مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة وردود مهدوية للعلامة الشيخ جلال الدين الصغير ((متجدد))
حسين كاظم 0
02-04-2013, 07:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
اللهم صل على محمد وأل محمد وعجل فرجهم
اجاب اشيخ جلال الدين الصغير على هذه الاسئله والتي لها علاقه بعلامات ظهور الامام الحجه ع في اخر الزمان .. اتمنى ان تكون نافعه لكم ..
نبدأ على بركة الله ...
1- السؤال: السلام عليكم
اَلّلهُمَّ اِنّى اُجَدِّدُ لَهُ فى صَبيحَةِ يَومى هذا وَما عِشْتُ مِنْ اَيّامى عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَه فى عُنُقى لااَحُولَ عَنْها وَلااَزُولَ ...
1-هل يمكن الفهم من العبارة ان الامام الصادق عليه السلام في زمن امامته الخاصة به و في الوقت الذي تجب طاعته على الانس و الجن يرى لنفسه وجوب البيعة لصاحب العصر عجل الله فرجه ؟
لان الامام يقول : اجدد له البيعة التي في عنقي ؟
2-بناء على المقطع المذكور من دعاء العهد هل يمكن فهم ان المعصوم الذي تجب طاعته و بيعته فعلا يعلن بيعته و طاعته للمعصوم الاخر الذي تجب طاعته و بيعته ؟
3-هل ما تقدم يشمل باقي الائمة عليهم السلام ام لا ؟
ارجو توضيح المسالة
الشيخ جاويد اذربيجان
18 مارس 2011
الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مع دعائي لكم بدوام الموفقية والسداد لما فيه نيل رضا الإمام صلوات الله عليه
بالنسبة إلى دعاء العهد فإنه كبقية الأدعية المباركة يسلك فيها الإمام الصادق (عليه السلام) وغيره من الأئمة (عليهم السلام) سبيل تعليم شيعتهم كيفية الدعاء والطلببب والتذلل بين يدي الله تعالى، فحينما يدعون بالاستغفار ويتحدثون عن الذنوب وحالاتها وكذا عن تعرية النفس وذلتها لا يتحدثون عن انفسهم ولاشك لوضح عصمتهم صلوات الله عليهم، وإنما لكي يدلّوا السالكين سبيل الله على آداب التعامل مع الله تعالى، كذلك هنا حينما يتحدث الإمام الصادق (عليه السلام) بهذه الطريقة فإنه يقدّم بين يدي شيعته في زمنه وفي بقية الازمنة منهج التعامل مع الإمام المعصوم (عليه السلام) من خلال الدعاء فالبيعة له والالتزام بأوامره والثبات على ذلك وإن طرحت بصيغة الدعاء ولكنها أيضاً تطرح بصيغة التعهد الذاتي تجاه الإمام صلوات الله عليه تارة وأخرى كطريقة لتربية الشيعة على سبل العلاقة المطلوبة بينهم وبينه المعصوم عليه السلام، خصوصاً وإن التربية ليست عملية دفعية بمعنى أن تحصل دفعة واحدة، وإنما تحتاج إلى مدة من الوقت ولذلك تم الطلب بقراءة الدعاء يومياً عند التمكن من ذلك وهو توفيق ولا شك.
على إن ذلك لا يعني بالضرورة إن حديث الإمام صلوات الله عليه يقصد الإمام الحجة بن الحسن روحي فداه، وإنما هو دعاء في كل زمن لكل معصوم يلي أمر هذا الزمن، لأنه ورد في رواياتهم ع إنهم كلهم قائمون بأمر الله تعالى، ولكن في زمننا فلا شك إن المعني بذلك هو صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه.
أما بالنسبة لسؤالكم الثاني فإن المعصوم صلوات الله عليه المنصوص على إمامته هو المعني بالإمامة والطاعة من قبل المعصومين الآخرين الذين يعيشون في زمنه، كما كان حال الإمام الحسن ع والإمام الحسين ع في زمن أمير المؤمنين ع وهكذا حال بقية المعصومين، فإنهم وإن كانوا من أهل العصمة ولكن إمامتهم لا تفعّل إلا حين انتهاء إمامة من سبقهم، مع إن المعصوم حتى في حال عدم إمامته هو ممتثل تلقائياً لأمر الإمام الفعلي لأن عصمته تفضي بالضرورة إلى هذا الإمتثال.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 07:55 AM
2 - من هو النفس الزكية هل هو شهيد المحراب رضوان الله عليه؟ (من أسئلة مجموعة حكيميون)
أشير إلى النفس الزكية في الروايات والأخبار ثلاث مرات وفي فترات زمانية مختلفة فقد أشير لقتيل أحجار الزيت وهو محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى وقد قتله العباسيون وأشير إلى النفس الزكية الذي يقتل في سبعين من الصالحين في ظهر الكوفة والمقصود النجف الأشرف وأغلب الظن أن المقصود هنا هو شهيد المحراب رضوان الله عليه وأشير مرة ثالثة إلى النفس الزكية الذي يقتل بين الركن والمقام والمقصود بالركن إما ركن الحجر الأسود او الركن اليماني في البيت الحرام والمقام هو مقام إبراهيم عليه السلام وما نرجحه أن يكون القتل بين الركن اليماني وبين مقام إبراهيم عليه السلام وذلك بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه وقبل خروجه، وتتحدث بعض الروايات عن انه يقتل مع أخيه، وتؤكد روايات أخرى انه يقتل قبل خمسة عشر يوماً من خروج الإمام روحي فداه أي في منتصف العشرة الثالثة من شهر ذي الحجة الحرام ومن المعلوم أن خروج الإمام بأبي وأمي سيكون في يوم العاشر من المحرم، والنفس الزكية الأخير هو المذكور في علامات الظهور ومن حتمياته، أما بالنسبة لقتيل ظهر الكوفة فهو يكون قريباً من الظهور الشريف ولكنه ليس من العلامات الممهدة اللصيقة بالظهور مباشرة.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 07:58 AM
3 - وجهت مجموعة من الأخوة والأخوات الكرام في مجموعة حكيميون وغيرها عدة أسئلة وهي تسأل عن الأسماء الواردة في الروايات وكيفية تشخيصهم علماً ان بعضهم أعطى إسماً لليماني او الخراساني او النفس الزكية أو الحسني او السفياني، وقد جمعنا جميع الأسئلة واجاب سماحة الشيخ بالتالي:
ذكر العديد من الأخوة الكثير من الأسماء بعنوانها مصاديق لما ذكر من أسماء في الروايات ولا سيما في مسألة الخراساني واليماني، وأنا في الوقت الذي أنبّه إلى مسألة جوهرية إن أي تشخيص قبل اليقين بوقت الشخص سيؤدي إلى نتائج سلبية جادة ليس على المشخّص فقط وإنما على عموم القضية المهدوية وقد أبرزت بعضاً من أسئلة الأخوة والأخوات في هذه المجموعة المباركة جانباً من التبرم والملل من القضية العامة بشكل انعكس على شكل لا أبالية بعموم القضية المهدوية في الوقت الذي تمثل جوهراً من جواهر الحركة الإيمانية، وأحسب ان المشكلة تكمن في عدم التوفيق في تشخيص المشخّصين، وأيضاً لاعتماد اخبار لا علاقة لها باهل البيت عليهم السلام في مثل هذه التشخيصات فتركت آثارها السيئة على التحليل لهذه الشخصية أو تلك، وأيضاً لعدم اعتماد الطرق العلمية في تفكيك رموز الروايات الشريفة مما أوقع غالبية من حللوا إن لم أقل جميعهم بمطبات كبيرة جدا جعلتهم يريشون سهامهم باتجاهات لا علاقة لها بالهدف.
في عين الوقت أنبّه إلى أن منهج أهل البيت صلوات الله عليهم اعتمد آليات دقيقة في التشخيص، وألخصها بالآتي: فلقد شخّص المعصوم روحي فداه مكان الحدث المتعلق بهذه الشخصية أو تلك وكذلك عيّن زمانه، وربط بين حدثه وبين سلسلة من الأحداث وصفت بأنها نظام كنظام الخرز أو المسبحة يتبع بعضه بعضاً او دعنا نقول بأنه اعتمد آلية الخطوات المتتالية (step by step) بحيث أن أي خطوة يجب ان تشخص بما قبلها وما بعدها من الخطوات ومن دون تشخيص الزمان او المكان أو وقوع الحدث ضمن بيئة مجموعة كبيرة من الأحداث فإنه سيجعل عملية التشخيص متخبطة تماماً وفوق ذلك فإنه تم ذكر اوصاف وأعمال هذه الشخصيات وهذه زيادة في التاكيد على دقة التشخيص، وما نراه للأسف الشديد أن عوامل الحب والبغضاء أو عوامل الإرضاء الشخصي لعبت دورا مهما في عملية التشخيص في وقت نحن نتعامل مع قضية لها قداستها العظمى مما يجعلنا مجبرين على الدقة الكبيرة في هذا الأمر.
والأمر الآخر الذي يجب التنبيه عليه هو أن الأئمة نهوا عن التسميات ووجهوا الأنظار باتجاه أعمال هؤلاء ففي سؤال للإمام الصادق عليه السلام عن اسم السفياني كان الجواب مؤكداً بطريقة: وما تصنع باسمه؟ فإنه إذا استولى على الكور الخمس.. الخبر. وهنا نرى أن الإمام يوجّه باتجاه أعمال السفياني لأن الأعمال هي التي تسميه، وليس الإسم هو الذي يدل بصورة لو ان أي شخص جاء وقدم وثائق تشير إلى هوية فلان او فلان إن لم تقترن هذه الهوية بهذه الأعمال والصفات التي أشير إليها من قبل المعصوم صلوات الله عليه فإنه يبقى في أحسن الاحوال أمرا ظنيا لا يمكن التعويل عليه.
ولهذا أتمنى على الأخوة ان ينتهوا من مشكلة التسميات لأنها بغير طائل في الوقت المعاصر نعم ستكون مطلوبة جداً حينما تتحرك العلامات التي قبل هذه الأسماء وسيكون العلماء بالعلامات دالّين عليهم.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:02 AM
4 - سؤال الأخ حسن فالح في مجموعة حكيميون على الفيسبوك حول السفياني والرواية التي تشير إلى التفجير النووي في الشام وهي تعقيب على حديث سابق لسماحة الشيخ عن الموضوع قال سماحته:
أشير إلى أن حديثنا كان يؤكد أن الأحداث التي تحصل في الشام وتنتهي بظهورالسفياني تبتدا من درعا فتعم الفتنة بين أهلها حتى إذا حدث تفجير نووي في دمشق يؤدي بمئة ألف سيفرز الصراع رايتين هي راية الأصهب وهو الحاكم والأبقع وهو ناصبي أو يخدم أجندة مضادة لأهل البيت عليهم السلام فيخرج عندها السفياني بعد احتدام الصراع بين الإثنين ومكان دخوله كما أوضحنا في الجزء الثاني من كتاب علامات الظهور سيكون من الحدود البرية الأردنية السورية وتحديداً من درعا والمنطقة بضميمة مدينة الرمثا الحدودية الأردنية يمكن أن تسمى بالوادي اليابس لأنها جرداء إلى حد كبير.
أما بالنسبة للرواية التي طلبت ذكرها فهي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام إذا اختلف رمحان بالشام فهو آية من آيات الله تعالى. قيل: ثم مه؟ قال: ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل الشام، فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام يقال لها: "حرستا" فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس.[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=646#_ftn1)
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:04 AM
5 - لماذا تقولون بأن اليماني يخرج من العراق؟ (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=647)
الأخ حسن فالح (مجموعة حكيميون) بالنسبة لليماني وسبب قولي بأنه من العراق فلأني لم أجد رواية يمكن الاعتماد عليها تشير إلى مكان خروجه في وقت تتظافر الروايات الصحيحة على تحديد المكان الذي يقبل عليه، وقد وجدت أن الروايات التي ذكرت كونه من اليمن لم تشخص الخروج من اليمن مما يمكن أن تحمل على أن أصله من اليمن بالرغم من إن كل الروايات التي ذكرت فيها هذه العبارة تعترضها مشاكل في صحتها، وقسم منها قد تم التلاعب فيه من قبل الشرّاح أو النسّاخ أو المحققين الجدد من دون أن يكون القول للإمام صلوات الله عليه. ومن المؤكد أن القول بأنه من اليمن يصطدم بمسلمات روائية صحيحة تأبى القبول به، فنحن أمام ثلاثة أسئلة جوهرية إن كان يريد الخروج من اليمن بجيشه، ففي زمنه ستكون الحجاز وشبه الجزيرة بيد نظام ناصبي كالنظام الحالي بدليل قتله للنفس الزكية وهو حدث يحصل بعد خروج اليماني بحوالي ثمانية أشهر وبالتالي كيف يمكنه الخروج من الحدود اليمنية باتجاه العراق؟ وكيف سيسمح هذا النظام لجيش قوامه سبعون ألفاً بأسلحته ومعداته أن يدخل إلى بلد النواصب هذا والذي تشير الروايات إلى أنه سيكون ضعيفاً مما يعني انه لا يمكنه السماح بذلك، إذ من الأولى أن يسقط هذا النظام قبل أن يصل إلى العراق، لو قدّر ان افترضنا جدلاً أنه سيتمكن من الخروج فكيف سيدخل للعراق والعراق في ذلك الوقت حدوده الغربية بيد الأتراك في بداية التحرك وبيد السفياني لاحقاً والحدود الجنوبية بيد النظام الناصبي الذي أشرت إليه، فمن أي حدود سيدخل؟ والحدود الشرقية فيها جيش مرابط للسيد الخراساني، ولا يعقل أن يأتي من هذه الحدود لن المسافة ستكون كبيرة جداً امامه تارة ولأنه لا يعقل ان يقبل جيش بدخول جيش آخر مستقل عنه إلى أراضيه واستغلالها لشن هجوم على بلد آخر، والسؤال الثالث كيف يعقل لمسافة 2200 كلم هي الفاصلة بين اليمن والعراق أن تجعل المعصوم يتحدث عن أن سباق اليماني والسفياني باتجاه الكوفة تارة، واليماني والخراساني تارة أخرى يكون كسباق أفراس الرهان مع أن التباين في المسافات سيكون واسعاً جداً بشكل لا يمكن ضرب مثل فرس الرهان على أصحاب هذه المسافات، لأن السفياني سيكون في بغداد في وقت بدء السباق والخراساني في الكوت، فهل يمكن لك أن تتعقّل ذلك؟
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:06 AM
6 - ما هي علامات الظهور والتي حدثت في هذه الفتره
(الأخ أحمد العراقي من مجموعة حكيميون) ما نأمله ان تكون أحداث الشام الحالية هي التي تخبر عنها الروايات في شأن العلامات الممهدة، والعبرة تبقى متوقفة على حدث التفجير النووي فيها فهو الوحيد الذي يمكن لنا ان نتحدث من بعده عن توقيت جاد للظهور الشريف، وأشير إلى أن المهم في العلامات ليس في العلامات التي لا تؤرخ للظهور فهذه قد تحدث قبل مئات السنين منه، ولكن الأمر الذي يجب أن نتابعه بدقة هي العلامات التي يرتبط حدوثها بالخريطة الزمانية والمكانية للظهور الشريف، وفي تحليلنا أولى هذه العلامات المؤكدة هي حادث التفجير النووي والذي يمكن اتخاذه نقطة توقيت إذ إن رجب الذي يأتي من بعد التفجير سيكون فيه ظهور السفياني وبين السفياني وبين الإمام بأبي وأمي هو 15 شهراً.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:11 AM
عفوا نسيت ان اضع رابط الموقع
http://sh-alsagheer.com/index.php?page=140&show=news&action=cat&id=18&start=0
7 - هل عبد الله ملك آل سعود الحالي اخر ملوك سعود؟
الأخ قاسم بلشان (مجموعة حكيميون) هل يمثل ملك ال سعود الحالي اخر شخص للعائلة المالكة بمعنى هل هناك حديث متفق عليه بأن ملك السعودية الحالي (عبدالله) بموته تكون هناك دلائل واضحة وصريحة بقرب ظهور الحجة المهدي (ع)
الجواب:
لا تشير الروايات في شأن ملك شبه الجزيرة والحجاز إلّا بمقدار موت ملكهم المسمى بعبد الله، والذي نستطيع القول بأن المراد به الملك الحالي، كما لا يمكننا أن نفيه، ولكن الإشارة الموجودة لا تتحدث عن آخر ملك لهم، ولكن عبد الله هذا سيكون موته مفتاح الفرج لأنه سيكون آخر الملوك الأقوياء وسيحل من بعده الصراع الشديد بين الأسرة الحاكمة، فيقتل بعضهم بعضاً حتى ان ملكهم يتحول من ملك السنين إلى ملك الأشهر والأيام إشارة إلى كثرة الإنقلابات والتقاتل بينهم ولكن هذه الفترة بينها وبين الإمام روحي فداه شيء يسير جداً وذلك لقول الإما م الصادق عليه السلام في رواية معتبرة قال: من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم. ثم قال : إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام. فقلت : يطول ذلك ؟ قال : كلا
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:14 AM
8 - الأخ ليث كاظم بدن من مجموعة حكيميون: هل ان ما يحصل من تحركات في سوريا والمعلوم ان هذه التحركات هي تحركات تكن العداء الواضح والصريح لاتباع اهل البيت عليهم السلام ،وصرح عجوزهم المخرف بانهم عند انتهائئهم من سوريا سيتوجهون الى الكوفة . هل هذه التحركات اشارة الى تحرك السفياني . وماهو تكليفنا شرعا في حال توجهم الى العراق .
الجواب:
تقدم قسم من الجواب في جواب الأخ أحمد العراقي وما أستطيع أن أؤكده من بعد ذلك الجواب أن السفياني رجل ليس بناصبي وبالرغم من أنه مجرم بل وشديد الإجرام، ولكن سيكون غالبية ضحاياه هم من النواصب وأعداء أهل البيت وشيعتهم عليهم السلام، والمخرف العرعور ناصبي ولا شك لذلك ليس له نصيب مما يأمل، بل له الويل والثبور لو انطبقت هذه الأحداث على ما يوجد في رواياتنا ورواياتهم كما نأمل إن شاء الله.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:16 AM
9 - محمد جميل المياحي (مجموعة حكيميون) السلام عليكم شيخنا الفاضل لدي عدت تساؤولات ومنها من يتناولها عامة الناس مع تقديرنا العالي لسماحتكم وفعلا نحن محتاجون لهكذا نقاشات .....1- من هو المنتظر نحن ام الامام ع 2- ماهي الاثار المترتبة على الانتظار للفرد والمجموع البشري بحيث لوفقدت عقيدة الانتظار لتركت آثار سلبية وخطيرة في حياة الانسان والمجموع ...3- اشرتم في كتابكم علامات الظهور الجزء الاول في صفحة 397 عن الاثار النفسيه والوجدانية هل ترون اننا اليوم نعيش سلبا من هذه التداعيات وعلاقتها بالانتظار بمعنى اننا مهيئين كمجتمع انساني نفسيا ووجدانيا لظهور المنقذ ع ....... مع جزيل الاحترام
السيد رعد الحيدري (مجموعة حكيميون) البعض يرى ان لقبه (ع) هو المنتظِر (بكسر الظاء) وليس المنتظَر (بفتح الظاء) اي بمنعنى انه هو الذي ينتظِر , لا ان الآخرون ينتظرونه (ع) , فماهو الشئ الذي ينتظره هو - روحي فداه - منّا ؟
الجواب:
نحن ننتظر والإمام روحي فداه ينتظر أيضاً، ولكن إنتظارنا يختلف عن إنتظاره، فهو ينتظر أن نرقى لمستوى مهمة تغيير العالم باتجاه إحقاق الحق، وبتعبيره لأحد العلماء حينما سئل عن سبب غيبته بأبي وأمي فكان جوابه صلوات الله عليه: ما أنا من غبت عنهم، ولكن هم من غابوا عني، غيبت ذنوبهم وآثامهم، وهو تعبير عن عدم الجاهزية للنصرة المطلوبة فهو لم يختر الغيبة إلا بسبب قلة الناصر وقوة الظالم، والعلاقة بين هاتين الشريحتين علاقة طاردة فمن تقوى منهم يضعف بسبب قوته الآخر وهكذا، نعم هو بابي وأمي ينتظر تنجّز أموراً موضوعية في داخل المعسكر الظالم أيضاً على مستوى الضعف والوقيعة فيما بينهم.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:18 AM
10 -
النائبة السابقة العلوية منى زلزلة وأخريات (مجموعة حكيميون): سمعنا بان للامام عج جيش كله من النساء ما صحة هذا الحديث، وماذا تستنج منه في حالة صحته؟
الجواب: لا يوجد خبر فيما أشرتم إليه، في الواقع تلعب المراة دوراً في غاية الأهمية في عملية التغيير الإجتماعي وتأثيرها هائل فهي ام وأخت وزوجة وابنة وبالتالي فهي تمتلك مواطن كبيرة للتأثير لو تم إعداها بشكل جيد، ولهذا فإن من الطبيعي جداً أن يكون لها دورها المهم والحيوي في مرحلة الإعداد للظهور الشريف، فضلاً عن مرحلة الظهور، وقد تحدثت الروايات عن أن الإمام صلوات الله عليه في أول خروجه سيخرج معه خمسون إمرأة وهذا العدد قياسا إلى الثلاثمائة عشر كبير جدا، ومشكلتنا أن نساءنا لا يحظين بما يستحقنّه في وعينا الشعبي رغم عظمة موقعهن في البنية العقائدية، وهي مشكلة من اتجاهين قسم منها يتعلق بالمرأة وقسم منها يتعلق بالرجل وقد تحدثنا عن ذلك في محاضراتنا عن ذلك في الملتقى الفكري http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=610 (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=610) نامل ان يتم مراجعته هناك
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:21 AM
11 - عدة أسئلة من مجموعة حكيميون تتمحور في كيفية التمييز بين رايات الهدى ورايات الضلال
الجواب:
كون الشخص مهتدياً عليه أن عدة شرائط، وهذه الشرائط وإن لم يشر لها بمعية ذكر أصحابها ولكن هي تحصيل حاصل فالهدى ليس لباسا نلبسه ونغيره متى نريد، بل هو منظومة فكرية وسلوكية نمارسها ونفكر ضمن هداها ولهذا أن تكون الراية هادية يجب ان تؤّمن هذه الشرائط وأولاها ان يكون صاحبها يحمل منظومة عقائدية سليمة تماماً، بصورة لا تخالف ضرورات المذهب ولا تشذ عن السيرة العاطرة لعلمائنا الأعلام وما نقصده هنا ليس مجرد الكلام عن ولاية الامير عليه السلام بل نتحدث عن كل التفاصيل المتعلقة بهذه الولاية وطبيعة ما يترتب عليها من إلتزامات واستحقاقات، وثانيها أن يكون عمله مغطى بالغطاء الشرعي الذي لا شبهة فيه، وحيث اننا امرنا في زمن الغيبة أن نتبع العلماء الأعلام فإن الغطاء الشرعي الذي نتحدث عنه سيكون هو طبيعة موقع المرجعية من عمله، لأن الهادي لا يمكن إلا أن يكون أحد ثلاثة: فهو إما أن يكون مرجعا فيؤمن الغطاء الشرعي وفق رؤاه الشرعية وادلة استنباطه للأحكام، وإما ان يكون محتاطاً وهذا يجب ان يكون مجتهداً أو مضارعاً للإجتهاد او أن يكون مقلداً لأحد المراجع ويلتزم بفتياه وأحكامه ضمن الحدود المبينة في الشريعة المقدسة، وحينما نتحدث عن المراجع لا نتحدث عن المراجع الذين يصنعهم الإعلام أو الأحزاب، وإنما نتحدث عن المنظومة العلمية التي انتجت طوال عمر المذهب الشريف مراجعها وامدّت الطائفة بما تحتاجه من أحكام فقهية، ولهذا نعرف الراية الهادية من خلال علاقتها بالمرجعية وخلافها مع المرجعية تعني حكماً خروجها عن الهدى، وثالثها أن يكون بعيداً عن طلب الدنيا فالشيعة في وصف الإمام الصادق عليه السلام إنما شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ويطمع طمع الغراب، ونقصد بالدنيا هنا أن تكون الدنيا هي هدفه ومصاديق ذلك كثيرة ودقيقة تبتدأ من طلب الوجاهة على حساب الدين ولو من خلال ان يطبع بنفسه صورته ويروجها او يطلب ترويجها، ولا تنتهي بأفحش موبقاتها فحب الدنيا رأس كل خطيئة فإفرازاتها كثيرة جداً ومظاهره لا نهاية لها، ولا يمكن للهادي أن يتجه باتجاهها، ورابعها أن يكون رحيماً متذللاً لشيعة أئمة أهل البيت عليهم السلام وصلباً في البراءة من أعدائهم لوضوح إذ أن ذلك من مسلمات قوله: إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم موال لمن واليتم ومعاد لمن عاديتم، ومصاديقها كثيرة تبتدأ من طريقة تعامله الإجتماعي والأخلاقي معهم، ولا تنتهي عند مواضيعهم المتعلقة بأموالهم ودمائهم وأعراضهم وعقيدتهم، إذ إن الهادي يجب ان يكون هو الأحرص على كل ما يتعلّق بمصالحهم، وهو لن يتخلى عنها حتى لو نكبه هؤلاء بالصد والرد، إذ إن له بأبي الأحرار صلوات الله عليه أسوة ومثال.
وهنا أنبّه إلى القاعدة الكلية والحاسمة في هذا المجال والتي يطرحها الأمير صلوات الله عليه بقوله: إعرف الحق تعرف أهله، ولا يعرف الحق بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق، فهي قاعدة مهمة جداً ترشدنا إلى ضرورة التقصّي عن الرجال من خلال موضعهم من الحق، فلقد أرتنا أيامنا كيف أن الرجال يتلونون ويتغيرون وتختلط علينا اوراقهم وصورهم، ولكن رجوعنا إلى هذه القواعد هو الذي يمكننا وحده من الوصول إلى حقيقتهم وما يخبؤون.
هذه القواعد هي التي يجب أن ترعى بمعية الأوصاف الأخرى الزمانية والمكانية التي ذكرت في الروايات، فرايات الهدى التي يُشار لها بالروايات هي راية الخراساني وقائد جيشه شعيب بن صالح واليماني وهو أهدى الرايات والحسني وهو صاحب النفس الزكية بالرغم من أنه ليس بصاحب راية، أما رايات الضلال وواجهاته المذكورة فهم الشيصباني وخروجه قبل السفياني وحسب الظاهر هو صاحب البترية الذي سيخرجون على الإمام روحي فداه بعد وصوله إلى النجف، والسفياني، وعوف السلمي ومقره في تكريت وقد أوضحنا في علامات الظهور ان بني سلمة هم الجبور، وفيما خلا الشيصباني فإن البقية تعمل خارج مجتمع المنتظرين إلا أن الشيصباني سيكون في داخل القواعد المنتظرة.
وقد شخّص الأئمة صلوات الله عليهم في رواياتهم مواصفات كل شخص ومكانه، على أن أزمنة هؤلاء واحدة ولهذا يمكن الإستدلال بأحدهم على الاخر واليماني والسفياني هم من العلامات الحتمية وبمعية الخراساني فإن خروج هؤلاء الثلاثة سيكون في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد كما تعبر رواية الإمام الباقر صلوات الله عليه.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:30 AM
12 - الشيخ إحسان الفضلي (مجموعة حكيميون) :اندفاع الشباب وطموحاتهم لطالما تتكسر مثل الامواج على صخور الواقع المرير احيانا وكثير منهم يتراجع ويرمي طموحه جانبا ويكتفي بما تطاله يداه او بما جادت الدنيا به عليه من خلال خبرتكم وعلمكم كيف تريد المدرسة المهدوية من الشباب ان تتعاطى مع طموحاتهم؟؟؟
الجواب: لاشك أن أية عملية تغيير حضارية لا يمكنها إلّا أن تعطي الشباب الدور الأكبر في عملية الحراك الحضاري، ولا يمكن تصور وجود حضارة من دون أن يكون ثمة منهج تعبوي خاص بهذا الشريحة التي تمثل عماد المستقبل، وفيها الكثير من الحيوية والحماس الذي تحتاجه أي حضارة إن في مرحلة التأسيس أو في مرحلة الحراك، بل إن الحضارة التي تغفل هذا الدور لا يمكنها أن تبقى فالمشاريع المعادية ستجد فيهم أرضية خصبة للتحرك المضاد، مما يعني أن الشباب هم حجر الرحى الذي يمكنه أن يوجّه مسار الأحداث في نتائجها العملية، وهو سلاح ذو حدين فإن لم تجر العناية به فإن ذلك سيعني إنقلابه على هذه العملية، الأمر الذي جعل أهل البيت عليهم السلام يولون الشباب أهمية قوى، فهم بعنوانهم طاقة اجتماعية وثابة من جهة، وباعتبار أن مرحلة عدم نضوج التجربة لديهم بسبب قصر العمر من جهة أخرى، وبسبب طهارة قلوبهم وصدق نفسياتهم التي لم تلوثها الدنيا بعد من جهة ثالثة، جعلتهم مطمح النظر، وهذا ما يتبين في الكثير من سيرتهم صلوات الله عليهم، وكيف لا؟ وهم من رعوا أهم نماذج الشباب في تأريخ الأمة، ومن يتأمل في سيرة نماذج كعلي الأكبر أو القاسم بن الحسن عليهما السلام يجد أي نتاج لهذا المنهج، بل من يتأمل في ظاهرة الإمامة الشابة والمتمثلة بغالبية إمامة الإمامين الجواد والهادي صلوات الله عليهما، ومقدار من مرحلة إمامة الإمام المنتظر في زمن الغيبة الصغرى، يجد فيما يجد أن الشارع المقدّس في إيحاء هذا الأمر إنما أعطى الشباب زخم هائل كي يسيروا بهمة نحو المقامات المتقدمة في قيادة الأمة، فهم يستطيعون إن أرادوا أن يقطعوا الأشواط في هذا المجال أسرع من غيرهم، نتيجة لمزاياهم المعنوية والوجدانية، ولو ضممت بمعية ذلك أمثلة النبي إسماعيل ويوسف ويحيى وعيسى عليهم السلام أجمعين لوجدت مركزية خاصة للشباب في الفكر التربوي الإسلامي.
وفيما طرح منهج أهل البيت عليهم السلام القيم العليا والنظم التربوية ووضعها كمنهج لتربية الشباب وإثراء عقولهم العملية والعلمية وتوجيههم باتجاه عدم الخضوع والإستسلام لإغراءات الدنيا ومخاوفها، وهي أحد أهم الوسائل التي تستخدمها الديكتاتوريات المعلنة كنظام المجرم صدام أو غير المعلنة المغلفة بأقنعة العلمانية الغربية وسائر أنظمة السوء، فإنه في نفس الوقت لم يطرح منهجه بصورة معقّدة أو على شكل نظم تربوية لا يستفاد منها إلّا في إطار النخبة الفكرية أو العلمية بل جعله مبسّطاً جداً وفي متناول كل يد، بصورة لا يشعر قليل الثقافة بأنه غريب عليه أو عصي على فهمه، وفي نفس الوقت يجد العالم الكبير فيه زاده الذي لا غنى لعلمه عنه، فعلى سبيل المثال طرحت قضية الإنتماء إلى المجتمع الصالح والإبتعاد عن مجتمع السوء بطرق مختلفة منها يتجلى بقوله عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام: إني سلم لمن سالمكم، وعدو لمن عاداكم، أو قوله: معكم معكم لا مع عدوكم، وهذا النص على صغره إلّا أنه ينطوي على بعد اجتماعي عميق جداً، ولكنه حينما طرح بين يدي الناس طرح بشكل غير معلن ضمن أبسط أساليب التثقيف الشعبية التي يمارسها عامة الناس بسلاسة، وترك الإسلام للزمن أن يتعمق الإنسان في معاني ذلك وفي طرق تجسيده في الواقع، وذلك بمعية أساليب كثيرة تعطي للإنسان دفقاً صغيراً ولكنه مستمر، وهذا المثال في الوقت الذي نراه بسيطاً جداً إلّا أنه يخفي مئات الضوابط والالتزامات الاجتماعية، ومع هذه الطريقة التي نجد فيها الإسلام يتواضع للشباب ويراعي نشاة عقولهم، إلّا أنه يترك الباب كبيراً جداً لهم لكي يتقدّموا باتجاه هذه الضوابط والمنظومات التي تتخفى في عمق هذه الكلمات، ومن الواضح أن لدينا المئات من الأمثلة حول ذلك.
وما يمكننا أن نلخّصه في هذا المجال أن أهل البيت عليهم السلام يستهدفون إثارة النوازع الإنسانية الخيرة والراقية في داخل الإنسان، بغية الحفاظ عليها أو إبرازها بشكل أكبر ضمن المنطق الذي يعبّر عنه الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام بقوله: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة.(معاني الأخبار: 342).
ويقابل هذا المنطق المنهج التربوي الذي تعتمده العلمانية الغربية والذي تغلفه بشعارات الحرية، ولا شك أن الحرية قيمة فضلى، ولكن الدعوة لها وفق المنطق الغربي يجعلها سلاح ذو حدين بل هي أقرب إلى تخريب النفس الإنسانية منها إلى إثراء نوازع الكمال فيها، لأن الحرية حينما تكون متحللة من أي ضابطة اخلاقية تحوّل الإنسان إلى آلة همها أن تأكل وتمارس البقاء دونما هدف حقيقي، فضلاً عن أن ترقى به إلى الأعلى، ولو نظرنا إلى حصاد الحضارة الغربية المعاصرة لبرز جوهرها التخريبي للذات الإنسانية، وخصوصاً للشباب الذين قد تستهويهم شعاراتها ومظاهرها، إذ أن توجيه الإنسان إلى ذاته بمعزل عن ربطه بالوجود الكوني وفلسفة وجوده في هذه الحياة يجعله في همّ دائم لإرواء الذات حتى ولو على حساب غيره، مما يجعل هذا الشاب أسيراً لظروف مراهقته وما تمليه هذه الظروف من استحقاقات هي الأخطر على تكوينه التربوي لأنها هي التي يفتتح بها ممارسته الحياتية والاجتماعية، مما يجعله يتجه إلى الجانب السفلي في هذه الذات لأن الغريزة الجنسية تلح عليه والإثارة العملية متوافرة بشكل كبير، وسجية الثراء تضغط عليه في بيئة اقتصادية غاية في القسوة والجفاء، ودوافعه نحو القيم الفاضلة تخمد لديه في مقابل نزوع سريع باتجاه القيم الدنيئة، وإقباله نحو الذات تقتل فيه روح المسؤولية تجاه المجتمع وتدفعه إلى التحلل من أي شيء، وغير ذلك كثير، فهو حر والآخر حر، والثقافة العامة تثري الصراع بينهما، فأي نتيجة سنخرج بها؟ لعل التعرف على معدلات الجريمة الجنائية وحدها كاف لرسم صورة المشهد، والمشلكة أنه لا يوجد أي ضبط تربوي باتجاه الفعل الاجتماعي اللهم إلا بمقدار ما يحتاجونه في العمل، مما يجعل الرأسمالي هو المستفيد دوماً من هذا الإنسان، ولكنه بلا أدنى مسؤولية تجاهه لو انه لم يجد وسيلة عيشه الكريمة، ومسيرة 3 قرون أظهرت قدرة هذا المنهج على احتقار الذات الإنسانية بل وامتهانها وتأمل بسيط في غارة الأوربيين على بلدان العالم واستباحتهم بأبشع صور الإستباحة وتحويلهم إلى عبيد كما حصل في أفريقيا أو إلى عمّال سخرة يلهثون وراء فتات الثروة المنهوبة منهم، وما آل إليه الحال من تكالب على الثروة مما حدا بهم إلى خوض واحدة من أقذر الجرائم قباحة في التاريخ الإنساني والمتمثلة بحربين عالميتين ضروس اجتاحت الملايين في النصف الأول من القرن الماضي.
من الواضح أن المنهج العلماني المعاصر يتصارع منذ أكثر من قرن ونصف على شباب الامة كي يجتذب أنفسهم إلى مظاهر الحياة الغربية (كالجنس والرقص والغناء وتعاطي المواد الروحية والتحلل من الضوابط الأخلاقية والجنس ورفض القيم العليا في مقابل الإهتمام بالقيم الصغيرة) ويبعدهم عن دينهم وأمتهم، لأنهم هم من سيكون في الغد قادة هذه الشعوب، فإن كانوا متحللين أمكن الغرب العلماني من أن يبقي هذه الشعوب تحت رحمته، لأن التحلل الأخلاقي لن يجعلهم يصمدون أمام الإغراءات الكبرى التي تقدم أثناء بيع الشعوب، كما ولا يمكنهم من الثبات أمام المخاطر التي تعترض حرية هذه الشعوب واستقلالها عن ربقة الغرب العلماني.
إلّا أن منهج الإسلام وأهل البيت عليهم السلام في تربية الشباب، بمقدار ما تحقق منه، وبما جادت ظروف الضغط العلماني من أن تفسح المجال لبعض تطبيقات هذا المنهج، يبثّ في الشباب روح الممانعة والمقاومة لكل المحاولات التي ترمي لمسخ هويتهم الثقافية والحضارية، ويمنعهم من الإنهيار الأخلاقي أمام زخارف الغرب، ويبصّرهم بواقع النهضة الذي يجب أن يكونوا عليه، ومن نعم الله أن شبابنا بدأ يستجيب بعد أن انفضحت أساليب الإستكبار وبدأ الوعي يتخذ أشكالاً متقدمة تارة عبر الصحوة الإسلامية وأخرى عبر ما يسمى الآن بالربيع العربي.
وتمثل القضية المهدوية أحد المحاور الأساسية في هذا المنهج، لأنها من جهة تثير الأمل العظيم بالمستقبل، ومن أولى بالشباب من المستقبل، خاصة وأن هذه القضية رهنت ركناً أساسياً من أركانها معلّق بحركة التغيير في داخل الأمة من أجل إيجاد الناصر، وإلا فإن الإمام صلوات الله عليه ما غاب لأنه محب للغيبة ولكن قلة الناصر هي التي حالت دون النهوض بمشروعه الحضاري كل هذا الوقت، ولك أن تتأمل حينما يعي الشباب أن غيبة إمامهم بأبي وأمي مرهونة بطبيعة تغييرهم لأنفسهم ومجتمعهم، عند ذلك لن تجد هؤلاء مكتوفي الأيدي أو يرهنون أنفسهم إلى الهموم الصغيرة التي تلقيها أمامهم الحضارة العلمانية، بل سيتطلعون لما هو أكبر وأعظم، ولئن رأيت كيف أن شباب الأمة في زمن الأنظمة القمعية قاومت هذه الأنظمة وتحملت كل حالات القمع، ومن ثم قنعت بالشهادة بل أقبلت عليها، لأنها لم ترهن أنفسها لهذه الهموم بعد ان تطلعت إلى مهمتها الكبرى المتمثلة بالتمهيد للظهور المهدوي الشريف، ولعل نماذج كنماذج المقاومة الإسلامية في عهد الطاغية المجرم صدام وفي مواجهة الإرهاب التكفيري والبعثي، أو المقاومة الإسلامية في لبنان ضد الصهاينة او المقاومة الإسلامية في إيران ضد الإستكبار بكل شروره كافية لتبيّن لنا أي دور عظيم لعبه الشباب حينما يتسلح بسلاح هذه العقيدة المباركة.
إن إطلالة سريعة على النتاج المهدوي في المستقبل يعطينا صورة على طبيعة الدور الذي يجب أن يتهيأ شبابنا له، فالإمام صلوات الله عليه سيقيم دولة العدل الإلهية وسيسيطر على كل العالم ويُنهي سلطان الجور والظلم الذي يسيطر على العالم، ولن يحصل ذلك بمعجزة، وإنما يحصل ضمن الظروف الطبيعية لعمليات التغيير الاجتماعي الكبرى، وهذه العملية حتى تتم لا بد وأن تكون هناك قاعدة صالحة تحتضن المشروع المهدوي وتلبي له مشاريعه الحضارية وبرامجه القيادية وتلتزم بطاعته، وقد قدّر للعراق في نفس الوقت أن يكون عاصمة العالم باعتبار أن عاصمة الإمام أرواحنا له الفدا ستكون النجف الأشرف، مما يعني أن الشباب العراقي على وجه الخصوص سيكون صاحب النصيب الكبير في التوفيق للنصرة، ولا أتحدث هنا عن حس وطني، بل حديثي عن استحقاقات الإقامة في مكان كالعراق وأسباب إنتخابه الإمام صلوات الله عليه، وما كان ذلك ليكون لولا خصائص اعتنى بها الأئمة عليهم السلام والتزم بها شبابنا جيلاً من بعد جيل، وقد أرتنا المسيرة الأربعينية التي تتميز بأن غالبها الأعظم هم من هؤلاء الورود، كيف يمكن للشباب أن يصنعوا عز المذهب وفخر المعتقد ويقرّوا عين إمامهم روحي فداه.
وكما تعلمون فإن النصرة لا تتهيأ إلّا من خلال تعبئة شاملة لكل القدرات والإمكانات التي تستلزمها معارك شرسة واستحقاقات ضخمة، خصوصاً وأن فترة ما قبل الظهور الشريف ستشهد الهجوم السفياني على العراق مما يضاعف مسؤولية الشباب وغيرهم لمواجهة استحقاقات تلك المرحلة ولكي يرتقوا لمصاف الحاملين أعباء القضايا الكبرى والحاسمة للأمة، خصوصاً بعد أن أرتهم الدنيا كيف غدرت بهم السياسة، وكيف سقطت بأعينهم أكاذيب الإستكبار، وما أحسوا لأئمتهم صلوات الله عليهم إلّا كل رحمة ومحبة لهم، ولو تأملت في ظاهرة الكرامات التي يرزق بها الناس نتيجة للإرتباط بأهل العصمة والطهارة عليهم السلام، والتي نسمع بها ونشاهده آلاف النماذج منها عن كثب لوجدت أن الأئمة في غيبتهم الحاضرة كلهم رحمة ومحبة، فما بالك لو حضر قائمهم صلوات الله عليه؟
أعتقد أن شبابنا ومن خلال ما تحقق طوال هذه الفترة قد تقدموا بشكل كبير باتجاه حمل الأمانة، برغم ما نراه من انحرافات هنا وهناك، وبالرغم من شذوذ البعض غافلاً عن هذا الطريق إلا أننا يجب ان لا نغفل أن القطاع الأكبر منهم توّاق لتجسيد ولائه لأهل البيت عليهم السلام ولإمامنا المنتظر روحي فداه، غاية ما هنالك أن سبل التوعية لا زالت دون المستوى المطلوب الذي يتناسب وطبيعة الغزو الثقافي والفكري الذي تعمل عليه مئات الفضائيات ضد شبابنا وأمتنا، بالرغم أننا نمتلك اليوم الفضائيات، والمنبر بكل أصنافه يعيش حالة حرية فريدة في التاريخ الشيعي إلّا أن من الواضح أن بعض المبلّغين لم يرتقوا إلى المستوى الذي يجب عليه أن يصل إليه.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:34 AM
13 - رضا الحيدري (مجموع حكيميون) سؤالي لسماحة الشيخ أبناء السنة لا ينكرون قضية الامام المهدي اذا لماذا الاختلاف بيننا وبينهم؟
الجواب: الأعم الأغلب من أبناء السنة يؤمنون بالإمام صلوات الله عليه، ولكنهم ينظرون إليه بعنوانه قائداً سياسياً ودينياً، لا كما ننظر إليه نحن بكونه هو الإمام الذي يجب أن ينقاد إليه الناس في كل صغيرة وكبيرة.
وثمة فارق جوهري آخر بيننا وبينهم يتمثل في كونهم يعتقدون أنه سيولد في آخر الزمان، فيما نرى نحن بأننا ولد صلوات الله عليه، وبالرغم من أنهم يرون مشكلة في تقبّل فكرة أن يبقى كل هذا الزمن ما يدفع بعضهم إلى السخرية في عقيدتنا، إلّا أنهم في عين الوقت يرون أن الأعور الدجال وعندهم اسمه صائد بن الصيد، كان موجوداً على زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد رآه ويرون عنه حكايات عدة، والفارق بينه وبين الإمام روي فداه من حيث الوجود الزمني كبير فهو موجود قبل ولادة الإمام روحي فداه، وسيبقى قريباً من يوم القيامة فهو من أشراط الساعة بينما نحن نرى أن الإمام عليه السلام ليس من أشراط الساعة، وقد ترتب على هذا الفارق أننا نحس بوجوده العملي معنا ونعمل من أجل أن نحقق التزامات هذا الوجود، بينما هم لا يعترفون بذلك، ولذلك لا تجد أثراً عملياً في حياتهم لما يعربون عن إيمانهم به، وأحاديث ظهوره وعلاماته كثيرة جداً لديهم، بل ربما فاقت ما لدينا من حيث العدد، وهنا يمكن مراجعة كتاب الفتن لنُعيم بن حماد أو السنن الواردة في الفتن لأبي بكر الداني للتعرف على ذلك، ومع انهم رووا في العلامات بهذه الطريقة إلّا أنك لا تجد ثقافة مهدوية تتناسب مع ما طرح له من علامات.
ثمة فارق آخر هم يختلفون معنا في كون الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف من أشراط الساعة، ونحن لا نرى ذلك، إضافة إلى أن بعضهم يروي حديثاً ضعيفاً لديهم بحسب موازينهم، من أن الإمام صلوت الله عليه اسم والده عبد الله لروايتهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، وقد أشرت إلى أن معاييرهم في قبول الأحاديث ترفض القبول به، ولكنهم بالفعل يرون ذلك، بالرغم من أن بعض علمائهم يتحدثون عن الإمام بأبي وأمي كما نتحدث في شان ولادته وفي شان اسمه وكنيته.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:37 AM
14 - رضا الحيدري (مجموعة حكيميون) أغلب الديانات والمذاهب الفكرية بما فيها الماركسية تؤمن باليوم الموعود وظهور المنقذ الذي يرفع الظلم والحيف عن الجميع وينشر العدل، فما هو برأيكم السبب في ذلك؟ هل هي حاجة الانسان الى الكمال؟ أم تعلّق الضعفاء بمثل هذا المنقذ؟
الجواب: مما لا شك أن طلب الصورة المثلى والتوق لتجسّدها على الأرض لتعميم العدالة في العلاقات بين الناس وفي توزيع الثروة وتأمين الاحتياجات بطريقة إنسيابية لا ظلم ولا حيف فيها هو سجية إنسانية، وقد عبّرت الإنسانية في تاريخها الطويل عبر منظوماتها الفكرية المختلفة سواء كانت هذه المنظومات سماوية أو كانت إلحادية عن ذلك بطرق عدّة ولكنها متفقة جميعاً على ذلك، فحينما طرح افلاطون تصوّره للجمهورية الفاضلة أو حينما طرح ماركس تصوّره عن عهد الشيوعية إنما أشارا إلى طبيعة هذا التوق لتحقيق ذلك، هذا ناهيك عن الأديان التي تحدّثت جميعها عن يوم تتحقق فيه هذه الأمور وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك بصورة صريحة بقوله تعالى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (سورة الأنبياء: 105).
وحينما يكون الأمر سجية خاصة بالإنسان، عندئذ يمكن أن نتلمس تنوعاً في التعبير عنه، كما ونلمس أيضاً ظروفاً مختلفة تذكّر به وتبرزه من الكمون والخفاء في طوايا النفس إلى الذاكرة الحاضرة التي يطلب حصولها ويعبر عن إشتياقه لها، ولهذا نلمس الإتجاهين معاً، أي ما عبّرت عنه بطلب الكمال والذي يشير إلى أن النفس هي التي تطلب ذلك، أي أن النزعة ذاتية، أو أن يكون الواقع الخارجي هو الذي يضغط باتجاه ذلك كأن يكون ظلماً يريد أن يتخلّص الإنسان منه، وفي تصوري أن الأصل في ذلك هو النزوع الذاتي نحو الكمال، لأن الظلم حينما يحصل ويطلب الإنسان التخلّص منه، إنما يطلبه لأن هناك سجية في داخله تدفع به نحو الكمال، مما يجعله يطلب التخلص من الظلم، وهذه ميزة من مزايا الذات الإنسانية عن بقية الذوات الحية، فالظلم يقع في عالم الحيوان، ولكن من الواضح أننا لا نرى أن الحيوان يطلب الكمال في توزيع الثروة الطبيعية أو في العلاقات بين الكواسر والمعشبة منها، ولولا هذا النزوع لما وجدنا الإنسان المظلوم يشتكي من الظلم الذي يحيق به، وإنما سيكتفي في أحسن الصور إلى الهروب منه، وإن لم يستطع سيستسلم له.
