المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنيئا لهذا العاشق


رضا الله غايتي
15-03-2013, 05:52 PM
من سُبُل الإرتباط الروحي بمقام بقية الله عليه السلام أن يُعمَّر القلب بمحبة الإمام..
وأن يتفرَّغ المرء كل يوم دقائق أو ساعات لمناجاته ومخاطبته سلام الله عليه


أحد علماء أصفهان المعاصرين بعد أن كان هو شاهداً لبعض فصولها
كان عندما يرتقي المنبر في مسجد (كوهرشاد) بمدينة مشهد المقدسة
سُجِّلَت هذه الواقعة على شريط
خلال خطاب كان يلقيه هذا العالم الجليل في مسجد كوهرشاد
إليكم القصة
كان هذا العالم الجليل يتحدث حديثاً مثيراً عن المقام الرفيع للإمام بقية الله أرواحنا له الفداء
عن محبته للإمام والارتباط القلبي به فكان فيما قال
في هذا السياق احتفظ بتجارب أروي الليله واحدة منها على أسماع الشبان الأعزاء من حضروا هذا المجلس
في شهر رمضان في إحدى السنوات عزمت أن أجعل حديثي كله، في مدينة مشهد المقدسة عن إمام الزمان عليه السلام
وخلال الليالي الأولى منه كنت أراقب حالات المستمعين في المجلس
لأتعرف على من يصغي لما أقول باهتمام ومن يستهوي كلامي ويؤثر فيه
وعلى من يكون حظه قلة العناية والاسترخاء
ميزت شاباً كان يحضر المجلس في الليالي الأولى كان يتخذ مكاناً من أطراف المجلس
لكنه بدأ يدنو من المنبر في الليالي التالية
وما زال يقترب حتى إذا جاءت الليلة الخامسة أو الليلة السادسة كان يقعد عند المنبر
فيحضر قبل الآخرين ليجلس في هذا المكان كان حديثي عندما أرتقي المنبر عن الإمام ولي العصرعليه السلام
ومن الطبيعي أن يتخذ الحديث في الليالي الأولى السمة العلمية إلى حد ما
ثم كان الكلام في الليالي التالية يتحول بالتدريج من البحث العلمي إلى الإشارة الذوقية
وينتقل في طوره من المقال إلى الحال
وقد لاحظت وأنا ابدأ بالخطاب الروحي الذوقي
أن حالة هذا الشاب كانت تتغير تغيراً ينفرد به عن كل الحاضرين
حالة عجيبة !
كان يصيح ويقول ( يا صاحب الزمان )
والدموع تنهمر من عينيه ويتلوى أحياناً
وأنا أنظر إليه اتألَّم شخصياً لما هو فيه
تشتد حالتي الروحية وتسمو فينطلق لساني يلهج بأشعار عشقية
وأروح أترنم بكلمات ملتهبة تُحيل المجلس إلى وضع آخر
هذه الحالات كانت تتزايد بتعاقب الليالي حتى إذا اقتربت ليالي آخر الشهر
جعلت حديثي حول ( واجبات الشيعة ) ومحبة الإمام ولي العصر عليه السلام
كنت أقول: علينا أن نحبه
وأُبيِّن ما ينبغي أن نفعله في عصر الغيبة
نظرت إلى نفس الشاب رأيته كما رأيته سابقاً في الليالي التي مضت
كان يتلوى ويُطلق من فؤاده صيحات عشق حارقة بقوله
( يا صاحب الزمان .. يا صاحب الزمان )
مما قلب حالي وغيَّر الجو الروحي لديّ
.. .. ..::.

