زهير الخطاط
01-04-2013, 07:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
(( الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام ))
الفصل الآول : الجاهلية الاولى
الأمويون هم نسل أمية بن عبد شمس وينقسمون الى: العنابس والأعياص , فالعنابس أشهرهم – في التاريخ الاسلامي المدون – حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان ( صخر بن حرب ) ومعاوية ويزيد ابنه ومعاوية بن يزيد..
وأما الاعياص فأشهرهم : أبو العاص وولده عفان – أبو عثمان والحكم وابنه مروان وعبد الملك ابن مروان واولاد عبد الملك : الوليد وسليمان ويزيد وهشام وعبد العزيز – أبوعمر- واحفاد عبد الملك :الوليد بن يزيد وابراهيم ابن الوليد بن يزيد ومروان بن محمد بن عبدالملك..
وقد حكم الامويون الدولة الاسلامية زهاء قرن منذ مصرع الامام علي بن أبي طالب عام 40 هجرية حتى سقوط دولتهم سنة132 هجرية..وقد اتصف الحكم الاموي – باستثناء السنتين 99 – 101 هج اللتين حكم اثنائهما عمر بن عبد العزيز – بمجافاته لروح الاسلام وبخروجه على مبادئ القرآن وسنة الرسول كما سنرى ...
ولابد لمن يتصدى للبحث في تاريخ الامويين ان يشير الى حقدهم على ابناء عمومتهم الهاشميين في الجاهلية وفي صدر الاسلام..
وقد لخص الجاحظ ( رسائل الجاحظ ص67-75 ) طبيعة ذلك الحقد وعوامله حين قال :
( ان اشرف خصال -قريش في الجاهلية- اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة..وهذه الخصال مقسومة لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس على ان معظم ذلك صار شرفه بعد الاسلام الى بني هاشم وليس عبد شمس لقب كريم ولا اشتق له اسم شريف ولم يكن لعبد شمس من يرفع من قدره ويزيد في ذكره..ولهاشم عبدالمطلب سيد الوادي – ولقبه شيبة الحمد – ومما هو مذكور في القرآن من فضائل هاشم عدا حديث الفيل قوله تعالى لايلاف قريش...والايلاف هو ان هاشما كان رجلا كثير السعة والتجارة فكان يسافر في الشتاء الى اليمن وفي الصيف الى الشام فشرك في تجارته رؤساء القبائل من العرب وجعل لهم ربحا فيما يربح فكفاهم مؤونة الاسفار وكان ذلك صلاح عام.. (سيرة ابن هشام 10 / 57-59 )
ثم حلف الفضول وهو اشرف حلف كان في العرب كلها واكرم عقد عقدته قريش في قديمها وحديثها قبل الاسلام ولم يكن لبني عبد شمس فيه نصيب (سيرةابي هشام1/144-145) فكان هذا الحلف في بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد العزى وبني تيم ابن مرة تعاقدوا في دار ابن جدعان في شهر حرام قياما يتماسحون بأكفهم صعدا ليكونن مع المظلوم حتى يؤدوا له حقه...
وليس بنو عبد شمس كذلك فان الحكم ابن ابي العاص كان عاريا في الاسلام ولم يكن له ثناء في الجاهلية.. وأما أمية فكان مضعوفا وكان صاحب عهار.. وصنع أمية في الجاهلية شيئا لم يصنعه أحد من العرب : زوج ابنه عمرو من امرأته في حياته فأولدها أبا معيط..
ان اساس الخصومة بين الهاشميين والامويين يعود الى التنافس على الرئاسة والصدارة في المجتمع العربي القديم ومبدأ تلك الخصومة قد جاء من الامويين,فقد شعر هؤلاء بالحرمان الاجتماعي-وما يتعلق به وينتج عنه- وعرفوا انهم غيرقادرين على تصديع شرف الهاشميين بالاساليب الشريفة المعروفة فلجأوا الى الاساليب الملتوية..فكانت النتيجة ان الهاشميين اخذوا بالتسامي في مجدهم ابا عن جد..وسار الامويون في طريق التدهور والسقوط خلفا عن سلف..ويرتفع محمد فوق مستويات أجداده الرفيعة وانحدر ابوسفيان في حضيض مستويات الآمويين الذين سبقوه..
ومن الغريب أن يلاحظ الباحث ان لكل هاشمي خصما من الامويين يسير كل منهما في الاتجاه الذي يسير عليه أجداده..فهذا هاشم وذاك أمية..وهذا عبد المطلب وذاك أبو سفيان.. وهذا علي وذاك معاوية..وهذا الحسين وذاك يزيد...الخ..وسار الأمويون في طريق التدهور والسقوط خلفا عن سلف..
