المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد السيستاني هو من أجبرنا على الانسحاب


alyatem
15-03-2013, 01:19 PM
السيد السيستاني هو من أجبرنا على الانسحاب

http://www.alsahwah-alislamiah.com/Mesr/pics/News/News1388.jpg

انتقدت صحيفة اميركية الانتقادات التي يوجهها الجمهوريون في الولايات المتحدة لقرار إدارة اوباما سحب كامل قواتها من العراق، على اعتبار انه يعد انتصارا للديمقراطية العراقية التي أجبرت واشنطن على احترام قراراتها، واصرار المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني أن يترك الاميركان العراقيين لكي يديروا شؤونهم بأنفسهم.
المصدر: موقع العالم

فقد هزمت الديمقراطية العراقية آخر قوة عظمى، بحكم رسوخ النزعة الوطنية لدى العراقيين.

ويرى المحلل الاميركي توني كارون في مقال نشره في صحيفة "ذي ناشيونال" الاميركية، ان الانتقادات الموجهة لأوباما مضللة لانها تعتقد أن وجود القوات الاميركية سيحد من ماوصفوه "نفوذ قوى اقليمية" في العراق، وهم بذلك يوجهون شكواهم إلى العنوان الخاطئ، إذ لم يكن أوباما هو الذي قرر مغادرة العراق، وإنما سلفه بوش الجمهوري هو من وقع الاتفاقية الأمنية في تشرين الثانى/ نوفمبر 2008.

ويستدرك الكاتب بالقول: لكن إذا كان الجمهوريون يبحثون حقا عن رجل واحد لتحميله مسؤولية الانسحاب الاميركي فلن يكون لا الرئيس جورج بوش ولا أوباما، ولكنه آية الله السيد علي السيستانى، عالم الدين البارز. فهو الرجل الذي حرص على التأكد من تكفل العراقيين مستقبلا بديمقراطيتهم وليس تكفل الأميركيين بها.

ويضيف الكاتب: لكن عالم الدين الذي رفض لقاء مسؤولين اميركان خشية أن يعتبر لقاؤه تزكية للاحتلال اصدر فتوى من النجف الاشرف، ورفض خطة بريمر بوصفها "غير مقبولة جوهريا"، وأصر على ان ينتخب العراقيون التشكيلة التي من شأنها وضع دستور جديد.

وكان بول بريمر اقترح تشكيل حكومة من العراقيين الذين تختارهم الولايات المتحدة، وتكتب أيضا الدستور الجديد.

وكان يأمل بريمر، الذي استولت عليه غطرسة عهد بوش الساعية الى بناء إمبراطورية، في معارضة موقف السيد السيستانى. ولكن بحلول نهاية عام 2003، ومع خروج عشرات الآلاف من العراقيين للتظاهر دعما لقرار آية الله السيستانى، أصبح من الواضح أنه حتى بريمر ومن اختارهم في مجلس الحكم العراقي عليهم الانصياع إلى مطلب الانتخابات.

لم يكن في وسع الاميركان النزول الى الشوارع لمحاربة العراقيين الذين ادعوا انهم جاءوا لتحريرهم، واضطر بريمر الى التراجع.

وقال الكاتب: ارغمت الولايات المتحدة على نقل السيادة الى العراقيين في العام 2004 وجرت أول انتخابات في كانون الثاني التالى. وهي انتخابات جعلت الحكومة أقرب إلى إيران من واشنطن، على غرار الانتخابات الثانية، بعد عام واحد.

واضاف، وفعلت الولايات المتحدة ما أراد السيستاني واحترمت نتائج الانتخابات.

وفي العام 2008، عندما بدأ بوش التفاوض على الاتفاقية الأمنية، واجه نهاية مفتوحة لقواته، كان يريد من العراقيين الموافقة على بقاء 50 قاعدة عسكرية أميركية في البلاد. لكن تم تحديد 31 ديسمبر 2011 موعدا نهائيا للانسحاب وتم رفض إقامة قواعد عسكرية دائمة. كما رفض العراقيون بقاء اي قوات بعد ذلك.

واوضح الكاتب، كانت تنوي الولايات المتحدة الاحتفاط بالتأكيد على وجود كبير من قواتها، مع العدد الذي لا يستهان به من المتعاقدين الأمنيين لحماية موظفي السفارة الأميركية في بغداد إضافة الى مئات من الجنود لأغراض التدريب، ناهيك عن العمليات السرية. لكن العراقيين يعرفون ان حكومتهم، والرأي العام العراقى، الذي عبر عن نفسه من خلال العملية الديمقراطية، هو ما أجبر الأميركيين على قبول شروط عملية الانسحاب.



المصدر (http://www.alsahwah-alislamiah.com/AR/NewsView.rem?NewsID=1388)

alyatem
15-03-2013, 01:22 PM
النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في الساحة العراقية

http://www.sistani.org/nosos/tamhid.htm

http://al-mouarekh.com/Images/Publications/Thumbnail/thumb_Pub28.jpg

موقع الامام السيد علي الحسيني السيستاني
http://www.sistani.org/index.php?lang=ara
صفحة البيانات الصادرة
http://www.sistani.org/index.php?p=824163
صفحة المرجعية في الاعلام
http://www.sistani.org/index.php?p=914883


بيان مكتب سماحة السيد (دام ظله) حول اتفاقية انسحاب القوات الأجنبية من العراق (http://www.sistani.org/index.php?p=824163)

http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=251



http://www.sistani.org/files/stmnts,251.png


بسم الله الرحمن الرحيم


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: لقد أقرت اتفاقية انسحاب القوات الأجنبية من العراق في مجلس الوزراء، واحيلت الى مجلس النواب للنظر فيها والمصادقة عليها او رفضها، ويتساءل الكثير من المواطنين عن موقف سماحة السيد دام ظله في هذه القضية، وما ابلغ به المسؤولين في الحكومة ومجلس النواب الذين استقبلهم في الفترة الأخيرة، حيث زعمت بعض وسائل الاعلام ان سماحته قد ابلغهم بموافقته على الاتفاقية بعد التعديلات الأخيرة، يرجى التوضيح وشكرا.

بسمه تعالى


ان ما ابلغ به سماحة السيد - دام ظله - مختلف القيادات السياسية خلال الايام والاسابيع الماضية هو ضرورة ان يبنى ايّ اتفاق يستهدف انهاء الوجود الاجنبي في العراق واخراج البلد من تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة على اساس امرين:
اولاً: رعاية المصالح العليا للشعب العراقي في حاضره ومستقبله، وتتمثل بالدرجة الاساس في استعادة سيادته الكاملة وتحقيق امنه واستقراره.
وثانياً: حصول التوافق الوطني عليه، بأن ينال تأييد مختلف مكوّنات الشعب العراقي وقواه السياسية الرئيسة.وقد أكد سماحته على ان اي اتفاق لا يلبّي هذين الأمرين وينتقص من سيادة العراق سياسياً اوامنياً او اقتصادياً، او انه لا يحظى بالتوافق الوطني فهو مما لا يمكن القبول به، وسيكون سببا في مزيد معاناة العراقيين والفرقة والاختلاف بينهم.
وشدد سماحته ايضا على ان ممثلي الشعب العراقي في مجلس النواب يتحملون مسؤولية كبرى في هذا المجال، وعلى كل واحد منهم ان يكون في مستوى هذه المسؤولية التاريخية امام الله تعالى وامام الشعب فيتصدى لابداء رأيه في هذا الموضوع المهم واضحاً جلياً ووفق ما يمليه عليه دينه وضميره بعيداً عن اي اعتبار آخر، والله الموفق.
۱۹/۱۱/۱٤۲۹هـ

۱۸/۱۱/۲٠٠۸م

مكتب السيد السيستاني

النجف الأشرف

alyatem
15-03-2013, 01:23 PM
بيان مكتب سماحة السيد (دام ظله) حول الوحدة الاسلامية ونبذ الفتنة الطائفية


http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=248


http://www.sistani.org/files/stmnts,248.png


بسم الله الرحمن الرحيم
(و اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)

