كربلائية حسينية
17-03-2013, 03:07 AM
بسمه تعالى
دائماً ما أتحفنا المدافعين عن عائشة بالباطل بعذر أوهن من بيت العنكبوت بأن عائشة خرجت للاصلاح ..
و على سبيل المثال لا الحصر نرفق عينة من أقوالهم :
منهاج السنة - بن تيمية - الجزء 4 الصفحة 170
(( .. فإن عائشة لم تقاتل ويم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ..)) انتهى المراد ..
________________________
و كثيراً ما احتجينا عليه بأدلة صريحة واضحة بعدم مصداقية هذا القول الباطل بأنها خرجت " للاصلاح "
سأضيف هذا الدليل ... و هو قول عمار بين ياسر رضوان الله عليه ..
صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الصحابة - يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر
3561 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا
_________________
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي - كِتَاب الْمَنَاقِبِ - عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة
قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ) اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيِّ ) أَبُو مَرْيَمَ الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ . قَوْلُهُ : ( هِيَ زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ يَعْنِي عَائِشَةَ ) كَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَكَمِ : سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا ، وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ ، أَوِ إِيَّاهَا ، قَالَ الْعَيْنِيُّ قَوْلُهُ : بَعَثَ عَلِيٌّ أَيِ : ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، وَالْحَسَنَ ابْنَهُ إِلَى الْكُوفَةِ لِأَجْلِ نُصْرَتِهِ فِي مُقَاتَلَةٍ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَائِشَةَ بِالْبَصْرَةِ وَيُسَمَّى بِيَوْمِ الْجَمَلِ بِالْجِيمِ ، وَقَوْلُهُ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ أَيْ : لِيَسْتَنْجِدَهُمْ وَيَسْتَنْصِرَهُمْ مِنَ الِاسْتِنْفَارِ وَهُوَ الِاسْتِنْجَادُ وَالِاسْتِنْصَارُ ، وَقَوْلُهُ : خَطَبَ جَوَابُ لَمَّا ، قَوْلُهُ إِنَّهَا أَيْ : إِنَّ عَائِشَةَ زَوْجَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ ، وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهَا : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ . انْتَهَى ، وَقَالَ الْحَافِظُ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ عَائِشَةَ هَذَا : فَلَعَلَّ عَمَّارًا كَانَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَقَالَ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ لِتَتَّبِعُوهُ ، أَوِ إِيَّاهَا . قِيلَ : الضَّمِيرُ لِعَلِيٍّ لِأَنَّهُ الَّذِي كَانَ عَمَّارٌ يَدْعُو إِلَيْهِ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لِلَّهِ ، وَالْمُرَادُ بِاتِّبَاعِ اللَّهِ : حُكْمُهُ الشَّرْعِيُّ فِي طَاعَةِ الْإِمَامِ وَعَدَمِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ ، وَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ فَإِنَّهُ أَمْرٌ حَقِيقِيٌّ خُوطِبَ بِهِ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِهَذَا كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَقُولُ : لَا يُحَرِّكُنِي ظَهْرُ بَعِيرٍ حَتَّى أَلْقَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَالْعُذْرُ فِي ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَوِّلَةً هِيَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، وَكَانَ مُرَادُهُمْ إِيقَاعَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَأَخْذَ الْقِصَاصِ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَكَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ الِاجْتِمَاعَ عَلَى الطَّاعَةِ وَطَلَبِ أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ الْقِصَاصَ مِمَّنْ يَثْبُتُ عَلَيْهِ الْقَتْلُ بِشُرُوطِهِ . قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَالْبُخَارِيُّ . )) انتهى
__________________________
صحيح البخاري - كِتَاب الْفِتَنِ - لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
6687 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَدِمَا عَلَيْنَا - ص 2601 - الْكُوفَةَ فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنْ الْحَسَنِ فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ .
___________________________
فتح الباري شرح صحيح البخاري - العسقلاني - كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر
(( .. قوله ( إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ; ولكن الله ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي ) في رواية إسحاق : ليعلم أنطيعه أم إياها . وفي رواية الإسماعيلي من طريق أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش بعد قوله قد سارت إلى البصرة : ووالله إني لأقول لكم هذا ووالله إنها لزوجة نبيكم . زاد عمر بن شبة في روايته : وأن أمير المؤمنين بعثنا إليكم وهو بذي قار . ووقع عند ابن أبي شيبة من طريق شمر بن عطية عن عبد الله بن زياد قال : قال عمار إن أمنا سارت مسيرها هذا ، وإنها والله زوج محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلانا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها " ومراد عمار بذلك أن الصواب في تلك القصة كان مع علي ، وأن عائشة مع ذلك لم تخرج بذلك عن الإسلام ولا أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة . فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق . وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن أبي يزيد المديني قال : قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل : ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليكم " يشير إلى قوله تعالى وقرن في بيوتكن فقالت : أبو اليقظان ؟ قال : نعم . قالت : والله إنك ما علمت لقوال بالحق . قال : الحمد لله الذي قضى لي على لسانك . وقوله " ليعلم إياه تطيعون أم هي " قال بعض الشراح : الضمير في إياه لعلي ، والمناسب أن يقال أم إياها لا هي ، وأجاب الكرماني بأن الضمائر يقوم بعضها مقام بعض انتهى وهو على بعض الآراء . وقد وقع في رواية إسحاق ابن راهويه في مسنده عن يحيى بن آدم بسند حديث الباب " ولكن الله ابتلانا بها ليعلم أنطيعه أم إياها " فظهر أن ذلك من تصرف الرواة وأما قوله إن الضمير في إياه لعلي فالظاهر خلافه ، وأنه لله تعالى ، والمراد إظهار المعلوم كما في نظائره . )) انتهى
________________________
السلسلة الصحيحة - الشيخ الألباني - رقم: 474
الحديث: “ أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب “ .
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 767
(( .. و أخرج البخاري في صحيحه عن أبي وائل قال : و لما بعث علي عمارا و الحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا و الآخرة , و لكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها “ . يعني عائشة . و كانت خطبته قبل وقعة الجمل ليكفهم عن الخروج معها رضي الله عنها . )) انتهى
__________________________
بعد هذه الأدلة و المصادر أقول ..
عمار بن ياسر وقف بالناس مخاطباً و محذراً قبل أن تقع حرب الجمل و قبل أن تصل عائشة للبصرة
حذر الناس من الخروج معها ..
فهل من يخرج للصلح يخرج و معه جيش و أنصار يساندونه ..؟؟
و هل يحذر عمار بن ياسر الناس من الخروج مع من ذهب مسالماً يريد الصلح ..؟؟
عمار في الكوفة كما فهمنا من حديث البخاري و عائشة لم تصل بعد للبصرة
فلماذا يحذر الناس من الخروج إلى عائشة إن كانت هي أتية للسلام و الوئام و الصلح ..؟؟
كما سبق و رأينا أن الألباني يقول أن عمار قال ذلك ليكف الناس من الخروج معها ..
يعني أن هناك بوادر حرب ستقع و أن عائشة أتت بجيش مدجج بالسلاح و لم تأتي حاملة غصن زيتون و حمامة بيضاء ...
بل أتت بريح سوداء و نار مشتعلة تسير و الشياطين و الأبالسة يسيرون معها ..
و الأهم من قول عمار فلنلاحظ أن الامام علي بعث الامام الحسن و عمار يستنفرهم و الاستنفار باللغة العربية يعني :
لسان العرب - ابن منظور - نفر -
(( واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه وأَنْفَرُوه أَي نصروه ومَدُّوه.
ونَفَرُوا في الأَمر يَنْفِرُون نِفاراً ونُفُوراً ونَفِيراً؛ هذه عن الزَّجَّاج، وتَنافَرُوا: ذهبوا، وكذلك في القتال.
وفي الحديث: وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا.
