عاشق نور فاطمة
07-03-2013, 04:51 PM
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
138 ـ أعيان الشيعة: خرجت (عليها السلام) مع أبيها وبعلها يوم فتح مكّة وضربت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) قبّةً بأعلى الوادي، وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب علي إلى بيت اخته (اُمّ هاني) حين بلغه أنّها آوت اُناساً من بني مخزوم ـ اقرباء زوجها ـ فلم
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 208
--------------------------------------------------------------------------------
تعرفه اُمّ هاني لأنّه [كان] مقنعاً بالحديد، وقالت له: يا عبدالله أنا اُمّ هاني ابنة عمّ رسول الله واُخت عليّ بن أبي طالب انصرف عن داري.
فقال: اخرجوا من آويتم.
فقالت: والله لا شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزع المغفر، فعرفته وقالت: فديتك، حلفت لأشكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال: اذهبي، فبريّ قسمك. فجاءت، فاخبرته، فقال: اَجرتُ من أجرت.
فقالت فاطمة (عليها السلام) ـ منتصرة لبعلها ـ: إنّما جئت يا اُمّ هاني تشكين عليّاً في أنّه أخاف اعداء الله وأعداء رسوله...؟!(1)
139 ـ كشف الغمّة: عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: شكت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً، فقالت: يا رسول الله ما يدع شيئاً من رزقه إلاّ وزّعه بين المساكين؟
فقال لها: يا فاطمة اتسخطيني في أخي وابن عمّي؟ إنّ سخطه سخطي، وإنّ سخطي سخط الله.
فقالت: اعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله(2).
قال المؤلّف: لعلّ ورود امثال هذه الروايات عن السيّدة فاطمة الزهراء وشكايتها إلى أبيها ما تراه من فعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، إنّما كان لإظهار فضل عليّ (عليه السلام) على الملأ من قريش وغيرهم لا سخطاً عليه وانتقاداً لفعله (عليه السلام).
او لتكون هذه الشكوى ذريعة لكي يبيّن رسول الله (عليه السلام) فضل أمير المؤمنين على الآخرين كما يظّهر لمن يتتبع الموارد المشابهة لهذا الحديث.
____________
1 ـ أعيان الشيعة 1:310.
2 ـ كشف الغمّة 2:99.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 209
--------------------------------------------------------------------------------
140 ـ بحار الأنوار: وفي خبر عن جابر بن عبدالله أنّه افتخر عليّ وفاطمة بفضائلهما، فاخبر جبرئيل النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّهما قد اطالا الخصومة في محبّتك(1)فاحكم بينهما، فدخل وقصّ عليهما مقالتهما ثمّ أقبل على فاطمة وقال:
لك حلاوة الولد، وله عزّ الرجال، وهو أحبّ إليّ منك.
فقالت فاطمة (عليها السلام): والّذي اصطفاك واجتباك وهدى بك الأُمّة لازلت مقرّة له ما عشت(2).
141 ـ بشارة المصطفى: والدي أبوالقاسم الفقيه، وعمّار بن ياسر وولده سعد بن عمّار ـ جميعاً ـ عن ابراهيم بن نصر الجرجاني، عن محمّد بن حمزة العلوي من كتابه بخطّه، عن محمد بن أبي جعفر عن حمزة بن اسماعيل، عن أحمد بن الخليل، عن يحيى بن عبدالحميد، عن شريك عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لمّا فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدينة خيبر وفد جعفر (عليه السلام) من الحبشة، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لا ادري أنّا بأيّهما اسرّ بفتح خيبر ام بقدوم جعفر؟
وكانت مع جعفر جارية، فاهداها إلى عليّ (عليه السلام)، فدخلت فاطمة بيتها، فإذا رأس عليّ في حجر الجارية، فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها، فتبرقعت ووضعت خمارها على رأسها تريد النّبي (صلى الله عليه وآله) تشكو إليه علياً.
____________
1 ـ انظر تعليق المؤلّف على الحديث السابق.
2 ـ بحار الأنوار 43:38.
قال المؤلف: وروى النوري في المستدرك 3:157، قال: حدّثني أبو بكر بن أبي دارم، حدّثنا ابراهيم بن عبدالله العبسي، حدّثنا مالك بن اسماعيل النهدي، حدّثنا عبدالسلام بن حرب، عن أبي الحجاف، عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمّتي على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالت: فاطمة. قيل: فمن الرجال؟
قالت: زوجها، إن كان ما علمته صوّاماً قواماً.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 210
--------------------------------------------------------------------------------
فنزل جبرئيل (عليه السلام) على النّبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا محمّد الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: هذه فاطمة أتتك تشكو عليّاً، فلا تقبلنّ منها.