تمرّ الأمة الاسلامية بظروف عصيبة وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها ، ويدرك الجميع ـ والحال هذه ـ مدى الحاجة الى رصّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية ، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة ولا يبدو سبيل الى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولاً لدى الجميع ، فلا ينبغي اذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين ، ولاسيما انها لا تمسّ أصول الدين واركان العقيدة ، فان الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وبالمعاد وبكون القرآن الكريم ـ الذي صانه الله تعالى من التحريف ـ مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودة أهل البيت عليهم السلام ، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الاسلام : الصلاة والصيام والحج وغيرها .
فهذه المشتركات هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية ، فلا بدّ من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبة والمودة بين أبناء هذه الأمة ، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها .
فينبغي لكل حريص على رفعة الاسلام ورقيّ المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم والتقليل من حجم التوترات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدي الى مزيد من التفرق والتبعثر وتفسح المجال لتحقيق مآرب الاعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الاسلامية والاستيلاء على ثرواتها .
و لكن الملاحظ ـ وللأسف ـ أن بعض الاشخاص والجهات يعملون على العكس من ذلك تماماً ويسعون لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين ، وقد زادوا من جهودهم في الآونة الأخيرة بعد تصاعد الصراعات السياسية في المنطقة واشتداد النزاع على السلطة والنفوذ فيها ، فقد جدّوا في محاولاتهم لاظهار الفروقات المذهبية ونشرها بل والاضافة عليها من عند أنفسهم مستخدمين أساليب الدسّ والبهتان لتحقيق ما يصبون اليه من الاساءة الى مذهـب معين والتـنقيص من حقوق أتباعه وتخويف الآخرين منهم .
و في إطار هذا المخطط تنشر بعض وسائل الإعلام ـ من الفضائيات ومواقع الانترنيت والمجلات وغيرها ـ بين الحين والآخر فتاوى غريبة تسيء الى بعض الفرق والمذاهب الاسلامية وتنسبها الى سماحة السيد دام ظله في محاولة واضحة للإساءة الى موقع المرجعية الدينية وبغرض زيادة الاحتقان الطائفي وصولاً الى أهداف معينة.
ان فتاوى سماحة السيد دام ظله انما تؤخذ من مصادرها الموثوقة ـ ككتبه الفتوائية المعروفة الموثّقة بتوقيعه وختمه ـ وليس فيها ما يسيء الى المسلمين من سائر الفرق والمذاهب أبداً ، ويعلم من له أدنى إلمام بها كذب ما يقال وينشر خلاف ذلك .
و يضاف الى هذا ان مواقف سماحته والبيانات الصادرة عنه خلال السنوات الماضية بشأن المحنة التي يعيشها العراق الجريح ، وما أوصى به أتباعه ومقلّديه في التعامل مع إخوانهم من أهل السنة من المحبة والاحترام ، وما أكّد عليه مراراً من حرمة دم كل مسلم سنياً كان أو شيعياً وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دماً حراماً أيّاً كان صاحبه .... كل هذا يفصح بوضوح عن منهج المرجعية الدينية في التعاطي مع أتباع سائر المذاهب ونظرتها اليهم ، ولو جرى الجميع وفق هذا المنهج مع من يخالفونهم في المذهب لما آلت الامور الى ما نشهده اليوم من عنف أعمى يضرب كل مكان وقتل فظيع لا يستثني حتى الطفل الصغير والشيخ الكبير والمرأة الحامل والى الله المشتكى .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير هذه الأمة وصلاحها انه على كل شيء قدير .


مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الاشرف
۱٤ / المحرم / ۱٤۲۸
۲٠٠۷/۲/۳

alyatem
15-03-2013, 01:23 PM
رسالة سماحة السيد ( دام ظله ) الى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي حول لقاء مكة


http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=247


http://www.sistani.org/files/stmnts,247.png


بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور اكمل الدين احسان اوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد : فقد تلقّى سماحة السيد السيستاني _ دام ظله _ دعوتكم المؤرخة في ۹/تشرين الأول للمشاركة في اللقاء المترقّب عقده لعلماء الدين العراقيين في مكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك ، كما انه اطلّع على مشروع الوثيقة المزمع اقرارها في ذلك اللقاء .
وسماحته _ دام ظله _ اذ يشكركم على هذه الدعوة الكريمة ويعتذر من عدم تلبيتها _ لما هو دأبه من عدم المشاركة في المؤتمرات واللقاءات المشابهة_ يرحّب بمشروع الوثيقة المذكورة ويدعو الجميع الى الالتزام ببنودها ، مؤكداً في الوقت نفسه على انه لا يوجد في العراق صراع طائفي بين ابنائه من الشيعة والسنة، بل توجد أزمة سياسية وهناك من يمارس العنف الطائفي للحصول على مكاسب معينة، ويضاف الى ذلك ممارسات التكفيريين الذين يسعون في تأجيج الصراع بين مختلف الاطراف خدمة لمشروعهم المعروف .
ومن هنا _ وكما اوضح سماحته دام ظله في بيانه الصادر في ۲۲/جمادى الآخرة/ ۱٤۲۷_ يتطلب الخروج من المأزق الحالي قراراً واضحاً وصادقاً من كل الفرقاء برعاية حرمة الدم العراقي أيّاً كان ، ووقف العنف المتقابل بكافة اشكاله ، لتغيب بذلك ( والى الأبد انشاء الله تعالى_ مشاهد السيارات المفخخة والاعتداءات العشوائية وحملات التهجير القسري ونحوها من الصور المأساوية ، وتستبدل _ بالتعاون مع الحكومة الوطنية المنتخبة _ بمشاهد الحوار البنّاء لحل الازمات والخلافات العالقة على أساس القسط والعدل والمساواة بين جميع أبناء هذا الوطن في الحقوق والواجبات ، بعيداً عن النزعات التسلطية والتحكم الطائفي والعرقي .
على أمل ان يكون ذلك مدخلاً لاستعادة العراقيين السيادة الكاملة على بلدهم ويمهّد لغدٍ أفضل ينعمون فيه بالأمن والاستقرار والرقيّ والتقدم بعون الله تبارك وتعالى .
نسأل الله عزّ وجلّ أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مكتب السيد السيستاني (دام ظله) النجف الأشرف
۲۲ رمضان المبارك ۱٤۲۷

alyatem
15-03-2013, 01:24 PM
وهذه هي الرسالة التي تمت الاشارة لها في البيان السابق
والملاحظ انها موقعة من نفس الامام السيستاني روحي فداه ولعنة الله على اعدائه


