alyatem
11-03-2013, 07:08 PM
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10281&stc=1&d=1315848038
اللهم صل على محمد وآل محمد
العلامة المورخ الدكتور جودت القزويني كما عرفته
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10464&stc=1&d=1317121168
في العاصمة اللبنانية بيروت تعرفت على العلامة المورخ الدكتور جودت القزويني ، وكان سبب معرفتي به عن طريق كتاب (الوائلي تراث خالد).
فكان لابد لي من الاستفادة من ارشيفه ومعلوماته ، حيث أن القزويني لدية علاقة وثيقة مع الشيخ الوائلي رحمه الله.
فقد وقف السيد القزويني الى جانبي وقفة مشرفة وزودني بصور ومعلومات ولم يبخل بشي فكان اشبة بالاستاذ المشرف على التلميذ.
فكنت استفاد من خبرته وطروحاته الوقادة ، كما قدم لي اوراقا خطية كان قد كتبها الشيخ له ، وهي اول سيرة ذاتية يكتبها الوائلي بدون تكلف وعناء بناء على دعوة القزويني له.
وانا اعد لموضوعي اصبت بالاحباط حيث اني لا املك الا اوراقا معدودة ، الا ان القزويني شد على عزيمتي وشجعني على مواصلة الموضوع.
عندها صرت اعمل بحماسة واخلاص حتى صدر الكتاب بحلة جديدة نالت اعجاب الصحافة والفضائيات.
وقد وجهت شكرا خاصا له تقديرا وشكرا له حيث كان له دورا في انجاحه.
من خلال هذا الكتاب تطورت علاقتي به واصبحت علاقة وثيقة فقد كان لي شرف مرافقته بين الحين والاخر في بيروت مرة ومرة في مملكة البحرين وكذلك في ايران وصرنا لا نفترق.
واذا سافر هو فتكون الاتصالات جارية وكاننا في مسافة واحدة.
ومن خلال مرافقتي لهذا الرجل الفذ ، وجدته يحمل تاريخا مهما ، وكان مطلعا على دوره العلمي والادبي ، وهو رجل مورخ محترف وباحث في مجال التراث والتاريخ.
وهذا لم ياتي من فر اغ بل انه ينحدر من اسرة عريقة عرفت بالعلم والادب .
والقزويني يعد من الشخصيات النادرة وهو من طراز العلماء والادباء كعارف البصري واحمد الوائلي وعبد الزهراء الحسيني وحسن الامين وجواد شبر ومير بصري وعلي الخاقاني ومصطفى جمال الدين وووووو
وخلال رحلتي معه عرفت عنه الكثير، وعرف عني الكثير.
فانا احتفظ بكثير من اسراره واحواله ، قد لا يتسنى لاي احد وحتى المقربين منه معرفتها.
وسجلت فى ارشيفي قصصا عديدة سياتي يوم من الايام انشرها في مجلد خاص.
ففي اول يوم تعرفت عليه استضافني في بيته.
وهو رجل كريم شهم حلو الطبائع وكرمه يذكرك بالكرم العراقي الكربلائي الحلي الكرادي .
وجلسنا وتسامرنا بحديث الذكريات ، وكان حديثي طويلا مملا الا انه كان منصتا مبتسما مستمتعا لم ينزعج طيلة كلامي.
وكان حديثي يدور حول بغداد وعلي الوردي ومحمد حسن ال ياسين وجلال الحنفي وحميد المطبعي وشامل الشمري وحسين علي محفوظ وغيرهم.
اطلعني على مخطوطات جده ووثائق نادرة وواراقه والبومات صور مهمة لا تحصل عند اي شخص غيره ، بل القزويني حصل عليها بعد شقاء وعناء.
عندها عرفت ان هذا الرجل يحمل تاريخا مهما !!
واخذ يحدثني عن مولفاته المطبوعة والمخطوطة وابرز مولفاته (تاريخ القزويني) الذي يقع في خمسة وعشرين مجلدا ، وعشر مجلدات من المستدركات. وكتاب (الروض الخميل) ، كما ان له مولفات عديدة في المرجعية والموسسة الدينية الا ان هذين الكتابين يعدان من اهم ما كتب القزويني.
فالرجل كتب وحقق كتب جده السيد مهدي ، كما انه ترجم لفاضل الجمالي وكارودي وتاريخ القزويني.
وكتب باقلام الادباء ، فقد كان القزويني يكتبهم ويكتب هو على طريقته واسلوبه الذي عمل به.
