MOHMMED Z
09-03-2013, 10:56 PM
قال الجوهري في كتابه ( السقيفة ) ص48 ، وهو من أقدم الكتب في هذا الموضوع :
( سمعت البراء بن عازب ، يقول : لم أزل لبني هاشم محباً ، فلما قبض رسول الله خفت أن تتمالأ قريش
على إخراج هذا الأمر عنهم ، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله !
فكنت أتردد الى بني هاشم وهم عند النبي في الحجرة وأتفقد وجوه قريش ، فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر وعثمان
وإذ قائل يقول : القوم في سقيفة بني ساعدة ، وإذ قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر ! فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل
ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة ، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه
فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى !
فأنكرت عقلي !! وخرجت أشتد حتى انتهيت الى بني هاشم والباب مغلق ، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً وقلت :
قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة ، فقال العباس: تربت أيديكم إلى آخر الدهر ، أما إني قد أمرتكم فعصيتموني !
( عندما أغمض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عينيه قال العباس لعلي: مد يدك أبايعك ليقال عم رسول الله بايع ابن أخيه ،
فلم يقبل علي عليه السلام لأنه كان يعلم أن قريشاً جمعت الطلقاء في المدينة وهي حاضرة أن تعلن الردة ) !
فمكثت أكابد ما في نفسي ، ورأيت في الليل المقداد ، وسلمان ، وأبا ذر ، وعبادة بن الصامت ، وأبا الهيثم بن التيهان ،
وحذيفة ، وعماراً ، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ! فلما كان بليل ، خرجت الى المسجد ، فلما
صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله بالقرآن ، فامتنعت من مكاني فخرجت الى الفضاء فضاء بني قضاعة
، وأجد نفراً يتناجون فلما دنوت منهم سكتوا فانصرفت عنهم ، فعرفوني وما أعرفهم ، فأتيتهم فأجد المقداد بن الأسود ،
وعبادة بن الصامت ، وسلمان الفارسي ، وأبا ذر ، وحذيفة ، وأبا الهيثم بن التيهان ، وإذا حذيفة يقول لهم: والله ليكونن
ما أخبرتكم به ، والله ما كذبت ولا كُذبت ، وإذ القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ! ثم قال: إئتوا أبي بن
كعب فقد علم كما علمت ، قال فانطلقنا الى أبي فضربنا عليه بابه حتى صار خلف الباب فقال: من أنتم؟ فكلمه المقداد فقال :
ما حاجتكم؟ فقال له: ما أنا بفاتح بابي وقد عرفت ما جئتم له كأنكم أردتم النظر في هذا العقد ؟ فقلنا: نعم ، فقال: أفيكم حذيفة ؟ فقلنا:
نعم ، قال: فالقول ما قال ! وبالله ما أفتح عني بابي حتى تجرى على ما هي جارية ، ولَمَا يكون بعدها شرٌّ منها ، والى الله المشتكى !
وبلغ الخبر أبا بكر وعمر ، فأرسلا الى أبي عبيدة والمغيرة بن شعبة ، فسألاهما عن الرأي ، فقال المغيرة: الرأي أن تلقوا العباس
فتجعلوا له هذا الأمر نصيباً فيكون له ولعقبه ، فتقطعوا به من ناحية علي ، ويكون لكم حجة عند الناس على علي إذا مال معكم العباس .
فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة ، حتى دخلوا على العباس ، وذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول الله ، فحمد أبو بكر الله
وأثنى عليه وقال : إن الله ابتعث لكم محمداً نبياً ، وللمؤمنين ولياً ، فمنَّ الله عليهم بكونه بين ظهرانيهم ، حتى اختار له ما عنده ، فخلى
على الناس أمورهم ليختاروا لأنفسهم ، متفقين غير مختلفين فاختاروني عليهم والياً ولأمورهم راعياً ، فتوليت ذلك وما أخاف بعون
الله وتسديده وهْناً ولا حيرة ولا جبناً ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب ، وما انفكَّ يبلغني عن طاعن يقول بخلاف قول عامة المسلمين
يتخذ لكم لجأً فتكونوا حصنه المنيع وخطبه البديع ، فإما دخلتم فيما دخل فيه الناس ، أو صرفتموهم عما مالوا إليه ، فقد جئناك ونحن نريد
أن نجعل لك في هذا الأمر نصيباً ولمن بعدك من عقبك ، إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله ومكان أهلك ،
ثم عدلوا بهذا الأمر عنكم ، وعلى رسلكم بني هاشم ، فإن رسول الله منا ومنكم .
فاعترض كلامه عمر ، وخرج الى مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الأمر من أصعب جهاته فقال : إي والله وأخرى أنا لم نأتكم عن حاجة اليكم
ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم فانظروا لأنفسكم وعامتهم ، ثم سكت . انتهى .