رسالة سماحة السيد ( دام ظله ) للشعب العراقي حول الفتنة الطائفية


http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=242


http://www.sistani.org/files/stmnts,242.png



بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً )
صدق الله العلي العظيم

بقلبِ يعتصر حزناً وألماً أتابع أنباء ما يتعرض له أبناء الشعب العراقي المظلوم يوميّاً من مآسٍ واعتداءات : ترويعاً وتهجيراً , خطفاً وقتلاً وتمثيلاً , ممّا تعجز الكلمات عن وصف بشاعتها وفظاعتها ومدى مجافاتها لكل القيم الإنسانية والدينية والوطنية. ولقد كنت ـ ومنذ الأيّام الأولى للإحتلال ـ حريصاً على أن يتجاوز العراقيّون هذه الحقبة العصيبة من تاريخهم من دون الوقوع في شرك الفتنة الطائفية والعرقية, مدركاً عظم الخطر الذي يهدّد وحدة هذا الشعب وتماسك نسيجه الوطني في هذه المرحلة, نتيجة لتراكمات الماضي ومخططات الغرباء الذين يتربصّون به دوائر السوء ولعوامل أخرى . وقد أمكن بتضافر جهود الطيبين وصبر المؤمنين وأناتهم تفادي الانزلاق إلى مهاوي الفتنة الطائفية لأزيد من سنتين, بالرغم من كل الفجائع التي تعرّض لها عشرات الآلاف من الأبرياء على أساس هويّتهم المذهبيّة. ولكن لم ييأس الأعداء وجدّوا في تنفيذ خططهم لتفتيت هذا الوطن بتعميق هوّة الخلاف بين أبنائه, وأعانهم ـ وللأسف ـ بعض أهل الدار على ذلك, حتّى وقعت الكارثة الكبرى بتفجير مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام وآل الأمر إلى ما نشهده اليوم من عنف أعمى يضرب البلد في كل مكان ـ ولاسيّما في بغداد العزيزة ـ ويفتك بأبنائه تحت عناوين مختلفة وذرائع زائفة , ولا رادع ولا مانع. إنني أكرّر اليوم ندائي إلى جميع أبناء العراق الغيارى من مختلف الطوائف والقوميات بأن يعوا حجم الخطر الذي يهدّد مستقبل بلدهم, ويتكاتفوا في مواجهته بنبذ الكراهية والعنف واستبدالهما بالمحبّة والحوار السلمي لحلّ كافّة المشاكل والخلافات. كما أناشد كل المخلصين الحريصين على وحدة هذا البلد ومستقبل أبنائه من أصحاب الرأي والفكر والقادة الدينيين والسياسيين وزعماء العشائر وغيرهم بأن يبذلوا قصارى جهودهم في سبيل وقف هذا المسلسل الدامي الذي لو استمر ـ كما يريده الأعداء ـ فلسوف يلحق أبلغ الضرر بوحدة هذا الشعب ويعيق لأمد بعيد تحقق آماله في التحرّر والإستقرار والتقدم. واذكّر الذين يستبيحون دماء المسلمين ويسترخصون نفوس الأبرياء لانتماءاتهم الطائفية بقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في حجّة الوداع : ( ألا وان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا, ألا ليبلغ الشاهد الغائب) وبقوله صلّى الله عليه وآله ( من شهد أن لا إله إلاّ الله وان محمداً رسول الله فقد حقن ماله ودمه الاّ بحقهما وحسابه على الله عزّ وجلّ) وبقوله صلّى الله عليه وآله (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله عزّ وجلّ يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله ). وأخاطب الذين يستهدفون المدنيين العزّل والمواطنين المسالمين بما قاله أبو عبد الله الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء مخاطباً من راموا الهجوم على حرمه (إن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فكونوا أحراراً فى دنياكم وارجعوا إلى احسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون..[ان] النساء ليس عليهن جناح), فما بالكم تستهدفون أناساً لا دور لهم في كل ما يجري من الشيوخ والنساء والأطفال وحتّى طلاّب الجامعات وعمّال المصانع وموظّفي الدوائر الحكومية واضرابهم؟ إن لم يكن يردعكم عن ذلك دين تدّعونه أفلا تصدّكم عنه إنسانية تظهرون في لبوسها؟ وأقول لمن يتعرّضون بالسوء والأذى للمواطنين غير المسلمين من المسيحيين والصابئة وغيرهم أما سمعتم أن أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام بلغه أن إمرأة غير مسلمة تعرّض لها بعض من يدّعون الإسلام وأرادوا إنتزاع حليّها فقال عليه السلام ( لو أنّ امرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً بل كان به عندي جديراً) فلماذا تسيئون إلى إخوانكم في الإنسانية وشركائكم في الوطن؟ أيّها العراقيّون الأعزاء .. إنّ الخروج من المأزق الذي يمرّ به العراق في الظروف الراهنة يتطلّب قراراً من كلّ الفرقاء برعاية حرمة دم العراقي أيّاً كان ووقف العنف المتقابل بكافّة أشكاله, لتغيب بذلك ـ وإلى الأبد إن شاء الله تعالى ـ مشاهد السيّارات المفخّخة والإعدامات العشوائية في الشوارع وحملات التهجير القسري ونحوها من الصور المأساوية, وتستبدل ـ بالتعاون مع الحكومة الوطنية المنتخبة ـ بمشاهد الحوار البنّاء لحلّ الأزمات والخلافات العالقة على أساس القسط والعدل, والمساواة بين جميع أبناء هذا الوطن في الحقوق والواجبات , بعيداً عن النزعات التسلطيّة والتحكّم الطائفي والعرقي, على أمل أن يكون ذلك مدخلاً لإستعادة العراقيين السيادة الكاملة على بلدهم ويمهّد لغدٍ أفضل ينعمون فيه بالأمن والإستقرار والرقي والتقدّم بعون الله تبارك وتعالى. وفقّ الله الجميع لما يحبّ ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

۲۲/ جمادى الآخرة /۱٤۲۷هـ
علي الحسيني السيستاني

alyatem
15-03-2013, 01:25 PM
بيان مكتب سماحة السيد ( دام ظله ) حول زيارة رئيس الوزراء العراقي المكلّف


http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=240



http://www.sistani.org/files/stmnts,240.png



بسم الله الرحمن الرحيم

استقبل سماحة السيد السيستاني _ دام ظله _ الاستاذ نوري المالكي المكلّف برئاسة الوزارة الجديدة والوفد المرافق له، وجرى الحديث في هذا اللقاء حول الأوضاع الراهنة في البلد والمهام الجسيمة الملقاة على عاتق الحكومة المقبلة.

وفي هذا الصدد أكّد سماحته على ضرورة أن تشكّل الحكومة الجديدة من عناصر كفوءة _ علمياً وإدارياً_وتتسم بالنزاهة والسمعة الحسنة مع الحرص البالغ على المصالح الوطنية العليا والتغاضي في سبيلها عن المصالح الشخصية والحزبية والطائفية والعرقية ونحوها.

وشدّد سماحته على أنّ من اولى مهام هذه الحكومة معالجة الحالة الأمنية ووضع حدّ للعمليات الإجرامية التي تطال الأبرياء يومياً خطفاً وتعذيباً وتفجيراًً وقتلاً وتنكيلاً وغير ذلك، ولهذا الغرض لا بدّ من حصر حمل السلاح في أيدي القوات الحكومية، وبناء هذه القوات على أسسٍ وطنية سليمة بحيث يكون ولاؤها للوطن وحده لا لأية جهة سياسية او غيرها.

وأوضح سماحته أنّ من المهام الأخرى للحكومة المقبلة التي تحظى بأهمية بالغة مكافحة الفساد الإداري المستشري في معظم مؤسسات الدولة بدرجة تنذر بخطر جسيم، فلا بدّ من وضع آليات عملية للقضاء على هذا الداء العضال وملاحقة المفسدين قضائياً أياً كانوا.

كما نبّه سماحته على ضرورة الاهتمام الجادّ بتقديم الخدمات العامة وتوفير القدر الكافي من الكهرباء والماء الصالح للشرب والوقود ونحوها للمواطنين تخفيفاً لمعاناتهم في هذه الظروف العصيبة.

وقال سماحته : ان على الحكومة الجديدة ان تعمل كل ما في وسعها في سبيل استعادة سيادتها الكاملة على البلد سياسياً وأمنياً واقتصادياً وغير ذلك، وعليها أن تسعى بكل جدّ لازالة آثار الاحتلال.

وذكر سماحته : ان من الضروري إقامة افضل العلاقات واوثقها مع دول الجوار كافة على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شعوب المنطقة جميعاً.

وتمنّى سماحته كل التوفيق والنجاح للحكومة المقبلة مشدّداً على ان نجاحها نجاح للجميع واخفاقها _ لا سمح الله _ سيصيب الجميع بالضرر البليغ، لذلك فلا بد من التكاتف والتعاضد بين القوى السياسية وسائر الاطراف المعنية لإنجاح هذه الحكومة وتمكينها من اداء مهامها على الوجه الصحيح.

وأشار سماحته إلى ان المرجعية الدينية التي لم ولن تداهن أحداً او جهة فيما يمسّ المصالح العامة للشعب العراقي العزيز ستراقب الأداء الحكومي وتشير الى مكامن الخلل فيه كلما اقتضت الضرورة ذلك وسيبقى صوتها مع أصوات المظلومين والمحرومين من أبناء هذا الشعب أينما كانوا بلا تفريق بين انتماءاتهم وطوائفهم واعراقهم.

وعقّب على ذلك السيد رئيس الوزراء المكلّف بأنه مصمّم على تشكيل حكومة قادرة على القيام بمسؤولياتها المشار اليها ويتطلع الى تعاون الجميع معه في هذا المجال.