ولكن الطرح الديني لمسألة المنقذ تميّز عن غيره من الطروحات بأنه أوجد نظماً لإدارة عمل هذه السجية، ولم يتركها أسيرة للظروف ولتقديرات الإنسان لطبيعة الكمال الذي يريد، إذ أن هذه التقديرات ستختلف من إنسان إلى آخر، ومن وقت لآخر، فقد يرى الإنسان أن كماله في الحصول على المال، بينما يرى الآخر في أن له هذا الحق أيضاً، ومن دون نظام يتحكم في توزيع هذا الحق لوجدنا ان النزوع إلى الكمال هو بحد ذاته يمكن أن يكون نافياً له من خلال اصطدام هذين والذي يتجسّد على شاكلة صراع بين الحقين، مما يؤدي إلى الحروب والتجاوز على حقوق الآخرين، ومن هنا كان سر التشريعات التي أنزلت لكي تنظم العلاقة بين أصحاب الحقوق، وهذه التشريعات التي تعاقبت في نزولها على البشر، حوّلها الناس الذين خرجوا من ربقة الدين إلى نظم أصبحت تعرف بالقانون، ولكنها في الأصل تعود إلى تلكم التشريعات السماوية.
ولم يكتف الفكر الديني بمجرد طرح التشريعات لأن التشريع أو القانون يمكن أن يضعه الناس بمعزل عن صوابيته، ولهذا كان إرسال الأنبياء ملاصقاً لوجود هذه التشريعات، بعنوانهم المجسّدون الاجتماعيون لمهمة الرقي إلى الكمال الذاتي والاجتماعي، ولهذا لم تكتف الأديان بطرح أفكارها عن الكمال وإنما عضّدته بالوجود الاجتماعي للكاملين من نفس الناس، فلم تتحدث عن الكاملين من الملائكة، وإنما تحدثت عن الكاملين الفعليين من نفس البشر ومن نفس البيئة التي يحا عليها الإنسان، لتري المجتمع أن فكرة الكمال ليست فكرة مثالية أو طوباوية لا ترى إلّا في التصورات والأحلام، وإنما هي وجود اجتماعي يتجسد على شكل ظاهرة اجتماعية تسميها بظاهرة الأنبياء، وان الكمال له مشروعه التطبيقي على الأرض.
وبطبيعة الحال ما كان لهذه التشريعات الدينية أن تختلف في تعريف الكمال، فقد أكّدت على ما نسميه في أروقة الفلسفة الاجتماعية بثبات المعايير والقيم، فالحق والجمال والخير والعدل والظلم والصدق وما إلى ذلك يبقى تعريفه ثابت وإن اختلفت الظروف الاجتماعية التي تعترض حياة الإنسان، ولكن النظم البشرية التي فارقت الدين اختلفت بشكل موسع في هذا التعريف، فالحق يسمى عند طرف حقاً، ولكن طرف آخر لا يصفه بهذه الطريقة، بل قد يصفه بطريقة مناقضة تماماً لهذا الوصف، ومن هنا نشأ لدينا مصطلح القيم المتحوّلة، وبسبب عدم الثبات هذا دخلت الأمم في حروب، رغم أنها كلها تتحدث عن طلب الكمال، ولكنها حينما اختلفت في التعريف دخلت في سير معاكس للكمال وهو ما يطلق عليه الإسلام بالقيم الجاهلية، وما نراه اليوم من صراعات وحروب وأزمات يعبّر عن تلك المشكلة الفلسفية.
وقد تميّز فكر أهل البيت صلوات الله عليهم عن غيره، بأنه لم يكتف بطرح المعايير الخاصة بالكمال، لأن مجرد الطرح الفكري والدعوة إليه، لا يعني أن المطلوب سيتجسد في الواقع الاجتماعي، كما وأن عامة الناس قد لا ترقى إلى معرفة هذا الطرح، أو لا تعي مستلزماته، ولم يكتف بالمجسّد الاجتماعي للكمال الذي يمر مروراً طارئاً في التاريخ، كما اكتفت المدارس الإسلامية المناهضة لأهل البيت عليهم السلام بالنبي محمد صلوات الله عليه وآله، ووصف عصره بأنه العصر المثالي، بل إنها اعتبرته أفضل العصور على الإطلاق في عمر البشرية فتناقضت بهذا القول مع فكرة المنقذ، بل وأفشلت الفكرة، لأن المنقذ جاء على شكل الرسول صلوات الله عليه وآله، وطرح مشروعه للكمال (رحمة للعالمين)، ولكنه ما ان طرحه مشروعه حتى غادر الدنيا وسرعان ما عادت الدنيا لطبيعتها تبحث عن المنقذ من جديد، لكثرة الظلم الذي حاق بها، وإنما أصّرت هذه المدرسة المباركة على ديمومة وجود المجسّد الاجتماعي للكمال والذي أطلقت عليه دور الإمامة، وقالت بأنه لا يمكن أن تخلو الأرض من حجة، ومرادها ضمن نطاق بحثنا هنا هو هذا التجسّد التاريخي للكمال، بحيث يكون هذا التجسد هو الحجة على الناس في عملية تحقيق مشروع الكمال في الواقع الذاتي والاجتماعي، ومن هنا جاء طرح القرآن الكريم لمفهوم المطهّرين الذين أذهب الله عنهم الرجس، وهو المرادف الموضوعي والاجتماعي للكاملين من الناس، وقد عبّر القرآن الكريم والرسول الأعظم بأوصاف متعددة أنه لا خيار لطلب الكمال إلّا من خلال هؤلاء المطهّرين وهو ما يترآى لنا واضحا من حديثه صلوات الله عليه وآله عن الناظم التشريعي للكمال والوجود الاجتماعي له حينما تحدّث عن القرآن الكريم بعنوانه هذا الناظم، وعن عترته المطهّرين بعنوانهم المجسّد الاجتماعي لمشروع الكمال: (ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا) والحديث عن نفي الضلال الدائم هو نفس الحديث عن الكمال التام، فتنبّه! ولهذا جاء مفهوم الإمامة كتعبير واقعي عن هذا المشروع وهو المفهوم الذي طرحه القرآن باعتباره النافي للظلم والمضاد له بقوله: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فاتمّهنّ قال: إني جاعلك للناس إماماً قال: ومن ذريتي؟ قال: لا ينال عهدي الظالمين) البقرة: 124، فالكلمات التي اتمّها إبراهيم عليه السلام هي رحلته باتجاه الكمال الذاتي، وحينما أنهى هذه الرحلة وأتمّ مستلزماتها وممتطلباتها رقى إلى مقام الإمامة الذي صوّرته الآية بالمناقض للظلم، ولهذا قال بأن المقام لا يصلح له الظلمة، وأنه خاص بالكمّل من الناس.
وقد طرح القرآن بموازاة ذلك كله أن الأرض التي أودعها الله فيها كل شيء للحياة الكاملة، وسخّر فيها كل شيء لتحقيق ذلك، لا بد لها من إدارة لتحقيق الكمال المرجو من الذين يعيشون فيها بقوله تعالى: (إني جاعل في الأرض خليفة)، إذ لا يمكن للكامل الرباني إلّا أن يستخلف من يليق بكماله، وقد اعترضت الملائكة على هذه الإدارة لأنها تحتاج إلى كاملين ليحققوا هذا الكمال ويجسّدوه، فقالت وهي تصف الحال: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، فالذي يفعل ذلك لا يمكن أن يحقق عكسه، لأن كل إناء بالذي فيه ينضح، وعرضوا أنفسه كبديل لتحقيق هذا الكمال ووصفوا أنفسهم بصفات الكمال بقولهم: (ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك) سورة البقرة: 30، ولكنها صعقت حينما قيل لها إنها لا تعلم بمن أعدّ لهذه المهمة، والقرآن لم يكذّبها في حديثها عن سجية الناس المتصارعة والمفسدة لجمال ما في هذه الأرض، ولكنه نفى عنها العلم بطبيعة ما تم إدخاره لهذه المهمة، عبر هذا الجواب المسكت: إني أعلم ما لا تعلمون، وكانت الأنوار المطهّرة المسبّحة حول العرش هي التي لم تعلم بها، ولذلك حينما أعلمها آدم بطبيعة هذه الأنوار (وعلّم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم) أذعنت بشكل شديد مع الاعتذار (سبحانك لا علم لنا إلّا ما علمتنا)، وما كانت لتعتذر وتذعن لو لا أنها رأت صورة غير الصورة التي كانت قد رأتها من قبل ذلك والمتمثلة بصراعات ما قبل عصر النبوة، ولا يوجد أدنى شك بأن المشروع الرباني المتمثل بالخلافة الربانية على هذه الأرض لا يمكن أن ينقطع لحظة واحدة عنها، وإلا انتفى الجعل الرباني المشار إليه بقوله: (إني جاعل في الأرض خليفة).
وعليه كان مشروع المطهّرين الإثني عشر من الأئمة صورة كمال تام تواجد مع الناس وعرض كماله عليهم ليسيروا على خطى ذلك الكمال، وقد حبّب الله ذلك للمؤمنين فألزمهم بالاتباع لهؤلاء عبر قوله على لسان رسول الله صلوات الله عليه وآله: (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلّا المودة في القربى) والتي لا يمكن أن تصلح ضمن نطاق حديثنا هنا إلّا للكمّل من قرباه صلوات الله عليه وآله، ويظهر معها سخف التفسيرات التي ابتعدت عن هذا الفهم وحملت المودة المطلوبة على تعويم هذا المفهوم بدلاً من تخصيصه، فاخرجت الآية عن مجال التطبيق الاجتماعي، بل وأماتتها حينما حصرت المهمة بزمن تاريخي محدد هو زمن رسول الله صلوات الله عليه وآله، ولم ينهض الناس بمسؤولياتهم التي عاهدوا الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله على الإلتزام بها وبايعوه عليها، ولم يسمحوا لمشروع الكمال أن يتحقق، لهذا كانت النتيجة العملية أن نجد أن مشروع الإنقاذ المحمدي مرّ كالطيف، وجاءت السقيفة وإفرازاتها وجاء العهد الأموي ومن بعده العباسي وصولاً إلى يومنا هذا وهو يحكي مرارة التجربة الإنسانية، فمن ظلم لآخر ومن جور إلى آخر، ولا يوجد في الأفق البشري المتصوّر إلّا المزيد من هذا الظلم والجور.
ومن هنا كان مشروع الإمامة صالحاً في كل زمان في أن يحقق ما تمّ إيكاله بالنتيجة للإمام المنتظر صلوات الله عليه في أن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وهو المعبّر عن مشروع الكمال هذا، فالأئمة صلوات الله عليهم في كل واحد منهم يوجد مشروع القيام من أجل تطبيق الكمال، ومن هنا كان حديث الإمام الباقر عليه السلام الذي يرويه أبو حمزة الثمالي واسمه ثابت بن دينار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عليا عليه السلام كان يقول: " إلى السبعين بلاء" وكان يقول: "بعد البلاء رخاء" وقد مضت السبعون ولم نر رخاء! . فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقّت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض ، فأخّره إلى أربعين ومائة سنة، فحدّثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخّره الله، ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتاً، و(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) الرعد: 39 (غيبة الشيخ الطوسي: 428 ح417).
وكذا ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق قال: قلت له: ألهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي إليه؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه. (غيبة الشيخ النعماني: 299 ب16 ح1).
ففي الروايتين وعدد آخر من الروايات يؤكد الإمام صلوات الله عليه بأن مشروع النهوض من أجل دحر الظلم والجور قائم في كل عصر، ولكن حينما يتخلّف الناس عن النوء بمسؤولياتهم تحصّل عملية التأخير، وفي استشهاده بالآية الكريمة تنبيه مهم للغاية وهو أن هذا التأخير الذي حصل يمكن أن يطرأ عليه تغيير تقدّماً وتأخّراً، لأن الأمر مرتبط بوجود المناصر الواعي بمستلزمات مشروع العدل والقسط الذي طرح بعنوانه الشق الثاني من المشروع الإنقاذي للعالم والمتمثل بمشروع الإمام المهدي صلوات الله عليه.
وبسبب الانتظار لإدراك الناس لمسؤولياتهم ورقيّهم لتحمّل أعبائها كان عمر الإمام المنتظر صلوات الله عليه طويلاً، وسمّيت الفترة التي طال فيها عمره الشريف بفترة الإنتظار، إذ لا معنى لهذا الانتظار إلّا من خلال الرقي بوعي الناس إلى مستوى مسؤولية احتضان المشروع المنقذ لهم، مما جعل الإنتظار أفضل الأعمال، كما لا معنى لطول عمر الإمام صلوات الله عليه إلّا هذا المعنى، ومعهما لا معنى للغيبة إلّا هذا المعنى، فالمنقذ حاضرٌ بيننا، ومن لا يرقى لمستوى مهمة الإنقاذ لا يمكن له أن يوفق له.
وكل ذلك هو الذي يفسّر لنا لم لم يتماثل دور الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف مع دور الإمام الحسين صلوات الله عليه؟ فمن الواضح أن الإمام الحسين عليه السلام أقبل على المواجهة الحاسمة مع الظلم مع يقينه بأنه بأبي وأمي سيستشهد، بينما نرى الإمام المنتظر عجل الله فرجه قد آثر أن يبتعد عن الصدام مع نمط آخر من أنماط الظلم، وفي وقت كان جدّه بأبي وأمي قد أصرّ على الوجود المعلن المجاهر بالمشروع العادل، انتخب الإمام المنتظر روحي فداه الغياب عن العلن والنزول بالمشروع العادل إلى ساحة خفية، وما من شك أن الأئمة يختلفون في الدوار ولكن هدفهم واحد، وسبب الإختلاف هو مستوى قابلية الناس لحمل أعباء المشروع الإنقاذي الذي طرحه الإمام الحسين صلوات الله عليه بقوله: إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد، وطرح في مشروع الإمام المنتظر عجل الله فرجه لتحقيق القسط والعدل.
وعليه فإن المُنقذ سواء كان نتيجة لطلب الكمال، أو الرغبة في تخلّص الضعفاء من ظلم الأقوياء يمثّل في المحصّلة نفس الواجهة، ولكن أحدهما طلبه لأنه يمثل سجية في داخل الذات، والآخر طلبه لأن الواقع الإجتماعي يدعو إليه، وما بين هذا وذاك ظلت عقيدة المُنقذ هي الأكثر حضوراً في التاريخ البشري.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:39 AM
15 - منتظر القريشي (مجموعة حكيميون) سماحة الشيخ الجليل أرى ان الفترة التي نعيشها اليوم في انتظار ظهور الامام المهدي عج ونبحث في الروايات وننقسم بين مترقب ومنتظر ومكذب وغير مبالٍ , اشبه ما تكون بالفترة التي عاشها اليهود والنصارى قُبيل بعثة النبي (ص) وبين ايديهم عشرات الروايات التي تبشر بظهور نبي آخر زمان وكان الناس بين مكذب ومصدق؟.
الجواب: مع أنني اتفق معك في هذه الملاحظة ولكنها في تصوري ظاهرة صحية وطبيعية في نفس الوقت، فالموضوع الذي نتحدث فيه ـ وأعني به الغيبة وبهذه المدة الزمانية الطويلة ـ ليس من النمط الطبيعي المعتاد في الحياة العامة للناس، ولئن كان طبيعياً لدينا فلا يعني أنه طبيعياً لدى الكثير من الناس، ومما لا شك فيه أن ذلك يوتّر النفوس حينما يسمع الموجات المضادة من حمقى الوهابية ونظرائهم، فينعكس على طبيعة الموقف من التفاصيل المتعلقة بالموضوع، ومن جملتها موضوع العلامات وتفسيرها والموقف منها، وقد زاد في الطين بِلّة أن العلامات الواردة في الروايات استخدمت فيها اللغة الرمزية والكنائية مما جعلها تبدو وكأنها أبسط من الموضوع الذي نتحدث عن تعقيدات هائلة فيه ويرتبط بمشروع إلهي مصيري، وقد أضاف مفسّروا هذه العلامات لشعر هذا التعقيد بيتاً، فاختلط الأمر على الكثيرين، إذ من الواضح أن عدداً من المفسّرين لدى هذه العلامات نسوا مهمتهم في واجب الدقة والتمحيص حين التعامل مع حديث أهل البيت عليهم السلام، أو تسامحوا فيه، مما أعطنا حصيلة متناقضة في بعض الأحيان، وزاد بعضهم تعقيداً حينما راح يطلق توقيتات وآمال بلا دليل، وانتهت الناس إلى هذه التوقيتات ولم يجدوا شيئاً، فانقلب الأمل إلى ألم أو إلى يأس أو إحباط، وقد أكمل أدعياء السوء ممن وضعوا أنفسهم في موضع الشخصيات الواردة في الروايات أو انهم ادعوا المهدوية مباشرة، او ادعوا الصلة، وحين يدّعي إنساناً أمراً بطريقة مخادعة، فلا شك أن سلوكياته الاجتماعية الأخرى ستكون مخادعة لا سيما في الموضوع الذي كذب فيه، ولك أن تتصور ان كذّابين يدّعون مقاماً ورد ذكره في الروايات والناس ترى سلوكياتهم الاجتماعية وتقارن فيصيبها المزيد من التعقيدات للموضوع برمّته، ولذلك أقول أن هذه ظاهرة صحية لأن الذي يمرّ بكل هذه التعقيدات، ويسلم من شظاياها هو أقل القلة من الناس ممن رزقه الله البصيرة التي مكّنته في أن لا يتأثر بذلك، أما بقية الناس فلا نتوقع منهم غير ذلك.
وفي تصوّري أن مهمتنا المعاصرة هي أخطر المهام وأكثرها حساسية فنحن مدعوون إلى أن نقتحم هذه التعقيدات، وندخل في أتونها، لا لكي نخوض مع الخائضين، ولكن لنلقي كلمتنا الهادية والتي قد لا تلقى اليوم أذناً صاغية، ولكن لا شك أنها ستأخذ حيّزاً من ذاكرة الناس، وسنجد الآثار العظيمة لذلك لاحقاً، يوم أن تتحرك العلامات ويكون لها ضغطها على الواقع الاجتماعي، عندئذ سيعود الناس إلى ذاكرتهم، ويصدّقوا من كذّبوه بالأمس، وهذا الدور هو الذي قام به الرساليون على مر الأزمان، فكذّبوا ولكن تم تصديقهم من بعد حين.
ولو قدر لنا أن نفترض أن زماننا هذا سيشهد حراك هذه العلامات، ولم يتحرك المؤمنون قبلها، فإن عامة الناس سيتحركون مع أدعياء السوء، والخشية تتجلى هنا، إذ أن الإنحراف اليوم يمكن تلافيه وتحجيمه ولو من بعد حين، ولكن إنحراف يوم غد سيكون خطره على الإمام صلوات الله عليه ورايته مباشرة وسيكون انحرافاً بلا رجعة، وقد حدّثتنا الروايات أن عدداً كبيراً من الناس هم منبيئتنا ومحافظاتنا وبيوتنا وأزقتنا سيخرجون يوم غد يتظاهرون ضد الإمام روحي فداه ويقولون له: ارجع يا بن فاطمة لا حاجة لنا بك، ثم يقاتلون الإمام صلوات الله عليه في الكوفة، وهذا العدد حينما يكون كبيراً يومذاك، وهو يوم تكون الفرحة قد عمّت على المؤمنين، نعلم أن الإنحراف ستكون له لسعته المؤلمة، وسبب الألم ليس في استعدائنا، ولكن لأنه استعداء لأعظم المقدسات، وهو من داخلنا.
وقد جرى التنبيه إلى ذلك في روايات أئمتنا صلوات الله عليهم، وقد وضعوا العلامات لكي تكون هي الدليل لنا في تلك الليالي المظلمة، فمن عرف بالعلامات لن يضيره تأخرها، ولن تشتبه عليه الأمور، بعكس من تخبط فيها خبط عشواء لا يري أصاب هدى او تقحّم في ضلال.
حسين كاظم 0
02-04-2013, 08:41 AM
16 - منتظر القريشي (مجموعة حكيميون): هل الامام المهدي (ع) يعيش بيننا على الارض؟ وهل له زوجة وابناء واحفاد ؟
الجواب: لا شك أن الإمام صلوات الله عليه يعيش بيننا، وهو يشارك وجودنا الاجتماعي غاية ما هنالك أنه غير معروف لدى الناس بهويته الأصلية، وما يوجد لدينا في بعض الروايات من أنه يعيش في الصحراء، وما جرى الحديث عنه في دعاء الندبة من طرح طوى أو رضوى كمكان محتمل لتواجده، يراد به المكان المجهول والبعيد عن الناس، لا أنه حصرياً في ذلك المكان، والبعد هنا بعد المعرفة، وليس بعداً في المكان، ولذلك ورد في الروايات ان الإمام روحي فداه حال ظهوره سيقول الناس بأنهم رأوه من قبل، وكذلك ما جاء في الروايات بأنه يشهد الموسم والمراد به موسم الحج، وأمثاله من المواسم التي تشهد حراكاً جماعياً من قبل الناس بحيث لا يكتشف فيه شخصه، وما يحكى عن رؤيته بأبي وأمي مشاركاً في عزاء طويريج على سبيل المثال والتي تحدّث بها المقدّس السيد مهدي بحر العلوم الكبير رضوان الله عليه يعرب عن ما أشرنا إليه.
أما موضوع زواج الإمام صلوات الله عليه، وهل ان له أولاداً وحفدة وما إلى ذلك، فلا دليل عليه في رواياتنا، ولكن كون الزواج مستحباً، والإمام المعصوم لا يتخلّف عن فعل المستحب يمكن ان يعطينا صورة عن إمكانية الزواج، ولكن هذه الامكانية احتمالية، وليست قطعية، إذ ان المستحب قد تعترضه واجبات أهم منه فيغدو غير مستحباً بل قد يتحول إلى حرمة في بعض الأحيان.
والقدر المتيقن أن مثل هذه الأمور ليست مورد ابتلاء لنا، ولذلك لم يجر الحديث عنها في الروايات، مع العلم أن ما يجري الحديث عنه بأن له أولاداً وحفدة ماخوذ من قصة الجزيرة الخضراء، وهي قصة لا علاقة لها بروايات أهل البيت عليهم السلام، ولا مستند علمي لها، ولذلك فإن المدققين لا ياخذون بها.
الباحث الاكاديمي
02-04-2013, 08:27 PM
احسنتم بارك الله بكم ووفقكم لكل خير ..
وحفظ الله تعالى سماحة الشيخ المبجل جلال الدين الصغير وجميع علمائنا سيما سماحة آية الله العظمى الامام المفدى السيد علي السيستاني وكافة مراجع النجف الاجلاء وحفظ الله سماحة الولي السيد علي الخامنئي.
اللهم احفظ قائم آل محمد من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله وانصره نصرا عزيزا وافتح له فتحا يسيرا واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا.
اللهم اجعلنا وسائر المؤمنين بالاخص ادارة المنتدى المبارك والاخ حسين كاظم صاحب الموضوع من اعوان صاحب العصر والزمان وانصاره والذابين عنه بقدرتك يا مقتدر يا الله.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:07 AM
اشكر الاخ .. الباحث الاكاديمي ..
على كلامه الجميل ... وان شاء الله نكون ممن ينصر امام زمانه اللهم امين ...
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:12 AM
17 - حميد الوائلي (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ هل نحن الان في عصر الظهور المبارك؟ واذا كنا كذلك ماذا يترتب علينا من واجب؟.
الجواب: ما نأمله أن نكون كذلك، وتقوّي آمالنا أحداث كثيرة تكاد تقترب من النقاط الفاصلة في الخريطة الزمانية والمكانية التي وضعها أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم لتعيين زمن الظهور الشريف، ولنا في أحداث سوريا دالّة مهمة جداً، وإن كانت لحد الآن غير حاسمة بشكل قطعي، وهي ستصل إلى درجة الحسم لو أننا سمعنا بتفجير نووي في داخل الشام وهو المُشار إليه بكثرة في رواياتنا ورايات العامة، ويعزّز هذه الآمال الواقع الشيعي الذي أفرزته زيارة الأربعين والتي أظهرت جاهزية كبيرة في هذا المجتمع لتحمّل أعباء هذه المرحلة، وبيّنت أن تغييراً اجتماعياً كبيراً يجري بعيداً عن الصخب والصراع السياسي المحتدم، والذي يحكي بُعد السياسيين عن الواقع الاجتماعي في العراق.
أما الواجب الذي يترتب علينا في زمن كذاك، أي زمن عصر عشية الظهور فعلاوة على العمل بالتكاليف العامة، فمما لا شك فيه أنها لا تسقط باختلاف العصور وتباين المهام، ولكن أعتقد أن الإنسان في تلك الفترة يحتاج أولاً إلى مراقبة شديدة لواقعه الديني وسلامته العقائدية، لأنها هي المحور الذي سيدخل به إلى مداخل حسن أو سوء العاقبة، وما أتحدّث عنه هنا من مراقبة لا أقصد التفحص العابر، فهذا قد يغش الإنسان ويخدعه، بل لا بد من تصفية القلب مما علق به من كل وشائج وصلات وارتباطات يمكن ان تعيق الولاء لأئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولا ينظر الإنسان لحاله في الأوقات الطبيعية لبقية الناس، لأنها ليست مقياساً صالحاً لزمن البلاء الشديد، بل يجب أن يطمئن من أن الفتن الشديدة لو أقبلت لما عمل ما في قلبه من وشائج وعلاقات ومصالح بغير ما يرضاه الإمام روحي فداه، فتعبير الأئمة صلوات الله عليهم عن زمن الظهور بانه صلوات الله عليه لن يظهر حتى تسقط كل بطانة ووليجة، والبطانة وإن كانت تعني لغوياً الجماعة الخاصة، ولكنها في مفهومها العام توحي لنا أن المؤمن يجب أن يسقط كل الولاءات بكافة أصنافها أمام الولاء للإمام صلوات الله عليه، وهذا هو المعنى المطلوب لكلمة الاستعداد للظهور، لأن القلوب هي التي تخضع أو تثبت، وهي التي تجاهد أو تتخاذل، وهي التي تمانع أو تطيع، كما أنها هي التي تلهب الإنسان شجاعة أو تملؤه جبناً، وهكذا
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:19 AM
18 -
Salam Ali: (مجموعة حكيميون) بودي لو يتم قراءة الاحاديث بشان الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف قراءه معاصره وإزالة بعض اللبس والغموض الواضح في بعض منها، أو لنقول عرض الفكره المهدوية بطريقة معاصرة، فلو تناولنا موضوع الخوف والدعاء له بالأمن ـ وأنا أجد نفسي غير مستوعبة هذا الموضوع ـ فهل يعقل أن الإمام الذي أمدّه الله بكل أسباب البقاء لأكثر من ألف عام وجعله شاهداً على أفعال العباد وتعرض عليه الاعمال، وكثيراً ما يكون منقذاً ومخلّصاً لقوم ندبوه، أو طالب حاجة يريد قضاؤها، ولا يخلو منه مكان بإرادة الله وتوفيقه، ليكون قريباً من المؤمنين، وهكذا تكثر الصور والعبارات التي تظهره حزيناً خائفاً يتخفّى أو يضع رأسه بين ركبتيه، متكىء على سيفه إن هذا لايتناسب ومقام الحجه أرواحنا له الفداء، فهو ربما خائفاً على دين جدّه المصطفى محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم، نطلب المزيد من الإيضاح ولكم جزيل الشكروالتقدير
الجواب: مع تقديري لدقة ملاحظتكم، إلّا أن الخوف المطروح في هذه الروايات ليس الخوف الذي تذهبون إليه، فالإنسان حينما يخاف تارة يكون خوفه على ذاته، وأخرى خوفه على غيره سواء كانت عائلته أو عشيرته أو طائفته أو أمته أو ما إلى ذلك، والخوف على الذات إما أن يخاف أمراً خشية أن يؤدّي الأمر المخوف به إلى الموت أو الهلاك والضياع أو ما شاكل، وإما أن يلحق بمصالحه الخاصة ضرراً فيخاف لذلك، ومع ملاحظة أن الخوف هو أمر نسبي يختلف من شخص لآخر، فقد تجد إنساناً يخاف من صرصار صغير ويهلع بسببه، وقد تجد آخراً لا يخاف من الأهوال العظيمة، ويبقى رابط الجأش أمامه.
وفي التقييم المعياري، فإن الخوف يعدّ أولاً نزعة ذاتية أصيلة في الإنسان، وبسببها تمكن الإنسان من تحقيق مصالح كبرى كما في حال تحصينه لقومه لأنه يخاف العدوان عليهم، وتحصينه لبيته لأنه يخاف غيلة عدو أو ما إلى ذلك، وهذا النمط من الخوف يؤدي إلى الحذر والتأهب، ولهذا ليس العيب أن يخاف الإنسان، ولكن المعيب يبقى مرتبطاً بطبيعة الأسباب والدوافع التي تؤدي به إلى الخوف، وكلما ابتعدت هذه الأسباب عن ذاته كلما ابتعد المحذور الأخلاقي من الخوف، وكلما اقتربت من الذات كلما كان الوقوع في المحذور الأخلاقي أكبر.
وبناء عليه حينما نريد أن نحلل ما تحدثت عنه الروايات في شأن الخوف، وفق المواصفات الموضوعية للخوف تارة، ووفق المواصفات الذاتية للخائف أخرى، حتى نستطيع أن نحلل طبيعة الخوف ونحكم عليها، وإذا كان مورد الخوف هو المعصوم صلوات الله عليه، فيجب علينا سلفاً أن نستحضر كل المواصفات الذاتية للمعصوم حتى نستطيع أن نفهم المقصود بخوفه.
ودعني أضرب لك مثلاً من القرآن الكريم، فلقد تحدّث فيما تحدّث عن نموذجين من الخوف في حادثتين منفصلتين، إذ تحدّث مرة عن خوف موسى عليه السلام فقال على لسانه في قصة إرساله إلى فرعون: ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﭼسورة القصص: 33ـ٣٤ومن الواضح أن موسى عليه السلام هنا وإن تحدث عن الخوف من القتل، ولكن خوفه ليس لأنه سيقتل، بل لأنه لن يستطيع أن يبلّغ الرسالة التي أمره الله أن يبلّغها لفرعون كما في قوله تعالى: ﭽﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼسورة طه: ٢٤ولذلك قدّم التهمة التي اتهمه بها قوم فرعون بقتله للقبطي، مما يعني أن ذهابه لن يؤدي إلى نتيجة لأنه سيقتل قبل الوصول إلى فرعون، مما جعله يطلب أن يقدّم أخيه هارون لأنه هو الذي سيفتح الطريق له لإبلاغ الرسالة، ومن الواضح هنا أن الحديث وإن كان عن الذات فهو يخاف على نفسه من القتل، ولكن الهدف هو الرسالة.
أما النموذج الثاني من الخوف فهو ما يتمثل بوصف القرآن الحالة مجتمع الصحابة في معركة الأحزاب، فمع أن الرسول صلوات الله عليه وآله معهم ويمكن أن تكون حياته في خطر شديد، الفتية في خطر أكيد، ومع أن العدو يهاجمهم في عقر دارهم مما يجعل أعراضهم على المحك، إلّا إن بيعة التوصيف لحالة الذعر وهو الحالة المترتبة على الخوف الشديد إذ عبّر عن أن العيون قد زاغت، والقلوب قد بلغت الحناجر وبلغ الأمر أن بدأوا يسيؤون الظن بنفس الله تعالى فقال ﭽ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼسورة الأحزاب: ١٠ـ11وهنا نجد أن الخوف هو خوف الذات وإيثارها على الأمة والرسالة والرسول، مما يجعلنا نحكم على مثل خوف موسى عليه السلام بأنه يعبّر عن حكمة، فهو خوف من أجل الرسالة، وبالنتيجة هو خوف مطلوب، بينما النموذج الثاني من الخوف فهو خوف على الأنانية الذاتية والتنصل من الخوف على الرسالة، ولذا فهو مذموم.
ولا نحتاج إلى عسير جهد لكي نعرف بأن الخوف الذي تتحدث عنه هذه الروايات إنما هو من الصنف الملازم للحكمة، وليس من الصنف الذي يعرب عن ضعف في الشخصية فالإمام روحي فداه لا يمكن أن يتسرب إليه مثل هذا النمط من الخوف، فهذا يمكن أن يصح مع صغار النفوس، ولكن لا يمكن له أن يصح مع كبارها فما بالك بالنفوس التي طهرت من كل دنس ورجس؟ ومن الواضح أن حالة الذعر المعبّر عنها في سورة الأحزاب التي وسمت مجتمع الصحابة هو من النمط الذي يتدخّل الشيطان لإيجاده، ولكن هذا الوضوح يقابله وضوح آخر وهو أن سلطة التأثير لدى الشيطان منعدمة حينما يتعلق الأمر بعباد الله الصالحين كما هو نص الله تعالى ونص نفس الشيطان عليه لعائن الله، وهؤلاء العباد قد تكون مرتبتهم دون مرتبة المعصوم بكثير، إذن ما بالك بالمعصوم؟
ولو راقبنا الأمر من نتائج الخوف لوجدنا أن الأمر لا ينطبق على الإمام صلوات الله عليه بأي شكل من الأشكال، لأنه إن قلنا بأنه كان يخاف القتل تأسّفاً على الدنيا وفرقاً من الآخرة، وجدنا المعصوم صلوات الله عليه على العكس من ذلك لأن اشتياقه إلى الآخرة أعظمن من حرصه على الوجود في الدنيا، فالآخرة هو قسيم جنتها ونارها، وهو المؤذن والشاهد والحاكم فيها، إذن من أين يخاف؟ وعلى ماذا يخاف؟ أيخاف من عذاب الله في الآخرة وهو معيار العذاب والثواب وميزانه؟ أم يخاف على دنيا تنكّرت لهم وتزيّنت فلم يخدعوا بزينتها ولا تأسفوا على تنكّرها، والشواهد التاريخية بين يديك.
أما الصورة التي أشرت إليها فهي من صنع بعض الفنانين ولا علاقة لها بالإمام صلوات الله عليه، وإن كنت اعتقد أن الصورة التي تصف ربما تقصد ما رسمه بعض الفنانين لحال المنتظرين للإمام وشدة حزنهم عليه
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:22 AM
19 -
عفاف التميمي (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ حفظكم الله سؤالي هو: ما هو تكليف النساء في عصر الظهور المبارك؟
الجواب: لا شك أن التكليف العام سيبقى كما هو، ولكن التكليف الخاص لن يخلو من مهمات خاصة، فحينما أشارت الروايات إلى مجيء خمسين امرأة مع أصحاب الإمام صلوات الله عليه الثلاثمائة والثلاثة عشر، (تفسير العياشي 1: 84 ح117) إنما أكّدت على أن الكوادر النسائية سيحظين بمهمات قيادية خاصة، وبتكليف مباشر من الإمام روحي فداه، وقد أشارت روايات أخرى إلى أن مهام النساء ستكون مهمات في الشؤون الخلفية لجبهات القتال، وهي مهمات لا يمكن لجبهات القتال أن تستغني عنها، وقد ذكرت احدى الروايات تخصيصاً لهذه الأعمال فذكرت تمريض الجرحى وما أشبه، ولا شك أن ما ذكرته الرواية غير حصري بهذا الدور، وفي تصوري أن دور المرأة في التعبئة قبل الظهور وما بعده عظيم جداً، ولن تستغني عنه عملية التغيير المهدوية.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:25 AM
20 -
Jawadahmed Albiaty (مجموعة حكيميون) سماحة الشيخ ...فيما يتعلق بدعاء العهد والزيارة الجامعة وزيارة عاشوراء هل لها أثر في أن يكون المؤمن مورد التأييدات الربانية ليكون من أنصار الظهور المظفر...كما يروى في حال المواظبة؟؟
الجواب: لا شك أن هذه النصوص الشريفة لها أعمق الأثر في تعميق الولاء لأهل البيت عليهم السلام وتجذير البراءة من أعدائهم، وما من شك في أن تؤسس لعلقة خاصة بين الدؤوب عليها وبين الإمام صلوات الله عليه، كما أنه ما من ريب في أن هذه النصوص حينما تم التأكيد عليها من قبلهم صلوات الله عليهم، فلسبب هدف خاص يرتبط بتعميق هذه العلاقة وإدامتها، صحيح أن عملية التأكيد وردت فيها ذكر الحسنات وما يحصل عليه الإنسان حينما يقرأها في الآخرة، ولكن الصحيح الآخر أن هذه الحسنات إنما هي جزاء عمل يتم على الأرض، وفي نطاق واقع اجتماعي اعتنى الأئمة صلوات الله عليهم به أشد العناية من أجل إبقاء المؤمن في دائرة الثبات على خط الولاية وإدامة ارتباطه بإمام العصر صلوات الله عليه، لا سيما في وقت الفتن والبلاء الشديد.
ولو تأملت في النصوص الشريفة الثلاثة لوجدتها تنطوي على منظومة محكمة التماسك للمحاور الأساسية التي يحتاجها الإنسان المؤمن لتأمين حالة حسن العاقبة، ففي الزيارة الجامعة الكبرى نجد التعريف المفصّل للبنية العقائدية التي يجب على الإنسان المؤمن التمسك بها، وهذا التعريف الذي تم تنظيمه بلغة مفهومة لكل من يقرأها، فيأخذ منها ما تتيح له قابلياته الفكرية، وهنا تلحظ أن العالم العظيم يقرأها فيحار في عمق معانيها وعظمة دلائلها، والإنسان البسيط يقرأها أيضاً وهو يجد فيها جمالاً للموصوفين فيها، فلا العالم يملّ منها، ولا البسيط ينقطع عنها بل كليهما يزدادون في كل مرة، وهذه واحدة من المزايا المهمة للمنهج التربوي لأهل البيت عليهم السلام، فمع إدراكهم لطبيعة الأزمات الخانقة التي سيمر بها شيعتهم عبر العصور لذا وضعوا هذه النصوص لكي تكون منار هدى يشدّهم إليه ويبقهيم على خط الثبات، مع الحرص على إبقائها بعيداً عن أنظار الطغاة، ولذلك أحيطت بما تحاط به الأدعية من أجواء الثواب والفضائل، من دون الإشارة إلى ما يترتب عليها من آثار في الواقع الاجتماعي لمجتمع الموالين لأهل البيت عليهم السلام، ولهذا فهي تمثّل الجانب الخاص من بنيتنا العقائدية، وأعني بالخاص أن شيعة أهل البيت عليهم السلام يمكنهم أن يبرهنوا على إمامة أهل البيت عليهم السلام، ولذلك لم يتشتتوا عن أمر الإمامة رغم كل القمع الفكري والسياسي والاجتماعي الذي مورس ضدهم عبر التاريخ، ولكن أن يثبتوا الإمامة شيء، وأن يتعرّفوا على الإمامة شيء آخر، فإثبات الإمامة هو إذن الدخول إلى المعتقد الشريف، ولكن التعرف على تفاصيل الأئمة صلوات الله عليهم هي المسألة التي يجب أن يهتموا بها من بعد عملية الإثبات التي ترتبط بأصول الدين، وبمقدار قطع المؤمن شوطه في عملية التعرف هذه، بمقدار ما يكون قريباً منهم، ولذا خصّت هذه لزيارة بما لم تخص بها أي زيارة أخرى في حشد المعاني والمفاهيم التفصيلية، مع التنبيه إلى خطأ في فهم البعض الذين يتصورون أن كلماتها مكررة، وقد صيغت بلغة مسجوعة، بل أؤكد أن كل كلمة منها تنطوي على بعد عقائدي عظيم، ولأن هذه المعاني كثيرة جداً طلب من المؤمن أن يديم قراءتها ليتاح له أن يأخذ في كل مرة ما يتمكن منها، من دون أن نغفل طبيعة المشاعر التي تتأجج في قلب الإنسان حال قرائتها.
أما في زيارة عاشوراء فتجد إن المشاعر العظيمة المفعمة بها والمهيمنة عليها إنسابت معها منظومة وجدانية ركّزت على البعدين الأساسيين في المنظومة الوجدانية للحركة الإيمانية، وأعني بذلك بعدي الولاء والبراءة، وكليهما حشّدا بشكل مكثّف فيها، بصورة قد لا نجد لها مثيلاً في بقية الزيارات، وكلا البعدين ركّزا على أحقية أهل البيت عليهم السلام ومظلوميتهم في آن واحد، بالشكل الذي يمتلئ فيه قارئها بالكثير من الغضب الممنهج من الأسباب التي أدّت إلى تضييع حقّهم بأبي وأمي وتقتيلهم بالطريقة التي عرضتها عرصات كربلاء، وتجعل المرء حاضر التفكير في كيفية النصرة لهم والثأر مما جرى عليهم، ولهذا السبب نجد أنها عرّضت بالأسباب التي سبقت فاجعة كربلاء (اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد)، ولم تكتف بالتوقف عند ما جرى في كربلاء وإنما طرحت سبيل الانتقام والتنفيس لمشاعر الغضب، فطرحت فكرة المنصور من آل محمد صلوات الله عليهم المنتقم لما جرى (أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من اهل بيت محمد صلى الله عليه وآله)، وأطّرت هذا الطرح بجعله أمنية يطلبها المؤمن وهدف يعمل من أجله (وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام هدى ظاهر ناطق بالحق منكم)، ولك أن تعرف الدور العظيم الذي يمكن لهذه المعاني أن تؤديه في مجال التعبئة للقضية المهدوية، مما جعلها دون بقية زيارات الإمام الحسين عليه السلام مستحبة في ان تقرأ كل يوم.
وحينما تتكون لدينا البنية العقائدية والمنظومة الوجدانية لا نمتلك إلّا من تاكيد الإلتزام العملي بهما، فكان دعاء العهد الذي يستحب قراءته يومياً لتأدية هذا الغرض، فهو يوثّق الالتزام يومياً، ولا يكتفي بذلك بل يديم التذكير به، ومثل هذا الأثر نتلمسه أيضاً في المناجاة الوجدانية المطلوبة في كل يوم جمعة والمتمثلة في دعاء الندبة.
وبناء على كل ذلك نلاحظ إن الاستعداد للإمام روحي فداه تارة ينظر إليه من جهة الاستعداد الموضوعي وتهيئة مستلزمات نصرته في وقت ظهوره، وهذه الاستعدادات وإن أخذت صورة مادية في التهيئة، ولكن مخطئ تماماً من يتصور أن الاستعداد المادي يمكن أن يؤدي مهمة النصرة، من دون الاستعداد المعنوي الذي يوجّه ذلك الاستعداد، فأي قيمة لسلاح لا يمتلك صاحبه الشجاعة؟، وفي هذا الحال نجد مثل هذه الزيارات أو الادعية راسخة التأثير في إيجاد هذا النمط المطلوب من الاستعداد، أو أن الاستعداد يكون ما قبل الظهور عندئذ نجد أن هذه النصوص تؤدي نفس الغاية وتوصلنا إلى نفس البغية وي مرضاة الإمام صلوات الله عليه عنا، وهذا هو المطلوب سواء ظهر الإمام روحي فداه أو لم يظهر..
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:29 AM
21 - مشرق الشبلي: سماحة الشيخ يتناقل الكثير أن في زمن ظهور الإمام صاحب العصر والزمان أنه سوف يقتل كذا شخص معمم، وأن أول من يُقتل هم من المعممين ؟ فهل هناك رواية تتحدث عن قتل كذا معمم صحيحة؟
الجواب: العمامة هي قطعة من القماش يرتديها الرجل ليميّز نفسه عن غيره من الناس بأنه يطلب العلم، ولقد احتفظت العمّة بسمعة طيبة تتسم بالهيبة في مجتمعاتنا بسبب أن من يحملها يؤدي حقّها ولذلك يحترمه الناس، وكانت في السابق ثمة ضوابط غير معلنة لارتداء العمّة في إطار المراكز التي يدرس فيها طلبة العلوم الدينية كالحلة والنجف وكربلاء وقم وغيرها من الحواضر العلمية، عادة ما يراعى فيها مسألة الحفاظ على ما للعمّة من رمزية في الواقع الاجتماعي، ولكن في عهد النظام الصدامي المجرم في العراق وبمقدار أقل في أيام نظام الشاه المقبور في إيران تم إستباحة الحوزات العلمية برجال الأجهزة الأمنية وكانت أشد الفترات قسوة هي فترة ما بعد رحيل الإمام الخوئي قدس سرّه الشريف، ولهذا أصبح إرتداء العمّة بمقدور كل أحد، ولا يجرؤ أي أحد للتصدي إلى هؤلاء، وقد تكرّست هذه الحالة من بعد سقوط النظام خاصة وأن الكثير من حالات الإنحراف العقائدي وجدت لها متنفّساً لكي تستغل الناس من خلال هذه العمّة، وأضافت حالة الإسترزاق السياسي لدى بعض الجهات على طين هذا الأمر بلّة، كما واستطاعت الأجندات الغربية التي عملت من بعد السقوط أن تشتري ذمماً متعددة عادة ما كانت هي من مخلفات ما بقي من جهاز المخابرات والأمن في داخل هذه المحافل، مما جعلنا نرى سلوكيات شاذة كثيرة وجرأة كبيرة على القيم التي كانت العمّة تمثلها.
إن هذه الخلاصة عن الواقع الاجتماعي للعمّة هي التي ستجعل الخطوط الإنحرافية تقدّم في طلائعها نماذج من هؤلاء في مجابهة كل راية حق وهدى، وكما رأينا في أوضاعنا المعاصرة، فإن ما لا شك فيه أنه ستبقى نماذج من هؤلاء إلى الفترة التي سيبزغ فيها الفجر المهدوي على منوّره آلاف التحايا والسلام.
ولا نملك في الروايات ما يُشار به إلى خصوص ما تشيرون إليه، وإنما يُشار إلى البترية وهم الذين يبترون حقّ آل محمد صلوات الله عليهم أو يجلسون في المواضع التي لا يرتضيها الله لهم، وسيقفون في وجه الإمام بأبي وأمي حتى يقولون له: ارجع لا حاجة لنا بك، ولكن هذا ليس حكراً على شريحة من الناس، وإنما يقود مجاميع المنحرفين أمثال هؤلاء كما ورد في الرواية الشريفة عن الإمام الباقر عليه السلام قال وهو يتحدث عن إقبال الإمام روحي فداه باتجاه الكوفة: يسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكّين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرّحوا جباههم، وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد. (دلائل الإمامة: 239)
وكما في رواية أخرى عن الإمام الباقر صلوات الله عليه أيضاً، قال: إذا ظهر القائم على نجف الكوفة، خرج إليه قرّاء أهل الكوفة، وقد علّقوا المصاحف على أعناقهم، وفي أطراف رماحهم، إلى أن يقول: ويقولون: لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة، قد جرّبناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم، فيقتلهم حتى لا يبقي منهم مخبر. (سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان: 67ـ68)
وترينا رواية أخرى أن المقصود بهؤلاء هم جماعة الشيصباني الذي يظهر في الكوفة قبل ظهور السفياني ويتعاون مع السفياني من بعد ذلك، ولذلك يطلق عليهم في الرواية جماعة من جيش السفياني، مع أن السفياني ينتهي وجوده في الكوفة قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه على يد اليماني والسيد الخراساني، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "يقدم القائم حتى يأتي النجف، فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه، والنّاس معه، وذلك يوم الأربعاء، فيدعوهم ويناشدهم حقّهم ويخبرهم أنه مظلوم مقهور.." إلى أن يقول له عليه السلام: "فيقولون: إرجع من حيث جئت لا حاجة لنا فيك، قد خبرناكم واختبرناكم، فيفترقون على غير قتال، فإذا كان يوم الجمعة عادوا فيجئ سهم فيصيب رجلاً من المسلمين فيقتله، فيقال: إن فلاناً قد قتل، فعند ذلك ينشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر، فإذا زالت الشمس هبّت الريح له فيحمل عليهم هو وأصحابه فيمنحهم الله أكتافهم ويولّون، فيقتلهم حتى يدخلهم أبيات الكوفة، وينادي مناديه: ألا لا تتبعوا مولّياً، ولا تجهزوا على جريح، ويسير بهم كما سار عليّ عليه السلام يوم البصرة.
وكيفما يكن فإن من المتيقن أن المقصود بهؤلاء ليسوا علماء الدين الصالحين وإنما هم المنحرفين الذين عشعشوا في هذه الأماكن وما أكثرهم.
أما من يقف وراء ذلك فأسبابه عديدة، ولكن ما من ريب أن أصحاب المصالح في تشويه صورة علماء الدين كثيرون ودوافعهم متعددة، ولذلك ما من شك انهم يستخدمون مثل هذه الروايات لكي يمرروا أجنداتهم (سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان: 101ـ102).
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:31 AM
22 - مشرق الشبلي (حكيميون): هل عند ظهور الامام (عج) سوف تكون هناك حرب مع الغرب.