فلمّا دخلت فاطمة (عليها السلام). قال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ارجعي إلى بعلك وقولي له: رغم انفي لرضاك. فرجعت فاطمة (عليها السلام). فقالت: يابن عمّ رغم انفي لرضاك، رغم انفي لرضاك.
فقال علي (عليه السلام): شكوتيني إلى النّبي (صلى الله عليه وآله)، واحيا آه من رسول الله، اُشهدك يا فاطمة إنّ هذه الجارية حرّة لوجه الله في مرضاتك.
وكان مع علي خمس مائة درهم، فقال: وهذه الخمس مأة درهم صدقة على فقراء المهاجرين والأنصار في مرضاتك.
فنزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا محمّد، الله يقرأ عليك السلام، ويقول: بشّر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بأنّي قد وهبت له الجنّة بحذافيرها بعتقه الجارية في مرضاة فاطمة.
فإذا كان يوم القيامة يقف عليّ على باب الجنّة، فيُدخل من يشاء الجنّة برحمتي، ويمنع منها من يشاء بغضبي.
قد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمس ماة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار، فيُدخل من يشاء النار بغضبي، ويمنع من يشاء منها برحمتي.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): بخ بخ من مثلك يا عليّ وأنت قسيم الجنّة والنّار(1).
____________
1 ـ بشارة المصطفى: 211 وعنه بحار الأنوار 39:207 ورواه البحراني في غاية المرام: 687، عن ابن بابويه باختلاف يسير.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 211
--------------------------------------------------------------------------------
142 ـ فضائل ابن شاذان: روي أنّه جاء في الخبر أنّ الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان ذات يوم هو وزوجته فاطمة عليهما السلام يأكلان تمراً في الصحراء إذ تداعيا بينهما بالكلام، فقال [علي] (عليه السلام):
يا فاطمة إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يحبني أكثر منك.
فقالت: واعجباه يحبك أكثر منّي وأنا ثمرة فؤاده وعضو من اعضائه وليس له ولد غيري؟!
فقال لها عليّ (عليه السلام): يا فاطمة إن لم تصدقيني، فامضي بنا إلى أبيك محمّد (صلى الله عليه وآله).
قال: فمضينا إلى حضرته (صلى الله عليه وآله)، فتقدمت (عليها السلام) وقالت: يا رسول الله أيّنا أحبّ إليك أنا أم عليّ؟
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): أنت أحبّ(1) وعليّ أعزّ عليّ منك.
____________
1 ـ (قلت): ذكر أحمد بن حنبل في مسنده أحاديث عديدة في أنّ أحب النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمه (عليها السلام). ففي المسند 5:204، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبدالملك، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن اسحاق، عن يزيد بن عبدالله بن قسيط، عن محمّد بن أسامة عن أبيه، قال: اجتمع جعفر وعليّ وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبّكم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاءوا يستأذنونه، فقال: اُخرج، فانظر من هؤلاء، فقلت: هذا جعفر وعليّ وزيد ـ وما أقول: أبي ـ، قال: أئذن لهم. ودخلوا، فقالوا: من أحبّ إليك؟ قال: فاطمة... الحديث.
وفي المسند 2:96، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حمّاد، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: اُسامة أحبّ الناس إلىّ ما حاشا فاطمة ولا غيرها.
وفي المسند 2:106 ـ 107، حدّثنا عبدالله، حدّثنا أبي حدّثنا عفان، حدثنا وهيب، حدّثنا موسى بن عقبة، حدّثني سالم، عن أبيه، أنّه كان يسمعه يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أمّر أسامة بن زيد: إنّ الناس عابوا اُسامة وطعنوا في إمارته. فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس، فقال ـ كما حدّثني سالم ـ: ألا إنّكم تعيبون اُسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل وإنّه كان خليقاً للإمارة وإن كان لا حبّ الناس كلّهم إليّ، وان ابنه هذا من بعده لأحبّ الناس إليّ، فاستوصوا به خيراً، فإنّه من خياركم. قال: سالم: ما سمعت عبدالله يحدث هذا الحديث قط إلاّ قال: ما حاشا فاطمة. هذا وسيأتي ما يناسب هذا الموضوع.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 212
--------------------------------------------------------------------------------
فعندها قال سيدنا ومولانا الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): اقول: إنّي ولد فاطمة ذات التقى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا بنت خديجة الكبرى.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ابن الصفا، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة سدرة المنتهى.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا فخر اللواء، قالت فاطمة (عليه السلام): وأنا ابنة من دنى، فتدلّى وكان من ربّه، كقاب قوسين او ادنى.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ولد المحصنات، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا بنت الصالحات والمؤمنات.
