المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشأن أي زوجة من زوجات النبي ص نزلت آيات الإفك؟


alyatem
15-03-2013, 09:57 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


بشأن أي زوجة من زوجات النبي ص نزلت آيات الإفك؟


في معرض الجواب عن سؤال بشأن أي زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزلت آيات الإفك؟

نقول:

رمى عدة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم احدى زوجاته بالزنا!!

وقيل في ذلك عدة امور حتى نزلت آية في برائتها!!


إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

سورة النور الآية11.

ولكن هل شأن نزول هذه الآية كان لعائشة ام لمارية القبطية؟

ومتى انزلت الآية؟

وهل جائت هذه الآية بفضيلة لواحدة منهما؟

هناك أبحاث ووجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع نتعرض لها ان شاء الله تعالى.


قصة الافك على ما جاء في روايات أهل السنة:


إن خلاصة حديث الافك على من نقل في الصحاح ، والتي تروى عن عائشة فقط، هكذا:

... وقفل ، ودنونا من المدينة قافلين ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ... وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش ... يقود بي الراحلة حتى اتينا الجيش ... وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول ، فقدمنا المدينة ، فاشتكيت حين قدمت شهرا ، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك ، لا اشعر بشئ من ذلك ، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم اللطف الذي كنت ارى منه حين أشتكي ، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فيسلم ثم يقول : كيف تيكم ، ثم ينصرف ، فذاك الذي يريبني ولا أشعر بالشر .
فخرجت معي ام مسطح . . . فقالت : تعس مسطح ، فقلت لها : بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا .
قالت : أي هنتاه أولم تسمعي ما قال ، قالت قلت : وما قال ؟ قالت : فأخبرتني بقول أهل الإفك ، فازددت مرضا على مرضي ، قالت: فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم تعني سلم ثم قال : كيف تيكم ، فقلت: أتأذن لي أن آتي ابوي ، قالت: وأنا حينئذ اريد ان استيقن الخبر من قبلهما.
قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فجئت أبوي ، فقلت لامي : يا امتاه ما يتحدث الناس ؟ قالت : يا بنية هوني عليك ، فوالله لقلما كانت إمرأة وضيئة عند رجل يحبها ولا ضرائر إلا كثرن عليها ، قالت : فقلت : سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا ؟
قالت : فبكيت تلك الليلة حتى اصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ، حتى أصبحت أبكي ، فدعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم علي ابن أبي طالب واسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله .
قالت : فأما اسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بالذي يعلم من برائة أهله وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود ، فقال : يا رسول الله أهلك وما نعلم إلا خيرا ، واما علي بن أبي طالب ، فقال : يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك ، قالت : فدعا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بريرة ، فقال : اي بريرة هل رأيت من شئ يريبك ؟ قالت بريرة : لا . . .
قالت : فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم ، قالت : فأصبح ابواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا اكتحل بنوم ولا يرقأ لي دمع يظنان أن البكاء فالق كبدي ، قالت : فبينما هما جالسان عندي ، . . . فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فسلم ثم جلس .
قالت : ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني ، قالت: فشهد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حين جلس ، ثم قال : أما بعد يا عايشة فأنه قد بلغني عنك كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت الممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه .
قالت : فلما قضى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة ، فقلت : لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فيما قال ، قال : والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، فقلت لامي : أجيبي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، قالت : ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ، قالت : فقلت : وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن ، إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم ، وصدقتم به ، فلئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم إني منه بريئة لتصدقني ، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف قال «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون» ... وأنزل الله «إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه»... العشر آيات كلها...

1 ـ صحيح البخاري (المتوفى256) ، كتاب التفسير، تفسير سورة النور ، ج 6 ص 5 ـ 9 ، حديث 1175.
2 ـ و ج 3 ص 154 ـ 157 كتاب الشهادات ، حديث الافك.
3 ـ و ج 5 ص 56 ـ 60 ، كتاب المغازي باب غزوة بني المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع ، باب حديث الافك.
4 ـ و ج 8 ، ص 163 ، كتاب الاعتصام بالکتاب و السنة ، باب قول الله تعالى وأمرهم شورى بينهم وشاورهم في الامر... ؛ الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، طبعة بالاوفسيت عن طبعة دار الطباعة العامرة باسطنبول، 1981.
5 ـ صحيح مسلم (المتوفى 261) ، ج 8 ، ص 116، كتاب التوبة ، باب في حديث الافك، الناشر: دار الفكر ، بيروت.

وجاء في بعض رويات الصحاح بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقام حد القذف على أهل الإفك.

راجع صحيح البخاري ج 8 ، ص 163 ، كتاب الاعتصام بالکتاب و السنة ، باب قول الله تعالى وأمرهم شورى بينهم وشاورهم في الامر...
وقالوا عن صفوان أنه لم يكن متزوجا حتى استشهد!


متى وأي سنة وقعت القصة؟


كان حديث الإفك في غزوة المريسيع

صحيح البخاري ج 5 ص 56، كتاب المغازي باب غزوة بني المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع ، باب حديث الافك.

والملفت للنظر أن البخاري ينقل:

فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : من يعذرني من رجل بلغني اذاه في أهلي ، فوالله ما علمت على أهلي الا خيرا ، وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا ، وما كان يدخل على أهلي الا معي . فقام سعد بن معاذ فقال : يا رسول الله انا والله أعذرك منه ، إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من إخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا فيه امرك . فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية ، فقال: كذبت ، لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك ...

صحيح البخاري ج 3 ، ص 156، كتاب الشهادات ، باب حديث الافك.

وهذا الأمر يدل على التناقض من البخاري ؛ لأن سعد بن معاذ توفى في غزوة بني قريظة وهي قبل غزوة المريسيع وقصة الافك!!!

ويثير انتباهنا كلام ابن حجر العسقلاني ـ وهو من أعمدة العلم عند اهل السنة ـ :

قاتل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس ، ويؤيده ما أخرجه البخاري في الجهاد عن ابن عمر : أنه غزا مع النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بني المصطلق في شعبان سنة أربع، ولم يؤذن له في القتال ؛ لأنه إنما أذن له فيه في الخندق ـ كما تقدم ـ وهي بعد شعبان ، سواء قلنا إنها كانت سنة خمس أو سنة أربع.
وقال الحاكم [النيشابوري] في الإكليل : قول عروة وغيره إنها كانت في سنة خمس أشبه من قول بن إسحاق [المؤرخ المشهور].
( قلت) : ويؤيده ما ثبت في حديث الإفك أن سعد بن معاذ تنازع هو وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك ـ كما سيأتي ـ ، فلو كان المريسيع في شعبان سنة ست مع كون الإفك كان فيها ، لكان ما وقع في الصحيح من ذكر سعد بن معاذ غلطا لان سعد بن معاذ مات أيام قريظة وكانت سنة خمس على الصحيح ـ كما تقدم تقريره ـ ، وإن كانت كما قيل سنة أربع فهي أشد ، فيظهر أن المريسيع كانت سنة خمس في شعبان لتكون قد وقعت قبل الخندق ؛ لان الخندق كانت في شوال من سنة خمس أيضا ، فتكون بعدها ، فيكون سعد بن معاذ موجودا في المريسيع ، ورمى بعد ذلك بسهم في الخندق ومات من جراحته في قريظة.

فتح الباري لإبن حجر العسقلاني (المتوفى852) ج 7 ص 332، باب غزوة بني المصطلق. الناشر دار المعرفة ، بيروت. اوفسيت.

وقد لاحظتم السعي الحثيث لتصحيح التناقض في قصة الافك في غزوة المريسيع والادعاء بجود سعد بن معاذ وحياته حينئذ ، وفي آخر الأمر لم يصل الى نتيجة منطقية في ذلك!!


هل أن الشيعة هم من يتهم عائشة؟


إن أعداء الاسلام وحماة التفرقة ، كانوا وما زالوا يعملون على إحداث الاختلاف بين الفرق والمذاهب الاسلامية وبالتالي هدم الاسلام بذلك!!
وبخصوص هذه المسألة فقد سعى اولئك على نسبة رمي عائشة بالزنا والعياذ بالله إلى الشيعة!! وبهذا يحصل لهم مرادهم في تفريق وحدة المسلمين!!
في حين أننا نرى أنه لم ينقل هذا الأمر في أي واحد من كتب الشيعة المعتبرة!
ورأينا أن هذا الأمر محض كذب وافتراء على الشيعة، كما وضحه الآلوسي ـ مفسر أهل السنة المعروف ـ وأزال حجاب الحقيقة عن ذلك.