الجواب: الغرب سيبتلى قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه وقبل ظهور السفياني بحرب عالمية كبرى، وتحديداً بعد استهداف الشام بضربة نووية، وستكون هذه لحرب خاطفة وطاحنة ومريعة جداً بحيث أن الروايات تشير إلى ذهاب ثلثي الناس أو من كل سبعة خمسة، ومن الواضح أن الغرب لن يكون هو الوحيد في هذه الحرب، وإنما ستنجر إليه بقية المناطق، والقدر المتيقن أن منطقة الشرق الأوسط ستكون في منأى منها، وفي تصوير الروايات فإن أسلحة الدمار الشامل هي التي ستشكّل المشهد، وهذه الأسلحة ستكون بكل انواعها وأصنافها سواء اكانت أسلحة تقليدية تم الرمز إليها في الروايات بالموت الأحمر، او بالأسلحة النووية والكيمياوية والجرثومية والتي رمز إليها في هذه الروايات أيضاً بالموت الأبيض، ومن الواضح أن الموت الأحمر هو الذي يتأتى من إخراج دم الإنسان، بينما الموت الأبيض والذي تصفه هذه الروايات بالطاعون، أي يكون أثره كالوباء فالمراد به الأسلحة التي لا تستهدف إخراج دم الإنسان ولا تستهدف دورته الدموية، وإنما تلك التي تستهدف غير الدورة الدموية بحيث لا تؤدي إلى جرح الجسم، وهي كلها لا يتم رؤية جوهرها بالعين المجردة، وإنما تتم رؤية آثارها كالوباء الذي يجعل الناس يتساقطون بالجملة.
ولكن يبقى للإمام صلوات الله عليه معركة كبرى مع متبقيات هؤلاء تبتدأ من معاركه لتحرير القدس، وتنتهي في ما بقي من مدنهم.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:34 AM
23 - رعد الحيدري (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ الجليل .. ارجو ان يسع صدركم كثرة أسئلتي فكلي شوق لمثل هذه الفرصة وهذا الموضوع .. هناك الكثير من الروايات حول علامات الظهور نجدها قد تكررت في التأريخ عدة مرات وهناك علامات لم تحصل بعد، وهناك علامات قد تفسّر وتأوّل بأمور مشابهة لها في زماننا فما هو تعليلكم لمثل هذه الروايات.
الجواب: من الجهة التي طرقتموها فإن هناك صنفان من العلامات قد تحدّث عنها المعصوم صلوات الله عليه، أحدهما يتعلق بالعلامات التي لا علاقة لها بالظهور المباشر ولكنها دالّة على ان زمن الظهور آت، بالضبط كما تفعل علامات المسافات المرورية بالنسبة للمدينة بعيدة، فهي لا تقول لك أنك قد وصلت ولكنها تؤكد أنك على الطريق الصحيح، ومن عادة هذه العلامات أنها ذكرت ولم يذكر ترابطها مع قرائن مكانية أو زمانية تكون قبلها وبعدها، والغالب أن لا تكون معها قرينة الزمان، بحيث أن الكلام يطلق بالقول بأن الأمر الفلاني سيحصل ولكن لا يكون فيه أي مجس للدلالة على وقت الظهور، مع أن الأئمة صلوات الله عليهم قد تحدّثوا عن أمور ستحصل في المستقبل ولم يشخّصوا انها ذات علاقة بعلامات الظهور، ولكن جرى حملها من قبل الناس على هذه العلامات، كحديث الإمام الصادق عليه السلام عن هدم جامع براثا وقطع الحاج وهتك أستار الكعبة ونهب الحجر الأسود وما إلى ذلك، واعتبرها البعض مما له علاقة بالظهور الشريف بينما هي حصلت في زمن العباسيين، وقد أوجد ذلك إرباك بيّن لدى المتابعين لحركة العلامات، أما الصنف الثاني من العلامات فهو الذي يحمل قرائنه الزمانية والمكانية العديدة معه، وقد حرص الأئمة عليهم السلام على أن يحيطوا هذه العلامات بتفاصيل عديدة على عكس ذلك الصنف منها، كما وأطّروها بما قبلها وبما بعدها من أحداث، ووسموا الجميع بتتابع بين الأحداث وتسلسل فيما بينها، وعادة ما أشفعوا هذه العلامات بمنهاج للتحرك، ويتميّز هذا الصنف بأنه قريب جداً من الظهور الشريف، بحيث أن المدة الزمانية من بدء هذه العلامات إلى الظهور المبارك لا تتجاوز 3 سنوات، ويمكن لنا أن نتعرف على هذا الصنف وهو الأهم، من خلال الرواية الشريفة التي يخاطب بها الإمام الباقر عليه السلام جابر بن يزيد الجعفي رضوان الله عليه، وهي أحد أهم الروايات في مجال العلامات إن لم تكن أهمها إذ يقول له في مطلعها: يا جابر لا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها، ففي هذه الرواية استخدمت فيها أداة الانتقال "حتى" مما يعطينا دلالة أنها تختلف عما سبقها، وقد عدّد الإمام صلوات الله عليه سلسلة متتالية من الأحداث وصفها بأنها نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، وقد حددت الخريطة الجغرافية لهذه العلامات بشكل دقيق بحيث أنها لا تتجاوز 3 دول هي سوريا أولا ثم العراق ثانيا ثم شبه الجزيرة العربية ثالثاً، ويُضمّ لها تركيا التي تدخل مشهد العلامات باحتلالها لأراض سورية، ثم إيران التي ستدخل راياتها السود إلى العراق لإنقاذ العراق من شر السفياني.
ولذلك فإن من لا يتبع هذه الخريطة سيضيع بين حشد كبير من العلامات اختلط فيها الصحيح مع ما هو ليس بصحيح من الروايات، وكذا اختلطت فيها روايات العامة مع روايات الخاصة، ويتداخل فيها الصنفان من العلامات، بالشكل الذي سيضطر إلى الإرتباك في التفسير، ولكن بإمكان من يتابع هذه الخريطة يمكنه من تركيب صورها من خلالها دمج ما في الروايات مع دلالاتها الإلتزامية، شريطة أن يضع في حسبانه أن غالبية الروايات تم استخدام اللغة الرمزية فيها، عندئذ ستتجلى له صورة جلية لطبيعة ما تحدّث عنه الأئمة صلوات الله عليهم، وقد تحدّثنا بتفصيل كبير عن طرق فهم هذه الروايات في الفصل الرابع من الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك، وأجرينا تطبيقاً على ذلك في الفصل السابع من الجزء الثاني من الكتاب نفسه يمكن للمستزيد أن يطلبها في محله.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:37 AM
24 - منتظر القريشي (مجموعة حكيميون):
وخطر ببالي سؤال آخر سماحتكم لعله عقائدي أو أخلاقي وليس روائي .. هل للذنوب أثر في تأخير الظهور؟ أو بعبارة أخرى هل يمكن أن تحول الذنوب دون نصرة الامام فيما لو دعينا لنصرته يوما ما؟
الجواب:
لا شك أن للذنوب أثر كبير في إعاقة العملية التغييرية المهدوية، فالإمام صلوات الله عليه حينما غاب، فليس هرباً من المواجهة، إذ ان أهل البيت عليهم السلام كلهم لديهم شجاعة علي عليه السلام وفدائية الحسين عليه السلام وصرامة الإمام الكاظم وثباته، ومن كانت لديه هذه المواصفات لا يمكن لابتعاده عن ساحة المواجهة المباشرة مع الظلمة أن يفسّر بالهرب من المواجهة أو النكوص عنها أو التخلف عن استحقاقاتها، فهذا الأمر مستحيل أن يسري عليهم، ولكن غيبته حينما اقترنت بطلب الانتظار، إنما تعني أنها تتحيّن الفرصة المناسبة لتحقيق أهدافها، إذ إن أي تحرك سابق لأوانه لا يمكن أن يوصف بالشجاعة بقدر ما يوصف بالتهوّر المخالف للحكمة، ولو قدّر لنا أن نلحظ أن القائد موجود في معسكره، والظالم موجود في معسكره، إذن من الذي يتبقّى غائباً عن المعسكر هو الذي يكون عاملاً أساسياً في طول فترة الغيبة، وهنا لن يكون غائباً إلّا الناصر الذي تخلّف في دخول المعسكر لسبب أو لآخر.
وما من شك أن الذنوب بطبيعة ما يترتب عليها من آثار هي التي توفّر قسطاً كبيراً من العوامل التي تجعل الناصر يتهاون أو يتواكل أو يهمل أو لا يتصف بالمسؤولية مما يجعله بعيداً عن أرض الصراع بين الحق والباطل، فلو اعتبرنا أن الإنسان كلما قويت بصيرته كلما استطاع أن يرى صورة الحق بجلاء في وسط تشابك صور الباطل وتلبيسها أيام الفتن ومضائق الأزمات، وكلما فقد هذه البصيرة كلما أصبحت الصورة خافية عليه، مما يجعله أقرب إلى الضلال منه إلى الهدى، ومما لا شك فيه أن الذنوب لها دورها الأكبر في فقدان الإنسان لبصيرته، إذ يروي زرارة، عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قوله: ما من عبد إلّا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد، حتى يغطّي البياض فإذا [تـ]ـغطى البياض، لم يرجع صاحبه إلى خير أبداً، وهو قول الله عز وجل: "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون".(الكافي 2: 273 ب111 ح20).
وكذا ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت، حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبداً". (الكافي 2: 271 ب111ح13).
فالإمامين صلوات الله عليهما يشيران إلى أن القلب كالمرآة، كلما كانت نظيفة كلما كانت الرؤية فيها أيسر، وكلما اتسخت كلما تدانت قدرة الرؤية، ويجعلان الذنوب هي مصدر هذا الاتساخ، في مقابل التوبة وممنها إلى الطاعة التي تعتبر هي مصدر الصفاء فيه، وهذا الاتساخ له مراتب كما أن ذلك الصفاء له مراحل فالقرآن يشير إلى رين القلوب وإلى زيغ القلوب وإلى الطبع على القلوب وإلى الختم على القلوب وإلى القلوب المقفلة وما إلى ذلك، وهي ليست متساوية في المرتبة، وإنما هي مراتب تتعاظم كلما انغمس الإنسان في عالم الذنوب، وتتضاءل كلما ابتعد عنها، وهذا البعد هو الذي ينتج البصيرة التي تجعل الإنسان يرى ما لا يراه الناس ويشخّص الحكمة في أعقد الظروف وأحلكها بصورة يعبّر عنها الأمير صلوات الله عليه في وصفه لأحد أصحابه وهما يمران على قمامة، فقال له: إن أرى الذنوب كما ترى أنت هذه القمامة، ومن هنا قال الإمام زين العابدين عليه السلام لعمته الصديقة الحوراء صلوات الله عليها: عمة أنت عالمة غير معلمة.
وعليه فإن كانت نصرة الإمام صلوات الله عليه تحتاج من المرء إلى بصيرة لكي يدرك الحق من الباطل ويشخّص الهدى من الضلال في زمن ستشتد فيه الفتن، وستختلط على المؤمنين المواقف والمصالح، حتى يكون القابض على دينه كالقابض على جمر الغضى، علمنا أن الذنب وعدمه له تأثير جاد على مواقف النصرة من عدمها
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:41 AM
25 - حر الوجود (مجموعة حكيميون): هل يمكننا التعامل أو المزج بين أرائنا السياسية والوضع المتعارف عليه من حقيقة علامات الظهور الإمام عليه السلام، وخصوصا بقضية سوريا كما نعلم أن الرئيس بشار الأسد يسقط لا محالة، فهل يمكن أن يخضع الأمر أو النظرة السياسية لحقيقة العلامات التي ممكن حصولها ونحن لنا يقين بذلك.
الجواب:
ما يجب أن نتأكد منه هو أن لا ندخل آرائنا وأمزجتنا في تفسير روايات أهل البيت عليهم السلام، اللهم إلّا أن تكون هذه الآراء مدعومة بالأدلة المتعارف عليها بين أصحاب الاختصاص، فهذه الروايات إنما أطلقت فلأهداف متعلقة بهم صلوات الله عليهم وطبيعتها تمسّنا، نعم يمكن لنا أن نقارن بين الأحداث وبين طبيعة ما روي عن أهل البيت عليهم السلام، ولكن هذه المقارنة تحتاج إلى معرفة بالروايات، فالروايات الشريفة كتبت بلغة خاصة، وأطلقت في فضاءات خاصة ومتناثرة، فقد تجمل بعض الروايات لتفصّل روايات أخرى، وقد يتحدث الإمام الباقر عليه السلام مثلاً بجملة من خبر العلامة ويتمّه الإمام الرضا صلوات الله عليه، وقد نجدهم يصرّحون في حين ويكنّون في حين آخر، وهم في العموم تكلّموا بمنطق تلك الأيام ولكن حديثهم موجّه لعصورنا هذه، ولهذا يحتاج المفسّر إلى جملة من العلوم لكي يستطيع أن يكون دقيقاً في التفسير، وما زاد الأمر سوءاً أن هناك الكثير من الأخبار العامية دخلت في ثقافتنا العامة عن العلامات، فضلاً عما يوجد في كتبنا من حديث صحيح موثوق وآخر ضعيف متروك، مما يجعل مهمة المفسّر ثقيلة، وفوق كل ذلك فهناك علامات محتومة لا بد أن تحصل، ولكن هناك علامات ليست محتومة تدخل في إطار قوله تعالى: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، أي أنها يمكن أن تحصل ويمكن أن لا تحصل، ويمكن أن تتضخم الأرقام إن ذكرت فيها ويمكن أن تقل، كل ذلك تبعاً لطبيعة عوامل عديدة منها طبيعة وعي الناس تقدما وتأخراً، ومنها عوامل الصدقة والدعاء والمصالح الإلهية المتحركة بحركة العباد، وقد فصّلنا عنها الحديث في كتابنا علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك فراجع.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:43 AM
26 - باقر المنصوري (مجموعة حكيميون): 1- ما هي علاقة ما يحدث في سوريا بحركة السفياني ؟؟
الجواب:
السفياني رجل سوري من بني كلب ولهذا لقب بالسفياني، وبعض الروايات تتحدث عن انه هو السفياني الثالث، أي أنه من أسرة حاكمة هو ثالثها، ولعله لهذا السبب سمي كنائياً بعثمان كما في بعض الروايات، ويبدو أنه قبل أن يتولى الحكم يكون مسؤولاً كبيراً فيها، إلّا أنه يبتلى بأن يأخذ ما لديه، ولذلك شعاره في أول قدومه: يا رب الثار ثم النار، ولا يطلب المرء ثاراً إلّا بناءً على واقعة معينة، ويتم استقباله من قبل قادة عسكريين كبار ويدخل إلى سوريا من جهة الحدود الأردنية السورية (درعا) ومنطقتها يطلق عليها بالوادي اليابس، وذلك بعد أن يأتيها من الغرب متحالفاً معهم كما ورد في الرواية : يأتي وفي عنقه صليب، وقد حددت الروايات جملة من الأحداث التي تحدث قبل مجيئه، وأولاها بدء خراب الشام والفتنة التي تقع فيها، ثم يحصل تفجير نووي في دمشق من جهة غربية، ثم ينفصل الأكراد السوريين عنها ولربما يلحق بهم العراقيون أيضاً، ثم يكون زلزال مدمر في دمشق، ثم تكون حرب عالمية كبرى، ثم تقتحم تركيا الحدود السورية وتحتل كل المنطقة المحاذية للعراق شرق نهر الخابور وصولاً إلى مدينة دير الزور في الجنوب الشرقي السوري، وسيشتد الصراع في داخل الشام بين رايتين هي راية الأصهب وهو الوحش من الظباء طويل العنق وهو الحاكم، وبين الأبقع وهو قائد المعارضة لهذا الحاكم ويتميز بكونه ينفّذ أجندة ناصبية، والأبقع وسمي بالأبقع إما لأن لونه أبقعا قياساً إلى غيره، بمعنى أن يكون ذا لون متميز لا يوجد مثيله بصورة كبيرة بين مجالسيه وأنصاره، في التاريخ كانت قصور الشام تسمي عبيدهم الروم بالأبقع لأنهم حمر البشر بين أصحاب اللون الأسمر، أو أن لون بشرته في الأصل يتواجد فيها أكثر من لون، عندها يظهر السفياني.
ولذلك فإن الأحداث الحالية إن استمرت وأدت في تسلسل الأحداث إلى الصورة التي أشرت إليها كما ورد في الروايات الشريفة، علمنا أن هذه الأحداث توصل إلى ابن آكلة الأكباد هذا، وإلّا فلا.
ومفتاح المعرفة واليقين في ذلك هو حادث التفجير النووي، فمتى ما حصل فإن خروج السفياني سيحصل في رجب الذي يلي التفجير.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:51 AM
27 - باقر المنصوري (مجموعة حكيميون):
ما هي معلوماتكم عن شخصية من يدعي أنه ابن الامام وأنه وصيّه (أحمد بن الحسن) والذي بدأت حركته بالتوسع منذ سنتين في العراق خصوصا وفي بقية الدول عموماً.
الجواب:
هذا الرجل دجال مدّع، وكذّاب مفتر، وبصورة رخيصة جداً.
فهو من جهة يدّعي أنه من بني هاشم أولاً، والحال خلاف ذلك فهو من السلميين أحد أفخاذ عشيرة الصيامرة في البصرة واسمه أحمد كاطع اسماعيل السلمي الصيمري، وعائلته موجودة ومعروفة في البصرة، وهؤلاء ليسوا من بني هاشم بالتأكيد وإنما من عوّام الناس.
ويدّعي ثانية أنه ابن الإمام صلوات الله عليه، وهي دعوى مضحكة لعدم ثبوت أن الإمام له أولاد وحفدة من جهة، فهذا ما لا يوجد أي دليل عليها من أي رواية من رواياتهم، ولكونه مدّع لهذا الأمر ومن يدّعي عليه أن يقدّم الدليل على صحة دعواه، فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر كما هو المتسالم عند جميع المسلمين.
وهو يدّعي ثالثة أن لديه وصية من الإمام الحجّة صلوات الله عليه، وقد وضع نفسه موقع الوصي منه، ويلقّب نفسه بأنه هو الوصي للإمام صلوات الله عليه، ورسوله إلى العالم أجمع، وهذه ما لا يمتلك عليها أي دليل، خاصة وأن الإمام كذّب كل من يدّعي المشاهدة قبل السفياني والصيحة كما هو صريح الرواية الشريفة في التوقيع الصادر لنائبه الأخير علي بن محمّد السمري رضوان الله عليه قال الإمام روحي فداه: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، [ألا فمن ادعى المشاهدة]، قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر،[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) والسفياني لما يظهر بعد، والصيحة لما تقع بعد، فمن أين تأتّى له أن يدّعي هذا المقام؟ وأي حجّة لديه في هذا المجال، خاصة وأنه لا توجد أية إشارة في أية رواية تشير إلى أن الإمام صلوات الله عليه يرسل له أوصياء قبل ظهوره الشريف؟
وهو يدّعي رابعة أنه هو اليماني الموعود، ولا يوجد أيّة إشارة إلى أن اليماني هو وصي الإمام المنتظر صلوات الله عليه، كما أن دعواه تفتقر لأدنى دليل، فمن الذي يقول أنه هو اليماني؟ ومن الذي يثبت أنه هو المقصود بالروايات الخاصة بهذا العبد الصالح؟
ولقد أشرنا في كتابنا علامات الظهور وكذا في كتابنا راية اليماني الموعود أن اليماني الموعود لن يعرف إلّا من خلال عمله، لأنه لا يوجد من يشهد شهادة علم ويقين بأنه هو اليماني، لأن جهات المعرفة التشخيصية في هذا المجال هم ثلاثة لا يمكن تجاوزهم، وهم إما أن يصرّح نفس اليماني الموعود بأنه هو المقصود في الروايات، عندئذ لن يمتلك أي دليل يستدلّ به على ذلك، حتى لو أنه التقى بالإمام صلوات الله عليه وصرّح له بذلك، فلو قال أن الإمام روحي فداه هو الذي أخبره بذلك، فإن تكذيبه سيكون من أسهل الأمور، لأن دعوى المشاهدة التي تنطوي على أحكام تشريعية أو عقائدية ممنوعة قبل خروج السفياني والصيحة.
وإما أن تكون المرجعية الدينية الرشيدة، عندئذ من أين ستأتي بالدليل على ذلك؟ فحتى لو كانت متيقنة بأن فلاناً هو اليماني الموعود بفرض أن المرجع سيلتقي بالإمام بأبي وأمي، ولكن كيف سيتمكن من إقامة الدليل على ذلك وهو الممنوع من دعوى المشاهدة سلفاً، وقد يحتمل البعض أن يكون الأمر عبر رؤيا صادقة، والكلام يبقى نفسه في كيفية إقامة الدليل، فهل نأخذ ديننا وأمورنا من الأحلام؟ وما يدرينا أن هذه الرؤيا صادقة أو لا؟، والتجربة الموضوعية للمرجعية أنها كانت ولا زالت وستبقى أبعد ما تكون من مثل هذه الأمور .
وإما أن يكون الإمام صلوات الله عليه هو الذي سيتصدى للإبلاغ عن ذلك وهو ممكن بالرغم من تعارضه مع توقيع تكذيب دعوى المشاهدة، ولكن من الناحية الجدلية يحق لنا أن نتساءل عن من سيبلغه الإمام صلوات الله عليه بذلك؟ وعلى فرضه فمن الذي سيتجرأ لمثل هذا الإدعاء وهو المكذّب سلفاً لمجرد هذا الإدعاء!
وهكذا نجد أن أي مجال للتعرف على اليماني الموعود لا وجود له إلّا من خلال عمله، وهذا العمل لا يظهر بشكل يقيني وقاطع إلّا بعد إقبال السفياني إلى العراق، ومن المستحيل تصوّر ذلك قبل دخول السفياني.
نعم يمكن لبعض المؤمنين أن يرى الإمام صلوات الله عليه بنمط من أنماط الرؤية حضوراً أو مناماً، وهو ممكن بحد ذاته ويبلغه الإمام روحي فداه بأن فلاناً هو اليماني، ولكن من الواضح أن هذا الإبلاغ سيبقى خاص بذلك الشخص ليس إلّا.
وهكذا نجد إنعدام الدليل ولو صغر على دعوى هذا الدجال، فتأمّل!.
وكل المواصفات التي طرحت لليماني في الروايات الشريفة لا تنطبق عليه بأي شكل من الأشكال، فاليماني أهدى الرايات من بين راية الخراساني وراية السفياني، بدليل حديث الإمامين الصادقين عليهما السلام، وعليه فإننا يجب أن نتلمس الهدى في أية شخصية تدعي مقامه، وكما هو معلوم فإن الهدى ليست كلمة خالية من المصاديق، كما وأن الهدى لا يمكننا إدراكه لمجرد إدعاء الإنسان، فهو ممارسة سلوكية وعقائدية يمكن الإستدلال عليها، فما بالك بأن يكون هذا العبد الصالح هو الأهدى من بين الرايتين؟
وقد شرحنا في محل آخر موارد تمييز الهدى من الضلال بشيء من التفصيل ولكن هنا سأكتفي بالإشارة السريعة لذلك، ففي البداية علينا أن نشخّص معالم الهدى قبل أن نتحدث عن الأهدى، فمما لا ريب فيه أن الهدى في زمن الغيبة بصورته العامة يستدعي أربعة عناصر أساسية هي:
أولاً: إن أي شخص يدّعي الهدى عليه أن يبرز إنتماءاً لمنظومة عقائدية هادية، فالأصل هو المعتقد، وبغيره فإن الأعمال بلغت ما بلغت من ظاهر الصلاح لا يمكن أن تبلغ بالإنسان أي محل من الهدى، لقول الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله: لو أن عبداً عبد الله ألف عام ما بين الركن والمقام، ثم ذبح كما يذبح الكبش مظلوماً، لبعثه الله مع النفر الذين يقتدى بهم وبهداهم ويسير بسيرتهم ، إن جنّة فجنّة، وإن ناراً فنار. (المحاسن: 61 ب79 ح102).
وكذا قول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: لا خير في العيش إلّا لرجلين؛ رجل يزداد كل يوم خيراً، ورجل يتدارك منيّته بالتوبة، وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك وتعالى منه إلّا بولايتنا أهل البيت. (الكافي 2: 457 ب203 ح15).
ومثلهما قول الإمام الصادق للمعلى بن خُنيس: يا معلى لو أن عبداً عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرماً جاهلا لحقّنا، لم يكن له ثواب. (المحاسن: 90 ب16 ح40).
ولعل إطلالة صغيرة على الوضع العقائدي لهذا الرجل يكشف طبيعة الزيف الذي يكتنفه، ويكفينا أن نشير إلى كثرة حديثه عن عصمة اليماني أي عصمته هو، وأن هناك اثني عشر مهدياً بعد الإمام المنتظر صلوات الله عليه، وأنه هو أوّل المهديين المشار إليه في رواية قدّمها للناس بعنوانها رواية الوصية وأنها تحمل اسمه، واتخاذه لنجمة داود (النجمة الإسرائيلية) رمزاً، بحجّة أن الإمام سيحكم بحكم داود، فالعصمة المدعاة عن اليماني ودعواه أنها منصوصة، بدليل قول الإمام الباقر عليه السلام بأن اليماني يدعو إلى صراط مستقيم، مما يدل على عصمته، وهذا باطل في الفكرة والتطبيق، فمن الواضح أن الدعوة إلى الشيء وهي التزام عقائدي لا علاقة لها بالسلوك فقد يدعو الإنسان إلى شيء محق، ولكن قد يمارس ذنباً في قضية أخرى من غير قضايا هذه الدعوة، بل قد يمارس في الخفاء ما يناقض ما يدعو إليه من حق في العلن، وحتى لو كان هذا العبد الصالح بعيد عن الذنب، فما من دليل على العصمة المنصوصة إلّا للمعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، ولو قدّر جدلاً أن اليماني الموعود معصوم، فمن أين تأتّى لأحمد اسماعيل كاطع أن يكون هو المعصوم؟.
أما الحديث عن المهديين الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وزعم انه هو المعني به، فهو يكشف ضحالة ما لديه من علم، وسوء ما عنده من طوية، فالحديث ونصه مورد الجدل كالتالي: أخبرنا جماعة، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن علي بن سنان الموصلي العدل، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن الخليل، عن جعفر بن أحمد المصري، عن عمّه الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه ذي الثفنات سيد العابدين، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد، عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه السلام: يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة. فأملا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماماً، ومن بعدهم إثنا عشر مهدياً ومضى يعدّ أسماء الأئمة صلوات الله عليهم واحداً من بعد الآخر حتى بلغ الإمام الحسن العسكري عليه السلام فقال: فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد عليهم السلام، فذلك اثنا عشر إماماً، ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً، فإذا حضرته الوفاة، فليسلمها إلى ابنه أوّل المقرّبين له ثلاثة أسامي: اسم كإسمي واسم أبي وهو عبد الله، وأحمد، والاسم الثالث: المهدي، هو أول المؤمنين. (غيبة الشيخ الطوسي: 150ـ151 ح111).
وهذا الخبر تارة يناقش في سنده، عندئذ يعلم أهل الاختصاص في علم الرجال أن الخبر مُساق برجال أسانيد العامة، فرجاله كلهم مجاهيل، ما عدا الحسين بن علي البزوفري فهو ثقة جليل، وبالتالي فإن الخبر ضعيف جداً في علم الرجال لا سبيل لتوثيقه، خاصة وأن بعضاً من لفظه خاص بالعامة، ومناقض لروايات أهل البيت عليهم السلام كما هو الحال في قوله: اسم كاسمي واسم أبي، وهذا اللفظ هو مورد رواية موضوعة من أجل أن لا يقال أن المهدي من ولد الإمام العسكري عليه السلام، ولذلك نجد أن اسم الإمام المهدي عند بعض السنة كالوهابيين هو: محمد بن عبد الله الحسني وليس الحسيني. (انظر كتاب محمد العريفي: نهاية العالم أشراط الساعة الصغرى والكبرى: 182)، وعلى العموم فإن الخبر يعتبر من الناحية السندية ضعيف لا يمكن الأخذ به، وسيأتي مزيد حديث عن ذلك لاحقاً.
أما من ناحية متنه، فالخبر من أخبار الرجعة وهو من مسلّمات القرآن الكريم الذي عرض للرجعة بصيغتها المفهومية حينما قال: "ويوم نحشر من كل أمة فوجاً"[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2) ومن الواضح أن الحشر في يوم القيامة لجميع الخلائق، ولا معنى للحشر عندئذ إلا أن يكون في الحياة الدنيا، وان يكون هذا الحشر غير حشر يوم القيامة، وكذلك عرض لها بصيغتها التاريخية المنجّزة كما في قوله تعالى: أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال: أنى يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مئة عام ثم بعثه، قال: كم لبثت؟ قال: لبثت يوماً، أو بعض يوم قال: بل لبثت مئة عام، فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه، وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس، وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً، فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء.[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3) ومن الواضح أن الإمامية (أعلى الله شأنهم) يتميّزون بالقول بها، والمتفق عليه لديهم هو أن الأئمة صلوات الله عليهم يرجعون جميعاً من بعد الإمام المهدي صلوات الله عليه، وفي بعض الروايات أن أول القائمين بالأمر من بعد الإمام المنتظر روحي فداه هو الإمام الحسين عليه السلام، ولأنهم أئمة، وإمامتهم لا تنسخ، ولا تستبدل، لذا فإن رجعتهم ستكون للقيام بمهمة هي من مهمات الإمامة، ولكن الأوضاع الإجتماعية التي كانوا يحيونها من قبل، حرمتهم وحرمت نفسها من هذه المهمة، ألا وهي مهمة المهدي القائم بالأمر والمقيم للعدل، أي أن الحديث عن المهديين من بعد الأئمة الإثني عشر صلوات الله عليهم، إنما يأتي بمهمة تكميلية لأدوار نفس الأئمة صلوات الله عليهم لاحقاق الحق وإتمام الحجة الربانية على الخلق.
وقد حاول هذا المدّعي تحريف مسار الخبر، مستغلاً وقوع تصحيف كثير في النسخة المتداولة من كتاب غيبة الشيخ الطوسي كما يعرفها أهل الاختصاص، فمثلاً نلاحظ أن عبارة: "فإذا حضرته الوفاة" الثانية زيدت في هذه النسخة، بينما خلت نسخة العلامة المجلسي في البحار من هذه العبارة،[4] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn4) فجعل الضمير في قوله: فإذا حضرته الوفاة ـ ويقصد الإمام العسكري عليه السلام ـ فليسلّمها إلى ابنه، منسوباً إلى الإمام المهدي عليه السلام لا إلى الإمام العسكري.
ولكن على أي حال لو أخذنا الخبر على علّاته، فإننا نجد أن الخبر هو عن ما يتحدث عنه حديث أهل السنة، لأن الأسماء المطروحة لابنه هي الأسماء التي يتحدّث بها بعض أهل السنة الخاصة بالإمام المهدي صلوات الله عليه، وقد ارتكب هذا المدّعي تزويراً في ترتيب المعنى، فجعل الأسماء الثلاثة تبدو هكذا: عبد الله وأحمد والمهدي، بينما الخبر الذي لدى العامة يتحدث عن أن : "اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أبيه اسْمُ أبي" كما هو الحال في لفظ الخبر في سنن أبي داود[5] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn5) 4: 106 ح4282. فيكون لدينا في الخبر أن الأسماء الثلاثة هي محمد بن عبد الله، وأحمد، والمهدي، وإلّا ما قدّم اسم أبيه على اسمه أحمد، ومن الواضح أن واو العطف الموجودة قبل كلمة اسم أبي إنما تتبع كلمة كاسمي، وليست لأن واو العطف تتبع أقرب المعطوف عليهم، وإلّا لغدت لدينا أربعة أسماء وليس ثلاثة، لأن أداة الإشارة المذكّرة "هو" منوّهة بأسم الأب، ولا يمكن أن تشير إلى إلأسماء، لأن كلمة الأسماء مؤنّثة وتحتاج إلى أداة "هي" المؤنثة، إن أراد أن يتحدث عن الأسماء كما لا يخفى، فلو قبلنا بأقوالهم سيكون لدينا أربعة أسماء هي: محمد وعبد الله وأحمد والمهدي، وهذا خلاف العدد المحدد في الرواية، أو أن يكون الأمر كما قلنا وهو 3 أسماء فيكون محمد بن عبد الله وأحمد والمهدي.
وعلى أي حال فإن الخبر ضعيف جداً في سنده، ومتنه يحاكي عقيدة بعض أهل السنة، ولا علاقة له بعقيدة أهل البيت عليهم السلام في تشخيص هوية الإمام روحي فداه، فلو أخذنا بالخبر على صورته التي ينادي بها هؤلاء، فإن الإمامة ستنتهي بوفاة الإمام صلوات الله عليه، وهذا ما لا يقول به أحد من شذّاذ الشيعة فضلاً عن علمائها، والروايات متظافرة جداً في استمرار الإمامة إلى آخر لحظة من الدنيا، وذلك لأن الدور المهدوي هو أحد أجزاء أدوار الإمامة وفي طولها، وليس هو مناظر للإمامة نفسها أو في عرضها، مما يجعل عقيدة هذا المدّعي مخالفة صريحة لما عليه المذهب الشريف.
ولو تنزّلنا عن كل ما في الخبر، وقلنا بصحة ما فهمه هؤلاء من الخبر على أساس أن فرض المحال ليس من المحال، فمن أين أتى بالقول بأنه هو أحمد الذي تتحدث عنه الرواية، ولا يكون أي أحمد آخر، خاصة وأن الإمام صلوات الله عليه، لما يظهر بعد، ولا يعلم متى سيظهر، ومن أين أتته البنوّة المدّعاة للإمام صلوات الله عليه، ولعلي لو شبّهت هذا الرجل في إدعائه بانه يفكّر على طريقة "فاعل منصوب بالكسرة الظاهرة على أوّله" ما كنت مخطئاً هدفي، ولربك في خلقه شؤون.
هذا وقد استغلّوا رواية أخرى موجودة في كتاب الغيبة أيضاً لتدعيم أقوالهم، والرواية هي ما رواه الأصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته ينكت في الأرض، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكّرا تنكت في الأرض؟ أرغبة منك فيها؟. قال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا قط، ولكني تفكّرت في مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي الذي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.[6] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn6)
فقد أخذوا عبارة: "من ظهر الحادي عشر من ولدي" فجعلوها حجّة بين أيديهم لتمرير زعمهم السابق، مع أن العبارة فيها تصحيف محتمل كما يتبين لنا من العبارة الموجودة في كتاب الشيخ الكليني وهو أستاذ لأساتذة الشيخ الطوسي، وقد انتهت الأصول التي كانت لدى الشيخ الكليني إليه، إذ العبارة في الكافي هي هكذا: فكّرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي.. الخبر.[7] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn7) وفارق العبارة بين النسختين أن كلمة الظهر في رواية الكافي والنعماني وكليهما سابقين للشيخ الطوسي تكون تابعة لأمير المؤمنين عليه السلام، وبها يستقيم الخبر وينسجم مع عشرات الروايات الأخرى، وما في نسخة الغيبة كانت تبعية الظهر للحادي عشر من ولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه، لأنه سيكون عندئذ ابن الإمام المهدي عليه السلام، وبذا يتناقض مع عشرات الروايات إن تم حمل كلمة "من" الواردة فيه على كونها بيانية، ولكن واقع الحال أن كلمة "من" هنا تبعيضية، أي أنه فكّر في ابن الحادي عشر من الأئمة وهو من ولده، ولا بد من الجزم بذلك لأن الموصوف لملأ الأرض قسطاً وعدلاً، إنما هو الإمام المهدي عليه السلام لا غيره كما لا يخفى، وإلّا لكان عهد الإمام المنتظر صلوات الله عليه هو أيضاً يدخل فيما يدخل فيه وصف امتلاء الأرض بالظلم والجور، وهو محال ويتناقض مع كل الروايات الواردة لدى أهل الخاصة والعامة من أن الإمام روحي فداه هو المعني بذلك دون غيره.
أما قصّة نجمة داود التي استعان بها كرمز يرمز بها لنفسه ومجموعته، بدعوى أن الإمام روحي فداه سيحكم بحكم داود، مما يجعل حكم داود هو الأصل في حكمه، فلعمري إن هذا مما يضحك الثكلى، وذلك من جهتين الأولى من الذي قال أن النبي داود عليه السلام كان يملك نجمة سداسية وكانت النجمة شعاره؟ وعبر أي مستند تاريخي استند إليه؟ مع العلم أن الحضارة الإسلامية عرفت النجمة السداسية قبل غيرها وأدخلوها في أعمال العمران بعنوانها الإسلامي من دون أي ربط باليهود، وهاهي الفنون الإسماعيلية في العمارة والبناء تشهد إنتشاراً كبيراً في هذه النجمة على أعمالهم، وما يحمله هذا المدّعي إنما هو النجمة الصهيونية التي اتخذت شعاراً أشبه في عام 1879 من قبل ثيودور هرتزل كما يقول المجلس اليهودي الأمريكي (AJC) الذي يؤكد أن القرون الوسطى لا دلالة فيها على ربط هذه النجمة باليهود! (أنظر الرابط التالي: http://www.aslalyahud.org/subpage.php?id=12 (http://www.aslalyahud.org/subpage.php?id=12)).
أما الثانية فإن المراد بحكم داود الوارد في روايات عددة منها رواية عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بما تحكمون إذا حكمتم؟ فقال: بحكم الله، وحكم داود.[8] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn8) فيختلف تماماً عمّا زعمه هذا الرجل، إذ أن المطروح في الرواية هي أن الإمام صلوات الله عليه سيحكم على حقيقة الأشياء لا على ظواهرها، إذ أن من الواضح أن الشريعة دعت إلى محاكمة الظاهر مع علمها بأن الظاهر قد يخفي الحقيقة، ولكن مصالح العباد، ولأن من يمتلك معرفة الواقع قد لا يمتلك أي دليل عليها كي يقدمه في مجال التحاكم، ولكي لا يكون الحكم مدعاة لتلاعب أصحاب الأهواء دعت إلى الاكتفاء بالظاهر، ولكن داود عليه السلام كان يحكم نتيجة لعلمه الخاص على حقيقة الأشياء لا على ظاهرها، فأين هذا مما طرحه هذا الدعي؟
عموماً يمكننا عندئذ أن نتلمس أن الرجل فاقد لأول مواصفات الهدى وهو المنظومة العقائدية السليمة المتوافقة مع عقيدة أهل البيت عليهم السلام، فلا تغفل!.
ثانياً: من الواضح أن الهدى لا يستدلّ عليه بالكلمات فقط، وإنما لا بد من وجود عمل ينمّ عن هذا الهدى، كما إن من الواضح أن الأصل في هدى الأعمال أن تكون مغطاة من قبل فقه أهل البيت عليهم السلام، وقد ألزمنا الأئمة صلوات الله عليهم في زمن الغيبة بأن نرجع إلى منظومة تشريعية محددة وفق آليات محددة أيضاً حددها لفظ "رواة حديثهم" الوارد في نص الإمام المنتظر روحي فداه في التوقيع الصادر لسفيره الثاني محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه: "وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجّتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم". (كمال الدين وتمام النعمة: 484 ب45 ح3).
والرجوع لرواة الحديث يقضي بأن يكون الإنسان إما مقلّداً لمن لديه علم الرواية بالحديث، وإما أن يكون محتاطاً قد علم بأقوال الفقهاء فأخذ منهم أحوط أقوالهم، وإما أن يكون هو نفسه فقيهاً، ولا يمكن لنا أن نتصور الهدى متحققاً من دون امتلاك إحدى هذه الصفات، فالأعمال لا تكتسب الشرعية إلا بذلك.
فإن كان هذا الرجل مقلداً، فكيف نصّب نفسه إماماً للمراجع والعلماء بل ويطلب منهم أن يسمعوا له ويطيعوا!!
وإن كان محتاطاً فيقتضي أن يكون مضارعاً للفقاهة أو فقيهاً، لأن الاحتياط يستدعي معرفة الأقوال الفقهية ويستدعي أيضاً أن يمتلك قدرة المقارنة بين هذه الأقوال والترجيح فيما بينها، وبالتالي يفترض أن تكون له ممارسة درسية لمدد كبيرة في داخل الحوزة العلمية، وهو ورد إلى الحوزة العلمية في النجف إبّان هجمة اختراق الأمن الصدامي وبقي فيها لفترة لا تزيد على العامين، ثم سافر إلى الهند لتعلّم السحر والطلاسم!!.
أو أن يكون مرجعاً، فإن كان حال الإحتياط منتفياً، فما بالك بحال المرجعية؟ وعليه فإن ما لا ريب فيه أن هذا الرجل لا يبرز في سلوكه أي تغطية شرعية لعمله، فكيف يمكن أن نحكم بهداه؟ أو أن يكون هو أهدى الرايات؟!
ولا يمكن القبول بدعوى أنه يأخذ فتاواه وتغطيته الشرعية من نفس الإمام روحي فداه، فهذه أولاً دعوى بلا دليل يدلّ عليها، وثانياً لأن من ادّعاها يكذّب نفسه سلفاً، لأن الإمام صلوات الله عليه هو الذي وصفه بالكذّاب المفتري كما هو نص الرواية الشريفة في شأن دعوى المشاهدة.
ثالثاً: أما العنصر الثالث في هذا المجال فيرتبط بطبيعة السلوك الذي ينتهجه أهل الهدى مع بقية أهل الهدى، وهو السلوك الذي تختصره عبارة: "إني سلم لمن سالمكم" الواردة في العديد من الروايات الخاصة بالزيارات، وتعضّدها أعداد كبيرة من الروايات التي أعربت عن مصاديق هذا السلم، إذ أن هذا التعهد له وجهين، الأول منهما يتعلق بطبيعة التعهد لأئمة الهدى صلوات الله عليهم، والثاني يتعلق بشيعتهم ومن يدخل في إطار مسالمتهم، وبنفس السياق يأتي التعهّد الآخر الذي تبرزه عبارة: "وإني حرب لمن حاربكم" وهو أيضاً ينطوي على وجهين الأول خاص بأئمة الهدى عليهم السلام، والآخر بأعدائهم، مما يجعل سلوك من يلتزم بالهدى معربٌ في شقّه الأول عن إلتزام بكل ما يتعلق بمظاهر الولاء للأئمة صلوات الله عليهم، وفي وجهه الثاني يتعلّق بمظاهر الالتزام بسلوكيات الرحمة والمحبة لشيعتهم، وفي المقابل يتشدد في الإلتزام بأخلاقيات البراءة من أعدائهم، وهذا السلوك ليس أمراً يبقى سراً في قلب الإنسان، وإنما هو الظاهر العام من توجهاته وتصرفاته وعلاقاته الاجتماعية، وبين يدي الإنسان حصيلة سنوات قليلة من ظاهر سلوكية هذا المدّعي، فهل وجدناه رحيماً بشيعة أئمة الهدى عليهم السلام حينما أمر بفتح النار عليهم في الناصرية والبصرة في يوم التاسع من المحرم عام 2008؟ وقطعاً لا ينفع التحجج بأن الأحداث ابتدأتها القوات الأمنية، فسلوكية السلم والمسالمة لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تصل إلى انتهاك حرمة دمائهم، فالأصل فيها قوله تعالى: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط إليك يدي لأقتلك) أم رأيناه بارّاً بهم حينما امتهن سلوك الإزراء بعلمائهم ومراجعهم؟ هذا فضلاً عن تسفيه مواقفهم وتخذيلهم وتفريق شملهم والعمل على تشتيتهم.
رابعاً: يبقى أمر مهم يتعلق بمسألة حب الدنيا فالهدى يتناقض مع هذه الحالة، إذ أن حب الدنيا رأس كل خطيئة كما ورد في الحديث النبوي الشريف، وحب الدنيا هي أيضاً من الحالات السلوكية التي يمكن لها أن ترصد في الواقع، ولو من خلال مظاهر غير مباشرة، وحينما نتحدث عن أهدى الرايات فإننا أمام شخصية يفترض أن تُتابع في أدنى مظاهر هذا الحب، ولكن ماذا لو أن واقع هذا الدعي ممتلأ بالدعوة لنفسه وتأطيرها بالألقاب الكبيرة؟ على أقل التقادير والحال أن اليماني الموعود لا يدعو لنفسه أبداً، بل إن دعوته للإمام صلوات الله عليه، بينما يمكن لإطلالة صغيرة على ما ينشر باسمه لتجد أن دعوته لنفسه، بل إن هذه الدعوة في خلفياتها الفكرية تستبطن إلغاء دور الإمامة وتحويل الأنظار إلى المهديين الذي يعتبر نفسه أنه هو أولهم، والمضحك المبكي أن كل ذلك يجري من دون وجود أي دليل على ما يدّعيه ويحتجّ به.
نخلص من كل ذلك أن هذا الرجل ليس أكثر من مسترزق على حساب الإمام صلوات الله عليه ومدّع لما لا حق له فيه، وهو يقدّم الدليل تلو الاخر لكونه مصداق الرواية الشريفة المتقدمة: من ادعى المشاهدة فهو كذاب مفتر، ولعمري يا ليته يتحدث عن المشاهدة فحسب بل يتحدث بطريقة قال لي أبي، ويقصد بأبيه الإمام روحي فداه، وقس على ذلك.
(http://sh-alsagheer.com/#_ftnref1)
(http://sh-alsagheer.com/#_ftnref2)
(http://sh-alsagheer.com/#_ftnref3)
(http://sh-alsagheer.com/#_ftnref4)
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:53 AM
28 - حيدر السوداني (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ اليوم نسمع الكثير يتكلم عن شخصيه الخراساني، ودخوله الى الكوفة، والصراع الذي يحدث مع السفياني، أين دور المرجعيه الدينيه في هذا الوقت
الجواب: طرحت راية السيد الخراساني بعنوانها العسكري، ووصفت بأنها من رايات الهدى وفيها نفر من أصحاب الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وأنها ستأتي إلى الكوفة لنجدتها من جراء النكبة التي ستلحق بها على يد جيش السفياني، وستدخل إلى الكوفة في نفس الوقت الذي تدخل فيه راية اليماني إليها، ثم ينتقمان من جيش السفياني على المشارف الجنوبية من بغداد بعد هروبه من الكوفة نتيجة لإقبالهما عليها، أما المرجعية فهي ليست جهازاً عسكرياً، ولكن القدر المتيقن أن من سيكون في مقام المرجعية يومذاك سيتصدى للواجبات المتعلقة بتلك المرحلة.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 03:58 AM
29 - محمد الساعدي (مجموعة حكيميون): الكثير من الروايات المسندة أو غير المسندة تشير إلى أن الأحداث المهمّة قبل ظهور الإمام (عج) تحصل في العراق، ويحصل في هذا البلد الكثير من الفتن والابتلاءات، سؤالي لماذا أغلب هذه الفتن تحصل في العراق؟ وهل هذا عنصر قوة أم ضعف للعراق؟
الجواب: في تصوري أن الأحداث المهمة إنما تقع في مكان معين فبسبب ما يتميز به هذا المكان من مزايا هي التي تجتذب الإرادات الكبرى لكي تتصارع عليه، وشاء الله أن يكون العراق هو أكثر الأماكن تميّزاً من جهات عديدة، ولكن ما من ريب أن العراق كان ولما يزل محظياً برعاية خاصة من قبل مدرسة أهل البيت عليهم السلام، والأحاديث الشريفة في هذا الشأن كثيرة جداً، ولك أن تتأمل في الأسباب التي جعلت مثل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقبل إلى هذا البلد ويتخذه عاصمة له دون غيره من البلدان، فمثل الأمير صلوات الله عليه لا يتخذ قرارات اعتباطية أو لا علاقة لها بأهدافه في تأمين المشروع الرباني وإكمال مهمة الرسالة، بل على العكس كل ما اتخذه من قرارات وكل ما قام به من أفعال ونطق به من أقوال إنما كان مبنياً على وفق متطلبات أهدافه الرسالية، ومن الواضح أن مشروع الرسالة ليس نصوصاً تطلق في الهواء، كما فهمه بعض الصحابة الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله في رزية الخميس: حسبنا كتاب الله، وإنما هي حراك اجتماعي يهدف إلى تغيير المجتمعات كي تنهض بمهمة تجسيد هذا المشروع على الأرض، وهذا الحراك كلما جرى في مجتمع لديه القابلية على تحمل صعاب هذا المشروع، وعلى أرض لها مزاياها الجيوسياسية التي تتيح له تأمين متطلبات عملية تغيير كبرى، كلما كان أكفأ في إحداث الأثر المطلوب، ولهذا وجدنا أن الرسول صلى الله عليه وآله لا يبقى في مجتمع مكة، لعدم صلاحية المكان ومن فيه لمهمة إطلاق المشروع، فهاجر إلى المدينة المنورة التي تتميّز بحاضرة اجتماعية أكثر تقبّلاً لمهمة اطلاق المشروع الرباني، وقد رأينا كيف وُفّق في ذلك، وفي نفس الوقت رأينا ان الحاضرة الإجتماعية المكية هي التي ظلت تعمل على إعاقة ذلك، واستمرت في ذلك تارة باسم جبهة المشركين، وأخرى بجبهة المهاجرين، فكليهما عملا على هذه الإعاقة، إذ حاربت الأولى ونكثت الثانية في حدث السقيفة بعهدها على إدامة المشروع، وكان ما كان أن بقيت الرسالة في شكل مشروع تم إطلاقه، ولكنه لا زال يبحث عن المجتمع الذي يحمل أعباءه، وما من ريب أن المجتمع الذي يبلّغ الرسول صلوات الله عليه وآل بانه لا يحتاج إلى توجيهه ويكفيه منه ان ترك الكتاب فيهم، هو مجتمع أعجز من أين يفكّر بهمّ المشروع، وهكذا بقي الأمر قرآن فاعل اللفظ والحروف معطّل المحتوى والمفاهيم، وكانت مهمة أمير المؤمنين عليه السلام يعنوانه إماماً أن يعمل على إدامة المهمة ووقع الإختيار على العراق منذ ذلك اليوم، بالرغم من أن له تجربة وسابقة مع المجتمع اليمني حينما أرسله الرسول صلوات الله عليه وآله إلى اليمن وبقي مدة كبيرة هناك، ولكنه لم ينتخبه لكي يبذر فيه بذار تأمين هذا المشروع، وكان العراق هو المختار لهذه المهمة.