قال عليّ (عليه السلام): أنا خادمي جبرئيل، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا خاطبني في السماء راحيل وخدمتني الملائكة جيلا بعد جيل.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ولدت في المحل البعيد المرتقى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا زوّجت في الرفيع الأعلى، وكان ملاكي في السماء.
قال عليّ (عليه السلام): أنا حامل اللواء، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من عرج به إلى السماء.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا صالح المؤمنين، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة خاتم النبيّين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الضارب على التنزيل، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا جنّة التأويل.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا شجرة تخرج من طور سنين، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الشجرة التي تؤتى أكلها كل حين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا مكلم الثعبان، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الشجرة الّتي تخرج
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 213
--------------------------------------------------------------------------------
أكلها يعني: الحسن والحسين عليهما السلام.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا المثاني والقرآن العظيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة النّبي الكريم.
قال عليّ (عليه السلام): أنا النبأ العظيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة الصادق الأمين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الحبل المتين، قالت: فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة خير الخلق أجمعين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ليث الحروب، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من يغفر الله به الذنوب.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا المتصدّق بالخاتم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة سيّد العالم.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا سيّد بني هاشم، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة محمّد المصطفى.
قال عليّ (عليه السلام): أنا الامام المرتضى، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة سيّد المرسلين.
قال عليّ (عليه السلام): أنا سيّد الوصيين، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة النّبي العربي.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الشجاع المكّي، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة أحمد النّبي.
قال عليّ (عليه السلام): أنا البطل الأورع، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة الشفيع المشفّع.
قال عليّ (عليه السلام): أنا قسيم الجنّة والنّار، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة محمّد المختار.
قال عليّ (عليه السلام): أنا قاتل الجانّ، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة رسول الملك الديّان.
قال عليّ (عليه السلام): أنا خيرة الرحمن، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا خيرة النسوان.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا مكلم اصحاب الرقيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من أُرسل رحمة للمؤمنين و[هو] بهم رؤف رحيم.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 214
--------------------------------------------------------------------------------
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الّذي جعل الله نفسي، نفس محمّد، حيث يقول في كتابه العزيز "انفسنا وانفسكم"، قالت فاطمة (عليها السلام): "ونساءنا ونسائكم".
قال عليّ (عليه السلام): أنا علّمت شيعتي القرآن، قالت فاطمة (عليها السلام): وانا يعتق من أحبّني من النيران.
قال عليّ (عليه السلام): أنا مَنْ شيعتي من علمي يسطرون، قالت فاطمة (عليها السلام): وانا من بحر علمي يغترفون.
قال عليّ (عليه السلام): أنا اشتق الله تعالى اسمي من اسمه، فهو العالي وأنا علي، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا كذلك، فهو الفاطر وأنا فاطمة.
قال عليّ (عليه السلام): أنا حياة العارفين، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا فلك نجاة الراغبين.
قال عليّ (عليه السلام): أنا الحواميم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة الطواسين. قال عليّ (عليه السلام): وأنا كنز الغنى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الكلمة الحسنى.
قال عليّ (عليه السلام): أنا بي تاب الله على آدم في خطيئته، قالت فاطمة: وأنا بي قبل الله توبته.
قال عليّ (عليه السلام): أنا كسفينة نوح من ركبها نجى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا اشاركه في دعوته.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا طوفانه، قالت فاطمة (عليها السلام) وأنا حورته.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا النسيم إلى حفظه، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا مسنّي أنهار الماء واللبن والخمر والعسل في الجنان.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الرّق المنشور، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا البيت المعمور.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا السّقف المرفوع، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا البحر المسجور
.
http://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphotos-ash4/s480x480/485212_468340079879867_612973472_n.jpg
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
138 ـ أعيان الشيعة: خرجت (عليها السلام) مع أبيها وبعلها يوم فتح مكّة وضربت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) قبّةً بأعلى الوادي، وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب علي إلى بيت اخته (اُمّ هاني) حين بلغه أنّها آوت اُناساً من بني مخزوم ـ اقرباء زوجها ـ فلم
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 208
--------------------------------------------------------------------------------
تعرفه اُمّ هاني لأنّه [كان] مقنعاً بالحديد، وقالت له: يا عبدالله أنا اُمّ هاني ابنة عمّ رسول الله واُخت عليّ بن أبي طالب انصرف عن داري.