۲۸/۳/۱٤۲۷هـ
۲۷/٤/۲٠٠٦م
مكتب السيد السيستاني (دام ظله)
النجف الأشرف

alyatem
15-03-2013, 01:26 PM
رسالة جوابية موجهة إلى السيد الأخضر الابراهيمي تتضمن الموقف من قانون إدارة العراق للمرحلة الانتقالية


http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=199


http://www.sistani.org/files/stmnts,199.png



بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة موجهة من مكتب السيد السيستاني دام ظله في النجف الأشرف إلى السيد الأخضر الابراهيمي جواباً على رسالة منه تستوضح موقف المرجعية الدينية من الدور القادم للامم المتحدة في العراق ؟

وقد جاء فيها ، بعد السلام والتحية ، التوضيحات التالية :

۱- ان المرجعية الدينية التي بذلت جهوداً مضنية في سبيل عودة الامم المتحدة إلى العراق واشرافها على العملية السياسية واجراء الانتخابات العامة ، كانت تتوقع ان يترك لممثلي الشعب العراقي في الجمعية الوطنية المنتخبة حرية ادارة البلد في المرحلة الانتقالية وكتابة الدستور الدائم والاستفتاء عليه وفق الآلية التي يقررها المندوبون انفسهم .

ولكن بعد اقرار ما يسمى بـ (قانون الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية) ستكون الجمعية الوطنية القادمة مكبلة بقيود كثيرة لا تسمح لها باتخاذ ما تراه مطابقاً لمصلحة الشعب العراقي ، حيث أملى عليها مجلس غير منتخب هو مجلس الحكم الانتقالي وبالتنسيق مع سلطة الاحتلال قانوناً (غريباً) لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية ، كما أملى عليها – وهو الأخطر – مبادئ وأحكاماً وآليات معينة فيما يخص كتابة الدستور الدائم واجراء الاستفتاء عليه .

ان هذا (القانون) الذي لا يتمتع بتأييد معظم الشعب العراقي – كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي العام وملايين التوقيعات التي جمعت خلال الأيام القليلة الماضية في رفضه او المطالبة بتعديله – يصادر حق ممثلي الشعب العراقي المنتخبين بصورة لا نظير لها في العالم ، وبذلك تفقد الانتخابات التي طالما طالبت بها المرجعية الدينية الكثير من معناها وتصبح قليلة الجدوى .

ان هذا (القانون) الذي يعهد بمنصب الرئاسة في العراق إلى مجلس يتشكل من ثلاثة أشخاص – سيكون أحدهم من الكرد والثاني من السنة العرب والثالث من الشيعة العرب – يكرس الطائفية والعرقية في النظام السياسي المستقبلي للبلد ويعيق اتخاذ أي قرار في مجلس الرئاسة إلاّ بحصول حالة التوافق بين الأعضاء الثلاثة وهي ما لا تتيسر عادة من دون وجود قوة اجنبية ضاغطة – كما وجدنا مثل ذلك في حالات مماثلة – وإلاّ يصل الأمر إلى طريق مسدود ويدخل البلد في وضع غير مستقر وربما يؤدي إلى التجزئة والتقسيم لا سمح الله تعالى .

۲- ان المرجعية الدينية التي سبق لها ان طالبت بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحدد موعد الانتخابات العامة تخشى ان تعمل سلطة الاحتلال على ادراج هذا (القانون) في القرار الجديد في مجلس الأمن ليكتسب صفة الشرعية الدولية ويلزم به الشعب العراقي رغماً عليه .

اننا نحذر من أي خطوة من هذا القبيل لن تكون مقبولة من عامة العراقيين وستكون له نتائج خطيرة في المستقبل ونرجو ابلاغ اعضاء مجلس الأمن بهذا الأمر .

۳- في ضوء ما تقدم وبالرغم مما يتمتع به شخصكم من احترام وتقدير لدى سماحة السيد إلاّ انه لا يرغب ان يكون طرفاً في أية لقاءات واستشارات تجريها البعثة الدولية في مهمتها القادمة في العراق ما لم يصدر من الامم المتحدة موقف واضح بأن هذا (القانون) لا يلزم الجمعية الوطنية المنتخبة بشيء ، ولن يذكر في أي قرار جديد لمجلس الأمن الدولي بشأن العراق .

هذا ما لزم بيانه وتقبلوا فائق الاحترام


الجمعة ۲۷/ المحرم /۱٤۲٥
۱۹/ آذار /۲٠٠٤
مكتب السيد السيستاني ( دام ظله ) / النجف الأشرف

alyatem
15-03-2013, 01:26 PM
بيان مكتب سماحة السيد ( دام ظله ) ) بشأن التقرير الصادر من البعثة الدولية المكلفة بتقصي الحقائق في العراق


http://www.sistani.org/index.php?p=824163&id=196


http://www.sistani.org/files/stmnts,196.png



بسم الله الرحمن الرحيم

نص البيان الصادر من القسم الاعلامي في مكتب السيد السيستاني في النجف الاشرف بشأن التقرير الصادر من البعثة الدولية المكلفة بتقصي الحقائق في العراق
نشر يوم امس في مقر الامم المتحدة في نيويورك التقرير الذي اعده فريق المنظمة الدولية لتقصي الحقائق الذي زار العراق مؤخرا، وقد لوحظ اشتمال التقرير على العديد من النقاط التي توافق رؤى المرجعية الدينية بما تم بيانها سابقا.
فقد اكد التقرير على انشاء حكومة مكتملة الاهلية يتوقف على اجراء "انتخابات وطنية مباشرة " وان فكرة نظام المجمعات "التي بني عليها اتفاق ۱٥ تشرين الثاني" ليست عملية و"لا تتمتع بدعم كاف من العراقيين" و"ليست بديلا عن الانتخابات".
كما اوضح التقرير انه بغض النظر عن الالية التي ستقرر لتشكيل الحكومة الانتقالية في ۳٠ حزيران فلابد من فهم ان هذه الحكومة ستكون لمدة قصيرة ، ويتعين ان تحل محلها في اسرع وقت ممكن حكومة منتخبة ديمقراطيا ومكتملة الاهلية، وفي الوقت الذي قرر الفريق الدولي انه لا يمكن اجراء انتخابات مؤقتة بحلول ۳٠ حزيران اكد على امكانية اجرائها بعد بضعة اشهر من ذلك التاريخ "بحلول نهاية عام ۲٠٠٤ او بعد ذلك بقليل" اذا تم "الشروع فورا بالاعمال التحضيرية لها" وبهذا الصدد اوصى الفريق "بالعمل فورا على انشاء هيئة انتخابية عراقية مستقلة بدون مزيد من الابطاء" للقيام بهذه المهمة.
وقد اشار التقرير الى العديد من العيوب الخطيرة في اتفاق ۱٥ تشرين الثاني ومنها انشاؤه على "قيام مجلس الحكم بصياغة القانون الاسلامي على اساس تشاور وثيق مع سلطة التحالف" وتضمنه "تفاصيل محددة تنص على احكام رئيسية في القانون الاساسي تُلزم مشرعي المستقبل" وما نص عليه من ان "ما يتفق عليه مجلس الحكم وسلطة التحالف مما لا يمكن ان يعدل لاحقا"، وايضا ابقاؤه على اقرار "ترقيبات امنية غير مجددة تلزم الحكومة التي ستقام في المستقبل باتفاقيات غير معروفة بعد بين سلطة التحالف ومجلس الحكم" وغير ذلك من "مسائل لم تناقش ولم يتفق عليها لا على مستوى الشعب العراقي ولا على مستوى ممثليه المنتخبين" وعلى الرغم من استبعاد الفريق الدولي فكرة نقل السيادة الى حكومة منتخبة بصورة مباشرة، الا ان ما قرره من امكانية اجراء الانتخابات في نهاية عام ۲٠٠٤ يحظى بأهمية بالغة ، ولا سيما مع اقتراح "اجرائها لاختيار جمعية وحيدة تناط بها مهمتان هما وضع دستور البلد والعمل في الوقت نفسه بوصفها الهيئة التشريعية" الى حين اقرار الدستور الدائم، مما يعني ذلك كله تقليص المدة التي ستتولى فيها حكومة غير منتخبة زمام الامور في البلد الى بضعة اشهر فقط، خلافا لما ورد في اتفاق ۱٥ تشرين الثاني من استمرارها في العمل الى نهاية عام ۲٠٠٥ .
وان المرجعية الدينية تطالب بضمانات واضحة – كقرار من مجلس الامن الدولي- باجراء الانتخابات وفق ذلك التاريخ، ليطمئن الشعب العراقي بان الامر لا يخضع مرة اخرى لمزيد من التسويف والمماطلة لذرائع مشابهة للتي تطرح اليوم.
كما تطالب المرجعية بان تكون (الهيئة غير المنتخبة) التي تسلّم لها السلطة في الثلاثين من حزيران "ادارة مؤقتة ذات صلاحيات واضحة ومحدودة تهيئ البلد لانتخابات نزيهة وحرة، وتدير شؤونه خلال الفترة الانتقالية" من دون تمكينها من اتخاذ قرارات مهمة تلزم الحكومة المنبثقة من مجلس منتخب. واما فيما يتعلق بالالية التي سيتقرر اعتمادها في عملية نقل السلطة فان هناك قلقا متزايدا من ان لا يتيسر للاطراف المعنية التوصل في المدة المتبقية الى الية "تتمتع بتأييد الشعب العراقي على اوسع نطاق" كما طالبت بذلك الامم المتحدة، وان تجد هذه الاطراف نفسها في مطب المحاججات العراقية والطائفية والسياسية، التي سعت المرجعية في تجاوزها بالدعوة الى الاعتماد على الية الانتخابات العامة.
نسأل الله العلي القدير ان يوفق الجميع لما فيه خير الشعب العراقي العزيز ورفعته واستقراره، انه سميع مجيب.


