مشاهدة النسخة كاملة : بني سامحني فإني قاتلك
براق العروج
12-03-2013, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الى كل والد ووالدة في الحاضر أو في المستقبل وبالقوة كانا أو بالفعل ..
إلى كل شاب يرغب أن يؤسس بنيان أسرته على تقوى ويرجو من الله تعالى أن يهبه ذرية طيبة..
{ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) } آل عمران
إلى كل فتاة نذرت نفسها ووجودها وما كان وسيكون في بطنها محررا لله السميع العليم..
{ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) } مريم
إليكم جميعا هذا البحث المتواضع الذي يتكلم عن الحجم الكبير والعظيم لتأثير الوالدين على طفلهما ومستقبله ومصيره من قبل أن يولد إلى بلوغه سن التكليف ..
وقد استلهمت ذلك كله من كتاب الله العزيز ومن الروايات الشريفة للنبي الأعظم وأهل بيته عليهم السلام ونظمت هذا البحث وقسمته إلى مراحل يمر بها الإنسان وختمت كل قسم بقصة لطيفة مؤيدة ..
وإذ أسأل الله تعالى أن يوفقني لأكون خادما لطلاب الحقيقة ومبتغي الخير والكمال أتمنى أن يجد الأخوة والأخوات في هذا البحث ما ينفعهم ويفيدهم ..
وأرحب بنشر هذا الموضوع وإيصاله لمن يهمه الأمر عسى ينتفع به الآخرون فيكون صدقة جارية ومحفزا لبناء مجتمع تسوده الفضيلة والأخلاق..
{ ... يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) }
أخوكم البراق
براق العروج
12-03-2013, 10:01 PM
بني سامحني فإني قاتلك
قد يتعجب احدكم من ظاهر الكلام ويتساءل عن مضمون هذا العنوان.
فكيف يقتل المرء نفساً بل كيف يقتل المرء نفسه ؟! وكيف يؤذي من أمِنَه ( ولده ) بل كيف يخون من أمّنه ( الله تعالى ) ؟!
مع أن جزاء قتل المؤمن النار وغضب الله المنتقم الجبار
{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) } النساء
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) } الأنفال
الا ان حقيقة الأمر أن الحياة حياة الأشباح ( الأبدان ) وحياة الأرواح
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) } الأنعام
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) } الأنفال
فقتل الظاهر سلب حياة البدن بينما قتل الباطن سلب حياة الروح وقتل الروح أعظم من قتل البدن لأن غاية البدن الزوال وغاية الروح الكمال...
والأبوان كما هما واسطة اعطاء حياة البدن فهما واسطة اعطاء كمال الروح وهو ادعاء يحتاج الى تبيين وبرهان وهو موضوع المقال في هذا المقام
وقبل الشروع في الكلام والاستعانة بالله اللطيف المنان لا بد من الاشارة:
أولا: الى الترابط القائم بين البدن والروح والتأثير المتبادل بينمها فالبدن كما أشار المحققون مظهر الروح وتجل من تجلياته كما ان الروح مظهر الله تعالى وتجل من تجلياته
فإصلاح البدن مقدمة اصلاح الروح واصلاح الروح مستتبعة لإصلاح البدن، وطهارة الظاهر طريق طهارة الباطن مع أنها نتيجته في نفس الأوان
فإذا أردت كمال الباطن وهو حقيقتك فعليك بتكميل الظاهر وهو رقيقتك
ثانيا: أن للإنسان قبل بلوغه مرحلة التكليف من عمره مراحل عديدة سابقة لها تأثير بالغ على بدنه وحياته من جهة وعلى روحه وكمالها من جهة أخرى وتأثيرها هو بنحو العلة الناقصة القابلة للتبدل والتغير لا التامة الثابتة وذلك لرفع محذور الجبر كما هو مثبت وسيأتي بيانه فيما بعد ان شاء الله تعالى وهذه المراحل هي:
1. مرحلة التقلب في أصلاب الآباء
2. مرحلة زواج الوالدين والانتقال من صلب أبيه إلى رحم أمه
3. مرحة المكوث في رحم أمه ( الحمل )
4. مرحلة الخروج من الرحم والولادة الأولى
5. مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة
6. مرحلة التربية والتلقين
براق العروج
12-03-2013, 10:05 PM
مرحلة التقلب في أصلاب الآباء:
لقد ثبت في العلم والدين أن المولود يرث من والده بل من سلسلة أجداده صفاتا خَلقية وخُلقية كمثل أن يرث من والده طول القامة أو قصرها وسمرة البشرة أو بياضها أو أن يرث عنه صفة البخل أو الجود وغيرها...
