المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل زنت عائشة!!!


alyatem
15-03-2013, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال يطرح نفسه : هل اتهام عائشة بالفحشاء صحيح؟!!


الأبحاث المطروحة هنا ستكون هكذا:

اولا: الروايات

الرواية الأولى: عائشة تزين خادمة لتصطاد بها شباب مكة!
نقد وتحليل الرواية: الرواية مجهولة السند!

الرواية الثانية: نساء نوح ولوط ارتكبن الفاحشة!
نقد وتحليل الرواية:
1 ـ الجواب الإجمالي
2 ـ الجواب التفصيلي

الرواية الثالثة: أن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانتها!
نقد وتحليل الرواية
الأموال التي أعطاها معاوية إلى عائشة

الرواية الرابعة: زواج واحدة من نساء النبي من أحد الأصحاب.
نقد وتحليل الرواية

ثانيا : التحليل النهائي للروايات

ثالثا : رأي علماء الشيعة حول اتهام نساء الأنبياء بالفحشاء

الآلوسي: نسبة القول بزنا عائشة إلى الشيعة مجرد كذب واتهام


رابعا: نظرية علماء السنة حول الاتهام بالفحشاء لنساء الانبياء

خامسا: اتهامات كبار علماء العامة لعائشة

1 ـ قصة (الافك) واتهام الصحابة لعائشة بنظر أهل العامة
2 ـ سب الصحابة لعائشة واتهامها بالفحشاء
3 ـ اتهام الصحابة لعائشة
4 ـ اقامة حد القذف على الصحابة
5 ـ شك الرسول (ص) بطهارة عائشة
6 ـ مشاورة الرسول لاصحابه في طلاق عائشة
7 ـ زعل النبي (ص) لمدة شهر مع عائشة
تحليل عدم اطمئنان النبي (ص) بعائشة
8 ـ والد ووالدة عائشة ايضا ممن صدّق بإتهامها
9 ـ باقي نساء النبي (ص) ايضا ممن اتهم عائشة

سادسا: نقل روايات (بعيدة عن الحياء) عن لسان عائشة

1 ـ نساء الجنة (بواكر) في قول مخجل عن عائشة
2 ـ رسول الله (ص) (يمص) لسان عائشة وهو صائم
3 ـ افشاء اكثر الاسرار عمقا بين رسول الله (ص) وعائشة
4 ـ النبي (ص) يلعب مع عائشة
5 ـ النساء يحشرن عاريات يوم القيامة
6 ـ النبي (ص) يقبل عائشة وهو صائم
7 ـ رسول الله (ص) يكشف فخذ عائشة ويضع عليه وجهه
8 ـ اتهام عائشة بالغسل أمام اخيها بالرضاعة
9 ـ الاتهام بجنابة الرجال في بيت عائشة:

1 ـ عبد اللَّهِ بن شِهَابٍ الْخَوْلَانِيِّ
2 ـ هَمَّامِ بن الحرث
3 ـ رجل من قبيلة نخع
4 ـ رجل غير معروف
5 ـ ضيف عائشة الذي تغطى بملحفة صفراء

10 ـ عائشة تأمر اختها بإدخال من تحب عليها وارضاعها لهم

سابعا: اتهام بعض علماء السنة لنساء الأنبياء عليهم السلام

ثامنا: النتيجة:
اتفق علماء الشيعة وأكثر علماء السنة أن كل نساء الأنبياء عليهم السلام وحتى اولئك اللواتي ورد التصريح بكفرهن في القرآن الكريم ، مبرئات من تهمة الفحشاء (الزنا)!!

ملاحظة ما وضع بين معقوفيتن [ ] توضيح من الكاتب وليس من اصل الحديث او الرواية او القول!! فتنبه.

alyatem
15-03-2013, 10:39 PM
من أكثر الأبحاث المهمة التي اتفق عليها علماء الشيعة والعامة هو أن أي واحدة من نساء النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا أي زوجة من زوجات الأنبياء عليهم السلام قد أتت بفاحشة.
وبهذا الصدد فإن طائفة من أعداء الدين نسبوا تهمة الزنا لبعض نساء النبي اعتمادا على روايات ضعيفة ومتروكة منثورة في كتب العامة والشيعة.
وبنظرنا إن اتهام نساء الأنبياء في حقيقة الأمر طعن بنفس الأنبياء.

في البداية نحلل روايات هذه الطائفة المعادية وبعدها نأتي بما يعتقده علماء الشيعة والسنة في هذا الموضوع.


الرواية الأولى:

عائشة تزين خادمة لتصطاد بها شباب مكة!!



نجد في كتب العامة روايات تتهم نساء الأنبياء وخصوصا عائشة.

نقل ابن أبي شيبة في كتاب المصنف رواية مفادها أن عائشة زينت شابة لتستهوي قلوب شباب قريش بها:

حدثنا أبو بكر قال نا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن امرأة منهم عن عائشة: أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش.

[شوفت الجارية: زينت ما يحل إظهاره منها وهو وجهها وألبستها الملابس الجميلة لتحسن في أعين الخاطب وطالب النكاح، والجارية: الشابة الصغيرة السن]

إبن أبي شيبة الكوفي، ابوبكر عبد الله بن محمد (المتوفى235 هـ)، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، ج4، ص49، ح17664، و ج4، ص484، تحقيق: كمال يوسف الحوت، الناشر: مكتبة الرشد ـ الرياض، الطبعة: الأولى، 1409هـ.

ونقل الرواية علماء اللغة وشرحوا كلماتها:

ابن منظور في لسان العرب:

وفي حديث عائشة رضي الله عنها: أنها شوفت جارية فطافت بها وقالت: لعلنا نصيد بها بعض فتيان قريش، أي زيّنتها.

الأفريقي المصري، محمد بن مكرم بن منظور (المتوفى711هـ)، لسان العرب، ج9، ص185، الناشر: دار صادر ـ بيروت، الطبعة: الأولى.


وابن الأثير الجزري:

في حديث عائشة (أنها شوفت جارية فطافت بها وقالت: لعلنا نصيد بها بعض فتيان قريش) أي زيّنتها.
يقال شوف وشيف وتشوف: أي تزين. وتشوف للشيء أي طمح بصره إليه.

الجزري، ابوالسعادات المبارك بن محمد (المتوفى606هـ)، النهاية في غريب الحديث والأثر، ج2، ص509، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ـ محمود محمد الطناحي، الناشر: المكتبة العلمية ـ بيروت ـ 1399هـ ـ 1979م.

والزبيدي في تاج العروس:

المُشَوَّفَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: مِن النِّسَاءِ: التي تُظْهِرُ نَفْسَهَا لِيَرَاهَا النَّاسُ، عن أَبي عليٍّ. وشَوَّفَهَا، تَشْوِيفاً: زَيَّنَهَا، ومنه حَدِيثُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: (أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً، فطافَتْ بها، وقالتْ: لَعَلَّنَا نَصِيدُ بها بَعْضَ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ).

الحسيني الزبيدي، محمد مرتضى (المتوفى1205هـ)، تاج العروس من جواهر القاموس، ج23، ص534، تحقيق: مجموعة من المحققين، الناشر: دار الهداية.

ونقل الرواية الحربي في غريب الحديث. وأضاف :

وقوله في حديث عائشة: شوفت جارية أخبرني أبو نصر عن الأصمعي يقال: شيفت الجارية شوفا إذا زينت، وتشوفت الجارية إذا تزينت.

الحربي، الإمام أبي اسحق إبراهيم بن اسحق (المتوفى 285 هـ) غريب الحديث، ج2، ص812 و817، باب شف، تحقيق الدكتور سليمان بن إبراهيم بن محمد العاير، الناشر مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، دار المدينة ـ جدة، الطبعة الأولى 1405 هـ ـ 1985.

نقد وتحليل الرواية:

الرواية مجهولة السند!

هذه الرواية مرسلة كما هو معلوم من سندها، وعمار بن عمران شخص مجهول رواها عن (امراءة) غير معلومة.
وعليه فلا يعتمد على الرواية في الاستدلال.
ومن الناحية الدلالية حتى وإن نسبت الرواية عملا قبيحا لزوج النبي ولكنها لا تتعدى للدلالة على ارتكاب الفحشاء.

alyatem
15-03-2013, 10:39 PM
الرواية الثانية:

نساء نوح ولوط ارتكبن الفاحشة!



ذكر المرحوم الكليني في كتاب الكافي الشريف:

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ:
قُلْتُ لَهُ: فَمَا تَقُولُ فِي مُنَاكَحَةِ النَّاسِ [أي: العامة]؟ فَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَاهُ وَمَا تَزَوَّجْتُ قَطُّ.
فَقَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ مِنْ ذَلِكَ.
فَقُلْتُ مَا يَمْنَعُنِي إِلاّ أَنَّنِي أَخْشَى أَنْ لا تَحِلَّ لِي مُنَاكَحَتُهُمْ فَمَا تَأْمُرُنِي؟
فَقَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ وَأَنْتَ شَابٌّ أَتَصْبِرُ؟
قُلْتُ: أَتَّخِذُ الْجَوَارِيَ.
قَالَ: فَهَاتِ الآنَ فَبِمَا تَسْتَحِلُّ الْجَوَارِيَ [من غير الشيعة]؟
قُلْتُ: إِنَّ الأَمَةَ لَيْسَتْ بِمَنْزِلَةِ الْحُرَّةِ إِنْ رَابَتْنِي بِشَيْ‏ءٍ بِعْتُهَا وَاعْتَزَلْتُهَا.
قَالَ: فَحَدِّثْنِي بِمَا اسْتَحْلَلْتَهَا [الجارية من غير الشيعة].
قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ.
فَقُلْتُ لَهُ: فَمَا تَرَى أَتَزَوَّجُ؟
فَقَالَ: مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ.
قُلْتُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ مَا أُبَالِي أَنْ تَفْعَلَ فَإِنَّ ذَلِكَ عَلَى جِهَتَيْنِ:
تَقُولُ لَسْتُ أُبَالِي أَنْ تَأْثَمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ آمُرَكَ، فَمَا تَأْمُرُنِي أَفْعَلُ ذَلِكَ بِأَمْرِك‏؟
فَقَالَ لِي‏: قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) تَزَوَّجَ وَقَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ امْرَأَةِ نُوحٍ وَامْرَأَةِ لُوطٍ مَا قَدْ كَانَ إِنَّهُمَا قَدْ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ.
فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَيْسَ فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَتِي إِنَّمَا هِيَ تَحْتَ يَدِهِ وَهِيَ مُقِرَّةٌ بِحُكْمِهِ مُقِرَّةٌ بِدِينِهِ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: مَا تَرَى مِنَ الْخِيَانَةِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ (فَخانَتاهُما) مَا يَعْنِي بِذَلِكَ إِلاَّ الْفَاحِشَةَ. وقد زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلانا [وهو لم يكن مطيعا للنبي أيضا].
قال: قلت: أصلحك الله ما تأمرني أنطلق فأتزوج بأمرك [من نساء العامة]؟
فقال لي: إن كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء.
قلت: وما البلهاء.
قال: ذوات الخدور العفائف.

الكليني الرازي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (المتوفى328 هـ)، الأصول من الكافي، ج2، ص402، الناشر: الإسلامية‏، طهران‏، الطبعة الثانية،1362 هـ.ش 1983م.

نقد وتحليل الرواية:

الجواب الإجمالي:

هذه الرواية فيها إشكال سندي ودلالي.

فمن ناحية السند فهي مرسلة، ومن ناحية الدلالة فإن لفظ (فحش) في لغة العرب في اغلب موارده بمعنى السباب، ناهيك عن أن الرواية لم تأتي على إتهام عائشة بالفحشاء.

الجواب التفصيلي:

أولاً:
هذه الرواية مرسلة ضعيفة، فيونس بن عبد الرحمن روى عن (رجل) ولم يعلمنا من هو الرجل حتى نتبين وثاقته أو ضعفه، والرواية المرسلة لا قيمة لها في الاستدلال.
ثانياً:
وعلى فرض أن السند صحيح، فإن الرواية ليس لها علاقة بعائشة، فالإمام بصدد بيان خيانة المرأتين لا خيانة عائشة.
ثالثاً:
وبقطع النظر عن كل ما تقدم فإنه لا يمكن لنا أن نستفيد من كلمة (الفاحشة) الاتهام بالزنا؛ لان معنى الفاحشة الإتيان بكل عمل نهى الله تعالى عنه.

ونقل علماء اللغة معان متعددة لهذه الكلمة.

قال ابن منظور في لسان العرب في بيان معنى (فحش) :

فحش: الفُحْش: معروف.
ابن سيدة: الفُحْش والفَحْشاءُ والفاحِشةُ القبيحُ من القول والفعل... فالفاحِشُ ذو الفحش والخَنا من قول وفعل، والمُتَفَحِّشُ الذي يتكلَّفُ سَبَّ الناس ويتعمَّدُه، وقد تكرر ذكر الفُحْش والفاحشة والفاحش في الحديث، وهو كل ما يَشتد قُبْحُه من الذنوب والمعاصي؛
قال ابن الأَثير: وكثيراً ما تَرِدُ الفاحشةُ بمعنى الزنا ويسمى الزنا فاحشةً، وقال اللَّه تعالى: (إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) قيل: الفاحشة المبينة أَن تزني فتُخْرَج لِلْحدّ، وقيل: الفاحشةُ خروجُها من بيتها بغير إِذن زوجها.
وقال الشافعي: أَن تَبْذُوَ على أَحْمائِها بِذَرابةِ لسانها فتُؤْذِيَهُم وتَلُوكَ ذلك. في حديث‏ فاطمة بنت قيس: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لم يَجْعل لها سُكْنى ولا نفقةً وذَكر أَنه نَقَلها إِلى بيت ابن أُم مَكتوم لبَذاءتِها وسَلاطةِ لِسانِها ولم يُبْطِلْ سُكْناها لقوله عزّوجل: (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ).
وكلُّ خَصْلة قبيحةٍ، فهي فاحشةٌ من الأَقوال والأَفعال؛ ومنه الحديث: قال لعائشة لا تقولي ذلك فإِن اللَّه لا يُحبُّ الفُحْشَ ولا التفاحُشَ‏. أَراد بالفُحْش التعدّي في القول والجواب لا الفُحْشَ الذي هو من قَذَعِ الكلام ورديئه‏...
وكلُّ أَمر لا يكون موافقاً للحقِّ والقَدْر، فهو فاحشةٌ...
وأَما قول اللَّه عزّوجلّ: (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) قال المفسرون: معناه يأْمركم بأَن لا تتصدقوا، وقيل: الفحشاء هاهنا البُخْل، والعرب تسمي البَخيلَ فاحشاً.

الأفريقي المصري، محمد بن مكرم بن منظور (المتوفى711هـ)، لسان العرب، ج‏6، ص325، فصل الفاء، مادة (فحش)، الناشر: دار صادر ـ بيروت، الطبعة: الأولى.

ويقول المولى محمد صالح المازندراني في شرح هذه الرواية:

قال المفسرون: فيه إشارة إلى أن سبب القرب والرجحان عند الله تعالى ليس إلا الصلاح كائنا من كان وخيانة المرأتين ليست هي الفجور وإنما هي نفاقهما وابطانهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين فامرأة نوح قالت لقومه أنه مجنون وامرأة لوط دلت قومه على ضيفانه، وليس المراد بالخيانة البغي والزنا إذ ما زنت امرأة نبي قط، وذلك هو المراد بقوله(عليه السلام) : (ما ترى من الخيانة في قول الله عزّوجلّ >فخانتاهما< ما يعني بذلك إلا الفاحشة) هي كلما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي والمراد بها هنا النفاق والمخالفة والكفر.

المازندراني، المولى محمد صالح (المتوفى1081هـ)، شرح أصول الكافي، ج10، ص107، ضبط وتصحيح: السيد علي عاشور، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ ـ 2000م

ونجد في كتب العامة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه استعمل كلمة (فاحشة) بحق عائشة وهي هنا بمعنى سوء اللفظ والاهانة:

قال ابن أبي شيبه في كتابه المصنف:

حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال لها: يَا عَائِشَةُ لاَ تَكُونِي فَاحِشَةً.

إبن أبي شيبة الكوفي، ابوبكر عبد الله بن محمد (المتوفى235 هـ)، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، ج5، ص211، ح25329، تحقيق: كمال يوسف الحوت، الناشر: مكتبة الرشد ـ الرياض، الطبعة: الأولى، 1409هـ.

ونقل مسلم النيشابوري هذه الرواية بتفصيل أكثر:

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِم، عَنْ مَسْرُوق، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُنَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ.
قَالَ (وَعَلَيْكُمْ).
قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: بَلْ عَلَيْكُمُ السَّامُ وَالذَّامُ.
فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا عَائِشَةُ لاَ تَكُونِي فَاحِشَةً).
فَقَالَتْ: مَا سَمِعْتَ مَا قَالُوا.
فَقَالَ: (أَوَلَيْسَ قَدْ رَدَدْتُ عَلَيْهِمُ الَّذِي قَالُوا قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ).

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج4، ص1706، ح2165، كتاب السلام (الآداب)، باب النَّهْيِ عَنِ ابْتِدَاءِ، أَهْلِ الْكِتَابِ بِالسَّلاَمِ وَكَيْفَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

وقال النووي في شرح هذه الرواية ورواية أخرى بهذا المضمون عن عائشة:

وأما الفحش فهو القبيح من القول والفعل وقيل الفحش مجاوزة الحد.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفى676 هـ)، شرح النووي على صحيح مسلم، ج14، ص147، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، الطبعة الثانية، 1392هـ.

وقال الملا علي الهروي:

وفي رواية لمسلم قال: (لا تكوني فاحشة) أي قائلة للفحش ومتكلمة بكلام قبيح.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفى1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج8، ص463، تحقيق: جمال عيتاني، الناشر: دار الكتب العلمية ـ لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1422هـ ـ 2001

النتيجة:
أولاً:
سند رواية الكليني في الكافي ضعيف.
ثانياً:
وليس لها علاقة بعائشة.
ثالثاً:
(فاحشة) لها معان متعددة في اللغة ولم تأتي بمعنى الزنا دائما.

alyatem
15-03-2013, 10:40 PM
الرواية الثالثة:

أن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانتها:


قال الحافظ رجب البرسي في كتاب مشارق الأنوار:

الفصل الرابع (في أسرار الحسن بن علي عليهما السلام) :
فمن ذلك: أنه لما قدم من الكوفة جاءت النسوة يعزينه في أميرالمؤمنين عليه السلام، ودخلت عليه أزواج النبي صلى الله عليه وآله، فقالت عائشة:
يا أبا محمد ما مثل فقد جدك إلا يوم فقد أبوك،
فقال لها الحسن: نسيت نبشك في بيتك ليلا بغير قبس بحديدة، حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن. فأخرجت جردا [كيسا] أخضر فيه ما جمعتها من خيانة حتى أخذت منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا ففرقتيها في مبغضي علي صلوات الله عليه من تيم وعدي، وقد تشفيت بقتله،
فقالت: قد كان ذلك.