مكتب سماحة
آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله)
النجف الاشرف
٥ محرم الحرام ۱٤۲٥

alyatem
15-03-2013, 01:27 PM
توصّل السيستاني إلى طريقة تجعل المحتلّين يعملون لصالحه


مادلين أولبرايت* وبيل ودوورد

... ربما يعدّ غزو العراق – وما تلاه – في نهاية المطاف من أسوأ كوارث السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي، على الرغم من أننا نأمل مخلصين خلاف ذلك. فقد أصبح قرار الهجوم بالفعل دراسة حالة عن العواقب غير المقصودة. فمن العجيب مثلاً أن يتوقّف نجاح مقامرة إدارة بوش الكبرى في الشؤون العالمية على استمرار سعة صدر آية الله الإيراني المولد في الخامسة والسبعين من العمر والذي يعاني من مرض في القلب. فعندما قلبت إزاحة صدّام حسين السياسة في العراق رأساً على عقب، حلّت محل الأقلية السنية المهيمنة منذ مدّة طويلة أغلبية شيعية مقموعة منذ عهد بعيد، وأوسع قادتها نفوذاً آية الله العظمى السيستاني.

خلافاً لرجال الدين الشيعة في إيران الذين يصرّون على ممارسة السلطة السياسية، ينتمي السيستاني "الزاهد" إلى التراث الشيعي السائد الذي يبقى فيه رجال الدين منأى عن الحياة العامة الروتينية، مع أنهم يحتفظون بحقّ استعمال سلتطهم في الأوقات الحاسمة. فمنذ سقوط بغداد، أدّى السيستاني دوره بشكل خلاّق. وبدلاً من تكرار خطأ التمرّد صراحة على قوة عسكرية غربية قوية، توصّل السيستاني إلى طريقة تجعل المحتلّين يعملون لصالحه. ففي سنة 2003، عندما كشفت الولايات المتحدة النقاب عن خطة متعدّدة المراحل للعراق تقضي باختيار جمعية وطنية ووضع مشروع دستور، تصدّى السيستاني لها – لا لأنها ديمقراطية بل لأنها ليست ديمقراطية بقدر كافٍ. فقد كان الأميركيون يريدون عملية خاضعة للسيطرة تضع القواعد قبل إجراء الانتخابات. ورأى السيستاني أن قيام ممثّلين غير منتخبين بوضع مسودّة الدستور أمر غير مشروع، وأصرّ على أن تتمّ الانتخابات أولاً. وبعد محاولة تجاهل مطلبه في البداية، ثم بعد الفشل في التوصّل إلى تسوية، لم يكن أمام المسؤولين الأمريكيين – بالنظر إلى كل حديثهم عن الديمقراطية – إلا الرضوخ. وضمِن دعم آية الله لاحقاَ للانتخابات نجاحها على الرغم من تهديدات الارهابيين، بل إنه أفتى بوجوب مشاركة النساء في الانتخاب سواء قبل أزواجهن بذلك أم لا. وتمكّن المرشّحون المفضّلون لدى السيستاني من إلحاق الهزيمة بسهولة بأولئك المرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة.

يعمل آية الله السيستاني مثلما عمل أسلافه منذ قرون، باستثناء أنه يستخدم شبكة اتصالات أوسع بكثير. وهو زاهد، يعيش في بيت صغير في مدينة النجف الشبعية، ويمسك عن التحدّث أو الوعظ على الملأ. ويرفض أيضاً الاجتماع بالمسؤولين الأميركيين بشكل مباشر. وتعزّز صورته حلقة من المستشارين الماهرين، وتوسّع نفوذه شبكة من المنظّمات الاجتماعية والخيرية التي يشرف عليها. والسيستاني ليس قوياً بالقدر الذي يمكّنه من فرض أجندة وطنية عراقية، لكن لا تستطيع أي فئة أخرى تحقيق أهدافها بدون موافقته. وسيستخدم نفوذه لضمان أن يلعب الإسلام دوراً بارزاً في تشكيل المجتمع والقانون العراقي. وسيتكرّر اختبار حكمة السيستاني فيما يتنافس المسلمون المحافظون، المقموعون طويلاً، مع المعتدلين ودعاة حقوق المرأة لتحديد مقدار تسامح العراق الجديد وتنوّعه.

نقلا عن كتاب الجبروت والجبّار
تأملات في السلطة والدين والشؤون الدولية
ص (161 – 162)
الدار العربية للعلوم _ ناشرون ش. م. ل.

* مادلين أولبرايت
اسمها ماري آنا كوربولوفا وهي أول امرأة تتسلم منصب وزيرة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية، تنتمي الي الحزب الديموقراطي، لتصبح وزيرة الخارجية الرابعة والستين لأمريكا، وظلت في منصبها حتي يناير 2001، قبل منصب وزيرة الخارجية شغلت منصب مندوب الولايات المتحدة الدائم في الأمم المتحدة من 1993إلى 1997.

alyatem
15-03-2013, 01:27 PM
تفاصيل جهود سماحة السيد السيستاني دام ظله
لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006


نشرت جريدة السفير اللبنانية (http://www.assafir.com/default.aspx) في عددها 12001 الصادر ص 3 الصادر بتاريخ 01 / 10 / 2011 تحت عنوان:


السيد السيستاني في رسالة قوية وغير مباشرة إلى بوش ومساعديه:

الشعوب الإسلاميــة لــن تعــذر أميركــا إذا قصّــرت بوقــف النــار


لـ«السفير»، اجاب مدير مكتب سماحة المرجع السيد علي السيستاني في لبنان الحاج حامد الخفاف على ما جاء في الحلقة التاسعة من مجريات حرب تموز حول موقف السيد السيستاني، وقدم الرواية الآتية:

- الأحد 30 تموز، قصفت إسرائيل بلدة قانا، وحدثت المجزرة الشهيرة.
في حدود الساعة السابعة مساءً من ذلك اليوم، اتصل بي الرئيس نبيه بري وقال: يا حاج حامد أريد أن تبلغ سماحة السيد السيستاني رسالة مني! وهي: ان العالم بأجمعه الآن – بعد المجزرة – يطالب بوقف فوري لإطلاق النار حتى الأمم المتحدة، وفقط أميركا مصرة على عدم وقف إطلاق النار، وأعتقد أن موقفاً من سماحة السيد بالمطالبة بوقف إطلاق النار سيكون حاسماً ومؤثراً.
قلت للرئيس بري: يا دولة الرئيس أنت تعرف نحن لا توجد لدينا علاقات مع الأميركيين.
قال الرئيس بري: أنا أعرف ذلك ولكن أعرف أن هناك عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين في العراق، وصوت سماحة السيد يحسب له ألف حساب، أنا أقول أن يُصدر سماحة السيد بياناً في العلن يطلب فيه وقف إطلاق النار. ثم حدثني عن المأساة الجارية في الجنوب.
قلت: يا دولة الرئيس إن سماحة السيد أصدر قبل عشرة أيام بياناً حول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وليس من منهجه إصدار بيان ثان في موضوع واحد خلال فترة وجيزة!
قال بري: أرجو إبلاغ رسالتي لسماحة السيد، وقل لسماحته: (هذا طلب من نبيه). قلت: سأبلغ الرسالة.
- اتصلت بالسيد محمد رضا (نجل الإمام السيستاني) في النجف الأشرف وأبلغته برسالة الرئيس بري. فقال: إن سماحة السيد أصدر بياناً قبل فترة وجيزة حول الأحداث الجارية، وأيّ تأثير لبيان آخر حول الموضوع نفسه؟ ما رأيك لو يبادر إلى إبلاغ موقف حازم من خلال رسالة شفهية للرئيس الأميركي جورج بوش عبر بعض المسؤولين العراقيين، لعل ذلك سيكون أكثر نفعاً لوقف المأساة الجارية.
قلت: هذا جيد، إذا وافق سماحة السيد على المقترح، سأبلغ الرئيس بري لمعرفة رأيه.
بعد اتصالات متكررة، أبلغني السيد محمد رضا أن سماحة السيد وافق على المقترح إذا كان الإخوان في لبنان يرون ذلك مفيداً لهم، برغم تحفظاته عليه من بعض الوجوه.
اتصلت بالرئيس بري، وأخبرته بالمقترح، فقال: هذا جيد جداً، وهو (عز الطلب)، ولكن أرجو أن يضاف لذلك إصدار بيان من سماحته يطالب بوقف إطلاق لأنه ضروري ومفيد جداً.
- ليلاً قرر سماحة السيد السيستاني (دام ظله) إصدار بيان حول مجزرة قانا، وكان بياناً شديد اللهجة تم توزيعه على الإعلام في تلك الليلة.
كما قرر إبلاغ الرئيس جورج بوش والقيادة الأميركية برسالة شفهية يبين فيها موقفه من الأحداث الجارية في لبنان، وتم اختيار الدكتورعادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية العراقية آنذاك لإبلاغ الموقف.
ونص الموقف هو الآتي:
(إن سماحة السيد السيستاني قلق جداً لما يجري في لبنان، وهو يرى أن هناك ضرورة قصوى لوقف إطلاق النار، وإن الشعوب الإسلامية لن تعذر الولايات المتحدة الأمريكية لو قصّرت في هذا الاتجاه).
ـ الاثنين 31 تموز، أخبرنا الدكتور عادل عبد المهدي أنه أبلغ رسالة سماحة السيد هاتفياً من بغداد مباشرة إلى أربع شخصيات أميركية هم: الرئيس جورج بوش، نائب الرئيس ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليسا رايس، ومستشار الأمن القومي ستيف هادلي.
أبلغت الرئيس بري في الساعة 6,40 دقيقة بموضوع إبلاغ موقف سماحة السيد السيستاني للقيادة الأميركية، فشكرني جداً، وأشاد بسماحة السيد ورعايته.
- الجمعة 4 آب، أبلغني السيد محمد رضا السيستاني، أن أحد نواب البرلمان العراقي زار مكتب سماحة السيد في النجف، وسلمه رسالة مكتوبة من الرئيس الأميركي جورج بوش علق فيها على الأحداث الجارية في لبنان وما وصله من موقف سماحة السيد. وحدثني عن مضمون الرسالة وقال: ليس من الوارد الإعلان عنها في وسائل الإعلام لحساسية المسألة، ولكن سأنقل لك نصها لتبلغ به الرئيس بري.
- الأحد 6آب، اتصل بي السيد محمد رضا السيستاني، وأملى عليّ نص رسالة الرئيس جورج بوش التي عبر فيها عن مشاركته لسماحة السيد الرغبة الشديدة لإنهاء الأزمة في لبنان وقد ورد فيها: (...أنه خلال هذا الأسبوع سنقوم بتركيز اهتمامنا على العمل مع مجلس الأمن من أجل إقرار تسوية شاملة لهذه الأزمة تشمل وقفاً لإطلاق النار، ووضع المبادئ السياسية التي تكفل التوصل لتسوية طويلة المدى، وإصدار تفويض لقوات دولية تدعم الجيش اللبناني وتساعده على حفظ السلام).
وأُرخت رسالة الرئيس بوش بتاريخ 2 / 8 / 2006 في واشنطن، ووصلت النجف مساء الجمعة 4 / 8 / 2006.
اتصلت بالرئيس بري الذي كان منشغلاًجداً بوصول وزراء الخارجية العرب إلى بيروت، واتفقت معه أن نلتقي في اليوم التالي(الاثنين 7 آب ـ الساعة 11,45).
- التقيت الرئيس بري في الوقت المحدد، وشرحت له حيثيات وصول الرسالة وأشرت إلى منهج سماحة السيد بعدم الإجابة عن رسائل كهذه! وأعطيت له ما نقلته من الرسالة.
قرأ الرئيس بري الرسالة جيداً، ودقق بتاريخها، وقال لي: كل ما في هذا النص صحيح، ويجري الآن، ما عدا فقرة (وقفاً لإطلاق النار)لأن ما يحكى عنه من قبل الأميركيين الآن هو وقف للعمليات الحربية، وليس لإطلاق النار.
قلت له: هم أرسلوا نصاً أجنبياً ونصاً معرّباً بشكل رسمي. وعلى كل حال، فإن رأي سماحة السيد أن المؤامرة كبيرة ومتشعبة ومعقدة، ولكن قام بهذه المبادرة شعوراً منه بالمسؤولية تجاه لبنان وشعبه. فشكر بري سماحة السيد كثيراً. وشرح لي آخرأوضاع المفاوضات والمستجدات السياسية داخلياً وخارجياً، وبدا مطمئناً على الوضع القتالي وقال: «إنه جيد جداً».

حامد الخفاف

alyatem
15-03-2013, 01:28 PM
السيستاني لم يتزحزح عن موقفه،
وسيؤدي موقفه المتصلب الى ابطال خطتنا الاولى للعملية السياسية


قام بول بريمر، الحاكم المدني في العراق سابقاً، بتأليف كتاب باللغة الانكليزية تحت عنوان " My year in Iraq "، نقله الى العربـية عمر الأيوبي تحت عنوان "عام قضيته في العراق"، والذي اشتمل على المذكرات السياسية لبريمر خلال الحقبة التي عاشها في العراق حاكماً للاحتلال الامريكي.


وفيما يلي بعض العبارات الواردة في الكتاب عن سماحة السيد السيستاني (دام ظله)، مع الاشارة الى الصفحة التي وردت فيها:

1- "غير ان السيستاني لم يتزحزح عن موقفه . وسيؤدي موقفه المتصلب الى ابطال خطتنا الاولى للعملية السياسية " . ص215.

2- " لذا علينا ان نبدأ العملية الدستورية بطريقة أو بأخرى ، والالتفاف على فتوى السيستاني " ص243.

3- " أبلغته ـ أي الرئيس بوش ـ بأننا نواجه مشكلات جديدة مع السيستاني " ص305.

4- " .. فإننا مختلفون مع السيستاني.... وها هو الأخير يرفض فكرة الهيئة غير المنتخبة التي تتسلم السيادة . وهذا مطلب جديد متفجر" ص308.

5- "...شعرت بالغضب ... ولم نكن لنصل الى هنا لو كان الائتلاف يتراجع أمام الشيعة والسيستاني " ص309.

6- " يا له من يوم مريع. ربما تتطور هذه الأزمة لتنهي عملي لأنني أستطيع ان اتصور الآن ان الادارة ستخلص الى انها لا تستطيع تحقيق أهدافها معي، إذ لم أتمكن من تنفيذ أيّ من خطتيّ ( رغم ان ذلك بسبب السيستاني في كلا الحالتين ) " ص310 و قد تقدم نقله آنفاً .