فهو يكتب بدون مجاملة او مباهاة ولا يهمه من يرضى ومن يزعل ، بل انه شديد الحرص على نقل الحقائق كما هي.
لقد واكبت هذا الرجل كثيرا وتتبعث اثاره وفلسفته في الحياة وطريقة عمله مع التحقيق والتدقيق ، كما انني قرات في شخصه الرجل الواثق من نفسه ، فهو ابي النفس ، عزيز الجانب.
مارايته يوما يشكو لاحد عن احواله ، وانا العارف بوضعه بانه يعيش ضرفا صعبا وحرجا الا انه يضهر وكانه لا يحتاج لاي شي ، وانا شاهد على كثير من الامور.
فقد قدمت له اكثر من مرة شيكات ، الاانه كان يرفضها ويقول هولاء يريدون ان يستعبدوني باموالهم.
وكان يبتعد عن السهرات الليلية الفارغة التي تعقد هنا او هنا ك ، لانه راى هولاء الفارغين ليس لديهم الا الثرثرة والكلام الفارغ.
وبعد اياما من صدور كتابي ، سافرت الى العراق وصرت اهاتفه وانقل اشواق الادباء اليه.
وسرعان ما حدثت الحرب على لبنان حيث هجمت اسرائيل هجمة شرسة اضطر عندها القزويني للعودة الى لندن وعيناه تراقب لبنان بحذر ، وكان هاتفا يقول (لا تبعد خليك عنا).
ووضعت الحرب اوزارها وكان للقزويني حظ وافر من الاسهتداف.
لم يعتد القزويني على سماع الاخبار ، او انه كان يتابع ولكن متابعة عابرة!!
اما في ايام الحرب كان كثير الشغف لسماع الاخبار وقلت لم اسمعه يوما يتحدث عن اخبار الفضائيات او مواقع النت او الجرائد ولكنه كان يراقب الوضع في لبنان.
وصُدم عندما راى مراسل العربية يتحدث من الحي الذي يسكنه وقد تساوى مع الارض!
عندها علم ان بيته تهدم ، وانتهى كل شي ، وان اوراقه قتلت ، وان اسرائيل تطلبه ثارا ، وهو الذي صرح الى مجلة المهجر اللندنية قائلا :
فقدت من الاشخاص اكثر مافقده لبنان بشهدائه وقتلاه.
وبعد ايام تم اعلان وقف اطلاق النار.
وصل القزويني الى دمشق فمكث ليلة في ضيافة السيد مضر الحلو ثم غادر الى بيروت.
ووصلت انا دمشق فكنت بضايفة السيد مضر ايضا فحدثني عنه وقال انه الان في بيروت وهو يعاني معاناة عسيرة.
عندها سافرت الى لبنان ونزلت عند صديق لي في عالية ، وكنت قلقا منتظرا الليل ان ينتهي.
وسئلني صاحبي: لماذا اراك عبوسا قمطريرا ، قلت له: كيف انام وصاحبي لم اره؟
وعند الصباح اخذني صديقي الى حارة حريك ، لاراها مدمرة يرثى لها ، ونزلت في شارع السيد عباس الموسوي رايت رجلا يوميء إليّ! فقلت هذا مهندس ما يريد مني ؟
ولما أكثرت النضر فاذا به جودت القزويني وعلى راسه طاقية حمراء وكمامة بيضاء وبيده معولا.
سلمت عليه ، واغرورقت دموع عيناي ، اخذت امسح بمنديلي باكيا ناحبا على عالم جامع لاثار الاولين تذهب اوراقه في لحضة واحدة.
وكأن القزويني كُتب له أن يكتب تاريخه من تحت الركام ومن تحت الردم !!
كنت متعجبا به اراه حاملا معوله ويحفر باحثا عن اوراقه الضائعة .
والغريب ان الناس حوله كانت تبحث عن الذهب والفضة والقناطير المقنطرة ، اما هو فكان في عالم اخر!
كان همه الوحيد ان يرى وثيقة نادرة او فهرست ابن النديم او مقدمة ابن خلدون !
وهو يهتف سائلا اين اجد رسالة ميري بصري واين رسالة حسين محفوظ ومصطفى جواد وحسن الامين؟
سمعته يئن وينتحب : الله اكبر لقد قتلوا اوراقي! لقد انتهى كل شي في حياتي.
بقي اكثر من شهر على هذه الحالة ، وانا ارافقه.
ولعمر الحق كلما جلست اليه اختنقت بعبرتي ، الا انني احبسها خوفا عليه.
وبقي يحتسي السم ويتجرع المر، فوالله لم اجد عالما او موسسة تعلن التضامن معه او تسليه بهذا المصاب الجلل.