وقد سار الأئمة عليهم السلام من بعده على نفس المنوال، ومن خلال روايات عديدة وبمصاديق كثيرة أحاط الأئمة صلوات الله عليهم المجتمع العراقي أهمية بالغة، وصبروا على العديد من الآلام والغصص من أجل أن يعي هذا المجتمع ذاته، وأعطت هذه السياسة لبناتها الأولى وترعرعت مئات الكوادر والنخب التي استوعبت المشروع، وبالرغم من عظمة القمع الذي تعرّض له هؤلاء من قبل بني أمية وبني العباس على وجه الخصوص، إلّا إننا بدأنا نلمس مع أواسط العصر العباسي أن التشيّع بدأ يقلب الموازين الاجتماعية، ومع أن هذه الفترة سيطر فيها التوجّه الناصبي بشكل رسمي على المحافل المرتبطة بالدولة العباسية، إلّا أن سياسة القمع في عهد المتوكل والواثق والمعتمد العباسي في خصوص قضية الإمام الحسين عليه السلام يظهر لنا أمران، أولهما أن التمدد الشيعي باتجاه القواعد الشعبية كان قد بلغ مدى كبيراً جداً، وإلا لما احتاج المتوكل ونظرائه إلى كل تلك الإجراءات من أجل الحيلولة عن زيارة الحسين عليه السلام، فالتشدد إنما جاء فبسبب الاتساع الشعبي في تبنّي هذه القضية، وثانيهما أن الممانعة الاجتماعية ضد تلك الأنظمة كانت كبيرة جداً، وهذا هو الذي يفسّر شدّة القمع الذي تعرّض له شيعة أهل البيت عليهم السلام، لأنهم لو مارسوا سياسة القبول بما لدى الآخر لما تعرضوا إلى كل ذلك العنت، ولكن رفضهم لهذه الأساليب واستعدادهم لتحمل الضريبة المترتبة لى هذه الممانعة هو من حقائق تلك المرحلة، حتى بات من الواضح أن قطاعاً كبيراً من كرخ بغداد على سبيل المثال قد حسم فيه الوجود لمصلحة هؤلاء، فيما سارت الكوفة باتجاه ثابت نحو حسم الولاء لأهل البيت عليهم السلام بعد أن كانت في أعمها الأغلب لها ولاء مختلف، وتظهر لنا عصور العهد العباسي المتأخرة أن التشيع قد ضرب بأطنابه بشكل عميق في الفرات الأوسط، بالشكل الذي بدأ يؤثر في القرار السياسي، بل ويصنع ذلك القرار في العديد من الأوقات، وقد أسهم هذا التوسع في تفكيك قاعدة بني العباس، وقد ساعد فساد هؤلاء على ذلك إلى حد كبير.
من الطبيعي أن هذه المظاهر تبتدأ صغيرة ولكنها ككرة الثلج حينما تقطع التاريخ، ومع هذا الاتساع شهدنا موجات من القمع حاول فيها طغاة السياسة أن يقفوا حائلاً دون هذا الوعي، وتعرض المجتمع إلى الكثير من أصناف البلاء، ولكن القدر المتيقن أن البلاء لم يفتّ في عضده، بل كان يدفعه باتجاه التأكيد على الذات، فيما كانت شرائحه الأكثر وعياً تسير بمراحل متقدمة من وعي الذات، وما رأيناه في أزمنتنا المعاصرة من موجات البلاء لا يمكن أن يبرر إلّا بحيوية هذا المجتمع، وإلّا لو تعرض أي مجتمع في العالم لبعض مما تعرض له هذا المجتمع لوجدناهم راضخين مستسلمين لتلك الإرادت الطغيانية التي مرت على العراق.
وها نحن شهود على ما جرى في عهد المجرم صدام ثم ما رأيناه من الحرب الطائفية التي شنّت علينا بعد سقوط النظام وقد رأينا أن مجتمعنا لم يستسلم رغم شدة الهجمات وقساوتها، بل أصبح أكثر وعياً، وأكثر نضجاً للمهمات المطلوبة منه، ولعلّي لا أخطئ التقدير لو قلت إن مطالعة مجريات الزيارة الأربعينية بلغة العالم الإجتماعي تكشف أن التغيير الاجتماعي في العراق قد قطع أشواطاً هائلة، برغم قسوة ومرارة الظروف التي مرت عليه، لا سيما مرارات خيبة الأمل من الواقع السياسي من بعد سقوط المجرم صدام، وما من شكّ أن الاستجابة التعبوية التي أبداها المجتمع العراقي سجّلت رقماً قياسياً تاريخياً لم يسبق إليه أي مجتمع، بصورة فاقت كل الأرقام التي حشّدتها القدرات التعبوية الغربية إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولك أن تتامّل في هذه الحشود الهائلة التي يجتذبها قبر الحسين عليه السلام بهذه الطريقة بحيث تذوب فيهها كل خلافاتها وكل حالات الإتكالية والتهاون وعدم الصبر لتتحول إلى مرجل هائل من الحركة والحيوية، أقول لو قدّر لنا أن نتأمّل اكثر من ذلك فسنرى أن هذا المجتمع لا يحتاج إلّا إلى القائد الذي يخرج مارد الشوق لتحقيق مشروع أئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولو رأينا ما صنعه قبر الحسين عليه السلام بهذا المجتمع، ترى ماذا سيصنع ابن الإمام الحسين عليه السلام والآخذ بثأره صلوات الله عليه؟
لا شك أن هذه النتيجة التي وصلنا إليها تظهر أن البلاء والعنف الذي وسم العراق والذي لم يتبق منه إلا ثمالة كأس من الأيام كان بمثابة مدرسة تربى فيها هذا المجتمع، وقد ظهر بحمد الله كفوءا في تحمل استحقاقات هذا الامتحان، ولا يضيرك بعض الصفحات الاجتماعية التي قد تخل بهذا المشهد ولكن الصورة العامة تبرز تفوقاً كبيراً جداً، من هنا نعرف أي حكمة كانت تقف وراء انتخاب الإمام المنتظر للعراق ولمجتمعه في أن يكون هو الحاضن الرئيسي لمشروع حكومة العدل الإلهية، من خلال اتخاذ العراق عاصمة له، ومن بعده عاصمة لكل العالم.
أعود وأقول أن الأحداث المهمة في التجربة التاريخية لا تحصل إلا في الشعوب التي تتحمل مسؤوليتها التاريخية، ومعه يمكن القول بأن الحاجة لمعرفة جواب سؤالكم حول ما إذا كان هذا البلاء عنصر قوة أو عنصر ضعف للعراق؟ فها قد رأيت أن البلاء أنتج عظمة شعب وجلّاها على مرأى الأشهاد، بالرغم من أن الحكومات التي تعاقبت عليه كانت مجتهدة في أن تبقي هذه العظمة بعيدة عن الأنظار، وتوهّمت حينما فتحت السجون والمقابر أن تخفي هذه الإرادة أو تمسخها إلى إرادة خانعة أو راكعة أمام أدوات القمع، وما دروا أن من تربى على دروس كربلاء لا يمكن إذلاله؟
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:01 AM
30 - قيس حسين (سؤال إلى الموقع الألكتروني): ان الرواية التي تذكر اليماني وتقول بأنه أهدى الرايات وتدعو الى النهوض اليه، وتذكر أن الملتوي عليه مستحق للنار؛ هل يعني هذا إن الرايات الاخرى هي رايات ضلالة ؟
مثلاً: إن راية الخراساني مرفوعة الى جنب راية اليماني، وليست تحت راية اليماني، وهذا يعني أن الخراساني واتباعه ملتوين على اليماني وغير ناهضين اليه، وقد رفعوا راية جنب رايته.
الجواب: اليماني أهدى الرايات الثلاثة وهي راية الخراساني والسفياني، ولا يعني ذلك أن يكون هو أهدى أهل زمانه، ولكنه أهدى بالنسبة لبقية الرايات، وقد أوضحنا معنى ذلك في كتابنا راية اليماني الموعود، وفي الجزء الثاني من كتابنا: علامات الظهور، ولا يعني ذلك بالضرورة أن يكون غيره مضل، فما خلا السفياني الذي لا شك في ظلاله، فإن الخراساني ممدوح في هداه، وكيف لا؟ وجيشه يوصف بأن فيه نفر من أصحاب القائم عجل الله فرجه الشريف كما هو صريح حديث الإمام الباقر عليه السلام.[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1)
اما حالة الإلتواء المشار إليها في الرواية، فالمراد بها من حضر في مكان جيشه ومحل حركة رايته، لا في كل الأماكن، ومن الواضح أن اليماني والخراساني سيقبلان من مكانين مختلفين باتجاه الكوفة، فالخراساني سيقبل من سمرقند الواسطية وهي منطقة في حدود محافظة واسط على الحدود الإيرانية، بينما يقبل اليماني من مناطق وسط وجنوب العراق، وسيدخلان إلى الكوفة معاً، بعد أن يلتقيا في الديوانية.
علماً إن الانخراط في جيش آخر متوافق الأهداف مع جيش اليماني، لا يعني أنه إلتواء عليه، فالعبرة ليست في التعدد، وإنما العبرة في خدمة الهدف وعدمه، فالالتواء هو المعصية أو العمل المضاد.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:09 AM
31 - قيس حسين: س 1:
ما الدليل على أن اليماني هو قائد عسكري, غير الرواية التي تذكر الرايات الثلاث وتقول: "فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناوءهم"
الجواب: قادة الرايات ليسوا بالضرورة قادة عسكريون، بل في غالب الأحيان تكون القيادة العسكرية خاضعة لقيادة دينية أو سياسية، ومن الواضح أن الروايات التي سمّت قائد جيش الخراساني بشعيب بن صالح، إنما أشارت في عين الوقت أن الخراساني ليس قائداً عسكرياً، وإنما هو أكبر من ذلك، ولكن ما من ضرورة ليكون غير عسكري، غير أن من المتيقن أن من يتصدى لعمل من هذا القبيل تكون له خبرته الميدانية في المعارك، فالحديث عن البأس الذي يكون من جوانب هذه الرايات إنما يحكي تمرّساً في التعامل مع الميدان.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:12 AM
32 - قيس حسين: أليس من الممكن أن يكون اليماني هو المرجع الأعلى في ذلك الزمان، حيث تصفه الرواية بأنه أهدى الرايات، ونحن نعلم بأن أهدى الرايات حتى خروج اليماني هي المرجعية، فلماذا يتم الفصل بين المرجعية واليماني فقط عند الظهور المقدس من قبل المفكرين؟
الجواب: سبق لي أن أشرت إلى أن الهدى المتحدّث عنه متعلق بالرايات وليس بأهل زمانه، ولذلك ما من دليل على أنه هو أهدى أهل زمانه، وفي الجزء الثاني من علامات الظهور قلنا بأن هذا العبد الصالح إما أن يكون مرجعاً أو محتاطاً أو مقلداً للمرجعية، وذلك في مجال تغطية عمله العسكري من الناحية الشرعية، لأن ذلك من لوازم الهدى، على انه لا توجد أي ضرورة كي يكون هو المرجع الأعلى، إذ يكفي لكي يؤمّن الهدى المطلوب إطاعته للحاكم الشرعي، وعدم خروجه من دون المستند الشرعي، ولا أعتقد أن المفكرين يتعمدون الفصل بين المرجعية واليماني، ولكن طبيعة المتتبع للروايات يبقى محدد في طبيعة ما يؤدي إليه النص، ولهذا أعود وأقول ما من ضرورة لكي يكون مرجعاً كما أن احتمال العدم غير قائم.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:14 AM
33 - أبرار الأسدي (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ هل الإمام حاضر معنا؟ فقد نقل أحد الاخوة أن مراجع الدين يلتقون بالإمام روحي لمقدمه الفدا.
الجواب: لا شك أن الإمام صلوات الله عليه حاضر في كل أوضاعنا، ولحضوره نمطين الأول هو حضور المراقبة للأعمال الخاصة، أي أن أعمال الموالين المنتظرين صغيرها وكبيرها تعرض عليه كما ورد في روايات كثيرة منها ما عن عبد الله بن أبان قال: قلت للرضا عليه السلام (وكان بيني وبينه شئ): ادع الله لي ولمواليك فقال: والله إن أعمالكم لتعرض عليّ في كل خميس. (بصائر الدرجات: 450 ج9 ب6 ح8).
وكذلك المراقبة في الأعمال العامة كما في حديث الإمام الباقر عليه السلام فقد قال وهو يتحدث عن طبيعة الإمام: فإذا قام بالأمر رفع الله له في كل بلد مناراً ينظر إلى أعمال الخلائق. (بصائر الدرجات: 256ـ257 ج9 ب9 ح6).
أما الحضور الآخر فهو المشاركة والتدخل في الحياة العامة لحماية مصالح المهمة الربانية المعلّقة بذمته، فغيبته لا تعني أنه منقطع عن الحياة العامة، ولكنه غير معروف فيها.
وفيما يتعلق باللقاء مع المراجع فهذا توفيق عادة ما يكتمه من يراه بأبي وأمي، إما لأن لياقة لقاء الإمام روحي فداه تطلب ذلك، أو لأن التحدّث بذلك قد يجلب عليهم ما لا يحبون، ولكن القدر المتيقن أنه ليس من الضروري أن يلتقوا به بأبي وأمي، والعكس صحيح أيضاً.
-
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:17 AM
34 - Mustafa Albadran (مجموعة حكيميون): جماعه اليماني أحمد بن الحسن يذكرون أحد الروايات ويحتجّون بها وينسبونها إليك.. هو أنك قلت في أحد المحاضرات أن اليماني يخرج من شرق مكه يعني العراق وبالتحديد البصرة ...سماحة الشيخ ..أي المصادر يذكر هذه الروايه؟ وماهو رايكم؟
الجواب: هذه ليست أول كذبة ينقلها أنصار هذا الدعيّ عني، ولم يسبق لي ولو لمرة أن قلت بأن اليماني الموعود سيخرج من شرق مكة، ومحاضراتي جميعها مسجلة وموجودة على الموقع الشخصي أو على موقع جامع براثا، نعم هناك رواية تشير إلى أنه سيقبل ومعه نفر من أهل البصرة، والمراد بالبصرة هي البصرة القديمة والتي تشمل عموم المنطقة الجنوبية، وهذه المعية تشير إلى أن بعضاً من قادة جيشه هم من أهل هذه المناطق، لا أنه من اهل البصرة، وإلّا لصرّح بذلك، وكل ما نعتقد به إنه سيقبل إلى الكوفة من المناطق الجنوبية والوسطى في العراق، وهي المعلومة المترشحة من كون الطريق الوحيد المفتوح له باتجاه الكوفة هو هذا الطريق، باعتبار ان الطريق الشمالي الممتد من الكوفة إلى بغداد سيكون بيد السفياني، والطريق الشرقي الممتد من الكوت إلى الكوفة عبر الديوانية سيكون بيد الخراساني، ولا يبقى له إلا الطريق الجنوبي، طبعاً هذا بعد استبعادنا أن يكون قادماً من خارج العراق، لأن الحدود إبّان خروجه ستكون من الجهة الجنوبية بيد نظام ناصبي هو الذي يقتل صاحب النفس الزكية لاحقاً، والغربية ستكون بيد السفياني، فيما الحدود الشرقية ستكون بيد الخراساني، وذلك على تفصيل يراجع في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور.
***
السؤال الآخر اتباع المدعو أحمد بن الحسن هنا في استراليا ..يقولون أن أحمد بن الحسن هو ابن الإمام ووصيّه؟ وأن المهديين من ولد الإمام (عج) 12 مهدياً، وأن احمد بن الحسن هو أول المهديين، وأن روايات أهل بيت عليهم السلام نصّت عليه، ماهو ردّك على هذه الشبهات.
الجواب: سبق أن أوضحت طبيعة هذه التخرّصات في جوابنا الموجود على الرابط التالي:
ولكن سأمر مروراً سريعاً عند هذه الكلمات، كل إنسان يستطيع أن يدّعي أنه أي شخص يريد، ولكن لن يتمّ قبول إدعائه إلّا بالدليل، وهذه البنوّة المدّعاة للإمام روحي فداه من أين أتى بها رجل معروف بأنه عامي من صيامرة البصرة وعائلته معروفة في منطقة الخاص بالبصرة بهذا اللقب؟ فمن أين ثبت أن للإمام صلوات الله عليه ولد حتى نستطيع أن نقبل بنقاش أن فلاناً هو ولده؟ فمن دون دليل دامغ على ذلك سيكون الحديث عن بقية القضايا سالب بإنتفاء موضوعه، خاصة وأن هذه المواضيع هي مورد ريبة في أصلها، وموارد الريبة لا شك من وجوب التحرّز الشديد إزائها.
أما حكاية أن يكون هو وصي الإمام صلوات الله عليه، فأين الإمام بأبي وأمي حتى يكون له وصي؟ وأين حجّته على ذلك؟ وأين الدليل الذي يستدل به على أنه التقى بالإمام صلوات الله عليه حتى يوصيه؟
وقد تقدّم منا الكلام في الجواب المتقدم حول ضعف رواية الوصية وحكاية المهديين التي يحتجّ بها سنداً، فهي مروية بسند عامي، ومتنها أقرب إلى العامة منه إلى الخاصة إذ يستعير من رواية عامية أن الإمام بأبي وأمي اسمه اسم النبي واسم أبيه اسم أبي النبي صلوات الله عليه وآله، وي مضعّفة لديهم قبل أن تكون مرفوضة لدينا.
كما وأشرنا إلى أن المراد بالمهديين هو الذين سيستخلفون من بعد الإمام المنتظر صلوات الله عليه على هذا الأمر، وهم كل الأئمة عليهم السلام الذين لم تسمح الظروف السياسية والاجتماعية التي أحاطت بحياتهم أن يقوموا بأمر إقامة الحق وإزهاق الظلم والجور، فيرجعون إلى الحياة من بعد الإمام بأبي وأمي ضمن مفهوم الإمامية عن الرجعة، وعلى ذلك روايات عديدة هي مورد إجماع الطائفة الشريفة.
أما الحكاية المضحكة بأن هذا الدعي هو أوّل المهديين فهل قتل الإمام روحي له الفدا حتى نرى المهدي من بعده؟ ولو فرضنا جدلاً وفرض المحال ليس بمحال أن أول مهدي اسمه أحمد فمن الذي يقول أنه أحمد بن سالم بن كاطع؟ إن كل هذه الإدعاءات الفارغة إذ تقدّم بلا أدنى دليل إنما تعرب عن الخواء العقائدي لدى جميع هؤلاء الذي اتبعوه، أما هو فما من ريب أنه كذّاب مفتر على الأئمة صلوات الله عليهم، والإمام عليه السلام على وجه الخوص فضلاً عن الأمة، وإن العاقبة للمتقين.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:20 AM
35 - منتظر القريشي (مجموعة حكيميون): لقد لاحظت أن الإيرانيين أكثر تعلّقاً بالإمام (روحي فداه) منّا نحن العراقيون, فيدعون له، ويتصدّقون عنه لسلامته، ويتحدّثون معه ويشكون حالهم له، وكأنهم يخاطبون شخصاً حاضراً أمامهم, يراهم ويروه, سماحة الشيخ .. هل هناك أسلوب معين وآداب خاصة لمخاطبة الامام المهدي عجل الله فرجه؟
الجواب: لا شك أن عشاق الإمام صلوات الله عليه يتواجدون في كل مكان من دون حصر لإيران أو العراق، ولكن مما لا شك فيه إن مظاهر العشق في الجمهورية الإسلامية أكثر من أي مكان بسبب أن المنهج التربوي المعتمد بشكل عام في الجمهورية الإسلامية يحثّ على ذلك ويدفع بإتجاهه، وهذا المنهج تتوافق عليه الحوزة العلمية ومؤسساتها، والهرم السياسي فيها، والجهاز التنفيذي، فضلاً عما يلحظ في الصفة الديموغرافية للمجتمع الإيراني، فهو بصورته العامة يتبنى العقيدة المهدوية، ومع سنوات طويلة من التربية المستقرة على هذا النحو وجدنا أن العلاقة العاطفية تتعاظم يوماً من بعد آخر، ومن المعلوم أن العراق يفتقر إلى المواصفات الموجودة في الجمهورية الإسلامية، فلا حكومته مهتمة، ولا حوزته متفقة على هذا المجال، إذ إنها خرجت للتو من معركة الوجود التي كان النظام المجرم صدام قد شنّها عليها، وتأثيرها من حيث الإمتداد الشعبي والمؤسساتي ليس كتأثير الحوزة العلمية في إيران، كما وأن الوعي الثقافي في العراق من حيث المجموع لا يمكن أن يضاهى بما في إيران، إذ يكفي أن نطالع نسب الأمية في محافظاتنا لنكتشف حجم الدمار الثقافي الذي ورثناه من عهد النظام المجرم، والذي لم تبال بإصلاحه الحكومات التي تعاقبت على العراق من بعد السقوط، هذا ناهيك عن التنوع العقائدي والمتناقض الذي يحياه المجتمع العراقي، والذي أنتج غربة للمنهج التربوي عن قضية الإمام المنتظر روحي فداه، ولكن ما من شك أن هناك نهضة تربوية هائلة في المجتمع العراقي يمكننا مشاهدة آثارها في طبيعة الزيارة الأربعينية على سبيل المثال، وما نتمنى من الله أن يوفقنا في مسعانا ومسعى جميع عشاق الإمام المنتظر صلوات الله عليه للمزيد من نشر الوعي المهدوي في أوساط هذا الشعب الكريم.
أما عن أسلوب مخاطبة الإمام صلوات الله عليه، فمما لا شك فيه أن طرق التواصل والمخاطبة مع الإمام روحي فداه كثيرة جداً وتتباين من شخص لآخر، ولكن القدر المتيقن أن الأئمة صلوات الله عليهم أشاروا إلى أساليب محددة، تبرزها لنا جملة من الزيارات والأدعية الخاصة بالإمام صلوات الله عليه كما هو الحال في دعاء الفرج ودعاء الندبة ودعاء العهد، أو تقدّمها جملة من التعاليم السلوكية التي أمرنا بأن نتخذها سبيلاً لإيجاد هذه العلاقة وتنميتها، بالطريقة التي تليق بعلاقة مع مثل الإمام صلوات الله عليه، ولكن هذه الأساليب وإن كانت تنطوي على الصورة الفضلى لذلك، ولكنها ليست من النمط الحصري، بحيث أنها لو لم تتيسر بين يدي المنتظِر لسبب أو لآخر فإنه لا سبيل لغيرها، بل الأصل أن يتواصل المنتظر مع الإمام صلوات الله عليه بأي طريقة تبرز طبيعة ولائه، وما من ريب أن هذه الطبيعة تتفاوت من شخص لآخر، إذ تبتدأ بما يشعر به الإنسان العادي تجاه إمام زمانه، وتمتد لتعطينا الصورة الوجدانية العظيمة التي تبرزها أشواق الإمام الصادق عليه السلام لحفيده المنتظر صلوات الله عليه، وهي أشواق سيقت لكي نراها، وأبرزت لكي نرتقي بأشواقنا لمستواها، وبعواطفنا إلى لهيب الوجد الذي يستعر فيها، إذ يروي سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وداود بن كثير الرقي وأبو بصير وأبان بن تغلب (وهم كبار أصحابه) على مولانا الصادق عليه السلام فرأيناه جالسا على التراب، وعليه مسح خيبري مطرف بلا جيب مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ذات الكبد الحرّى، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغير في عارضيه، وأبلى الدمع محجريه، وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي، وضيّقت عليّ مهادي، وابتزّت منّي راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصائبي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد ، فما أحس بدمعة ترقأ من عيني، وأنين يفشا من صدري.
قال سدير فاستطارت عقولنا ولهاً، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، فظننا أنه سمت لمكروهة قارعة، أو حلّت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله عينيك يا بن خير الورى من أية حادثة تستذرف دمعتك وتستمطر عبرتك؟ وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم؟ قال: فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد منها خوفه..[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=690#_ftn1) (إلى آخر الخبر).
ونستطيع أن نجمل بعضاً من الآداب التي يمكن الإلتزام بها في مجال مخاطبة الإمام صلوات الله عليه، مع الإلماع سلفاً إلى أن المخاطبة ليست هي الهدف، بل هي وسيلة لهدف أكبر منها، وهو نيل رضا الإمام صلوات الله عليه والذي ما من شك أنه هو الوحيد الذي يؤمّن رضا الله سبحانه وتعالى.
أوّلاً: لا يمكن للمرء أن يُحسن الخطاب ما لم يعرف من هو المخاطَب؟ وما هي خصوصياته ومزاياه؟ إذ أن عدم معرفة من نخاطب سيؤدي إلى إمكانية إساءة الأدب معه، أو عدم الاهتمام بمخاطبته أصلاً، أو أن نتورط في أساليب غير لائقة للمخاطبة، وبالتالي قد نفقد ما نسعى إليه غير واحد، وهي كما تعلم غير مطلوبة في أمر كالأمر الذي نتحدث عنه، بل هي معيبة وآثمة إن تمّت مع أئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولهذا ترى القرآن الكريم ينبّه المؤمنين إلى هذه الخصوصية حينما يطالبهم بخطاب خاص مع رسول الله صلوات الله عليه وآله لأنه ليس كأحدهم، كما نرى ذلك في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون* إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم* إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون}[2] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=690#_ftn2)
وعليه فإننا معنيون حينما نريد أن نفكّر بمخاطبة الإمام صلوات الله عليه، أن نعرف من هو الإمام، وهنا تارة نعرفه كإمام كبقية الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين، وأخرى نعرفه كإمام لزماننا فيه خصوصيات إمام الزمان من غيبة وطول عمر والأمل بملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجوراً وعلامات ظهوره، وما إلى ذلك من خصوصيات له صلوات الله عليه متلهفاً للمعرفة ومستوعباً لها كلما احتاج لأن يتعمّق بهذه المعرفة، فالإمام بحر لا ينضب، ومن يريد أن يخوض في البحر عليه أن يهيأ مستلزماته.
ثانياً: لا يمكن للخطاب أن يكون دقيقاً في التعبير عما في داخل المخاطِب من دون أن يكون المخاطِب مدركاً لما يريد من خطابه، ومستوعباً له، وإلّا سيكون الخطاب أشبه بالعابث أو اللاهي عمّا يريد، ولذلك يجب أن نحدد لماذا نريد أن نخاطب الإمام روحي فداه؟ وحينما نشخّص بشكل دقيق الذي نريده، علينا أن ننتبه إلى مستلزمات ومتطلبات ما نريد، وإلّا سيكون الخطاب عبثياً، فتارة يكون الخطاب خطاب المحتاج إلى من يحتاج إليه، وأخرى يكون الخطاب خطاب المحب لحبيبه، وثالثة يكون الخطاب خطاب العاشق لمعشوقه، ووفق درجة الخطاب سيتحدد واجب الوصول إلى هذه الحالة، فالكل يمكن أن يكون محتاجاً، ولكن ما من ضرورة لكي يكون المحتاج محبّاً، فقد يحتاج حتى العدو، والإمام كريم في تلبية الحاجة لمن يطلبها منه، ولكن قلّة من هؤلاء المحتاجين من يكون محبّاً، والحبّ كما تعلم درجات، فهناك من يقول بأنه محبّ ولكن لا يذكر حبيبه إلا في وقت حاجته، ومنهم من لا يفارق الحبيب ذكر قلبه وعقله، ولكنه في أعماله قد يكون مغضباً لمحبوبه ويتخلّف عن القاعدة المعروفة: و(كل محب لما يهوى الحبيب حبيب) والصنف الأقل من هؤلاء هو الذي يتحرّى حبّ حبيبه في كل مكان فيلتزم بواجبات الحب ويؤدي فرائضه، ولكن هذا الصنف يبقى بحاجة إلى العلاقة المتبادلة، فلو قاطعه المحب فقد يقطع به أيضاً، أما الصنف الثالث من المخاطبين فهو خطاب العشّاق الذين لا يهمهم إلّا المعشوق، فتراهم مؤرقي الأيّام مسهدي الليالي، لا همّ لهم إلا همّه، ولا فرحة لهم إلّا فرحته، ولا شغل لهم إلّا به، يحضرون محافل الناس ولكن أفكارهم بعيدة عنهم وقلوبهم منشغلة بمعشوقهم، وهذه الأنماط الثلاثة يمكن لنا تلمّسها في دعاء الندبة بوضوح.
ثالثاً: مما لا ريب فيه إن المخاطِب كلما كان له سمعة طيبة لدى المخاطَب كلما كان أقدر على نيل رضاه، والعكس صحيح أيضاً، فمن كانت لديه يد بيضاء عند أحد من الناس، لا بد وأن نجد لمعروفه السابق معه وقعاً طيباً لو أنه خاطبه بأي أمر من الأمور، والعكس صحيح أيضاً، فمن كانت له سابقة سيئة أو كان على حال سيء عند مخاطَبه، فمن الطبيعي أن لا نجد لخطابه نفس الوقع لصاحب السابقة الحسنة، وعليه فإننا حينما نريد أن نخاطب الإمام صلوات الله عليه يجب أن ننظر إلى أنفسنا أولاً، هل هي جديرة بهذا الخطاب؟ فإن اكتشفنا أنها ليست بذاك، فما علينا إلّا أن نتأدّب بين يدي إمام زماننا روحي فداه، وهنا إما أن نتجه للإصلاح الفوري ثم نخاطبه، أو أن نقدّم ما يشفع عنده حتى لو كانت سوابقنا لا تمكّننا من جلب عنايته، والقرآن يقدّم لنا كلا الأمرين أثناء النظر إلى ذلك فتارة يطالب بأن نقدّم بين يدي مخاطَبنا صدقة وهو ما عنيناه بالسابقة الطيبة كما في قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم}[3] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=690#_ftn3)، وأخرى طالبنا بأن نبتغي في خطابنا الوسيلة التي ترضي من نخاطب وتستجلب عطفه، فبعد أن طالب الله سبحانه المؤمنين أن يقولوا التي هي احسن وحذرهم من نزغات الشيطان لأنه عدو، فقال: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا}[4] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=690#_ftn4) طرح عليهم أن يتلافوا ما يلمّ بهم من خطايا وما يسرفوا به على أنفسهم فقال جلّ وعزّ من قائل: {أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا}[5] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=690#_ftn5)، وعليه فإن المطلوب منّا أن نقدّم بين أيدي سبيلنا لخطاب الإمام صلوات الله عليه كل ما يدخل على قلبه السرور والرضى من الأعمال الصالحة، وأما إذا ما أسرفنا على أنفسنا فإن ابتغاء الوسيلة إليه فيما يرضيه ويبعد سخطه عنا هو السبيل الذي دعينا لاتباعه، ولا أجد سبيلاً أفضل وأوقع على قلبه بابي وأمي من ذكر أحزانه ومشاطرته إياه فيها، فدمعة جدّته الصديقة الزهراء صلوات الله عليها وابنتها العقيلة الطاهرة عليها السلام، فضلاً عن دمعة الحسين بأبي وأمي هي أسرع السبل في نيل رضاه، فوالله إن الدمعة التي وصفت بأن القطرة منها تطفئ نار جهنم لكفيلة بنيل رضا الإمام روحي فداه حتى لو احتطب الإنسان بكل ذنوب الدنيا على ظهره، نعم يجب أن لا يكون ذلك مدعاة للتسامح في الذنوب، فنيل الرضا إنما يكون مع عدم الإصرار على مقارفة الخطايا.
هذا موجز لطرق مخاطبة الإمام صلوات الله عليه، أما طرق التواصل معه فهو أمر آخر ويحتاج إلى حديث آخر.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:22 AM
36 - عدنان فرج الساعدي (مجموعة حكيميون): تضارب الروايات، والرمزية التي غالباً ما تكون في مضمونها والخاصة بعلامات الظهور لإمامنا الحجة المنتظر أرواحنا له الفداء جعلت البعض لا يكترث، وغالباً ما يتحدّث على أنها ضعيفة، والآخر يصححها ويجعلها من المسلّمات، وبصراحة أكثر الخطباء على المنابر مختلفون في رؤيتهم وأخبار العلامات عن الإمام عجل الله فرجه واحداً يناقض الآخر مما قد يكون سبباً أحياناً في عدم الاهتمام من البعض كما أشرنا.
الجواب: حينما نتحدث عن علامات الظهور فإنما نتحدّث عن جهة حدّثت عنها في زمن ماضي، وهذه الجهة واحدة من اثنتين، فإما أن تكون الجهة معصومة، وإما أن تكون خلية من العصمة، وما من شك بأن الجهة غير المعصومة لا حجية فيها، فقد تصيب وقد تخطأ، وعادة ما لا ينظر إليها إلا من خلال الاستئناس بها في حال تعاضدها مع خبر المعصوم صلوات الله عليه، كأن يتحدث المعصوم عليه السلام عن أمر بصورة مقتضبة، ويأتينا أثر من أحد الصحابة أو التابعين فيتحدث عن الأمر بصورة فيها شيء من التفصيل، عندئذ يتم الاستئناس بهذا التفصيل، أو اعتماده وفقاً لطبيعة ما يتم التحدث عنه.
والمشكلة تتمحور في حديث المعصوم عليه السلام، وإني في الوقت الذي أحذّر من يتحدثون عن العلامات الواردة عن طريق المعصوم صلوات الله عليه بلغة التضعيف والتصحيح أو التشكيك والتأكيد، بأن هذه الطريقة إن لم تقترن بعلم يحتجّ به بين يدي الله غداً فأخشى أن يقعوا في محرم رد حديث المعصوم بأبي وأمي أو تكذيبه أو التقليل من شأنه، وذلك لأن هذا الأمر هو عملية علمية في غاية التعقيد، ولعل من تابع طريقتنا في محاكمة روايات اليماني في الجزء الثاني من كتاب علامات الظهور يجد أن الأمر أكثر تعقيداً مما يتصوره الكثيرون الذين يتلقفون الروايات ويؤكدون أو يضعّفون بجسب أمزجتهم لا بحسب الأدلة الشرعية والآليات المعتمدة في هذا المجال.
ومع تأكيدي أن ثقافتنا الشعبية المهدوية تحوي أحاديث كثيرة عن علامات الظهور مما لا نجد لها مستنداً شرعياً، كما أن هذه الثقافة حوت الكثير من حديث العامة مما لا علاقة له بأئمة الهدى صلوات الله عليه، خاصة وأن واحداً من أهم الكتب شهرة بين يدي الناس عن العلامات وأقصد كتاب الملاحم والفتن للسيد ابن طاووس رضوان الله عليه كل ما فيه مما رواه العامة عن علامات الظهور، اللهم إلّا ما ندر، ولكن يجري اعتماده على نطاق واسع جداً بين الناس، لأن غاية السيد ابن طاوس ان يستدل بحديث أهل السنة على قضية الإمام صلوات الله عليه، وقد نبّه إلى ذلك في غير موضع من كتابه إلّا أن غالبية من طالعوه لم يقرؤوه بالطريقة التي أرادها السيد ابن طاووس، وإنما قرؤوه باعتباره تأليف احد علماء الطائفة الكبار، وحسبوا أن ما فيه هو حديث أهل البيت عليهم السلام، في حال أنه حديث غيرهم، وبالتالي هو من الصنف الذي لا يمكن الاحتجاج به.
إن استطراداً سريعاً في تتبع مراحل العملية العلمية للتعامل مع هذه الروايات يكشف لنا خطورة الاتجاهات التي عمد إليها بعض أو بعض الخطباء في التعامل مع هذا الموضوع، إذ أن الباحثين تواجههم الرواية فيضعونها في ميزان البحث تحت مجاهر متعددة، أولها المصدر الذي نقل الرواية، إذ لا يكتفي الباحث لمجرد وجود سند في الرواية ليتفحص هذا السند، وإنما ثمة مرحلة قبل ذلك وهو التأكّد من الجهة التي نقلت الرواية بسندها ومتنها إلينا، وهذه العملية في بعض الأحيان مضنية جداً للباحثين، لأنها تحتاج إلى تيقّن بأن ما تم نقله عن المحدّث الفلاني قد وصلنا بطريقة طبيعة وصادقة، حتى إذا ما انتهى الباحث في ذلك يتم التعامل مع السند الذي يربط بين المصدر الذي نقل الرواية وبين المعصوم الذي تحدّث بنص الرواية، ويتم فحص كل رجل من رجال هذا السند تارة لوحده للتعرف على خصوصية وثاقته في ضبط الأخبار من عدمه، وصدقه في نقل الخبر من ، ينظر إلى هؤلاء الرجال بعنوانهم صلتهم بمن سبقهم من الرواة ومن لحق بهم، فهل أن فلاناً الذي روى عن فلان، هو بالفعل يروي عن فلان أو لا؟ وهل عاصره فسمع منه؟ أو نقل إليه نقلاً، لأن محض المعاصرة لا تقتضي القول بوحدة المكان، فقد يكون الراوي للخبر موجود في بغداد والناقل له في سمرقند وهما في وقت واحد، ولهذا فإن المعاصرة لوحدها هنا لا تكفي للقطع، وهذه الأبحاث التخصصية لو انتهت من الحكم على سند الحديث بالصحة أو الوثاقة أو الاعتبار أو الحسن او الضعف لوجه من وجوه التضعيف، وكل ذلك يجري ضمن بحث اختلف عليه الباحثون في شأن طبيعة المنهج الذي يجب ان يعتمد في محاكمة الروايات التي تتعلق بالعلامات، فهل يتم التعامل مع الروايات الواردة في شأن العلامات بطريقة منهج التشدد السندي بنفس مقدار التشدد الذي نتعامل فيه مع الروايات الفقهية؟ أو يجري التعامل وفق منهج التسامح في أدلة السنن؟ أو الجمع بين المنهجين في حال وجود قرائن دالة على الحكم على الرواية وهو الذي اخترناه في أبحاثنا، عند ذلك يتم التعامل مع النص، وهنا يتم التعامل تارة على أساس مفرداته وطبيعة القرائن المرتبطة به، وأخرى في طبيعة إنسجامه مع أحاديث المعصوم الأخرى، فقوة السند لوحدها ليست حاكية بالضرورة عن اعتماد النص، وإنما يجب أن يقارن بغيره، فقد يكون النص من نصوص التقية، أو ما إلى ذلك، وفي بحث المفردات والقرائن يجري البحث عما إن كان الإمام صلوات الله عليه يتحدّث بلغة رمزية كما هو غالب روايات علامات الظهور، أم يتحدّث بلغة مباشرة كما هو غالبية الأحاديث الفقهية، ولكل طريقة حديث هناك آليات معقدة لتفكيك نصوصه ومحاولة فهم مراد المعصوم عليه السلام منها.
إن هذا الاستطراد السريع ينطوي في مضمونه على علوم متعددة يجب التخصص فيها قبل الخوض في هذه الروايات، وأنا أعجب من العديد ممن قرأت لهم في شأن العلامات الطريقة المؤسفة التي تعاملوا فيها مع حديث أهل البيت عليهم السلام، مما أوصلهم إلى عدة تناقضات هربوا منها بطريقة زادت تفاسيرهم غموضاً وتناقضاً.
أما الذين يشككون فإن التشكيك هو أسهل الأعمال العلمية، لأن كل إنسان يستطيع أن يشكك بأي شأن حتى لو كان التشكيك بالشمس في رابعة النهار، والتشكيك من جهة ليس علماً أصلاً بقدر ما هو طريقة من طرق الجدل، وما من ضرورة ليكمن وراء هذا التشكيك أي نمط من العلم، نعم بعض التشكيك ينطوي على حجج علمية، وهذا الصنف هو الذي يجب أن نهتم به ونرفع اشكالاته، أما التشكيك المبني على طريقة إدخال الأمزجة الذوقية[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=692#_ftn1) في الحكم على الأمور العلمية خاصة المتعلقة بالروايات الشريفة فإنه ينطوي على خطر الوقوع في تكذيب المعصوم عليه السلام، وهو إلى العبث أقرب منه إلى التعامل الجاد مع قضايا جادة، مما يستوجب على الأخوة الذين يعتريهم الشك لسبب أو لآخر مراجعة المختصين لحسم الجدل النفسي أو العقلي في مثل هذه المسائل.
أما عدم الاهتمام فإن الإنسان المؤمن مدعو أساساً إلى أن يتثقف بشأن هذه العلامات، لأن التثقّف بها يمنع عنه شبهات الأدعياء على الأقل، وهو واجبه الإنتظار والإستعداد، ومن أدرك حظه كان سبّاقاً، أما من تخلّف عن ركب السبّاقين المتأهبين دوماً فإنه يحرم نفسه من كرامة السبق إلى الفضائل.
حسين كاظم 0
03-04-2013, 04:25 AM
37 - قيس المهندس (مجموعة حكيميون): يبدو من خلال روايات أهل البيت عليهم السلام أن دور اليماني توجيهي للأمة أكثر من كونه عسكري، فما هو رأي سماحتكم بذلك؟
الجواب: على العكس من ذلك فإن روايات أهل البيت عليهم السلام بشأن هذا الرجل، حينما أطلقت مصطلح الراية على هذا العبد الصالح إنما أشارت إلى الدور العسكري الذي سيقوم به، لا سيما وأن الإشارة إليه جاءت إلى مصاف رايات عسكرية اقليمية كبرى، ناهيك عن الأعداد التي ستخرج معه ويشار لها في أحد الروايات، ولا يمنع أن يكون له دور توجيهي للأمة قبل خروجه كمقاتل لابن آكلة الأكباد، أو بعد إتمامه لمهمة الإنقاذ للعراق من إجرام السفياني بمعية راية السيد الخراساني، بل ربما هو المؤكد لأن وصفه بأوصاف الدعوة إلى الحق والصراط المستقيم والإمام صلوات الله عليه يؤكد هذه الصفة أيضاً، فهو موجّه، أو له سطوة توجيهية، ثم يمرّ الشيعة بظرف استثنائي فيعمد لحمل السلاح من أجل إنقاذهم.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 02:13 PM
38 - قيس المهندس (مجموعة حكيميون): هل ان راية اليماني هي راية الحق الوحيدة في الساحة قبيل الظهور كما تدل الروايات، وبذلك تكون راية الخراساني راية ضلال! لكونها رفعت بمعزل عن راية اليماني، والرواية تقول الملتوي عليه مستحق للنار؟
الجواب: سبق لي أن أشرت إلى أن الإلتواء هو معصية الملتوي ومعاندته لمن يلتوي عليه، ولا يوجد أي إيحاء بأن العمل في مسلك واحد عبر رايتين يستلزم إلتواء أحدهما على الآخر، لا سيما إن كانا في بقعتين جغرافيتين مختلفتين، وظروف الإنضباط العسكري تستلزم إثنينيتهما، فاليماني في العراق، والخراساني في إيران، واليماني صاحب قوات غير منظمة لأنه ليس بصاحب دولة، بينما الخراساني صاحب جيش منظم لأنه صاحب دولة.
على أن من المؤكد أن راية السيد الخراساني هي راية هدى أيضاً، لا سيما وأن رواية الإمام الباقر عليه السلام الموثّقة تشير إلى أن نفراً من أصحاب القائم روحي فداه سيخرجون في ظل راية الخراساني إذ يروي جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام صلوات الله عليه قوله ضمن حديث طويل عن العلامات الممهدة لظهور الإمام عليه السلام: يبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة، وعدّتهم سبعون ألفاً، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً، فبينا هم كذلك، إذ أقبلت رايات من قبل خراسان، وتطوي المنازل طياً حثيثاً، ومعهم نفر من أصحاب القائم.[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1)
وقد أوضحنا سبب التمايز بين الرايتين في الهدى في كتابينا راية اليماني الموعود وكذا في الجزء الثاني من علامات الظهور، وقلنا بأن حركة اليماني تخرج ولا همّ لها إلّا نصرة الإمام صلوات الله عليه، وهي مجردة في خروجها من الأبعاد الوطنية أو المناطقية وما شاكلها، بينما الخراساني لكونه صاحب دولة مكلّف شرعاً بحفظها وأداء مسؤولية الرعاية لرعيته، فيخرج لأن هناك تهديد للأمن القومي على سبيل المثال لدولته، مما يجعله يخرج تأدية للتكليف الشرعي المناط به، والله العالم بحقيقة الأحوال.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 02:15 PM
39 - أم إحسان الكريماوي(مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ الكريم هناك حديث يقول: إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فجمع بها عقولهم، وكملت به أحلامهم.. ما المقصود بهذا الحديث؟
الجواب: الحديث الشريف مروي عن الإمام الباقر عليه السلام، ولكن بلفظين أولهما ما في كتاب أصول الكافي[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) وهو ما ذكرتموه، والثاني ما في مختصر البصائر وفيه: إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع به عقولهم وأكمل به أحلامهم،[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2) وشابه ما في كمال الدين وتمام النعمة لفظ ما في مختصر البصائر وإن رواه بسند ما في الكافي،[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3) وما في مختصر البصائر أصح سنداً مما في كتاب الكافي وكمال الدين.
والحديث بأي لفظ لا يتعارض مع الآخر، وبخلاف ما ظنّه بعض الأفاضل من أن الإمام صلوات الله عليه سيحدث معجزة في هذا المجال، أي أن معجزة ستحل بالعقول في زمانه صلوات الله عليه فتتكامل، وهذا وهم واضح جداً، لأن المعجزة لا تدخل في تغيير هدى الناس، وإلّا لأصبحت عملية الهداية جبرية، وعندئذ سيعود هذا الأمر إلى عدم حكمة بعث الأنبياء عليهم السلام، بل إلى عدم حكمة خلق الخلق، وقد شاء الله سبحانه أن يترك شأن أفعال الإرادة الإنسانية المرتبطة بهدى الخلق وضلالهم إلى العباد لينظر أيشكر هؤلاء أم يكفروا بعد أن بيّن لهم ما هو الهدى وما هو الضلال لقوله تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}[4] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn4) ولو كانت هذه الأمور تتحقق بالمعجزة فإن رسول الله صلوات الله عليه وآله أحرى به أن يحدث معجزة في أهل زمانه ويجنّب التأريخ كل ما مرّ به من مصائب سيطرة الضلال وبعد الناس عن الهدى.
ولكن المراد به أن الإمام صلوات الله عليه بما سيتيحه من هدى، وبما سيزيل من معالم الظلال وأسبابه، وبما سيحققه من عدالة، وبما يعمد إليه من نهج تربوي سيزيل في واقع الحال كل الأسباب التي تحول دون قطع الناس طريقها باتجاه تكامل العقول، إذ أن الناس لو توفّرت لها المناهج التي من شأنها أن ترفع عنها الشبهات والأضاليل، ستقطع شوطها باتجاه تكامل العقول بطريقة يسيرة، لا كما نراها اليوم أو في الأزمان السابقة من وجود كتل هائلة من ركام الضلال على العقول، جعلت خلاص الإنسان من هذا الركام وعدم تأثره به أو نجاته منه كالمعجزة بل يعدّه غالبية الناس بأن البعد عن هذا الركام هو الضلال.
ومن هنا يتبين لنا وهم من توهّم بأن هذا الحديث يشير إلى أن عصر الظهور لن يشهد وجود المدارس والمنتديات العلمية، بل نرى على العكس من ذلك فإن هذا العصر الشريف سيشهد ثورة في عوالم العلم والتعلم، ولكن ستتميز بأن العلم سيوضع لخير الناس، لا كما نرى الآن في الكثير من الأحيان يوضع في خدمة أشرار الناس ليزيدوا من سلطة الظلم والجور.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 02:18 PM
40 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): شيخنا الأجل يعترض المخالفون على طول عمر الامام، وأن الإنسان لا يستطيع أن يعمّر هذا العمر الطويل، فما هو الرد على هذا الاعتراض؟ ودمتم.