البرسي الحلي، رضي الدين رجب بن محمد بن رجب المعروف بالحافظ (المتوفى813هـ)، مشارق أنوار اليقين في أسرار أميرالمؤمنين عليه السلام، ص129، تحقيق العلامة السيد علي عاشور، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت، الطبعة: الأولى ـ 1419هـ ـ 1999م.

نقد وتحليل الرواية:

اولاً:
روى الحافظ رجب البرسى هذه الرواية مرسلة.
ورواها الآخرون مسندة ولكن يوجد في سندها حسين المقري الكوفي، محمد بن حليم التماري، مخول بن إبراهيم وزيد بن كثير، وكل أولئك (مجهول) بل (مهمل) ولم يذكر لهم في كتب الرجال اسم.
وعليه فهذه الرواية لا تصلح للاستدلال.

ثانيا:
وبالإغماض عن سند الرواية فمن أين نعلم أن المقصود من الخيانة (الزنا)؟
فمن الممكن أن تكون الخيانة في المال أو أي شيء آخر.

وابن حجر العسقلاني في شرح رواية البخاري: «وَلَوْلا حَوَّاءُ لم تَخُنَّ أُنْثَى زَوْجَهَا» (صحيح البخاري، ج3، ص1212، ح3152، كِتَاب الْأَنْبِيَاءِ، بَاب خَلْقِ آدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عليه وَذُرِّيَّتِهِ)، ذكر معنى خيانة حواء عليها السلام بقوله:

فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر أبوالفضل (المتوفى852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج6، ص368، تحقيق: محب الدين الخطيب، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت.

وقال الله عزوجل في الآية 10 من سورة التحريم مخبرا عن خيانة زوجتي نوح ولوط لهما:

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَ امْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ قيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلين‏).

وجميع الشيعة واغلب كبار العامة متفقين على انه ليس المراد من «فَخانَتاهُما» الفحشاء بمعنى الزنا، بل إن امراءة نوح ولوط كانتا تنقلان أخبار أنبياء الله إلى الكفار، وبسبب ذلك استحقا عذاب الله مع الكافرين.

قال القرطبي المفسر المشهور عند العامة في تفسير هذه الآية:

وقوله: « فَخانَتاهُما» يعني في الدين لا في الفراش وذلك أن هذه كانت تخبر الناس أنه مجنون وذلك أنها قالت له: أما ينصرك ربك فقال لها: نعم قالت: فمتى قال: إذا فار التنور فخرجت تقول لقومها: يا قوم والله إنه لمجنون يزعم أنه لا ينصره ربه إلا أن يفور هذا التنور فهذه خيانتها.
وخيانة الأخرى أنها كانت تدل على الأضياف.

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج9، ص47، الناشر: دار الشعب ـ القاهرة.

وهو عين ما عليه بقية المفسرين الشيعة والعامة الذين سنتعرض لبعض أقوالهم في تتمة الكلام.

ومن هنا يتضح أن ارتكاب مثل هذه الآثام ـ التي يعبّر عنه بـ (الخيانة) في كلام العرب ـ من نساء الأنبياء لا إشكال فيه، أما خيانة الشرف (الزنا) فأنها لارتباطها مباشرة بشرف الأنبياء فهي غير قابلة للقبول وغير ممكنة بحقهم عند علماء الشيعة والعامة.

ثالثاً:
نجد في متن الرواية أن المفهوم من معنى الخيانة في رواية الحافظ رجب البرسي الخيانة في بيت مال المسلمين والأموال التي كانت ترسل لها من معاوية وتقوم هي بتوزيعها بين المسلمين لجلب رضا الناس عنه ونفورهم من علي بن أبي طالب، لا أن تكون الخيانة بمعنى (الزنا)؛ لأنه جاء في ذيل الرواية:
ففرقتيها في مبغضي علي صلوات الله عليه من تيم وعدي، وقد تشفيت بقتله.

alyatem
15-03-2013, 10:40 PM
ما هي الأموال التي أعطاها معاوية إلى عائشة:


مع ملاحظة الوثائق الموجودة في كتب العامة، فإن معاوية بن أبي سفيان لعلمه بالضغينة التي في قلب عائشة على علي بن أبي طالب عليه السلام فإن معاوية كان يرسل لها أموالا طائلة لتوزيعها بين المسلمين حتى تعمل على تقوية جبهة معاوية وتضعيف جبهة علي عليه السلام.

ونحن نشير إلى بعض هذه الوثائق على نحو الاختصار:

روى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء، وابن عساكر الدمشقي في تاريخ مدينة دمشق ، وشمس الدين الذهبي في تاريخ الإسلام:

عن هشام بن عروة عن أبيه أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله تعالى عنها بمائة ألف فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرقتها قالت مولاة لها لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما فقالت لو قلت قبل أن أفرقها لفعلت.

الأصبهاني، ابونعيم أحمد بن عبد الله (المتوفى430هـ)، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ج2، ص47، الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت، الطبعة: الرابعة، 1405هـ؛

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفى571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج59، ص192، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1995؛

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج4، ص248، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، الناشر: دار الكتاب العربي ـ لبنان / بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ ـ 1987م.

ونقل كثير من كبار العامة:

عن عطاء قال: قدمت عائشة مكة، فأرسل إليها معاوية بطوق [حلية للرقبة] قيمته مائة ألف [ولم يذكر الراوي درهم أم دينار] فقبلته.

ابن الأعرابي، أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري (المتوفى340هـ)، معجم ابن الأعرابي، ج5، ص236؛

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفى571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج59، ص192، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1995؛

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى774هـ)، البداية والنهاية، ج8، ص137، الناشر: مكتبة المعارف ـ بيروت.

وروى شمس الدين الذهبي في تاريخ الإسلام، وابن كثير السلفي في البداية والنهاية وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق:

وقال سعيد بن عبد العزيز: قضى [أي سدد من دين لها] معاوية عن عائشة ثمانية عشر ألف دينار.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى 748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج4، ص248، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، الناشر: دار الكتاب العربي ـ لبنان / بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ ـ 1987م؛

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفى571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج59، ص192، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1995؛

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى774هـ)، البداية والنهاية، ج8، ص136، الناشر: مكتبة المعارف ـ بيروت.

وقال محمد بن سعد في الطبقات الكبرى، وابن الجوزي في المنتظم وصفوة الصفوة:

وروى حجاج بن محمد عن أبي معشر قال دخل المنكدر بن عبد الله على عائشة فقالت لك ولد قال لا فقالت لو كان عندي عشرة آلاف درهم لوهبتها لك قال فما أمست حتى بعث إليها معاوية بمال فقالت ما أسرع ما ابتليت، وبعثت إلى المنكدر بعشرة آلاف درهم فاشترى منها جارية فهي أم ولده محمد وعمر وأبي بكر.

الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى230هـ)، الطبقات الكبرى، ج5، ص27، الناشر: دار صادر ـ بيروت؛

ابن الجوزي الحنبلي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفى 597 هـ) :
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج7، ص281، الناشر: دار صادر ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1358.

صفة الصفوة، ج2، ص140، تحقيق: محمود فاخوري ـ د.محمد رواس قلعه جي، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت، الطبعة: الثانية، 1399هـ ـ 1979م.

وررى ابن سعد في الطبقات، والذهبي في تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء:

أخبرنا أبو معاوية الضرير حدثنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن أم ذرة قالت بعث بن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم في الناس قال: فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه فقالت: لا تعنفيني لو كنت أذكرتني لفعلت.

الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى230هـ)، الطبقات الكبرى، ج8، ص67، الناشر: دار صادر ـ بيروت؛

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفى 748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج2، ص187، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ،

تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج4، ص250، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، الناشر: دار الكتاب العربي ـ لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ ـ 1987م.

إذن بناءا على ما تقدم ماذا يمكن أن يكون هدف معاوية وعبدالله بن الزبير من إرسال المال إلى عائشة التي قادت حرب الجمل ضد علي بن أبي طالب؟!! ولماذا هذه الأموال تعطى لعائشة دون أم سلمة أو أم حبيبة اللتان كانتا في الصف المخالف لعائشة كما جاء في صحيح البخاري.

نحن نريد من كبار العامة الجواب على هذه النقطة حتى تتنور أذهان شباب الشيعة والعامة وتذهب منها كل أمور يعتقد خلافها.

وبناءا على ما مرَّ يمكن لنا أن نفسّر خيانة عائشة ـ الواردة في رواية الحافظ رجب البرسي ـ في أموال المسلمين وصرف تلك الأموال لتشجيع العداء لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكسب الأتباع لمعاوية، لا أن يكون معنى الفحشاء (الزنا).

alyatem
15-03-2013, 10:41 PM
الرواية الرابعة:

زواج واحدة من نساء النبي من أحد الأصحاب.

جاء في تفسير علي بن إبراهيم:

قال علي بن إبراهيم في قوله (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً) ثم ضرب الله فيهما [أي حفصة وعائشة] مثلا فقال: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما» فقال: والله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق وكان فلان [يعني: طلحة] يحبها فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان‏ [يعني: طلحة].

القمي، أبو الحسن علي بن إبراهيم (المتوفى310هـ) تفسير القمي، ج2، ص 377، تحقيق: تصحيح وتعليق وتقديم: السيد طيب الموسوي الجزائري، الناشر: مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر ـ قم، الطبعة: الثالثة، صفر 1404.

نقد وتحليل الرواية:

اولاً:
اختلف علماء الشيعة في أن التفسير الموجود هل هو نفسه تفسير علي بن إبراهيم أو هو من تأليف تلميذه عباس من محمد بن قاسم الذي هو مجهول عند الرجاليين، وعليه فأصل صحة النقل عن علي بن إبراهيم فيها تشكيك.

كتب عبدالرحيم الرباني الشيرازي، محقق كتاب بحار الأنوار في ذيل هذه الرواية في البحار:

فيه شناعة شديدة، وغرابة عجيبة، نستبعد صدور مثله عن شيخنا علي بن إبراهيم بل نظن قريبا انه من زيادات غيره؛ لان التفسير الموجود ليس بتمامه منه قدس سره، بل فيه زيادات كثيرة من غيره، فعلى أيّ هذه مقالة يخالفها المسلمون بأجمعهم من الخاصة والعامة وكلهم يقرون بقداسة أذيال أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) مما ذكر، نعم بعضهم يعتقدون عصيان بعضهن لمخالفتها أميرالمؤمنين علي(عليه السلام).

المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج22، ص 241، الهامش رقم 3، تحقيق: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983م.

ثانياً:
ويتأتى من متن الكلام السابق، جملة «والله ما عنى بقوله فَخانَتاهُما إلا الفاحشة و ليقيمن الحد على فلانة...» أن هذه الجملة ليست من كلام أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام؛ بل هي منسوبة لعلي بن إبراهيم.
وبالبداهة فإن حتى لو فرضنا صحة نسبة التفسير بتمامه إلى علي بن إبراهيم فقوله لا يكون حجة لأحد إلاّ على نفسه.
ونحن نرى إن شأن وفضل علي بن إبراهيم أجل وأرفع من أن يقول مثل هذه الكلام العاري عن أي دليل ومستند.

قال العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه بهذا الخصوص:

بيان: المراد بفلان طلحة وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدل على أنه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلا ونقلا وعرفا وعادة وترك التعرض لأمثاله أولى.

المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج32، ص 107، تحقيق: عبد الرحيم الرباني الشيرازي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983 م.

وكلام العلامة المجلسي هذا إشارة للروايات الكثيرة الموجودة في مصادر العامة والتي تثبت أن طلحة كان يتمنى أن يتزوج من عائشة، حتى أنه ذكر ذلك مرات عديدة في حياة النبي، إلى أن تناهى كلامه إلى أسماع النبي صلى الله عليه وآله وسبب له الغصة والألم روحي له الفداء، فأنزل الله تعالى الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النَّبِيُّ أَوْلى‏ بِالْمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ).
وأعلن أن زواج نساء النبي من غيره حرام.

ونحن نشير لبعض تلك الوثائق في الأمر:

يقول مقاتل بن سليمان وهو من قدماء مفسري العامة، في شأن نزول الآية 53 سورة الأحزاب «وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيماً»:

فقال طلحة بن عبيد الله القرشي من بني تيم بن مرة: ينهانا محمد أن ندخل على بنات عمنا، يعني عائشة، رضي الله عنها، وهما من بني تيم بن مرة، ثم قال في نفسه: والله، لئن مات محمد وأنا حي لأتزوجن عائشة، فأنزل الله تعالى في قول طلحة بن عبيد الله «وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيماً» لأن الله جعل نساء النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين في الحرمة كأمهاتهم. فمن ثم عظم الله تزويجهن على المؤمنين.

الأزدي البلخي، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير (المتوفى150هـ)، تفسير مقاتل بن سليمان، ج3، ص 53، تحقيق: أحمد فريد، الناشر: دار الكتب العلمية ـ لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولى، 1424هـ ـ 2003م.

وقال أبومظفر السمعاني:

وقوله: «ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ» قال أهل التفسير: لما نزلت آية الحجاب ومنع الرجال من الدخول في بيوت النبي، قال رجل من الصحابة: ما بالنا نمنع من الدخول على بنات أعمامنا، والله لئن حدث أمر [يعني موت النبي] لأتزوجن عائشة، والأكثرون على أن القائل لهذا طلحة بن عبيد الله، وكان من رهط أبي بكر الصديق.

السمعاني، ابوالمظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار (المتوفى489هـ)، تفسير القرآن، ج4، ص 301، تحقيق: ياسر بن إبراهيم وغنيم بن عباس بن غنيم، الناشر: دار الوطن ـ الرياض ـ السعودية، الطبعة: الأولى، 1418هـ ـ 1997م.

روى ابن أبوحاتم الرازي ثلاث روايات بهذا الخصوص في تفسيره:

17763 عن ابن عباس رضي الله، عنه في قوله: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله... قال: نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده، قال سفيان: ذكروا أنها عائشة رضي الله، عنها.

17764 عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: إن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت فلانة من بعده، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم فنزل القران وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله.

17765 عن السدي رضي الله، عنه قال: بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمد، عن بنات عمنا، ويتزوج نسائنا من بعدنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده.
فنزلت هذه الآية.

إبن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (المتوفى327هـ)، تفسير ابن أبي حاتم، ج10، ص 3150، تحقيق: أسعد محمد الطيب، الناشر: المكتبة العصرية ـ صيدا.

وقال القرطبي المفسر الشهير عند العامة:

وقال القشيري أبو نصر عبد الرحمن: قال بن عباس قال رجل من سادات قريش من العشرة الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم على حراء في نفسه لو توفي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لتزوجت عائشة وهي بنت عمي قال مقاتل: هو طلحة بن عبيد الله...
وقال بن عطية: روي أنها نزلت بسبب أن بعض الصحابة قال: لو مات رسول الله (ص) لتزوجت عائشة فبلغ ذلك رسول الله (ص) فتأذى به هكذا كنى عنه بن عباس ببعض الصحابة وحكى مكي عن معمر أنه قال: هو طلحة بن عبيد الله.

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج14، ص 228، الناشر: دار الشعب ـ القاهرة.

وصرح باقي علماء ومفسري العامة بذلك ونحن نكتفي بذكر كتبهم:

1 ـ الزهري، محمد بن سعد بن منيع ابوعبدالله البصري (المتوفى230هـ)، الطبقات الكبرى، ج8، ص 201، الناشر: دار صادر ـ بيروت؛

2 ـ البلاذري، أحمد بن يحيي بن جابر (المتوفى279هـ)، أنساب الأشراف، ج3، ص 201؛

3 ـ السمرقندي، نصر بن محمد بن أحمد ابوالليث (المتوفى367 هـ)، تفسير السمرقندي المسمي بحر العلوم، ج3، ص 66، تحقيق: د. محمود مطرجي، الناشر: دار الفكر ـ بيروت؛

4 ـ البغوي، الحسين بن مسعود (المتوفى516هـ)، تفسير البغوي، ج3، ص 541، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت؛

5 ـ الأندلسي، ابومحمد عبد الحق بن غالب بن عطية (المتوفى546هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج4، ص 396، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية ـ لبنان، الطبعة: الاولى، 1413هـ ـ 1993م؛

6 ـ إبن العربي، ابوبكر محمد بن عبد الله (المتوفى543هـ)، أحكام القرآن، ج3، ص 617، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر ـ لبنان؛

7 ـ ابن الجوزي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفى 597 هـ)، زاد المسير في علم التفسير، ج6، ص 416، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1404هـ؛

8 ـ الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفى604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج25، ص 416، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ ـ 2000م؛

9 ـ الزيلعي، عبدالله بن يوسف ابومحمد الحنفي (المتوفى762هـ)، تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري، ج3، ص 128، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، الناشر: دار ابن خزيمة ـ الرياض، الطبعة: الأولى، 1414هـ؛

10 ـ العيني الغيتابي الحنفي، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد (المتوفى 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج19، ص 121، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت؛

11 ـ الأنصاري الشافعي، أبويحيى زكريا (المتوفى926هـ)، أسنى المطالب في شرح روض الطالب، ج3، ص 102، تحقيق: د. محمد محمد تامر، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1422 هـ ـ 2000

12 ـ أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال (المتوفى578هـ)، غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة، ج11، ص 711ـ712، تحقيق: د. عز الدين علي السيد , محمد كمال الدين عز الدين، الناشر: عالم الكتب ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ

وعلى أي حال ولو أن لطلحة مثل هذا التمني في قلبه، لكن رواية علي بن إبراهيم رضوان الله تعالى عليه لا تثبت زواجه من عائشة؛ لأن هذا الكلام غير واضح الصدور عن علي بن إبراهيم، وعليه فالرواية لا قيمة لها في الاستناد ولا تثبت شيئا على الشيعة.


التحليل النهائي للروايات:


وفقا لما تقدم نخلص إلى النتيجة التالية: إن جميع الروايات المتقدمة فيه إشكالات أساسية من ناحية السند ومن ناحية الدلالة، وعليه فهي لا يمكن لها أن تثبت شيئا.
ومن ناحية أخرى فهي تعارض الروايات صحيحة السند وإجماع الأمة الإسلامية.

