون الاسود لترسم الألم على صفحات حياته ، سنوات من الانتظار اطلت بخريفها لتنحت صبره على اوراق الذكريات الهشة ، تلك الاوراق التي تساقطت كهطول المطر على شتاء صبره ، راح يتجول في الشوارع بحثا عن صديق له منذ الطفولة تاركا مدينته منعزلة وحيدة ، ضجيج عجلات السيارات يملأ الازقة ، بدأت دموعه بالتوافد نحو مطار خديه حالما اخبروه ان صديقه توفي قبل يومين ، حاول ايقافها بمنديله المغموس بالعويل بعد ان تسلل اليه البكاء رويدا رويدا لكن حزنه شق عنان السماءِ بحثا عن الانسانية ، كان الجميع يطرده دون اعتباراً لعينيه اللتين كانتا تتضرعان دونما شعور طلبا للمغفرة ، ادرك ان العيش في وهدة الفقر المدقع ضفة لا يصل اليها الفرحون ، فاسدل قنديل فقره وبدا كما لو انه معلقاً باحلامه في محطات الانتظار .

محطة فرح
02-03-2013, 03:48 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
راائع ماكتبت اخي
بارك الله بك وجزاكَ خير

تحياتي...

المؤرخ
08-03-2013, 02:51 PM
جزيل الشكر غاليتي محطة فرح

سلامي الى الاهل والوالدة ..