بل إن البعض راح يدّعي ان له مخطوطات قد دمرت ، واصبح الكل يدّعي انه خسر مخطوطات هامة.
بينما كان يُعد هو الاوحد في هذا المجال!
وبعد هذه الرحله الطويلة سافرنا انا وهو الى سوريا ، فذهب هو الى لندن وانا ذهبت الى البحرين.
فرايت الناس يتحدثون عنه وكانهم يعرفونه.
وعدت الى لبنان وسمعت انه عاد الى بيروت ولا ادري هل بيروت عشقت القزويني ام هو عاشقا لها؟
السيد جودت القزويني شخصية فريدة فذه تستحق التقدير وهو رجل من طراز خاص.
هو لا يعرف الحقد والمدح ويحمل نفسية كبيرة واريحي طيب غيور شهم كريم الطبع والسجايا
كتبه: سليم الجبوري
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10463&stc=1&d=1317121168
مؤلف كتاب (الوائلي تراث خالد ) المطبوع عن دار المحجة البيضاء، بيروت عام 2006**.
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10462&stc=1&d=1317119933
** يروي هذا الكتاب السيرة الذاتية للشيخ الوائلي, مقالاته, لقاءات, شعر ووثائق وصور تنشر لأول مرة.
قدّم هذا الكتاب صورة عن حياة رائد المنبر الحسيني سماحة الدكتور الخطيب الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله، والذي كرّس جهوده في نشر مذهب أهل بيت الرسالة (عليهم السلام) ، ورفع رايتهم في مختلف بلاد العالم.
كما بيّن تراث موطنه ومهده النجف الأشرف ، الذي ولد وترعرع ونشأ في محافله منذ الطفولة حتّى صاغت شخصيّته الفذّة في عبقريّته ونبوغه العلمي وكفاءته الذاتية .
اشتمل الكتاب على خمسة فصول، تناولت : السيرة الذاتية للشيخ ، مقالاته وأبحاثه المكتوبة، لقاءاته مع الصحف والمجلاّت ، أشعاره التي لم يحوها الديوان ، أرشيف الوثائق والصور .
المقال الاصل منقول بتصرف من موقع صوت العراق (http://www.sotaliraq.com/printerfriendly-articles.php?id=67214)
اللهم صل على محمد وآل محمد
العلامة المورخ الدكتور جودت القزويني كما عرفته
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10464&stc=1&d=1317121168
في العاصمة اللبنانية بيروت تعرفت على العلامة المورخ الدكتور جودت القزويني ، وكان سبب معرفتي به عن طريق كتاب (الوائلي تراث خالد).
فكان لابد لي من الاستفادة من ارشيفه ومعلوماته ، حيث أن القزويني لدية علاقة وثيقة مع الشيخ الوائلي رحمه الله.
فقد وقف السيد القزويني الى جانبي وقفة مشرفة وزودني بصور ومعلومات ولم يبخل بشي فكان اشبة بالاستاذ المشرف على التلميذ.
فكنت استفاد من خبرته وطروحاته الوقادة ، كما قدم لي اوراقا خطية كان قد كتبها الشيخ له ، وهي اول سيرة ذاتية يكتبها الوائلي بدون تكلف وعناء بناء على دعوة القزويني له.
وانا اعد لموضوعي اصبت بالاحباط حيث اني لا املك الا اوراقا معدودة ، الا ان القزويني شد على عزيمتي وشجعني على مواصلة الموضوع.
عندها صرت اعمل بحماسة واخلاص حتى صدر الكتاب بحلة جديدة نالت اعجاب الصحافة والفضائيات.
وقد وجهت شكرا خاصا له تقديرا وشكرا له حيث كان له دورا في انجاحه.
من خلال هذا الكتاب تطورت علاقتي به واصبحت علاقة وثيقة فقد كان لي شرف مرافقته بين الحين والاخر في بيروت مرة ومرة في مملكة البحرين وكذلك في ايران وصرنا لا نفترق.
واذا سافر هو فتكون الاتصالات جارية وكاننا في مسافة واحدة.
ومن خلال مرافقتي لهذا الرجل الفذ ، وجدته يحمل تاريخا مهما ، وكان مطلعا على دوره العلمي والادبي ، وهو رجل مورخ محترف وباحث في مجال التراث والتاريخ.
وهذا لم ياتي من فر اغ بل انه ينحدر من اسرة عريقة عرفت بالعلم والادب .