والنتيجة النهائية: لا يوجد دليل معتبر على اتهام عائشة وسائر نساء النبي بالفحشاء.

alyatem
15-03-2013, 10:43 PM
رأي علماء الشيعة حول اتهام نساء الأنبياء بالفحشاء


وفقا لمذهب الشيعة فان جميع نساء الأنبياء بريئات من الاتهام بالزنا، لان ذلك يعتبر خدشة في شرفهم، ونقصا في الأنبياء عليهم السلام، والله تعالى برّأ جميع أنبيائه من النقص والعيب.

قال الشيخ الطوسي رحمة الله تعالى عليه والمعروف بشيخ الطائفة حول تهمة الزنا لأزواج الأنبياء، نقلا عن ابن عباس:

ما زنت امرأة نبي قط، وكانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون والخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل على أضيافه.

الطوسي، الشيخ ابوجعفر، محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (المتوفى460هـ)، التبيان في تفسير القرآن، ج5، ص 495، تحقيق: تحقيق وتصحيح: أحمد حبيب قصير العاملي، الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة: الأولى، 1409هـ..

وذكر في محل آخر:

وقوله (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين) قال ابن عباس: كانت امرأة نوح وامرأة لوط منافقتين (فخانتاهما) قال ابن عباس: كانت امرأة نوح كافرة، تقول للناس انه مجنون، وكانت امرأة لوط تدل على أضيافه، فكان ذلك خيانتهما لهما، وما زنت امرأة نبي قط، لما في ذلك من التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحدا من زوجات النبي إلى الزنا، فقد أخطأ خطأ عظيما، وليس ذلك قولا لمحصل [محقق].

التبيان في تفسير القرآن، ج10، ص 52.

وقال السيد المرتضى رضوان الله تعالى عليه في كتابه الأمالي:

إن سأل سائل عن قوله تعالى: (وَنادى‏ نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْني‏ مِنْ أَهْلي‏) إلى قوله (أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلين‏). فقال ظاهر قوله تعالى (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) يقتضى تكذيب قوله عليه السلام (انه من أهلي) فالنبي لا يجوز عليه الكذب، فما الوجه في ذلك وكيف يصح أن يخبر عن ابنه انه عمل غير صالح، وما المراد به.

الجواب:
قلنا في هذه الآية وجوه:
أحدها:
أن نفيه لأن يكون من أهله لم يتناول نفي النسب وإنما نفي أن يكون من أهله الذين وعد بنجاتهم لأنه عزّوجل كان وعد نوحا عليه السلام بان ينجي أهله ألا ترى إلى قوله تعالى (قُلْنَا احْمِلْ فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل‏) فاستثنى تعالى من أهله من أراد اهلاكه بالغرق.
ويدل عليه أيضا قول نوح عليه السلام (إِنَّ ابْني‏ مِنْ أَهْلي‏ وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَق‏) وعلى هذا الوجه يتطابق الخبران ولا يتنافيان وقد روى هذا التأويل بعينه عن ابن عباس وجماعة من المفسرين.

والجواب الثاني:
أن يكون المراد بقوله تعالى (لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) اي انه ليس على دينك وأراد انه كان كافرا مخالفا لأبيه وكأن كفره أخرجه من أن يكون له أحكام أهله ويشهد لهذا التأويل قوله تعالى طريق التعليل (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِح‏) فبيَّن تعالى انه إنما خرج من أحكام أهله لكفره وسوء عمله وقد روي هذا التأويل أيضا عن جماعة من المفسرين.

وحكى عن ابن جريج انه سئل عن ابن نوح فسبّح طويلا ثم قال لا إله إلا الله يقول الله: ونادى نوح ابنه، ويقول ليس منه ولكنه خالفه في العمل فليس منه من لم يؤمن.

وروى عن عكرمة أنه قال كان ابنه ولكنه كان مخالفا له في النية والعمل فمن ثم قيل إنه ليس من أهلك.

والوجه الثالث:
انه لم يكن ابنه على الحقيقة وإنما ولد على فراشه فقال عليه السلام إن ابني على ظاهر الأمر فأعلمه الله تعالى أن الأمر بخلاف الظاهر ونبه على خيانة امرأته وليس في ذلك تكذيب خبره لأنه إنما خبر عن ظنه وعما يقتضيه الحكم الشرعي فأخبره الله تعالى بالغيب الذي لا يعلمه غيره وقد روى هذا الوجه عن الحسن وغيره.

وروى قتادة عن الحسن [البصري] قال كنت عنده فقال ونادى نوح ابنه فقال لعمر الله ما هو ابنه قال فقلت يا أبا سعيد يقول الله تعالى ونادى نوح ابنه وتقول ليس بابنه قال أفرأيت قوله ليس من أهلك قال قلت معناه انه ليس من أهلك الذين وعدتك ان أنجيهم معك ولا يختلف أهل الكتاب انه ابنه فقال أهل الكتاب يكذبون.. وروى عن مجاهد وابن جريج مثل ذلك.

وهذا الوجه يبعد؛ إذ فيه منافاة للقرآن؛ لأنه قال تعالى: (ونادى نوح ابنه) فأطلق عليه اسم البنوة؛ ولأنه أيضا استثناه من جملة أهله بقوله تعالى: (وأهلك إلا من سبق عليه القول) ولأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجب أن ينزّهوا عن مثل هذه الحال؛ لأنها تعر وتشين وتغض من القدر وقد جنب الله تعالى أنبيائه عليهم الصلاة والسلام ما هو دون ذلك تعظيما لهم وتوقيرا ونفيا لكل ما ينفر عن القبول منهم.
وقد حمل ابن عباس ظهور ما ذكرناه من الدلالة على أن تأول قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط فخانتاهما على أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا بل كانت إحداهما تخبر الناس بأنه مجنون والأخرى تدل على الأضياف.

والمعتمد في تأويل الآية هو الوجهان المتقدمان.

المرتضى علم الهدى، ابوالقاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام (المتوفى436هـ)، الأمالي، ج2، ص144 ـ 145، تحقيق: السيد محمد بدر الدين النعساني الحلبي، الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ـ قم، الطبعة الأولى، 1325هـ ـ 1907م.

وقد علّق المرحوم السيد شرف الدين بعد نقل كلمة السيد المرتضى:

إلى آخر كلامه الدال على وجوب نزاهة امرأة نوح وامرأة لوط من الخنا، وعلى ذلك إجماع مفسري الشيعة ومتكلميهم وسائر علمائهم.

شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين (المتوفى1377هـ)، الفصول المهمة في تأليف الأمة، ص 156، الناشر: قسم الإعلام الخارجي المؤسسة البعثة ـ قم، الطبعة: الأولى.

وردّ الشيخ الطوسي قول الحسن البصري ومجاهد بأنّ ابن نوح كان من زنا:

وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة القرآن، لأنه تعالى قال: (ونادى نوح ابنه) ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحال، لأنها تعير وتشين، وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك، توقيرا لهم، وتعظيما عما ينفر من القبول منهم. وروي عن ابن عباس أنه قال: ما زنت امرأة نبي قط، وكانت الخيانة من امرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون، والخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل على أضيافه.

الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن (المتوفى548هـ)، تفسير مجمع البيان، ج5، ص285، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت، الطبعة الأولى، 1415هـ ـ 1995م،

المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج11، ص 314، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983 م.

وفي تفسير جوامع الجامع:

(فخانتاهما) بالنفاق والتظاهر على الرسولين: فامرأة نوح قالت لقومه: إنه مجنون، وامرأة لوط دلت على ضيفانه، وعن الضحاك: خانتاهما بالنميمة إذا أوحى الله إليهما أفشتاه إلى المشركين، ولا يجوز أن يراد بالخيانة الفجور؛ لأنه نقيصة عند كل أحد، سمج في كل طبيعة، بخلاف الكفر؛ لأن الكفار لا يستسمجونه، وعن ابن عباس: ما زنت امرأة نبي قط؛ لما في ذلك من التنفير عن الرسول، وإلحاق الوصمة به.

الطبرسي، أبي علي الفضل بن الحسن (المتوفى548هـ)، تفسير جوامع الجامع، ج3، ص 597، تحقيق و نشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، الطبعة: الأولى، 1418هـ.

وقال السيد نعمة الله الجزائري رحمة الله عليه:

أقول: قوله تعالى «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» قيل فيه أقوال:

أحدها: أنه كان ابنه لصلبه والمعنى أنه ليس من أهلك الذين وعدتك نجاتهم معك لأن الله تعالى قد استثنى من أهله الذين وعده أن ينجيهم ممن أراد إهلاكهم بالغرق فقال «إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ» عن ابن عباس‏.

وثانيها: أن المراد بقوله «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» ليس على دينك فكان كفره أخرجه عن أن يكون له أحكام أهله وهذا كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) : سلمان منا أهل البيت‏. وإنما أراد على ديننا

ويؤيد هذا التأويل أن الله سبحانه قال على طريق التعليل «إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ» فبين أنه إنما أخرج عن أحكام أهله لكفره وشر عمله.

وثالثها: أنه لم يكن ابنه حقيقة وإنما ولد على فراشه فقال: إنه ابنه على ظاهر الأمر فأعلمه الله أن الأمر بخلاف الظاهر ونبهه على خيانة امرأته، عن الحسن ومجاهد.

وهذا الوجه بعيد من حيث إن فيه منافاة للقرآن؛ لأنه تعالى قال: «وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ»؛ ولأن الأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذا الحال لأنها تعيير وتشيين وقد نزه الله أنبياءه عما دون ذلك.

ورابعها: أنه كان ابن امرأته وكان ربيبه ويعضده قراءة من قرأ بفتح الهاء وحذف الألف وإثباته لفظا.

والمعتمد المعول عليه في تأويل الآية القولان الأولان‏.

الموسوي الجزائري، السيد نعمة الله بن عبد الله (المتوفى1112هـ)، النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين، ص71، الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى مرعشي نجفي ـ قم، الطبعة الأولى، 1404هـ الطبعةالاولى.‏

وقال علي بن يونس في كتاب الصراط المستقيم:

قال ابن عباس: ما زنت امرأة نبي قط.

العاملي النباطي، الشيخ زين الدين أبي محمد علي بن يونس (المتوفى877هـ) الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، ج1، ص 342، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر: المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الأولى، 1384هـ

وقال الملا محمد فيض الكاشاني:

(عبادنا صالحين فخانتاهما) بالنفاق والتظاهر على الرسولين. مثل الله حال الكفار والمنافقين ـ في أنهم يعاقبون بكفرهم ونفاقهم، ولا يحابون بما بينهم وبين النبي والمؤمنين، من النسبة والوصلة ـ بحال امرأة نوح وامرأة لوط. وفيه تعريض بعائشة وحفصة في خيانتهما رسول الله صلى الله عليه وآله، بإفشاء سره، ونفاقهما إياه، وتظاهرهما عليه، كما فعلت امرأتا الرسولين.

الكاشاني، المولى محمد محسن الفيض (المتوفى1091هـ)، الأصفى في تفسير القرآن، ج2، ص 1325، الناشر: مركز الأبحاث والدراسات الاسلامية تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الاسلامية، الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ـ قم، الطبعة: الأولى، 1418هـ

وقال العلاّمة الطباطبائي:

وفي التمثيل تعريض ظاهر شديد لزوجي النبي (صلى الله عليه وآله) حيث خانتاه في إفشاء سره و تظاهرتا عليه وآذتاه بذلك، وخاصة من حيث التعبير بلفظ الكفر والخيانة وذكر الأمر بدخول النار.

الطباطبايي، سيد محمد حسين‏ (المتوفى 1412هـ)، الميزان في تفسير القرآن‏، ج‏19، ص343، الناشر: منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة‏، الطبعة: الخامسة، 1417هـ.

وعلى هذا، فإجماع علماء الشيعة على أن أي واحد من أزواج الأنبياء وحتى زوجة النبي لوط التي عبّر سبحانه وتعالى عن خيانتها صريحا، لم يكنَّ متهمات بالزنا على مدى عمرهم.

الآلوسي: نسبة القول بزنا عائشة إلى الشيعة مجرد كذب واتهام:

وتبنى العلاّمة الآلوسي وهو من مفسري العامة المشهورين مبنى عدم صحة نسبة الزنا إلى بعض نساء الأنبياء، وكذّب ذلك وأوضح أن اتهام الشيعة بإعتقاد ذلك مجرد اتهام وكذب:
قال:

ونسب للشيعة قذف عائشة رضي الله تعالى عنها بما براها الله تعالى منه وهم ينكرون ذلك أشد الإنكار وليس في كتبهم المعول عليها عندهم عين منه ولا أثر أصلاً. وكذلك ينكرون ما نسب إليهم من القول بوقوع ذلك منها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وليس له أيضا في كتبهم عين ولا أثر.

الآلوسي البغدادي الحنفي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج18، ص 122، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

ويقول في محل آخر:

(فخانتهما) بيان لما صدر عنهما من الخيانة العظيمة مع تحقق ما ينافيهما من مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام أما خيانة امرأة نوح عليه السلام فكانت تقول للناس: إنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل على الضيف رواه جمع وصححه الحاكم عن ابن عباس....

ونقل ابن عطية عن بعض تفسيرها بالكفر والزنا وغيره ولعمري لا يكاد يقول بذلك إلا ابن زنا فالحق عندي أن عهر الزوجات كعهر الأمهات من المنفرات التي قال السعد: إن الحق منعها في حق الأنبياء عليهم السلام.
وما ينسب للشيعة مما يخالف ذلك في حق سيد الأنبياء صلى الله تعالى عليه وسلم كذب عليهم فلا تعول عليه وكان شائعا وفي هذا على ما قيل: تصوير لحال المرأتين المحاكية لحال الكفرة في خيانتهما لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بالكفر والعصيان مع تمكنهم التام من الإيمان والطاعة.

الآلوسي البغدادي الحنفي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج28، ص162، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

alyatem
15-03-2013, 10:43 PM
نظرية علماء العامة حول الاتهام بالفحشاء لنساء الانبياء:


اكثر علماء العامة الكبار يعتقدون أن نساء الانبياء غير متهمات بالزنا.

يقول ابن كثير الدمشقي السلفي حول هذا الموضوع:

وليس المراد بقوله «فخانتاهما» في فاحشة بل في الدين فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة لحرمة الأنبياء كما قدمنا في سورة النور قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية (فخانتاهما) قال: ما زنتا أما خيانة امرأة نوح فكانت تخبر أنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط فكانت تدل قومها على أضيافه.

ابن كثير الدمشقي، إسماعيل بن عمر ابوالفداء القرشي (المتوفى774هـ)، تفسير القرآن العظيم، ج4، ص394، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1401هـ.

وفي مكان آخر يقول:

وقال ابن عباس وغير واحد من السلف ما زنت امرأة نبي قط قال: وقوله (إنه ليس من أهلك) أي الذين وعدتك نجاتهم، وقول ابن عباس في هذا هو الحق الذي لا محيد عنه فإن الله سبحانه أغير من أن يمكن امرأة نبي من الفاحشة...

عن سليمان بن قتة قال سمعت ابن عباس سئل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله (فخانتاهما) قال أما إنه لم يكن بالزنا ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون وكانت هذه تدل على الأضياف ثم قرأ (إنه عمل غير صالح).

قال ابن عيينة وأخبرني عمار الدهني أنه سأل سعيد بن جبير عن ذلك فقال كان ابن نوح إن الله لا يكذب قال تعالى «ونادى نوح ابنه» قال وقال بعض العلماء ما فجرت امرأة نبي قط وكذا روي عن مجاهد أيضا وعكرمة والضحاك وميمون بن مهران وثابت بن الحجاج وهو اختيار أبي جعفر بن جرير وهو الصواب الذي لا شك فيه.

ابن كثير الدمشقي، إسماعيل بن عمر ابوالفداء القرشي (المتوفى774هـ)، تفسير القرآن العظيم، ج2، ص449، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1401هـ.

ورد الفخر الرازي من قال بأن ابن نوح ابن زنا:

القول الثالث: أنه ولد على فراشه لغير رشدة، والقائلون بهذا القول احتجوا بقوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط «فخانتاهما» وهذا قول خبيث يجب صون منصب الأنبياء عن هذه الفضيحة لا سيما وهو على خلاف نص القرآن. أما قوله تعالى «فَخَانَتَاهُمَا» فليس فيه أن تلك الخيانة إنما حصلت بالسبب الذي ذكروه. قيل لابن عباس رضي الله عنهما: ما كانت تلك الخيانة، فقال: كانت امرأة نوح تقول: زوجي مجنون، وامرأة لوط تدل الناس على ضيفه إذا نزلوا به.

الرازي الشافعي، فخر الدين محمد بن عمر التميمي (المتوفى604هـ)، التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، ج17، ص113، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1421هـ ـ 2000م.

وحول اجماع العلماء على نوع خيانة زوجتي نوح ولوط ، كتب العلامة الشوكاني :

(فخانتاهما) أي فوقعت منهما الخيانة لهما قال عكرمة والضحاك بالكفر وقيل كانت امرأة نوح تقول للناس أنه مجنون وكانت امرأة لوط تخبر قومه بأضيافه وقد وقع الإجماع على أنه ما زنت امرأة نبي قط وقيل كانت خيانتهما بالنفاق وقيل خانتاهما بالنميمة.

الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (المتوفى1255هـ)، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، ج5، ص255، الناشر: دار الفكر ـ بيروت.

ونقل الاجماع على أنه لم تزن أي واحدة من نساء الانبياء ، القنوجي الحنفي وهو من كبار علماء العامة في القرن الرابع عشر الهجري :

وقد وقعت الأدلة الإجماعية على أنه ما زنت امرأة نبي قط.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفى1307هـ)، حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة، ج1، ص241، تحقيق: الدكتور ـ مصطفى الخن/ ومحي الدين ستو، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: الخامسة، 1406هـ/ 1985م.

وكتب السبتي الاموي في الرد على تهمة الزنا لنساء نبي الله سليمان:

وحاشى وكلا من هذه الوصمة الخسيسة أن يفعلها الله تعالى مع أنبيائه عليهم السلام وكيف والأمة مجمعة على أنه ما زنت امرأة نبي قط كانت مؤمنة أو كافرة وخيانة امرأة نوح وامرأة لوط عليهما السلام إنما كانت في إظهارهما الإيمان وإخفائهما الكفر لا غير.