الآلوسي: نسبة القول بزنا عائشة إلى الشيعة مجرد كذب واتهام:



أجمع علماء الشيعة على أن أي واحد من أزواج الأنبياء وحتى زوجة النبي لوط التي عبّر سبحانه وتعالى عن خيانتها صريحا، لم يكنَّ متهمات بالزنا على مدى عمرهم.

وتبنى العلاّمة الآلوسي وهو من مفسري العامة المشهورين مبنى عدم صحة نسبة الزنا إلى بعض نساء الأنبياء، وكذّب ذلك وأوضح أن اتهام الشيعة بإعتقاد ذلك مجرد اتهام وكذب:
قال:

ونسب للشيعة قذف عائشة رضي الله تعالى عنها بما براها الله تعالى منه وهم ينكرون ذلك أشد الإنكار وليس في كتبهم المعول عليها عندهم عين منه ولا أثر أصلاً. وكذلك ينكرون ما نسب إليهم من القول بوقوع ذلك منها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وليس له أيضا في كتبهم عين ولا أثر.

الآلوسي البغدادي الحنفي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج18، ص 122، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

ويقول في محل آخر:

(فخانتهما) بيان لما صدر عنهما من الخيانة العظيمة مع تحقق ما ينافيهما من مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام أما خيانة امرأة نوح عليه السلام فكانت تقول للناس: إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف رواه جمع وصححه الحاكم عن ابن عباس....

ونقل ابن عطية عن بعض تفسيرها بالكفر والزنا وغيره ولعمري لا يكاد يقول بذلك إلا ابن زنا فالحق عندي أن عهر الزوجات كعهر الأمهات من المنفرات التي قال السعد: إن الحق منعها في حق الأنبياء عليهم السلام.
وما ينسب للشيعة مما يخالف ذلك في حق سيد الأنبياء صلى الله تعالى عليه وسلم كذب عليهم فلا تعول عليه وكان شائعا وفي هذا على ما قيل: تصوير لحال المرأتين المحاكية لحال الكفرة في خيانتهما لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالكفر والعصيان مع تمكنهم التام من الإيمان والطاعة.

الآلوسي ، روح المعاني ، ج28، ص162،مصدر سابق.

alyatem
15-03-2013, 09:58 PM
وأما رأي الشيعة:



إن رأي الشيعة في آيات الافك أنها نزلت في طهارة مارية القبطية احدى نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي كانت مورد ذلك الاتهام.


الافك في نظر الشيعة:



...عن الباقر عليه السلام قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وآله حزنا شديدا ، فقالت له عايشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام وأمره بقتله ، فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف ، وكان جريح القبطي في حايط ، فضرب علي باب البستان ، فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى عليا عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان ، فوثب علي على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته ، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء ، فانصرف علي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمي في الوبر أمضي على ذلك أم أثبت ، قال: لا بل تثبت ، قال: والذي بعثك بالحق ، ماله ما للرجال ولا له ما للنساء ، فقال: الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت...

1 ـ تفسير الصافي للفيض الكاشاني (المتوفى1091) ج 3 ، ص 424 ، في ذيل الآية 11 من سورة النور ، الناشر: مؤسسة الهادي بقم 1416.
2 ـ بحار الانوار للعلامة المجلسي (المتوفى1111) ج 22 ص 153، الناشر: مؤسسة الوفاء، بيروت 1983 الطبعة الثانية المنقحة.
3 ـ تفسير القمي ، علي بن ابراهيم القمي (المتوفى329) ج 2 ص 99، الناشر : مطبعة النجف 1387.
4 ـ تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي (المتوفى 1412) ج 15 ص 104. الناشر: جماعة المدرسين بقم.

وفي المقابل نجد علماء السنة الذين يدعون الدفاع عن ام المؤمنين وفي سياق هذه القصة في روايات اخرى كيف أنهم اشاروا بإصبع الاتهام الى ام المؤمنين ، وهذا هو محل الاسى والاسف!!
ألم يكن لهم في معرض الدفاع الحقيقي أن يتأملوا قليلا في نقل الاحاديث الواردة في حقها حتى لا تكن شخصيتها محل البحث والتشكيك؟!!! وهذا النقل تم في صحاح اهل السنة كالبخاري ومسلم و..

alyatem
15-03-2013, 09:59 PM
شك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعائشة:



إن العامة ولأجل اثبات نزول آية الافك في عائشة، عمدوا الى الاسفاف في اثبات الأمر حتى أنهم اتهموا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم قد شك في عائشة بل صدق اتهامها بالامر وذكروا انه كان دائما يقول لعائشة ان كنت فعلت ذلك اخبريني لاستغفر لك الله تعالى!!!

جاء في البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر طلب معونة الناس على عبدالله بن أبي وزوجته ، وبرأ صفوان ، مما سبب الجدال الكلامي بين عدة من اصحابه!! ولكنه حينما جاء الى عائشة قال:

يا عايشه بلغني عنك كذا و كذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله وان كنت الممت فاستغفري الله وتوبي اليه فان العبد اذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه...

1 ـ البخاري ، صحيح البخاري، ج2، ص945، ح2518،كتاب الشهادات، بَاب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا و ج4، ص1774، ح4473، كتاب التفسير، بَاب قوله «لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ...»، مصدر سابق ؛
2 ـ مسند احمد (المتوفى241) ج 6 ص 196 ، الناشر: دار صادر ، بيروت؛
3 ـ المستدرك للحاكم النيشابوري (المتوفى405) ج 4 ص 243، الناشر: دار المعرفة، بيروت؛
4 ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (المتوفى807) ج 10 ص 198، الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت 1988؛
5 ـ المصنف للحافظ عبدالرزاق الصنعاني (المتوفى211) ج 5 ص 417، تحقيق حبيب الرحمن الاعظمي؛
6 ـ السنن الكبري للنسائي (المتوفى 303) ج 5 ص 298. الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت 1991.

فبناءا على أي القولين نعتمد ؟!
اطمئنان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بزوجته؟ أم الترديد بشأنها؟!!
ألا يدل هذا الحديث على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان شاكا بزوجته؟!!
ألا يعتبر نقل هذا الحديث في كتب اهل السنة وصحيح البخاري اهانة للرسول واتهاما لزوجته باتيان الفاحشة؟!

alyatem
15-03-2013, 10:01 PM
(زعل) النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع عائشة لمدة شهر:


جاء في صحيح البخاري ج 5 ص 59:

قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشئ.

فهل يمكن القبول بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المبعوث رحمة للعالمين ، من أجل اشاعات لا اساس لها من الصحة صيغت على أيدي منافقين وقويت على يد آخرين ، وقبل أي تحقيق ورعاية حق ، ترك زوجته و(زعل) منها لمدة شهر؟!!!
وهو الذي يقول بشأنه تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . سورة الأنبياء / 107 .
نعم هكذا ينسب علماء السنة امورا مرفوضة الى رسول الله صلى الله وآله وسلم الذي يقول عنه رب العزة:
وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى . سورة النجم / 3و4 .


عدم نقل القصة بواسطة الصحابة:


لماذا لم نسمع عن نقل هذه القصة المهمة التي كانت حديث المجالس لمدة شهر من الصحابة المهاجرين منهم والانصار ؟!! فحتى ولو نفر واحد من اولئك لماذا لم يستطع نقلها!!!
ألا يدل على أن هذا الأمر من اختلاقات عائشة؟؟!!!


أين الفضيلة:


وعلى فرض أن هذه القصة السابقة صحيحة ، ألا تثبت تلك الآيات النازلة أنه لا زنا حدث بين عائشة وصفوان؟ فهل هذا يعتبر فضيلة لأيهما؟!!!
وبما ان جميع نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل جميع نساء الأنبياء عليهم السلام وسائر نساء المؤمنين مبرئون من هذه التهمة ، فلماذا تحتسب هذه البرائة فضيلة لعائشة فقط؟!!!