فقال: اخرجوا من آويتم.
فقالت: والله لا شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزع المغفر، فعرفته وقالت: فديتك، حلفت لأشكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال: اذهبي، فبريّ قسمك. فجاءت، فاخبرته، فقال: اَجرتُ من أجرت.
فقالت فاطمة (عليها السلام) ـ منتصرة لبعلها ـ: إنّما جئت يا اُمّ هاني تشكين عليّاً في أنّه أخاف اعداء الله وأعداء رسوله...؟!(1)
139 ـ كشف الغمّة: عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: شكت فاطمة (عليها السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً، فقالت: يا رسول الله ما يدع شيئاً من رزقه إلاّ وزّعه بين المساكين؟
فقال لها: يا فاطمة اتسخطيني في أخي وابن عمّي؟ إنّ سخطه سخطي، وإنّ سخطي سخط الله.
فقالت: اعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله(2).
قال المؤلّف: لعلّ ورود امثال هذه الروايات عن السيّدة فاطمة الزهراء وشكايتها إلى أبيها ما تراه من فعل أمير المؤمنين (عليه السلام)، إنّما كان لإظهار فضل عليّ (عليه السلام) على الملأ من قريش وغيرهم لا سخطاً عليه وانتقاداً لفعله (عليه السلام).
او لتكون هذه الشكوى ذريعة لكي يبيّن رسول الله (عليه السلام) فضل أمير المؤمنين على الآخرين كما يظّهر لمن يتتبع الموارد المشابهة لهذا الحديث.
____________
1 ـ أعيان الشيعة 1:310.
2 ـ كشف الغمّة 2:99.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 209
--------------------------------------------------------------------------------
140 ـ بحار الأنوار: وفي خبر عن جابر بن عبدالله أنّه افتخر عليّ وفاطمة بفضائلهما، فاخبر جبرئيل النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّهما قد اطالا الخصومة في محبّتك(1)فاحكم بينهما، فدخل وقصّ عليهما مقالتهما ثمّ أقبل على فاطمة وقال:
لك حلاوة الولد، وله عزّ الرجال، وهو أحبّ إليّ منك.
فقالت فاطمة (عليها السلام): والّذي اصطفاك واجتباك وهدى بك الأُمّة لازلت مقرّة له ما عشت(2).
141 ـ بشارة المصطفى: والدي أبوالقاسم الفقيه، وعمّار بن ياسر وولده سعد بن عمّار ـ جميعاً ـ عن ابراهيم بن نصر الجرجاني، عن محمّد بن حمزة العلوي من كتابه بخطّه، عن محمد بن أبي جعفر عن حمزة بن اسماعيل، عن أحمد بن الخليل، عن يحيى بن عبدالحميد، عن شريك عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لمّا فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) مدينة خيبر وفد جعفر (عليه السلام) من الحبشة، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لا ادري أنّا بأيّهما اسرّ بفتح خيبر ام بقدوم جعفر؟
وكانت مع جعفر جارية، فاهداها إلى عليّ (عليه السلام)، فدخلت فاطمة بيتها، فإذا رأس عليّ في حجر الجارية، فلحقها من الغيرة ما يلحق المرأة على زوجها، فتبرقعت ووضعت خمارها على رأسها تريد النّبي (صلى الله عليه وآله) تشكو إليه علياً.
____________
1 ـ انظر تعليق المؤلّف على الحديث السابق.
2 ـ بحار الأنوار 43:38.
قال المؤلف: وروى النوري في المستدرك 3:157، قال: حدّثني أبو بكر بن أبي دارم، حدّثنا ابراهيم بن عبدالله العبسي، حدّثنا مالك بن اسماعيل النهدي، حدّثنا عبدالسلام بن حرب، عن أبي الحجاف، عن جميع بن عمير، قال: دخلت مع عمّتي على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قالت: فاطمة. قيل: فمن الرجال؟
قالت: زوجها، إن كان ما علمته صوّاماً قواماً.
قال: هذا حديث صحيح الإسناد.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 210
--------------------------------------------------------------------------------
فنزل جبرئيل (عليه السلام) على النّبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا محمّد الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: هذه فاطمة أتتك تشكو عليّاً، فلا تقبلنّ منها.