السبتي الأموي، أبو الحسن علي بن أحمد، تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء، ج1، ص39، تحقيق: محمد رضوان الداية، الناشر: دار الفكر المعاصر ـ لبنان، الطبعة: الأولى، 1411هـ ـ 1990م.

وذكر ابن تيمية الحراني عن الموضوع:

وأما البغايا فليس في الأنبياء، ولا الصالحين من تزوج بغيا لأن البغاء يفسد فراشه، ولهذا أبيح للمسلم أن يتزوج الكتابية اليهودية والنصرانية، إذا كان محصنا غير مسافح، ولا متخذ خدن فعلم أن تزوج الكافرة قد يجوز، وتزوج البغي لا يجوز لأن ضرر دينها لا يتعدى إليه، أما ضرر بغاها فيتعدى إليه، و الله أعلم.

ابن تيميه الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفى 728 هـ)، الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، ج4، ص158، تحقيق: قدم له حسنين محمد مخلوف، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت.

وقال الجصاص في احكام القرآن:

وقوله تعالى: (فخانتاهما)، قال ابن عباس: «كانتا منافقتين ما زنت امرأة نبي قط»، وكانت خيانتهما أن امرأة نوح عليه السلام كانت تقول للناس إنه مجنون، وكانت امرأة لوط عليه السلام تدل على الضيف.

الجصاص، أحمد بن علي الرازي أبو بكر (المتوفى370هـ)، أحكام القرآن، ج5، ص365، تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ 1405هـ.

والسمرقندي في تفسيره يقول:

(فخانتاهما) يعني خالفتاهما في الدين. وروي عن ابن عباس أنه قال ما زنت امرأة نبي قط وما كانت خيانتهما إلا في الدين. فأما امرأة نوح كانت تخبر الناس أنه مجنون وأما امرأة لوط فكانت تدل على الأضياف. وقال عكرمة الخيانة في كل شيء ليس في الزنى.

السمرقندي، نصر بن محمد بن أحمد ابوالليث (المتوفى367 هـ)، تفسير السمرقندي المسمي بحر العلوم، ج3، ص449، تحقيق: د. محمود مطرجي، الناشر: دار الفكر ـ بيروت.

وقال ابو القاسم اللالكائي:

عن أبي عامر الهمداني قال سمعت الشعبي يقول ما زنت امرأة نبي قط.

اللالكائي، أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور (المتوفى418هـ)، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، ج8، ص1437، تحقيق: د. أحمد سعد حمدان، الناشر: دار طيبة ـ الرياض ـ 1402هـ

وكتب الغرناطي الكلبي:

(فخانتاهما) قال ابن عباس خيانة امرأة نوح في أنها كانت تقول إنه مجنون وخيانة امرأة لوط بأنها كانت تخبر قومه بأضيافه إذا قدموا عليه وكانتا مع ذلك كافرتين وقيل خانتا بالزنا وأنكر ابن عباس ذلك وقال ما زنت امرأة نبي قط تنزيها من الله لهم عن هذا النقص.

الغرناطي الكلبي، محمد بن أحمد بن محمد (المتوفى741هـ)، كتاب التسهيل لعلوم التنزيل، ج4، ص133، الناشر: دار الكتاب العربي ـ لبنان، الطبعة: الرابعة، 1403هـ ـ 1983م.

alyatem
15-03-2013, 10:44 PM
اتهامات كبار علماء العامة لعائشة:


قصة (الافك) واتهام الصحابة لعائشة بنظر أهل العامة:

ان واحدة من القضايا التي نسبها اهل العامة لعائشة ، وفي الحقيقة اتهموها بها، قضية الافك.

وفقا للآية الكريمة من القرآن الكريم : إن عدة من الصحابة اتهموا واحدة من نساء النبي بالفحشاء ، مما آذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحزن لذلك، فأنزل الله آية البرائة لزوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأدخلت الآية السرور على قلبه الشريف.
ويعتقد بعض كبار العلماء ان التي اتهمت بذلك هي مارية القبطية ام ابراهيم عليه السلام، وقد اتهمتها زوجة اخرى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأنزل الله تعالى برائة مارية بهذه الآية.

وقد بحثنا هذا الموضوع كاملا في هذا (اضغط هنا (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=172898)) المقال، فراجعوا.

ولأن هذه البرائة تعتبر فضيلة كبرى للشخص الذي تمت برائته، فقد سعى العامة لنسبتها الى عائشة، كما سعوا لنسبة كثير من فضائل ومناقب اهل البيت عليهم السلام الى غيرهم!!
والملفت للنظر انهم حينما ارادوا اثبات هذا الموضوع ، اكثروا من ذكر امور قبيحة ومنكرة يأباها العقل والانصاف وتأباها غيرة كل مسلم على قبولها. اذ عند ثبوت هذا الامر فإن أصل عدالة وتقوى وكرامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ناحية وعدالة صحابته من ناحية اخرى تكون خاضعة للتشكيك بها!

ونحن نكتفي بذكر بعض المواضع باختصار:

alyatem
15-03-2013, 10:45 PM
سب الصحابة لعائشة واتهامها بالفحشاء:


من المعلوم ان العامة يعتقدون بعدالة جميع اصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ويدعون انهم عدول بدون استثناء!!
ولكننا نجد بعضا من هؤلاء الصحابة اتهموا عائشة بالزنا وحتى انهم قاموا بسبها!!

ينقل البخاري عن لسان عائشة:

عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ مَا تُشِيرُونَ عَلَىَّ فِي قَوْمٍ يَسُبُّونَ أَهْلِي مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ.

توضيح للحديث: يصرح النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه لم يصدر من اهله أي سوء مما يدعيه اصحابه في قضية الافك.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج6، ص2683، ح 6936، كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى « وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ»، تحقيق د. مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 ـ 1987.


اتهام الصحابة لعائشة:


ذكر البخاري من اتهم عائشة:

وقال عُرْوَةُ أَيْضًا لم يُسَمَّ من أَهْلِ الْإِفْكِ أَيْضًا إلا حَسَّانُ بن ثَابِتٍ وَمِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ في نَاسٍ آخَرِينَ لَا عِلْمَ لي بِهِمْ غير أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ كما قال الله تَعَالَى وَإِنَّ كِبْرَ ذلك يُقَالُ له عبد اللَّهِ بن أُبَيٍّ بن سَلُولَ.

البخاري ، صحيح البخاري، ج4، ص1518، ح3910، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب حديث الْإِفْكِ، مصدر سابق.


اقامة حد القذف على الصحابة:


وردت في مصادر العامة روايات تدل على ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اقام حد القذف على متهمي عائشة، بعد نزول آية البرائة، منهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بن جحش.

قال القرطبي المفسر الشهير عند العامة:

المشهور من الأخبار والمعروف عند العلماء أن الذي حد حسان ومسطح وحمنة ولم يسمع بحد لعبد الله بن أبي روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزل عذري قام النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدهم وسماهم: حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وفي كتاب الطحاوي ثمانين ثمانين قال علماؤنا وإنما لم يحد عبد الله بن أبي لأن الله تعالى قد أعد له في الآخرة عذابا عظيما فلو حد في الدنيا لكان ذلك نقصا من عذابه في الآخرة وتخفيفا عنه.

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج12، ص201، الناشر: دار الشعب ـ القاهرة.

ومن المعلوم أن القول (وإنما لم يحد عبد الله بن أبي لأن الله تعالى قد أعد له في الآخرة عذابا عظيما) هو بحد ذاته كلام غير موزون!!
لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مأمور بإقامة الحدود الالهية ، وترك اقامة الحد هو بحد ذاته من الكبائر!!

ولهذا رأينا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يترك حتى رجم اليهود بسبب الزنا، فكيف الحال لمنافق من المسلمين!!!

وعلى هذا اما انه أقام الحد على عبد الله بن أبي الذي لا يدل عليه دليل، وإما أنه لم يكن ممن اتهموا عائشة!! وإنما أرادوا من إيراد إسمه ليقولوا بأن التهمة صدرت من المنافقين لا من كبار الصحابة!!

ويقول الآلوسي:

وفي البحر أن المشهور حدّ حسان ومسطح وحمنة.

الآلوسي البغدادي الحنفي، أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود بن عبد الله (المتوفى1270هـ)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج18، ص116، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

ويقول ابن حزم الاندلسي:

فَبَعْدَ نُزُولِ هذه الْآيَةِ جَلَدَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِسْطَحَ بن أُثَاثَةَ وَحَسَّانَ بن ثَابِتٍ وَحَمْنَةَ بِنْتَ جَحْشٍ.

إبن حزم الأندلسي الظاهري، ابومحمد علي بن أحمد بن سعيد (المتوفى456هـ)، المحلي، ج11، ص130، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي، الناشر: دار الآفاق الجديدة ـ بيروت.

وحسان بن ثابت هو شاعر الانصار في الجاهلية ، ولقّب في الاسلام بشاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال البخاري في صحيحه:

حدثنا حَفْصُ بن عُمَرَ حدثنا شُعْبَةُ عن عَدِيِّ بن ثَابِتٍ عن الْبَرَاءِ رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لِحَسَّانَ اهْجُهُمْ أو هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ.

البخاري ، صحيح البخاري، ج3، ص1176، ح3041، كِتَاب بَدْءِ الْخَلْقِ، بَاب ذِكْرِ الْمَلَائِكَةِ، مصدر سابق.

ونقل ابو داوود في مسنده:

حدثنا محمد بن سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ لُوَيْنٌ ثنا بن أبي الزِّنَادِ عن أبيه عن عُرْوَةَ وَهِشَامٍ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم يَضَعُ لِحَسَّانَ مِنْبَرًا في الْمَسْجِدِ فَيَقُومُ عليه يَهْجُو من قال في رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ مع حَسَّانَ ما نَافَحَ عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم.

السجستاني الأزدي، سليمان بن الأشعث ابوداود (المتوفى 275هـ)، سنن أبي داود، ج4، ص304، ح5015، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الفكر؛

المزي، ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفى742هـ)، تهذيب الكمال، ج6، ص21، تحقيق: د. بشار عواد معروف، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1400هـ ـ 1980م؛

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفى852هـ)، الإصابة في تمييز الصحابة، ج2، ص64، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار الجيل ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1412هـ ـ 1992م.

ومسطح بن أثاثة ممن حضروا بدرا ، وممن الأوائل الذين دخلوا الاسلام مع أبيه ، وقطعا هو من السابقين في الاسلام.

جاء في البخاري:

بَاب تَسْمِيَةُ من سُمِّيَ من أَهْلِ بَدْرٍ في الْجَامِعِ الذي وَضَعَهُ أبو عبد اللَّهِ على حُرُوفِ الْمُعْجَمِ... مَعْنُ بن عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ مِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ بن عَبَّادِ بن الْمُطَّلِبِ بن عبد مَنَافٍ مِقْدَادُ بن عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ....

البخاري ، صحيح البخاري، ج4، ص1477، كِتَاب الْمَغَازِي، بَاب تَسْمِيَةُ من سُمِّيَ من أَهْلِ بَدْرٍ...، مصدر سابق.

وذكر ابن تيمية الحراني:

فان الذين قذفوا عائشة أم المؤمنين كان فيهم مسطح بن اثاثة وكان من أهل بدر.

ابن تيميه الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفى 728 هـ)، كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ج7، ص487، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، الناشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية.

alyatem
15-03-2013, 10:46 PM
شك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعائشة:


كما ذكرنا فيما تقدم، إن العامة ولأجل اثبات نزول آية الافك في عائشة، عمدوا الى الاسفاف في اثبات الأمر حتى أنهم اتهموا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم قد شك في عائشة بل صدق اتهامها بالامر وذكروا انه كان دائما يقول لعائشة ان كنت فعلت ذلك اخبريني لاستغفر لك الله تعالى!!!

جاء في البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على المنبر طلب معونة الناس على عبدالله بن أبي وزوجته ، وبرأ صفوان ، مما سبب الجدال الكلامي بين عدة من اصحابه!! ولكنه حينما جاء الى عائشة قال:

يا عايشه بلغني عنك كذا و كذا فان كنت بريئة فسيبرئك الله وان كنت الممت فاستغفري الله وتوبي اليه فان العبد اذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه...

1 ـ البخاري ، صحيح البخاري، ج2، ص945، ح2518،كتاب الشهادات، بَاب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا و ج4، ص1774، ح4473، كتاب التفسير، بَاب قوله «لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ...»، مصدر سابق ؛
2 ـ مسند احمد (المتوفى241) ج 6 ص 196 ، الناشر: دار صادر ، بيروت؛
3 ـ المستدرك للحاكم النيشابوري (المتوفى405) ج 4 ص 243، الناشر: دار المعرفة، بيروت؛
4 ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (المتوفى807) ج 10 ص 198، الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت 1988؛
5 ـ المصنف للحافظ عبدالرزاق الصنعاني (المتوفى211) ج 5 ص 417، تحقيق حبيب الرحمن الاعظمي؛
6 ـ السنن الكبري للنسائي (المتوفى 303) ج 5 ص 298. الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت 1991.

فبناءا على أي القولين نعتمد ؟!
اطمئنان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بزوجته؟ أم الترديد بشأنها؟!!
ألا يدل هذا الحديث على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان شاكا بزوجته؟!!
ألا يعتبر نقل هذا الحديث في كتب اهل السنة وصحيح البخاري اهانة للرسول واتهاما لزوجته باتيان الفاحشة؟!

وينقل الطبراني في معجمه الكبير:

يا عَائِشَةُ!إن كُنْتِ فَعَلْتِ هذا الأَمْرَ فَقُولِي حتى اسْتَغْفِرَ اللَّهَ لَكِ. قالت: وَاللَّهِ لا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ منه أَبَدًا إن كُنْتُ فَعَلْتُهُ فَلا غَفَرَ اللَّهُ لي.

الطبراني، ابوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب (المتوفى360هـ)، المعجم الكبير، ج23، ص128، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، الناشر: مكتبة الزهراء ـ الموصل، الطبعة: الثانية، 1404هـ ـ 1983م.

وجاء في بعض الروايات: يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي لي حتى أستغفر الله تعالى لك.

الآلوسي ، روح المعاني ، ج18، ص121،مصدر سابق.

الملفت للنظر أن الالباني الوهابي واستنادا لرواية البخاري المتقدمة ، نسب ارتكاب الفحشاء لنساء الانبياء عليهم السلام ولنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بإدعاء عدم عصمتهم عن هذا الخطأ!! :

و قوله: «ألممت» قال الحافظ [ابن حجر] : أي وقع منك على خلاف العادة، و هذا حقيقة الإلمام... قال الداوودي: أمرها بالاعتراف، و لم يندبها إلى الكتمان، للفرق بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم و غيرهنّ، فيجب على أزواجه الاعتراف بما يقع منهنّ و لا يَكْتُمْنَه إياه، لأنه لا يحل لنبي إمساك من يقع منها ذلك بخلاف نساء الناس، فإنهن ندبن إلى الستر.

ثم تعقبه الحافظ [ابن حجر] نقلا عن القاضي عياض فيما ادعاه من الأمر بالاعتراف، فليراجعه من شاء، لكنهم سلموا له [يعني ابن حجر] قوله: إنه لا يحل لنبي إمساك من يقع منها ذلك [الزنا]. و ذلك غيرة من الله تعالى على نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم [يريد الاشارة الى التعارض بين قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالاستغفار لعائشة وبين وجوب طلاقها]، ولكنه سبحانه صان السيدة عائشة رضي الله عنها وسائر أمهات المؤمنين من ذلك كما عرف ذلك من تاريخ حياتهن، و نزول التبرئة بخصوص السيدة عائشة رضي الله عنها، وإن كان وقوع ذلك [الزنا] ممكنا من الناحية النظرية لعدم وجود نص باستحالة ذلك منهن، ولهذا كان موقف النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم في القصة موقف المتريث المترقب نزول الوحي القاطع للشك في ذلك الذي ينبئ عنه قوله صلى الله عليه [وآله] وسلم في حديث الترجمة: «إنما أنت من بنات آدم، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، و إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله..»، و لذلك قال الحافظ [ابن حجر] في صدد بيان ما في الحديث من الفوائد: «وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحكم لنفسه إلا بعد نزول الوحي. نبه عليه الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة نفع الله به».

يعني أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم لم يقطع ببراءة عائشة رضي الله عنها إلا بعد نزول الوحي. ففيه إشعار قوي بأن الأمر [الفحشاء] في حد نفسه ممكن الوقوع.

الألباني، محمّد ناصر (المتوفى1420هـ)، سلسة الأحاديث الصحيحة‌، ج6، ص 26، ح2507، برنامج المكتبة الشاملة.

ويضيف في معرض نقده على كلام ابن كثير الدمشقي القائل بعصمة نساء الانبياء عن الفحشاء ، ومستندا بهذه الرواية البخارية وشك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عائشة ، ويثبت ان نساء الانبياء ومن ضمنهم عائشة لم تكن معصومة عن مثل هذا العمل (الفحشاء) وأن ارتكابه ممكن في حقهم!!


مشاورة الرسول لاصحابه في طلاق عائشة:


كتب البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد اعتقد بصحة التهمة المنسوبة لعائشة وانه تشاور مع اصحابه في طلاقها، والملفت للنظر ادعائه أن امير المؤمنين عليه السلام كان مؤيدا لطلاقها.
ينقل البخاري بطريقه عن عائشة:

فقلت سُبْحَانَ اللَّهِ وَلَقَدْ يَتَحَدَّثُ الناس بهذا قالت فَبِتُّ اللَّيْلَةَ حتى أَصْبَحْتُ لَا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ ولا أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ثُمَّ أَصْبَحْتُ فَدَعَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بن أبي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حين اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا في فِرَاقِ أَهْلِهِ فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عليه بِالَّذِي يَعْلَمُ في نَفْسِهِ من الْوُدِّ لهم فقال أُسَامَةُ: أَهْلُكَ يا رَسُولَ اللَّهِ ولا نَعْلَمُ والله إلا خَيْرًا وَأَمَّا عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ لم يُضَيِّقْ الله عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ.

البخاري ، صحيح البخاري، ج2، ص944، ح2518،كتاب الشهادات، بَاب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا، مصدر سابق.

وذكر الطبراني في المعجم الكبير ، والسيوطي في الدر المنثور والآلوسي في تفسيره:

فقال لِعَلِيٍّ: ما تَقُولُ في عَائِشَةَ؟ فَقَدْ أَهَمَّنِي ما قال الناس فيها. فقال له: يا رَسُولَ اللَّهِ قد قال الناس وقد حَلَّ لك طَلاقُهَا.