( سمعت البراء بن عازب ، يقول : لم أزل لبني هاشم محباً ، فلما قبض رسول الله خفت أن تتمالأ قريش
على إخراج هذا الأمر عنهم ، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله !
فكنت أتردد الى بني هاشم وهم عند النبي في الحجرة وأتفقد وجوه قريش ، فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر وعثمان
وإذ قائل يقول : القوم في سقيفة بني ساعدة ، وإذ قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر ! فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل
ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة ، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه
فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى !
فأنكرت عقلي !! وخرجت أشتد حتى انتهيت الى بني هاشم والباب مغلق ، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً وقلت :
قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة ، فقال العباس: تربت أيديكم إلى آخر الدهر ، أما إني قد أمرتكم فعصيتموني !
( عندما أغمض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عينيه قال العباس لعلي: مد يدك أبايعك ليقال عم رسول الله بايع ابن أخيه ،
فلم يقبل علي عليه السلام لأنه كان يعلم أن قريشاً جمعت الطلقاء في المدينة وهي حاضرة أن تعلن الردة ) !
فمكثت أكابد ما في نفسي ، ورأيت في الليل المقداد ، وسلمان ، وأبا ذر ، وعبادة بن الصامت ، وأبا الهيثم بن التيهان ،
وحذيفة ، وعماراً ، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ! فلما كان بليل ، خرجت الى المسجد ، فلما
صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله بالقرآن ، فامتنعت من مكاني فخرجت الى الفضاء فضاء بني قضاعة
، وأجد نفراً يتناجون فلما دنوت منهم سكتوا فانصرفت عنهم ، فعرفوني وما أعرفهم ، فأتيتهم فأجد المقداد بن الأسود ،
وعبادة بن الصامت ، وسلمان الفارسي ، وأبا ذر ، وحذيفة ، وأبا الهيثم بن التيهان ، وإذا حذيفة يقول لهم: والله ليكونن
ما أخبرتكم به ، والله ما كذبت ولا كُذبت ، وإذ القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ! ثم قال: إئتوا أبي بن
كعب فقد علم كما علمت ، قال فانطلقنا الى أبي فضربنا عليه بابه حتى صار خلف الباب فقال: من أنتم؟ فكلمه المقداد فقال :
ما حاجتكم؟ فقال له: ما أنا بفاتح بابي وقد عرفت ما جئتم له كأنكم أردتم النظر في هذا العقد ؟ فقلنا: نعم ، فقال: أفيكم حذيفة ؟ فقلنا:
نعم ، قال: فالقول ما قال ! وبالله ما أفتح عني بابي حتى تجرى على ما هي جارية ، ولَمَا يكون بعدها شرٌّ منها ، والى الله المشتكى !
وبلغ الخبر أبا بكر وعمر ، فأرسلا الى أبي عبيدة والمغيرة بن شعبة ، فسألاهما عن الرأي ، فقال المغيرة: الرأي أن تلقوا العباس
فتجعلوا له هذا الأمر نصيباً فيكون له ولعقبه ، فتقطعوا به من ناحية علي ، ويكون لكم حجة عند الناس على علي إذا مال معكم العباس .
فانطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والمغيرة ، حتى دخلوا على العباس ، وذلك في الليلة الثانية من وفاة رسول الله ، فحمد أبو بكر الله
وأثنى عليه وقال : إن الله ابتعث لكم محمداً نبياً ، وللمؤمنين ولياً ، فمنَّ الله عليهم بكونه بين ظهرانيهم ، حتى اختار له ما عنده ، فخلى
على الناس أمورهم ليختاروا لأنفسهم ، متفقين غير مختلفين فاختاروني عليهم والياً ولأمورهم راعياً ، فتوليت ذلك وما أخاف بعون
الله وتسديده وهْناً ولا حيرة ولا جبناً ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب ، وما انفكَّ يبلغني عن طاعن يقول بخلاف قول عامة المسلمين
يتخذ لكم لجأً فتكونوا حصنه المنيع وخطبه البديع ، فإما دخلتم فيما دخل فيه الناس ، أو صرفتموهم عما مالوا إليه ، فقد جئناك ونحن نريد
أن نجعل لك في هذا الأمر نصيباً ولمن بعدك من عقبك ، إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان المسلمون قد رأوا مكانك من رسول الله ومكان أهلك ،
ثم عدلوا بهذا الأمر عنكم ، وعلى رسلكم بني هاشم ، فإن رسول الله منا ومنكم .
فاعترض كلامه عمر ، وخرج الى مذهبه في الخشونة والوعيد وإتيان الأمر من أصعب جهاته فقال : إي والله وأخرى أنا لم نأتكم عن حاجة اليكم
ولكن كرهنا أن يكون الطعن فيما اجتمع عليه المسلمون منكم ، فيتفاقم الخطب بكم وبهم فانظروا لأنفسكم وعامتهم ، ثم سكت . انتهى .