7- " قلت ـ لـ كونداليزا رايس ـ : < اننا نواجه عدة تحديات سياسية متشابكة >. فعلى الرغم من التحسن الذي طرأ مؤخراً على الوضع الامني ثمة مشكلات غير محلولة مع السيستاني " ص353.

8- " قلت ـ لـ كونداليزا رايس ـ : أجل ، لكن علينا أن نكون مستعدين لمواجهة السيستاني اذا جاءت الأمم المتحدة ببديل معقول ينسجم مع أهدافنا والجدول الزمني ورفضه السيستاني . بالمقابل اذا <تراجعنا> امام السيستاني كما اقترح بعض المسؤولين المغفلين في واشنطن مؤخراً امام الصحافة ..." ص353.

9- " قلت ـ للأخضر الابراهيمي ـ : وعلينا أن نظهر أن آية الله السيستاني لا يرهبنا " ص356.

10 - " أملت ان ينقل الحكيم الى السيستاني بأن قادة اميركا لا يُرهبون بسهولة " ص358.

11- " كان لدينا أيضاً مشكلة السيستاني المتواصلة " ص364.

12- "... ثمة فرصة كبيرة في ألاّ يتمكنوا من اقناع السيستاني ولن نحصل عندئذ على توقيع هذه الوثيقة اللعينة ـ قانون ادارة الدولة ـ " ص 386.

13- " لكن عندما تحدثت مع رايس في تلك الليلة ، عدلت من وقع هذه الأخبار السارة بالاشارة الى ان معارضة السيستاني للقانون الاداري الانتقالي ما زالت تشكل عقبة كبرى " ص392.

14 - " سلمني ضياء نسخة عن تأييد اية الله السيستاني الفاتر للحكومة الجديدة و في جملتها الاخيرة يشير بغضب الى ان الجمعية الوطنية التي ستنتخب في السنة القادمة لن تكون مقيدة بالقانون الاداري الانتقالي .. قلت لضياء سيكون ذلك مشكلة " ص 476.


بول بريمر
My year in Iraq
عام قضيته في العراق
2006

alyatem
15-03-2013, 01:29 PM
وهذا هو مقال المحلل الامريكي (توني كارون) المذكور في اول الموضوع والمنشور باللغة الانكليزية بتاريخ 10 / 11 / 2011 على هذا الرابط (http://www.thenational.ae/thenationalconversation/comment/us-draws-down-in-iraq-and-baghdad-takes-the-reins?pageCount=0)


الولايات المتحدة تنسحب من العراق وبغداد تمسك زمام الأمور


http://alalbayt.org.lb/Web/Resources/Pictures/fbe775be-0ae2-48d5-b787-eb75b2533297.jpg


Tony Karon - The National


إذا أراد الجمهوريون إلقاء اللوم على شخص معين بسبب الانسحاب الأميركي من العراق، فيجب ألا يُلقى اللوم على الرئيس جورج بوش الابن أو أوباما، بل على آية الله علي السيستاني، رجل الدين الشيعي البارز، فهو الرجل الذي حرص على أن يتخذ العراقيون، لا الأميركيون، القرارات الكبرى بشأن مستقبل البلد بطريقة ديمقراطية.

يريد المحافظون الجدد في واشنطن إقناع الجميع بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيقدم العراق على طبق من فضة إلى إيران بعد أن يسحب جميع القوات الأميركية في نهاية هذه السنة.

يبدو أن معسكر أوباما يشعر بالقلق من هذه التهمة مع اقتراب الانتخابات بعد سنة. لذا يحذر المسؤولون إيران من التدخل في العراق، وقد كتبت صحيفة “ نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة ستزيد عدد قواتها العسكرية والبحرية في منطقة الخليج بعد الانسحاب من العراق لمواجهة إيران .

لا شك في أن الموقف من إيران أصبح عرضة للاستهلاك السياسي في الولايات المتحدة. يخطئ منتقدو أوباما إذا ظنوا أن وجود القوات الأميركية يحد من النفوذ الإيراني في العراق، كما أنهم يرمون التهم في الاتجاه الخاطئ: لم يكن الرئيس أوباما هو من قرر مغادرة العراق، بل طُلب منه القيام بذلك وفق بنود “اتفاقية وضع القوات” الذي عقده سلفه في نوفمبر 2008 .

لكن إذا أراد الجمهوريون إلقاء اللوم على شخص معين بسبب الانسحاب الأميركي من العراق، فيجب ألا يُلقى اللوم على الرئيس جورج بوش الابن ولا أوباما، بل على آية الله علي السيستاني، رجل الدين الشيعي البارز. فهو الرجل الذي حرص على أن يتخذ العراقيون، لا الأميركيون، القرارات الكبرى بشأن مستقبل البلد بطريقة ديمقراطية .

تصادم بول بريمر، الحاكم الأميركي المشهور بإخفاقه الأكبر الذي قضى بحل الجيش العراقي، مع آية الله السيستاني في عام 2003 حين اقترح أن يحكم العراقيون الذين تختارهم الولايات المتحدة البلد طوال ثلاث سنوات، على أن يعملوا أيضاً على صياغة الدستور الجديد .

كان رجل الدين الشيعي يرفض مقابلة أي مسؤول أميركي كي لا يشرّع بذلك وضع الاحتلال، وقد أصدر فتوى من النجف يهاجم فيها خطة بريمر ويعتبرها “غير مقبولة ” ، وأصرّ على أن ينتخب العراقيون ديمقراطياً الهيئة التي ستتولى صياغة الدستور .

كان بريمر المتأثر بمشاعر الغطرسة التي سادت في حقبة بوش يأمل في تجاوز نفوذ السيستاني. لكن في نهاية عام 2003، تظاهر عشرات آلاف العراقيين دعماً لفتوى آية الله، فاتضح أن أعضاء مجلس الحكم العراقي الذين اختارهم بريمر بنفسه سيؤيدون مطلب الانتخابات أيضاً .

لم يستطع الأميركيون حشد دعم شعبي مماثل من العراقيين الذين ادعوا تحريرهم، لذا أُجبر بريمر على التراجع عن خطته. سرعان ما سلّمت الولايات المتحدة سيادة القرار في عام 2004، وأُجريت الانتخابات الأولى في شهر يناير التالي. فنشأت حكومة يطغى عليها الشيعة وتبين أنها أقرب إلى إيران من واشنطن، وجاءت نتائج الانتخابات الثانية بعد سنة لتؤكد على الوضع نفسه (مع أن رئيس الحكومة نوري المالكي لا يزال مستقلاً في قراراته عن طهران وواشنطن معاً ).

يصعب تصديق الفكرة القائلة بأن القوات الأميركية تساهم في تقليص النفوذ الإيراني في العراق. لا شك في أن إيران تتبع أجندة محددة في العراق، فقد كانت مصممة على نشوء حكومة عراقية صديقة مكان نظام صدام حسين، أخطر عدو لها على الإطلاق، وبالتالي أرادت تجنب تكرار الحرب الكارثية التي دامت ثماني سنوات وشنّها صدام ضد الإيرانيين خلال الثمانينيات. ونظراً إلى روابط إيران القديمة مع الأحزاب الشيعية في العراق، تقضي أفضل طريقة لتحقيق ذلك الهدف الإيراني بإرساء الديمقراطية في العراق، إذ يشكل الشيعة غالبية انتخابية بارزة وتتكل إيران عليهم لإنشاء روابط ودية مع العراق .

وهكذا عملت إيران على تعميق روابطها السياسية والاقتصادية والدينية مع شيعة العراق. فقد قدّمت الدعم المالي لحلفائها السياسيين والدينيين، فضلاً عن توفير التدريبات والإمدادات العسكرية إلى الميليشيات الشيعية التي كانت تقاتل الولايات المتحدة واشتركت في حرب طائفية ضارية ضد العراقيين السنّة .
عززت إيران هذا النفوذ على رغم وجود 170 ألف جندي أميركي، وقد استعملت ذلك النفوذ لتسريع مغادرة القوات الأميركية .

سيؤدي رحيل القوات الأميركية إلى التخلص من الحجة الأساسية التي تستعملها إيران لدعم الميليشيات الشيعية التي يريد المالكي التخلص منها أصلاً. لكن قد يستمر هذا الدعم بسبب تصعيد مظاهر الحرب بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية .

في حال غزت إيران العراق بعد الانسحاب الأميركي- وهو أمر مستبعد – فستجد عدداً كبيراً من الشيعة العرب المستعدين لمحاربة هذه الدولة الشيعية الفارسية المجاورة، كما فعلوا خلال حرب الثمانينيات. قد تتوافق مصالح المالكي ومقتدى الصدر مع مصالح إيران في بعض المناسبات، لكن يبقى أمثال هؤلاء الأشخاص بطبيعتهم قوميين عراقيين شرسين .

ألمحت خطة بريمر إلى أن العراقيين لم يكونوا مستعدين فعلاً لتقبّل مظاهر الديمقراطية، لكن طرح آية الله السيستاني السؤال بطريقة مغايرة، فتساءل إذا كان الأميركيون مستعدين لتقبل نتائج الانتخابات .
لقد تقبلت الولايات المتحدة تلك النتائج فعلاً. في عام 2008، حين بدأ بوش يتفاوض على اتفاقية جديدة لوضع القوات، أراد إبقاء القوات الأميركية لأجل غير مسمى وأراد أن يوافق العراقيون على بقاء 50 قاعدة أميركية دائمة في البلاد. لكن خذله العراقيون وحددوا تاريخ 31 ديسمبر 2011 كموعد نهائي للانسحاب الأميركي ورفضوا بقاء قواعد دائمة في العراق .

لم يفقد المسؤولون الأميركيون الأمل في أن يوافق العراقيون، بفعل الضغوط، على بقاء بضع وحدات أميركية لكن سرعان ما خيب العراقيون ظنهم .
لا شك في أن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود مهم في العراق عن طريق إبقاء آلاف المسؤولين الأمنيين المتعاقدين ضمن طاقم عمل السفارة التي تضم 17 ألف موظف في بغداد، إلى جانب مئات الجنود المخولين تدريب قوى الأمن المحلية، ولا ننسى استمرار العمليات السرية .

لكن تكثر المخاطر المطروحة في المرحلة المقبلة. قد تنفذ بعض الميليشيات الشيعية اعتداءات ضد القوات الأميركية لإثبات أن جهودها القتالية هي التي طردت الأميركيين. لكن يدرك العراقيون أن حكومتهم- أو الرأي العام العراقي الذي عبرت عنه العملية الديمقراطية- هي التي أجبرت الأميركيين على القبول بشروطها. وإذا كان العراق استطاع التفوق على آخر قوة عظمى في العالم، فمن المستبعد أن يصبح هذا البلد دمية في يد دولة إقليمية مجاورة أقل شأناً من غيرها .

يميل القادة الأميركيون إلى إخبار نظرائهم في المجتمعات الديمقراطية الحديثة العهد بأن اختبار الديمقراطية الحقيقي يتعلق بمدى استعداد القادة لتقبل الهزيمة في الانتخابات. هذا ما اضطر الأميركيون إلى فعله في العراق .

alyatem
15-03-2013, 01:30 PM
المرجعية والاعلام ...
فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ


ان الذين يخشون الله في السر والعلانية نجد ان خطاهم مسددة باذنه تعالى ودائما مثل هكذا نموذج يكون عرضة للتجريح والتجاوز من قبل النفوس المتطفلة التي تجهد نفسها للعثور على زلة لدى الذي يخشى الله حتى تنكل به ...
ولم يتعرض شخص او مؤسسة بعد سقوط الصنم لهجوم معاد مثل ما تعرضت له المرجعية العليا في النجف الاشرف ... ولانهم يخشون الله ويسيرون بخطى الواثق من نفسه نجد ان كثير من القرارات الصائبة التي لا يكون اثرها آني يحاول الطرف الاخر ان ينتقص منها ...
ولان الكلمة سلاح فعال فان المرجعية كثيرا ما حثت على الحوار والسلم والسياسية الشرعية حتى نستطيع من ان نخرج القوات الامريكية ... وقد اتهمت بكثير من الاتهامات من قبل الابواق المغرضة للارهاب بان المرجعية مرتشية وانها متواطئة مع الاحتلال بل زادوا في قباحتهم انه قاموا بانتاج صورة مفبركة تظهر السيد السيستاني وهو يجلس الى جنب رامسفلد ... هذه الافاعيل جعلت حتى رامسفلد ينظر الى المرجعية باكبار لانها لا ترد على المتطفلين مثل هؤلاء الاقزام .

وتبقى الايام رائعة في كشفها اللثام عن كثير من الامور التي قد يعلمها المعادي ولكن لحقده يحاول اخفائها الا ان الحق يابى الا ان يظهر ... وفي اروع تحليل وتقرير للصحافة الامريكية نشرته وكالة موقع نون [نشرت اصل المقال أعلاه في المشاركة رقم 43] بخصوص اخراج المحتل ومن هو الذي عجل خروجه فقد جاء تقرير المحلل الاميركي توني كارون الذي نشره في صحيفة ذي ناشيونال الاميركية صفعة على وجوه الاقزام التي كثيرا ما نعقت بكلمات اكبر من حجمها بحق المرجعية .

سبق لنا وان كتبنا ان المرجعية باصرارها على الانتخابات تكون قد بعثرت اوراق الادارة الامريكية بخصوص خططها في العراق بل ان الانتخابات حققت كثير من الاهداف التي جعلت العراقيين كل يعرف حجمه في العراق .

كانت لبريمر خطط يهودية تصب في الصالح الامريكي وعلى المدى البعيد الا ان بيانات المرجعية افشلت الكثير منها واما التي لم تفشل فانها جاءت بقصور وتامر بعض السياسيين الذين تمكنوا من التسلط نتيجة النظام الانتخابي الفاشل .

يقول ويقر الكاتب الامريكي اذا كان الجمهوريون يبحثون حقا عن رجل واحد لتحميله مسؤولية الانسحاب الامريكي فلن يكون لا الرئيس جورج بوش ولا أوباما ... ولكنه آية الله العظمى علي السيستاني ... رجل الدين الشيعي البارز. فهو الرجل الذي حرص على التأكد من تكفل العراقيين مستقبلا بديمقراطيتهم وليس تكفل الأميركيين بها.
ولو عدنا الى بداية الاحتلال عندما طالب واستنكر السيد السيستاني اعمال العنف في العراق لانها الذريعة التي تبرر بقاء الامريكان ولانهم اي الامريكان يعتقدون انهم يمارسون السياسة بشكل جيد فانهم صرحوا ان بقائهم مرهون بالوضع الامني ولانهم يكذبون فاراد السيد فضح ذلك فطلب ايقاف الاعمال العنفية لسحب البساط من تحت قدم الامريكان ولكن العملاء والارهابيين في العملية السياسية هم من جهدوا واجهدوا انفسهم على بقاء القوات الامريكية في العراق من خلال تصيعد الاعمال الارهابية في العراق

لان المرجعية واثقة من خطواتها فمن الطبيعي تظهر هكذا كتابات وتقارير تتحدث عن المخفي عن الابواق التي تزمر بالباطل ... نحن اهل للديمقراطية الحقيقية والافضل من تلك التي جاء بها الامريكان الينا ولكن العيب بالذي لا يتقبل النتيجة بل المدعوم من اجندة خارجية والذي لا يرضى الا ان يكون له دور في صناعة القرار طبقا للمخطط له خلف الكواليس ولكن دائما راي المرجعية ياتي بالمرصاد لهكذا مخططات

نعم بريمر قالها عن ما لم يتحقق له طيلة بقائه في العراق الا وهو اللقاء بالمرجعية لا هو ولا من ينوب عنه ولكن ماذا نعمل لفاقدي البصيرة والتي تجهد نفسها للنيل من المرجعية ولكن صدق من قال القافلة تسير و.....

سامي جواد كاظم
١٣ / ١١ / ٢٠١١

alyatem
15-03-2013, 01:31 PM
مواضيع مرتبطة

ماذا جاء في كتاب الرحلة العلاجية لسماحة السيد السيستاني دام ظله وأزمة النجف (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172830)

ثوابت المرجعية العليا، حامد الخفاف في كتابين حول الامام السيستاني (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172834)