الجواب: مشكلة الطول الزمني لعمر الإمام صلوات الله عليه، تارة ينظر لها من خلال طبيعة الخلقة الإنسانية، لذا فالنقاش سيتمحور في قابلية الخلية الإنسانية على البقاء مدداً طويلة أو لا؟ وأخرى يناقش من خلال التجربة البشرية التاريخية، لنجد هل أن التاريخ البشري حوى نماذج لأعمار زمنية أطول من المعدلات الطبيعية التي نألفها اليوم أم لا؟ وثالثة يناقش من خلال إمكانية تدخل الإرادة الإلهية الخالقة في إطالة عمر الإنسان مدداً أطول من المدد الطبيعية، كما نراه في تدخل هذه الإرادة في قصر هذه المدد، أو عدم وجود هذه الإمكانية؟
ولا يمكن للمرء أن يناقش بعيداً عن هذه المجالات، لأننا سنجد أن غالبية المعترضين يعتمدون على حسابات أمزجتهم أكثر من اعتمادهم على حسابات الحجة والبرهان، والمؤسف أن هذا الاعتراض في غالبية الأحيان يتم بناء على حسابات طائفية ليس إلّا، وإلا كيف يمكن أن تجيز لابن أبي حاتم الرازي أن يروي عن طريق سفيان عن رجل يقال له عبيد وكان لا يتهم بالكذب قال: رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر كأنه كساء أنبجاني![1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1). وهذا في زمن العباسيين، ولا تجيز لولي الله أن يكون عمره طويلاً؟
على أي حال لا أعتقد أن أحداً من المسلمين يمكن له أن يناقش في شأن إمكانية التدخل الإلهي في إطالة هذا العمر أو تقصيره بأي مقدار طال أم قصر، فالله على كل شيء قدير ولم يلزم نفسه بعدم التدخل في هذا الأمر، وبالتالي فلا مجال للتوقف عند هذه المسألة اطلاقاً، ويكفينا في هذا المجال أن الله سبحانه وتعالى أطال في عمر إبليس عليه لعائن الله كل هذا الزمن الممتد من قبل الطلب بالسجود لآدم عليه السلام وأبقاه ليوم الوقت المعلوم، ولذلك أعتقد أن النقاش يتمحور في الجانبين الأوليين.
ومن حسن الحظ أن القرآن الكريم تكفّل بعرض التجربة التاريخية البشرية في طول العمر من خلال ما أشار إليه القرآن الكريم في قصة نوح عليه السلام، إذ تحدّث القرآن بصراحة وافية عن أن التاريخ مرّت به حادثة كان فيها عمر الإنسان طويلاً بالطول الذي عرضته الآية الكريمة: { ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه، فلبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاماً، فأخذهم الطوفان وهم ظالمون}[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2)، وبمعزل عمّا إذا كان عمر نوح قد اطاله الله سبحانه وتعالى بناء على معجزة أو وفق قابلية الخلقة الإنسانية، فإن القدر المتيقن أن هذا المثال التاريخي يسمح بالقول بأن التجربة التاريخية حوت نموذج من ذلك، فما بالكم لو ضممنا إليه عمر العبد الصالح الخضر عليه السلام؟ والذي تجمع المصادر التاريخية المعنية بهذا الموضوع أنه لا زال حياً مع أن القرآن يتحدث عن وجوده في زمن نبي الله موسى عليه السلام، وماذا لو ذكرنا عمر نبي الله عيسى عليه السلام، بل ما يتحدث عنه العديد من مؤرخي القوم في شأن عمر إدريس عليه السلام وهو سابق لنوح عليه السلام ويعتقدون انه لا زال حياً.
والطريف أن غالبية كبيرة من علماء حديث أهل السنة تتحدث عن وجود الأعور الدجال في زمن رسول الله صلوات الله عليه وآله، ويشيرون إلى أن الرسول صلوات الله عليه وآله قد التقى به وزاره عدد من الصحابة كعمر بن الخطاب، وفي هذا المجال يمكن مراجعة قصة ابن صائد وهو من يقول الكثير منهم بأنه هو الأعور الدجال والذي سيظهر ضمن أشراط الساعة الكبرى في مروياتهم أي أنه في نهاية الزمن، فلقد روى القصة كل من البخاري ومسلم وأبي داود وأحمد والترمذي وابن حبان في الصحيح وعشرات غيرهم.[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3)
لذلك ما من سبيل للتحاجج في المسألة التاريخية لأنها تشير إلى حصول ذلك بالتواتر، وليس بضائر أي تفسير لعمر نبي الله نوح عليه السلام، سواء قيل بمنطق الإعجاز أو قيل بمنطق الغرابة التاريخية، فنحن أمام حدث تاريخي وتنجّزه على واحد من البشر يسمح بتنجّزه على الملايين، بالرغم من أننا لا نوافق على منطق المعجزة في هذا المجال كما سيتضح عما قليل، ولكن من باب محاججة هؤلاء بما يحتجون به.
يبقى علينا أن نكتشف هل بإمكان بنية الخلية الإنسانية أن تستمر بالحياة إن لم يطرأ عليها طارئ خارجي، أو بمعنى آخر هل أن الخلية الإنسانية تحمل سر فنائها معها، بحيث أنها تكمل دورة زمنية محددة، فيتفعّل سر الفناء الذاتي فيحيلها من خلية حية إلى خلية ميتة، مما يجعل عمر الإنسان محدداً بسقف زمني محدد.
لعل من مندوحة القول بأن خالق هذا الإنسان هو الأعرف به من غيره، وهو الذي يعبّر عن مواصفات ما خلق بقوله تعالى: {أحسن كل شيء خلقه}[4] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn4) ويرينا هذا الوصف بمعزل عن أي شيء آخر أن ما خلقه الله لا يحمل سر فنائه، لأن احتواء الشيء على سر فنائه يبعد عنه هذا الحسن الذي يتحدّث عنه البارئ جلّ وعزّ، ولذلك نرى أنه ربط موت الإنسان بعامل خارجي دوماً {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم}[5] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn5) مما يعني أن الخلية الإنسانية إن لم تتعرض لعارض خارجي فإن سبل ديمومة الحياة مكفول لها، والتعرض للعامل الخارجي يتفاوت فيه الناس، ولكن الله سبحانه وتعالى في حديثه مع آدم عليه السلام فصّل في هذا الموضوع وبيّن أن الإنسان بإمكانه أن يمنع عن نفسه هذا العامل الخارجي فقال عزّ من قائل: {فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى* إن لك ألّا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}[6] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn6) وهنا يجب أن يلفت إنتباهنا استخدام عبارة: { إن لك} وهي تعني جعل الخيار بيد آدم عليه السلام، فبيده يستطيع أن يعيش هذه الحالة، وبيده تنتفي هذه الحالة، ومع ملاحظة ان الجنة المطروحة هنا ليست جنة الخلد، لأن تلك الجنة لا تكليف فيها ولا يوجد فيها مجال لمثل إبليس فضلاً عن ان من يدخل فيها لا يخرج منها، والحديث هنا واضح فيه إبليس فيه أمر إرشادي تشريعي وفيه إخراج من الجنة وكلها لا تتناسب مع جنة الخلد، وحديث أهل البيت عليهم السلام بأنها جنة من جنان الدنيا يؤكد هذا الأمر، فعن الحسين بن ميسر قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جنة آدم عليه السلام؟ فقال: جنة من جنان الدنيا؛ تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبداً.[7] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn7)
بناءاً على كل ذلك يجب أن نعود للآيات الكريمة لنتساءل عن سر ذلك، فمن المعلوم أن قابلية جسم آدم هي نفس قابلية بنيه، وما يسري عليه يسري عليهم، ومع ملاحظة أن الجوع والعري والظمأ والحرارة المُشار إليها في الآيات الكريمة كلها من العوامل الخارجية، وهذه العوامل هي ذاتها التي تعمل على قتل الخلية الإنسانية، كما تؤكد ذلك الأبحاث البيولوجية المعاصرة، فالخلية حينما تتعرض للجفاف، وحينما تتعرض لانقطاع الماء عنها، وحينما لا تتغذى، وحينما لا تحجب عن عناصر التلوث، فإن كل مقومات الحياة تكون مكفولة لها، ولكنها تموت مع هذه العوامل كلاً أو جزءاً، مما يجعل حديث الآيات الكريمة حديث عن أسرار البقاء، وليس مجرد حديث عابر جرى في لحظة تاريخية مرت ولن تعود، أو أنه غير صالح في بقية التاريخ.
والملفت للإنتباه هنا أن الله سبحانه وتعالى جعل سبب الشقاء والذي بسببه أخرج آدم من هذه الجنة، هو الحياد عن إرشادات الله تعالى والإصغاء إلى الشيطان، والشيطان هنا وإن ضرب بإبليس مثلاً، إلّا أنه عنوان لكل ضر معنوي أو مادي يلحق بالإنسان ومحيطه، وكذلك طبيعة ما يؤكل، وذلك لقوله تعالى: {ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين* فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما}[8] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn8)، والدمج ما بين الأمرين يوحي بأن السبب الرئيس للضر المادي الذي يحصل للإنسان، هو طبيعة تسرّب منظومة الضر إلى المنظومة الغذائية للإنسان، ومما لا شك فيه أن هذا الضر إن أخذناه بالمعنى البيولوجي فسيتعلّق بما يعرّض الخلية الإنسانية إلى واحدة أو أكثر من عناصر الإماتة، وهي الجفاف أو الحرارة أو التلوث الخارجي أو انعدام الغذاء، وعليه فإن طهارة قلب الإنسان مما يجعله غير قابل لوسوسة الشيطان، والتوقّي الغذائي يجعل عمر الإنسان مفتوحاً بدون قيود، ما لم يعرض إليه حادث كالقتل وما شاكل، ولا يوجد لدينا في مفهومنا القرآني أطهر ممن وصفوا بأنهم ممن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأعني بذلك أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم، ومن هنا يمكن لنا أن تبين لم قال الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله فيما ينقله عنه الإمام الحسن عليه السلام: ما منا إلّا مقتول أو مسموم،[9] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn9) وكذا ما قاله الإمام الرضا عليه السلام: ما منا إلّا مقتول شهيد.[10] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn10)
ولو ضممنا إلى خصيصة العصمة التي تعني عدم خضوع المعصوم لوسوسة الشيطان، حالة العلم المتوافر لدى المعصوم صلوات الله عليه ومنه علم الأبدان والذي يتيح له أسرار الغذاء وطبيعته، وضممنا كل ذلك إلى حالة الغيبة والتي تعني انه سيكون في منأى عام من العوامل الخارجة عن النظام الغذائي أو المعنوي، لأنه سيكون بعيداً عن أذى الظلمة، فإننا نخلص إلى أن كل العوامل التي تؤثر في قصر حياة الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف منتفية تماماً، مما يجعل الحالة الطبيعية فيه هو طول حياته بأبي وأمي، ولذلك تفصيل يمكن مراجعته في الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 02:20 PM
41 - المختار المختار (مجموعة حكيميون): هل صحيح أن احدى علامات الظهور ظهور جبل من ذهب أعالي الفرات؟ وهل أن قصور الطاغية صدام التي كانت على ضفاف الفرات وأعالي الجبال والكنوز التي كانت داخل القصور تدخل ضمن الرواية؟
الجواب: لم يتسن لي معرفة أي طريق لتصحيح خبر كنز الفرات، فكل ما يتم التحدّث عنه في مجاله إنما هو حديث العامة، وبالرغم من كثرته لديهم بصورة تبلغ حد التواتر، إلّا إنني لم أجد أي إشارة في حديث أهل البيت عليهم السلام إليه، ومما يثير العجب أن بعضاً من كتّابنا يأخذون الخبر أخذ المسلّمات، مع أنه لا وجود له في حديث أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم.
وبغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، فإن ما يلفت الإنتباه إليه هو أن كلمة الحسر استخدمت في الخبر، فلقد ورد في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قوله: يوشك الفرات أن يُحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً.[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=698#_ftn1) فالحسر لا يكون إلّا من قلة مياه النهر أو من تغير مجراه، ولا علاقة له بجفاف النهر كما تصوّره بعضهم، كما أن الحديث عن الكنز ورد في عدة أحاديث ذكرهما البخاري ومسلم أيضاً بعنوان جبل من الذهب بدلاً من الكنز، فلو قدّر أن نأخذ الخبر على ظاهره فإن ظهور الجبل لا يمكن أن يحصل إلّا من خلال زلزال أو بركان يعيد رسم جغرافية الفرات ليجعل محل مجرى النهر جبلاً، لأن أي علو في مستوى الأرض لا يمكن حصوله إلا عبر ذلك، وهو أيضاً مما لم يأت ذكره في أي خبر عندنا، وفي علمي أن كتب العامة أيضاً خلت من ذلك، أو يؤخذ لفظ الخبر على الكناية وهي خلاف مذهبهم فإن الجبل يمكن أن يكون بمعنى الكثرة، وللقوم تخبطات عجيبة في تفسير ذلك، ألمحنا إلى بعض منها في الجزء الثاني من علامات الظهور ص253.
وبمعزل عن كل ذلك فما من تأكيد على أن الخبر في تقدير صحته له علاقة بالظهور الشريف كي يكون علامة له، بل عدّه القوم بأنه من أشراط الساعة الصغرى، نعم ورد في خبر ذكر ابن ماجة في سننه عن ثوبان مولى رسول الله صلوات الله عليه وآله أن ثمة كنز يتم التقاتل عليه بين ثلاثة، ويكون قتالهم قريباً من الرايات السود فقال: يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يُقتّله قوم.[2] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=698#_ftn2) والخبر كما ترى لا دلالة فيه على زمن محدد غير الربط بالرايات السود، ولكون أحاديث القوم عن الرايات السود غالبيتها تتعلق برايات العباسيين، فإن الربط بمسألة الظهور يبقى غائباً، خاصة وأن الحديث عن التقتيل بهذه الصورة من قبل الرايات السود، أليق برايات بني العباس منها برايات السيد الخراساني، فتلك رايات انتقام من الأمويين، وهذه رايات إنقاذ للعراقيين، ومهما يكن فلو صح الربط بعالم الظهور وأريد به ريات السيد الخراساني فإن ذلك سيكون قريباً من أحداث معركة قرقيسياء التي تجري بين السفياني وبين الأتراك وبني قيس وهم عشائر محافظة دير الزور السورية وجنوب محافظة الحسكة، وينضم لاحقاً لهم أولاد عمومتهم من المحافظات الغربية من العراق.
أما هل أن له علاقة بكنوز المجرم صدام التي خبّأها في قصوره؟ فإن القدر المتيقّن بالنسبة لنا هو الشك بصحة الخبر أولاً، وثانياً طبيعة أحاديثهم تشير إلى قتال شرس جداً على هذا الكنز وهو أمر لم يحصل سابقاً ولا حالياً، والله العالم.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 02:23 PM
42 - بسمة الحياة (منتديات براثا): إحدى الأخوات من أهل السنة و الجماعة تسأل سؤال بخصوص المسائل المهدوية و تقول: لماذا يأخذ المصلح المنتظر بثأر الإمام الحسين إذا كان المختار الثقفي أخذ بثأره؟ و يوم القيامه يطالب بثأره مره اخرى ؟
الجواب: ليس المقصود بالثأر للإمام الحسين عليه السلام هو الثأر من الأشخاص الذين قتلوه بشكل مباشر، فمن الواضح أن هؤلاء مرّوا بمرور الزمن سواء بيد المختار الثقفي رضوان الله عليه أو بيد غيره، ولكن المراد ينطوي على بعدين أولهما يتعلّق بكل من قبل بفعل أولئكم القتلة وترضّى عليهم من أولئكم الذين يعيشون في عهد الإمام صلوات الله عليه، ولذلك نحن نتبرء ممن قتل الحسين عليه السلام من الأولين والآخرين، وتارة يكون بالثأر من القيم التي قتلت الإمام الحسين ومصداقها الاجتماعي يتمثل بكل من دافع عن هذه القيم ونافح عنها وناصرها، لأن الراضي بفعل قوم يحشر معهم ويحسب عليهم.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 02:26 PM
43 - بسمة الحياة (منتديات براثا): أحب أن أعرف عن وضع النساء في زمن القائم لأني سمعت أن الذئب سيلعب مع الحمل، والأفعى مع الطفل بأمان، فهل سيكون هناك اختلاط بين الرجال و النساء بسبب الأمان؟
الجواب: ما تعنيه مثل هذه الروايات لا علاقة له بتغيير الخلقة الإنسانية، كما توهّمه البعض، فهذا ما لن يحصل، فالخلقة الإنسانية أو الحيوانية ستبقى بسجاياها وبطبيعتها التي خلقها الله سبحانه، ولن تتغير، ولكن المقصود بها هو الوصف الكنائي عن الموضوع، إذ أن المراد به شيوع حالة الأمان والعدالة التي تكفل حتى للحيوانات رزقها، فضلاً عن البشر، ومن المعلوم أن الحيوان بطبيعته حينما يؤمّن له الغذاء لن يعتدي على أحد، وليس هو كالبشر الذي قد تستمر عنده حالة الإعتداء حتى لو أمّن زوال أسباب الاعتداء، أما بالنسبة لوضع النساء في زمن الإمام صلوات الله عليه، فلا تغيير في سجاياهم الأخلاقية ولا في المنهاج التربوي الموضوع لهم، بل ستكون العفة والحشمة هي الميزة الكبرى التي ستميّز مجتمع الإمام صلوات الله عليه، مما يعني ان الاختلاط سينتفي في حال انتفاء مسوغاته الشرعية، ومع انتفاء هذه المسوغات لن يكون له معنى، بمعنى أن المرأة في عصرنا هذا حينما تلجؤها الظروف لكي تخرج وتعمل في الوسط الرجالي، قد يكون الاختلاط مسوّغاً لها في حال التزامها بالضوابط الشرعية المقننة لهذا الأمر، ولكن حينما تكون الظروف في عصر الإمام صلوات الله عليه تنفي عنها هذه الحاجة، عندئذ فإن مما لا شك فيه أن تلك الضوابط التي سمحت لها بالعمل في الوسط الرجالي ستنتفي وبالنتيجة سيكون حكمها نختلف تماماً عن حكم هذه الأيام.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 04:36 PM
44 -عطر السماء (مجموعة حكيميون): ماهو الانتظار هل نجلس نضع أيدينا على خدودنا، و ننتظر حتى يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) أم ماذا؟؟
الجواب: الإنتظار لا معنى له إلّا بسبب وجود غاية هي التي دعت إليه، كما أن الغيبة لا معنى لها إلّا من خلال وجود حكمة تقف من ورائها، وحين التأمّل نجد أن أسباب الغيبة تكمن في قضيتين أساسيتين، أحدهما تتعلق بغياب الناصر للإمام صلوات الله عليه، والثانية تتعلق بوجود المعادي للإمام بأبي وأمي، ولهذا حينما طولبنا في فترة الغيبة بأن ننتظر الإمام روحي فداه، فليس لسبب إلّا لأن مهمة الإنتظار هو في واقعه إتاحة الوقت الكافي من أجل إعداد الناصر لمواجهة أعداء الإمام صلوات الله عليه، مما يجعل القول بأن الإنتظار منفكّ عن هذا الأمر، وأن لا علاقة للمنتظر بذلك يمثل انتكاسة كبرى في وعي القضية المهدوية، الأمر الذي يفرض علينا أن نعيد قراءة الإنتظار من هذه الزاوية، فالإسلام دين العمل والجدية في التعاطي مع شأن هداية الناس، وحينما يتم تحديد القضية المهدوية بعنوانها البرنامج الخاص بعملية الهداية الربانية ضمن خط الإمامة، فإن ما يجب علينا أن نفهمه أن هذه القضية يتنافى العمل من أجلها مع سلوكيات التهاون والإتكال والتكاسل، بل إن من يريد أن يرتبط بها عليه أن يبرز دوماً جدية في التواصل مع أهدافها.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:10 PM
45 - عطر السماء (مجموعة حكيميون): ماهو واجبنا في زمن الغيبة؟
الجواب: من الواضح أن الواجب العام المتعلّق بنا هو العمل بالتقوى التي أمرنا بها القرآن الكريم والنبي الأكرم، وأهل بيته صلوات الله عليه وعليهم، وهذا الواجب لا علاقة له بالغيبة أو بعدمها فهو واجب دائم في كل الحالات، ولكن في زمن الغيبة يكتسب هذا الواجب رائحة خاصة تتمثل بطبيعة التواصل مع الإمام صلوات الله عليه ومع أهدافه في زمن الغيبة، فكما أشرنا في جواب آهر فإن هذه الغيبة لم تحصل نتيجة للصدفة، كما أن المؤمن لم يترك فيها لكي يتصرف دون أبالية لطبيعة الأهداف المطلوبة منه، بل لا يمكن تحقيق الإيمان إلّا من خلال التعاطي الجاد مع كل مقتضياتها، وهذه المقتضيات في زماننا المعاصر بعنوانه الزمان الأقرب للظهور الشريف لها واجهتين؛ الأولى تتعلّق بالتصرف العام الذي طولبنا به لغرض إرضاء الإمام صلوات الله عليه، وعملية الإرضاء هذه هي مواصفة عامة لغرض إعداد النفس لنصرة المعتقد الشريف متى ما اقتضت الحاجة، سواء كانت هذه النصرة مرتبطة بتحصين ذات الإنسان المنتظر أو بتحصين المجموعة المنتظرة أو بتحصين قواعدها العامة بكل ما لكلمة التحصين من معنى ومن مدى، أو كانت في مواجهة الأخطار المسلّطة على المؤمنين من أعدائهم وإتقاء الأضرار التي يمكن أن يلحقونها بالمؤمنين أو تقليصها.
أما الواجهة الثانية فهي خاصة بسلوكية التمهيد والتي تتعامل مع قضية الظهور على قاعدة: "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً" وهذه السلوكية تتعامل مع هذه القضية، وكأن الإمام صلوات الله عليه سيظهر غداً، ولكن دون إغفال الضوابط التي وضعت أمامهم من قبل أئمة الهدى صلوات الله عليه والتي تحول دون الاستعجال والتهوّر، وأهمّ هذه الضوابط يمكن أن يتم إدراكها من الفهم الدقيق لعلامات الظهور، لا بعنوانها دالّة على الظهور فحسب، وإنما بما تتضمن من مناهج عمل، وهذه المناهج على صنفين، أولهما يختص بالفترة التي لا دلالة ظاهرة وحاسمة فيها على الظهور، وهذه تستدعي الاهتمام بتنمية المحتوى الداخلي للمنتظِر بصورة تجعله قادراً على مواجهة استحقاقات المرحلة وبشكل تضمن له الثبات على طريق حسن العاقبة باعتبار كثرة البلاء والفتن التي ستتميز بها هذه المرحلة.
أما الصنف الثاني فهي التي تتعلق بالمرحلة التي تكون فيها دلالات الظهور حاسمة أي في المرحلة التي عبّر عنها الإمام الباقر صلوات الله عليه في حديثه لجابر بن يزيد الجعفي رضوان الله عليه: "يا جابر إلزم الأرض، ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها".[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=718#_ftn1) وهي المرحلة التي تحسم بالتفجير النووي الذي يطال دمشق، وطابعها العام هو تهيئة المستلزمات الموضوعية المترتبة على حركة العلامات، وهي لهذا تختلف من مكان لآخر، ولن تبقى هذه المستلزمات في وتيرة واحدة، لأن طبيعة حركة العلامات ستكون سريعة جداً، ولكن مهما يكن ستختلف التكاليف المرتبطة بالمؤمنين في الشام غيرها في العراق، والعراق يختلف عما في إيران، بل إن مناطق العراق يختلف أحدها عن الآخر.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:12 PM
46 - سيد محمود الجزائري (مجموعة حكيميون): نقرأ في كثير من كتب المذهب من ادّعى الرؤيا فهو كاذب... إذن كيف يتم التوفيق بين هذا الكلام، وبين بعض الروايات التي يطرحها بعض العلماء الاعلام بأنهم التقوا الإمام؟
الجواب: الرواية المشار إليها لا تتعلق بالرؤيا أو مطلق اللقاء بالإمام صلوات الله عليه، وإنما تتعلق بالمشاهدة التي تحاكي مفهوم السفارة، ونصّها كما ورد عن الإمام روحي لمقدمه الفدا في توقيعه للسفير الرابع علي بن محمد السمري رضوان الله عليه: "وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفترٍ"[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) والتي بموجبها يكون كلام السفير في الأحكام الشرعية وما يشاكلها ملزم وحجّة، فالمشاهدة بهذا المفهوم انتهت بموت السفير الرابع رضوان الله عليه، وما من سفير للإمام صلوات الله عليه من بعد ذلك ما دمنا في عهد الغيبة الكبرى، أما الرؤيا وما يشابهها، أو اللقاء الخاص الذي لا يكشف عن حكم شرعي، فإن التجربة التاريخية حافلة بنماذج كثيرة له.
وهذا الحديث من شأنه أن يشكل قاعدة في غاية الأهمية والخطورة، لأنه كفيل بقطع الطريق أمام أدعياء المهدوية، لأن كلام الإمام صلوات الله عليه هنا قاطع وجازم بإغلاق أي منفذ يمكن لهؤلاء الأدعياء أن ينفذوا من خلاله. من خلال التكذيب الصريح لكل من يدّعي أن أحكامه يأخذها من الإمام صلوات الله عليه.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:15 PM
47 - محب باسم الكربلائي (مجموعة حكيميون): هناك بعض الكتّاب من ذوي المؤلفات القيّمة، والتي أعجبتني كتاباتهم تطرقوا الى موضوع تحديد وقت ظهور القائم (روحي لتراب مقدمه الفداء) بتحديد السنة بالضبط استناداً الى أدلّة رقمية من القرآن الكريم ونكت عددية من الآيات الكريمة، مارأي سماحتكم في مثل هذه البحوث؟؟
الجواب: لا أدري عمّن تتحدثون، ولكن القدر المسلّم به أن التفسير بالأرقام لا حجّة فيه، بالرغم من وجود إشارات رقمية في الآيات الكريمة، ولكن لا نستطيع أن نخرج منها دليلاً، وما من دلالة في حديث المعصوم عليه السلام الصحيح على ذلك، بالشكل الذي يمكن لنا معه أن نؤسس لقاعدة عامة يمكن أن نعتمد عليها في تفسير الأمور، أما الحديث عن توقيت الظهور فهو من الأمور التي كذّبها الأئمة صلوات الله عليهم سلفاً ونهوا عنها كما في سؤال الفضيل بن يسار للإمام الباقر عليه السلام: لهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقّاتون، كذّب الوقاتون، كذب الوقّاتون.. الخبر.[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1)
على العموم مهما أحسن الظن بمنهج حساب الأرقام فهو يبقى ظني الدلالة، والدلالة الظنية لا تؤدي إلى العلم القطعي، على أننا يجب أن نلتفت إلى حقيقة أننا لسنا مطالبون بظهور الإمام صلوات الله عليه، وإنما كل ما طولبنا به رضا الإمام صلوات الله عليه عنّا سواء ظهر الإمام بأبي وأمي أو لم يظهر، فكل ذلك ليس من تكليفنا، نعم طالبتنا الروايات الشريفة بأن نتمعن في علامات الظهور لما فيها من فوائد جمّة وعملية للمنتظرين في عهد الغيبة الكبرى.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:17 PM
48 - (البريد الخاص بالموقع): أود السؤال عن تفسير الأحاديث الواردة عن الصيحة في شهر رمضان فقد أثبت لدينا ان الصيحة تكون في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، بينما ورد في بعض مصادر أهل السنة أن هناك صيحة أو هدة أو صوت على اختلاف المصادر في الخامس عشر من شهر رمضان، وذكرت بعض المصادر أن هذا الصوت هو صوت جبرائيل عليه السلام بينما لم يرد في روايات اهل البيت عليهم السلام إشارة الى صيحة في الخامس عشر من شهر رمضان، فهل تتفضل بتوضيح ذلك؟ وهل برأيك أن هذه الصيحة أو الهدة متعلقة بأهل الأرض عموما وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم باتخاذ عدة تدابير عند سماعها؟ أم متعلقة بأهل الحجاز أو الشام؟.
الجواب: هناك فرق واضح بين الصيحة الجبرائيلية، وبين الصيحة والصوت والهدة التي أشرتم إليها والتي ذكرت مصادر العامة بأنها تحصل في الخامس عشر من شهر رمضان، فالأولى تحصل بعد خروج السفياني وقبل خروج الإمام صلوات الله عليه، بينما الثانية فهي قبل خروج السفياني، وكذلك فإن الأولى تسمع في كل العالم، بينما الثانية فستكون خاصة بالشام، ولهذا فإن ما أشرتم إليه في شأن التدابير الوارد ذكرها في عدة احاديث نبوية في مصادر العامة تبقى هي خاصة أيضاً بالشام.
وفي الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور فصّلنا الحديث عن ذلك وأشرنا إلى أن الصيحة المشار لها في خصوص الشام هي الصوت المنبعث عن تفجير نووي يستهدفها، وقد أشير إليها في عدة روايات صحيحة أو موثّقة في مصادر أهل البيت عليهم السلام، كما في حديث الإمام الباقر عليه السلام الذي يرويه عن جابر بن يزيد الجعفي رضوان الله عليه وفيه الحديث عن الصوت الذي يأتي بالفتح،[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) أو عن الصوت الذي فيه فرج عظيم لكم كما في رواية محمد بن مسلم عنه صلوات الله عليه،[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2) وأشارت إليه أحاديث رغم ضعف سند بعضها إلّا أنها دالة عليها كما في الحديث المروي عن أبي بصير عن الإمام الباقر في حديثه عن نار تشبه الهُردي العظيم،[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3) أو في حديث الإمام أمير المؤمنين عليه عن الرجفة التي يهلك بها مئة ألف في الشام والتي تكون رحمة للمؤمنين ونقمة على الكافرين[4] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn4)، ولم يوقّت حديث أهل البيت صلوات الله عليهم لها كما وقّتت لها أحاديث العامة، ولكن في حديث أمير المؤمنين نجد وصفاً للحالة يشير إلى أن احتدام الصراع بين جيشين في دمشق هو الذي ينبئ عن هذه العلامة والتي نعتبرها أهم العلامات لأنها تعطينا المجال الواسع لحساب الوقت بدقة، ومن هنا وصفت في حديث الإمام الباقر عليه السلام بالفتح، وتكون هي في فاتحة أحداث وصفت بتسلسلها تنتهي بخروج السفياني الذي سيكون في شهر رجب الذي يلي هذا التفجير.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:19 PM
49 - كامل الاشتر (مجموعة حكيميون): كيف يقوم الامام وكما ورد في الروايات انه يبلغ أمره من مكة أو المدينة لا أذكر بحيث يسمعه جميع من في المعمورة؟ مع أن رواية أخرى تقول أن جميع الأمور المادية للغرب كالتطور التكنولوجي يتوقف بأمرالإمام .
الجواب: لا توجد رواية تشير إلى إيقاف التطور التكنلوجي في عهد الإمام صلوات الله عليه، بل على العكس سيكون الإزدهار التكنلوجي في عهد الإمام صلوات الله عليه على أعلى مستوياته، وهناك روايات عديدة تشير إلى هذا الأمر تارة بشكل مباشرة، وأخرى بطريقة غير مباشرة، فالروايات التي تتحدث عن أن الله سيمدّ في أسماع وأبصار شيعته صلوات الله عليه، كما هو الأمر في حديث الإمام الصادق عليه السلام: إن قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيستمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه.[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=729#_ftn1)
ومن الواضح أن هذه الرواية لا تشير إلى التلفزيون الفضائي أو التلفون والأنترنيت فحسب، وإنما تشير إلى أدوات الفيديو كنفرانس وأمثالها أيضاً.
وكما في رواية الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا قام القائم في أقاليم الأرض في كل اقليم رجلاً يقول: عهدك في كفّك، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفّك واعمل بما فيها، قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينة، فإذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء.[2] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=729#_ftn2)
أو كما في حديث الإمام الباقر عليه السلام عن كيفية وصول الإمام صلوات الله عليه إلى النجف الأشرف: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيّها، هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل.[3] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=729#_ftn3)
ولا ريب أنها تتحدث عن الطائرات ووسائل النقل الجوي.
ومن البيّن أن الحديث يشير في مقطعه الأول إلى ما يشبه البريد التلفوني (telephone message) أو إلى أنظمة الكومبيوتر والتواصل الكفية كالآيباد وأمثاله، أما المقطع الثاني فهو يشير إلى وسيلة تنقّل بحرية متطورة عن نظام الغواصات والسفن أو هو ما يعبّر عن نفس هذه التطور في وسائل النقل البحري.
على أنه لا يوجد هناك أي تلازم بين التقدم التكنلوجي وبين الغرب، صحيح أن الإمكانات الموجودة الآن هي في الغرب، ولكن التراث الإنساني ليس حصراً على صنف من الناس دون غيره، فلقد كان التطور التكنلوجي في وقت بيد المسلمين يوم أن كانت الإمكانات المادية بأيدهم، ولكن سوء تصرف الحكام بالثروة والسلطة وعدم عدالتهم حوّلت مجتمعهم إلى مجتمع خامل، في وقت كان الغرب يعيش سباتاً كبيراً جداً من هذه الناحية حتى تفتحت أعينهم على ما يوجد لدى المسلمين، وسارت الأمور بطريقة عكسية، وبالتالي تجمعت الثروة بيد أناس استطاعوا أن يجتذبوا العقول العلمية لهم، وسخّروها لأغراض السلطة والسيطرة، ومنها انسابت لبقية الناس، ولك أن تتصور عدالة الإمام صلوات الله عليه، وحرصه على أموال المسلمين، وسيطرته على العالم، وغير ذلك مما يجعل التطور التكنولوجي مطلوباً وتدلّ عليه الروايات المارّة.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:21 PM
50 - بو بنين التميمي (مجموعة حكيميون): هل توجد لكم مطبوعات عن القضية المهدوية للحجة المنتظر عجّل الله فرجه الشريف؟ وأين توزّع؟ وكيف يمكننا الحصول عليها لنا وللأشخاص طالبي العلم؟
الجواب: طبع لحد الآن كتاب راية اليماني الموعود أهدى الرايات، وجزئين من كتابنا: علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك، وهذه الكتب بمعية كتبنا البقية توزع من قبل دار التعارف للمطبوعات في بيروت، ومن قبل مكتبة براثا العامة في بغداد، ونأمل من الله أن نوفق لإصدار بقية أجزاء كتاب علامات الظهور، وكذا سلسلة محافظاتنا في عشية الظهور الشريف، وسلسلة الموسوعة المهدوية، وهي تحرير لمحاضراتنا في ملتقى براثا الفكري عن القضية المهدوية، وكذا بحثنا في فضح اليماني الدجال المدعو أحمد بن الحسن.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:23 PM
51 - Wael Alhashimy ( مجموعة حكيميون):سؤالي تحديداً حول شخصية الحسني وتذكره الرواية كالتالي (ويكون على الناس في العراق الحسني ذو الوجه الصبيح ذاك الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار يقول له الناس في العراق يابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول دعونا نذهب اليه نسأله وهو والله يعلم انه المهدي انما يريد تبيان حاله لأصحابه ليؤمنوا به ـ أي المهدي ـ ثم يساله عدّة أسئلة والى آخر الرواية الشريفة. وهذه الروايه عند دخول الامام المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
الجواب: الرواية الواردة في هذا المجال ليست كما أوردتموها، فلقد خلطتم بين روايتين، واحدة تتحدث عن أوصاف الإمام صلوات الله عليه وهي التي تتعلق بقوله: وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار،[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) والأخرى تتحدّث عن الحسني المشار إليه في سؤالكم، وبداية فإن الخبر الذي أوردتموه عن الحسني ونصّه في هذا الخصوص: ثم يخرج الحسني الفتى الصبيح من نحو الديلم يصيح بصوت فصيح: يا آل أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوزاً، وأي كنوز ليست من فضة ولا من ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد كأني أنظر إليهم على البراذين الشهب في أيديهم الحراب، يتعاوون شوقاً للحرب كما تتعاوى الذئاب، أميرهم رجل من تميم يقال له: شعيب به صالح، فيقبل الحسني إليهم وجهه كدارة البدر، يريع الناس جمالاً أنيقاً، فيعفي على أثر الظلمة، فيأخذ بسيفه الكبير والصغير والعظيم والرضيع، ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض فيجعلها معقلاً ويتصل به وبأصحابه خبر المهدي ( عليه السلام ) فيقولون: يا ابن رسول الله من هذا الذي نزل بساحتنا؟ فيقول: أخرجوا بنا إليه حتى ننظره من هو ـ وما يريد والله ويعلم أنه المهدي وانه يعرفه وأنه لم يرد بذلك الأمر إلا له ـ فيخرج الحسني، في أمر عظيم بين يديه أربعة آلاف رجل وفي أعناقهم المصاحف، وعلى ظهورهم المسوح الشعر يقال لهم: الزيدية، فيقبل الحسني حتى ينزل بالقرب من المهدي ثم يقول الرجل لأصحابه: اسألوا عن هذا الرجل من هو؟ وما يريد؟ فيخرج بعض أصحاب الحسني إلى عسكر المهدي ويقول: يا أيها العسكر الجميل من أنتم حياكم الله؟ ومن صاحبكم هذا؟ وما تريدون؟ فيقول له أصحاب المهدي: هذا ولي الله مهدي آل محمد ونحن أنصاره من الملائكة والأنس والجن فيقول أصحاب الحسني: يا سيدنا ما تسمع ما يقول هؤلاء في صاحبهم فيقول الحسني: خلوا بيني وبين القوم فأنا هل أتيت على هذا؟ حتى أنظر وينظروا فيخرج الحسني من عسكره ويخرج المهدي (عليه السلام) ويقفان بين العسكرين فيقول له الحسني: إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جدك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).. الخ الخبر.[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2)
وهذا النص فيه أكثر من إشكال، فالخبر وارد عن طريق لا يختلف العلماء على ضعفه، وأعني بذلك الحسين بن حمدان الحصيبي صاحب كتاب الهداية الكبرى، ولكن لو تنزّلنا عن ضعف سند الرواية وطريقها، فإن من الواضح أن الاضطراب يسم الرواية طولاً وعرضاً، فمن الواضح أن الذي يأتي من جهة الديلم وأمير جيشه شعيب بن صالح والذي يقبل إلى الكوفة هو السيد الخراساني الحسيني، وليس السيد الحسني، ولعل ما نجده من تصحيف في كتاب مختصر بصائر الدرجات لهذه الرواية حينما أبدلت الحسني باسم الإمام الحسين عليه السلام،[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3) يشير إلى أن المقصود في الرواية هو الحسيني وليس الحسني، ولذلك لا يمكن التعويل على هذا الخبر في تبيان شخصية الحسني، كما أن الحديث عن الزيدية في هذا الجيش هو الآخر مضطرب لأن الحديث عنهم بشابه الحديث عن البترية.
ولو قدّر أننا تجاوزنا عن مشكلة ضعف السند والاضطراب في المتن، فإن شخصية الحسني عندئذ ستتعدد، ولكن المتيقّن منها هو شخصية صاحب النفس الزكية، والذي يخرج في مكة المكرمة من بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه وقبل خروجه بأبي وأمي، ويقتل بين الركن والمقام قبل خمسة عشر يوماً من خروج الإمام روحي فداه، أما المتبقي فعلى تقدير صحة هذه الرواية، وعندئذ سيكون لدينا الحسني المقاتل، والحسني صاحب الخبرة الدينية العلمية العالية التي تمكّنه من محاججة الإمام صلوات الله عليه، وكليهما لا نمتلك دليلاً صحيحاً أو موثّقاً من الروايات عليه، والله العالم.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:25 PM
52 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك أحاديث عن أربعمئة امرأة، وخمسين امرأة، وثلاث عشر امرأة مع الامام عند الظهور، مما يعني أن هناك دوراً كبيراً للمرأة في نهضة الإمام لماذا لا يسلّط الضوء على هكذا مواضيع تعطي مساحة لتحرك المرأة وتفاعلها مع قضية الظهور؟
الجواب: لا يحضر في ذهني من أرقام النساء المشتركات في أصحاب الإمام صلوات الله عليه إلّا رقم الخمسين والوارد في رواية جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام قال بعد حديث طويل: يجيئ ــ والله ــ ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعاً[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً.[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2)
وهذا الخبر يشير بوضوح إلى الدور العظيم الذي تلعبه المرأة في القضية المهدوية سواء اعتبرنا هذه الخمسين من جملة الثلاثمائة عشر أو لاحقة بهم، مع أن الخبر يشير إلى الخمسين بعنوانه جزءاً من هذه الصفوة، وأيّاً ما يكن فإن الخبر بمحضه يشير إلى أن هناك عدد مهم من النساء يعدّون من صفوة الأصحاب، ولا غرابة بالنسبة لمدرسة أهل البيت عليهم السلام أن تقدم النموذج الرسالي للمرأة من جملة هذه الصفوة، فالمدرسة التي تقدّم مثل الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها كنموذج لفضح الزيف وتزوير الشريعة الهادية والذي حاول حكام زمانها أن يستروه بأغلفة الشعارات والمزايدات، وقدّمت فخر المخدرات الحوراء زينب عليها السلام للقيام بأخطر الأدوار وأهمها من بعد مجزرة كربلاء في حفظ الدين وتبليغ الشريعة وإنقاذ الوعي الذي حاول بنو أمية أن يسفّوا به إلى أدنى الدرجات، في وقت كان المجتمع لا زالت النظرة الدونية للمرأة تكتنفه، أقول لا غرابة حينما تقدم هذه المدرسة الإلهية المرأة الرسالية في وقت جدب الوعي وفقر البصيرة لتلعب أخطر الأدوار وأكثرها حساسية، من أن تجعل لها حصة كبرى في داخل صفوة أصحاب الإمام صلوات الله عليه ليكملوا مسيرة إقامة الدين وإنقاذ الأمة بالتكامل مع شريكها الرجل في بناء المجتمع الإنساني الصالح وفق الصياغة المهدوية.
وبالرغم من الواقع المزري الذي تعيشه قطاعات عديدة من مجتمعنا في نظرته المتدنية إلى المرأة، وبالرغم من الجهد العلماني الذي استمر وبوتيرة متصاعدة منذ أكثر من ثلاثة قرون من أجل اعتبار المرأة مجرد سلعة للإستهلاك الغرائزي وإحاطة كل ذلك بأغلفة تحرير المرأة وحقوق الإنسان وما إلى ذلك من أساليب الخداع والتمويه والتغطية على الهدف الحقيقي المبني على مقولة أن إفساد المجتمع يبتدأ من جسد المرأة، ولذلك يجب استباحة عفّتها، وتحويلها من الطاقة الإيجابية في بناء المجتمع ورقيّها إلى الدور الذي يعمل على انحلال المجتمع وتفككه، وبالرغم من أن المرأة المسلمة التي لاقت الأمرّين من الطغيان الثقافي العلماني والإسفاف الثقافي في مجتمعاتنا مما جعله لا تهتم بدورها وساعدها في ذلك أن العاملين الإسلاميين هم أيضاً لعبوا دوراً في تسطيح وعي المرأة لدورها، ولكن اعتقد ان مسؤولية المنتظرين الجادين للإمام صلوات الله عليه أن لا يسمحوا بخسران جهد نصف المجتمع وتسخيره من أجل إعلاء كلمة الحق ودحض كلمة الباطل، بناء على أفكار تجاوزها الزمن وهي ولا ريب مخالفة لتعليمات أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم، فلئن كان الرجل حامل المهمات الصعبة والأدوار الحاسمة، إلا أننا يجب أن لا نغفل أن الحاضنة الحقيقية للمجتمع الذي يساعد هذا الرجل ويقوّيه ويسانده، هو المرأة، فهي المربية للأجيال لو أحسنّا العمل وفق منهاج أهل البيت عليهم السلام معها، وللمنتظر الجاد أن يتصور الأم والزوجة والأخت والبنت في حال إسهامهم في نفس الدور الذي يضطلع به، إذن كم سيكون العطاء عظيماً والخير عميماً؟.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:28 PM
53 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك حديث عن الامام الرضا (ع): انتظار الفرج من الفرج.. السؤال ما هي فلسفة الانتظار؟ ودمتم.
الجواب: الحديث الشريف يشير إلى واحدة من مغازي فلسفة الانتظار، إذ أن مهمة الانتظار لأمر ما هو الاستعداد لتحقّقه بالشكل الذي ينسجم مع طبيعة ما يُنتَظر، إذ لا يمكن أن يقال أننا ننتظر حصول أمر ولا نرقى لمستوى الاستحقاقات المترتبة على تحققه، مما يعني أن عملية الانتظار تنطوي على علاقة جدلية بين المنتظَر والمنتظِر، إذ إن من المتيقن أن الإمام صلوات الله عليه لم يختر الغيبة إلّا لأن ظروف إقامة مجتمع العدل الإلهي كانت غير متوفرة، فمن جهة قسوة الظلمة وكثرتهم، ومن جهة أخرى قلة الناصر النوعي وعدم قابلية المجتمع لكي ينوء بحمل مهمة إقامة الهدف الرباني، ولهذا لا بد من فترة يتربّى فيها المجتمع ويتهيئ لحمل أعباء مسؤولية هذه المهمة العظمى، ولذلك كان الإنتظار من الفرج، لأن مقداراً من المهمة متعلق بالمنتظرين ومدى أهليتهم للقيام بمهمة احتضان المشروع المهدوي وتحمّل استحقاقاته، فكلّما نهض المنتظرون بمهمتهم كلما هيؤوا الأرضية المطلوبة لاحتضان هذا المشروع، وبين أيدينا روايات كثيرة تتحدث عن أن قيام الإمام صلوات الله عليه هو من الأمور المتحركة التي لم يوضع لها قيد حديدي صارم، بحيث أن وقتها لا يتزحزح، بل إن هذا القيام يتقدّم ويتأخّر وفقاً للظروف الاجتماعية، فلقد سأل أبو بصير الإمام الصادق عليه السلام فقال: قلت له: ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فأخّره الله.[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=733#_ftn1)
عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن عليا عليه السلام كان يقول: "إلى السبعين بلاء" وكان يقول: "بعد البلاء رخاء"، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء!. فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخّره الله، ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتا، و{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال : قد كان ذاك.[2] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=733#_ftn2)
وعن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: "سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول: قد كان لهذا الأمر وقت، وكان في سنة أربعين ومائة، فحدّثتم به وأذعتموه فأخّره الله عزّ وجلّ".[3] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=733#_ftn3)
وعنه أيضاً قال: "قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ): يا أبا إسحاق ، إن هذا الأمر قد أخّر مرتين.[4] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=733#_ftn4)
ولهذا قرن الله عملية الاستعداد لحمل الأمانة الربانية في هذا المجال بمبدأ الاستبدال فالمجتمع إن لم يقم بهذه المهمة فإن الله يستبدله بآخرين {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}[5] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=733#_ftn5) وعليه فإن مهمة الانتظار متلازمة مع العمل من أجل المشروع المهدوي والاستعداد لكل ما يترتب عليه هذا المشروع، وهو على نحوين انتظار ذاتي يتمثل بتهيئة المحتوى الذاتي للمنتظر، وإنتظار الجماعة المنتظرة أو الأمة المنتظرة وتتمثل علاوة على الوصول بالمحتوى الذاتي لأفرادها إلى قدرة حمل الأمانة، بتهيئة الظروف الموضوعية لهذه العملية، وقد تحدّثنا في الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور عن ذلك بالتفصيل.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:30 PM
54 - أم إحسان الكريماوي: (مجموعة حكيميون): المرأة نصف المجتمع، أين هي في قضية الإمام المهدي؟ وهل لها حضور مؤثر في زمن الغيبة؟ وما هو دورها في زمن الظهور ودمتم.
الجواب: في التكاليف العامة فإن المرأة مثلها مثل الرجل لا يختلف دورها اطلاقاً إلّا فيما يرتبط بطبيعتها البيولوجية والتي وإن أزاحت عنها بعضاً من المسؤولية إلّا أنها أضافت لها في عين الوقت مسؤولية إضافية، وقد يملي عليها الظرف الاجتماعي مسؤوليات إضافية وقد يحرمها من ذلك أيضاً، والفارق بين الأمرين أن التكليف الشرعي يبقى معلّقاً بالمرأة في كل الظروف، ولكن طبيعة الوعي الاجتماعي قد يفرض عليها حجباً يجعل قيامها ببعض الأعمال مدعاة لوقوعها في محرم أو في حرج شرعي، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فقد يستدعي منها الواقع الاجتماعي الكثير من الجهد لو كانت تلبية الحاجة في هذا الواقع متيسرة للقيام بهذا الجهد.