الطبراني، ، المعجم الكبير، ج23، ص127، مصدر سابق؛

السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفى911هـ)، الدر المنثور، ج6، ص149، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1993؛

الآلوسي ، روح المعاني ، ج18، ص117، مصدر سابق.

alyatem
15-03-2013, 10:47 PM
(زعل) النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمدة شهر مع عائشة:


الملفت للنظر ان العامة نقلوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغ حدا في عدم اطمئنانه بعائشة وتصديقه بالتهمة المنسوبة اليها ، أنه صلى الله عليه وآله وسلم ولمدة شهر (زعل) مع عائشة ولم يكلمها.

ذكر البخاري في صحيحه:

ولم يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ ما قِيلَ قَبْلَهَا وقد لَبِثَ شَهْرًا لَا يُوحَى إليه في شَأْنِي بِشَيْءٍ.

البخاري ، صحيح البخاري، ج4، ص1520، ح3910، كتاب المغازي، بَاب حديث الْإِفْكِ و ج2، ص945، ح2518،كتاب الشهادات، بَاب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا، مصدر سابق.

تحليل عدم اطمئنان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعائشة:

مما سبق ، وقد نقلنا أن العامة ولأجل اثبات هذه الفضيلة (البرائة من الافك) لعائشة، قد نقلوا الاسفاف في المسألة كما تقدم ، وإلاّ فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكبر شأنا من أن لا يطمئن بزوجه ، ويستمع الى اتهام عدة (وعلى قول العامة عدة من المنافقين) ويصدقه ، ويقاطع الحديث والذهاب الى عائشة لمدة شهر!!!

كيف يمكن أن نصدق أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأجل اتهام عدة اشخاص ليس لديهم أي دليل على ما قالوا ، أن يشك في زوجته؟!

في حين أن القرآن الكريم صريح بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلم الا عن وحي من الله سبحانه وتعالى:

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَْوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى‏. سورة النجم: 3 و 4.

فكيف يعقل أن لسان وحي الله تعالى وقبل نزول الوحي وقبل الاطمئنان من وقوع الأمر (الفاحشة) ، أن يشك بزوجته؟!!

وإثبات هذا المعنى ألا يجرنا للشك بعدالة نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!!

ومع الاسف فإن العامة كانوا حاضرين لإثبات فضيلة واحدة لعائشة ، أن يقدموا ضحية لذلك شخصية ومقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعلها في معرض التشكيك والنقد ، وهذا مبعث للأسى والحزن.

واللطيف أن القرآن الكريم يذكر عن لسان عيسى عليه السلام أنه يعلم ما في بيوت الناس:

وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ في‏ بُيُوتِكُمْ إِنَّ في‏ ذلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ. سورة آل عمران: 49.

فكيف أن عيسى عليه السلام يعلم ما في بيوت الناس وماذا يأكلون وما يدخرون ويخبر عنه، لكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم عن وضع بيته وعمل زوجته ، ويعتمد على قول عدة من المنافقين ويتهم زوجته و(يزعل) منها لمدة شهر؟!!

والقرآن الكريم يذكر صريحا في آياته عن اخبار الله تعالى واطلاع رسوله صلى الله عليه وآله وسلم على الغيب ، فكيف يمكن أن لا يطلعه على وضع زوجته وعملها؟!!

عَلِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلىَ‏ غَيْبِهِ أَحَدًا. إِلَّا مَنِ ارْتَضىَ‏ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَينْ‏ِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا. سورة الجن: 27.

هذا النبي الذي ينبئ بفتح ايران والروم ، والاستيلاء على كنوز قيصر، كيف يعقل في حقه أن لا يعلم بأخبار زوجته؟!

يقول البخاري في صحيحه:

حدثني محمد بن الْحَكَمِ أخبرنا النَّضْرُ أخبرنا إِسْرَائِيلُ أخبرنا سَعْدٌ الطَّائِيُّ أخبرنا مُحِلُّ بن خَلِيفَةَ عن عَدِيِّ بن حَاتِمٍ قال بَيْنَا أنا عِنْدَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إليه الْفَاقَةَ ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا قَطْعَ السَّبِيلِ فقال يا عَدِيُّ هل رَأَيْتَ الْحِيرَةَ قلت لم أَرَهَا وقد أُنْبِئْتُ عنها قال فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ من الْحِيرَةِ حتى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إلا اللَّهَ ـ قلت فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّئٍ الَّذِينَ قد سَعَّرُوا الْبِلَادَ ـ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى....

البخاري ، صحيح البخاري، ج 3، ص1316، ح3400، كِتَاب الْمَنَاقِبِ، بَاب عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ في الْإِسْلَامِ، مصدر سابق.

وكيف يمكن لعمر بن الخطاب بعد أن (علم) ـ وهو في المدينة ـ بأن جيش المسلمين الذي كان في حالة الانكسار في حرب فتح فارس، ثم يقودهم للنصر وهو فيها !!!

ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم عما يجري في داخل بيته وأعمال زوجته؟!

يقول ابن تيمية الحراني في منهج السنة:

وروى ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال فبينا عمر يخطب في الناس فجعل يصيح على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل قال فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا فإذا بصائح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله فقيل لعمر بن الخطاب إنك كنت تصيح بذلك على المنبر.

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفى 728 هـ)، منهاج السنة النبوية، ج6، ص64، تحقيق: د. محمد رشاد سالم، الناشر: مؤسسة قرطبة، الطبعة: الأولى، 1406هـ.

وكتب ابن كثير السلفي:

وقد ذكرنا في سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشياء كثيرة من مكاشفاته وما كان يخبر به من المغيبات كقصة سارية بن زنيم وما شاكلها ولله الحمد والمنة.

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى774هـ)، البداية والنهاية، ج6، ص201، الناشر: مكتبة المعارف ـ بيروت.

ويقول ابن حجر الهيثمي:

الفصل السابع في كراماته رضي الله عنه.

الأولى أخرج البيهقي وابو نعيم واللالكائي وابن الأعرابي والخطيب عن نافع عن ابن عمر بإسناد حسن قال وجه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية فبينا عمر رضي الله عنه يخطب جعل ينادي يا سارية الجبل ثلاثا ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر فقال يا أمير المؤمنين هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا سارية الجبل ثلاثا فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله قال قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك.

وذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم.

الهيثمي، ابوالعباس أحمد بن محمد بن علي ابن حجر (المتوفى973هـ)، الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، ج1، ص293، تحقيق عبد الرحمن بن عبد الله التركي ـ كامل محمد الخراط، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ لبنان، الطبعة: الأولى، 1417هـ ـ 1997م.

وابن حجر العسقلاني يقول:

وأخرجها البيهقي في الدلائل واللالكائي في شرح السنة والزين عاقولي في فوائده وابن الأعرابي في كرمات الأولياء من طريق بن وهب عن يحيى بن أيوب عن بن عجلان عن نافع عن بن عمر قال: وجه عمر جيشا ورأس عليهم رجلا يدعى سارية... وهكذا ذكره حرملة في جمعة لحديث بن وهب وهو إسناده حسن.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفى852هـ)، الإصابة في تمييز الصحابة، ج3، ص6، تحقيق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار الجيل ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1412هـ ـ 1992م.

من جانب آخر فإن كبار علماء العامة نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كما يرى بعينه من أمامه فقد كان قادرا على أن يرى أعمال الناس وحركاتهم من خلفه!!

روى البخاري في صحيحه:

عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم قال هل تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فَوَاللَّهِ ما يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ ولا رُكُوعُكُمْ إني لَأَرَاكُمْ من وَرَاءِ ظَهْرِي.

البخاري ، ، صحيح البخاري، ج1، ص161، ح408، كتاب الصلاة، بَاب عِظَةِ الْإِمَامِ الناس في إِتْمَامِ الصَّلَاةِ وَذِكْرِ الْقِبْلَةِ، مصدر سابق.

وجاء في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

إني والله لَأُبْصِرُ من وَرَائِي كما أُبْصِرُ من بَيْنِ يَدَيَّ.

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج1، ص319، ح423، كتاب الصلاة، باب الأَمْرِ بِتَحْسِينِ الصَّلاَةِ وَإِتْمَامِهَا وَالْخُشُوعِ فِيهَا، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

نبيٌّ قادر على أن يعلم بأعمال من هم خلفه دون أن يراهم بعينه ، كيف لا يعلم بما يجري في بيته ووضع زوجته فيه، ثم يحدث عند (الشك) فيها؟!!

بنظرنا أن العامة إنما ذكروا الامور التي بينّاها سابقا وادعوها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كل ذلك لأجل اثبات تلك الفضيلة لعائشة، متناسين أن ما حرفوه معارض بعشرات الروايات وهي أمور غير قابلة للتصور والامكان.

فهل يمكن القبول بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المبعوث رحمة للعالمين ، من أجل اشاعات لا اساس لها من الصحة صيغت على أيدي منافقين وقويت على يد آخرين ، وقبل أي تحقيق ورعاية حق ، ترك زوجته و(زعل) منها لمدة شهر؟!!!
وهو الذي يقول بشأنه تعالى: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين . سورة الأنبياء / 107 .
نعم هكذا ينسب علماء السنة امورا مرفوضة الى رسول الله صلى الله وآله وسلم الذي يقول عنه رب العزة:
وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى . سورة النجم / 3و4 .

alyatem
15-03-2013, 10:48 PM
والد ووالدة عائشة ايضا ممن صدّق بإتهامها:


يذكر البخاري في صحيحه أن ابو بكر وام رمان، والد ووالدة عائشة، أيضا ممن صدق التهمة بحق ابنتهم وحتى انهم نسبوها لها!!
قال البخاري ناقلا عن عائشة قولها مخاطبة ابيها وامها:

إني والله لقد عَلِمْتُ أَنَّكُمْ سَمِعْتُمْ ما يَتَحَدَّثُ بِهِ الناس وَوَقَرَ في أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ قلت لَكُمْ إني بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إني لَبَرِيئَةٌ لَا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ وَلَئِنْ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُنِّي والله ما أَجِدُ لي وَلَكُمْ مَثَلًا إلا أَبَا يُوسُفَ إِذْ قال «فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ على ما تَصِفُونَ».

البخاري ، صحيح البخاري، ج2، ص945، ح2518،كتاب الشهادات، بَاب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا، مصدر سابق.


باقي نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ايضا ممن اتهم عائشة:


ذكر البخاري في صحيحه أنه حتى باقي امهات المؤمنين اتهموا عائشة بهذا الامر (الفحشاء) ، ونقل عن عائشة قولها:

فقلت ائْذَنْ لي إلى أَبَوَيَّ قالت وأنا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ من قِبَلِهِمَا فَأَذِنَ لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم فَأَتَيْتُ أَبَوَيَّ فقلت لِأُمِّي ما يَتَحَدَّثُ بِهِ الناس فقالت يا بُنَيَّةُ هَوِّنِي على نَفْسِكِ الشَّأْنَ فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كانت امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إلا أَكْثَرْنَ عليها.

البخاري ، صحيح البخاري، ج2، ص944، ح2518،كتاب الشهادات، بَاب تَعْدِيلِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا، مصدر سابق.

برأينا إن نقل مثل هذه الامور ، هو اهانة لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبالتالي عدم احترام لشخصه صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن العامة وفي مصادرهم العديدة ومن أجل إثبات نزول آية بحق عائشة ، كانوا مستعدين لتأكيد اتهام زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونسبة قبول ذلك عنده صلى الله عليه وآله وسلم وما يترتب عليه الامر مما ذكرنا، متجاهلين عواقب هذا الامر مهما كانت، لأن ذلك لا يحدث فرقا لديهم، فالمهم هو إثبات الفضائل لعائشة الذي كان من اولوياتهم وعلى رأس امورهم!!!

alyatem
15-03-2013, 10:49 PM
نقل روايات (بعيدة عن الحياء) عن لسان عائشة:


ان علاقة كل امراءة مع زوجها من أخفى المسائل الزوجية ، ولا يمكن لأي شخص أن يطلع على طبيعة تلك العلاقة. وهذا الأمر تراعيه حتى المجتمعات غير الاسلامية ، وهو سر محرم تحفظه الانسانية بالفطرة!!
لكن مع الاسف فإن العامة نقلوا عن (ام المؤمنين) عائشة موارد لا تتناسب مع موقعها ، وفي الحقيقة أذهبت بذلك ماء وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وللاسف فإن بعض فرق العامة وعلمائهم ومن أجل أن يثبتوا بعض عقائدهم وفتاواهم ، نقلوا روايات عن لسان نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبخاصة عائشة لتأييد تلك الأفكار. في حين ان عقل أي انسان لا يمكن له أن يقبل تلك النقولات التي تصور أن زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تذكر امورا يندى لها جبين كل مسلم غيور ، فضلا عن أنها نقلت الى غير المحارم من الرجال وأفشت اسرار علاقتها مع زوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم!!
ونحن نشير الى بعض تلك الروايات ونترك التعليق للقاريء الكريم المنصف الواقعي.


نساء الجنة (بواكر) في قول مخجل عن عائشة:


من المسائل التي قيلت مرات ومرات في الروايات ، ان نساء الجنة بواكر ، وأنهن بعد كل مرة من المقاربة (الجماع) يرجعن الى حالتهن السابقة من البكارة!!
عند بيان رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الأمر الى اصحابه، وتسمع بذلك عائشة، فتقول قولا يندى له جبين كل انسان من الخجل، نعم ذكر ذلك بين الزوجة وزوجها لا اشكال فيه، أما نقل ذلك في كتب الروايات والتفسير واللغة و... وعن لسان زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر قبيح يبعث الاسى ويحرك غيرة أي مسلم غيور على دينه ورسوله!!

نقل القرطبي المفسر الشهير عند العامة في تفسيره:

وقال المسيب بن شريك: قال النبي (ص) في قوله «إنا أنشأناهن إنشاء» [ الآية ] قال: «هن عجائز الدنيا أنشأهن الله خلقا جديداً كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا» فلما سمعت عائشة ذلك قالت: واوجعاه، فقال لها النبي (ص) : «ليس هناك وجع».

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج17، ص211، الناشر: دار الشعب ـ القاهرة؛

البغدادي الشهير بالخازن، علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم (المتوفى725هـ )، تفسير الخازن المسمي لباب التأويل في معاني التنزيل، ج7، ص19، الناشر: دار الفكر ـ بيروت / لبنان ـ 1399هـ ـ 1979م؛

ابن عادل الدمشقي الحنبلي، ابوحفص عمر بن علي (المتوفى بعد 880 هـ)، اللباب في علوم الكتاب، ج18، ص401، تحقيق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت / لبنان، الطبعة: الأولى، 1419 هـ ـ 1998م؛

الثعالبي، عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف (المتوفى875هـ)، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج9، ص210، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت؛

الثعلبي النيسابوري، ابوإسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم (المتوفى427هـ)، الكشف والبيان، ج9، ص210، تحقيق: الإمام أبي محمد بن عاشور، مراجعة وتدقيق الأستاذ نظير الساعدي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1422هـ ـ 2002م.

وكتب الزمخشري ـ الاديب واللغوي والمفسر الشهير عند العامة ـ في تفسيره، وقال الزيلعي ـ الذي هو كبير آخر من كبار العامة ـ في تخريج الآثار:

أنّ أمّ سلمة رضي الله عنها سألته عن قول الله تعالى: «إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ» فقال: «يا أم سلمة هنّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطا رمصا، جعلهنّ الله بعد الكبر «أَتْرَاباً» على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهنَّ أزواجهنّ وجدوهنّ أبكارا؛ فلما سمعت عائشة رضي الله عنها ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: واوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: (ليس هناك وجع).

الزمخشري الخوارزمي، ابوالقاسم محمود بن عمرو بن أحمد جار الله (المتوفى538هـ)، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، ج4، ص460، ح1122، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، بيروت، الناشر: دار إحياء التراث العربي؛

الزيلعي، عبدالله بن يوسف ابومحمد الحنفي (المتوفى762هـ)، تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري، ج3، ص405؛ ج3، ص406، تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد، الناشر: دار ابن خزيمة ـ الرياض، الطبعة: الأولى، 1414هـ.

فهل واقعا قالت عائشة ما قالت؟!!
حتى وإن قالته ، كيف قام علماء وكبار العامة وذكروا ذلك مفصلا في كتبهم؟
وما الهدف من نشر هذا الحديث (السري) بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجته؟!!


رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يمص) لسان عائشة وهو صائم:


ينقل احمد بن حنبل ـ رئيس مذهب الحنابلةـ في مسنده عن ابي يحيى الانصاري الذي هو بلا شك ليس من محارم عائشة، يقول:

حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عَفَّانُ قال ثنا محمد بن دِينَارٍ عن سَعْدِ بن أَوْسٍ عن مِصْدَعٍ أبي يحيى الأنصاري عن عَائِشَةَ ان رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم كان يُقَبِّلُهَا وهو صَائِمٌ وَيَمُصُّ لِسَانَهَا قلت سَمِعْتَهُ من سَعْدِ بن أَوْسٍ قال نعم.

الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل،ج 6، ص123، ح24960، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر.

ويذكر ابن خزيمة مثل هذا الكلام في صحيحه:

حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا محمد بن دينار الطاحي حدثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها.

ابن خزيمة السلمي النيسابوري، أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (المتوفى311هـ)، صحيح ابن خزيمة، ج3 ص246، ح2003، تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت ـ 1390هـ ـ 1970م.

كيف يمكن التصديق بأن زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجلس مع غير محارمها وتحدث بمثل هذه الأحاديث التي هي من الاسرار بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!!

alyatem
15-03-2013, 10:50 PM
افشاء اكثر الاسرار عمقا بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة:


يذكر محمد بن ادريس الشافعي ـ رئيس الشافعية ـ في كتابه اختلاف الحديث:

أخبرنا الثقة عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أو عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل فعلته أنا ورسول الله فاغتسلنا.

الشافعي، ابوعبد الله محمد بن إدريس (المتوفى 204هـ)، اختلاف الحديث، ج1، ص493، تحقيق: عامر أحمد حيدر، الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1405هـ ـ 1985م

وينقل أحمد بن حنبل ـ رئيس المذهب الحنبلي ـ ، وابن ماجة القزويني في سننهما، مثل هذه الرواية مع اختلاف يسير:

حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أَبِى ثنا الْوَلِيدُ بن مُسْلِمٍ ثنا الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن بن الْقَاسِمِ عن أبيه عن عَائِشَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم قالت إذا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ فَعَلْتُهُ أنا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم وَاغْتَسَلْنَا.

الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص161، ح25320، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر؛

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفى275هـ)، سنن ابن ماجه، ج1، ص199، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار الفكر ـ بيروت.

اللطيف ان بعض فقهاء العامة ، افتوا مستندين على هذه الرواية!!

كما أخذ الفقهاء في التقاء الختانين بحديث عائشة وقولها: فعلته أنا ورسول الله فاغتسلنا.

الماوردي البصري الشافعي، علي بن محمد بن حبيب (المتوفى450هـ)، الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني، ج11، ص466، تحقيق الشيخ علي محمد معوض ـ الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الأولى، 1419 هـ ـ 1999م.

وينقل ابن حبان في صحيحه رواية مخجلة اخرى وينسبها الى عائشة:

أَخْبَرَنَا الْقَطَّانُ بِالرَّقَّةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ فَلا يُنْزِلُ الْمَاءَ قَالَتْ فَعَلْتُهُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم فَاغْتَسَلْنَا مِنْهُ جَمِيعًا.

التميمي البستي، محمد بن حبان بن أحمد ابوحاتم (المتوفى354 هـ)، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، ج3، ص458، ح1185، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الناشر:مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: الثانية، 1414هـ ـ 1993م.

والملفت للنظر أن ابو الحسن الآمدي ينقل أن عمر هو من أرسل شخصا ليسأل هذا السؤال من عائشة ، فأجابت عائشة بأنها هي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاموا بهذا الامر ثم اغتسلا!!!

وأما من جهة الإجماع فما روي عن الصحابة أنهم لما اختلفوا في الغسل من غير إنزال أنفذ عمر إلى عائشة رضي الله عنها وسألها عن ذلك فقالت فعلته أنا ورسول الله واغتسلنا فأخذ عمر والناس بذلك.

الآمدي، ابوالحسن علي بن محمد (المتوفى 631هـ)، الإحكام في أصول الأحكام، ج1، ص233، تحقيق: د. سيد الجميلي، الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1404هـ.

وهنا يبرز لدينا سؤال؟
ما السبب الذي يدفع بعمر للسؤال من عائشة عن هذا الأمر؟ ولم يسأل ابنته حفصة التي هي من محارمه!!
فهل أن حفصة لم تكن زوجة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! فلماذا السؤال من عائشة؟؟!!!

وفي محل آخر يكرر الرواية هكذا:

وعملهم [الصحابة] بأجمعهم في الرجوع عن سقوط فرض الغسل بالتقاء الختانين بقول عائشة فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم واغتلسنا.

الآمدي، ابوالحسن علي بن محمد (المتوفى 631هـ)، الإحكام في أصول الأحكام، ج2، ص77، تحقيق: د. سيد الجميلي، الناشر: دار الكتاب العربي ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1404هـ.

ومسلم النيشابوري ، الذي يظهر عليه الخجل في أن ينقل الرواية عن لسان عائشة ، فنسبها عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ونقلها:

حدثنا هَارُونُ بن مَعْرُوفٍ وَهَارُونُ بن سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ قالا حدثنا بن وَهْبٍ أخبرني عِيَاضُ بن عبد اللَّهِ عن أبي الزُّبَيْرِ عن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ عن أُمِّ كُلْثُومٍ عن عَائِشَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم عن الرَّجُلِ يُجَامِعُ أَهْلَهُ ثُمَّ يُكْسِلُ [يعني لا ينزل] هل عَلَيْهِمَا الْغُسْلُ وَعَائِشَةُ جَالِسَةٌ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم إني لَأَفْعَلُ ذلك أنا وَهَذِهِ [عائشة] ثُمَّ نَغْتَسِلُ.

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج1، ص272، ح350، كِتَاب الْحَيْضِ، بَاب نَسْخِ الْمَاءُ من الْمَاءِ وَوُجُوبِ الْغُسْلِ بِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

كيف يمكن لأي مسلم غيور تصور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي هو قمة الرجال الغيورين في العالم، يتحدث عن اسراره الشخصية بحضور زوجته ويشير لها بأنه هو وهي قاما بهذا العمل ومن بعدها اغتسلوا؟!!!
هل يصح لعلماء العامة أن يذكروا حوادث جرت بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه، ثم ينقلونها الى غير المحارم من الرجال؟!!

alyatem
15-03-2013, 10:51 PM
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلعب مع عائشة:


يذكر محمد بن اسماعيل البخاري في أصح كتاب عند العامة بعد القرآن المجيد ، وينقل ما به إذهاب لماء وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجه:

حدثنا مُحَمَّدٌ أخبرنا أبو مُعَاوِيَةَ حدثنا هِشَامٌ عن أبيه عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كنت أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وكان لي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي فَكَانَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم إذا دخل يَتَقَمَّعْنَ منه فَيُسَرِّبُهُنَّ إلي فَيَلْعَبْنَ مَعِي.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج5، ص2270، ح5779، كِتَاب الْأَدَبِ، بَاب الِانْبِسَاطِ إلى الناس، تحقيق د. مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 ـ 1987.

يقول التيجاني بعد ذكر هذه الرواية وغيرها:

يقول الشارح : ألعب بالبنات ، يعني التماثيل المسماة بعلب البنات ـ ويسربهن إلي : أي يبعثهن ويرسلهن إلي.
وأنت تقرأ مثل هذه الروايات في صحيح البخاري أيبقى عندك اعتراض بعدها على نقد بعض المستشرقين إن كنت منصفا ؟
قل لي بربك ! عندما تقرأ قول عائشة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. [صحيح البخاري : 6 / 24 كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى : ترجي من تشاء منهن وتأوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك].
ماذا يبقى في نفسك من احترام وتقدير لامرأة كهذه التي تشكك في نزاهته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهل لا يبعث ذلك في نفسك أنها تصرفات مراهقة لم يكتمل عقلها . وهل يلام بعد ذلك أعداء الإسلام الذين كثيرا ما يثيرون حب محمد للنساء وأنه كان شهوانيا فإذا قرؤوا في البخاري بأن الله يسارع في هواه ، ويقرؤون في البخاري بأنه كان يجامع إحدى عشرة زوجة في ساعة واحدة وقد أعطي قوة ثلاثين . فاللوم على المسلمين الذين أقروا مثل هذه الأباطيل واعترفوا بصحتها بل واعتبروها كالقرآن الذي لا يتطرق إليه الشك ولكن هؤلاء مسيرون في كل شئ حتى في عقيدتهم وليس لهم خيار في شئ . لقد فرضت عليهم هذه الكتب من الحكام الأولين .

التيجاني، الدكتور محمد، فأسألوا أهل الذكر، مؤسسة الفجر ـ لندن ، ص 330.


النساء يحشرن عاريات يوم القيامة:


وينقل البخاري في رواية اخرى عن عائشة:

حدثنا قَيْسُ بن حَفْصٍ حدثنا خَالِدُ بن الْحَارِثِ حدثنا حَاتِمُ بن أبي صَغِيرَةَ عن عبد اللَّهِ بن أبي مُلَيْكَةَ قال: حدثني الْقَاسِمُ بن مُحَمَّدِ بن أبي بَكْرٍ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم: تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، قالت عَائِشَةُ: فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ؟! فقال: الْأَمْرُ أَشَدُّ من أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ.

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج5، ص2391، ح6162، كِتَاب الرِّقَاقِ، بَاب كَيْفَ الْحَشْرُ، تحقيق د. مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 ـ 1987.


النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقبل عائشة وهو صائم:


يذكر احمد بن حنبل في مسنده:

حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عَفَّانُ قال ثنا أبو عَوَانَةَ ثنا سَعْدُ بن إبراهيم عن طَلْحَةَ عن عَائِشَةَ قالت: أَهْوَى إِلَىَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم ليقبلني، فقلت: اني صَائِمَةٌ ، قال: وأنا صَائِمٌ، قالت: فَأَهْوَى الي فقبلني.

الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص134، ح25066، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر.

وينقل في رواية اخرى:

حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عَفَّانُ قال ثنا أبو عَوَانَةَ قال ثنا مُطَرِّفٌ عن عَامِرٍ عن مَسْرُوقٍ قال: قالت عَائِشَةُ: ان كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم لَيَظَلُّ صَائِماً ثُمَّ يُقَبِّلُ ما شَاءَ من وجهي حتى يُفْطِرَ.

الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص101، ح24743، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر.

ويروي هذه الرواية ابن خزيمة بتفصيل وطول أكثر.

ابن خزيمة السلمي النيسابوري، أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (المتوفى311هـ)، صحيح ابن خزيمة، ج3، ص246، ح2001، تحقيق: د. محمد مصطفى الأعظمي، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت ـ 1390هـ ـ 1970م.

وينقل ذلك ابن أبي الدنيا ، ويقول بعدها:

حديث صحيح.

إبن أبي الدنيا القرشي البغدادي، ابوبكر عبد الله بن محمد بن عبيد (المتوفى281هـ)، العيال، ج2، ص134، ح565، تحقيق: د نجم عبد الرحمن خلف، الناشر: دار ابن القيم ـ السعودية ـ الدمام، الطبعة: الأولى، 1410هـ ـ 1990م.

وأيضا ابن مندة الاصفهاني يذكر بعد نقل هذه الرواية:

اسناده حسن والحديث صحيح.

ابن منده الأصفهاني، أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد بن منده (المتوفى475هـ)، الفوائد لإبن منده، ج1، ص49، تحقيق: مسعد عبد الحميد، الناشر: دار الصحابة للتراث ـ طنطا، الطبعة الأولى، 1412هـ

وينقل أيضا هذه الروايات علماء العامة في مصادر اخرى ، نشير الى بعضها على نحو الاختصار:

1 ـ الدارقطني البغدادي، ابوالحسن علي بن عمر (المتوفى 385هـ)، سنن الدارقطني، ج1، ص135، ح6، تحقيق: السيد عبد الله هاشم يماني المدني، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت ـ 1386 ـ 1966م.

2 ـ الطحاوي الحنفي، ابوجعفر أحمد بن محمد بن سلامة (المتوفى321هـ)، شرح معاني الآثار، ج2، ص93، تحقيق: محمد زهري النجار، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1399م؛

3 ـ الحنبلي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي (المتوفى744هـ)، تنقيح تحقيق أحاديث التعليق، ج1، ص146، تحقيق: أيمن صالح شعبان، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1998م.

ولو قال قائل أن التقبيل أمر طبيعي؟
نقول : إن نقل ذلك بواسطة امراءة أرملة لغير المحارم عمل قبيح ومنفور!!

alyatem
15-03-2013, 10:52 PM
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكشف فخذ عائشة ويضع عليه وجهه:


ينقل ابو داوود السجستاني في سننه، وابن كثير الدمشقي في تفسيره:

حدثنا عبد اللَّهِ بن مَسْلَمَةَ ثنا عبد اللَّهِ يَعْنِي بن عُمَرَ بن غَانِمٍ عن عبد الرحمن يَعْنِي بن زِيَادٍ عن عُمَارَةَ بن غُرَابٍ أن عَمَّةً له حَدَّثَتْهُ أنها سَأَلَتْ عَائِشَةَ ، قالت: إِحْدَانَا تَحِيضُ وَلَيْسَ لها وَلِزَوْجِهَا إلا فِرَاشٌ وَاحِدٌ ، قالت: أُخْبِرُكِ بِمَا صَنَعَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم، دخل فَمَضَى إلى مَسْجِدِهِ ـ قال أبو دَاوُد: تَعْنِي مَسْجِدَ بَيْتِهِ ـ فلم يَنْصَرِفْ حتى غَلَبَتْنِي عَيْنِي وَأَوْجَعَهُ الْبَرْدُ ، فقال: ادْنِي مِنِّي ، فقلت: إني حَائِضٌ ، فقال: وَإِنْ اكْشِفِي عن فَخِذَيْكِ ، فَكَشَفْتُ فَخِذَيَّ فَوَضَعَ خَدَّهُ وَصَدْرَهُ على فَخِذِي وَحَنَيْتُ عليه حتى دَفِئَ وَنَامَ.

السجستاني الأزدي، سليمان بن الأشعث ابوداود (المتوفى 275هـ)، سنن أبي داود، ج1، ص70، ح270، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الفكر؛

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفى774هـ)، تفسير القرآن العظيم، ج1، ص260، الناشر: دار الفكر ـ بيروت ـ 1401هـ.

على الرغم من وجود اشكال في سند الرواية، لكن سؤالنا : لماذا علماء وكبار العامة نقلوا هذا الأمر الذي يعتبر من أخص أسرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيته؟!! وذكروه في أصح كتبهم؟!!!

وينقل الدارقطني في مسنده:

أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا داود بن رشيد نا علي بن هاشم نا حريث عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت: ربما أغتسل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم من الجنابة ولم أغتسل بعد فجائني فضممته إلي وأدفيته.

الدارقطني البغدادي، ابوالحسن علي بن عمر (المتوفى 385هـ)، سنن الدارقطني، ج1، ص143، ح34، تحقيق: السيد عبد الله هاشم يماني المدني، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت ـ 1386 ـ 1966م.


تحليل الروايات:


يا للعجب!!!
هل في الواقع نقلت عائشة مثل هذه الامور التي تعتبر من أكثر أسرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصوصية، وحدّثت بها الرجال غير المحارم؟!!!
وهذه الامور نقلت في جمع من الاصحاب أم بحضور أحدهم فقط؟!!!
فإن كان واقعا أن عائشة نقلت مثل ذلك، فعلينا البكاء لمظلومية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن أرملته الشابة حضرت بين الرجال غير المحارم ، وأفشت أكثر أسرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خصوصية والتي تحدث بين أي زوج وزوجته ، وحدّثت بها الرجال الاجانب؟!!!
فإن كان هدف عائشة من هذا النقل بيان فعل المعصوم الحاكي عن الحجية في المسائل الفقهية في الجواز والحرمة ، فلماذا لم تكتف ببيان أن هذا الفعل جائز أو غير جائز، وعليه فإن المسلمين سيقبلون منها ذلك بالنظر الى علاقة عائشة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلماذا الاصرار على افشاء أخص أسرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفوق ذلك كله مع الرجال الأجانب؟!!
فإنها كانت تستطيع الاجابة عن مثل السؤال عن (التقاء الختانين) و(الجماع بدون انزال) ، بتبيين الحكم الشرعي وتقول إن هذا الأمر يحتاج الى غسل، أو تحدث عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا ليس فيه إراقة لماء وجهه صلى الله عليه وآله وسلم ، فما ضرورة قولها في حضور غير المحارم أنها فعلت ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم اغتسلا؟!!!
ويمكن أن العامة اعتقدوا ان بنقلهم مثل هذه المسائل التي وقعت بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة ، أنهم قد نقلوا فضيلة ومنقبة عظيمة لها وعلى العالم أجمع أن يعلم بها ويحدث الاخبار عليها؟!!!
متغافلين عن أن هذه المسائل تقع بين أي زوج وزوجته ، ووقعت بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبقية نسائه أيضا؟!!
وعلى هذا فنحن نأسف على أمثال علماء العامة وكبرائهم ، الذين نسبوا مثل هذه التهم الى زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولعبوا بماء وجه رسول الله صلى الله عليه وآله!!
فلو اننا وجدنا مثل هذه الروايات تنقل في كتب الشيعة ، فكيف سيكون رد فعل أهل العامة وعلى الخصوص الوهابية على ذلك؟؟! هل سيقبلون بأقل من تكفير وقتل واطباق السماء على رؤوس الشيعة؟!!!

واعلان البرائة والنفور من الاشخاص الذين نقلوا خصوصيات واسرار الرسول صلى الله عليه وآله في محافلهم ونواديهم، ألا يكون واجبا على كل مسلم غيور؟!!!
ومن الطبيعي أن مثل (التقبيل) و(مص اللسان) و(كشف الفخذ ووضع الوجه عليه) و(الجماع من دون انزال) ومسائل من هذا القبيل تحدث بين الزوج وزوجته!!
لكن اظهارها واعلانها ونقلها للأجانب وغير المحارم ألا يكون مبعثا للإخلال بالأدب بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!!
هل كان يمكن لهؤلاء الرجال الغيورين الذين نقلوا هذه الامور أن يحدثوا وينقلوا ما جرى بينهم وبين زوجاتهم وينقلونها مفتخرين بها في المجالس والنوادي والكتب ؟!!!
من الواضح ان مثل هذه المسائل تحدث بين جميع الأنبياء ونسائهم ، وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع نسائه.
وكل ذلك مسائل عادية ومن عادات البشر ويمكن حدوثها بين أي زوج وزوجته في العالم!!
لكن لماذا لم نسمع النقل الا عن لسان عائشة؟!! ولم نسمع ذلك عن لسان أي زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طول التاريخ وكتب السير والحديث؟؟!!! لماذا لم نسمعها عن لسان خديجة وام سلمة وزينب بنت جحش و... من نسائه صلوات الله تعالى عليه وآله أجمعين؟؟!!!
ألم يكن ذلك لمجرد اضفاء فضيلة ومنقبة لعائشة؟؟!! وهل هناك دليل آخر يمكن لنا حدسه؟؟!!

alyatem
15-03-2013, 10:53 PM
اتهام عائشة بالغسل أمام اخيها بالرضاعة:


وفقا لصريح رواية مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتأذى من دخول أخ عائشة بالرضاعة على بيته ، ولهذا غضب على عائشة بسبب هذا الأمر:

حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْرُوق، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم وَعِنْدِي رَجُلٌ قَاعِدٌ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ قَالَتْ: فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. قَالَتْ: فَقَالَ : «انْظُرْنَ إِخْوَتَكُنَّ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَإِنَّمَا الرَّضَاعَةُ مِنَ الْمَجَاعَةِ».

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج2 ص1078، ح1455، كِتَاب الرِّضَاعِ، بَاب إنما الرَّضَاعَةُ من الْمَجَاعَةِ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

وفي حين أن في بعض كتب العامة رواية عن غسل عائشة أمام أخيها بالرضاعة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

ابن وهب، عن أسامة بن زيد، أن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قالَ: دخلت على عائشة، فقلت لها: كيف غسل رسول الله من الجنابة؟ فقالت: أدخل معك يا ابن أخي رجلاً من بني أبي القعيس ـ من بني أخيها من الرضاعة ـ ، فأخبر أبا سلمة بما تصنع، فأخذت إناء فأكفأته ثلاث مرات على يدها، قبل أن تدخل يدها فيهِ، فقالَ: صبت على يدها من الإناء يا أبا سلمة ثلاث مرات قبل أن تدخل يدها. فقالت: صدق، ثم مضمضت واستنثرت، فقالَ: هي تمضمض وتستنثر. فقالت: صدق، ثم غسلت وجهها ثلاث مرات، ثُمَّ حفنت على رأسها ثلاث حفنات، ثم قالت بيدها في الإناء جميعاً، ثم نضحت على كتفيها ومنكبيها، كل ذَلِكَ تقول إذا أخبر ابن أبي القعيس ما تصنع: صدق.
خرجه بقي بن مخلد وابن جرير الطبري. وهذا سياق غريب جداً. وأسامة بن زيد الليثي، ليس بالقوي. وهذه الرواية تدل على أن ابن أخيها من الرضاعة اطلع على غسلها، وهذا يتوجه على قول من أباح للمحرم أن ينظر إلى ما عدا ما بين السرة والركبة، وهو قول ضعيف شاذ.