فكان شرف بني هاشم في عشيرتهم وكريم خصالهم وشهامتهم وكرمهم قد أثارت حفائظ الامويين فحقدوا عليهم وحاولوا عبثا أن يطاولوهم.وذكر الطبري في تاريخ الامم والملوك ج2 ص180-181 ...قال وهب بن قصي في اطعام هاشم قومه الثريد : قال : فصده أمية بن عبد شمس-وكان ذا مال- فتكلف ان يصنع صنيع هاشم . ودعاه الى المنافرة فكره هاشم لسنه وقدره ولم تدعه قريش واحفظوه قال: فاني انافرك على خمسين ناقة سود حدق تنحرها ببطن مكة والحلاء عن مكة عشر سنين فرضي بذلك أمية وجعلا الكاهن الخزاعي بينهما . فنفر هاشما عليه فأخذ هاشم الابل فنحرها وأطعمها من حضره . وخرج أمية الى الشام فأقام بها عشر سنين فكانت هذه أول عداوة بين هاشم وأمية..
وفي عهد عبد المطلب استأنف الامويون حقدهم على الهاشميين وهذا مارواه ابن الاثير في الكامل في التاريخ انه : ( كان لعبد المطلب جار يهودي يقال له أذية يتجر وله مال كثير . فغاظ ذلك حرب بن أمية . فأغرى به فتيانا من قريش ليقتلوه ويأخذوا ماله فقتله عامر بن عبد مناف بن عبدالدار وصخر بن عمرو بن كعب التيمي –جد ابي بكر- فلم يعرف عبد المطلب قاتله فلم يزل يبحث حتى عرفهما واذا هما قد استجارا بحرب بن أمية . فأتى حربا ولامه وطلبهما منه فأخفاهما..فتغالظا بالقول..وجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى العدوي –جد عمر بن الخطاب- فقال نفيل لحرب : يا ابا عمرو أتتنافر رجلا هو أطول منك قامة وأوسم وسامة وأعظم هامة وأقل منك ملامة وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا وأطول منك مددا..فغضب حرب وقال : من انتكاس الزمان ان جعلت حكما... وأخذ عبد المطلب من حرب مئة ناقة فدفعها الى ابن عم اليهودي وارتجع ماله كله الا شيئا هلك فعزمه من ماله...
الفصل القادم (( الامويون : ضروب ايذائهم للرسول ))
اللهم صل على محمد وآل محمد
(( الصراع بين الأمويين ومبادئ الاسلام ))
الفصل الآول : الجاهلية الاولى
الأمويون هم نسل أمية بن عبد شمس وينقسمون الى: العنابس والأعياص , فالعنابس أشهرهم – في التاريخ الاسلامي المدون – حرب وأبو حرب وسفيان وأبو سفيان ( صخر بن حرب ) ومعاوية ويزيد ابنه ومعاوية بن يزيد..
وأما الاعياص فأشهرهم : أبو العاص وولده عفان – أبو عثمان والحكم وابنه مروان وعبد الملك ابن مروان واولاد عبد الملك : الوليد وسليمان ويزيد وهشام وعبد العزيز – أبوعمر- واحفاد عبد الملك :الوليد بن يزيد وابراهيم ابن الوليد بن يزيد ومروان بن محمد بن عبدالملك..
وقد حكم الامويون الدولة الاسلامية زهاء قرن منذ مصرع الامام علي بن أبي طالب عام 40 هجرية حتى سقوط دولتهم سنة132 هجرية..وقد اتصف الحكم الاموي – باستثناء السنتين 99 – 101 هج اللتين حكم اثنائهما عمر بن عبد العزيز – بمجافاته لروح الاسلام وبخروجه على مبادئ القرآن وسنة الرسول كما سنرى ...
ولابد لمن يتصدى للبحث في تاريخ الامويين ان يشير الى حقدهم على ابناء عمومتهم الهاشميين في الجاهلية وفي صدر الاسلام..
وقد لخص الجاحظ ( رسائل الجاحظ ص67-75 ) طبيعة ذلك الحقد وعوامله حين قال :
( ان اشرف خصال -قريش في الجاهلية- اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة..وهذه الخصال مقسومة لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس على ان معظم ذلك صار شرفه بعد الاسلام الى بني هاشم وليس عبد شمس لقب كريم ولا اشتق له اسم شريف ولم يكن لعبد شمس من يرفع من قدره ويزيد في ذكره..ولهاشم عبدالمطلب سيد الوادي – ولقبه شيبة الحمد – ومما هو مذكور في القرآن من فضائل هاشم عدا حديث الفيل قوله تعالى لايلاف قريش...والايلاف هو ان هاشما كان رجلا كثير السعة والتجارة فكان يسافر في الشتاء الى اليمن وفي الصيف الى الشام فشرك في تجارته رؤساء القبائل من العرب وجعل لهم ربحا فيما يربح فكفاهم مؤونة الاسفار وكان ذلك صلاح عام.. (سيرة ابن هشام 10 / 57-59 )
ثم حلف الفضول وهو اشرف حلف كان في العرب كلها واكرم عقد عقدته قريش في قديمها وحديثها قبل الاسلام ولم يكن لبني عبد شمس فيه نصيب (سيرةابي هشام1/144-145) فكان هذا الحلف في بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد العزى وبني تيم ابن مرة تعاقدوا في دار ابن جدعان في شهر حرام قياما يتماسحون بأكفهم صعدا ليكونن مع المظلوم حتى يؤدوا له حقه...