والقزويني يعد من الشخصيات النادرة وهو من طراز العلماء والادباء كعارف البصري واحمد الوائلي وعبد الزهراء الحسيني وحسن الامين وجواد شبر ومير بصري وعلي الخاقاني ومصطفى جمال الدين وووووو
وخلال رحلتي معه عرفت عنه الكثير، وعرف عني الكثير.
فانا احتفظ بكثير من اسراره واحواله ، قد لا يتسنى لاي احد وحتى المقربين منه معرفتها.
وسجلت فى ارشيفي قصصا عديدة سياتي يوم من الايام انشرها في مجلد خاص.
ففي اول يوم تعرفت عليه استضافني في بيته.
وهو رجل كريم شهم حلو الطبائع وكرمه يذكرك بالكرم العراقي الكربلائي الحلي الكرادي .
وجلسنا وتسامرنا بحديث الذكريات ، وكان حديثي طويلا مملا الا انه كان منصتا مبتسما مستمتعا لم ينزعج طيلة كلامي.
وكان حديثي يدور حول بغداد وعلي الوردي ومحمد حسن ال ياسين وجلال الحنفي وحميد المطبعي وشامل الشمري وحسين علي محفوظ وغيرهم.
اطلعني على مخطوطات جده ووثائق نادرة وواراقه والبومات صور مهمة لا تحصل عند اي شخص غيره ، بل القزويني حصل عليها بعد شقاء وعناء.
عندها عرفت ان هذا الرجل يحمل تاريخا مهما !!
واخذ يحدثني عن مولفاته المطبوعة والمخطوطة وابرز مولفاته (تاريخ القزويني) الذي يقع في خمسة وعشرين مجلدا ، وعشر مجلدات من المستدركات. وكتاب (الروض الخميل) ، كما ان له مولفات عديدة في المرجعية والموسسة الدينية الا ان هذين الكتابين يعدان من اهم ما كتب القزويني.
فالرجل كتب وحقق كتب جده السيد مهدي ، كما انه ترجم لفاضل الجمالي وكارودي وتاريخ القزويني.
وكتب باقلام الادباء ، فقد كان القزويني يكتبهم ويكتب هو على طريقته واسلوبه الذي عمل به.
فهو يكتب بدون مجاملة او مباهاة ولا يهمه من يرضى ومن يزعل ، بل انه شديد الحرص على نقل الحقائق كما هي.
لقد واكبت هذا الرجل كثيرا وتتبعث اثاره وفلسفته في الحياة وطريقة عمله مع التحقيق والتدقيق ، كما انني قرات في شخصه الرجل الواثق من نفسه ، فهو ابي النفس ، عزيز الجانب.
مارايته يوما يشكو لاحد عن احواله ، وانا العارف بوضعه بانه يعيش ضرفا صعبا وحرجا الا انه يضهر وكانه لا يحتاج لاي شي ، وانا شاهد على كثير من الامور.
فقد قدمت له اكثر من مرة شيكات ، الاانه كان يرفضها ويقول هولاء يريدون ان يستعبدوني باموالهم.
وكان يبتعد عن السهرات الليلية الفارغة التي تعقد هنا او هنا ك ، لانه راى هولاء الفارغين ليس لديهم الا الثرثرة والكلام الفارغ.
وبعد اياما من صدور كتابي ، سافرت الى العراق وصرت اهاتفه وانقل اشواق الادباء اليه.
وسرعان ما حدثت الحرب على لبنان حيث هجمت اسرائيل هجمة شرسة اضطر عندها القزويني للعودة الى لندن وعيناه تراقب لبنان بحذر ، وكان هاتفا يقول (لا تبعد خليك عنا).
ووضعت الحرب اوزارها وكان للقزويني حظ وافر من الاسهتداف.
لم يعتد القزويني على سماع الاخبار ، او انه كان يتابع ولكن متابعة عابرة!!
اما في ايام الحرب كان كثير الشغف لسماع الاخبار وقلت لم اسمعه يوما يتحدث عن اخبار الفضائيات او مواقع النت او الجرائد ولكنه كان يراقب الوضع في لبنان.
وصُدم عندما راى مراسل العربية يتحدث من الحي الذي يسكنه وقد تساوى مع الارض!
عندها علم ان بيته تهدم ، وانتهى كل شي ، وان اوراقه قتلت ، وان اسرائيل تطلبه ثارا ، وهو الذي صرح الى مجلة المهجر اللندنية قائلا :
فقدت من الاشخاص اكثر مافقده لبنان بشهدائه وقتلاه.
وبعد ايام تم اعلان وقف اطلاق النار.