وعليه فإن الجهد الأساسي في تصوري المطلوب من المرأة من بعد تحصين محتواها الذاتي بصورة تستطيع معها القيام بتكاليفها كما لو أنها كانت بين يدي الإمام صلوات الله عليه، هو العمل على الرقي بالواقع الاجتماعي لكي يكون متلقياً إيجابياً لمتطلبات العملية المهدوية، وأعتقد أن دورها هنا حيوياً جداً، بالرغم من أن بعضاً من الدور على أخيها الرجل أن يقدّم لها سبل تيسيره، لأن واقعنا الاجتماعي في العادة ذكوري ولهذا فهي بين نارين، فقد ينزل بمستوى المرأة إلى مستوى أن تكون مجرد أداة لتلبية حاجاته الغرائزية، وهذا المنحى هو الذي تدفع باتجاهه الثقافة العلمانية بشكل عام، أو تنزل بها دون مستوى التعظيم الإلهي لها نتيجة طبائع الواقع البدوي الذي لا زال يسيطر على مجتمعاتنا في بعض الأحيان، مما يجعل المرأة ينظر لها بمنظار دوني.
وأعتقد أن المدرسة التي اعتمدت على مثل الصديقة الحوراء صلوات الله عليها لتقوم بذلك الدور المحوري والحاسم الذي لعبته في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، والذي لا أشك أن الأجيال رجالاً ونساءاً لا زالوا وسيبقون مدينين له، ناهيكم عن دور أمها البتول الطاهرة صلوات الله عليها، أو الدور الذي لعبته السيدة نرجس عليها السلام أم الإمام المنتظر صلوات الله عليه في الحفاظ على سر الإمام بأبي وأمي رغم اعتقالها وتسليط الضغوط السياسية والأمنية العظيمة عليها، وهكذا دور العديد من النساء اللاتي ارتبطن بالعلماء لا سيما السيدة أم كلثوم بنت السفير الثاني محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه والتي سبق لها أن لعبت دوراً مهماً في الوقوف بوجه أدعياء السفارة في عهد السفير الثالث الحسين بن روح قدّس الله سرّه، وتحت نظره، وهكذا عشرات النساء اللاتي كان لهنّ اعظم الأثر في واقعهن الاجتماعي.. أقول: المدرسة التي أولت لنسائها هذا الدور لا يمكن أن ترضى بالنظرة الدونية للمرأة، التي لا زلنا نراها في العديد من واقعنا والتي ربما انعكست حتى على الواعين لدور المراة عبر سلوكيات تنم عن مخالفتها لهذا الوعي، .ولكن على المرأة الرسالية المهدوية أن تكون صبورة ومثابرة كي تثبت للآخرين أنها جديرة بلعب مثل هذه الأدوار في زماننا المعاصر، وقد أثبتت التجربة التاريخية أن المرأة كلما كانت ألصق بخط العلماء كلما تمكنت من لعب دوراً أكثر حيوية في هذا المجال.
وفي تصوّري فإن دورها في زمن الغيبة هو دور أخيها الرجل في عملية الانتظار في بعديها الذاتي والموضوعي، وهناك الكثير مما نحتاج إليه في واقعنا المعاصر كي تقوم به المرأة التي نفتقدها في العديد من الأحيان من برامج سبل التواصل مع الإمام المنتظر عجل الله فرجه كما هو الحال في افتقادنا لها في مجالس دعاء الندبة الجماعية، وفي حركة الزيارات الجماعية والتي تهدف لزيادة العلقة بين نسائنا وإمامنا المنتظر صلوات الله عليه.
إن نفس الواقع الاجتماعي الذي نشكو فيه من نظرته المتخلفة عن المرأة هو الذي يملي على المرأة طبيعة هذا الدور، فنحن بأمس الحاجة لدورها فهي صانعة الرجال، وبلا المرأة الواعية لا يمكن لنا أن ننتظر ولادة الحاضنة التي ستحمل أعباء المهمة الكبرى لنصرة الإمام صلوات الله عليه.
أما دورها في عصر الظهور فلقد أجبت عليه في سؤال آخر يرجى مراجعتها.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:33 PM
55 - أم إحسان الكريماوي: (مجموعة حكيميون): المرأة نصف المجتمع، أين هي في قضية الإمام المهدي؟ وهل لها حضور مؤثر في زمن الغيبة؟ وما هو دورها في زمن الظهور ودمتم.
الجواب: في التكاليف العامة فإن المرأة مثلها مثل الرجل لا يختلف دورها اطلاقاً إلّا فيما يرتبط بطبيعتها البيولوجية والتي وإن أزاحت عنها بعضاً من المسؤولية إلّا أنها أضافت لها في عين الوقت مسؤولية إضافية، وقد يملي عليها الظرف الاجتماعي مسؤوليات إضافية وقد يحرمها من ذلك أيضاً، والفارق بين الأمرين أن التكليف الشرعي يبقى معلّقاً بالمرأة في كل الظروف، ولكن طبيعة الوعي الاجتماعي قد يفرض عليها حجباً يجعل قيامها ببعض الأعمال مدعاة لوقوعها في محرم أو في حرج شرعي، وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فقد يستدعي منها الواقع الاجتماعي الكثير من الجهد لو كانت تلبية الحاجة في هذا الواقع متيسرة للقيام بهذا الجهد.
وعليه فإن الجهد الأساسي في تصوري المطلوب من المرأة من بعد تحصين محتواها الذاتي بصورة تستطيع معها القيام بتكاليفها كما لو أنها كانت بين يدي الإمام صلوات الله عليه، هو العمل على الرقي بالواقع الاجتماعي لكي يكون متلقياً إيجابياً لمتطلبات العملية المهدوية، وأعتقد أن دورها هنا حيوياً جداً، بالرغم من أن بعضاً من الدور على أخيها الرجل أن يقدّم لها سبل تيسيره، لأن واقعنا الاجتماعي في العادة ذكوري ولهذا فهي بين نارين، فقد ينزل بمستوى المرأة إلى مستوى أن تكون مجرد أداة لتلبية حاجاته الغرائزية، وهذا المنحى هو الذي تدفع باتجاهه الثقافة العلمانية بشكل عام، أو تنزل بها دون مستوى التعظيم الإلهي لها نتيجة طبائع الواقع البدوي الذي لا زال يسيطر على مجتمعاتنا في بعض الأحيان، مما يجعل المرأة ينظر لها بمنظار دوني.
وأعتقد أن المدرسة التي اعتمدت على مثل الصديقة الحوراء صلوات الله عليها لتقوم بذلك الدور المحوري والحاسم الذي لعبته في ثورة الإمام الحسين عليه السلام، والذي لا أشك أن الأجيال رجالاً ونساءاً لا زالوا وسيبقون مدينين له، ناهيكم عن دور أمها البتول الطاهرة صلوات الله عليها، أو الدور الذي لعبته السيدة نرجس عليها السلام أم الإمام المنتظر صلوات الله عليه في الحفاظ على سر الإمام بأبي وأمي رغم اعتقالها وتسليط الضغوط السياسية والأمنية العظيمة عليها، وهكذا دور العديد من النساء اللاتي ارتبطن بالعلماء لا سيما السيدة أم كلثوم بنت السفير الثاني محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه والتي سبق لها أن لعبت دوراً مهماً في الوقوف بوجه أدعياء السفارة في عهد السفير الثالث الحسين بن روح قدّس الله سرّه، وتحت نظره، وهكذا عشرات النساء اللاتي كان لهنّ اعظم الأثر في واقعهن الاجتماعي.. أقول: المدرسة التي أولت لنسائها هذا الدور لا يمكن أن ترضى بالنظرة الدونية للمرأة، التي لا زلنا نراها في العديد من واقعنا والتي ربما انعكست حتى على الواعين لدور المراة عبر سلوكيات تنم عن مخالفتها لهذا الوعي، .ولكن على المرأة الرسالية المهدوية أن تكون صبورة ومثابرة كي تثبت للآخرين أنها جديرة بلعب مثل هذه الأدوار في زماننا المعاصر، وقد أثبتت التجربة التاريخية أن المرأة كلما كانت ألصق بخط العلماء كلما تمكنت من لعب دوراً أكثر حيوية في هذا المجال.
وفي تصوّري فإن دورها في زمن الغيبة هو دور أخيها الرجل في عملية الانتظار في بعديها الذاتي والموضوعي، وهناك الكثير مما نحتاج إليه في واقعنا المعاصر كي تقوم به المرأة التي نفتقدها في العديد من الأحيان من برامج سبل التواصل مع الإمام المنتظر عجل الله فرجه كما هو الحال في افتقادنا لها في مجالس دعاء الندبة الجماعية، وفي حركة الزيارات الجماعية والتي تهدف لزيادة العلقة بين نسائنا وإمامنا المنتظر صلوات الله عليه.
إن نفس الواقع الاجتماعي الذي نشكو فيه من نظرته المتخلفة عن المرأة هو الذي يملي على المرأة طبيعة هذا الدور، فنحن بأمس الحاجة لدورها فهي صانعة الرجال، وبلا المرأة الواعية لا يمكن لنا أن ننتظر ولادة الحاضنة التي ستحمل أعباء المهمة الكبرى لنصرة الإمام صلوات الله عليه.
أما دورها في عصر الظهور فلقد أجبت عليه في سؤال آخر يرجى مراجعتها.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:36 PM
56 - البابلي (الموقع الشخصي): هناك لغط يجري في الشارع بسبب ما زعم بعضهم بشأن مرور كوكب الزهرة بين الأرض والشمس ورؤيته في صفحة الشمس، فقد عدّه البعض بأنه من علامات الظهور باعتبار أن الروايات تشير إلى علامات تظهر على قرن الشمس في شهر رجب فما قولكم؟
الجواب: لا صحة لذلك مطلقاً، فما تم قبل أيام من مرور كوكب الزُهرة بين الأرض والشمس هو ظاهرة طبيعية تحصل بين مدة وأخرى وبشكل رتيب ضمن حركة الزهرة حول الشمس، بينما الروايات المتعلقة بما أسميناه بومضات ملكوتية في شهر رجب تتحدث عن شيء آخر مختلف تماماً، ففي حديث الإمام الرضا صلوات الله عليه يقول: بأبي وأمي سميّ جدّي، وشبيهي وشبيه موسى بن عمران، عليه جيوب النور، يتوقّد من شعاع ضياء القدس، كأني به آيس ما كانوا، قد نودوا نداء يسمعه من بالبعد كما يسمعه من بالقرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين. فقلت: بأبي وأمي أنت، وما ذلك النداء؟ قال: ثلاثة أصوات في رجب: أولها: {ألا لعنة الله على الظالمين}، والثاني: {أزفت الآزفة} يا معشر المؤمنين، والثالث: يرون يداً بارزاً مع قرن الشمس ينادي: ألا أن الله قد بعث فلانا على هلاك الظالمين، فعند ذلك يأتي المؤمنين الفرج، ويشفي الله صدورهم، ويذهب غيظ قلوبهم.[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=736#_ftn1)
ولهذا فنحن هنا أمام ظواهر غير طبيعية، كما وأنها ليست من صنف الإعجاز الإلهي لأسباب فصّلناها في كتابنا علامات الظهور، ولكن نحن أمام تدخل مباشر من المعصوم صلوات الله عليه بما يعرف باستخدامه لولايته التكوينية تمهيداً لأحداث كبرى ستتلاحق من بعد هذه الأحداث، ووقت ذلك سيكون بعد ظهور السفياني عليه لعائن الله وقبل الصيحة الجبرئيلية ففي رواية داود بن سرحان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب، قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.[2] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=736#_ftn2)
ونظيره ما روته أم سعيد الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك يا بن رسول الله اجعل في يدي علامة من خروج القائم قالت: قال لي: يا أم سعيد، إذا انكسف القمر ليلة البدر من رجب، وخرج رجل من تحته فذاك عند خروج القائم.[3] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=736#_ftn3)
ولعل ما رواه الشيخ المفيد في الإرشاد يتفق مع ذلك فقد روى عن الفضل بن شاذان بسنده لأبي بصير أنه قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس، يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه.[4] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=736#_ftn4)
ولذلك لا قيمة لما ادعاه البعض في هذا المجال لأن أي حدث في الفلك لا يمكن أن نعزوه إلى العلامات ما لم يدلّ عليه دليل روائي، والدليل كما أوضحته لكم متعلق بالفترة اللاحقة لخروج ابن آكلة الأكباد.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:39 PM
57 - علي البصرواي (مجموعة حكيميون): ما سند هذه الرواية التي تقول بأن الإمام يقطع سبعة آلاف رأس ممن يدّعون الإيمان وإيمانهم رياء؟
الجواب: الرواية ليست بهذه الشاكلة، وإنما تتحدث الروايات عن 16 ألف ممن تسميهم بالبترية، وهؤلاء يؤمنون بحق ويبترون حقاً آخر حتى يصل بهم الأمر أنهم لا يتحمّلون عدالة الإمام صلوات الله عليه فيخرجون عليه بحرابهم وأسلحتهم ويخاطبونه بخطاب من خرج عن هذا الأمر: إرجع يابن فاطمة لا حاجة لنا بك، إذ يروي أبو الجارود، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في وصفه لحال الإمام روحي فداه حالما يصل إلى الكوفة: يسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرّحوا جباههم، وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد.[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1)
وكما في رواية أحمد بن محمّد الأيادي بسنده إلى أبي بصير، عن الإمام الباقر صلوات الله عليه، قال: إذا ظهر القائم على نجف الكوفة، خرج إليه قرّاء أهل الكوفة، وقد علّقوا المصاحف على أعناقهم، وفي أطراف رماحهم، إلى أن يقول: ويقولون: لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة، قد جرّبناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم، فيقتلهم حتى لا يبقي منهم مخبر.[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2)
وقد استظهرنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور أن البترية هم اتباع الشيصباني الذي يظهر قبل الإمام صلوات الله عليه في الكوفة ويكون له أتباع كُثر، وستكون أذيتهم كبيرة لشيعة الإمام صلوات الله عليه فراجع.[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3)
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:40 PM
58 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك رواية تتحدّث عن قتل الإمام على يد امرأة يهودية ما مقدار صحة هذه الرواية ودمتم؟
الجواب: لم أعثر على ما يؤكد صحة ذلك، بالرغم من أن ما ذكرتموه شائع جداً في الثقافة الشعبية، وهو مما لا يمكن التعويل عليه إلا أن القدر المتعيّن وبناء على قول الإمام الرضا صلوات الله عليه: ما من إلّا مقتول أو شهيد،[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1) فإن الحديث عن قتل الإمام بأبي وأمي في نهاية حياته روحي فداه هو المتحقق، وقد نقل الشيخ علي اليزدي الحائري في كتابه إلزام الناصب عن بعض العلماء دون ان يسميهم قولهم بأن الإمام صلوات الله عليه تقتله أمراة من بني تميم اسمها سعيدة،[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2) إلّا أن هذا القول لا دليل عليه من رواية أو أثر، وعلمه عند من نقل منهم، ولكن لا يمكن التعويل عليه ضمن مباني علم الحديث.
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:42 PM
59 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك مقولة يروّج لها حول عدم فائدة الإصلاح، ولابد من انتشار الظلم لكي يظهر الإمام روحي فداه؟
الجواب: هذه المقولة باطلة تماماً بل العكس صحيح وهو إن الإصلاح حينما يتم يعني إيجاد الأرضية المناسبة لنصرة الإمام صلوات الله عليه، صحيح أن الظلم سينتشر وسيستولي على العالم كما هو الواضح من الروايات الشريفة، ولكن إستيلاءه على العالم لا يعني أن كل المجتمعات راضية عن الظلم ولا تطلب الخلاص، ولا يعني ان يستسلم المؤمن بالإنتظار للإمام صلوات الله عليه لمنظومة الظلم هذه، وإلّا فقد الإنتظار معناه، ونحن إن قلنا بأن سبب غيبة الإمام روحي فداه متعلق بقلة الناصر وبكثرة الظالم، فإن المعادل الموضوعي لإنتهاء الغيبة هي بكثرة الناصر وقلة الظالم، وإن لم يتيسر الثاني فعلى الأقل يجب النزوع لتيسير الأول وهو من تكليفنا بصورة مباشرة.
إن الروايات إذ أشارت إلى إنتشار الظلم فإنها لا تتحدث عن جبرية في الإرادة الاجتماعية لأن الحديث عن الجبرية في الإرادة ممنوع في عملية الهداية الربانية، ولكن تم الحديث بالنظر إلى تقييم شامل لحركة الظلم في المجتمع وطبيعة تعاطيها مع النوازع الإنسانية فيه والتي ستجعل الرضوخ لإرادة الظلم تسير بصورة مطّردة لتشمل العالم، ولا يعني ذلك إيقاف المسؤولية الإيمانية تجاه المجتمع، وإلا لسقطت عشرات الروايات بل المئات منها في شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء والبراءة وغيرها
حسين كاظم 0
04-04-2013, 05:44 PM
60 - د. ناجي كاظم العمري (مجموعة حكيميون): كيف يعلم الإمام بوقت ظهوره
الجواب: هناك عدّة نظريات في الإجابة على هذه السؤال:
أولها: أن يعلم الإمام صلوات الله عليه ذلك من خلال روح القدس، إذ أن من المسلّم به أن روح القدس يلازم الأئمة صلوات الله عليهم وفي ذلك روايات كثيرة، ويتوهم من يتصور ان روح القدس هو جبرئيل عليه السلام، بل إن سورة القدر تؤكد على غيرية روح القدس عن جبرئيل، وإلا لما قال: {تنزّل الملائكة والروح فيها} فالواو هنا فرّقت بين الصنفين، وقد تحدّثنا بشكل مفصّل في تفسير ذلك في الجزء الأول من كتاب علامات الظهور.[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1)
وطريقة العلم هنا على ما يبدو أن الروح يبلّغ الإمام صلوات الله عليه في ليلة القدر بذلك، والإمام روحي فداه يبادر إلى ذلك، فينادي جبرئيل عليه السلام بصيحته المنتظرة بظهور الإمام، وتزامن الصيحة الجبرئيلية مع إبلاغ ليلة القدر يشير إلى إلى ان الإمام روحي فداه يبادر مباشرة إلى الظهور، ومن الواضح أن الظهور غير الخروج الذي يتم في العاشر من المحرم الذي يأتي من بعد شهر رمضان، وهو الذي سيرفع فيه الإمام صلوات الله عليه رايته فيه، أما الظهور فهو انتهاء عهد الغيبة الكبرى.
ثانياً: أن الإمام صلوات الله عليه يعلم ذلك من خلال دراسته للمعطيات الميدانية التي ترتبط بحركته روحي فداه، فالإمام عليه السلام يعمل بتكليفه، ومتى ما أحس بوجوب ظهوره فإنه لا يتخلّف عن ذلك.
ومن المؤكد أن الجمع بين النظريتين ممكن، بل هو المتعيّن لدي، ولكن يبقى الإمام متأدّباً بين يدي ربه، فيستأذنه في ذلك، فيبلغه روح القدس بالإذن الرباني.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:39 AM
61 - محمد القطبي (مجموعة حكيميون):هل هنالك وقت محدد لظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه؟
الجواب: في علم الله تعالى لا شك أن الظهور الشريف له وقت محدد، ولكن لم يترك للناس أن يعلموا ذلك، وقد أحيطت عملية التوقيت للظهور من قبل الناس بالكثير من الإدانة المسبّقة من قبل أئمة الهدى صلوات الله عليهم، وشنّعوا بكل من يتصدّى لذلك ضمن روايات كثيرة، ومنها ما في قول الإمام الصادق عليه السلام لمهزم: يا مهزم كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون.[1] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn1)
وكذا ما في قول أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن القائم عليه السلام فقال : كذب الوقّاتون ، إنا أهل بيت لا نوقّت.[2] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn2)
وكذا ما ذكره محمد بن همام : وكتبت أسأله (الضمير للإمام الحجة المنتظر عليه السلام) عن الفرج متى يكون؟ فخرج إليّ: " كذب الوقّاتون.[3] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn3)
وفي عملية إخفاء التوقيت جانبين: الأول منهما يرتبط بطبيعة عملية الظهور التي وضعت ضمن سياقات عملية التغيير الاجتماعي بكل ما تحمله من أبعاد موضوعية مثلها مثل أية عملية تغييرية اجتماعية، والتي ارتبطت بقوانين وسنن وآليات خاصة بها، وهذه القوانين تبتدأ بقوله تعالى: {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}[4] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn4) وتمر بقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم}[5] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn5) وتنتهي بقوله سبحانه: {ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين* ونمكن لهم في الأرض}[6] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn6) وبتعبير جامع أشير إلى أن هذه القوانين مرتبطة بإرادة الناس وبنمط استعداداتهم للاستحقاقات المترتبة على عملية إنجاز الوعد الرباني لتعميم القسط والعدل على الأرض حينما يسيطر الظلم والجور عليها، ولهذا فإن هذه الإرادة لو اتجهت بالشكل الصحيح فإن موعد الظهور سيتقدّم، ولو لم يحصل ذلك فإن الموعد سيتأخر، ولذلك لم يضع أئمة أهل البيت صلوات الله عليه عملية الظهور ضمن إطار حديدي لا يتحرك، بل جعلوها متحركة وفقاً على أوضاع الوعي الاجتماعي والسياسي كما يظهر ذلك من رواية أبي بصير قال: قلت له ـ الضمير يعود للإمام الصادق عليه السلام ـ: ما لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا؟ قال: بلى، ولكنكم أذعتم فأخّره الله.[7] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn7)
وكذا ما في رواية أبي حمزة الثمالي: عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن علياً عليه السلام كان يقول: "إلى السبعين بلاء" وكان يقول: "بعد البلاء رخاء" وقد مضت السبعون ولم نر رخاء!. فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض، فأخّره إلى أربعين ومائة سنة، فحدّثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع السر، فأخّره الله ولم يجعل له بعد ذلك عندنا وقتاً، و{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.[8] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn8)
ولكن هذه الإرادة حتى إن لم ينهض بها من أختير من الناس لكي يكون نصيراً نتيجة لعوامل التواكل والإهمال وسوء العاقبة وما إلى ذلك من العوامل التي تصيب الإرادة الإنسانية فإن الله تعالى لن يتخل عن هذه العملية وسيستبدل هؤلاء بأناس آخرين بصورة تؤدي إلى تحقق اليوم الموعود للظهور كما في قوله تعالى: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ولا يكونوا أمثالكم}[9] (http://sh-alsagheer.com/#_ftn9).
وعليه فإن عملية الظهور ليست عملية معجزة للإرادة الإنسانية وتتم على حساب قهرها، بل يشترك المجتمع الممهّد والمناصر والناشد للخلاص بهذه العملية بصورة موضوعية وحقيقية وجادة.
وأما الثاني منهما: فيتعلق بمصالح كبيرة تجنيها العملية الربانية التي يضطلع بإنجازها الإمام المهدي المنتظر صلوات الله عليه، أقلها أن لا يتسرب خبر الظهور إلى أعداء الإمام صلوات الله عليه فيرتبّصوا به وبشيعته الدوائر، وكذلك ما في خفاء الموعد من مردود إيجابي كبير في عملية إعداد المنتظرين والقواعد الممهّدة لذلك، وهي مما لا تخفى على أدنى عملية تأمّل
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:40 AM
62 - محمد القطبي (مجموعة حكيميون): في أي مكان سيظهر الإمام عجل الله فرجه؟
الجواب: تبعاً للروايات الشريفة فإن أول ظهور للإمام صلوات الله عليه سيكون في المدينة المنورة، ولكن خروجه معلناً عن ثورته بأبي وأمي سيكون في مكة المكرمة، ويبدو أن الظهور سيتزامن مع وقت الصيحة الجبرئيلية أي في ليلة القدر الكبرى، والخروج سيكون في يوم العاشر من المحرم.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:44 AM
63 - أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): يعترض المخالفون بأننا نعتبر لزوم وجود الإمام لبيان أحكام الدين وحقائقه، وإرشاد الناس وهدايتهم، وغيبة الإمام تناقض هذا الأمر، فكيف نرد عليهم؟ ودمتم.
الجواب: في الواقع هذا الاعتراض ليس بجديد، وهو إن نمّ عن شيء فإنما ينمّ عن جهل هؤلاء بطبيعة الإمامة من جهة، ومن جهة أخرى بطبيعة بيان الأحكام ثانية، إذ أن بيان الأحكام يمكن أن يتم في مرحلة سابقة على الغيبة، ومن دون أن يتوقف على وجود الإمام صلوات الله عليه في كل زمن، لوضوح أن الأحكام لا تتغير في أصولها باختلاف الزمان والمكان، والتغير إنما يحصل في التفاصيل المتعلقة بها، ولذلك كانت هذه القضية محط أنظار الأئمة عليهم السلام سلفاً كما هو واضح من قول الإمام الصادق عليه السلام الذي يرويه هشام بن سالم الجواليقي قال: إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرّعوا، وكذا ما يرويه أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: علينا إلقاء الأصول إليكم وعليكم التفرّع.[1] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn1)
إذ نلاحظ في هذا القول بأن الأئمة عليهم السلام اوجبوا على أنفسهم أن يبيّنوا أصول الأحكام، تاركين مهمة التفريع على هذه الأصول إلى العالمين بروايتهم أو ما نصطلح عليه اليوم بالفقهاء، إذ أن عملية التفريع وهي عملية متحركة عبر الزمن لا تحتاج إلى الإمام صلوات الله عليه، ولكنها تحتاج إلى الفقيه العالم بأصولهم لكي يرجع كل قضية إلى أصولها، فحينما يقول النبي المعصوم صلوات الله عليه وآله: كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام.[2] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn2) فإنه يكون قد حدد لنا ضابطة أساسية يجب الرجوع عليها في كل تفاصيل المشروبات، فما أسكر يكون حراماً ولا حاجة بعدها لأن يشخّص لنا الرسول صلوات الله عليه وآله لكي يشخّص كل نوع شراب، وإنما أطلق القول بذلك لتبقى مهمة الفقيه لكي يدلّ عبر الزمن على ما ينطبق عليه هذا القول وعلى ما لا ينطبق.
ولولا وضوح ذلك لما اكتفى هؤلاء المعترضون بما ورد إليهم من أحكام في زمن الرسول صلوات الله عليه وآله وصحابته وتابعيه. فتأملوا!
أما مسالة إرشاد الناس فإنها هي الأخرى لا تتوقف عند وجود الإمام صلوات الله عليه بين هؤلاء الناس في كل زمان، لأنه يستدعي بالضرورة أن يكون الإمام موجود في كل مكان أيضاً، لأن التحجّج بأن الإمام صلوات الله عليه يجب أن يقوم بنفسه بعملية الإرشاد بين الناس، سيجرّنا إلى التساؤل عن طبيعة هؤلاء الناس ومكانهم، وبالنتيجة سيضعنا أمام معضلة أن الرسول صلوات الله عليه وآله في زمانه لم يتصل بكل الناس، والكثير ممن يعدونهم صحابة وفق ضابطة بعضهم بأن الصحابي كل من عاش في زمن الرسول وإن لم يره، فهل نعتبر ذلك خللاً في عملية إرشاد الناس من قبل الرسول الأكرم روحي فداه؟
من الواضح أنه لا يوجد أحداً ممن يمكن له أن يعتقد بتوقف عملية الإرشاد على وجود المرشد حضوراً وعياناً في الزمان والمكان المعني بهذه العملية، لأن ذلك سيقتضي القول بعدم تمامية الحجة الربانية لأن المرشد الرباني لم يصل إلى كل الناس، مما يقتضي عدم الاعتناء بهذا القول، وضرورة الركون إلى المنطق الموضوعي في هذا المجال من أن الأصل في الإرشاد أن يصل إلى الناس بطرق مأمونة، سواء باشره المعصوم صلوات الله عليه بنفسه، أو من ينوب عنه، أو بمن يحتذي بسيرة المعصوم صلوات الله عليه، فالأصل في الإرشاد ليس كلام المعصوم بلسانه، وإنما في بث الفكر الإرشادي الخاص بالمعصوم وتعميمه على الناس، وعندئذ نجد أن الوجود الحضوري للمعصوم صلوات الله عليه هو الآخر غير متلازم مع عملية الإرشاد كما رأيناه في عملية بيان الأحكام.
وإذا كان هذان الأمران لا يتوقفان على وجود المعصوم صلوات الله عليه الحضوري، وإن كان هؤلاء جادّين في البحث عن هذا المشكل بصورة موضوعية، فإن السؤال الجدي في هذا المجال يجب أن يوجّه بهذه الطريقة: هل ترك المعصوم صلوات الله عليه من الفكر ومن القواعد الفقهية ما يكفي لمعالجة هاتين المشكلتين عبر عصور الغيبة؟ لأننا نعتقد بأنهم عندئذ سيكونون ملزمين بتقديم أجوبة لأسئلة محرجة جداً، فالاكتفاء بما جاء في العصر الإسلامي الأول حتى بضميمة الصحابة بما اجتهدوه، وبما ادعوا نقله من الرسول صلوات الله عليه بعيداً عن صحته وخطئه، جعلهم يواجهون معضلة كبرى هي التي ألجأتهم أولاً لإنشاء مذاهبهم في عصر المنصور العباسي فما دون، ثم هي التي دعت من بعد ذلك هذه المذاهب إلى الركون إلى اعتماد آليات في التنظير الفقهي مما لا علاقة لها بالشريعة نفسها، بل هي إلى الرأي الشخصي للفقيه أقرب منها إلى موقف الشريعة، لأنهم يجدون ان ما وصل إليهم من أحكام لا يمكنها أن تغطي احتياجات عصر يومذاك، فما بالكم بما بعده، ولهذا أدخل أبو حنيفة القياس بالرغم من أن إبليس عليه لعائن الله هو أول من قاس كما يصرّح بذلك قوله في القرآن الكريم: {قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}[3] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn3) وسار من بعده الشافعي في مسألة الاستحسان، ثم جاءت المصالح المرسلة لتشكّل ثالثة الأثافي، ومن ثم لتستقر عند رابعتها في قصّة ما يسمى بمقاصد الشريعة، مع أنهم يعرفون أن كل هذه الأمور هي أمور في أحسن صورها اعتبارية يختلف تقديرها من فقيه لآخر، ومن ثمّ لنجد كيف أضحت الحجّة بعيدة بالتدريج عن المستند الشرعي؟ لأنها غدت أسيرة لتقدير شخصي لهذا الفقيه أو لذاك؛ لهذه المصالح أو المقاصد أو الاستحسانات، وفتح الباب من بعد ذلك على مصراعيه ليدخل الكثير من الآليات التي ترتبط بالرأي البشري أو بمزاجه أو ذوقه، لا بالمشرّع المقدّس، حتى إذا ما وجدوا أن الفتق قد اتسع على الراتق أغلقوا كل شيء، وتنادوا للعودة إلى شرعة السلف، فعادوا بشرعة شوهاء بوهاء، لا تحاكي عصراً ولا تستوعب تطوراً، فلا هم أمّنوا ما أعطاهم الإجتهاد، ولا احتفظوا بتقليدهم للعصر الأول، وها هو النموذج السلفي المعاصر يفرز لنا في كل يوم نموذجاً من نماذج هذا التخلّف المريع والبعد الشنيع عن الشريعة السمحاء.
ويمكن للمرء أن يراقب بعين الدقّة ذلك النقص الذي أحوج أمثال أئمة المذاهب المناهضة لأهل البيت عليهم السلام، فإن ادّعوا أن النقص غير موجود فلم احتاجوا إلى مثل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة ومقاصد الشريعة وما إلى ذلك؟ وإن قالوا بوجوده الواقعي،[4] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn4) عندئذ كيف يمكن الإدعاء بأن الشريعة كاملة؟ بل كيف يمكن القول بأن الحجة الربانية كاملة؟ مع أن الله سبحانه وتعالى يقول بأن حجته بالغة كما هو في قوله جلّ وعزّ: {قل فلله الحجة البالغة}[5] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn5) ومن الواضح أنهم يقولون بأنه لا علم لأحد بمكنونات القرآن، وغالبيتهم يذهبون إلى أن الرسول الكريم بأبي وأمي نفسه لا يعلم كل ما في القرآن، كما هو الحال عند تفسيرهم لقوله تعالى: {والراسخون في العلم}[6] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn6) بالرغم من وضوح أن هذا خطل من القول، فكيف يمكن أن يكون رسولاً وهو لا يعلم بمكنونات رسالته؟
بينما كانت هذه المسألة محلولة لدى شيعة أئمة أهل البيت عليهم السلام، لأن فترة وجود المشرّع المعصوم صلوات الله عليه لديهم امتدّت إلى ثلثي القرن الثالث الهجري، ومع إصرار مدرسة أهل البيت عليهم السلام بأن الرسول صلوات الله عليه وآله كان بلاغه تاماً، ولكن هذا البلاغ حينما لم تستطع الأمة لسبب أو لآخر أن تستوعبه أو تهضمه او تسمعه، لم يك إلّا أهل البيت عليهم السلام الذين استودعوا هذا العلم كي يبلغوه من لم يسمعه أو من لم يعيه ويعرفه من هذه الأمة، وما من ريب أن هذه المهمة تحتاج إلى عدة أجيال، وليس إلّا جيل واحد محدود في الزمان والمكان، ومن هنا كان قوله صلوات الله عليه وآله في حديث الثقلين: إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
وفي كل هذه الفترة كان المعصوم صلوات الله عليه يضخّ في المنظومة الفقهية إن في النص أو في سلوك المتشرّعين الكثير مما يمنحها قدرة التفريع لتستوعب بالنتيجة شتى مجالات الحياة، مما أبقى الإمامية (زاد الله في شرفهم) متفوّقين بشكل ساحق في فقههم التشريعي أمام مستحدثات المسائل، أو في فقههم الاحتمالي الذي يتم التشريع فيه بناء على تلك الأصول التي أطلقها المعصوم، وهي تتسرب إلى كل احتمال يلوح في أفق عملية التفريع التي طالب بها الإمام الرضا صلوات الله عليه في الحديث الذي مر معنا آنفاً، مما جعل الفقه الإمامي مكتفياً أمام كل المستجدات التي واجهت شيعة أهل البيت عليهم السلام، ولعل إطلالة صغيرة على فقه المستحدثات لدى فقهائنا المعاصرين ما يكشف أن فقهاء الشيعة احتفظوا بأصالتهم في التبعية للمعصوم في تفريعهم الفقهي، وتعاملوا مع مستحدثات الأمور بمرونة عالية لم تسلبهم أصالتهم.
يبقى علينا أن نشير إلى أن مقام الإمامة أكبر بكثير من مجرد تبيان الأحكام، إذ ما معنى أن يقطع النبي إبراهيم صلوات الله عليه أشواط النبوة كاملة، ليقول له البارئ عزّ وجلّ من بعد ذلك كله: {إني جاعلك للناس إماماً} فهذا المقام قد جُعل لإبراهيم عليه السلام من بعد ابتلائه بأدوار النبوة التي عبّرت عنها الآية الكريمة بالكلمات: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن}[7] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn7)، ومن الواضح أن الجعل لا يتم من دون استحقاق الجُعالة، إذ لا ترجيح بدون مرجّح، وقد جعلت عملية إتمام النبوة سبباً لهذه الجُعالة.
مما يعرب لنا بوضوح أن مقام الإمامة وفق التصوير القرآني يتجه بالأمور إلى أعلى بكثير مما يضعه الناس لهذا المقام، وتعالوا لنضرب بعض الأمثلة فقد تحدّث القرآن الكريم عن أن الله سبحانه وتعالى قال لملائكته ـ وهم هنا أعاظم الملائكة وكبّارهم ـ: {إني جاعل في الأرض خليفة}[8] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn8) ولنا هنا أن نتساءل عن سبب الحديث مع الملائكة أوّلاً، ولم يك مع آدم عليه السلام هنا؟ ولم تحدّث بمنطق الجعل ولم يتحدّث بمنطق الإرسال أو الإرادة؟ ثم لماذا أثار هذا الموقع فزع الملائكة الشديد أو استغرابهم والذي أطلقته عبر الإشارة إلى واقع الأمور التي تجري في الأرض بقولهم: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} وقد اختصرت بهذه الكلمات القليلة كل المفردات الخاصة بعملية الهداية الربانية.
فمن جهة أشارت إلى مشكلة التشريع، ومشكلة تطبيقه، وطبيعة دوره الناظم لمنع العدوان في المجتمع بصورتيه الذاتي والاجتماعي، وإلّا لما حصلت عملية الإفساد، فالإفساد لا يكون إلّا من خلال التجاوز على الحق الذاتي أو العام، ووجود الطبيعة بمواصفاتها التي تعرفها الملائكة والتي سبق لها أن كانت وسائط الله سبحانه وتعالى في إيجاد مصاديقها، لأن الله يتنزّه عن مجانسة مخلوقاته، مما يعني أن الملائكة أدركت أن إدارة هذه الطبيعة بما انطوت عليها من إمكانات وثروات لن تكون إلا من خلال شريعة ناظمة ومن خلال وجود الساهر على عملية النظم هذه، وإلا لما طرحت نفسها لكي تكون هي الساهرة على هذا النظم، وقد أدركت أن هذ الناظم يحتاج إلى مواصفات قصوى في العدالة والإيمان لكي يؤدي حق الأمانة الملقاة على عاتقه، مما جعلها تقدّم مواصفاتها الخاصة بهذا المجال دون بقية مواصفاتها الأخرى حينما أشارت إلى كونها تسبّح وتقدّس الله تعالى.
ومن جهة أشارت إلى مشكلة الهداية وقيادة الناس نحو الله تعالى، فبسبب افتقادها سيتقاتل الناس لأن النظم البشرية بطبيعتها، وفي أحسن ظروفها لن تهتم بالعمل على تهذيب المحتوى الداخلي للإنسان، لأن هذا المحتوى مشتمل على فجور النفس وتقواها، مما يجعل هذا المحتوى عبارة عن برميل متفجرات يمكن له أن يتفجّر في كل مرة تتاح له الفرصة، إن لم يتم العمل على ضبط النزوع باتجاه الفجور، لأنّ ذلك سيجعل هذا المحتوى نزّاعاً باتجاه الاستحواذ، والاستحواذ بطبيعته سيؤدي إلى الصراع، ومن ثم لنجد كل ما يمكن للصراع أن يفرزه من تقاتل وإفساد وسفك للدماء.
ومن جهة هي تعرف أن الله سبحانه وتعالى سخّر في هذه الأرض كل شيء، وهنا لا أقصد صور التسخير الاعتيادية التي أتيحت لعامة الناس من سير وتوقف وقفز والتصاق بالأرض وما إلى ذلك فهذه بصورة عامة متاحة حتى للحيوانات، بل أتحدّث عن عملية التسخير بصورتها الكبرى والتي كانت كل كرامات الأنبياء عليهم السلام أو ما يسميه الناس بالمعجزات جزءاً صغيراً جداً من عالم التسخير الشمولي الذي أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}[9] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn9) ولو قدّر لهؤلاء الناس أن رأوا شيئاً يسيراً من عالم التسخير هذا، هو عالم الثروة والتملّك، فتقاتلوا وأفسدوا وسفكوا الدماء من أجل الاستحواذ عليه، فما بالك لو اطّلعوا على ما هو أعظم منه؟ ولهذا لا يمكن لهذا العالم أن يبقى من دون الجهة التي تؤتمن عليه وتديره لأغراض المهمة الربانية، وإلّا لتعاظمت عملية الإفساد التي حذّروا منها، وقد عرّف الله سبحانه وتعالى أن هذا العالم سيختلط معه الظلم والكفر كما في قوله تعالى: { الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ*وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}،[10] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn10) ولا شك أن الناهض بعملية الخلافة يجب أن يكون المناقض الموضوعي للإنسان الظالم الكفّار، أي سيكون الإنسان المعصوم الذائب في الله تعالى.
وما معنى أن يجعل الله في الأرض خليفة، ولا يرتضي للملائكة المسبّحة بحمده والمقدسة له أن تكون هي ممثلة الخلافة، بل هو الذي ينتقي لهذه المهمة ومن غير هؤلاء الملائكة، مع أن هناك تسليماً بأن في الأرض من سيفسد فيها ويسفك الدماء؟
وما معنى أن يعرض الله سبحانه وتعالى الأمانة ويصوّر هذه الأمانة بأنها أثقل من السموات والأرض والجبال، ويشير إلى أن الإنسان العادل غير الجاهل هو الذي حملها، بعد أن استثنى من الحمل من كان ظلوماً جهولاً؟!
وما معنى أن يذكر الله سبحانه وتعالى أنه سخّر للإنسان كل شيء في السموات والأرض، ويستثني من عملية التسخير هذه من كان ظلوماً كفّار؟!
وما معنى أن يطرح الله سبحانه وتعالى الشهادة على الرسالة لأناس غير الرسول صلى الله عليه وآله، ويستثني من لا علم كامل له بالكتاب؟![11] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn11) وما من ريب أن الشهادة هنا تستدعي العلم التفصيلي بكل ما فيها، وإلا لكانت شهادة ناقصة، وحاشى لله أن يضع الشهادة لرسالته بصورة ناقصة.
وما معنى أن يذكر الله تعالى الراسخون في العلم[12] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn12) ـ وهم هنا نفس الشاهدين للرسالة ـ ويستثني من هذه الدرجة من في قلبه زيغ؟!
وما معنى أن يحدّثنا الله سبحانه وتعالى عن أن القلوب الخالية من أي نمط من أنماط هذا الزيغ هم مخلوقات خاصة سمّاها بأهل البيت حينما قال في سورة الأحزاب {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} والرجس أصغر من الزيغ، وهو لم يذهبه منهم، وإنما أذهبه عنهم إشارة إلى أنهم لم يقارفوه أبداً.
وما معنى أن يشير الله تعالى إلى منزلة الأعراف ويستثني منهم أهل الجنة والنار؟![13] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn13) ليدلّ على جهة أكبر من الجنة والنار، بل إن الجنة والنار تحت تصرفها، وهذا ما لا يمكن استحقاقه إلّا من قبل نفس الجهة التي استخلفها الله تعالى للقيام بالمهمة التي بسببها وجدت الجنة والنار، ولهذا وجدناهم يخاطبون أصحاب الجنة والنار في يوم وصف بعدم قدرة أحد على الكلام {إلّا من أذن له الرحمن وقال صواباً}[14] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn14)، بل ونجدههم هم الذين يأذنون لأصحاب الجنة بدخولها وهم الذين يأمرون بحرمان أهل النار: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون*أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون* ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين}[15] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn15).
إن هذه الأسئلة ومثيلاتها تدلّنا فيما تدلّنا وفي أقل التقادير على وجود سلم يرتقي فيه الوجود الإنساني من أدنى درجة للظالمين إلى أعلى درجة في الكاملين، وحينما نتحدّث عن هؤلاء الكاملين لا يمكن لنا أن نتصوّر أن وجودهم طارئ في الزمن لا سيما في شأن الخلافة والأمانة والولاية والشهادة والعلم والآخرة والتي هي ركائز وجود عملية الهداية الربانية، بل لا بد أن نجد لهم وجوداً اجتماعياً يتجسّد على طول الزمن، لأننا لا يمكن لنا أن نتصوّر خلو الوجود من دون وجود خليفة لله بكل ما تعني الخلافة من معنى، لأن انتفاء الوجود الاجتماعي لهذا للخليفة سيحقق كل ما تحدّثت عنه الملائكة، وبالتالي سينفي وجود مهمة الهداية الربانية بكاملها، مما ينفي معه وجود الحجة البالغة لله على خلقه في زمن انتفاء الخليفة، وهذا أمر لا يعقله عاقل، فتأملوا!
ولهذا أكّد أئمتنا صلوات الله عليهم أن انتفاء الحجة مدعاة لزوال الأرض وما عليها، كما في قول الإمام الباقر صلوات الله عليه: عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: قال: لو أن الإمام رفع لماجت الأرض بأهلها ، كما يموج البحر بأهله.[16] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn16)
وكما في قول قول زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يمضي الإمام وليس له عقب؟ قال: لا يكون ذلك. قلت: فيكون ماذا؟ قال: لا يكون ذلك إلّا أن يغضب الله عز وجل على خلقه فيعاجلهم.[17] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn17)
وكما في قول حمزة بن الطيار: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو لم يبق من أهل الأرض إلّا اثنان لكان أحدهما الحجة.[18] (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=753#_ftn18)
ويمكن للتفصيل مراجعة كتابنا: الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدّس.
على أي حال يمكن لنا أن نتلمس مصداقية كل ذلك ونحن نرى كيف استشرى الفساد في حال عدم إتاحة المجال للإمام صلوات الله عليه للقيام بمهمة إدارة الشأن العالمي في تفاصيله السياسية والإجتماعية والاقتصادية وأمثالها، فما بالك لو انتفى كل وجوده؟
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:49 AM
64 - محمد القطبي (مجموعة حكيميون): كيف يحارب الإمام المهدي بوجود الاسلحة المتطورة؟
الجواب: لا شك أن حروب الإمام المنتظر عليه السلام مثلها مثل أي حروب في العالم ستجري بأسلحة عصرها، وما من دليل على خلاف ذلك، وما نجده من كلمات الأسلحة في الروايات كالسهم أو الرمح أو السيف أو ما إلى ذلك فبسبب استخدام المعصوم صلوات الله عليه لكلمات يفهمها عصره، ولكن لغة الكناية هي الأصل في هذه الأمور، وما من ريب أن الإمام روحي فداه حينما يظهر سيكون الوضع التكنلوجي متقدماً بالشكل الذي ينفي معه اعتماد الوسائل القديمة من الأسلحة في حروبه بأبي وأمي، وقد سبق لي أن أشرت في غير موضع من أجوبة هذه الأسئلة إلى أن الإمام روحي فداه حينما يقبل إلى النجف الأشرف سيكون إقباله بالطائرات، وانه حينما يخطب سوف يسمع خطابه في كل العالم كل أهل لغة بلغتهم، وأن شيعته النائين عن دياره سيكون لهم بريد معه، وأنه سيتواصل مع قادة جيشه بنظام أشبه بنظام الألواح الكفية الرقمية نظير الآي باد IPADوأمثال ذلك، مما يؤكد لنا أن الأسلحة التي سيستخدمها صلوات الله عليه هي أسلحة تتناسب مع طبيعة هذه التقنيات إن لم تك أكثر تطوراً.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:51 AM
65 - أمجد سالم الساعدي (مجموعة حكيميون): كيف نعدّ أنفسنا للظهور المبارك؟ آمل أن يكون ذلك بعبارات بسيطة.
الجواب: بعبارات بسيطة نشير إلى أن الإعداد المطلوب له ثلاثة اتجاهان، أولهما: يتعلق بطبيعة تهيئة المحتوى الذاتي لكل واحد منا وكان الإمام صلوات الله عليه سيظهر غداً وبالشكل الذي يحقق هذا المحتوى إنجازين أحدهما أن نحرز فيه رضا الإمام صلوات الله عليه عنا، وهذا لا يحصل إلا من خلال تطهير هذه الذات من كل ما لا يحبه الإمام صلوات الله عليه، إضافة إلى تنمية علقة التواصل بين كل واحد منا وبين الإمام روحي فداه، بالشكل الذي ننزع من قلوبنا كل ولاء إلّا له.
والآخر هو أن يكون هذا المحتوى بمستوى النهوض بأي مسؤولية تترتب على مهمة الاستعداد للظهور وما بعده، فما قبل الظهور ستكون هناك استحقاقات عملية وأمام كل استحقاق تحديات جمّة، ونفس الأمر سيكون من بعد الظهور الشريف، ولا يمكن للوصول إلى هذا المستوى إلا من خلال تربية النفس وتوعيتها بكل ما يستلزم لإنجاز هذه المهمة.
وثاني الإتجاهات هو تنمية وتعزيز وتقوية وتحصين مجتمع المنتظرين وقواعده الاجتماعية بكل ما يمكن لهذه الكلمات أن تعطيه من معنى، وهذه هي التي أشار إليها الأئمة صلوات الله عليهم في زياراتهم حينما طالبونا بأن نعطي عهداً لهم عليهم السلام بأن نكون سلماً لمن سالمهم، نوالي من والاهم، ونحب من أحبهم، ويقابلها أن نكون حرباً لمن حاربهم، نبغض من أبغضهم، ونعادي من عاداهم ونبرأ ممن تبرأ منهم، وفي طيات ذلك الكثير من السلوكيات التي يجب تكريسها في داخل هذه القواعد كسلوكيات التراحم والتآصر والتعاون والرأفة بين المؤمنين وهكذا.