وليس بنو عبد شمس كذلك فان الحكم ابن ابي العاص كان عاريا في الاسلام ولم يكن له ثناء في الجاهلية.. وأما أمية فكان مضعوفا وكان صاحب عهار.. وصنع أمية في الجاهلية شيئا لم يصنعه أحد من العرب : زوج ابنه عمرو من امرأته في حياته فأولدها أبا معيط..
ان اساس الخصومة بين الهاشميين والامويين يعود الى التنافس على الرئاسة والصدارة في المجتمع العربي القديم ومبدأ تلك الخصومة قد جاء من الامويين,فقد شعر هؤلاء بالحرمان الاجتماعي-وما يتعلق به وينتج عنه- وعرفوا انهم غيرقادرين على تصديع شرف الهاشميين بالاساليب الشريفة المعروفة فلجأوا الى الاساليب الملتوية..فكانت النتيجة ان الهاشميين اخذوا بالتسامي في مجدهم ابا عن جد..وسار الامويون في طريق التدهور والسقوط خلفا عن سلف..ويرتفع محمد فوق مستويات أجداده الرفيعة وانحدر ابوسفيان في حضيض مستويات الآمويين الذين سبقوه..
ومن الغريب أن يلاحظ الباحث ان لكل هاشمي خصما من الامويين يسير كل منهما في الاتجاه الذي يسير عليه أجداده..فهذا هاشم وذاك أمية..وهذا عبد المطلب وذاك أبو سفيان.. وهذا علي وذاك معاوية..وهذا الحسين وذاك يزيد...الخ..وسار الأمويون في طريق التدهور والسقوط خلفا عن سلف..
فكان شرف بني هاشم في عشيرتهم وكريم خصالهم وشهامتهم وكرمهم قد أثارت حفائظ الامويين فحقدوا عليهم وحاولوا عبثا أن يطاولوهم.وذكر الطبري في تاريخ الامم والملوك ج2 ص180-181 ...قال وهب بن قصي في اطعام هاشم قومه الثريد : قال : فصده أمية بن عبد شمس-وكان ذا مال- فتكلف ان يصنع صنيع هاشم . ودعاه الى المنافرة فكره هاشم لسنه وقدره ولم تدعه قريش واحفظوه قال: فاني انافرك على خمسين ناقة سود حدق تنحرها ببطن مكة والحلاء عن مكة عشر سنين فرضي بذلك أمية وجعلا الكاهن الخزاعي بينهما . فنفر هاشما عليه فأخذ هاشم الابل فنحرها وأطعمها من حضره . وخرج أمية الى الشام فأقام بها عشر سنين فكانت هذه أول عداوة بين هاشم وأمية..
وفي عهد عبد المطلب استأنف الامويون حقدهم على الهاشميين وهذا مارواه ابن الاثير في الكامل في التاريخ انه : ( كان لعبد المطلب جار يهودي يقال له أذية يتجر وله مال كثير . فغاظ ذلك حرب بن أمية . فأغرى به فتيانا من قريش ليقتلوه ويأخذوا ماله فقتله عامر بن عبد مناف بن عبدالدار وصخر بن عمرو بن كعب التيمي –جد ابي بكر- فلم يعرف عبد المطلب قاتله فلم يزل يبحث حتى عرفهما واذا هما قد استجارا بحرب بن أمية . فأتى حربا ولامه وطلبهما منه فأخفاهما..فتغالظا بالقول..وجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى العدوي –جد عمر بن الخطاب- فقال نفيل لحرب : يا ابا عمرو أتتنافر رجلا هو أطول منك قامة وأوسم وسامة وأعظم هامة وأقل منك ملامة وأكثر منك ولدا وأجزل منك صفدا وأطول منك مددا..فغضب حرب وقال : من انتكاس الزمان ان جعلت حكما... وأخذ عبد المطلب من حرب مئة ناقة فدفعها الى ابن عم اليهودي وارتجع ماله كله الا شيئا هلك فعزمه من ماله...
الفصل القادم (( الامويون : ضروب ايذائهم للرسول ))