ابن رجب البغدادي، زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن شهاب الدين (المتوفى795هـ)، فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج1، ص249، تحقيق: أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، الناشر: دار ابن الجوزي ـ السعودية / الدمام، الطبعة: الثانية، 1422هـ.

مع أن سند هذه الرواية ضعيف!! ولكن لو أنه نقل هذه الرواية عالم من الشيعة في كتابه، فماذا سيقال عنه يا ترى!! أترك الحكم لكم.

alyatem
15-03-2013, 10:53 PM
الاتهام بجنابة الرجال في بيت عائشة:


إن واحدة من التهم التي وجهها علماء العامة الى عائشة زوجة نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هي اتهامها بدخول الرجال لبيتها ومبيتهم عندها ، وفي الصباح يغتسلون الجنابة من احتلامهم!!!
وكما قلنا سابقا أنه ووفق صريح رواية مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتأذى من دخول أخ عائشة بالرضاعة ولأجل ذلك غضب عليها!!
فيمكن الاستفادة أن دخول الرجال ـ حتى أخ عائشة بالرضاعة ـ الى بيته صلى الله عليه وآله وسلم غير جائز ، ولم يكن لعائشة الحق في إدخال الرجال إلى بيتها!!!
هنا سؤال ماذا كان يصنع هؤلاء الرجال غير المحارم في بيت عائشة التي كانت ارملة شابة حينئذ؟!!
ولماذا بقوا في بيتها حتى اصابهم الاحتلام؟!!
سوف نشير الى بعض اولئك الرجال الذين دخلوا بيت عائشة وبقوا ليلا فيه واحتلموا:

1 ـ عبد اللَّهِ بن شِهَابٍ الْخَوْلَانِيِّ

ذكر مسلم النيشابوري في صحيحه أن عبد الله بن شهاب الخولاني من جملة الأشخاص الذين أحتلموا في بيت عائشة:

وحدثنا أَحْمَدُ بن جَوَّاسٍ الْحَنَفِيُّ أبو عَاصِمٍ حدثنا أبو الْأَحْوَصِ عن شَبِيبِ بن غَرْقَدَةَ عن عبد اللَّهِ بن شِهَابٍ الْخَوْلَانِيِّ قال: كنت نَازِلًا على عَائِشَةَ فَاحْتَلَمْتُ في ثَوْبَيَّ فَغَمَسْتُهُمَا في الْمَاءِ...

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج1، ص239 ح 290، كِتَاب الطَّهَارَةِ، بَاب حُكْمِ الْمَنِيِّ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

2 ـ هَمَّامِ بن الحرث

ذكر ابوداود السجستاني في سننه ـ الذي يعتبر من الصحاح الستة عند العامة ـ أن همام بن الحرث أيضا من جملة الأشخاص الذين أحتلموا في بيت عائشة:

حدثنا حَفْصُ بن عُمَرَ عن شُعْبَةَ عن الْحَكَمِ عن إبراهيم عن هَمَّامِ بن الحرث أَنَّهُ كان عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَاحْتَلَمَ فَأَبْصَرَتْهُ جَارِيَةٌ لِعَائِشَةَ وهو يَغْسِلُ أَثَرَ الْجَنَابَةِ من ثَوْبِهِ....

السجستاني الأزدي، ابوداود سليمان بن الأشعث (المتوفى 275هـ)، سنن أبي داود، ج1، ص101، ح371، كِتَاب الطَّهَارَةِ، بَاب الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الفكر.

3 ـ رجل من قبيلة نخع

ذكر احمد بن حنبل أن رجلا من قبيلة نخع ورد على عائشة في بيتها وأحتلم هناك :

ان رَجُلاً مِنَ النخغ كان نَازِلاً على عَائِشَةَ فَاحْتَلَمَ فَأَبْصَرَتْهُ جَارِيَةٌ لِعَائِشَةَ وهو يَغْسِلُ أَثَرَ الْجَنَابَةِ من ثَوْبِهِ أو يَغْسِلُ ثَوْبَهُ....

الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص125، ح24983، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر.

4 ـ رجل غير معروف:

ذكر مسلم النيشابوري في رواية اخرى عن احتلام رجل في بيت عائشة ، ولم يصرح بإسمه:

وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خَالِدُ بن عبد اللَّهِ عن خَالِدٍ عن أبي مَعْشَرٍ عن إبراهيم عن عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلًا نَزَلَ بِعَائِشَةَ فَأَصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ فقالت عَائِشَةُ: إنما كان يُجْزِئُكَ إن رَأَيْتَهُ أَنْ تَغْسِلَ مَكَانَهُ...

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفى261هـ)، صحيح مسلم، ج1، ص238 ح288، كِتَاب الطَّهَارَةِ، بَاب حُكْمِ الْمَنِيِّ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

5 ـ ضيف عائشة الذي تغطى بملحفة صفراء:

روى الترمذي في مسنده عن ضيف في بيت عائشة وقد غطته بملحفة [غطاء] أصفر نام فيه وأحتلم:

حدثنا هَنَّادٌ حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ عن الْأَعْمَشِ عن إبراهيم عن هَمَّامِ بن الحرث قال ضَافَ عَائِشَةَ ضَيْفٌ فَأَمَرَتْ له بِمِلْحَفَةٍ صَفْرَاءَ فَنَامَ فيها فَاحْتَلَمَ فَاسْتَحْيَا أَنْ يُرْسِلَ بها وَبِهَا أَثَرُ الِاحْتِلَامِ فَغَمَسَهَا في الْمَاءِ ثُمَّ أَرْسَلَ بها فقالت عَائِشَةُ لِمَ أَفْسَدَ عَلَيْنَا ثَوْبَنَا إنما كان يَكْفِيهِ أَنْ يَفْرُكَهُ بِأَصَابِعِهِ وَرُبَّمَا فَرَكْتُهُ من ثَوْبِ رسول اللَّهِ (ص) بِأَصَابِعِي قال أبو عِيسَى [الترمذي] هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

الترمذي السلمي، ابوعيسي محمد بن عيسي (المتوفى 279هـ)، سنن الترمذي، ج1، ص199، ح116، كِتَاب أبواب الطَّهَارَةِ، بَاب ما جاء في الْمَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

فهل واقعا أن عائشة أدخلت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ من بعد رحلته ـ الرجال واستضافتهم ، وهي كانت في ذلك الزمان امراءة ارملة شابة، ثم يبقى اولئك الرجال ليلا ويحتلمون؟!!
فإن كان ذلك حدث فعلا ، فيجب علينا البكاء طويلا لمظلومية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لأن عائشة وعلى رغم وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد خالفته وأدخلت الرجال الأجانب في بيته!!!
وإن لم يكن الأمر حدث في الواقع!! فلماذا نسب العامة هذا الاتهام لزوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذكروا هذه الامور في صحاح كتبهم؟!!!

alyatem
15-03-2013, 10:54 PM
عائشة تأمر اختها بإدخال من تحب عليها وارضاعها لهم:


إن من أكثر المسائل قبحا ونسبها العامة الى عائشة، مما يقبحه عقل وشعور أي انسان وحتى الكفار، ما قالوه عن ارضاع النساء للرجال وبالتالي نشر الحرمة بينهم بذلك!!!
وهذا الامر مبثوث بكثرة في كتب العامة ، ونسبوه الى عائشة ، وقالوا بأن عائشة كانت تحب مجالسة الرجال ودخولهم عليها!! وبما أنهم غير محارم عليها وربما وقعت تحت مخالفة الصحابة والناس لها بإدخالها اياهم ، فقد أمرت عائشة اختها أن ترضع اولئك الرجال فيحرمون عليها وبالتالي يحرمون على عائشة!!!

نقل احمد بن حنبل، وأبو عوانة في مسندهيما:

كانت عَائِشَةُ تَأْمُرُ أَخَوَاتِهَا ان يُرْضِعْنَ من أَحَبَّتْ عَائِشَةُ ان يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عليها وان كان كَبِيراً خَمْسَ رَضَعَاتٍ ثُمَّ يَدْخُلُ عليها وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم ان يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَداً مِنَ الناس حتى يَرْضَعَ في الْمَهْدِ.

1 ـ الشيباني، ابوعبد الله أحمد بن حنبل (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج6، ص270، ح26373، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر؛

2 ـ الاسفرائيني، أبو عوانة يعقوب بن إسحاق (المتوفى316هـ)، مسند أبي عوانة، ج3، ص122، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت؛

3 ـ السجستاني الأزدي، ابوداود سليمان بن الأشعث (المتوفى 275هـ)، سنن أبي داود، ج2، ص223، ح2061، كِتَاب النِّكَاحِ، بَاب فِيمَنْ حَرَّمَ بِهِ، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، الناشر: دار الفكر؛

4 ـ الطبراني، ابوالقاسم سليمان بن أحمد بن أيوب (المتوفى360هـ)، مسند الشاميين، ج4، ص192، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1405هـ ـ 1984م؛

5 ـ الحميدي، محمد بن فتوح (المتوفى488هـ)، الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم،ج 4، ص192، تحقيق د. علي حسين البواب، الناشر: دار ابن حزم ـ لبنان/ بيروت، الطبعة: الثانية، 1423هـ ـ 2002م؛

6 ـ المقدسي الحنبلي، ابومحمد عبد الله بن أحمد بن قدامة (المتوفى620هـ)، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، ج8، ص142، الناشر: دار الفكر ـ بيروت، الطبعة: الأولى، 1405هـ.

وقال ابن حجر العسقلاني بعد ذكر هذه الرواية:

وإسناده صحيح وهو صريح فأي ظن غالب وراء هذا والله سبحانه وتعالى أعلم وفي الحديث أيضا جواز دخول من اعترفت المرأة بالرضاعة معه عليها وأنه يصير أخا لها وقبول قولها فيمن اعترفت به وأن الزوج يسأل زوجته عن سبب إدخال الرجال بيته والاحتياط في ذلك والنظر فيه.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفى852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج9، ص149، تحقيق: محب الدين الخطيب، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت.

وقال الالباني الوهابي، بعد نقل هذه الرواية:

والسياق لمالك، وظاهر إسناده الارسال، ولكنه في حكم الموصول، فإنه عند الآخرين عن عروة عن عائشة. وزاد أبو داود: " وأم سلمة ". وصحح إسناده الحافظ (9 / 122) وكذا رواه النسائي كما يأتي، ولم يسقه البخاري والنسائي بتمامه، وإنما دون قوله: أرضعيه... القصة. ولفظه في أوله كما أورده المصنف. وقد أخرج القصة وحدها مسلم (4 / 168 ـ 169) وابن ماجة (1943) والدارمي (2 / 158) وأحمد أيضا (6 / 255) من طرق أخرى عن عائشة.

الألباني، محمد ناصر (المتوفى1420هـ)، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ج6 ص 264، تحقيق: إشراف: زهير الشاويش، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية، 1405 ـ 1985 م.

وكتب محمد بن ادريس الشافعي في كتاب الأم ، ومالك بن أنس في كتاب الموطأ وابن حبان السبتي في صحيحه:

فَكَانَتْ تَأْمُرُ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ وَبَنَاتِ أَخِيهَا يُرْضِعْنَ لها من أَحَبَّتْ أَنْ يَدْخُلَ عليها من الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وأبي سَائِرُ أَزْوَاجِ النبي صلى اللَّهُ عليه [وآله] وسلم أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدٌ من الناس.

1 ـ الشافعي، ابوعبد الله محمد بن إدريس (المتوفى 204هـ)، الأم، ج5، ص28، الناشر: دار المعرفة ـ بيروت، الطبعة: الثانية، 1393هـ.

2 ـ مالك بن أنس ابوعبدالله الأصبحي (المتوفى179، موطأ الإمام مالك، ج2، ص605، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ مصر.

3 ـ التميمي البستي، محمد بن حبان بن أحمد ابوحاتم (المتوفى354 هـ)، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، ج10، ص28، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، الناشر:مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: الثانية، 1414هـ ـ 1993م.

فهل واقعا أن عائشة كانت تحب أن يدخل عليها الرجال الأجانب، وكانت شدة هذه المحبة أن تطلب من اختها ارضاع الرجال الكبار حتى يحرمون على عائشة فتستحكم تلك العلاقة!!!
ناهيك على أننا ذكرنا فيما تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منع من دخول اخ عائشة بالرضاعة بيته وغضب منها ، وبقت عائشة تفعل ذلك رغم النهي !! فلماذا خالفت عائشة أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!!!
وإن لم يكن قد حدث هذا الامر!! فلماذا نقل أئمة وكبار العامة ، وأحدثوا الضجة فيه وأكثروا من النقل؟؟!!
ولماذا هذه الاتهام القبيح لزوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!!

نحن بإنتظار علماء ومفكري العامة أن يجيبونا على هذه التساؤلات، وأن يعملوا على الاجابة على تساؤلات وشبهات شباب اهل السنة والتي تدور في أذهانهم!!!

alyatem
15-03-2013, 10:55 PM
اتهام بعض علماء السنة لنساء الأنبياء:


مع الأسف فإن بعضا من علماء السنة ، اتهموا زوجتي أنبياء الله نوح ولوط عليهم السلام بالفحشاء (الزنا) ، ولم يلتفتوا أن مثل هذا الاتهام موجه مباشرة الى أشخاص الأنبياء وإذهاب لماء وجههم ، وجعل منزلتهم الالهية محل التشكيك والانتقاص!!!

ينقل محمد بن جرير الطبري في تفسيره عدة روايات حول هذا الموضوع:

1 ـ حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثنا عيسى عن بن أبي نجيح عن مجاهد فلا تسألن ما ليس لك به علم قال تبين لنوح أنه ليس بابنه.

2 ـ حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن بن أبي نجيح عن مجاهد فلا تسألن ما ليس لك به علم قال بين الله لنوح أنه ليس بابنه.

3 ـ حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا عبد الله عن ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد مثله.

4 ـ حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن بن جريج عن مجاهد مثله.

5 ـ قال بن جريج في قوله ونادى نوح ابنه قال ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان ولد على فراشه.

الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب (المتوفى310)، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج12، ص50، الناشر: دار الفكر، بيروت ـ 1405هـ

توضيح: قولهم (وكان ولد على فراشه) أي أن زوجته حملت به من غير نوح عليه السلام!!

وينقل ابن أبي حاتم أيضا في تفسيره رواية بهذا الخصوص:

6 ـ 10896 حدثنا الحسن بن عرفة ثنا علي بن ثابت الجزري عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي في قول الله: ونادى نوح ابنه قال: ولد على فراشه.

إبن أبي حاتم الرازي، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (المتوفى327هـ)، تفسير ابن أبي حاتم، ج6، ص2034، تحقيق: أسعد محمد الطيب، الناشر: المكتبة العصرية ـ صيدا.

7 ـ والثاني أنه ولد على فراشه لغير رشدة ولم يكن ابنه روى ابن الأنباري باسناده عن الحسن [البصري] أنه قال لم يكن ابنه إن امرأته فجرت وعن الشعبي قال لم يكن ابنه إن امرأته خانته وعن مجاهد نحو ذلك وقال ابن جريج ناداه نوح وهو يحسب أنه ابنه وكان ولد على فراشه.

ابن الجوزي الحنبلي، جمال الدين ابوالفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفى 597 هـ)، زاد المسير في علم التفسير، ج4، ص113، الناشر: المكتب الإسلامي ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1404هـ.

ونقل ذلك القرطبي ـ المفسر الشهير عند العامة ـ عن ابن جريج:

8 ـ وقال بن جريج: ناداه وهو يحسب أنه ابنه وكان ولد على فراشه وكانت امرأته خانته فيه ولهذا قال: فخانتاهما.

الأنصاري القرطبي، ابوعبد الله محمد بن أحمد (المتوفى671هـ)، الجامع لأحكام القرآن، ج9، ص46، الناشر: دار الشعب ـ القاهرة.

ونقل أبوجعفر النحاس هذا القول عن الحسن البصري ومجاهد :

9 ـ قال الحسن: لم يكن ابنه وإنما ولد على فراشه فنسب إليه.
10 ـ وقال مجاهد: ليس هو ابنه، ويبين ذلك قول الله تبارك وتعالى فلا تسألني ما ليس لك به علم.

النحاس المرادي المصري، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل (المتوفى338هـ)، معاني القرآن الكريم، ج3، ص351، تحقيق: محمد علي الصابوني، الناشر: جامعة أم القرى ـ مكة المرمة، الطبعة: الأولى، 1409هـ.

ويذكر ابن عطية الاندلسي في تفسيره:

11 ـ وأن امرأته الكافرة خانته فيه هذا قول الحسن وابن سيرين وعبيد بن عمير.

الأندلسي، ابومحمد عبد الحق بن غالب بن عطية (المتوفى546هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج3، ص 176، تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد، الناشر: دار الكتب العلمية ـ لبنان، الطبعة: الاولى، 1413هـ ـ 1993م.


النتيجة:

اتفق علماء الشيعة وأكثر علماء السنة أن كل نساء الأنبياء عليهم السلام وحتى اولئك اللواتي ورد التصريح بكفرهن في القرآن الكريم ، مبرئات من تهمة الفحشاء (الزنا)!!

alyatem
15-03-2013, 10:55 PM
مشاركة تفضل به احد الاخوة مشكورا:

ان التهمة (الزنا) هي تهمة جاهزة وسريعة وذات مردود قوي وفعال وفيها شفاء للغليل اكثر من اي تهمة اخرى بغض النظر عن وجه الحقيقة المحتمل فيها !!
فلا عجب أن تنعت عائشة بمثل هذه التهمة الباطلة اصلا ..الحق الحق ان لـعائشة وهي زوج الرسول ص من بعده أمور كثيرة سقطت في بئر الخطيئة وتغافلت هي عن الكثير الكثير مما لقنها به الرسول ..
يحق القول بانها مخطئة او ضالة (لمن يريد القول ! وليس لزاما) من بعدما توفي الرسول الاكرم. ولكن الزنا قذف لايصح اطلاقا ولا يتداول لفظا ورواية ولا يستدل به الا مع البينة وبحضور تام لدى الحاكم الشرعي..
اسال من تسول له نفسه ان يقول بهذا القول الفاحش :
ان كنتم تزعمون صحة القول .. فكيف يرتضي امير المؤمنين علي ع بفاحشة من شأنها المساس بشخص الرسول ص دون ان يقيم عليها الحق !!؟
حاربها بــ جمل لانها اضلت الطريق واستمعت للغو من القول وانحازت للفتنة الباطلة . ثم عفاها عن غير ذلك لانه لم يخرج اليها طالبا بثأر أو منتقما .