شأن النزول في آيات الافك :


نقل الحاكم النيشابوري في المستدرك عن عايشة رواية تشير فيها بوضوح على من اورد اهل الافك اتهامهم ، ولكنه لم تذكر أسماء اولئك الذين هم مصداق (العصبة) ، ومن المعلوم انهم هم ممن عند اهل السنة يجب أن يحفظ ماء وجههم فلم يذكروهم!!

عن عايشة قالت : اهديت مارية إلى رسول اللّه ومعها ابن عم لها . قالت : فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا . قالت : فعزلها عند ابن عمها [في مشربة ام ابراهيم] .
قالت : فقال اهل الافك والزور : «من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره» وكانت امّه [تعني مارية] قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه .
قالت عايشة : فدخل به عليّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فقال : «كيف ترين»؟ فقلت : من غذى بلحم الضأن يحسن لحمه .
قال : «ولا الشبه» قالت : فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت : ما أرى شبها . قالت : وبلغ رسول اللّه ما يقول الناس فقال لعلي ... ».

1 ـ المستدرك ج 4 ص 39 ، باب انفاق ابي بكر و عمر على مارية ؛
2 ـ إمتاع الأسماع ، المقريزي (المتوفى 845) ج 5 ص 336 ، الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت، 1999؛
وسنتم الحديث بما جاء في صحيح مسلم لاحقا...

ولابد من اشارة الى امور في نقل الحاكم النيشابوري :
1 ـ كان اتهام اهل الافك بالزنا لمارية وليس لعائشة!
2 ـ إن عائشة لم تستطع القول بشبه (ابراهيم) من أبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما داخلها من حسد وغيرة!
3 ـ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث عليا في مأمورية للتحقيق....!

نقل مسلم النيشابوري ـ في عرض 10 صفحات ـ حديث الافك عن عائشة ، وفي آخر الحديث ينقل رواية عن أنس :

عن انس أنّ رجلا كان يتهم بأم ولد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : اذهب فاضرب عنقه فأتاه علي فاذا هو في ركيّ يتبرد فيها فقال له علي أخرج فناوله يده فأخرجه فاذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عليّ عنه ثمّ أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول اللّه انّه لمجبوب ما له ذكر .

1 ـ صحيح مسلم ج 8 ص 119 كتاب صفات المنافقين و احكامه؛
2 ـ الاستيعاب ، ابن عبدالبر (المتوفى 463) ج 4 ص 1912، الناشر: دار الجيل، بيروت 1412.

نسألكم بالله تعالى هل يوجد انسجام بين هذه القصص وبين مقام نبي قال في حقه رب الجلالة:
وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحي . سورة النجم / 3و4 .
نعم ، اذا كان من المقرر نزول آيات لتبرئة شخص ، فذلك الشخص هو مارية القبطية ، حيث كان الاتهام بأن ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابراهيم ولد على فراشه.


حسد عائشة لمارية:


إن كان واقعا قد وردت مثل هذ الروايات عن عائشة ، فإن علة نسبة آية الافك لها لم يكن الا من حسدها على أَمة النبي التي جذبت اهتمامه وولدت له ولده ، في حين نجد أن عائشة التي وبعد سنوات من العيش مع النبي لم تلد وبقت بدون أطفال، وفي ما سننقله من روايات فإن عائشة هي تصرح بحسدها:

أخبرنا محمد بن عمر حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت : ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية ؛ وذلك أنها كانت جميلة من النساء ، جعدة، وأعجب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان ، فكانت جارتنا ، فكان رسول الله عامة النهار والليل عندها ...ثم رزق الله منها الولد وحرمنا منه.

الطبقات الكبرى ، محمد بن سعد ، (المتوفى230) ، ج 8 ، ص 212 ـ 213. الناشر: دار صادر ، بيروت.

ولا بأس هنا من نقل جملة ذكرها ابو داوود في سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تدل على أسباب حسد عائشة:

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال : إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال ، وإنها لا تلد ، أفأتزوجها ؟ قال : لا . ثم أتاه الثانية فنهاه ، ثم أتاه الثالثة فقال : تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم .

سنن ابي داوود ، سليمان بن الاشعث السجستاني (المتوفى 275) ج 1 ص 455 كتاب النكاح. الناشر: دار الفكر، بيروت 1990.

وينقل عن عمر انه قال:

حصير في البيت خير من امرأة لا تلد .

سنن ابي داوود ج 2 ص 232 كتاب الطب باب في الطيرة.


اخبار الرسول ببرائة مارية:


إن جبريل أتاني فأخبرني أن الله قد برأ مارية وقريبها مما وقع في نفسي ، وبشرني أن في بطنها مني غلاما وأنه أشبه الخلق بي ، وأمرني أن أسميه إبراهيم وكناني بأبي إبراهيم ...

1 ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ، (المتوفى 571) ج 3 ، ص 46 ، الناشر دار الفكر، بيروت 1995؛
2 ـ كنز العمال ، المتقي الهندي ، (المتوفى 975) ج 11 ، ص 471 ، الناشر مؤسسة الرسالة، بيروت 1989.


تداوم اطلاق الشائعات حتى بعد وفاة ابراهيم:


فلما توفى إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ان إبراهيم ابني وانه مات في الثدي وان له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة.

1ـ صحيح مسلم ، ج 7 ، ص 76 ـ 77؛
2 ـ مسند أبي يعلى الموصلي (المتوفى 307) ، ج 7 ، ص 205 ، الناشر: مكتبة در الاقصى، الكويت1405؛
3 ـ صحيح ابن حبان (المتوفى 354) ج 15 ، ص 401 ، الناشر: مؤسسة الرسالة1993؛
4 ـ البداية والنهاية ، ابن كثير (المتوفى 774) ، ج 5 ، ص 331 ، الناشر: دار احياء التراث العربي، بيروت 1988.


من هم الذين اتهموا في قصة الافك على عائشة:


ان واحدة من الامور التي تم التصريح بها في هذه الروايات هو اسماء الذين أشاعوا الاتهام ، وستصيب الحيرة من يلاحظ تلك الاسماء ، ولن يستطيع عقله قبول ذلك:

قال عروة أيضا لم يسم من أهل الإفك أيضا الا حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة كما قال الله تعالى وان كبر ذلك يقال عبد الله بن أبي ابن سلول.

صحيح البخاري ج 5 ص 56 كتاب المغازي باب حديث الافك.

فكيف يمكن قبول أن مسطح ابن اثاثة ، ربيب نعمة ابي بكر ، أن يتهم ابنة ولي نعمته تبعا لقول واحد من المنافقين؟!
وكيف يمكننا القبول بأن حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يتهم زوجة النبي بهذه التهمة؟!
وكيف يمكن قبول أن حمنة زوجة طلحة بن عبيد الله تتهم ابنة عم زوجها وتشيع هذا الكلام الغير لائق بحقها ويبقى طلحة في صمت؟!!


اطلالة على معنى العصبة:


جاء في القرآن الكريم التعبير بـ(العصبة) على فريق الاتهام.

ذكر الراغب في المفردات:

والعصبة جماعة متعصبة متعاضدة ، قال تعالى : ( لتنوء بالعصبة ـ ونحن عصبة ) أي مجتمعة الكلام متعاضدة ، واعصوصب القوم صاروا عصبا ، وعصبوا به أمرا.

مفردات غريب القرآن، الراغب الاصفهاني (المتوفى502)، ص 336 ، الناشر : دفتر نشر الكتاب 1404.

إن عبد اللّه بن ابيّ ومسطح وحمنة ، لم يكن بينهم أي علاقة نسبية أو سببية، ولم يكونوا من قبيلة واحدة ، ولم يكونوا بأجمعهم من المنافقين، وليس جميعهم من الانصار، وليسوا بأجمعهم من قريش!!
فعلى ذلك كيف يمكن لنا أن وتحت أي عنوان أن نجمعهم حتى يصدق عليهم تعبير القرآن الكريم بـ(العصبة)؟! حتى يتناسب مع كلام العرب الفصيح الذي جاء به القرآن الكريم.
أما على رأي الشيعة بأن هذا الأمر كان من مخططات (المنافقين) ، فعليه يكون استعمال اللفظ صحيحا ومطابقا للغة العرب، حينئذ لا يرد الاشكال.