أما ثالث الإتجاهات، فهو العمل على إيجاد المستلزمات الموضوعية وبقدر الممكن لاستحقاقات كل مرحلة نمر بها بالشكل الذي تعكس انصهارنا بالمشروع المهدوي.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:53 AM
66 - سفينة النجاة (مجموعة حكيميون): هنالك سؤال يدور في أذهان العديد من محبي آل البيت في عراقنا الحبيب.الحكومة العراقية الحالية تعتبر حكومه شيعية جعفرية امامية اثنا عشرية.هل الامام المهدي راض على حكومة المالكي برأيكم؟
الجواب: أولاً لا صحة لكون الحكومة العراقية الحالية هي حكومة شيعية جعفرية إمامية إثنى عشرية كما وصفتم، بل هي حكومة تعمل تحت إطار دستور لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعبّر عنه بأنه دستور الشيعة الإمامية، فالتشيع هو منظومة اعتقادية وسلوكية محددة المعالم، وليس هو مجرد هوية شخصية لمجرد حملها تعني إلتزام صاحبها بهذه المنظومة، صحيح أن في الحكومة ممن ينتسبون للتشيع، ولكن الصحيح الآخر أن أعمالهم لا تعبّر بالضرورة عن إنتمائهم للتشيع، فثمة فارق بين التشيع والمتشيعين، كما أن هناك فرق بين الإسلام والمسلمين.
ثانياً: إن رضى الإمام المنتظر عليه السلام يستحصل في الوقت الذي تكون أعمال الجهة المنظورة مرضية لما يريده الإمام صلوات الله عليه، ولا شك أن رضى الإمام روحي فداه لا يمكن أن يطلق إلا بناء على بر هذه الجهة بالتشيع ومؤسساته وأفكاره وقيمه، ولذلك بعيداً عن هذه الحكومة أو غيرها يمكن أن نلاحظ دوماً المعايير العملية التي تحقق هذا الرضا كما في الأمثلة التالية المستلة من توجيهات الأئمة صلوات الله عليهم:
1: الموقف من المرجعية الدينية، فالمرجعية هي الحجة التي خلّفها علينا الإمام صلوات الله عليه بقوله: هم حجّتي عليكم وأنا حجة الله عليهم، ولذلك فإن رأي المرجعية في أي حكومة سيكون دالاً على هذا الرضى أو عادم له، وسيدخل في ذلك مدة احترام الحكومة للمرجعية من الناحية العملية، ومدى ما يرجع في قراراتها في الأمور المصيرية بشيعة الإمام روحي فداه إليها.
ثانياً: تحقيق العدالة وأداء الأمانة وطبيعة الحرص على أموال المسلمين وعدم البث بها، والسهر على مصالح المسلمين وتأمين أمنهم واستقرارهم وتحقيق الرفاهية العامة لهم بمقدار الممكن المادي والاجتماعي، وينطوي كل ذلك في السياسات الأمنية والاقتصادية والقضائية والقانونية ونظائرها، وأمثال هذه المفردات تمثل أحد الدلائل على هذا الرضا فكلما عملت الحكومة بذلك كلما عرفنا أن الإمام روحي فداه سيرضى، والعكس بالعكس.
ثالثا: الحرص على شيعة أهل البيت في عقائدهم وفي تربيتهم وفي عباداتهم وبقية تكاليفهم الشرعية، وينجر ذلك إلى طبيعة المناهج التربوية والتعليمية التي تعتمدها الحكومة، وطبيعة الموقف من مظاهر الفرح لفرح أهل البيت علهم السلام والحزن لأحزانهم.
رابعاً: الموقف من الظالمين وعدم الركون إليهم، وعدم التحالف معهم، أو تحقيق متطلباتهم وإعانتهم أو تمكينهم في أرض العراق، وذلك ضمن الإطار الذي يحفظ عزّ شيعة الإمام صلوات الله عليه ودينه.
إن هذه المعايير هي التي تصلح كمقياس للتدليل على هذا الرضى أو عدمه، أما الأشخاص وأفعالهم، فلقد أمرنا دوماً ان لا نطلب الحق بالأشخاص، وإنما طولبنا بأن نعرف الأشخاص ونقيمهم من خلال طبيعة التزاماتهم تجاه الحق والالتزام بها.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:55 AM
67 - رياض الشامي (مجموعة حكيميون): سوأل ما هي أقوى علامات الظهور في الوقت الذي نعيشه اليوم؟ أي هل يوجد حدث في وقتنا هذا يوحي الى قرب ظهور الإمام الحجة روحي لمقدمه الشريف الفداء؟
الجواب: نحن نترقب في احداث الشام المعاصرة الكثير من الدلائل الحاسمة، فلقد سبق لي ان قسمت علامات الظهور إلى قسمين قسم لا دلالة له على وقت الظهور وإن أشعر بالاقتراب منه، وقسم دلالاته حاسمة على الوقت، وقد أشارت الروايات الموثقة لأهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أن العلامات الأولى من القسم الثاني من الروايات تبتدأ كلها في الشام او على إثر احداث الشام، وتبتدأ هذه العلامات بالفتنة في كل بلاد العرب ثم في فتنة الشام وصولاً إلى التفجير النووي في دمشق وتفكك الشام ثم في الانفصال الكردي عن سوريا ثم في الزلزال المدمر في دمشق ثم في الحرب العالمية، ثم في تحشيد غربي رومي في دويلة الصهاينة ثم في السفياني والذي يعتبر أول العلامات الحتمية وما بينه وبين ظهور الإمام المنتظر روحي فداه خمسة عشر شهراً، وعليه فإننا نرى الكثير من المقاربات بين أحداث اليوم وبين العلامات التي أشار إليها أهل البيت عليهم السلام، ولكن لا نستطيع ان نتيقن من تطابقها إلا بتسلسل الأحداث وفق ما أشرت أعلاه.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:56 AM
68 - أبوسارة العطواني (مجموعة حكيميون): تذكر الروايات أن مقر أو مركز أو عاصمة الدولة المهدوية سيكون في العراق، ماهي الأسباب والمؤهّلات والصفات التي تجعل هذا الاختيار قائماً؟
الجواب: مما لا شك فيه أن العراق سيكون مركز انطلاق حركة تحرير العالم من الظلم والجور على يد الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف، ولا يأتي ذلك اعتباطاً، بل من يرقب علاقة الأئمة صلوات الله عليهم بالعراق يعرف أن عناية كبرى بذلت من قبلهم عليهم السلام منذ البداية بالعراق، فما كان الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد نقل عاصمته من المدينة إلى العراق عابثاً، وما كان ليغيب عنه بأبي وأمي أن الحصاد في العراق لن يكون سريعاً وسط كل ما يعرفه عن مخاضات عسيرة تواجه المشروع الرباني، كما أن الإمام الحسن صلوات الله عليه لم يغب عنه ما يمثله العراق، ورغم نكبة الخوارج وتخاذل المحاور لمشروع الأمير صلوات الله عليه إلا أنه لم يستبدل العراق أيضاً وبقي فيه، ورغم النكبة التي تعرض لها من قبل خاذليه، وهم ليسوا بالضرورة من العراق، إذ فيهم بعض الصحابة والتابعين، بل فيهم من بني هاشم كما هو الأمر بعبيد الله بن العباس، ولكننا نجد أن الإمام الحسين عليه السلام أصر على إدامة انتخاب العراق لمشروع الأئمة صلوات الله عليهم، ومع أنه بأبي وأمي كان متيقناً أنه سيقتل، وأن نساءه عليهن السلام ستسبى ولكنه أصر على انتخاب العراق لمسرح أحداثه ولاطلاق ثورته برغم العروض التي تقدمت له من مناطق عدة، ولو لحظنا المئات من الروايات التي تحدثت عن خصوصية زيارة الحسين عليه السلام وفضلها وفضل من يقوم بها وبكيفيات متعددة، لعلمنا أن حثّاً جاداً يكمن في داخل هذه الروايات من أجل استيطان العراق وتحويل وضعه الديموغرافي بالشكل الذي ينسجم مع مشروعهم صلوات الله عليهم، واستمر هذا الاهتمام من خلال بقية الأئمة صلوات الله عليهم يعبر بشكل معلن تارة وأخرى بشكل كامن عن أهمية العراق أرضاً ومجتمعا لهذا المشروع الإلهي، ولك أن تنظر لماذا كل هذا الحشد من قبورهم صلوات الله عليهم، ولماذا كانت ولادة الأئمة عليهم السلام فيما خلا الأمير صلوات الله عليه كلها في ريف المدينة ، إلّا الإمام المنتظر صلوات الله عليه فكان في العراق، كل ذلك وغيره من عشرات الشواهد تظهر أن العراق جرى انتخابه مبكراً لكي يكون هو الحاضنة لمشروع أهل البيت عليهم السلام، ومن يعرف مجريات التاريخ يعرف أن التشيع كانت انطلاقته الحضارية من العراق، مما يظهر أن مشروع الأئمة صلوات الله عليهم نجح في إيجاد المجتمع الحاضن، وبدوره فإن هذا المجتمع كان قابلاً ومتحملاً لمسؤولية هذا الاحتضان، وليس أدل على ذلك من التحول العقائدي الذي مر به المجتمع العراقي، وتحوّل كفته المذهبية بشكل واضح بالاتجاه الذي يخدم المشروع المهدوي، فما بين الوقت الذي رأينا فيه المجتمع العراقي في أعمّه الأغلب بعيداً عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام من حيث الانتماء، وما بين الوقت الذي نجد هذا المجتمع في غالبيته الأساسية هو أحد أهم الناهضين الأساسيين الذين يحملون لواء هذه المدرسة، ويذبّون عنها، نجد أن التحول الديموغرافي الالحاصل قد قطع شوطاً كبيراً في أهلية هذا المجتمع للدور الحاضن، ولهذا ما من غرابة أن يجري حديث علامات الظهور بشكل مكثف حول العراق وما يحفّ به من بلدان، وبالتبع ما من غرابة في أن تؤكد الروايات على اصطفائه لكي يكون هو عاصمة الإمام صلوات الله عليه دون غيره من البلدان.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 06:58 AM
69 - مجموعة من مستبصري المغرب (بريد الموقع الخاص :(ما السر في اصراركم على الحديث عن علامات مثل الحرب العالمية وانشقاق الأكراد؟ علماً إنها ليست من العلامات المحتومة.
الجواب: صحيح أن العلامتين ليستا من الحتميات، ولكن كونها ليست من الحتميات لا يعني أنها غير مهمة، إذ أن طبيعة العلامات غير الحتمية بما أنها قابلة للتغيير ومنضوية تحت مقتضيات الآية الكريمة: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}[1] أو ما نعبّر عنه عقائدياً بالبداء، فإن دراستها المبكرة والتنبيه إليها وإلى استحقاقاتها وما يترتب عليها أمر في غاية الأهمية، لما ينطوي ذلك من فسحة إما للتغيير أو للإحتياط العملي من نتائج حصولها وما يترتب عليها.
وفي اعتقادي أن لا أبالية المسلمين أو ابتعادهم عن معين مدرسة أهل البيت عليهم السلام سيجعل هذه الأمور تتحقق وإن كانت غير حتمية، لأنها مرهونة بظروف وأحداث، وهذه العلامات بطبيعتها هي استحقاق طبيعي لتلكم الظروف، وكونها قد وردت في أحاديث صحيحة، فالتنبيه عليها والإشارة إليها لا تخلو من أحد فائدتين على الأقل، فإما يرتدع أصحاب القرار وتعود الأمور لما كانت عليه قبل الحدث، أو أن يعتبرها المؤمن علامة جادة وحاسمة على ظهور الإمام صلوات الله عليه، لا سيما وأن هذين الحدثين هما من جملة السلسلة التي وصفت بأنها نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً والتي تنتهي إلى خروج السفياني، وهو ليس إصرار كما وصفه الأخوة الأفاضل حفظهم الله، وإنما هو عرض لتفاصيل الرواية الشريفة التي تحدثت عن هذين الأمرين، وعن غيرهما وسيأتي الحديث عنها جميعا بالتتابع إن شاء الله.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:02 AM
70 -
Adnan Hssoun (website): My question is about the scream from the sky in the morning which we have to follow, and to denounce the second one in the evening which is from Iblis. So if the first one in the morning it means and evening scream in north America so when the the scream takes place in Iraq or the middle east in the morning I will be having supper at evening in Canada so to me it is not the morning scream and time change in every continent in the world where people will receive it at different times but not in the morning.
الجواب: الحديث الجاري في روايات أهل البيت عليهم السلام عن الصيحة وكونها تحصل في ليلة القدر، يخص منطقة الحدث وأعني بذلك الحجاز والعراق ومنطقة الشرق الأوسط عموما، أما غيرها من المناطق فستسمع كل واحدة منها نفس الصوت في الوقت الذي يخصها، بمعنى أن حصول الصيحة في ليلة القدر في الحجاز لا يعني ان أهل أمريكا أو كندا أو استراليا لن يسمعوه في عين ذلك الوقت والذي سيكون لدى بعضهم في ظهيرة ذلك اليوم أو في صبيحة يوم الثالث والعشرين من شهر رمضان وفقاً لفارق الوقت، ولهذا تم وصف ردود فعل الحدث بأوضاع مختلفة فيها النائم والقاعد والواقف، وهي اوصاف تشير إلى طبيعة نشاط الإنسان بين النوم وسكون الحركة والنشاط، أما القول بأن الصيحة ستسمعها كل دول العالم في ليلة القدر فهذا ينفي أن كل العالم سيسمع الصيحة، لأن الكثيرين سيسمعون الصيحة قبل ليلة القدر لكونهم سيسمعونها من قبل الفضائيات، وبعضهم سيسمع بها بعد ليلة القدر مما لا ينسجم مع حالة الذهول التي تقترن بحصول الحدث والتي وصفها حديث الإمام الباقر عليه السلام بقوله :الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان، لأن شهر رمضان شهر الله، والصيحة فيه هي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام.
ثم قال عليه السلام: يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكّوا في ذلك، واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس اللعين ينادي: ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه أنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه عليهما السلام حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج، وقال: لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام: صوت من السماء وهو صوت جبرئيل باسم صاحب هذا الأمر واسم أبيه، والصوت الثاني من الأرض هو صوت إبليس اللعين ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوماً، يريد بذلك الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به [1].
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:03 AM
71 - مجموعة أسئلة من الموقع: تتحدث الروايات أن ما بين السفياني وبين الإمام المنتظر عجل الله فرجه سيكون حمل إمرأة أي تسعة أشهر، وهو يخرج من رجب، بينما يكون أمر الإمام صلوات الله عليه في شهر محرم، فكيف توضحون هذا الأمر؟
الجواب: تحدثت الروايات عن موعدين ما بين السفياني وبين الإمام روحي فداه الأول حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، والأخرى هو حمل امرأة أي تسعة أشهر، ولكن هذين الموعدين ليسا من يوم واحد، وهي في كل الأحوال لا تتحدث عن موعد خروج الإمام صلوات الله عليه، وإنما تتحدث عن موعد ظهوره، فالأولى تحدثت عن موعد وجود السفياني، وسيكون حكماً في شهر رجب، وستأتي من بعدها مرحلة تحرير الكور الخمس وهي المحافظات الشامية المفككة عن حكم الشام بسبب صراع الأصهب مع الأبقع، وهي في رواياتنا تستمر لستة أشهر، ولذلك تبقى من بعد الكور الخمسة مدة تسعة أشهر لظهور الإمام أرواحنا فداه، أما الفاصلة بين رجب ومحرم كيف يمكن التوفيق بينها وبين هذه الحسابات، فالأمر ناشئ من توهم البعض بأن لا فرق بين الظهور والخروج، ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فالظهور إنما يكون متزامناً مع الصيحة الجبرئيلية في شهر رمضان، والتي بها تنتهي الغيبة الكبرى، ولكن ثمة فارق أن الظهور شيء وخروج الإمام روحي فداه برايته شيء آخر، لأن الخروج متأخر على الظهور وموعده في شهر محرم الحرام، ولذلك لا يوجد تناقض بين المواعيد المطروحة في الروايات الشريفة.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:05 AM
72 - جبار الكردي (مجموعة حكيميون ): ما هو الدليل على القرآني ظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه؟
الجواب: عرض القرآن الكريم لموضوع الإمام المنتظر صلوات الله عليه من عدة جوانب، وسأجمل القول هنا إذ نلمس أن القرآن المجيد تحدّث تارة عن محورية وجوده صلوات الله عليه بشكل عام، وذلك لأن كل الآيات الكريمة التي تعلّقت بالإمامة هي متعلقة به صلوات الله عليه، وأخرى تحدّث عن وجوده بأبي وأمي بشكل أخص لأهل زمانه إذ أن هناك آيات لا يمكن أن تفهم إلا من خلال القول بوجوده كما هو الحال في سورة القدر، فالقرآن الكريم يتحدّث عن تنزّل الملائكة (وهم هنا أعاظم الملائكة وكبّارها) والروح فيها، وهذا الروح شيء غير الملائكة لأن القرآن تحدّث عن الملائكة وعن الروح بفاصلة واو العطف في آية سورة القدر أي أنهما جهتان، وتأكيده هو ما جاء في الآية الكريمة: {ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده}[1] ومن الواضح أن الروح هو الذي قال عنه سبحانه وتعالى: {ويسألونك عن الروح؟ قل الروح من أمر ربي}[2] كما وقد وصف سبحانه وتعالى هذا الأمر بالقول: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون}[3] وقد وصف الله تعالى آليات هذا الأمر بقوله تعالى: {هو الذي يحيي ويميت، فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون}[4] وعليه فمن الواجب أن نتساءل عن الجهة التي سيتنزّل عليها في ليلة القدر بأمر الله تعالى والذي يستوعب كل شيء من أمور العالم الرباني؟ كما أوضح سبحانه وتعالى عن طبيعة مهمة الروح في ليلة القدر: {تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}[5] فإن قيل أن الروح تتنزل في زمان رسول الله صلوات الله عليه وآله على نفس الرسول صلوات الله عليه وآله وهو الحق، فالتساؤل الملح على من ستتنزل هذه الروح في العهود التي أعقبت شهادة رسول الله صلوات الله عليه وآله؟ ولو أردنا أن نقرّب الصورة أكثر تعال لنتساءل عن أي جهة تنزّلت عليها الروح بأمر الله المستوعب لكل أمر في عامنا هذا، فإن قيل بأن ليلة القدر لا وجود لها من بعد زمن رسول الله صلوات الله عليه وآله، وهو قول لم يقل به إلا ما ندر من شواذ الحشوية، وهو قول باطل لأنه يستلزم القول بانتفاء الحاجة إلى سورة القدر، وهذا ما لا يمكن لأحد أن يقول به، وعندئذ نعود ونتساءل عن هذه الجهة التي ستستقبل هذه الروح وهي المتنزّلة بهذا الأمر الجليل في عامنا هذا وفي عامنا القادم والذي سبق من أعوامنا التي عشناها؟ لا شك أن الجهة الوحيدة التي تستطيع الإجابة على ذلك هي الشيعة الإمامية زادها الله شرفاً بقوله بوجود الإمام المنتظر روحي فداه، وهنا ثمة تفصيل تجده في الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور.
أضف إلى ذلك إن قوله تعالى لرسول الله صلوات الله عليه وآله: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}[6] هو الآخر يحتاج منا إلى أن نشخّص من هو الهادي في زماننا هذا، ومن الواضح أن الهادي المشار إليه في القرآن الكريم يجب أن يكون معصوماً ومشخّصاً حتى يمكن الاحتجاج به، لأن الهادي إن كان غير معصوم عندئذ ستكون مهمته الهادية يتخللها أعمال مخالفة لأمر الله تعالى وبالتالي ستكون مهمة الهداية منتفية، بل قد تكون معكوسة تماماً، كما وأن تعميم القول بالهداة من دون تشخيص لهم سيوصل الأمور لمن هو أكثر إعلاماً وضجيجاً، في وقت قد يكون هو في داخله من أكثر الناس ضلالاً، ولذلك يتوجب علنا أن نتساءل عن الهادي في زماننا هذا؟ ولا مجال لحل هذه المشكلة إلا بالرجوع إلى قول الإمامية بوجود إمام في كل زمان، وهناك العديد من الآيات الكريمة التي لها نهايات كنهاية هذه الآية وسابقتها من حيث عدم إمكانية تفسيرها إلا من خلال القول بوجود إمام لكل زمان، لا يسع المجال لاستعراضها هنا.
وتحدث ثالثة عن طبيعة أعماله وهنا يعرب أن الأمر لن يبقى في حدود الفكرة النظرية بل نزع إلى تصوير الحدث بعنوانه مسألة اجتماعية منجّزة ففي قوله تعالى في سورة الإسراء يدلّنا بشكل كبير على نموذج من الأعمال التي سينفذها الإمام صلوات الله عليه، ففي حديثه تعالى عن طغيان بني إسرائيل ومآل أمورهم وما سينتهون إليه قال سبحانه: {وقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيرا* فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً* إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً}[7] ولا كلام لنا في طبيعة ما جرى لهم في فسادهم الأول ومن كان المتسبب بدمارهم هل هو سابور ذي الأكتاف أو سنحاريب أو نبوخذ نصر أو احد ملوك الروم كما يتحدّث المؤرخون مما لا طائل في نقاشه، وما يهمّنا هو طبيعة طغيانهم الثاني وطبيعة العباد الذين سيدخلوا المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، فمن الواضح أن الحديث هنا عن مرحلة ما بعد تحويل الأقصى إلى مسجد، وهو إنما تم ففي عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله إبّان رحلة الإسراء والمعراج، لا كما حاول بعض مغفلي المفسرين بتفسير ذلك بأن عهدا الفسادين قد انتهيا قبل الإسلام، وعليه فإن القرآن يتحدث بشكل واضح وصريح عن مهمة تحرير القدس وتدمير إسرائيل، وقد اتفق أهل الإسلام على أن من سيقوم بذلك هو الإمام المنتظر صلوات الله عليه.
كما أن قوله تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}[8] هو الآخر يشير إلى طبيعة مهمة الإمام روحي فداه وما سيتمه في زمانه من إخراج الأرض ومستضعفيها من الظلم والجور إلى القسط والعدل.
أما الحديث التفصيلي عن علامات الظهور فلا يمكن طلبه من القرآن الكريم، لأن هذه مهمة الكاشفين عن أسرار العلم الإلهي، وأقصد بذلك نبينا الأكرم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم، وهو ما يتوافر عليه حديثهم عليهم السلام بشكل مكثف.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:08 AM
73 - جعفر العراقي (الموقع في الفيس بوك): لديّ سؤال بخصوص (يأجوج و مأجوج) من هم؟
ومن أي الأقوام هم؟
وهل هم من البشر و تمت الإشارة إليهم بهذا المصطلح؟
أم هم مخلوقات أخرى؟
و ما قصتهم و متى يظهرون؟
وما هو تأثير ظهورهم على الساحة الزمانية و المكانية ..؟؟
الجواب: في مرويات أهل السنة وكذا في شروحات التوراة والإنجيل هناك الكثير من الأقاويل التي تقرب من الخرافات والأساطير عن يأجوج ومأجوج وسأعرض لبعضها لاحقاً، ولكن جميع هؤلاء يتفقون على أن يأجوج ومأجوج هم من علامات القيامة ونهاية العالم، وقد انسابت هذه المرويات إلى الثقافة العامة حتى عدّهم البعض من علامات ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه، وبالرغم من أني لم أجد رواية صحيحة من مدرسة أهل البيت عليهم السلام يمكن الاعتماد عليها للربط بينهم وبين علامات الظهور أو علامات القيامة، اللهم إلا رواية وردت في تفسير القمي جاء فيها: إذا كان في آخر الزمان خرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا وياكلون الناس.[1]
إلا أن ورود القصة في القرآن الكريم وربطها سياقاً مع أحداث مستقبلية وكونها قريبة مما سماه القرآن الكريم بالوعد الحق يجعلني أتوقف توقف المتأمل فيها، والباحث عن مكنوناتها، لأن هذا الاقتراب قد يكون المقصود به أحداث ما قرب الظهور الشريف.
وبعيداً عما جاء في روايات القوم فقد طرح الموضوع في القرآن الكريم ضمن قصة ذي القرنين بقوله تعالى: {حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً، قالوا: يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً}[2] وقد جاء الحديث عن يأجوج ومأجوج من بعد موضعين قد بلغهما ذو القرنين الأول أطلق عليه القرآن الكريم موضع مغرب الشمس والآخر سماه بمطلع الشمس، مما يجعل موضع يأجوج ومأجوج خلف هذين الموضعين حتماً.
وحتى نعرف موضع يأجوج ومأجوج المشار إليه في القرآن الكريم لا بد لنا من الوصول إلى الموضعين الآخرين، وفي تصوري أن هذه القصة بأبعادها الجغرافية الثلاثية تمثل إعجازاً مذهلاً للقرآن الكريم، لأنها أشارت إلى مواضع كان من المحال معرفتها في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله، بل إن معرفة أن هناك موضعاً لمطلع الشمس ومغرباً هو بحد ذاته يمثل معجزة للكتاب الكريم، ولقد بقي موضع مطلع الشمس على الأقل سرّاً من الأسرار إلى فترة قريبة جداً، إذ كان المعتقد ـ لو حذفنا الأساطير والخرافات هنا ـ على نطاق واسع بين المفسرين أن حديث الآيتين يشير إلى حالة الغروب والشروق في مكان ما على هذه الأرض، دون تشخيص كون الآية تشير إلى موضع تبتدأ الشمس منه طلوعها وآخر تنتهي إليه الشمس في غروبها، ولربما كان الفضل يعود للإحتفال بالألفية الثانية والذي جعل العالم يراقب أول إطلالة للشمس في يوم 1\1\2000 وهي أول اطلالة للشمس في القرن الواحد والعشرين، فلولا ذلك لما عرفنا سر هذه الآية العجيبة والتي كان المفسرون قد تمحّلوا فيها تمحلاً شديداً، ولبقي الحديث بعيداً عن عالم الجغرافية.
وعلى أي حال فمن الواضح أن الحديث عن مغرب الشمس يعني أنها آخر منطقة تغرب عنها الشمس في العالم، كما أن مطلع الشمس يشير إلى أول منطقة تبزغ فيها الشمس في العالم، وقد خصّ القرآن الكريم الموضع الأول بالقول: {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسناً}[3] فيما خص الموضع الثاني بقوله تعالى: {حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً}[4] ونلاحظ في الحديثين تفصيلاً عن المنطقتين إن في المجال الجغرافي والتضاريسيي، أو في المجال الحضاري والاجتماعي، لأن المتحدث حينما يتحدّث بتفصيل عن منطقة ما وجماعة ما، يعني معرفته بها وإلمامه بما يجري فيها. مما يؤكد أن الطرح القرآني هنا في صدد التعريف بمنطقة محددة، وليس مجرد الحديث عن غروب الشمس في عين حمئة.
ومن حيث المبدأ فإن الحديث بهذه الطريقة يعرب عن إشارة القرآن إلى مناطق ثلاثة محددة المعالم ذكرت في مجال مترابط وضمن سفرة واحدة لذي القرنين، وقد ربط اثنين منها بواقع طلوع الشمس وغروبها، فيما تحدث عن المنطقة الثالثة المتعلقة بيأجوج ومأجوج بأوصاف تضاريسية مختلفة، مما يعطينا المجال للقول بأن هذا خط السير في هذه السفرة يعرب عن أن منطقة مغرب الشمس هي الأقرب إلى منطقة انطلاق ذو القرنين، ثم تليها منطقة مطلع الشمس، ومن بعدهما تأتي منطقة يأجوج ومأجوج، وهذا بدوره يشير إلى أن منطقة انطلاق هذا العبد الصالح مطلة على البحر حكماً بالشكل الذي نجد فيه حركة الإبحار الواسعة هذه، وبالتالي يستبعد حديث بعض المفسرين والمؤرخين بأنه كان أحد ملوك الفرس او الأتراك أو ما إلى ذلك، لوضوح أن البحر كان بعيداً عنهم وعن حركتهم.
على أي حال أتصور أن أمام مهمة تحديد هذه الأماكن لا بد من أن نذعن إلى حقيقة أن الأماكن التي تصلح كي تكون مطلعاً للشمس ومغرباً لها لا يمكن أن تكون أبعد من خط الإستواء، لأن المناطق الواقعة على هذا الخط يتساوى فيها الليل والنهار تقريباً في كل أيام السنة، مما يمكن معه رصد المطلع والمغرب بشكل دقيق، لأن ثبات حركة الشمس فيهما تختلف عن المناطق التي تشهد تبايناً بين مدد النهار والليل وفقاً للفصول التي تمر بها، وكلما ازدادت حالة التساوي بين الليل والنهار كلما نكون قد اقتربنا من تشخيص المنطقة المطلوبة، وقد بات بإمكان التقنيات المعاصرة أن تحدد أول لحظة تطل بها الشمس على الأرض، وآخر لحظة تغرب بها لتكون هذه المنطقة تحديدياً هي مطلع الشمس ومغربها، ولعل إعلان دولة كريباس في يوم 1|1|2000 من أنها هي أول منطقة في الأرض أطلّت فيها شمس الألفية الثالثة ما يقطع الجدل في كونها هي أقرب المناطق إلى مطلع الشمس إن لم تك هي تحديداً، خصوصاً وأن الآية الكريمة تحدثت عن وجود قوم لدى مطلع الشمس، ولذلك فمطلع الشمس ليست مجرد منطقة على سطح البحر، وما يحتاجه للتيقن في هذا المجال أن تكون أراضيها مسطحة دون تضاريس مانعة لرؤية الشمس وهو مقتضى قوله تعالى عن القوم الذين يحيون فيها: (لم نجعل لهم من دونها ستراً)، ولم تشر الآية الكريمة إلى وجود أي نمط حضاري معقد في تلك المنطقة، بل ربما أوحت إلى أن الذين يعيشون عليها كانوا أقرب إلى البداوة منهم إلى شيء آخر، وهو أمر سنجد ما يعاكسه اثناء الحديث عن المنطقة الثانية (مغرب الشمس)، ومن خلال مراجعة جغرافية دولة كريباس أو ما يعرف بكريباتي والتي تقع على خط الاستواء في عمق المحيط الهندي متوسطة تقريباً ما بين قارات آسيا واستراليا وأمريكا الجنوبية نلاحظ أن هذه الدولة هي مجموعة جزر أشبه بالمسطحة التي لا تعلوها اي تضاريس تعلو بها عن مستوى الأرض العادية بالشكل الذي يجعلنا نطمئن أن حديث القرآن الكريم ربما عنى هذه المنطقة تحديداً، والمذهل هنا أن هذه الجزر الموغلة في أعماق المحيط والتي لم تكتشف إلا صدفة من قبل بحاري المستعمرات كيف تأتى للقرآن الكريم أن يتضمن الإشارة إليها لو لم يك كتاب وحي لايأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه.
أما المنطقة الثانية التي أشير إليها بمصطلح مغرب الشمس، فيجب أن نتلمسها في منطقة مقاربة للمنطقة التي سبق أن تحدثنا عنها، ولكن يجب أن تكون أقرب من حيث المسار الجغرافي إلى منطقة انطلاق ذي القرنين، لأنها هي المنطقة الأولى في حركته، ومن مجموع آياتها يظهر أنها أقرب إلى التجمعات البشرية الحضارية، لأن الحديث عن الظلم وعن العمل الصالح الوارد في الآية الكريمة يشير إلى أن المنطقة ممن بلغتها الأديان، والذي بمقتضاه طلب من ذي القرنين أن يعذب أو يحسن، مما يجعلها على ممر حركة السفن التجارية أو أنها أقرب إلى الحواضر البشرية الكبيرة، ولكنها يجب أن تكون قريبة من خط الاستواء لخصوصية تساوي الليل والنهار المطلوبة في ذلك.
والحديث عن العين الحمئة في الآية الكريمة إما أن يشير إلى المظهر بمعنى أن يكون مغيب الشمس يقترن بانعكاس الضوء على البحر، بحيث يبدو البحر وكأنه عين حمئة ـ أي طينية ستميل إلى السواد ـ أو أن المنطقة فيها عيون بركانية من النمط الذي يختلط فيه الطمي البركاني مع التربة مع الماء لتشكل ما يعبر عنه Mud Volcano ولكن الأخذ بهذا الاحتمال يقتضي التحدث عن جزر بركانية أو أنها واقعة على الخطوط البركانية في المنطقة، وهو ما يجعل الأمر أشبه بالمستبعد، اللهم إلا أن تكون هذه الجزر كبيرة نسبياً بحيث أن الحدث البركاني أو الزلزالي لا يؤدي إلى غمرها بالماء واندثار آثارها بتقادم الزمن، والقرآن الكريم حينما أشار إلى هذه المنطقة إنما أشار إلى منطقة تتوافر فيها عناصر البقاء حتى مع تقادم الزمن، لأنها احدى الشواهد على حجية القرآن الكريم، وما نستظهره أن المقصود هو الإنعكاس الضوئي على المحيط والذي يؤدي بدوره إلى تحول شكل المحيط وكأنه بركة طينية، وما يقرب ذلك هو أن الحديث هنا عن الشمس أصلاً، ولذا فإن ضوؤها هو المعني بذلك.
ومثل هذا الوصف لا ينعدم في الكثير من الجزر المقابلة لمنطقة سرنديب أو سريلانكا المعاصرة من جهة عمق البحر، وهذه أنسب لأنها في طريق ذي القرنين إن كان قد جاء من جهة الغرب أي من المنطقة العربية وما يجاورها وأيضاً لأنها الأقرب إلى الحواضر البشرية الدينية، مما يجعلها تتطابق مع المواصفات المطروحة في القرآن الكريم، وعليه فإن جزائر المالديف وما يقرب منها هي المرشحة لمثل هذا الموقع، أولاً لأن غروب الشمس فيها يماثل ما طرحه القرآن الكريم، ويمكن مراجعة صور غروب الشمس في هذه المناطق والتي تبين لنا صورة العين الطينية بشكل واضح تماماً، ناهيك عن أن هذه الجزائر لعلها هي الوحيدة في المنطقة التي شهدت تجمعات بشرية وصلت إليها الديانات بشكل مبكر، كما وأن قربها النسبي من مناطق الكريباس يمكنه أن يوحي لنا باطمئنان كبير بأن هذه المنطقة هي المعنية دون غيرها والله أعلم.
إن تشخيص هاتين المنطقتين يجعلنا نتجه لما هو أبعد منهما مناطقياً في مجال تشخيص منطقة يأجوج ومأجوج، لوضوح أنه ذهب أبعد من ذلك حينما قال: {ثم أتبع سبباً}وحينما تحدث عن وصوله أشار إلى حضارة اجتماعية تهددها حضارة اجتماعية أخرى وتفصل ما بينهما جبال ولا يوجد من بعد هذه المناطق غير مناطق الهند الصينية ونفس الصين لكي تكون هي موضع بحثنا، لا سيما وأن كلمة جوج هي من المفردات المألوفة في اللغة الصينية وأخواتها، وتكرارها في الكلمتين يؤكد ذلك لأنها أيضا من أساليب اللغة الصينية، ويتأكد ذلك من خلال معرفة أن كلمة (مأ) تعني الحصان في الصينية (马) وكلمة (يأ) تعني القارة (洲) وكلمة (جوج) المشتركة في الكلمتين تعني كلمة شعب في الصينية (亚)، فيكون لدينا شعب الحصان أو الخيل أو أرض الخيول أو الأحصنة في كلمة مأجوج، وشعب القارة والتعبير ربما يرمي إلى الأرض الفسيحة، وقد قال بعضهم بأن الكلمة تعني آسيا، ولعله مناسب، ولكن علينا البحث أساساً عن أصول كلمة آسيا، وهل أنها كانت من الأسماء القديمة؟ بالرغم من أن الوثائق التاريخية تستخدم كلمة الصين بشكل مكثف، ولعل ما جاء في قوله تعالى في سورة الأنبياء: في وصف مستقبلهم بالقول: {وهم من كل حدب ينسلون}[5] ما يؤكد أن المراد هم بعض الصين المعاصرة وما يليها، لأنهم الشعب الأكثر عدداً في العالم مما يتطابق مع الآية الكريمة، وهذه في الواقع من معاجز القرآن الكريم التي نراها أمامنا اليوم، لأن العبارة القرآنية تشير إلى كثرة تناسلهم.
ومن الواضح أن هذا الوصف لا ينافي ما في مرسلة أبي يحيى الواسطي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : الدنيا سبعة أقاليم: يأجوج ومأجوج الروم والصين والزنج وقوم موسى وأقاليم بابل.[6] فلو صح الخبر فإن اعتبار الصين غير يأجوج ومأجوج يشير إلى مدى ما تمثله الصين في ذلك الزمان، وهي في تلك الزمنة أصغر بكثير مما تمثله اليوم.
وما من غرابة أن يستخدم القرآن الكريم مفردات لغوية من اللغات الأخرى لأن الثابت في القرآن الكريم هو استخدامه لألفاظ أجنبية من لغات متعددة وليس صحيحاً ما أشار إليه البعض بأن القرآن نفسه ينفي ذلك من خلاله توصيفه لنفسه بالقول {بلسان عربي مبين}[7] إذ أن عشرات الإستخدامات القرآنية لمفردات لغوية من لغات أخرى هي من الحقائق الثابتة، فمن الأسماء نلاحظ كلمة موسى وعيسى وإلياس وداود وما إلى ذلك من أسماء ليست عربية، ومن الكلمات يمكننا ملاحظة مشكاة والفردوس وأبابيل وسجيل وما شاكلها من كلمات لا أصل عربي لها، وهي لا تقدح قطعاً بعربية القرآن، فهذه الكلمات هي سفيرة لغة القرآن إلى الأقوام المختلفة، وتؤكد انفتاح الإسلام على حضارات الآخرين واستيعابه لها.
وعليه فإن يأجوج ومأجوج هم شعوب كبقية شعوب العالم، وما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام بسند ضعيف عامي عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الخلق، فقال: خلق الله ألفاً ومائتين في البر، وألفاً ومائتين في البحر، وأجناس بني آدم سبعون جنساً، والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج.[8] لا يمكن التعويل عليه إن كان المراد بأنهم ليسوا من البشر، وأنهم خلق آخر، فالخلق كما بيّن القرآن الكريم هم الجن والإنس، وما من ريب أن القرآن الكريم لا يتحدث عنه كونهم من الجن لأن الحديث عن الردم وما إلى ذلك لا يمكن أن يتناسب مع الحديث عن الجن، فالجن لا يتوقفون عند سد أو ردم، لأنهم مخلوقات جبلت على تخطي ذلك، كما لا يخفى، مما يتعين كونهم من الإنس، ولكن هناك كلام في شأن عائدية كل الخلق إلى آدم الذي يرد ذكره في التوراة ويشار عبره إلى حصر عمر البشرية ببضع آلاف من السنين، إذ من الثابت واقعياً أن عمر الإنسان على هذه المعمورة يتجاوز الملايين من السنين، وحديث الإمام الباقر عليه السلام كما ورد في صحيحة عن محمد بن مسلم يؤكد على ذلك قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : لقد خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة، عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض، فأسكنهم فيها واحداً بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عز وجل آدم أبا هذا البشر وخلق ذريته منه.[9]
أما ما ورد في بعض الروايات العامية من وصف أسطوري لهم هي من أكاذيب الرواة أو من حكايات الكهنة التي تناقلها هؤلاء ونسبت لرسول الله صلى الله عليه وآله زوراً وكذباً، ومنها ما رواه أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله: ان يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ليحفرن السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ حتى إذا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قال الذي عَلَيْهِمُ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً فَيَعُودُونَ إليه كَأَشَدِّ ما كان حتى إذا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ الله عز وجل ان يَبْعَثَهُمْ إلى الناس حَفَرُوا حتى إذا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قال الذي عَلَيْهِمُ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَداً ان شَاءَ الله وَيَسْتَثْنِى فَيَعُودُونَ إليه وهو كَهَيْئَتِهِ حين تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ على الناس فَيُنَشِّفُونَ الْمِيَاهَ وَيَتَحَصَّنَ الناس منهم في حُصُونِهِمْ فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إلى السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ وَعَلَيْهَا كَهَيْئَةِ الدَّمِ فَيَقُولُونَ قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَبْعَثُ الله عليهم نَغَفاً في أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بها فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده ان دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمَنُ شَكَراً من لُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ.[10]
ومنها حديث النواس بن سمعان: فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ على بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ ما فيها وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لقد كان بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ.[11]
وقد أشير إليهم في أحداث ما قبل يوم القيامة ضمن أحاديث الفتن وأشراط الساعة في كتب أهل السنة التي أكثرت من الحديث عنهم ووضعهوها ضمن أحداث ما بعد عيسيى عليه السلام، ولكن يلاحظ أن هذه الأحاديث تتفق من حيث الأصل مع حديث لأبي سعيد الخدري رواه ابن ماجة، ولم يضعه ضمن سياق أحداث عيسى عليه السلام بل جعله حديثاً متعلقاً بزمن مفتوح قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَخْرُجُونَ كما قال الله تَعَالَى وَهُمْ {من كل حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}فَيَعُمُّونَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ منهم الْمُسْلِمُونَ، حتى تَصِيرَ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ في مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ حتى أَنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَهُ حتى ما يَذَرُونَ فيه شيئا فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ على أَثَرِهِمْ فيقول قَائِلُهُمْ: لقد كان بهذا الْمَكَانِ مَرَّةً مَاءٌ وَيَظْهَرُونَ على الأرض فيقول قَائِلُهُمْ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الأرض قد فَرَغْنَا منهم وَلَنُنَازِلَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ حتى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَهُ إلى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدَّمِ فَيَقُولُونَ: قد قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله دَوَابَّ كَنَغَفِ الْجَرَادِ فَتَأْخُذُ بِأَعْنَاقِهِمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسْمَعُونَ لهم حِسّاً.[12] ومن الواضح أن لا تعويل على مثل هذه الروايات، بالرغم من أنها تشير بشكل مجمل إلى حراك من قبل يأجوج ومأجوج في فتة متقدمة من الزمان.
كما وقد أشير إليهم في أحداث ما قبل نهاية إسرائيل في سفر حزقيل من التوراة بحديث مطول استغرق الإصحاح الثامن والثلاثين، والتاسع والثلاثين من هذا السفر، ومجمله أن ياجوج ومأجوج سيهجمون حتى يصلوا إلى إسرائيل ضمن وصف ملحمي هائل ويشار فيه إلى حرب طاحنة قال: ألست في ذلك اليوم، حين يسكن شعبي إسرائيل في أمن، تذهب فتأتي من مكانك، من أقاصي الشمال، ومعك شعوب كثيرة، كلها من راكبي خيل، جمع عظيم وجيش كثير، وتصعد على شعبي إسرائيل كغمام يغطي الأرض؟ إنك في آخر الأيام تكون، فآتي بك على أرضي، لكي تعرفني الأمم، حين أتقدس بك أمام عيونها، ياجوج. هكذا قال السيد الرب: ألست أنت الذي تكلمت عليه في الأيام القديمة على ألسنة عبيدي أنبياء إسرائيل المتنبئين في تلك الأيام وطوال السنين بأني سأجلبك عليهم . ذلك اليوم، يوم يأتي جوج على أرض إسرائيل، يقول السيد الرب، يطلع سخطي في أنفي وفي غيرتي ونار غضبي تكلمت: ليكونن في ذلك اليوم ارتعاش عظيم على أرض إسرائيل، فيرتعش من وجهي سمك البحر وطير السماء ووحش الحقول وجميع الزحافات التي تدب على الأرض وجميع البشر الذين على وجه الأرض، وتندك الجبال وتسقط منحدراتها، كل سور يسقط إلى الأرض، لكني أدعو السيف عليه في جميع جبالي، يقول السيد الرب، فيكون سيف كل رجل على أخيه، وأحاكمه بالطاعون والدم والمطر الهاطل وحجارة البرد، وأمطر النار والكبريت عليه وعلى جيوشه وعلى الشعوب الكثيرة التي معه.[13]
وهذا الوصف يتحدث لمرحلة ما بعد قيام دولة إسرائيل، وفيه وضوح لمعركة شرسة ستجري مع الشعوب التي تنحدر من ياجوج ومأجوج.
وبطبيعة الحال لا يمكن التعويل على ذلك، غير أن حديث أهل البيت عليهم السلام الصحيح عن نشوب حرب عالمية كبرى سيذهب بها ثلثا الناس قبل ظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه وفي الأحداث المنبئة عن فجره لا يمكن تصورها من دون مشاركة هؤلاء في الثلثين، وفي واقعنا المعاصر لايمكن تصور حدوث حرب عالمية كبرى لا اشتراك فيها للصين والشعوب المغولية التي تنضوي تحت يافطة يأجوج ومأجوج، كما أن طبيعة الأسلحة المستخدمة المعاصرة تقترب من حديث أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال عن الموت الأبيض والموت الأحمر وقد شرحنا بالتفصيل المراد منهما في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور، على أن وصف التوراة لهذه الأسلحة أيضا مقارب أيضاً لما ورد.
ولم أجد رواية من مصادرنا الموثوقة تشير إلى وقت محدد لخروج هؤلاء، غاية ما في الأمر رواية رواها علي بن إبراهيم في تفسيره إلا أنها مبهمة في مصدرها، فما قبلها كانت رواية صحيحة عن الصادقين عليهما السلام، وهذه الرواية صدّرها بقوله قال، من دون أن يشخّص من هو الذي قال، فهل هو محمد بن مسلم صاحب الرواية السابقة وبه ستكون الرواية صحيحة، أو وقع تصحيف في كلمة قال بدلاً من قالا، ويترتب عليها نفس ما ترتب على ما قبلها، أو أنه من كلام علي بن إبراهيم، مع أنه في موضع مغاير ذكرها مرسلة وكأنها مروية عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه،[14] ولكن على أي حال جاء فيه في تفسير قوله تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون} قال: إذا كان في آخر الزمان خرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا ويأكلون الناس.[15]
ومن الواضح هنا أن عبارة أكلهم للناس يعني كثرتهم ومزاحمتهم أو لطبيعة حروبهم وما ستأكل من الناس، ولا يقصد به ما توهمه بعضهم بان غذاءهم هو لحوم الناس.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:12 AM
74 - عبد الحميد الموسوي (الموقع الخاص): ارجو منك أن تحدّثنا بما قالته الروايات عن النجم الثاقب في سورة الطارق.. النجم ذو الذنب الذي تكلّم عنه مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه.. وهل هو كويكب العذاب الذي سيهلك ثلثي العالم؟؟.. لأني لم أجدك شيخنا تتطرق لهذا الموضوع بشرح واسع وخاصة أنه هنا في أوربا وأمريكا يتحدّثون عنه كثيراً.
الجواب: التزمنا بمنهج في التعامل مع العلامات التي وردت في الروايات طوال هذه الفترة، وهو الاكتفاء بالعلامات التي جاءت الإشارة إليها بسند صحيح أو موثّق، مع تسامح محدد في أدلة السنن في بعض التفاصيل المتعلقة بهذا النمط من العلامات، والحديث عن الكوكب ذي الذنب جرى في موضعين أحدهما في الكافي في رواية ضعيفة عن الإمام الصادق عليه السلام عن جده أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفيه: وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير.[1]
والآخر جرى ذكره أيضاً بسند ضعيف في كتاب كفاية الأثر عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفيه: ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب، ويقارب من الجاري (الحاوي ، الحادي خ ل) ويقع فيه هرج ومرج وشغب.[2]
ولعل هذا هو ما أشار إليه الشيخ المفيد رضوان الله عليه حينما أجمل ذكر العلامات قال: وطلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه.[3]
وما ذكره الشيخ المفيد إجمال منه قدس سره، ولكني لم أجده في الروايات وفق استقصائي عنه، ولعل ذلك قصور مني، وما يلاحظ على هذه الروايات غير مسألة أسانيدها وضعفها أنها لا تنطوي على دلالة قريبة من الظهور الشريف، وحتى حديث كفاية الأثر فإنه لا ينطوي على هذه الدلالة، فلربما تكون قبل الظهور بمئات السنين ولربما تكون غير ذلك، أما رواية الكافي فمع انها قد تحمل طابعاً كنائياً ورمزياً فيما تحدثت به، ولكن لو حملنا العبارة على ظاهرها، فإن النجم المذنب هو ظاهرة فلكية ثابتة، ويرى هذا النجم ما بين مدة وأخرى، وأنت ترى أن الحديث عن مطابقة ذلك ما يتم التحدّث عنه في امريكا وأوربا بشكل مكثف خلال هذه الفترة، لو صحّ حصوله وهو مما لم يجر تأكيده العلمي بعد ـ حسب علمي ـ فكل الحديث الذي يجري أن كويكباً أو جسيماً يقترب من المدار الفضائي الأرضي، واحتمال اصطدامه بالأرض هي فرضيات صحفية أكثر مما هي تقريرات علمية، وإلا لو كان لبان، فالعلماء يتحدثون بصورة تقديرية فيها نمط من الدقة، ومثل هذا الجسيم حينما أمكن تشخيص مداره أمكن تشخيص امتدادات هذا المدار إن كانت متجهة صوب الأرض أو لا، نعم للصحفيين العلميين هنا إمكانية الافتراض بإمكان تعرضه لعوامل متعددة تؤدي إلى انحراف توجهه نحو الأرض، ولكن هذه الإمكانية موجودة بالعكس أيضاً، ولذلك اعتبرنا في كتابنا راية اليماني الموعود مثل هذه الأمور مجرد سيناريوات للتقريب قد تحصل وقد لا تحصل.