وصل القزويني الى دمشق فمكث ليلة في ضيافة السيد مضر الحلو ثم غادر الى بيروت.
ووصلت انا دمشق فكنت بضايفة السيد مضر ايضا فحدثني عنه وقال انه الان في بيروت وهو يعاني معاناة عسيرة.
عندها سافرت الى لبنان ونزلت عند صديق لي في عالية ، وكنت قلقا منتظرا الليل ان ينتهي.
وسئلني صاحبي: لماذا اراك عبوسا قمطريرا ، قلت له: كيف انام وصاحبي لم اره؟
وعند الصباح اخذني صديقي الى حارة حريك ، لاراها مدمرة يرثى لها ، ونزلت في شارع السيد عباس الموسوي رايت رجلا يوميء إليّ! فقلت هذا مهندس ما يريد مني ؟
ولما أكثرت النضر فاذا به جودت القزويني وعلى راسه طاقية حمراء وكمامة بيضاء وبيده معولا.
سلمت عليه ، واغرورقت دموع عيناي ، اخذت امسح بمنديلي باكيا ناحبا على عالم جامع لاثار الاولين تذهب اوراقه في لحضة واحدة.
وكأن القزويني كُتب له أن يكتب تاريخه من تحت الركام ومن تحت الردم !!
كنت متعجبا به اراه حاملا معوله ويحفر باحثا عن اوراقه الضائعة .
والغريب ان الناس حوله كانت تبحث عن الذهب والفضة والقناطير المقنطرة ، اما هو فكان في عالم اخر!
كان همه الوحيد ان يرى وثيقة نادرة او فهرست ابن النديم او مقدمة ابن خلدون !
وهو يهتف سائلا اين اجد رسالة ميري بصري واين رسالة حسين محفوظ ومصطفى جواد وحسن الامين؟
سمعته يئن وينتحب : الله اكبر لقد قتلوا اوراقي! لقد انتهى كل شي في حياتي.
بقي اكثر من شهر على هذه الحالة ، وانا ارافقه.
ولعمر الحق كلما جلست اليه اختنقت بعبرتي ، الا انني احبسها خوفا عليه.
وبقي يحتسي السم ويتجرع المر، فوالله لم اجد عالما او موسسة تعلن التضامن معه او تسليه بهذا المصاب الجلل.
بل إن البعض راح يدّعي ان له مخطوطات قد دمرت ، واصبح الكل يدّعي انه خسر مخطوطات هامة.
بينما كان يُعد هو الاوحد في هذا المجال!
وبعد هذه الرحله الطويلة سافرنا انا وهو الى سوريا ، فذهب هو الى لندن وانا ذهبت الى البحرين.
فرايت الناس يتحدثون عنه وكانهم يعرفونه.
وعدت الى لبنان وسمعت انه عاد الى بيروت ولا ادري هل بيروت عشقت القزويني ام هو عاشقا لها؟
السيد جودت القزويني شخصية فريدة فذه تستحق التقدير وهو رجل من طراز خاص.
هو لا يعرف الحقد والمدح ويحمل نفسية كبيرة واريحي طيب غيور شهم كريم الطبع والسجايا
كتبه: سليم الجبوري
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10463&stc=1&d=1317121168
مؤلف كتاب (الوائلي تراث خالد ) المطبوع عن دار المحجة البيضاء، بيروت عام 2006**.
http://www.yahosein.com/vb/attachment.php?attachmentid=10462&stc=1&d=1317119933
** يروي هذا الكتاب السيرة الذاتية للشيخ الوائلي, مقالاته, لقاءات, شعر ووثائق وصور تنشر لأول مرة.
قدّم هذا الكتاب صورة عن حياة رائد المنبر الحسيني سماحة الدكتور الخطيب الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله، والذي كرّس جهوده في نشر مذهب أهل بيت الرسالة (عليهم السلام) ، ورفع رايتهم في مختلف بلاد العالم.
كما بيّن تراث موطنه ومهده النجف الأشرف ، الذي ولد وترعرع ونشأ في محافله منذ الطفولة حتّى صاغت شخصيّته الفذّة في عبقريّته ونبوغه العلمي وكفاءته الذاتية .
اشتمل الكتاب على خمسة فصول، تناولت : السيرة الذاتية للشيخ ، مقالاته وأبحاثه المكتوبة، لقاءاته مع الصحف والمجلاّت ، أشعاره التي لم يحوها الديوان ، أرشيف الوثائق والصور .
المقال الاصل منقول بتصرف من موقع صوت العراق (http://www.sotaliraq.com/printerfriendly-articles.php?id=67214)