اقامة النبي لحد القذف على المتهمين:


ذكر الترمذي أنه بعد نزول آيات الافك اقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم حد القذف على 3 نفرات هم حسان وحمنة ومسطح:

حدثنا بندار أخبرنا ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت : لما نزل عذري قام رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن ، فلما نزل ، امر برجلين وامرأة فضربوا حدهم.

1 ـ سنن الترمذي (المتوفى 279) ، ج 5 ، ص 17، سورة الفرقان ، الناشر: دار الفكر، بيروت 1983؛
2 ـ سنن ابي داوود ج 2 ص 358 باب حد القذف ؛ وذكر ابو داود في حديث بعده اسماء الاشخاص المذكورين اعلاه.
3 ـ سنن ابن ماجة (المتوفى 273) ج 2 ص 857 ، الناشر: دار الفكر، بيروت.

ما يهمنا هنا ، السؤال عن سبب عدم ورود هذا الأمر واجراء النبي لحد القذف على هؤلاء في حديث آخر غير ما روي عن عائشة؟؟!!
ومن ثم ألا يحتاج اجراء الحد عند حاكم الشرع الى شهادة اثنين من العدول؟!! فكيف تم ذلك وبشهادة أهل السنة انه لم يكن يوجد ولا شاهد عادل على هذه القصة؟!! ناهيك عن ان مسطح حسب زعمهم ذكر القصة عند امه فقط؟!!


تناقض واضح:


قالت عائشة في قصة الافك التي تريد انتسابها لها او يريدون نسبها اليها، تقول انها كانت ضعيفة الجسم وخفيفة المحمل فعندما حملوا (الهودج) لم يتبينوا أنها لم تكن فيه وأنهم تركوها غفلة!!
لكنها في نقول اخرى عنها تقول انها كانت (سمينة) عندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله!!!

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لما أرادوا أن يدخلوني على النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم سمنوني بالقثاء والرطب فتسمنت حتى جعل الناس يتعجبون من سمني.

الاحاد والمثاني ، ابن أبي عاصم الضحاك (المتوفى 287) ج 5 ص 397 ، الناشر: دار الدراية، السعودية1991.

فكيف يمكن لهذين النقلين أن يتوافقا؟!!
يعني أنها في بداية زواجها كانت (سمينة) وبعد مدة من زواجها اصابها (الضعف) الى حد أن لم يحسوا بعدم وجودها في (الهودج)!!!
فهل أن رسول الله (والعياذ بالله) آذاها الى هذا الحد الذي أصبح جسمها بالضعف الذي تصف!!

بناءا على ما تقدم ، نترك الحكم لكم سادتي الاكارم في قبول روايات الشيعة عن شأن نزول آية الافك ، او ردها!!

والحمد لله رب العالمين.


ملاحظة:
1 ـ اعتمدنا في نقل المصادر على برنامج مكتبة أهل البيت عليهم السلام.
2 ـ ما جاء بين معقوفتين [ ] توضيح من الكاتب وليس من اصل الكلام المنقول. فتنبه.

alyatem
15-03-2013, 10:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد


قصة الافك
جعفر مرتضى العاملي


قال القمي رحمه الله: «{إِنَّ الذِينَ جَاؤُوا بِالإفك عُصْبَةٌ مِّنكُمْ..} الآية..
إن العامة رووا: أنها نزلت في عائشة، وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة، وأما الخاصة فإنهم رووا: أنها نزلت في مارية القبطية، وما رمتها به عائشة.
حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، قال: حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة، قال:
سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول: لما مات إبراهيم ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله» حزن عليه حزناً شديداً، فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه؟! فما هو إلا ابن جريح، فبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» علياً «عليه السلام» وأمره بقتله، فذهب علي «عليه السلام» ومعه السيف، وكان جريح القبطي في حائط، فضرب علي «عليه السلام» باب البستان، فأقبل جريح، ليفتح له الباب، فلما رأى علياً «عليه السلام»، عرف في وجهه الغضب، فأدبر راجعاً، ولم يفتح الباب، فوثب علي «عليه السلام» على الحائط، ونزل إلى البستان، واتبعه. وولى جريح مدبراً، فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة، وصعد علي في أثره، فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة، فبدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال، ولا ما للنساء.
فانصرف علي «عليه السلام» إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: يا رسول الله، إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمي في الوبر، أم أثبّت؟ قال: لا بل اثبّت.
فقال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال، ولا ما للنساء، فقال: الحمد لله الذي يصرف عنا السوء أهل البيت..»

تفسير القمي ج2 ص99 و 100 وص318 و 319 وتفسير البرهان ج3 ص126 و 127 وج4 ص205 وتفسير نور الثقلين ج3 ص581 و 582 عنه، وتفسير الميزان ج5 ص103 و 104

وقد روى القمي أيضاً هذه القضية في تفسير قوله تعالى من سورة الحجرات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا..}
تفسير القمي ج2 ص318 و 319 والبحار ج22 ص153 و 154. وكذلك تفسيرالبرهان.

وعنه في رواية عبد الله بن موسى، عن أحمد بن راشد، عن مروان بن مسلم، عن عبد الله بن بكير، قال: قلت لأبي عبد الله «عليه السلام»: جعلت فداك، كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» أمر بقتل القبطي، وقد علم أنها كذبت عليه؟ أولم يعلم؟ وقد دفع الله عن القبطي القتل بتثبيت علي «عليه السلام»؟
فقال: بل كان والله يعلم، ولو كان عزيمة من رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما انصرف علي «عليه السلام» حتى يقتله، ولكن إنما فعل رسول الله «صلى الله عليه وآله» لترجع عن ذنبها، فما رجعت، ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم
تفسير الميزان ج15 ص104 وتفسير البرهان ج3 ص127 وج4 ص205 وتفسير القمي ج2 ص319 والبحار ج22 ص154.

وروى الصدوق «رحمه الله»، عن ماجيلويه، عن عمه عن البرقي، عن محمد بن سليمان، عن داود بن النعمان عن عبد الرحيم القصير، قال: قال لي أبو جعفر «عليه السلام»: أما لو قد قام قائمنا «عليه السلام» لقد ردت إليه الحميراء، حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة «عليها السلام» منها، قلت: جعلت فداك، ولم يجلدها الحد؟!
قال: لفريتها على أم إبراهيم «عليها السلام».
قلت: فكيف أخره الله للقائم؟
قال: لأن الله تعالى بعث محمداً «صلى الله عليه وآله» رحمة، وبعث القائم «عليه السلام» نقمة.
علل الشرائع (ط مكتبة الطباطبائي سنة 1378هـ قم) ج2 ص267 والبحار ج22 ص242.

وبالجمع بين الروايات يظهر للعاقل ما بيناه في المشاركات السابقة.

ونضيف:

روايات غير الشيعة لقضية مارية:


إن نصوص هذه القضية المرتبطة بمارية عديدة، نذكر منها ما يلي:

1 ـ روى مسلم وغيره، والنص لمسلم، عن أنس: أن رجلاً كان يتهم بأم ولد رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعلي: اذهب، فاضرب عنقه، فأتاه علي، فإذا هو في ركي [بئر] يتبرد فيها.
فقال له علي: اخرج، فناوله يده، فأخرجه، فإذا هو مجبوب، ليس له ذكر، فكف علي عنه.
ثم أتى النبي «صلى الله عليه وآله»، فقال: يا رسول الله، إنه لمجبوب ما له ذكر.

صحيح مسلم (ط مشكول) ج8 ص119 ومستدرك الحاكم ج4 ص39 و 40، وراجع: البداية والنهاية ج4 ص273 والمحلى ج11 ص413 وتلخيصه للذهبي، نفس الصفحة والإستيعاب بهامش الإصابة ج4 ص411 و 412 والإصابة ج3 ص334 والسيرة الحلبية ج3 ص312. وليراجع: أسد الغابة ج5 ص542 و 544 وج4 ص268 والكامل لابن الأثير ج2 ص313.