فلمّا دخلت فاطمة (عليها السلام). قال لها النبي (صلى الله عليه وآله): ارجعي إلى بعلك وقولي له: رغم انفي لرضاك. فرجعت فاطمة (عليها السلام). فقالت: يابن عمّ رغم انفي لرضاك، رغم انفي لرضاك.
فقال علي (عليه السلام): شكوتيني إلى النّبي (صلى الله عليه وآله)، واحيا آه من رسول الله، اُشهدك يا فاطمة إنّ هذه الجارية حرّة لوجه الله في مرضاتك.
وكان مع علي خمس مائة درهم، فقال: وهذه الخمس مأة درهم صدقة على فقراء المهاجرين والأنصار في مرضاتك.
فنزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا محمّد، الله يقرأ عليك السلام، ويقول: بشّر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بأنّي قد وهبت له الجنّة بحذافيرها بعتقه الجارية في مرضاة فاطمة.
فإذا كان يوم القيامة يقف عليّ على باب الجنّة، فيُدخل من يشاء الجنّة برحمتي، ويمنع منها من يشاء بغضبي.
قد وهبت له النار بحذافيرها بصدقته الخمس ماة درهم على الفقراء في مرضاة فاطمة، فإذا كان يوم القيامة يقف على باب النار، فيُدخل من يشاء النار بغضبي، ويمنع من يشاء منها برحمتي.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): بخ بخ من مثلك يا عليّ وأنت قسيم الجنّة والنّار(1).
____________
1 ـ بشارة المصطفى: 211 وعنه بحار الأنوار 39:207 ورواه البحراني في غاية المرام: 687، عن ابن بابويه باختلاف يسير.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 211
--------------------------------------------------------------------------------
142 ـ فضائل ابن شاذان: روي أنّه جاء في الخبر أنّ الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان ذات يوم هو وزوجته فاطمة عليهما السلام يأكلان تمراً في الصحراء إذ تداعيا بينهما بالكلام، فقال [علي] (عليه السلام):
يا فاطمة إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يحبني أكثر منك.
فقالت: واعجباه يحبك أكثر منّي وأنا ثمرة فؤاده وعضو من اعضائه وليس له ولد غيري؟!
فقال لها عليّ (عليه السلام): يا فاطمة إن لم تصدقيني، فامضي بنا إلى أبيك محمّد (صلى الله عليه وآله).
قال: فمضينا إلى حضرته (صلى الله عليه وآله)، فتقدمت (عليها السلام) وقالت: يا رسول الله أيّنا أحبّ إليك أنا أم عليّ؟
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): أنت أحبّ(1) وعليّ أعزّ عليّ منك.
____________
1 ـ (قلت): ذكر أحمد بن حنبل في مسنده أحاديث عديدة في أنّ أحب النساء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمه (عليها السلام). ففي المسند 5:204، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا أحمد بن عبدالملك، حدّثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن اسحاق، عن يزيد بن عبدالله بن قسيط، عن محمّد بن أسامة عن أبيه، قال: اجتمع جعفر وعليّ وزيد بن حارثة، فقال جعفر: أنا أحبّكم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقالوا: انطلقوا بنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتّى نسأله، فقال أسامة بن زيد: فجاءوا يستأذنونه، فقال: اُخرج، فانظر من هؤلاء، فقلت: هذا جعفر وعليّ وزيد ـ وما أقول: أبي ـ، قال: أئذن لهم. ودخلوا، فقالوا: من أحبّ إليك؟ قال: فاطمة... الحديث.
وفي المسند 2:96، حدّثنا عبدالله، حدّثني أبي، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا حمّاد، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: اُسامة أحبّ الناس إلىّ ما حاشا فاطمة ولا غيرها.
وفي المسند 2:106 ـ 107، حدّثنا عبدالله، حدّثنا أبي حدّثنا عفان، حدثنا وهيب، حدّثنا موسى بن عقبة، حدّثني سالم، عن أبيه، أنّه كان يسمعه يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أمّر أسامة بن زيد: إنّ الناس عابوا اُسامة وطعنوا في إمارته. فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الناس، فقال ـ كما حدّثني سالم ـ: ألا إنّكم تعيبون اُسامة وتطعنون في إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل وإنّه كان خليقاً للإمارة وإن كان لا حبّ الناس كلّهم إليّ، وان ابنه هذا من بعده لأحبّ الناس إليّ، فاستوصوا به خيراً، فإنّه من خياركم. قال: سالم: ما سمعت عبدالله يحدث هذا الحديث قط إلاّ قال: ما حاشا فاطمة. هذا وسيأتي ما يناسب هذا الموضوع.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 212
--------------------------------------------------------------------------------
فعندها قال سيدنا ومولانا الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): اقول: إنّي ولد فاطمة ذات التقى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا بنت خديجة الكبرى.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ابن الصفا، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة سدرة المنتهى.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا فخر اللواء، قالت فاطمة (عليه السلام): وأنا ابنة من دنى، فتدلّى وكان من ربّه، كقاب قوسين او ادنى.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ولد المحصنات، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا بنت الصالحات والمؤمنات.