إنقضت أيام شهر رمضان وانطوى المجلس وعزِمت أن ألقى هذا الشاب لأعرف قصته
لهذا رحت أبحث عنه هنا وهناك
أسأل معارفي عن هذا الشاب
من هو ؟ وماذا جرى له ؟ وما عنوانه ؟
خلال الأيام التي أبحث فيها عنه توصلتُ إلى
أنه صاحب نصف دكان يقع في أحد أحياء مشهد
فانطلقت إلى المكان أبحث عنه
وصلت إلى الدكان فرأيته مغلقاً
سألت الجيران عن شاب صفته كذا وكذا فعرفوه وذكروا إسمه
سألتهم : وأين هو الآن ؟
قالوا : فتح دكانه يومين أو ثلاثة بعد شهر رمضان
ولكن وضعه قد تبدل عن ذي قبل
ومنذ أسبوع أغلَقَ دكانه ولا ندري أين هو الآن
وأخيراً .. وبعد ما يُقارب الثلاثين يوماً
كنت خارجاً من داري الكائنة في شارع طهران بمشهد
وإذا بنفس الشاب الذي رأيته في المجلس وأبحث عنه واقفاً أمامي !
ولكن .. بأيِّ حال ؟
رأيته نحيفاً ، شاحب الوجه مهزولاً
قد غارت وجنتاه ، ولم يبق منه غير جلد وعظم !
وما إن وصل إليَّ حتى أرخى عينيه بالدموع وناداني باسمي قائلاً :
رحمة الله على أبيك وأطال الله في عمرك !
ثم بدأ يبكي وهو يقبل وجهي وكتفي
وتناول يدي بإصرار ليقبلها
سألته: ما خطبك يا ولدي ، وماذا حدث لك ؟!
قال وهو ينتحب : رحمة الله على أبيك وأطال الله في عمرك !
واستمر يدعو .. ويقول في بكائه : هديتني إلى الطريق .. رحم الله والديك
كان يبكي ودموعه سكَّابة كغمامة ربيعية
ثم عزِمَ أن يحكي ففصح عن مكنون سره وروى لي قصته بقوله
لقد أضرمت في تلك الليالي النار في قلبي حتى انخلع
تعرفت على محبة إمام الزمان عليه السلام
تماماً كما كنت تحكي على المنبر وتُبيِّن
كان قلبي خالياً من هذه المحبة خلواً تم كاملاً
ولم يكن هذا مني بالشكل الصحيح
وبدأ قلبي يتحرك شيئاً بعد شيء
وأخذ الشوق إلى رؤيته ينبض في داخل فؤادي
قلبي كان يلتهب في صدري ويضطرم بآلام الفراق
وفي الليالي الأخيرة كان بدني يرتعش لما كنت أصيح وأقول ( يا صاحب الزمان )
ما عادت لي في النوم من رغبة
فقدت أي ميل إلى الطعام والشراب
كان همي أن أُنادي من أعماقي
( يا صاحب الزمان )
وإن أمضي للبحث عنه حتى ألقاه
وعندما انسلخ شهر رمضان ذهبت لأفتح الدكان
فوجدت الرغبة في الكسب قد فقدت من قلبي
فقلبي كان متجهاً حول نقطة واحدة معرضاً عما سواها
كان قلبي محترقاً لرؤية مالك قلبي
لا شأن لي بالكسب والعمل
ظمآن إلى مشاهدة حبيبي ولا أحب عيشتي
لا أحب الطعام والمنام
لم تعد لي طاقة لأتحمل محادثة الزبائن
لم تعد لي قدرة على القعود في الدكان
نفضت من الدكان يدي
أغلقته ومضيت إلى جبل كوهسنكي
وهو جبل موضعه في الاتجاه القبلي لمدينة مشهد المقدسة واليوم هو جزاءً من مدينة مشهد
المكان بريَّة خالية فقصدت تلك البرية
أياماً قضيت تحت شمسها في النهار وقمرها في الليل
كنت أصرخ وأقول : أين أنت يا حبيبي ؟! أين أنت يا عزيز فؤادي ؟!
أين أنت يا مولاي الرحيم ؟!
أبكي .. أبكي .. وأنوح
في هذا الموضع من رواية قصته كان يذرف الدموع
وأحياناً كان يضع يديه على كتفي ويسند رأسه على نحري
قال: بكيت هنالك .. احترقت
رحم الله أباك !
وأخيراً .. سُكِبَ على نيران قلبي ماء الوصال
أخيراً شاهدت حبيبي
أخيراً وضعت هامتي على قدمه
عند هذه النقطة من كلامه
أخذ يقول أشياء لا أقدر أن أبوح بها ولا ينبغي لي ذلك
ثم لما فرغ من بكائه
راح يقبل وجهي وودعني قائلاً
لن أعيش بعد الآن أكثر من أسبوع !
قلت له : ولماذا ؟!
قال: بلغتُ غايتي ، وصلتُ إلى مرادي
مرَّغْتُ وجهي على قدم معشوقي ومالك فؤادي
أخشى غداً إن بقيت في الدنيا
أن يعود هذا القلب الوضيء إلى ظلامه من جديد
أخاف على هذه الروح النقية أن ترتد إلى التلوث
من أجل هذا طلبت الموت
فوافق مولاي
والآن في أمان الله
أنا ذاهب استودعك الله
ثم إنه دعا لي
وبعد ستة أو سبعة أيام فاضت روح هذا الشاب وفارق الدنيا


هنيئىآ لهذا (http://www.yahabebyhasseen.com/vb/showthread.php?t=6337) العاشق (http://www.yahabebyhasseen.com/vb/showthread.php?t=6337) ...

ايمان احمد
16-03-2013, 05:56 AM
ياصاحب الزمان ادركنا ادركنا ادركنا العجل العجل العجل


موفقه يارب

ملاك الصدر
30-03-2013, 02:00 PM
اللهم صلِ على محمد وآلـ محمد

مــوضــووع قمــة فـ الــروووعــة

مع الترقية
جــزااك الله خيــراا

نووورا انا
30-03-2013, 06:41 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

اللهم هب لنا رافته ورحمته ودعائه وخيره
احسنتم