2 ـ عن أنس بن مالك، قال: كانت أم إبراهيم سرية للنبي «صلى الله عليه وآله» في مشربتها، وكان قبطي يأوي إليها، ويأتيها بالماء والحطب، فقال الناس في ذلك: علجة يدخل على عجلة.
فبلغ ذلك رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأرسل علي بن أبي طالب، فوجده على نخلة، فلما رأى السيف وقع في نفسه، فألقى الكساء الذي كان عليه، وتكشف، فإذا هو مجبوب.
فرجع علي إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فأخبره فقال: يا رسول الله، أرأيت إذا أمرت أحدنا بالأمر ثم رأى، في غير ذلك، أيراجعك؟
قال: نعم. فأخبره بما رأى من القبطي.
قال: وولدت مارية إبراهيم، فجاء جبرائيل «عليه السلام» إلى النبي «صلى الله عليه وآله» فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم، فاطمأن رسول الله إلى ذلك» .
طبقات ابن سعد ج8 ص154 و 155 ومجمع الزوائد ج9 ص161، عن الطبراني في الأوسط.

وفي رواية أخرى مثل ذلك، غير أنه قال: «خرج علي، فلقيه على رأسه قربة مستعذباً لها من الماء، فلما رآه علي شهر السيف، وعمد له، فلما رآه القبطي طرح القربة، ورقى في نخلة وتعرى، فإذا هو مجبوب، فأغمد علي سيفه، ثم رجع إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فأخبره الخبر، فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: أصبت، إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب» .
طبقات ابن سعد ج8 ص155.

«وروى الواقدي في إسناده قال: كان الخصي الذي بعث به المقوقس مع مارية، يدخل إليها ويحدثها، فتكلم بعض المنافقين في ذلك وقال: إنه غير مجبوب، وأنه يقع عليها، فبعث رسول الله «صلى الله عليه وآله» علي بن أبي طالب، وأمره أن يأتيه، ويقرره، وينظر في ما قيل فيه، فإن كان حقاً قتله، فطلبه علي، فوجده فوق نخلة، فلما رأى علياً يؤمه أحس بالشر فألقى إزاره، فإذا هو مجبوب ممسوح.
وقال بعض الرواة: إنه ألفاه يصلح خباء له فلما دنا منه ألقى إزاره وقام متجرداً. فجاء به علي إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأراه إياه، فحمد الله على تكذيبه المنافقين بما أظهر من براءة الخصي، واطمأن قلبه» .
أنساب الأشراف ج1 ص450.

3 ـ في مستدرك الحاكم وتلخيصه للذهبي والنص له: عن عائشة قالت: «أهديت مارية ومعها ابن عم لها، فقال أهل الإفك والزور: من حاجته إلى الولد ادَّعى ولد غيره.
قالت: فدخل النبي «صلى الله عليه وآله» بإبراهيم عليَّ فقال: كيف ترين؟!
قلت: من غذي بلبن الضأن يحسن لحمه.
قال: ولا الشبه؟!
قالت: فحملتني الغيرة.
فقلت: ما أرى شبهاً.
قالت: وبلغ رسول الله «صلى الله عليه وآله» ما يقول الناس، فقال لعلي: خذ هذا السيف، فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية، فانطلق، فإذا هو في حائط على نخلة يخترف، فلما نظر إلى علي، ومعه السيف استقبلته رعدة، فسقطت الخرقة، فإذا هو ممسوح» .
مستدرك الحاكم ج4 ص39 وتلخيصه للذهبي، هامش نفس الصفحة.

4 ـ وأصرح من ذلك ما رواه السيوطي، عن ابن مردويه، عن أنس: أن النبي «صلى الله عليه وآله» أنزل أم إبراهيم منزل أبي أيوب، قالت عائشة: فدخل النبي «صلى الله عليه وآله» بيتها يوماً، فوجد خلوة، فأصابها، فحملت بإبراهيم.
قالت عائشة: فلما استبان حملها، فزعت من ذلك، فمكث رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى ولدت، فلم يكن لأمه لبن، فاشترى له ضائنة يغذي منها الصبي، فصلح عليه جسمه، وصفا لونه، فجاء به يوماً يحمله على عنقه.
فقال: يا عائشة، كيف تري الشبه؟
فقلت ـ أنا غيرى ـ : ما أرى شبهاً [ الظاهر أن الصحيح: فقلت ـ وأنا غيرى ـ : ما أرى شبهاً ـ كما يعلم من سائر المصادر.].
فقال: ولا باللحم؟
فقلت: لعمري، لمن تغذى بألبان الضأن ليحسن لحمه.
قال: فجزعت عائشة رضي الله عنها وحفصة من ذلك، فعاتبته حفصة، فحرّمها، وأسرّ إليها سراً، فأفشته إلى عائشة، فنزلت آية التحريم، فأعتق رسول الله «صلى الله عليه وآله» رقبة.

الدر المنثور ج6 ص240، عن ابن مردويه. وراجع: الآحاد والمثاني ج5 ص448 والبداية والنهاية ج5 ص326 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص603.

5 ـ وهو مهم في المقام كسابقه: أنه لما استبان حمل مارية بإبراهيم جزعت عائشة قالت: فلما ولد إبراهيم جاء به رسول الله إلي، فقال: انظري إلى شبهه بي.
فقلت ـ وأنا غيرى ـ : ما أرى شبهاً.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: ألا ترين إلى بياضه ولحمه؟!
فقلت: إن من قصر عليه اللقاح أبيض وسمن.

قد تقدم هذا النص عن الحاكم في المستدرك، والذهبي في تلخيصه، والسيوطي عن ابن مردويه.
ونزيد هنا: طبقات ابن سعد ج1 قسم1 ص88 والبداية والنهاية ج3 ص305 وقاموس الرجال ج11 ص305 عن البلاذري وأنساب الأشراف ج1 ص450 والسيرة الحلبية ج3 ص309، من دون الفقرة الأخيرة من كلامها، وتاريخ اليعقوبي (ط دار صادر) ج2 ص87، مع حذف كلمة «ما» من قولها: «ما أرى شبهاً» لكن المقصود معلوم من اعتراضه «صلى الله عليه وآله». وقد تكون قد قالت ذلك على سبيل السخرية أو الاستفهام الإنكاري.

6 ـ روى محمد بن الحنفية رحمة الله عليه، عن أبيه أمير المؤمنين «عليه السلام»، قال: كان قد كثر على مارية القبطية أم إبراهيم في ابن عم لها قبطي، كان يزورها، ويختلف إليها.
فقال لي النبي «صلى الله عليه وآله»: خذ هذا السيف، وانطلق، فإن وجدته عندها فاقتله.
قلت: يا رسول الله، أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة، أمضي لما أمرتني؟ أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟
فقال لي النبي «صلى الله عليه وآله»: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
فأقبلت متوشحاً بالسيف، فوجدته عندها، فاخترطت السيف، فلما أقبلت نحوه، عرف أني أريده، فأتى نخلة فرقى إليها، ثم رمى بنفسه على قفاه، وشغر برجليه، فإذا به أجب أمسح، ما له مما للرجال قليل ولا كثير.
قال: فغمدت السيف، ورجعت إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي يصرف عنا أهل البيت.

أمالي السيد المرتضى ج1 ص77 وصفة الصفوة ج2 ص78 و 79 والبداية والنهاية ج3 ص304، وقال: إسناد رجاله ثقات، عن الإمام أحمد وكشف الأستار عن مسند البزار ج2 ص188 و 189 ومجمع الزوائد ج4 ص329 وقال: رواه البزار وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ولكنه ثقة وبقية رجاله ثقات، وقد أخرجه الضياء في أحاديثه المختارة على الصحيح. والبحار ج22 ص167 و 168.

7 ـ قال الزمخشري: «بلغه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: أن قبطياً يتحدث إلى مارية، فأمر علياً «عليه السلام» بقتله.
قال علي «عليه السلام»: فأخذت السيف وذهبت إليه، فلما رآني رقى على الشجرة، فرفعت الريح ثوبه، فإذا هو حصور، فأتيت رسول الله «صلى الله عليه وآله» فأخبرته، فقال: إنما شفاء العي السؤال».

وقيل: الحصور ههنا: المجبوب، لأنه حصر عن الجماع.
الفائق ج1 ص287.

8 ـ روت عمرة عن عائشة حديثاً فيه ذكر غيرتها من مارية، وأنها كانت جميلة، قالت: وأعجب بها رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيت لحارثة بن النعمان، وكانت جارتنا، وكان رسول الله «صلى الله عليه وآله» عامة النهار والليل عندهـا، حتى قذعنا لها ـ والقذع الشتم ـ فحولها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد، ثم رزقها الله الولد وحرمناه منه.
وفاء الوفاء ج3 ص826.

alyatem
15-03-2013, 10:04 PM
مع الأجواء الطبيعية لقضية مارية:


لقد رأينا: أن النصوص عند جميع المسلمين تكاد تكون متفقة على صورة قضية الإفك على مارية.

ورأينا أيضاً: أن ما رواه الحاكم في مستدركه، والسيوطي عن ابن مردويه، وغير ذلك مما تقدم، يؤكد على أن عائشة قد غارت من مارية، ونفت شبه إبراهيم بأبيه «صلى الله عليه وآله»، رغم إصرار النبي «صلى الله عليه وآله» على خلافها، ورغم أنه كان أشبه الخلق به «صلى الله عليه وآله» كما في الرواية عن الطبراني.

مما يعني: أنها كانت تسعى لإثارة الشبهة في انتسابه إليه «صلى الله عليه وآله» والإيحاء بحصول خيانة من مارية رحمها الله، كما أن إصرارها على رفض قول رسول الله في تأكيده لشبهه به يستبطن التكذيب والأذى له «صلى الله عليه وآله». وكان الحامل لها على ذلك هو غيرتها الشديدة، حسب اعتراف عائشة نفسها.
شواهد على إلقاء الشبهة:

ومما يجعلنا نطمئن إلى صحة ذلك الحوار، وأن عائشة قد حاولت أن تلقي شبهة على طهارة مارية هو ما قالته عائشة نفسها عن حالتها مع مارية:

«..ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة جعدة، وأعجب بها رسول الله «صلى الله عليه وآله».

إلى أن قالت: وفرغنا لها، فجزعت، فحولها رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى العالية، فكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا. ثم رزقه الله الولد وحرمناه..».

طبقات ابن سعد ج8 ص153 والإصابة ج4 ص405 ووفاء الوفاء للسمهودي ج3 ص826 ولتراجع: البداية والنهاية ج3 ص303 و 304.

لكن عند السمهودي ـ كما تقدم ـ : حتى قذعنا لها، والقذع الشتم كما أشرنا إليه هناك.

وعن أبي جعفر: «..وكانت ثقلت على نساء النبي «صلى الله عليه وآله»، وغرن عليها، ولا مثل عائشة»

طبقات ابن سعد ج1 قسم1 ص86 والسيرة الحلبية ج3 ص309.

ويقول ابن أبي الحديد المعتزلي عن موقف عائشة حين موت إبراهيم «عليه السلام»: «..ثم مات إبراهيم فأبطنت شماتة، وإن أظهرت كآبة..».
شرح النهج للمعتزلي ج9 ص195.

وبعد كل ما تقدم، نعرف: أن أم المؤمنين قد ساهمت في إثارة الشكوك والشبهات حول مارية، وولدها إبراهيم.


شراكة حفصة:


ولعلنا نستطيع أن نفهم أيضاً من رواية السيوطي عن ابن مردويه: أن حفصة أيضاً قد شاركت في تأليب رأي النبي «صلى الله عليه وآله» ضد مارية، وأن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حرّم مارية على نفسه، بعد المحاورة التي جرت بينه وبين عائشة، وبعد جزعهما، وعتاب حفصة له في شأنها.

ويفهم أيضاً من رواية الحاكم أن تكثير الناس على مارية قد كان بعد المحاورة المشار إليها بين النبي «صلى الله عليه وآله» وعائشة.


سبب تحريم مارية:


وكل ذلك يجعلنا نطمئن إلى: أن سبب تحريم مارية هو ما ذكر من الشبهات حولها، لا مجرد أنه وطأها في بيت حفصة أو عائشة.

ولا سيما بملاحظة: أن آيات التحريم، في سورة التحريم، تدل على: أن ما ارتكبوه كان أمراً عظيماً جداً، لا مجرد قول حفصة: «يا رسول الله في بيتي، وعلى فراشي»، فإن هذا كلام طبيعي، وليس فيه أي إساءة أدب، أو خروج عن الجادة، ولا يستحق هذا التأنيب العظيم الوارد في الآيات.

وعلى هذا فإن الظاهر هو: أن آيات تحريم مارية التي في سورة التحريم قد نزلت في معالجة الشبهات التي أثارتها عائشة وحفصة حول مارية حينما حرمها النبي «صلى الله عليه وآله» على نفسه لذلك، وأما آية الإفك، فنزلت في الإفك عليها أيضاً.


دور عمر في قضية مارية تبرئة أو اتهاماً:


ولقد احتمل بعض العلماء: أن عمر أيضاً قد شارك في إثارة الشبهات حول مارية بالإضافة إلى حفصة وعائشة، ومستنده في ذلك ما عند الطبراني وغيره، حيث ذكروا رواية تضمنت أن ظهور براءة مارية كان على يد عمر، لا علي «عليه السلام»، وأنه لما رجع إلى الرسول، قال له «صلى الله عليه وآله»: «ألا أخبرك يا عمر: إن جبرائيل أتاني فأخبرني، أن الله عز وجل قد برأ مارية وقريبها مما وقع في نفسي، وبشرني: أن في بطنها مني غلاماً، وأنه أشبه الخلق بي، وأمرني أن أسميه إبراهيم..».

دلائل الصدق ج3 قسم2 ص26 عن كنز العمال ج6 ص118 والرواية موجودة في مجمع الزوائد ج9 ص162 والسيرة الحلبية ج3 ص312 و 313 والإصابة ج3 ص335 عن ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وكنز العمال ج14 ص97 عن ابن عساكر بسند حسن.

فقد احتمل المظفر استناداً إلى هذه الرواية: أن لعمر بن الخطاب شأناً في اتهام مارية، وإلا.. فلماذا يخصه الرسول «صلى الله عليه وآله» بهذه المقالة؟!.
دلائل الصدق ج3 قسم2 ص26.


من الذي برأ مارية:


ولكننا بدورنا نقول: إن هذه الرواية محل إشكال، لأن الروايات متفقة ومتضافرة على أن براءة مارية كانت على يد علي «عليه السلام»، وهذه تقول: بل كانت على يد عمر.

وأجاب العسقلاني عن ذلك باحتمال: أن يكون رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد أرسل عمر أولاً، فأبطأ في العودة، لأنه لما رآه ممسوحاً اطمأن وتشاغل ببعض الأمر، فأرسل «صلى الله عليه وآله» علياً بعده، ورجع علي «عليه السلام»، فبشره «صلى الله عليه وآله» بالبراءة، ثم جاء عمر بعده فبشره بها.
الإصابة ج3 ص335.

ولكن هذا التوجيه منه يحتاج إلى إثبات، وعلى الأقل إلى شواهد تؤيده، كما أن تلكؤ عمر في إخباره للنبي «صلى الله عليه وآله»، حتى يذهب علي «عليه السلام»، ويكشف الأمر مرة ثانية، ويرجع، بعيد عن التصرف الطبيعي في مناسبات حادة، تثير الأزمات بدرجة غير عادية كهذه المناسبة.

إذن.. فبملاحظة التشابه بين هذه الرواية، وبين ما يرد عن علي «عليه السلام»،

وبملاحظة: أن تبرئة علي «عليه السلام» لها مجمع عليها، ولا شك فيها، فإننا لا يمكن أن نصدق هذه الرواية: فإن عمر لم يذهب إلى مأبور، ولا شارك في تبرئة مارية.

فقولهم: إن النبي «صلى الله عليه وآله» قال له: ألا أخبرك يا عمر الخ.. ـ إن صح ـ فهو ابتداء كلام معه، وحينئذ فيحتاج ما ذكره المظفر إلى الجواب.


براءة مارية:


لقد مر علينا آنفاً: أن الرسول «صلى الله عليه وآله» يخبر عمر بن الخطاب بأن جبرائيل قد أخبره أن الله تعالى قد برأ مارية.