والاسْتِنْفارُ: الاسْتِنْجادُ والاسْتِنْصارُ، أَي إِذا طلب منكم النُّصْرَةَ فأَجيبوا وانْفِرُوا خارجين إِلى الإِعانة.))
مما يدل على أن أمراً عظيماً و خطيراً سيحدث .. لهذا وقف عمار يحذر الناس من الخروج لعائشة
و الوقوف معها ..
فلو كانت أتت بحمائم السلام كما يدعون لما احتاج كل هذا الاستنفار و التحذير الشديد للناس
بل لسارت الأمور على ما يرام ...
و الاستنفار لا يحدث إلا للحرب بهذا الموقف الذي كان بالبصرة ...
عمار فضح حقيقة مقدمها و أنها لم تأتي إلا للفتنة و الحرب و الشقاق و سفك الدماء لهذا حذرهم من الخروج اليها و مساندتها ..
فيسقط عذر " الصلح " للمرة الألف و على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و الإمام الحسن المجتبى صلوات ربي و سلامه عليه و عمار بن ياسر رضوان الله عليه ...
فأزيلوا هذه الغشاوة عن أعينكم يا أهل سنة الجماعة و لا تنخدعوا بمعلبات فاسدة منتهية الصلاحية بردود شيوخكم الذين يجعلون الحق باطل و الباطل حقاً ..
افتحوا عقولكم و اسئلوا و كلما سألتم ستجدون الحقيقة أمامكم ..
و الله الهادي ...
دائماً ما أتحفنا المدافعين عن عائشة بالباطل بعذر أوهن من بيت العنكبوت بأن عائشة خرجت للاصلاح ..
و على سبيل المثال لا الحصر نرفق عينة من أقوالهم :
منهاج السنة - بن تيمية - الجزء 4 الصفحة 170
(( .. فإن عائشة لم تقاتل ويم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعين ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ..)) انتهى المراد ..
________________________
و كثيراً ما احتجينا عليه بأدلة صريحة واضحة بعدم مصداقية هذا القول الباطل بأنها خرجت " للاصلاح "
سأضيف هذا الدليل ... و هو قول عمار بين ياسر رضوان الله عليه ..
صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الصحابة - يا أم المؤمنين تقدمين على فرط صدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر
3561 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ أَوْ إِيَّاهَا
_________________
تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي - كِتَاب الْمَنَاقِبِ - عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة
قَوْلُهُ : ( عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ) اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْأَسَدِيِّ ) أَبُو مَرْيَمَ الْكُوفِيُّ ، ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ . قَوْلُهُ : ( هِيَ زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ يَعْنِي عَائِشَةَ ) كَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مُخْتَصَرًا وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَكَمِ : سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارًا ، وَالْحَسَنَ إِلَى الْكُوفَةِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ خَطَبَ عَمَّارٌ فَقَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ ابْتَلَاكُمْ لِتَتَّبِعُوهُ ، أَوِ إِيَّاهَا ، قَالَ الْعَيْنِيُّ قَوْلُهُ : بَعَثَ عَلِيٌّ أَيِ : ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ ، وَالْحَسَنَ ابْنَهُ إِلَى الْكُوفَةِ لِأَجْلِ نُصْرَتِهِ فِي مُقَاتَلَةٍ كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَائِشَةَ بِالْبَصْرَةِ وَيُسَمَّى بِيَوْمِ الْجَمَلِ بِالْجِيمِ ، وَقَوْلُهُ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ أَيْ : لِيَسْتَنْجِدَهُمْ وَيَسْتَنْصِرَهُمْ مِنَ الِاسْتِنْفَارِ وَهُوَ الِاسْتِنْجَادُ وَالِاسْتِنْصَارُ ، وَقَوْلُهُ : خَطَبَ جَوَابُ لَمَّا ، قَوْلُهُ إِنَّهَا أَيْ : إِنَّ عَائِشَةَ زَوْجَةُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ ، وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهَا : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةِ . انْتَهَى ، وَقَالَ الْحَافِظُ بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ عَائِشَةَ هَذَا : فَلَعَلَّ عَمَّارًا كَانَ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَقَالَ وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ لِتَتَّبِعُوهُ ، أَوِ إِيَّاهَا . قِيلَ : الضَّمِيرُ لِعَلِيٍّ لِأَنَّهُ الَّذِي كَانَ عَمَّارٌ يَدْعُو إِلَيْهِ وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لِلَّهِ ، وَالْمُرَادُ بِاتِّبَاعِ اللَّهِ : حُكْمُهُ الشَّرْعِيُّ فِي طَاعَةِ الْإِمَامِ وَعَدَمِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ ، وَلَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ فَإِنَّهُ أَمْرٌ حَقِيقِيٌّ خُوطِبَ بِهِ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلِهَذَا كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَقُولُ : لَا يُحَرِّكُنِي ظَهْرُ بَعِيرٍ حَتَّى أَلْقَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَالْعُذْرُ فِي ذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ مُتَأَوِّلَةً هِيَ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ ، وَكَانَ مُرَادُهُمْ إِيقَاعَ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَأَخْذَ الْقِصَاصِ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَكَانَ رَأْيُ عَلِيٍّ الِاجْتِمَاعَ عَلَى الطَّاعَةِ وَطَلَبِ أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ الْقِصَاصَ مِمَّنْ يَثْبُتُ عَلَيْهِ الْقَتْلُ بِشُرُوطِهِ . قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَالْبُخَارِيُّ . )) انتهى
__________________________
صحيح البخاري - كِتَاب الْفِتَنِ - لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
6687 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ لَمَّا سَارَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَائِشَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ بَعَثَ عَلِيٌّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَدِمَا عَلَيْنَا - ص 2601 - الْكُوفَةَ فَصَعِدَا الْمِنْبَرَ فَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَوْقَ الْمِنْبَرِ فِي أَعْلَاهُ وَقَامَ عَمَّارٌ أَسْفَلَ مِنْ الْحَسَنِ فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ إِنَّ عَائِشَةَ قَدْ سَارَتْ إِلَى الْبَصْرَةِ وَ وَاللَّهِ إِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ لِيَعْلَمَ إِيَّاهُ تُطِيعُونَ أَمْ هِيَ .
___________________________
فتح الباري شرح صحيح البخاري - العسقلاني - كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر
(( .. قوله ( إن عائشة قد سارت إلى البصرة ، ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ; ولكن الله ابتلاكم ليعلم إياه تطيعون أم هي ) في رواية إسحاق : ليعلم أنطيعه أم إياها . وفي رواية الإسماعيلي من طريق أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش بعد قوله قد سارت إلى البصرة : ووالله إني لأقول لكم هذا ووالله إنها لزوجة نبيكم . زاد عمر بن شبة في روايته : وأن أمير المؤمنين بعثنا إليكم وهو بذي قار . ووقع عند ابن أبي شيبة من طريق شمر بن عطية عن عبد الله بن زياد قال : قال عمار إن أمنا سارت مسيرها هذا ، وإنها والله زوج محمد صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلانا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها " ومراد عمار بذلك أن الصواب في تلك القصة كان مع علي ، وأن عائشة مع ذلك لم تخرج بذلك عن الإسلام ولا أن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة . فكان ذلك يعد من إنصاف عمار وشدة ورعه وتحريه قول الحق . وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن أبي يزيد المديني قال : قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل : ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليكم " يشير إلى قوله تعالى وقرن في بيوتكن فقالت : أبو اليقظان ؟ قال : نعم . قالت : والله إنك ما علمت لقوال بالحق . قال : الحمد لله الذي قضى لي على لسانك . وقوله " ليعلم إياه تطيعون أم هي " قال بعض الشراح : الضمير في إياه لعلي ، والمناسب أن يقال أم إياها لا هي ، وأجاب الكرماني بأن الضمائر يقوم بعضها مقام بعض انتهى وهو على بعض الآراء . وقد وقع في رواية إسحاق ابن راهويه في مسنده عن يحيى بن آدم بسند حديث الباب " ولكن الله ابتلانا بها ليعلم أنطيعه أم إياها " فظهر أن ذلك من تصرف الرواة وأما قوله إن الضمير في إياه لعلي فالظاهر خلافه ، وأنه لله تعالى ، والمراد إظهار المعلوم كما في نظائره . )) انتهى
________________________
السلسلة الصحيحة - الشيخ الألباني - رقم: 474
الحديث: “ أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب “ .
قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 767
(( .. و أخرج البخاري في صحيحه عن أبي وائل قال : و لما بعث علي عمارا و الحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال : إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا و الآخرة , و لكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها “ . يعني عائشة . و كانت خطبته قبل وقعة الجمل ليكفهم عن الخروج معها رضي الله عنها . )) انتهى
__________________________
بعد هذه الأدلة و المصادر أقول ..
عمار بن ياسر وقف بالناس مخاطباً و محذراً قبل أن تقع حرب الجمل و قبل أن تصل عائشة للبصرة
حذر الناس من الخروج معها ..
فهل من يخرج للصلح يخرج و معه جيش و أنصار يساندونه ..؟؟
و هل يحذر عمار بن ياسر الناس من الخروج مع من ذهب مسالماً يريد الصلح ..؟؟
عمار في الكوفة كما فهمنا من حديث البخاري و عائشة لم تصل بعد للبصرة
فلماذا يحذر الناس من الخروج إلى عائشة إن كانت هي أتية للسلام و الوئام و الصلح ..؟؟
كما سبق و رأينا أن الألباني يقول أن عمار قال ذلك ليكف الناس من الخروج معها ..
يعني أن هناك بوادر حرب ستقع و أن عائشة أتت بجيش مدجج بالسلاح و لم تأتي حاملة غصن زيتون و حمامة بيضاء ...
بل أتت بريح سوداء و نار مشتعلة تسير و الشياطين و الأبالسة يسيرون معها ..
و الأهم من قول عمار فلنلاحظ أن الامام علي بعث الامام الحسن و عمار يستنفرهم و الاستنفار باللغة العربية يعني :
لسان العرب - ابن منظور - نفر -
(( واسْتَنْفَرَ القومَ فَنَفَرُوا معه وأَنْفَرُوه أَي نصروه ومَدُّوه.
ونَفَرُوا في الأَمر يَنْفِرُون نِفاراً ونُفُوراً ونَفِيراً؛ هذه عن الزَّجَّاج، وتَنافَرُوا: ذهبوا، وكذلك في القتال.
وفي الحديث: وإِذا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا.
والاسْتِنْفارُ: الاسْتِنْجادُ والاسْتِنْصارُ، أَي إِذا طلب منكم النُّصْرَةَ فأَجيبوا وانْفِرُوا خارجين إِلى الإِعانة.))
مما يدل على أن أمراً عظيماً و خطيراً سيحدث .. لهذا وقف عمار يحذر الناس من الخروج لعائشة
و الوقوف معها ..
فلو كانت أتت بحمائم السلام كما يدعون لما احتاج كل هذا الاستنفار و التحذير الشديد للناس
بل لسارت الأمور على ما يرام ...
و الاستنفار لا يحدث إلا للحرب بهذا الموقف الذي كان بالبصرة ...
عمار فضح حقيقة مقدمها و أنها لم تأتي إلا للفتنة و الحرب و الشقاق و سفك الدماء لهذا حذرهم من الخروج اليها و مساندتها ..
فيسقط عذر " الصلح " للمرة الألف و على يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و الإمام الحسن المجتبى صلوات ربي و سلامه عليه و عمار بن ياسر رضوان الله عليه ...
فأزيلوا هذه الغشاوة عن أعينكم يا أهل سنة الجماعة و لا تنخدعوا بمعلبات فاسدة منتهية الصلاحية بردود شيوخكم الذين يجعلون الحق باطل و الباطل حقاً ..
افتحوا عقولكم و اسئلوا و كلما سألتم ستجدون الحقيقة أمامكم ..
و الله الهادي ...