أبوشهاب
16-03-2013, 09:54 PM
~ alyatem ~

مجهود كبير جداًاااا وراااائع جعله الله (http://www.imshiaa.com/vb) في ميزااان أعمالكم إن شاء الله (http://www.imshiaa.com/vb) ورزقكم شفاعة أهل البيت (ع)

أتمنى من الإدارة تثبيت هذا الطرح لكي يستفيد منه الآخرون

تحياااتي

أبو مسلم الخراساني
16-03-2013, 10:43 PM
هذا الاتهامات علماء اهل السنة وصحابة ليس شأن شيعة هذا الموضوع
حزب الشيطان عرور وغيرهم يتهمون شيعة بزنا عائشة ..كلها اكاذيب وتضليل الرأي العام

مصطفى اسعد
17-03-2013, 12:30 AM
من أكثر الأبحاث المهمة التي اتفق علي (http://www.imshiaa.com/vb)ها علماء الشيعة والعامة هو أن أي واحدة من نساء النبي محمد (http://www.imshiaa.com/vb) صلى الله (http://www.imshiaa.com/vb) علي (http://www.imshiaa.com/vb)ه وآله وسلم ولا أي زوجة من زوجات الأنبياء علي (http://www.imshiaa.com/vb)هم السلام قد أتت بفاحشة.
وبهذا الصدد فإن طائفة من أعداء الدين نسبوا تهمة الزنا لبعض نساء النبي اعتمادا على روايات ضعيفة ومتروكة منثورة في كتب العامة والشيعة.
وبنظرنا إن اتهام نساء الأنبياء في حقيقة الأمر طعن بنفس الأنبياء.
الحقيقة ان الذهبين الى زنى عائشة ما قالوا انه في حياتها هذا اولى
ثانيا علمائنا اعلى الله برهانهم اعتمدوا على ما زنت امراءة نبي قط وهذا قول ابن عباس
فالقول بالامتناع لا يتمتاشى وادعاء الذاهبين الى زنا عائشة
م:لست من القائلين ولا المعتقدين بزنا عائشة ))

alyatem
17-03-2013, 12:48 PM
~ alyatem ~

مجهود كبير جداًاااا وراااائع جعله الله (http://www.imshiaa.com/vb) في ميزااان أعمالكم إن شاء الله (http://www.imshiaa.com/vb) ورزقكم شفاعة أهل البيت (ع)

أتمنى من الإدارة تثبيت هذا الطرح لكي يستفيد منه الآخرون

تحياااتي

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
رحم اله والديكم اخي الكريم ابو شهاب وشكرا لكم على الدعاء
جعلنا واياكم من المتمسكين بولاية محمد وآل محمد
هذا الاتهامات علماء اهل السنة وصحابة ليس شأن شيعة هذا الموضوع
حزب الشيطان عرور وغيرهم يتهمون شيعة بزنا عائشة ..كلها اكاذيب وتضليل الرأي العام

اهلا وسهلا بالاخ ابو مسلم
للوهلة الاولى لم نتبين معنى مشاركتكم
فإما انكم تنفون هذه الاتهامات عن اهل السنة والعلماء والصحابة وان الشيعة ليس هم من اتهم عائشة بالفحشاء والعياذ بالله
او أن يكون معنى مشاركتكم ان الشيعة ما من شأنهم هذا الموضوع وان قولنا و(اتهامنا) لعلماء العامة بأنهم هم اصحاب تلك الاتهامات على عائشة، فنكون نحن من نكذب ونظلل الرأي العام؟!!
ارجو توضيح مشاركتم اكثر:
هل تؤيد أن هذه الاتهامات هي من الصحابة (المزعومين) ومن علماء العامة لعائشة بالفحشاء وان الشيعة من ذلك براء!!
هل تقول ان الشيعة هم من يتهم عائشة بالفحشاء، والصاق التهمة بعلماء العامة مجرد كذب وتظليل الرأي العام؟!
بانتظار توضيحكم عزيزي

الحقيقة ان الذهبين الى زنى عائشة ما قالوا انه في حياتها هذا اولى
ثانيا علمائنا اعلى الله برهانهم اعتمدوا على ما زنت امراءة نبي قط وهذا قول ابن عباس
فالقول بالامتناع لا يتمتاشى وادعاء الذاهبين الى زنا عائشة
م:لست من القائلين ولا المعتقدين بزنا عائشة ))

الاخ مصطفى اسعد
وهل تزني المراءة بعد مماتها؟ يمكن ان يكون المقصود بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله.
ثانيا اعتماد العلماء لم يكن على كلام ابن عباس فقط بل القرآن والاحاديث والعقل يعضده، فاتهام عائشة بالفحشاء (الزنا) ممتنع والاستدلال على ذلك بسيط ولا نحتاج الى ابن عباس، وكلام ابن عباس كاشف عن الامر، طبيعة الاتهام (الزنا) يحتاج الى دليل والدليل الشرعي الواضح الشهود الاربعة وأن يروا الميل في المكحلة، هل هناك من يستطيع ان يشهد بذلك، ولو شاهد واحد فقط حتى يصدر الاتهام من اساسه ثم يأتي بقية الاتهام!
حقيقة الامر لا يحتاج علمائنا للرد والاعتماد على ابن عباس او غيره، اذا لا اتهام، وهذه فرية اراد المغرضون ضرب عصفورين بحجر واحد اتهام زوجة النبي بالفحشاء والتعدي عليه بسوء الاخلاق هذه وجعل عرضه موردا للتقاذف والتسابب والتشاتم، ومن ثم الصاق هذه التهمة بالشيعة!! ولو ننتبع من ادرج هذه التهمة على التشيع في الكتب لنتبين لنا اصحاب الاهواء والاغراض من علماء السوء عليهم لعائن الله.
وأما قولكم ان القول بالامتناع لا يتماشى وادعاء الذاهبين الى فحشاء عائشة، فهذا استدلال ليس في محله لأنها تبقى زوجة النبي ويبقى قول اين عباس ثابت فيها، نعم إن نفينا عنها الزوجية انتفى الكلام في هذا الاتهام، إذ ما المانع من تزوجها من شخص آخر وهذا اقصى ما يقوله المدعون انها تزوجت واعتبرها من اعتبرها انها زنت والعياذ بالله، وحتى مع ذلك هل هناك من اربعة شهود يثبتون هذا الاتهام.
نحن اما ان نكون متشرعة فهذه احكام الله.
او نتبع الهوى فنضل ويضل الناس وما بعد الحق الا الضلال.
تحياتي

مصطفى اسعد
17-03-2013, 10:58 PM
حياكم الله مولاي العزيزي فعلا انهم قالوا بعد وفاة النبي حدث هذا الامر وانا اخطاءت في الامر
فهذا استدلال ليس في محله لأنها تبقى زوجة النبي ويبقى قول اين عباس ثابت فيها
عزيزي ومولاي الكلام هنا ما مدى حجية كلام عبد الله ابن العباس فلا هو من المعصومين ولا هو اخذ القول عن النبي
نعم إن نفينا عنها الزوجية انتفى الكلام في هذا الاتهام، إذ ما المانع من تزوجها من شخص آخر وهذا اقصى ما يقوله المدعون انها تزوجت واعتبرها من اعتبرها انها زنت والعياذ بالله (http://www.imshiaa.com/vb)، وحتى مع ذلك هل هناك من اربعة شهود يثبتون هذا الاتهام.
هذا عين ما يقولنه عزيزي وهو زواجها من طلحة واعتبروه زنى ثم الزوجية اليس في قول الامام علي ع ما ارني الى مطلقها ووكلاته في نساء النبي فايظا يوجد رواية تقول ان الامام طلقها من النبي

alyatem
18-03-2013, 02:04 PM
حياكم الله مولاي العزيزي فعلا انهم قالوا بعد وفاة النبي حدث هذا الامر وانا اخطاءت في الامر

عزيزي ومولاي الكلام هنا ما مدى حجية كلام عبد الله ابن العباس فلا هو من المعصومين ولا هو اخذ القول عن النبي

هذا عين ما يقولنه عزيزي وهو زواجها من طلحة واعتبروه زنى ثم الزوجية اليس في قول الامام علي ع ما ارني الى مطلقها ووكلاته في نساء النبي فايظا يوجد رواية تقول ان الامام طلقها من النبي

لست أعلم مدى مقبولية اقوال ابن عباس عند علماء الامّة ولكنه بالقطع لا يحدّث من هواء ورأيه يذكره العلماء، وقضية زواجها من طلحة، فإن كانت زوجة النبي وإم المؤمنين فكيف تتزوج وإن لم تكن وطلقها أميرالمؤنين عليه السلام فما المانع من زواجها؟!!
هذا التناقض وقع فيه هؤلاء مع الاسف!
وقد قلنا أن الزنا والعياذ بالله لا يثبت شرعا الا بما أقره الله في كتابه الكريم وقررّه النبي وآله!
فأين الاربعة شهود؟! فليدلنا عليهم أحد!! وقد تنازلنا وقلنا ولو شاهد واحد!
يبقى أمر ليس اعتماد علمائنا والذين ينزهون هذا الخنا عن جميع نساء الانبياء على ابن عباس وغيره فلهم رأيهم وكلامهم وسنبيه هنا فعليك بالمتابعة، لتعرف رأي الشيعة بفحشاء عائشة ونساء الانبياء ودمتم بعافية!

alyatem
18-03-2013, 02:23 PM
تابع هنا
مقالات علماء الشيعة الإمامية في طهارة نساء الأنبياء عليهم السلام (عائشة عند الشيعة)
http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=173087

مصطفى اسعد
18-03-2013, 10:33 PM
ست أعلم مدى مقبولية اقوال ابن عباس عند علماء الامّة ولكنه بالقطع لا يحدّث من هواء ورأيه يذكره العلماء، وقضية زواجها من طلحة، فإن كانت زوجة النبي وإم المؤمنين فكيف تتزوج وإن لم تكن وطلقها أميرالمؤنين علي (http://www.imshiaa.com/vb)ه السلام فما المانع من زواجها؟!!
هذا التناقض وقع فيه هؤلاء مع الاسف! حياك الله مولاي كما قلت لك فاذا كان قول ابن العباس مقبول فما المانع ان يقبل بالرواية الموقوفة على صحابة الامام على اعتبار ان كل القولين ما صدرى عن معصوم وبتالي رتب علمائنا الاجلاء على قول ابن العباس لانه في حقيقة الامر مقبول عقلا اذا كان في حياة النبي لا بعد موته هذا اولى ثانيا
المانع انهم حرموا على المؤمنين بعد زواجهن من الرسول حرمة مستمرة وبتالي فهو اصبح زنا فجميع علمائنا لا يرون امومة المؤمنين الى امتناع النكاح على بقية المؤمنين عزيزي
وقد قلنا أن الزنا والعياذ بالله (http://www.imshiaa.com/vb) لا يثبت شرعا الا بما أقره الله (http://www.imshiaa.com/vb) في كتابه الكريم وقررّه النبي وآله!
فأين الاربعة شهود؟! فليدلنا علي (http://www.imshiaa.com/vb)هم أحد!! وقد تنازلنا وقلنا ولو شاهد واحد!
يبقى أمر ليس اعتماد علمائنا والذين ينزهون هذا الخنا عن جميع نساء الانبياء على ابن عباس وغيره فلهم رأيهم وكلامهم وسنبيه هنا فعلي (http://www.imshiaa.com/vb)ك بالمتابعة، لتعرف رأي الشيعة بفحشاء عائشة ونساء الانبياء ودمتم بعافية!كذلك عزيزي ان عائشة ليست امراءة عادية حتى انه يثبت عليها الزنا بشهود اربعة فهي لها المكانة الكبيرة في قلوب الناس لكونها امراءة النبي ولوى هذه المكانة لما حدثة معركة الجمل عزيزي فول اتهم احدهم عائشة بالزنى وشهد عليها لقامة اربعون جمل عزيزي
ثم اقوال العلماء قلنا لك انهم اخذوا هذا الرئي منطقين في حياة النبي لا بعد موته واخذوه من قول ابن العباس وكذلك هنالك من ذهب الى القول بزنها من علمائنا وسابينهم في موضوعك واكرر انني لست من من يعتقدون بزنا عائشة ولكن لا ضرر من النقاش الجميل .

مصطفى اسعد
18-03-2013, 10:53 PM
وقولكم انه طعن في الرسول فلا اجد تلازم بنهما فقد بين الله مراودت امراءة العزيزي ليوسف مع كونها اصبحت فيما بعد زوجة يوسف فهل طعن الله بعرض نبيه ؟؟؟ واضف على كل هذا ان الخروج على امام الزمان لهو اعظم من الزنا فهو انما الخروج لحرب الله عزيزي

alyatem
19-03-2013, 03:13 AM
وقولكم انه طعن في الرسول فلا اجد تلازم بنهما فقد بين الله مراودت امراءة العزيزي ليوسف مع كونها اصبحت فيما بعد زوجة يوسف فهل طعن الله بعرض نبيه ؟؟؟ واضف على كل هذا ان الخروج على امام الزمان لهو اعظم من الزنا فهو انما الخروج لحرب الله عزيزي
اولا: الله سبحانه وتعالى هو من يقول ان الطعن بنسائه هو طعن برسوله
قال تعالى:

"إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌوَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ * وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيم وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيم" سورة النور الآية 11 - 20

ثانيا: هل تقيس المراودات بالزنا؟ وهل ما يحق له سبحانه وتعالى يجوز لنا؟ فهل كان لك أن تتهم نبي الله يوسف وزليخا بفعلهما الفاحشة لو لم يخبر الله تعالى بذلك؟ هل تستطيع ان تنسب لهما الفاحشة؟ ومن ثم قد بيّن الله لنا حدود الاتهام وطرق اثبات ذلك الاتهام كما قرأناه في الآيات اعلاه فتأمّل ذلك.
ثالثا: للخروج على الامام حكم والحكم بالزنا قول وحكم مغاير ولا علاقة لهذا بذاك فلا الزاني يكون كافرا إن لم يكفر ولا الكافر يكون زانيا إن لم يزني، وحكم الواحد وطريقة اثباته تختلف عن الآخر، فالكفر لا يحتاج لأربع شهداء ولا يترتب عليه حد كحد الزنا والقذف...

alyatem
19-03-2013, 03:32 AM
حياك الله مولاي كما قلت لك فاذا كان قول ابن العباس مقبول فما المانع ان يقبل بالرواية الموقوفة على صحابة الامام على اعتبار ان كل القولين ما صدرى عن معصوم وبتالي رتب علمائنا الاجلاء على قول ابن العباس لانه في حقيقة الامر مقبول عقلا اذا كان في حياة النبي لا بعد موته هذا اولى ثانيا
المانع انهم حرموا على المؤمنين بعد زواجهن من الرسول حرمة مستمرة وبتالي فهو اصبح زنا فجميع علمائنا لا يرون امومة المؤمنين الى امتناع النكاح على بقية المؤمنين عزيزي

لقد بيّنا في هذا الموضوع والموضوع الآخر الذي أشرنا له (اضغط هنا (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=173087)) أن العلماء لم يكن مستندهم الوحيد قول ابن عباس، بل كلام ابن عباس شاهد ودليل من الادلة، والإ الدليل العقلي الذي يذكره السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان وبقية العلماء لا يبقي مجال للشك بعدم صحة هذه الفرية، الا لمن لا عقل له بالطبع ولا يؤمن بالله ولا بكتابه الذي نزّه نساء الانبياء عن هذا الخنا.
ومن ثم عزيزي نحن نعلم انهن امهات المؤمنين وهذا ما نعتقد به، والقائلين بالفاحشة كما تتفضلون يقولون انه بعد موت النبي!! قلنا لا تنتفي الامومة قالوا طلقها الولي؟!! فإن طلقت فهل تبقى امومة هنا؟ اذا الآية تقول ونسائه امهاتكم، فإن لم تكن من نسائه فأين الاشكال في زواجها؟
ومن ثم أين الدليل على زواجها؟!! إن تنزلنا ولم نطالب بشهود الزنا كما اسلفنا!!!



كذلك عزيزي ان عائشة ليست امراءة عادية حتى انه يثبت عليها الزنا بشهود اربعة فهي لها المكانة الكبيرة في قلوب الناس لكونها امراءة النبي ولوى هذه المكانة لما حدثة معركة الجمل عزيزي فول اتهم احدهم عائشة بالزنى وشهد عليها لقامة اربعون جمل عزيزي
ثم اقوال العلماء قلنا لك انهم اخذوا هذا الرئي منطقين في حياة النبي لا بعد موته واخذوه من قول ابن العباس وكذلك هنالك من ذهب الى القول بزنها من علمائنا وسابينهم في موضوعك واكرر انني لست من من يعتقدون بزنا عائشة ولكن لا ضرر من النقاش الجميل .


وهل هناك حكم يخرج نساء النبي عن ثبوت الزنا بحقهن دون اربعة شهود؟ كيف والقرآن يقول:
لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُوْلَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ
وأحكام الله تجري مع جمل او اربعون جمل! هل ترى اميرالمؤمنين يداهن على حساب الحق؟!! ليس هذا منطق الانبياء والاوصياء وقبله ليس منطق القرآن ورب القرآن.
ونعيد اقوال العلماء لم تكن مستندة على ابن عباس فقط فالقرآن قبل ابن عباس والعقل يحكم بذلك وشريعة الله شاهدة عليه.
واحسبني لا احتاج أن تنقل لي من يعتقدون بزنا عائشة والعياذ بالله لأن الشيعة ومن يعوّل على علمائهم واغلب علماء المسلمين المعتبرين لم يقولوا بذلك في حق نساء الانبياء عليهم السلام.
وأعراض الانبياء ليس شرعة لكل وارد!

alyatem
19-03-2013, 04:18 PM
موضوع مرتبط
هل من أحد من علماء السنة من يقول بأن عائشة أرضعت الكبير؟
http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=173162