وقد يمكن أن يفهم من ذلك: أن هذا يؤيد كون آيات الإفك قد نزلت في شأن مارية.. وأن الله تعالى قد برأها بواسطتها، وإلا فما معنى تبرئة الله تعالى لها فيما سوى ذلك؟ إذ إن براءتها قد ثبتت على يد علي «عليه السلام»، فتبرئة الله تعالى لها، لا بد أن تكون بنحو آخر، غير ما فعله علي «عليه السلام»، وليس هو إلا نزول آيات الإفك في شأنها.


استمرار آثار الاتهام:


هذا.. ويبدو أن الشك في شأن مارية قد استمر إلى حين وفاة إبراهيم ابن رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنه قد كان ثمة من يصر على الاتهام، ولو بالخفاء.

ولعل عائشة التي يقول المعتزلي: إنها أظهرت كآبة، وأبطنت شماتة، كان يهمها هذا الأمر أكثر من غيرها. ولذا نجد النبي «صلى الله عليه وآله» حتى حين موت ولده إبراهيم يؤكد على: أن إبراهيم هو ولده.

فقد روي في صحيح مسلم: أنه «..لما توفي إبراهيم قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة..».

صحيح مسلم (ط مشكول) ج7 ص77 وفتح الباري ج3 ص140 وتاريخ الخميس ج2 ص146 وكنز العمال ج14 ص98 عن أبي نعيم.

فليس لقوله «صلى الله عليه وآله»: «إن إبراهيم ابني» مبرر إلا أن يقال: إنه أراد أن يقوم بمحاولة أخيرة، لدفع كيد الإفكين، وشك الشاكين.

alyatem
15-03-2013, 10:05 PM
كلام السيد المرتضى:


وأشكل السيد المرتضى وغيره على الرواية الأخيرة، من روايات الإفك على مارية: بأنه كيف جاز لرسول الله «صلى الله عليه وآله» الأمر بقتل رجل على التهمة بغير بينة، ولا ما يجري مجراها؟

وعلى حد تعبير ابن حزم: «كيف يأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله» بقتله دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر، لا بوحي، ولا بعلم صحيح، ولا بينة، ولا بإقرار؟!
وكيف يأمر «عليه السلام» بقتله في قصة، بظن قد ظهر كذبه بعد ذلك وبطلانه؟!
وكيف يأمر «عليه السلام» بقتل امرئ قد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه؟!
وكيف يأمر «عليه السلام» بقتله، ولا يأمر بقتلها، والأمر بينه وبينها مشترك؟!».

وقد أجاب ابن حزم بقوله: «لكن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد علم يقيناً أنه بريء، وأن القول كذب، فأراد «عليه السلام» أن يوقف على ذلك مشاهدة، فأمر بقتله لو فعل ذلك الذي قيل عنه، فكان هذا حكماً صحيحاً في من آذى رسول الله «صلى الله عليه وآله». وقد علم «عليه السلام» أن القتل لا ينفذ عليه لما يظهر الله تعالى من براءته».

ثم ذكر قصة اختلاف امرأتين في مولود، وتحاكمهما إلى داود، فحكم به للكبرى، فخرجتا على سليمان، فقال: ائتوني بالسكين أشقه بينهما.

فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى.

ثم قال: «إن سليمان لم يرد قط شق الصبي بينهما، وإنما أراد امتحانهما بذلك، وبالوحي فعل هذا بلا شك، وكان حكم داود للكبرى على ظاهر الأمر، لأنه كان في يدها، وكذلك فعل رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ما أراد قط إنفاذ قتل ذلك المجبوب، لكن أراد امتحان علي في إنفاذ أمره، وأراد إظهار براءة المتهم وكذب التهمة عياناً. وهكذا لم يرد الله تعالى إنفاذ ذبح إسماعيل بن إبراهيم «عليهما السلام» إذ أمر أباه بذبحه، لكن أراد الله تعالى إظهار تنفيذه لأمره».

المحلى ج11 ص413 و 414.

وليت ابن حزم قال: إنه «صلى الله عليه وآله» أراد إظهار طاعة علي «عليه السلام» كما هو حال إبراهيم حين أمره الله بذبح ولده اسماعيل.

وأجاب السيد المرتضى «رحمه الله تعالى»:

بأن من الجائز أن يكون القبطي معاهداً، وأن النبي كان قد نهاه عن الدخول إلى مارية، فخالف وأقام على ذلك، وهذا نقض للعهد، وناقض العهد من أهل الكفر مؤذن بالمحاربة، والمؤذن بها مستحق للقتل.
وإنما جاز منه «صلى الله عليه وآله» أن يخير بين قتله والكف عنه، وتفويض ذلك إلى علي «عليه السلام»، لأن قتله لم يكن من الحدود والحقوق، التي لا يجوز العفو عنها، لأن ناقض العهد إذا قدر عليه الإمام قبل التوبة له أن يقتله، وله أن يعفو عنه.
وأشكل أيضاً: بأنه كيف جاز لأمير المؤمنين «عليه السلام» الكف عن القتل، ومن أي جهة آثره لما وجده أجب، وأي تأثير لكونه أجب فيما استحق به القتل، وهو نقض العهد؟!
وأجاب: بأنه كان له «عليه السلام» أن يقتله مطلقاً حتى مع كونه أجب لكنه «عليه السلام» آثر العفو عنه، من أجل إزالة التهمة والشك الواقعين في أمر مارية، ولأنه أشفق من أن يقتله، فيتحقق الظن، ويلحق بذلك العار.

راجع أمالي السيد المرتضى ج77 ـ 79.

أما نحن فنقول:

إن الجواب على الإشكال الأول محل تأمل، ذلك للشك في كون مأبور معاهداً، فقد صرحوا: بأن مأبوراً قد أسلم في المدينة.

إلا أن يقال: إنه أسلم بعد قضية مارية.
ولكن ذلك يحتاج إلى إثبات ليمكن اعتماد جواب السيد المرتضى «رحمه الله».
على أننا نقول: إن من القريب جداً: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يكن أمره بالقتل على الحقيقة، وإنما كان ذلك مقدمة لإظهار البراءة الواقعية لمارية، فأراد علي «عليه السلام» أن يظهر للناس قصد النبي هذا، فسأله بما يدل عليه، وأجابه «صلى الله عليه وآله» بذلك أيضاً.
ولعل هذا الاحتمال، أولى مما ذكره السيد المرتضى: لأن ما ذكره السيد يحتاج إلى إثبات المعاهدة لمأبور، ولا مثبت لها..
أما هذا، فهو موافق للسنة الجارية في أمور مثل هذه يحتاج الأمر فيها إلى الكشف واليقين، ورفع التهمة، لا سيما وأن آيات الإفك إنما دلت على البراءة الشرعية، فتحتاج إلى ما يدل على البراءة الواقعية أيضاً.
ويؤكد هذه البراءة الواقعية: أن مأبوراً ـ كما يقولون ـ كان أخاً لمارية، وكان شيخاً كبيراً.

طبقات ابن سعد ج8 ص153 والإصابة ج4 ص405 وج3 ص334.

وقال النووي في مقام الجواب عن الإشكال المتقدم: «قيل: لعله كان منافقاً، ومستحقاً للقتل بطريق آخر، وجعل هذا محركاً لقتله بنفاقه، وغيره، لا بالزنى.. وكف عنه علي رضي الله عنه اعتماداً على أن القتل بالزنى، وقد علم انتفاء الزنى..».

النووي على مسلم، هامش القسطلاني ج10 ص237.

ولكن قد فات النووي: أن عقوبة الزنى ليست هي القتل أيضاً، وإنما هي الجلد أو الرجم.
إلا أن يقال: إن ذلك هو حكم من يعتدي على حرمات رسول الله «صلى الله عليه وآله».
وخلاصة الأمر: أن دعوى نفاقه تبقى بلا دليل، فلا يمكن الاعتماد عليها، فما أجبنا به نحن هو الأظهر والأولى.
بل إننا حتى لو سلمنا: أنه كان منافقاً ظاهر النفاق، فإن قتله له في هذه المناسبة لأجل نفاقه سيوجب تأكد تهمة الفاحشة والزنى على مارية، وهذا خلاف الحكمة منه «صلى الله عليه وآله»، وفيه ضرر عظيم على الدعوة وعلى قضية الإيمان كلها.
فكان لا بد من إظهار كذب تلك التهمة بصورة محسومة، ثم يعاقب على نفاقه بالصورة التي يستحقها.