فأما من الناحية العلمية فهو أصل موضوعي يُطلب في محله وأما من الناحية الدينية فقد قال الله تعالى في كتابه المبين :
{ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)} نوح
فنوح عليه السلام يطلب من ربه أن لا يذر الكافرين على الأرض لأنهم إن يبقوا يضلوا عباده ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا، فقد علم انهم لن يورثوا أبناءهم إلا الفجور والكفر والله الأعلم بحقائق الأمور
وفي الروايات أيضا ما يثبت أن الولد يرث صفاتا من أبيه بل من أجداده أيضا:
يقول الامام علي عليه السلام:" خير ما ورّث الآباء الابناء الأدب " ويقول أيضا:" حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق "
وعن أبي جعفر عليه السلام قال : أتى رجل من الأنصار رسول الله ( ص ) فقال : هذه ابنة عمي وإمرأتي لا أعلم منها إلا خيراً وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط أفطس الأنف لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي. فقال لامرأته: ما تقولين ؟ قالت لا والذي بعثك بالحق نبياً ما أقعدت مقعده مني ـ منذ ملكني ـ أحداً غيره قال: فنكس رسول الله رأسه ملياً ثم رفع بصره إلى السماء ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا إنه ليس من أحد إلا بينه وبين أدم تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق وتسأل الله الشبه لها.فهذا من تلك العروق التي لم تدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك خذي إليك إبنك . فقالت المرأة : فرجت عني يا رسول الله.
وعن علي بن الحسين عن أبيه عن علي (عليه السلام) قال: أقبل رجل من الأنصار إلى رسول الله فقال: يا رسول الله هذه بنت عمي وأنا فلان إبن فلان ... حتى عد عشرة أباء وهي بنت فلان ... حتى عد عشرة آباء ليس في حسبي ولا حسبها حبشي، وإنها وضعت هذا الحبشي، فأطرق رسول الله طويلاً ثم رفع رأسه فقال: إن لك تسعة وتسعين عرقاً ولها تسعة وتسعين عرقاً فإذا اشتملت إضطربت العروق وسأل الله عز وجل كل عرِق منها أن يذهب الشبه إليه، قم فانه ولدك ولم يأتك إلا من عرق منك أو عرق منها، قال : فقام الرجل وأخذ بيد إمرأته وإزداد بها وبولدها عجباً "
فهذا أول الحديث والكلام، فيا أيها الوالد الرفيق والأب الشفيق ( بالقوة أو بالفعل ):
أحيي ولدك ليحيى الناس جميعا { ...وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا... } المائدة 32
واحرص أن تهديه صفاتا تليق بك وبه، صفاتاً تمهد له طريق سعادته ولا تزيد في بلائه وخسرانه، ولا تلمه على أوزار حمّلته إياها وعلى أثقال أثقلت على كاهله وأبطأت سيره وتكامله.
ويا أيها الأب المسؤول: اعمل على تزكية نفسك لئلا تكن قاتلها وأحسن عملك لئلا تفقد عملك ( ولدك )
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)} هود
{ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)} الصافات
وكن كالجبل في شموخك وسموك واعصم نفسك من الذنوب يأوي إليك ولدك ويبقى من صالح أهلك..
دفع اشكال مقدّر: قد يتبادر الى ذهن القارئ الكريم حين قراءته للكلام الأخير شبهة مفادها أن كلامك لو كان دقيقا لكان متناقضا فنوح عليه السلام كان خير أب نبياً طاهرا خالصا نقيا، فكيف وصل ابنه الى ما وصل ؟!
فأقول بأن هذه المرحلة ليست الوحيدة المؤثرة على الابن بل هي جزء من كل فالولد يرث من أمه كما يرث من أبيه بل قد يتأثر بها أكثر مما يتأثر من غيرها لطول مكوثه في بطنها كما سيأتي بإذن الله تعالى، فكيف إذا كانت أمه من كانت
{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) } التحريم
إضافة إلى ما قيل من أنه كان مخالطا للجاهلين والملحدين وهي مرحلة سيأتي الحديث حولها أيضا
ومن لطيف القصص في هذا المجال ما روي عن محمد بن الحنفية ابن الامام علي عليه السلام حيث كان هو حامل اللواء في حرب الجمل فأمره الامام بالهجوم فأجهز على العدو لكن ضربات الأسنة ورشقات السهام منعته من التقدم فتوقف قليلاً وسرعان ما وصل إليه الامام وقال له:" احمل بين الأسنة " فتقدم قليلاً ثم توقف ثانية فتأثر الامام واقترب منه وقال له " أدركك عرق من أمك " أي ان هذا التردد لم يرثه من ابيه الشجاع الكرار غير الفرار بل هو من ميراث أمه فتأمل
" أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة "
يتبع بإذن الله تعالى
أخوكم البراق
براق العروج
17-03-2013, 09:12 PM
مرحلة زواج الوالدين والانتقال من صلب أبيه إلى رحم أمه
وهذه المرحلة بدورها تنقسم الى مرحلتين:
1. مرحلة اختيار الشريك وزواج الوالدين
2. مرحلة الانتقال من صلب الأب إلى رحم الأم
1. مرحلة اختيار الشريك وزواج الوالدين:
لقد أولى الإسلام مسألة اختيار الشريك اهتماما بالغا لما لذلك من كبير الأثر على مستقبل الطفل فأمر بنكاح المؤمن من المؤمنة ونهى عن الزواج من المشرك والمشركة حتى ولو مع الإعجاب الشديد
{ وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) } البقرة
وقد أوصى النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين باختيار الشريك المناسب فأكّدوا على تزويج الشريك الخلوق وصاحب الدين ونهوا عن تزويج المرأة الحسناء في منبت السوء وشارب الخمر والمجنون والأحمق... وذلك لأن العرق دساس أي أن أخلاق الآباء تنتقل إلى الأبناء
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
· «اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين»
· «تخيّروا لنطفكم فان العِرقَ دسّاس»
· «اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه»
· «عليك بذات الدين تربت يداك»
· «إياكم وخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء»
وعن الامام علي عليه السلام: «إياكم وتزويج الحمقاء فانّ صحبتها بلاء وولدها ضياع»
وعن الباقر عليه السلام: «لا، ولكن ان كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها»
وعن الصادق عليه السلام:
· «من زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمها»
· «لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا»
· «لا يتزوج المؤمن الناصبة المعروفة بذلك»
عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبدالله (ع): إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك فإن كنت لا بد فاعلا فبكرا تنسب الى الخير وإلى حسن الخلق واعلم أنهن كما قيل:
ألا إن النساء خلقن شتى *** فمنهن الغنيمة والغرام
ومنهن الحلال إذا تجلى *** لصاحبه ومنهن الظلام
فمن يظفر بصالحهن يسعد *** ومن يغبن فليس له انتقام
وهن ثلاث فامرأة ولود ودود، تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيمة لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير وامرأة صخابة ولاجة همازة، تستقل الكثير ولا تقبل اليسير"
وعنه أيضا عليه السلام إذ سئل عن نكاح اليهودية والنصرانية فقال: " نكاحهما أحب إلي من نكاح الناصبية، وما احب للرجل المسلم أن يتزوج اليهودية ولا النصرانية مخافة أن يتهود ولده أو يتنصر"
وعليه فثاني الكلام ان شريكك ليس لك فحسب، بل هو لك ولابنك فلا تختر من تريد لنفسك فقط فتلتهي عما هو خير بما هو أدنى
فإن كنتِ أرضاً فابحثي عن السماء ينزل منها أطهر ماء وينبت فيها الأحياء
{ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)} طه
{ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) } نوح
{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ...(37) } آل عمران
وإن كنتَ سماءً مظهر خير الأسماء ألقِ الماء في البلد الطيب تخرج شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء
{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) } الأعراف
لا تخطبن سوى كريمة معشر *** فالعرق دساس من الطرفين
أولست تنظر في النتيجة أنها *** تبع الأخس من المقدمتين
ملاحظة: ما سبق ذكره من "فإن كنت ارضا " إشارة إلى الأنثى، في قبال " وإن كنت سماء " إشارة الى الذكر وذلك تلويحا لإحدى النكاحات الجارية في عالم الطبيعة بين السماء (الذكر) والأرض (الأنثى) عبر هطول المطر وانتاج النبات وقد امتنعنا عن التفصيل لخوف الوقوع في المحاذير وعموما فإن اللبيب تكفيه الإشارة فالنكاح كما أشار المحققون سار كما العشق في كل الوجود كالنكاح القائم بين المقدمة الصغرى والمقدمة الكبرى عبر الحد الأوسط لإنتاج النتيجة، وكالنكاح القائم بين المعلم والطالب عبر الإسماع والاستماع لإنتاج المعرفة، وكنكاح العقل مع النفس الكلية والعلم مع العمل والليل مع النهار والريح مع الشجر والوجود مع الماهية....
{ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)} سورة النبأ
ومن جميل ما روي ايضا في هذا المجال ان أمير المؤمنين عليه السلام قال لأخيه عقيل وكان نسابة عالما بأخبار العرب وأنسابها دلني على امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية فانه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فتزوجها الامام وولدت له فارس الفرسان أبو الفضل العباس عليه السلام فكان خير ناصر لأخيه الحسين وخير كافل لأخته زينب عليهم جميعا أطائب التحية والسلام
وهو كما ترى خير دليل على ما ذكرنا فالإمام لما أراد فارسا وهو الفارس بحث عن امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لكي يرث هذا المولود الشجاعة من أمه ومن أبيه معا فيكون نورا على نور وهو ما كان وهذه القصة تقابل القصة الاولى عن محمد بن الحنفية فقارن وتأمّل
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024