قال عليّ (عليه السلام): أنا خادمي جبرئيل، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا خاطبني في السماء راحيل وخدمتني الملائكة جيلا بعد جيل.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ولدت في المحل البعيد المرتقى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا زوّجت في الرفيع الأعلى، وكان ملاكي في السماء.
قال عليّ (عليه السلام): أنا حامل اللواء، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من عرج به إلى السماء.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا صالح المؤمنين، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة خاتم النبيّين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الضارب على التنزيل، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا جنّة التأويل.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا شجرة تخرج من طور سنين، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الشجرة التي تؤتى أكلها كل حين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا مكلم الثعبان، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الشجرة الّتي تخرج
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 213
--------------------------------------------------------------------------------
أكلها يعني: الحسن والحسين عليهما السلام.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا المثاني والقرآن العظيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة النّبي الكريم.
قال عليّ (عليه السلام): أنا النبأ العظيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة الصادق الأمين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الحبل المتين، قالت: فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة خير الخلق أجمعين.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا ليث الحروب، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من يغفر الله به الذنوب.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا المتصدّق بالخاتم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة سيّد العالم.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا سيّد بني هاشم، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة محمّد المصطفى.
قال عليّ (عليه السلام): أنا الامام المرتضى، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة سيّد المرسلين.
قال عليّ (عليه السلام): أنا سيّد الوصيين، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة النّبي العربي.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الشجاع المكّي، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة أحمد النّبي.
قال عليّ (عليه السلام): أنا البطل الأورع، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة الشفيع المشفّع.
قال عليّ (عليه السلام): أنا قسيم الجنّة والنّار، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة محمّد المختار.
قال عليّ (عليه السلام): أنا قاتل الجانّ، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا ابنة رسول الملك الديّان.
قال عليّ (عليه السلام): أنا خيرة الرحمن، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا خيرة النسوان.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا مكلم اصحاب الرقيم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة من أُرسل رحمة للمؤمنين و[هو] بهم رؤف رحيم.
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 214
--------------------------------------------------------------------------------
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الّذي جعل الله نفسي، نفس محمّد، حيث يقول في كتابه العزيز "انفسنا وانفسكم"، قالت فاطمة (عليها السلام): "ونساءنا ونسائكم".
قال عليّ (عليه السلام): أنا علّمت شيعتي القرآن، قالت فاطمة (عليها السلام): وانا يعتق من أحبّني من النيران.
قال عليّ (عليه السلام): أنا مَنْ شيعتي من علمي يسطرون، قالت فاطمة (عليها السلام): وانا من بحر علمي يغترفون.
قال عليّ (عليه السلام): أنا اشتق الله تعالى اسمي من اسمه، فهو العالي وأنا علي، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا كذلك، فهو الفاطر وأنا فاطمة.
قال عليّ (عليه السلام): أنا حياة العارفين، قالت فاطمة (عليها السلام): أنا فلك نجاة الراغبين.
قال عليّ (عليه السلام): أنا الحواميم، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا ابنة الطواسين. قال عليّ (عليه السلام): وأنا كنز الغنى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا الكلمة الحسنى.
قال عليّ (عليه السلام): أنا بي تاب الله على آدم في خطيئته، قالت فاطمة: وأنا بي قبل الله توبته.
قال عليّ (عليه السلام): أنا كسفينة نوح من ركبها نجى، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا اشاركه في دعوته.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا طوفانه، قالت فاطمة (عليها السلام) وأنا حورته.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا النسيم إلى حفظه، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا مسنّي أنهار الماء واللبن والخمر والعسل في الجنان.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا الرّق المنشور، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا البيت المعمور.
قال عليّ (عليه السلام): وأنا السّقف المرفوع، قالت فاطمة (عليها السلام): وأنا البحر المسجور
.
http://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphotos-ash4/s480x480/485212_468340079879867_612973472_n.jpg