مناقشات العلامة الطباطبائي رحمه الله:


وقد ناقش العلامة الطباطبائي «رحمه الله» موضوع الإفك على مارية في رواية القمي «رحمه الله» بمناقشتين:

أولاهما: أن قضية مارية لا تقبل الانطباق على الآيات التي نزلت في الإفك، ولا سيما قوله: {إِنَّ الذِينَ جَاؤُوا بِالإفك} الآية.

وقوله: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} الآية..
وقوله: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ..} الآية.

فمحصل الآيات: أنه كان هناك جماعة مرتبط بعضهم ببعض، يذيعون الحديث، ليفضحوا النبي «صلى الله عليه وآله». وكان الناس يتداولونه لساناً عن لسان، حتى شاع بينهم، ومكثوا على ذلك زماناً، وهم لا يراعون حرمة النبي «صلى الله عليه وآله» وكرامته من الله.. وأين مضمون الروايات من ذلك؟

اللهم إلا أن تكون الروايات قاصرة في شرحها للقصة.

ثانيتهما: أن مقتضى القصة، وظهور براءتها إجراء الحد على الإفكين، ولم يجر.. ولا مناص عن هذا الإشكال، إلا بالقول بنزول آية القذف بعد قصة الإفك بزمانٍ.

والذي ينبغي أن يقال ـ بالنظر إلى إشكال الحد الوارد على الصنفين ـ يعني ما روته العامة، من أن الإفك كان على عائشة، وما رواه القمي وغيره ـ حسبما بيناه ـ: أن آيات الإفك قد نزلت قبل آية حد القذف، ولم يشرَّع بنزول آيات الإفك إلا براءة المقذوف، مع عدم قيام الشهادة، وتحريم القذف.
ولو كان حد القاذف مشروعاً قبل حديث الإفك، لم يكن هناك مجوز لتأخيره مدة معتداً بها، وانتظار الوحي، ولا نجا منه قاذف منهم.
ولو كان مشروعاً مع آيات الإفك لأشير فيها إليه، ولا أقل باتصال آيات الإفك بآية القذف، والعارف بأساليب الكلام لا يرتاب في أن قوله: {إِنَّ الذِينَ جَاؤُوا بِالإفك} الآيات.. منقطعة عما قبلها.
ولو كان على من قذف أزواج النبي «صلى الله عليه وآله» حدان، لأشير إلى ذلك في خلال آيات الإفك بما فيها من التشديد، واللعن، والتهديد بالعذاب على القاذفين.
ويتأكد الإشكال على تقدير نزول آية القذف، مع نزول آية الإفك، فإن لازمه أن يقع الابتلاء، بحكم الحدين، فينزل حكم الحد الواحد.

الميزان ج15 ص104 و 105.

ولنا هنا كلمة:

هذا مجمل كلام العلامة الطباطبائي في المقام.

وقد رأينا أنه «رحمه الله» قد أجاب هو نفسه عن كلا المناقشتين في المقام بما فيه مقنع وكفاية، فيبقى حديث إفك مارية سليماً من الإشكال، بخلاف حديث الإفك على عائشة، فإن ما تقدم في هذا البحث لا يدع مجالاً للشك في كونه إفكاً مفترى.
ونزيد نحن هنا: أن ما ذكره العلامة الطباطبائي من أن رواية مارية قاصرة في شرحها للقصة، صحيح. ولعل ذلك يرجع إلى أن الاتجاه السياسي كان يفرض أن لا تذكر جميع الحقائق المتعلقة بهذا الموضوع، لأنه يضر بمصلحة الهيئة الحاكمة، أو من يمت إليها بسبب سياسي، أو نسب أو غيره..
وأيضاً: فإننا إذا أضفنا من ذكرتهم روايات عائشة في جملة الإفكين، إلى من ذكرتهم، أو لمحت إليهم الروايات الأخرى، ولا سيما أولئك الآخرون الذين لم يعرفهم عروة بن الزبير.. فإن المجموع يصير طائفة لا بأس بها، ويصدق عليهم أنهم عصبة.
ولا سيما بملاحظة: أن بعض روايات الإفك على مارية قد ذكرت: أن هذه القضية قد شاعت وذاعت وتناقلتها الألسن وكثر عليها في هذا الأمر.
وأما بالنسبة لمناقشته الثانية ـ أعني موضوع إجراء الحد ـ فجوابه الأول هذا محل نظر إذ أن سورة النور قد نزلت جملة واحدة.
ولذا فإن الظاهر هو: أن النبي «صلى الله عليه وآله» لم يقم الحد على الإفكين، وهو ما صرح به أبو عمر بن عبد البر من أنه لم يشتهر جلد أحد.
ويتأكد ذلك: إذا كان ثمة مفسدة كبرى تترتب على إقامته، تهدد كيان الدولة الإسلامية، وبناء المجتمع الإسلامي، أو تترتب عليه أخطار جسيمة على مستقبل الدعوة بشكل عام.
ولهذا الأمر نظائر كثيرة في السيرة النبوية، فالنبي «صلى الله عليه وآله» لا يقتل ابن أُبي رغم استحقاقه للقتل، في كثير من الموارد، وذلك حتى لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه. مما يصير سبباً في امتناع الناس عن الدخول في الإسلام، وهو لا يزال في أول أمره، أو خروج أصحاب النفوس الضعيفة منه.
وكذلك هو لا يقتل خالد بن الوليد، رغم ما ارتكبه في بني جذيمة، حيث قتلهم قتلاً قبيحاً، وهم مسلمون موحدون، يقيمون الصلاة..
بل إن الحكومات الغاصبة تمارس نفس هذا الأسلوب، فإن أبا بكر لم يقتل خالد بن الوليد، ولم يقم عليه حد الزنا في قضية مالك بن نويرة، وذلك حفاظاً على حكومته وقوتها في قبال علي «عليه السلام» صاحب الحق الشرعي بنص الكتاب الحكيم وبتنصيب الرسول الكريم «صلى الله عليه وآله» .
إلى كثير من الشواهد الأخرى على ذلك.

هذا كله، لو فرض: أن آية حد القذف قد نزلت مباشرة مع آيات الإفك، أو قبلها، كما هو الظاهر.
وأما إذا كان قد تأخر نزولها ـ وهو أمر غير مقبول ـ فلا يكون ثمة إشكال على رواية مارية أصلاً. نعم يبقى الإشكال في روايات الإفك على عائشة التي تقول: إن الإفكين قد جلدوا حداً، أو حدين، أو وجىء في رقابهم!! .


جعفر مرتضى العاملي

النجف الاشرف
16-03-2013, 11:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم اخي على النقل الموفق
وايات الافك نزلت في السيدة مارية رحمها الله
والسلام عليكم

أبوشهاب
16-03-2013, 11:29 PM
~ alyatem ~

مجهود كبير جداًاااا وراااائع جعله الله (http://www.imshiaa.com/vb) في ميزااان أعمالكم إن شاء الله (http://www.imshiaa.com/vb) ورزقكم شفاعة أهل البيت (ع)

أتمنى من الإدارة تثبيت هذا الطرح لكي يستفيد منه الآخرون

تحياااتي

alyatem
17-03-2013, 12:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم اخي على النقل الموفق
وايات الافك نزلت في السيدة مارية رحمها الله
والسلام عليكم

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
ورحم الله والديكم
البحث مقسّم الى جزئين
الجزء الثاني منه هو للسيد جعفر مرتضى العاملي كما هو واضح وليس البحث كله
فاقتضى التنويه
***
في موضوع متصل يرجى مراجعة هذا الرابط

http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172903
~ alyatem ~

مجهود كبير جداًاااا وراااائع جعله الله (http://www.imshiaa.com/vb) في ميزااان أعمالكم إن شاء الله (http://www.imshiaa.com/vb) ورزقكم شفاعة أهل البيت (ع)

أتمنى من الإدارة تثبيت هذا الطرح لكي يستفيد منه الآخرون

تحياااتي


حسن ظنكم اخي الكريم
ورحم الله والديك على الدعاء
جعلنا الله واياكم من المتمسكين بولاية امير المؤمنين