أما حديث ذهاب ثلثي الناس وما إلى ذلك مما جاء في الروايات الصحيحة، فيبدو لي أنها متعلقة بالحرب العالمية التي أشير إليها في رواية صحيحة أنها تحصل من بعد التفجير الذي يطال مدينة دمشق، ولا علاقة لها في هذه الأحداث.
أما الحديث عن النجم الثاقب وما جاء في تفسير القمي عن أنه نجم العذاب،[4] فلا دلالة له بموضوع الظهور الشريف، ومن الواضح أن النجم الثاقب هو من الظاهر الفلكية التي تم كشف النقاب عنها مؤخراً، وفي الكتب المختصة بالإعجاز الفلكي في القرآن الكثير من الإثارات في هذا الصدد تراجع في محلها
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:17 AM
75 -
Ibrahem Jawad (http://www.facebook.com/ibrahem.jawad) : (الصفحة الشخصية في الفيس بوك)
ذكر فضيلة الشيخ دخول اصحاب الرايات الصفراء في احداث الشام فهل يستطيع ان يعطي اي تصور لما سيحل بهم وبوجودهم اثناء ظهور دولة السفياني؟.
الجواب: يرد ذكر الرايات الصفر في روايات السنة والشيعة، وترد هذه الروايات عند أهل السنة بشكل أكبر من الشيعة، ولكن استقصائنا لها يؤكد لنا أن جميع ما رواه أهل السنة في هذا المجال يتعلق برايات الاسماعيليين الفاطميين حينما تتحدث عن ارتباطها بمصر، وكذا رايات الأدارسة الحسنيين حينما تتحدث عن المغرب، وكل أحداثها مرتبط بما جرى في تلك الحقبة، ولا علاقة لها بأحاديث الظهور الشريف.
أما في روايات أهل البيت عليهم السلام فقد ورد عن الامام الباقر عليه السلام عن جده أمير المؤمنين صلوات الله عليه في شأن الرايات الصفر في أحداث الشام من بعد الرجفة التي ستطال دمشق والتي عدّها أمير المؤمنين عليه السلام بأنها ستكون رحمة للمؤمنين ونقمة على الكافرين، قال عليه السلام: إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلا عن آية من آيات الله.
قيل : وما هي يا أمير المؤمنين ؟
قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين ، وعذابا على الكافرين ، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين[1] الشهب[2] المحذوفة[3] والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر ، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي ( عليه السلام ).[4]
ولقد اشرت في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور وكذا في أكثر من حديث الى أن هذه الرجفة ستكون تفجيرا نووي يطال دمشق أو ما يشبهه، ولقد عدّ الامير صلوات الله عليه ظهور هذه الرايات، بمعية البراذين الشهباء المحذوفة من تداعيات حادث الرجفة، مشيراً إلى أنها ستأتي من المغرب، ولا يوجد هناك اي إمكانية للقبول بما تحدّث به بعضهم من أن المغرب في الرواية هو الغرب، ومن ثم ليجعل الرايات الصفراء رايات غربية، لان مغرب الشام هو لبنان، لا سيما وأن الغرب يكون في تلك اللحظة منشغل بما يعبّر عنه الامام الباقر عليه السلام في حديث آخر بهرج الروم،[5] وهو ما يعني بتفسيرنا انهم سينشغلون بحرب عالمية كبرى، ستطيح بثلثي الناس،[6] و ستطيح بخمسة من كل سبعة،[7] او بتسعة أعشار الناس[8] وفق اختلاف الفاظ الروايات الصحيحة الواردة في هذا المجال، مما يعني أن الغرب لن يجد فرصة لكي يتدخل في سوريا بهذه الصورة.
ولو قدّر لزمن قريب منظور أن يتحقق هذا الحدث، ففما لا شك فيه أن الرايات الصفر ستكون منحصرة بحزب الله في لبنان، خاصة وأن أحداث الشام تعنيه بشكل مباشر، وهو معني بالتدخل فيها لما لها من آثار حساسة للغاية على موازينه الأمنية، ومن سياق تسلسل الاحداث التي يشير اليها الأئمة صلوات الله عليهم من بعد ذلك، فان الرايات الصفر ستدخل معركة الشام وستكون طرفاً أساسياً في تغيير المعادلات السياسية في هذه المعركة، لاسيما وأن حدث التفجير النووي سوف يكون نقمة على الكافرين ورحمة للمؤمنين وفق تعبير أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الحديث الذي مر، أو أنه سينطوي على فرج عظيم لكم للمؤمنين وفق تعبير الامام الباقر عليه السلام،[9] وايضاً ما يشير مستقبل الأحداث وفق رواية افمام الباقر عليه السلام المتقدمة من أن الأبقع وهو القائد الذي يمثل مصالح النواصب، سوف يقتل بعد فترة قليلة من ذلك، ومن بعده سيقتل حاكم الشام، ولكن كليهما سوف يقتلان على يد السفياني الذي أؤكد بأن حراكه في الشام سيكون وبالاً هائلاً على النواصب كما نفهم من استغراق جمع لكور الشام الخمسة لفترة ستة أشهر، وما تشير إليه الرواية بأن الرعب يسير من بين يديه مسافة ثلاثين ميلاً في الشام[10] مما يعني أن ورود الرايات الصفر بمعية البراذين الشهباء المحذوفة وهي الدبابات سيقلب المعادلة الدولية المتحركة في الشام رأساً على عقب، وسيتيح المجال لبقاء نظام الاصهب ولكن من دون نفس الاصهب الذي تسميه بعض الروايات العامية بالسفياني الثاني،[11] واستبداله بالسفياني.
أما ما سيحل بهم في عهد السفياني، فإن بعض الروايات الشريفة تشير إلى أن الله سيؤمن شيعة أهل البيت عليه السلام في بلاد الشام من شره، ولا يمكنني الافصاح أكثر من ذلك، وفي تقديري لو أن شيعة أهل البيت عليهم السلام في العراق اتبعوا توجيهات أئمة الهدى صلوات الله عليهم فلن يصيبهم منه مكروهاً كبيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حسين كاظم 0
05-04-2013, 07:21 AM
76 -
Ibrahem Jawad (http://www.facebook.com/ibrahem.jawad) (من الصفحة الشخصية في الفيس بوك(: قلت ان السفياني سوف يقاتل الاتراك في معركة قرقيسيا، فهل لدى فضيلتكم تصور عن سبب الخلاف بينهما حتى يصل الأمر الى القتال؟
الجواب: الحرب بين الاثنين ستكون عند منطقة قرقيسيا، وسبب الاختلاف المعلن هو أن تركيا وقبل خروج السفياني ستحتل كل المناطق الحائلة بين نهر الخابور والحدود العراقية من الشمال عند القامشلي وما يليها من المناطق الكردية وحتى الجنوب عند مدينة البصيرة الحالية والتي تسمى في الروايات بقرقيسياء، وهو ما عناه حديث الإمام الباقر عليه السلام: تنزل الترك الجزيرة،[1] وذلك بعد الانفصال الكردي السوري عن حكم الشام، ولا صحة لما ذكره أحد الكتاب بأن قرقيسيا تقع في المثلث العراقي السوري التركي، بل هي تقع تحديداً في جنوب الحدود السورية العراقية في محافظة دير الزور حاليا وعند مصب نهر الخابور في نهر الفرات حيث تقع مدينة البصيرة المعاصرة وفق ما أشرنا إليه في الخرائط التي تضمنها الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور، وهي تبعد حوالي 42 كيلومتر من مركز مدينة دير الزور باتجاه الحدود العراقية، وهي منطقة بنو قيس المشار إليها أيضا في الروايات الشريفة، ولا صحة للقول بأن مناطق بنو قيس هي المناطق المصرية كما ذكر أحد المؤلفين، بل هذه المنطقة وما يليها من المناطق العراقية وصولاً إلى جنوب الأنبار وشمال بغداد هي التي ستشهد ما عنته الروايات بحرب بني قيس،[2] والتي ستمثل الحرب الثانية للسفياني بعد انتظام الأمور إليه في دمشق، وبعد حرب قرقيسياء، وهؤلاء سيكونون حلفاء لتركيا بعد انسلاخ أراضيهم من قبضة حكم الأصهب.
ومعركة قرقيسياء ستلتهم الاثنين معاً أي الأتراك وحلفائهم من بني قيس، وسينتصر فيها السفياني ووفق ما تشير إليه الروايات الشريفة فإن الله سبحانه وتعالى سيعقد مأدبة في هذه المنطقة لوحوش الأرض وطيور السماء على مئة ألف من الجبارين.[3]
وهذه المعركة هي التي ستبرر للسفياني احتلال العراق، لنشهد عندها بروز الرايات الثلاث الموعودة وأعني راية اليماني في العراق، والخراساني في إيران، اضافة إلى راية السفياني، والرايتان الأوليتان أي راية اليماني والخراساني هما رايتا هدى، فيما راية السفياني هي راية ضلال، ولا يمنع أن تكون راية اليماني هي أهدى الرايات من تلمس الهدى في راية الخراساني الذي سيضم جيشه نفر من أصحاب القائم عليه السلام.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 01:56 AM
77 - الأخ عابس: (الموقع الخاص)
لاحظت من تحليل الشيخ جلال الدين أنه لديه فكرة مسبقة يريد أن يطبقها :
-أولاً: يدعي أن الرجفة اثر انفجار نووي، و هذا لا دليل عليه، بل الدليل قائم على عكسه، حينما مثل الامام الضربة النووية بكلمة النار، حينما تكلم عن نار المشرق و اذربيجان و غيرها بوصف (الهردي)، وهو لون تلك النار او الحمرة في السماء او غيره مما ورد في الاحاديث ... و هذا مما لا اشكال فيه
-ثانياً: كيف يطبق الرايات الصفر على حزب الله؟ و الرواية بحد ذاتها تنفي ذلك اذ تقول (فانظروا الى اصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ) مما يعني انها قادمة الى الشام، و المراد من الشام هي هذا البلاد و من ضمنها لبنان، فكيف تجيء وتحل بالشام مما يعني انها من خارج الشام، و قوله: (فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا) دليل آخر على ان المراد من بلاد الشام أوسع من سوريا، ودليل آخر على أن الرايات قادمة من خارج منطقة الشام أو كان قال تقدم او تحل بدمشق او منطقة معينة كما خصص قبل قليل في خسف حرستا.
ثالثاً: الروايات تصف الرايات الصفر بالضلال و الكفر سواء اتت من المغرب الاجنبي، أو بأقل تقدير من المغرب العربي و هذا ما كان مشتهراً في زمن الروايات، حيث لقب القاضي النعماني بالمغربي، و هو من أهل المغرب العربي، والرايات الصفر باجماع الروايات ضالة سواء من المغرب او بلاد الخليج التي تقدم الى الجزيرة في سوريا و تقاتل بها، او الرايات الصفر التي تحل في بغداد و غيرها، و لهذا لا يمكن ان نطبق الرايات الصفر على حزب الله، لانهم رايات تدين بولائها للراية الخراسانية التي وصفتها الروايات برايات الهدى.
لذا أرجو من الشيخ العزيز والاخوة الكرام بعدم التسرع و تطبيق الروايات واضعين تصور مسبق من عندهم و تأويله عليه.
الجواب: واقعا يدخل على قلبي السرور حينما أجد مخلصي الشيعة يدخلون في نقاشات من هذا القبيل، وبمعزل عن تفاصيل هذا النقاش، إلا أن ذلك مما يبعث في النفس الزهو والشعور بالرضى في كون عقول الشيعة غير مغلقة في مجالات الوصول إلى الحقيقة، وبالتالي فهي تتوخى السلامة في الموقف، وإني في الوقت الذي أشكر فيه الأخ عابس حفظه الله تعالى على ملاحظاته الكريمة والتي لا شك في اني المستفيد الأكبر منها إلا أني أشير إلى التالي:
أولاً: قولك بوجود فكرة مسبقة أريد تطبيقها إما أن يكون قراءة في النوايا، وهذا مما لا سبيل لك إليه، وإما أن يأتي بناء على دليل سواء كان في مفردات البحث أو بتصريح مني، وفي كل الأحوال لا تملك أي دليل على ذلك، لأني لا أصر على أن هذا الزمان هو زمان هذه الأحداث، وإن كنت اتمنى أن يكون هذا الزمن هو ما تحدثت عنه الروايات الشريفة، بل إن قرائتي للأحداث تشير إلى تسارع كبير بين الأحداث المعاصرة وبين طبيعة الخريطة التي أشار إليها أئمة الهدى صلوات الله عليهم إن في الزمان أو المكان، ولو كنت اطلعت على كل ما اعتمدته في هذا المجال سيكون الاستدلال على هذا القول عسير للغاية، وهي تهمة تحتاج إلى مسوغ، وإلا ما الغاية لكي أتحدث عن تفجير نووي ستصاب به دمشق؟
ثانياً: الحديث عن تطبيق الرايات الصفر على حزب الله كنت اتمنى لو كان الأخ دقيقاً في التعليق، فكلامي واضح أشرت فيه إلى أن حادثة الرجفة لو حصلت في زمن منظور فإن مما لا شك فيه أن الأمر يكون متعلقاً بحزب الله، ولم أطلق الكلام في ذلك، ولذلك لا تطبيق بعد أن وضع ذلك الشرط، فأنا لا اجزم أن هذه الحادثة ستقع قريباً، ولكن لا املك دليلاً على العكس، بل ربما قرائتي للأحداث السياسية وما يدور في كواليس السياسة الاقليمية والدولية وهذا اختصاصي جعلني لا أتردد من القول بوجود مقاربة كبيرة بين الحدث وبين ما يجري فعلاً.
ثالثا: الحديث في روايات الظهور لا يتطابق مع الحديث في الروايات الفقهية ما يشبهها، فأحاديث الظهور أطلقت في زمن أريد له أن يوصلها لأزمان أخرى بعيدة عن زمن النص، وبالتالي فإن فهمها يحتاج إلى آليات لا تتفق بالضرورة مع نفس الآليات المعتمدة في بقية الروايات، لأن التبادر اللفظي في الروايات الفقهية على سبيل المثال قرينة في غاية الأهمية لفهم تلك الروايات، ولكن لا توجد هذه الأهمية في أحاديث الظهور، لوجود خلفيات وحيثيات مختلفة تماماً، ولذلك اللغة الكنائية والرمزية هي أصل كبير في فهم هذه الروايات وتحليلها، مما يعني أننا أمام ما أشبهه بقطعة البازل puzzle التي يحتاج المرء إلى جهد لكي يصل بعضها بالبعض الآخر، لا سيما وأن الأئمة صلوات الله عليهم أجملوا في مكان وفصلوا في آخر، واقتضب إمام في زمن، وأضاف إليه إمام آخر في زمن آخر مفردة أخرى، وفعل الثالث مع نفس الموضوع وبنفس الطريقة، مما يجعلنا بحاجة إلى جمع وتفكيك كبيرين وملاحقة استقصائية لكل ما ورد في هذا المجال، وانت تعرف ان مهمة من هذا القبيل ستكون بعيدة جداً عما أشرتم إليه من وجود مسبقات.
وعليه فالحديث عن الشام الوارد في الروايات يسري عليه نفس هذا الأمر، إذ أن أسماء تلك الفترة تختلف عن أسمائها اليوم، مما يجعلنا نتردد دائما في قبول الأسماء على إطلاقاتها القديمة، ومن أجل التخصيص لا بد لنا من الرجوع إلى حيثيات متعددة لكي نستطيع أن نحدد المراد، إذ يلاحظ أن الكلمة وردت في روايات متعددة وهي تريد بالكلمة دمشق دون غيرها كما هو الحال بالنار التي تضيء له أعناق الإبل في بصرى، فالنار يشار لها أنها في الشام، وبصرى هي موضع في الشام، فلو قلنا أن الشام على اطلاقها المتعارف عليه تاريخيا نكون أمام مشكلة أن نعد بصرى خارج الشام أو أن نبحث عن مدينة أخرى غير هذه المعروفة والتي تبعد عن دمشق ما يقرب من 140 كلم، وليس ذلك بضائر لو كان لها وجود، ولكن حيث أن النار يجب أن ترى من مسافة معينة بالنسبة للشام جعلنا نقول بأن الشام المقصودة هنا هي دمشق دون غيرها من المواضع الشامية، وهو أمر كان متداولاً في وقته، وأنتم خبراء في أن النص في الكثير من الأحيان يطلق اسم العام ويريد به الخاص، والعكس صحيح أيضاً، ولذلك لا مشاحة في القول بأن الشام حينما تطلق لا يراد بها بالضرورة كل الشام، لأن تصور رجفة لكل الشام سيجعلنا لا نستهول رقم 100 ألف الواردة في الرواية، بينما حديث الرواية عن الآية إنما يريد به حديثاً عن فاجعة تحصل للكافرين ورحمة تحصل للمؤمنين وهذا ما لا يكون إلا في منطقة محددة، لأن الحديث بإصابة الرجفة للكافرين وتنأى بها عن المؤمنين، لا يعقل أن يكون حدثاً يتوعب كل الشام وتكون في الحدث صفة انتقائية بحيث أنه يصيب الكافرين ولا يصيب المؤمنين، وبالتالي فالحديث عن الرايات الواردة من المغرب ستكون متعلقة بمغرب هذه المنطقة المصابة بالرجفة لا بمغرب الشام، وقوله عليه السلام: (حتى تحل بالشام) يؤكد هذا المضمون، لأن وجود حتى يعني وجود مكابدة في عملية وصولها إلى الشام، ولا يعقل أن هذه المكابدة تشتمل على كل الشام المعروف تاريخياً، فلو كانت غربية ما أسهل ان تصل إلى فلسطين المحتلة وهي من الشام التاريخية قطعاً، هذا إن لم ندخل الأردن في ذلك وقسم من تركيا الحالية التي كانت تحسب قديماً على الشام، فأين المكابدة في وصولها هذا؟ فتأمل.
رابعاً: الحديث عن أجماع الروايات على ضلال الرايات الصفر فيه تعجّل كبير، فالروايات التي تحدثت عن ذلك هي ثلاثة أصناف:
أولها الروايات العامية، وهي روايات ذامة على اطلاقها، ولكن يلاحظ أنها خلطت في الحديث عن رايات البربر المغولية، وبين رايات الأدارسة المغربية، والرايات الفاطمية الواردة إلى مصر، وبمعزل عن قيمتها السندية إلا أنها خارجة عما نتحدث عنه، فهذه تتحدث عن حقبة تاريخية سلفت.
ثانيها: روايات قادحة وردت في كتابين من كتب الشيعة، الأولى وردت في كتاب الهداية الكبرى للحسين الخصيبي وهي مسندة للمفضل بن عمر ونصها يبتدأ من قول المفضل بن عمر للإمام الصادق عليه السلام: يا سيدي كيف تكون دار الفاسقين الزوراء في ذلك اليوم والوقت؟ قال: في لعنة الله وسخطه وبطشه، تحرقهم الفتن، وتتركهم حمماً، الويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ومن رايات الغرب ومن كلب الجزيرة ومن الراية التي تسير إليها من كل قريب وبعيد والله لينزلن فيها من صنوف العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها الا السيف الويل عند ذك كل الويل لمن اتخذها مسكناً فان المقيم بها لشقائه والخارج منها يرحمه الله.[1]
وقد نقلها عنه الشيخ حسن بن سليمان في كتاب مختصر بصائر الدرجات،[2] والرواية تتحدث عن فترة ما بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه لا في المرحلة التي تسبق الظهور كما هو الحال في رواية الرجفة المتقدمة على ظهور السفياني، وهي تتحدث عن بغداد لا عن دمشق، فلو صحت فإننا أمام رايات صفر مختلفة، وإن كان سندها متهافت جداً إن في نفس صاحب الكتاب، أو في ما ينقله من سند والذي حوى مجاهيل متعددين، هذا فضلاً عن بقية المتن الذي حوى على تهافت كبير، مما يخرجها من البحث الذي نحن فيه.
والرواية الثانية نقلها صاحب كتاب مشارق أنوار اليقين عن سطيح الكاهن، ولا قيمة سندية ولا في المتن لما جاء فيها، فالحديث في أصله هو حديث عامي، ينقله الحافظ البرسي عن كعب بن الحارث عن سطيح الكاهن بلا سند قال: ثم تقبل البربر بالرايات الصفر، على البراذين السبر، حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر، فيبدل الرايات السود بالحمر، فيبيح المحرمات، ويترك النساء بالثدايا معلقات، وهو صاحب نهب الكوفة، فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة، بها الخيل محفوفة، قتل زوجها، وكثر عجزها، واستحل فرجها فعندها يظهر ابن النبي المهدي، وذلك إذا قتل المظلوم بيثرب، وابن عمه في الحرم، وظهر الخفي فوافق الوشمي فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فتظاهر الروم، بقتل القروم، فعندها ينكسف كسوف، إذا جاء الزحوف، وصف الصفوف.[3]
وقد نقلها ابن المنادي في الملاحم بسند عامي عن عبد الله بن عباس، عن سطيح هذا[4] ولم أجد أية رواية مشابهة لها لا في كتب العامة ولا الخاصة مما يروى عن كعب بن الحارث هذا، وبالتالي لا قيمة سندية لها، ولا قيمة نصية لها لوضوح أنها لا علاقة لها بأهل البيت عليهم السلام، وهي تتحدث عن رايات البربر على أي حال، وبالتالي فهي خارج بحثنا هذا.
وثالثها روايات لم تتعرض لقدح أو ذم في وصف الرايات، وهي التي وردت عن الإمام الباقر عليه السلام عن جده أمير المؤمنين، وقد وردت بطريقين ينتهيان إلى سند واحد أحدهما يرويه الشيخ النعماني في الغيبة،[5] والثاني يرويه الشيخ الطوسي في الغيبة[6] على تصحيف في رجال السند، فالنعماني رواه بسنده للمغيرة بن سعيد، بينما رواه الشيخ الطوسي بسنده لمعاوية بن سعيد والصحيح هو ما في كتاب النعماني، مع وضوح عند المحققين بأن غيبة الطوسي في طبعتيه الأولى والمحققة يحوي تصحيفات كثيرة، وإن كانت المحققة أجود بكثير من طبعة النجف الأشرف القديمة، وهي الرواية التي تتحدث عن الرجفة موضوع حديثنا هنا، والمغيرة بن سعيد عليه لعائن الله ملعون على لسان الإمام الصادق عليه السلام، ولكن الطائفة الشريفة أخذت بروايته حال استقامته في ردح من حياة الإمام الباقر عليه السلام، والرواية واضحة في أنها لا تحوي لا قدحاً ولا ذماً، ولذلك جمعها مع تلك الروايات وحمل هذه الرايات على تلك بعيد جداً، بل إن من يجمع يتمحل بشكل كبير، ومحض أن يكون أمر ولاء حزب الله لسماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (دام ظله الشريف) لا يستدعي منا استبعاده عن أن يكون هو المعني بهذه الرواية، كما انه لا دليل عليه إن كان الزمن بعيداً عن الأفق المنظر، لأننا لا نعرف ماذا سيحل بحزب الله (نجاه الله من كل سوء وسدده في القول والعمل)؟ وبالتالي لا نستطيع أن نعوّل على ذلك، ولكن الحديث حينما يكون عن الأفق الزمني المنظور، فإننا نتحدث عن رايات ستأتي المنطقة المنكوبة من حدث الرجفة والذي هو بتحليلنا للروايات تفجير نووي يطال دمشق، وستتمكن من تعديل موازين القوى لصالح الأصهب وضد الأبقع بعد أن تخرج دمشق عن حكم الأصهب، وحيث أن الأبقع هو ممثل مصالح النواصب أو داعم لها، فإن تخيل هذه الرايات كساندة للأصهب مدعاة للقول بأنها معنية بالأمن السوري إلى حد كبير مما يستدعي منها التدخل، في فترة سيكون فيها الغرب الرومي مشغولاً بأجواء حرب طاحنة فيه أشير إليها في حديث الإمام الباقر عليه السلام بهرج الروم، فإن مما لا ريب فيه أن المعني المغربي بهذا الحدث سيكون لبنانياً تحديداً، بالرغم من أن تدخله لصالح الأصهب سيكون في وقت يكون الأصهب قد فقد الكثير من قوته، مما يفسح المجال لمجيء السفياني والذي نعده هو السفياني الثالث بعد أن وصفت روايات عامية حصول الهدة أو الرجفة في عهد السفياني الثاني، والرواية مورد البحث تتحدث عن ذلك أيضاً، ولذلك قلنا بأن الحدث إن كان في زمننا المنظور فمما لا شك فيه أن الحديث عن ذلك متعلق بحزب الله حصراً، ولا وجود لمسبقات هنا أخي الكريم، ولكن هذا هو منطق ما نستقرأه من أحداث.
خامساً: الحديث عن التفجير النووي تحدثنا عنه بشكل مفصل في الجزء الثاني من كتابنا: علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك،[7] ولم نأت على ذكر نار أذربيجان أو الحمرة التي تجلل السماء مما ورد في حديثكم مطلقاً، وإنما كان حديثنا مستدلاً وجامعاً لأشتات القصة من أحاديث متعددة، ولكنها تبتدأ من حديثين موثقين رويا عن الإمام الباقر عليه السلام بسندين أحدهما عن الصوت الذي يأتي من ناحية دمشق بالفتح،[8] والصوت الذي يحصل في دمشف وفيه فرج عظيم لكم،[9] وذلك من بعد تهديد يطال دمشق عبّر عنه بانه نداء من السماء، وفسره حديث آخر بنداء على سور دمشق: ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب[10] ومنهجنا المعتمد في مناقشة العلامات هو أننا لا نتحدث عن أي علامة ما لم يأت سند صحيح أو موثوق بشانها، ولكن نتسامح في التفاصيل المذكورة عن نفس هذه العلامة، ولهذا كان البحث عن طبيعة الصوت المشار إليه في حديث الإمام الباقر عليه السلام والذي أشار إلى أنه يأتينا بالفتح أو فيه فرج عظيم.
والحديث عن الصوت من بعد التهديد وتحديد الإثنين بجهة دمشق، وقرنهما بصفة معنوية كبرى هي الفتح في الحديث الأول والفرج العظيم في الحديث الثاني لابد من أن نلاحظ أن فيه معادلاً موضوعيا مع الرحمة التي يتحدث عنها أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الرجفة الذي نتحدث عنه، لا سيما وأن هذه الأحاديث تتحدث بموضع زماني ومكاني واحد والدليل أن كليهما يتحدثان عن الخسف من بعد الحدث، ولكن حديث أمير المؤمنين عليه السلام يتحدث عن الرجفة في حرستا وحديث الإمام الباقر عليه السلام يتحدث عن الرجفة في الجابية، وكليهما في نفس الموضع إذ تبعد الجابية عن حرستا ما يقرب من 10 كلم، مما يعني أننا في منطقة زلزالية واحدة، بل في خط تدمير زلزالي واحد.
ولو خلصنا إلى كل ذلك لا بد من أن نبحث عن السبب الذي يؤدي إلى هلاك 100 ألف، فلسنا هنا أمام معجزة سماوية، بل نحن هنا أمام حدث أرضي، واسباب الموت بهذه الأرقام لن تتعدى عن أسلحة الدمار ، لا الإمام صلوات الله عليه في حديث الرجفة قد استبعد أن تكون مجرد حدث جيولوجي، وإلا لما خص في الحديث عن الخسف من بعدها، وقد وجدت أن أحاديث العامة عن هذه الفترة مقرونة بحديث الهدة أو الصعقة التي تطال دمشق وهي كثيرة جداً، ولكن وجدت اللافت فيها أنها في التدابير الوقائية منها تتحدث عن التالي: سد الأبواب، وتغليق النوافذ والتدثر والسجود والنطق بسبوح سبوح قدوس قدوس، وهي تدابير لا يمكن أن تتخذ مع أي سلاح إلا السلاح النووي، بل أعد حديث رسول الله صلوات الله عليه وآله والذي يرويه فردوس الديلمي من المعاجز لرسول الله الله عليه وآله، لأن اليابانيين حينما أطلقوا تدابيرهم الوقائية الشعبية الفورية أثناء نكبتهم في محطة فوكشيما والتي تعرضت لخرق نووي من جراء كانت متطابقة تماماً مع ما أشار إليه الرسول الكرم صلوات الله عليه وآله، وكلها مبررة بما فيها السجود الذي سيقي من الهجمة الكهرومغناطيسية الناجمة من التفجير ليلعب الجسم الإنساني دور المفرغ لهذه الشحنة حينما يرتبط بالأرض، ولكن من الملفت أن السجود حتى يحقق هذا الدور لا يكون إلا من خلال السجود على الأرض، لا على السجادة أو أي قطعة تحول بين الأرض والساجد، وبمعنى آخر السجود الذي يحقق هذه المهمة هو السجود المتطابق مع سجود أهل بيت العصمة والطهارة لا غيرهم، وكذلك النطق بسبوح قدوس سيؤدي إلى حركة داخل الجسم تفرغ الموج الصوتي من أن يتسبب للإنسان نزفاً داخلياً إن ما حبس أنفاسه واغلق فمه، ثم لا حقنا المفردات الأخرى فوجدنا الرواات تشير النار أو النور في السماء، وهو أمر لا يحققه أي تفجير إلا التفجير النووي، كما ووجدنا أن هذا العمود يضيء لمسافات بعيدة هي المعبر عها بأنه يضيئ أعناق الإبل في بصرى، وهذا النمط من النور لا يعطيه إلا التفجير النووي، والروايات العامية تحدثت عن الهدة أو الصعقة ورواياتنا تحدثت عن الرجفة والصوت وكلها تشير إلى مراحل من الحدث، فالتعبير بالهدة تعبير عن أمر نازل من الأعلى إلى الأسفل، والحديث عن الصعقة، لأن التفجير النووي له تأثير يتطابق مع الصعق ولكنه بالأشعة، والحديث عن الصوت واضح من حجم ، والحديث عن الرجفة أيضاً واضح من طبيعة الموج الإنفجاري، وأكثر من ذلك وجدت في نفس السياق حديثاً عن الأضرار الناجمة من ذلك وفيها حديث عن سبعين ألف أخرس وسبعين ألف أعمى وسبعين ألف مفتقة من البواكر وهي أضرار غير أضرار الهلكى المشار إليهم بمائة ألف لا يمكن تبريررها موضوعياً إلا من خلال التفجير النووي أو ما يشبهه.
من بعد كل ذلك هل وجدت أننا في صدد فكرة مسبقة أم نحن امام منطق صارخ عن ذلك! أترك الحكم لك ويا ليتك لو وصلت إلى غير ذلك دللتني عليه فما أنا إلا عن الشريفة، ولا مصلحة لي في ان يتجه فهم الرواية بهذا الاتجاه أو ذاك.
وفقكم الله وسدد خطاكم وبارك الله في مسعاكم والحمد لله أولا وآخرا وصلاته وسلامه على رسوله وآله أبداً
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:01 AM
78 - جبار الكردي (مجموعة حكيميون): هل هنالك حديث قدسي على ظهور الامام الحجة عليه السلام؟
الجواب: الحديث القدسي هو حديث المعصوم عن الله تعالى، ولا توجد فيه خصوصية عملية عن بقية حديث المعصوم صلوات الله عليه، فالمعصوم حينما لا ينطق عن الهوى، وحين يكون حديثه وحي يوحى، كما هو منطوق الآية الكريمة، فإنه سواء نسب قوله لله تعالى، أو لم ينسبه، إنما يكون قوله قول الله تعالى وفقاً للآية الشريفة التي مرت بنا، وبالنتيجة كل ما تحدث به المعصوم عن الإمام الحجة المنتظر صلوات الله عليه وجوداً وظهوراً فإنه يتحدث عن الله تعالى، ولذلك جاء في حديثهم صلوات الله عليهم أن الراد عليهم راد على الله تعالى.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:04 AM
79 -
Alawi Alwardah (مجموعة حكيميون) ماهو دور اليماني بعد ظهور الإمام (عجل الله فرجه)؟؟ هل الروايات تحدّثت عن دور اليماني بعد ظهور الإمام (عليه السلام) أم لا؟؟
الجواب: لم يتأكد لي وجود رواية خاصة في هذا المجال، فإن الروايات ساكتة عن ذلك كله، وعلى الرغم من حديث البعض بأن اليماني هو وزير الإمام صلوات الله عليه، إلا أني لم أتبيّن حجة هذا القول، فإن الروايات التي أشارت إلى وجود وزير للإمام صلوات الله عليه قبل خروجه بأبي وأمي كما هو الحال في الرواية التي رواها العياشي في تفسيره وأشار إلى أن المنصور هو وزير الإمام روحي فداه، ومع أنها ضعيفة في سندها، إلا أنه لا يمكن القول بأن المقصود بالوزير هو اليماني الموعود، فقد يكون أي شخص آخر، وكلمة المنصور التي وردت في الرواية لا دلالة فيها على اليماني، بل هو وصف روايات العامة له، ولا أجد لها دلالة على ذلك من حديث أهل البيت عليهم السلام، كما ولا يمكن التحدث عن كون الروايات قد دعت إلى نصرة اليماني مما يعني أنه هو المنصور المقصود بالوزارة، فإنه تخصيص بلا مخصص.
وعلى أي حال فإن الروايات بشكل عام لا تتحدث عن أي شخص من الهداة بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، فهؤلاء ومن سواهم سيكونون عمّالاً لديه وأعواناً له روحي فداه.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:06 AM
80 - مهند (الموقع الخاص): الحديث الشريف (من جاء برأس من شيعة علي ....), ولم لا يكون المقصود بعلي هنا أمير المؤمنين عليه السلام، لوجود قرائن عشناها من قبيل مناداة الزرقاوي في ديالى: رأس الشيعي بمئتي دولار، واستشهد على إثرها الألوف من الشيعة في العراق كافة، والسفياني وإن كان فاسقاً، ولكنه أموي النزعة معادي لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.أما أن يكون شخص في النجف الاشرف اسمه علي، يعادي السفياني ويقاتله هو ومناصريه (شيعته) فنسأل سماحتكم التوضيح، لأن لفظ الشيعة دائما مقرون بأمير المؤمنين علي عليه السلام .ياشيخ أنا أسئل متعلماً ولكم التحية.
الجواب: اخترنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور الذهاب إلى القول بأن المقصود بشيعة علي هنا، ليس أمير المؤمنين عليه السلام، وإنما هو رجل من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام اسمه علي وله شيعة وأتباع، وقلنا بأن هذا الشخص سيتخذ موقفاً يؤدي إلى حنق السفياني منه، ولم نتحدث عن قتاله للسفياني، بل لا نذهب للقول بأنه سيقاتله، لأن القرائن المذكورة في العديد من الروايات تشير إلى أن النجف الأشرف ستكون حاضرة شيعية كبرى يومذاك، ومثل هذه الحاضنة لا يعقل أن يكون فيها النداء بقتل كل من له علاقة بأمير المؤمنين عليه السلام، لأننا لا يمكن أن نحصل عندئذ على تتمة العبارة، حينما يقول عليه السلام: فيثب الجار على جاره فيأخذه من عنقه ويقول: هذا من شيعة علي! لأن ذلك يستدعي أن يكون شيعة علي هم جزء من مجتمع النجف الأشرف، لا كل النجف الأشرف، كما ويستدعي ان تكون جرائم هذا الخبيث جرائم استئصال للنجف، والدليل على خلافه، لأن توصية الإمام صلوات الله عليه بخروج الرجال دون النساء يظهر إن مشكلته مع المقاتلة، لا مع كل من فيها، ويؤكد ذلك أننا لا نلحظ موقفاً مماثلاً له في الحلة التي سيجتاحها حال مروره بها، كما أننا لا نلمس أنه يفعل ذلك في بغداد التي يجتاحها ويسقط الحكومة التي فيها، لأن الأرقام المذكورة من القتلى وفق أرقام أهل البيت عليهم السلام قليلة جداً قياساً إلى نسب الشيعة فيها، وحتى لو أخذنا بالروايات العامية التي اكثرت من ذكر قتلى الشيعة في بغداد، فإنه هو الآخر لا ينسجم مع طبيعة نزعة الاستئصال هذه، كما لا ترينا الروايات أي نزوع له باتجاه كربلاء، ولا يوجد أمامنا إلّا خيار أن هذه الكلمة تقال حصرياً في النجف، مما يستدعي منا التوقف في شأن أن يكون المراد منها شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، خاصة وإننا لو افترضنا أن النداء سيكون خاصاً بشيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فإن حجم المقتولين يجب أن لا يبقي النجف حاضرة بالشكل الذي يحوّلها الإمام بعد حدث السفياني بأشهر قليلة قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، إلى عاصمته، فتأمل!
أما الحديث عن أن كلمة الشيعة دوماً مقرونة بأمير المؤمنين عليه السلام فهذا ليس صحيحاً من الناحية اللغوية، كما وأن حديث أئمة الهدى صلوات الله عليهم في شان علامات الظهور استخدم اللغة الكنائية والرمزية، ولم يستخدم الكلمات المباشرة في الغالب، والله العالم.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:08 AM
81 -
أسد علي (الموقع الخاص): هل الشخصيات التاريخية المعاصره لحركة الظهور كالخرساني واليماني والسفياني تعلم بأنها الواردة في بطون أمهات الكتب؟ وهل ستعلن عن نفسها أمام الناس أم تشخيصها يكن من قبل العلماء والمراجع فقط؟
الجواب: بالنسبة للشخصيات المشار إليها، فإن الروايات ساكتة عن ذلك، وما من سبيل للتعرف على طبيعة علمه بأنهم هم المقصودون بالروايات، وبقدر تعلق الأمر بصاحبي رايتي الهدى الخراساني واليماني فإن عملهما هو الذي سيكشف عنهما، لأن أي إخبار منهم بأنهم هم من تم ذكرهم في الروايات سيحتاج إلى دليل، ولن يمتلكوا أي دليل علمي في هذا المجال، لأن مصدر الإخبار سيكون إما بإخبار الإمام صلوات الله عليه بأن فلاناً وفلاناً هم المقصودون بذلك، وعندئذ سنحتاج إلى الجهة التي سيخبرها الإمام بذلك، ولن نجد أية جهة قادرة لوضوح أن تلك الفترة لا مجال لإدعاء مشاهدة الإمام صلوات الله عليه والإخبار عنه لأن تلك المشاهدة ستكون موسومة بالكذب لقوله صلوات الله عليه: كل من ادعى المشاهدة قبل السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر، وإما ان يكون بإخبار المرجع، وعندئذ سيكون معنياً بإبراز الدليل، ولا دليل ما دمنا في زمن منع المشاهدة وتكذيبها أو أن يخبر الخراساني واليماني عن نفسيهما، وعندئذ سيجري عليهم ما جرى في الأمرين الأوليين، نعم قد يعرفان عن نفسيهما بأنهما المقصودان في الروايات بأحد وسائل العلم الذاتي كالرؤيا أو المكاشفة أو ما إلى ذلك، ولكن أي تصريح منهما في هذا المجال سيخرجهما عن دائرة الهدى التي تمنع مثل هذا الإدعاء لما تقدم.
وفي تصوري لا مجال للحديث عن هذا الإخبار إلا بما تخبر به نفس العلامات، وطبيعة ما بيّنته من مواصفات عملية أو ذاتية في شأنهما، ولذلك فإن العالمين بهذه العلامات يمكنهم من التعرّف عليهم، ولكن لن يتمكنوا من الحديث عنهم إلّا بعد دخول علامات الظهور في واقع الحضور الزمني الفعلي.
وكونهما من رايات الهدى فإن المتصور أنهما لن يتحركا لوجود علم لديهما بأنهما من ذكرتهم الروايات، لأن هذا لا يعبّر عن حالة الهدى، بل سيتحركان من واقع التكليف الشرعي بالنسبة لكل منهما، بمعزل عن علمهما أو عدم علمهما بأنهم من جاء ذكرهم في الروايات.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:10 AM
82 - أسد علي (الموقع الخاص): يا حبذا لو تفرد حلقة عن رايات السود العباسية، وشعيب بن صالح، ورجل قم، لأن البعض يصر أنها من الاسرائيليات؟
الجواب: بالنسبة إلى الرايات السود فقد تحدّثنا بشكل مفصل عن ذلك في الجزء الثاني من علامات الظهور،[1] وليس كل ما ذكر في الروايات العامية متعلّق بالعباسية منها، بل إن رواياتنا وما نقل منها في روايات العامة تتحدّث عن الرايات السود التي تخرج من خراسان بقيادة الخراساني ويقودها شعيب بن صالح، وبعضها يشير وبحديث موثق إلى أن فيها بعض أصحاب القائم روحي لتراب مقدمه الفدا، أما الحديث عن كونها إسرائيليات فهذا حديث من لا علم له بالروايات، وعليه أن يتقي الله في هذا المجال، لأنه يتضمن رداً على الأئمة صلوات الله عليهم، وما من شك في أن روايات العامة أكثرت من إيهام الناس حول المراد بالرايات السود، وحاولت أن تروّج لبني العباس وراياتهم من خلال ذلك، وضابطة التفريق بين الرايات العباسية والرايات الهادية الخراسانية هي أن أي رواية تتحدث عن أن المهدي عليه السلام في الرايات السود تكون رواية عباسية، لوضوح أن راية الخراساني متقدمة في الخروج على ظهور الإمام صلوات الله عليه، فكيف يكون فيها، وهل يعقل أن يكون الإمام صلوات الله عليه في راية أحد أعوانه؟ وأي راية ترسل بالبيعة للإمام صلوات الله عليه أو أن تشتمل على بعض أعوانه تكون هي الراية الخراسانية الموعودة.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:13 AM
83 - أسد علي (الموقع الخاص): ما قولكم في الأعور الدجال؟.
الجواب: الأعور الدجال ذكر في كتب العامة كثيراً، وقد جاء ذكره مقروناً في الغالب مع أحداث آخر الزمان، أما في كتب الإمامية، فقد ذكر في غالب الأحيان بعنوان الدجال بلا ضميمة الأعور ولكن ذكره كان مجرداً عن الزمان، بحيث لا يعلم في أي زمان هو، وعدد قليل مما روي في كتبنا وبأسانيد لا يعتمد عليها في الغالب تم ذكره في آخر الزمان، من دون إشارة محددة إلى طبيعة المقصود بآخر الزمان، فهذه الكلمة تتسع لما هو أكثر من وقت الظهور، ولم أجد إلّا مورداً واحداً في كتبنا تقرن بين الدجال وبين أحداث ما بعد الظهور الشريف وهو ما رواه الشيخ الصدوق بسند ضعيف فيه غير واحد من المجاهيل إلى المفضل بن عمر الجعفي رضوان الله عليه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم.[1]
وفيما خلا ذلك، فإن الشيخ الصدوق ذكر خبراً بسند عامي ينتهي إلى وهب بن منبه، عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله صلوات الله عليه وآله يشير فيه إلى ما يفهم منه بأن الدجال يظهر قبل الإمام روحي فداه قال: وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني.[2]
وعليه فإنني لا أجد ما يمكن الاعتماد عليه في كونه من علامات الظهور، وما تفرد بذكره الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه لا يمكن اعتماده لضعف سنده، وقد أوضحنا بأن منهجنا هو عدم التسامح في السنن في تثبيت أصل العلامة، وإلى إمكانية التسامح في ذكر تفاصيلها، والله العالم.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:16 AM
84 - حيدر (الموقع الخاص): هل ثبت لجناب الشيخ الله يحفظه ان خروج شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من جهة بلاد سمرقند أم بلاد الري؟ وما معنى قولهم أنه أصفر كوسج أكوس اللحية؟ وما صحت الحديث الذي يفصل بين خروجه ويسلم الأمر للمهدي المنتظر (عج) بإثنا وسبعين شهرا ؟
الجواب: لقد أكثرت روايات أهل السنة الحديث عن شعيب بن صالح، ولكن في رواياتنا فقد ورد اسم شعيب بن صالح في روايتين يمكن أن نعتمدهما في تثبيت أصل خروج هذا العبد الصالح الأولى ما رواه الطبري الإمامي في دلائل الإمامة بسند معتبر عن عمر بن حنظلة، عن الإمام الصادق عليه السلام،[1] والأخرى كالمعتبرة ذكرها الشيخ النعماني عن البزنطي عن الإما مالرضا صلوات الله عليه،[2] لذلك لا مرية في أصل العلامة، أما عن دوره وما سيقوم به فإني لم أجد ما يمكن أن يعتمد عليه إلّا حديث مرسل وأثر وردا في غيبة الشيخ الطوسي أما الحديث فقد ورد عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام في وقت خروجه من سمرقند،[3] وأما الأثر فقد ورد بسند عامي عن عمار بن ياسر، ولكن غالبية متنه مطابق لما روي في صحيح الأحاديث، وفيه يتحدث عن شعيب بن صالح الذي سيلي أمر لواء الإمام المنتظر أرواحنا لمقدمه الفدا حال خروجه بأبي وأمي،[4] وهناك رواية في مختصر بصائر الدرجات ضعيفة السند والمصدر[5] وبعض متنها مضطرب يتحدث فيها عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام في إمرة شعيب بن صالح على جيش الخراساني وقادته لكنوز طالقان[6]
ولنا من بعد ذلك ملاحظات عدة، أولها: أن ما حاوله بعض المؤلفين من اعتبار شعيب بن صالح اسطورة، لا قيمة له من الناحية العلمية، بل هو كحقيقة من حقائق ما قبل الظهور مما لا مجال لنكرانه.
وثانيها أن سمرقند التي يشار إليها في رواية حذلم المتقدمة، ليست سمرقند الموجودة في تاجيكستان المعاصرة، وإنما هي من أعمال محافظة واسط الحدودية مع إيران كما يشير إلى ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان،[7] وهذا هو الذي ينسجم مع بقية الروايات التي تشير إلى دخول راية الخراساني إلى العراق بالتزامن مع اقتحام السفياني الأراضي العراقية باتجاه بغداد.
وثالثها: إن طالقان المشار إليها ليست طالقان الأفغانية كما ذهب إلى ذلك بعضهم، بل هي مناطق شمال طهران باتجاه بحر قزوين.
ورابعها: وصفه الشخصي المشار إليه في سؤالكم الكريم هو وصف وارد في روايات عامية، ولهم وصف آخر، ولا يعتمد عليها، ولا يوجد في كتبنا ما يُشار به إلى وصفه الشخصي، ولعل اسمه ما يدل على أنه عربي، وهو ينسجم مع مرويات عامية تشير إلى كونه من بني تميم أو من مواليهم، على أن اسمه هذا ليس من الضرورة أن يحمل على أنه اسم حقيقي.
وخامسها: لا صحة لأي رواية تشير إلى المدة الفاصلة بين خروجه وبين خروج الإمام صلوات الله عليه بغير المدة المشار إليها في رواياتنا، فبين الخراساني وبين الإمام صلوات الله عليه هو ما بين السفياني والإمام لأن خروج الإثنين سيكون في عام واحد وفي شهر واحد وفي يوم واحد، وبالتالي فإن شعيباً هذا لن يكون خروجه بأكثر من هذه المدة، بل هو أقل منها، وما عرضتم له هو ما يوجد في روايات العامة.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:18 AM
85 - الحر (الموقع الخاص): هل من الممكن ان يكون السفياني هو ملك الاردن عبدالله الثاني؛ فهو رجل ربعة ضخم الهامة ابيض اشقر اجعد الشعر ازرق اخوص العينين وفي عينه اليمنى نكتة بياض وفي الاخرى كسل وفي وجهه بقايا اثر الجدري و عليه تاج احمر واخواله من بني الغرب فهو ابنهم بامتياز وهو من الوادي اليابس؟؟
الجواب: السفياني في الروايات لا يتطابق مع هذا، إذ أن السفياني من بني كلب وأخواله كذلك، وليس كما تقولون بأن أخواله من بني الغرب، وهو من سوريا الشام وليس من الأردن، وهو ملتصق بظهور الإمام صلوات الله عليه، إذ أن ما بين أول خروجه وبين الإمام صلوات الله عليه هو حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، ومن بعد استيلائه على محافظات الشام المفككة والتي يعبر عنها بالكور الخمسة سيبقى من وقت ظهور الإمام حمل إمرأة أي تسعة أشهر، ولذلك أي مجازفة في التشخيص، ستضعنا أمام استحقاقات ذلك، لأننا سنطالب بظهور الإمام صلوات الله عليه بعد هذه المدد الزمانية، ولذلك فإن أي خطأ في هذا المجال قد يؤدي إلى الإحباط، وقد يرتد الأمر على تكذيب ظهور الإمام صلوات الله عليه، مما يعني أن التوجه لاسقاط الشخصيات المعاصرة على الشخصيات الواردة في الروايات، يحتاج منا للجزم بأن هذا الوقت هو وقت الظهور، وهو أمر لا يمكننا الجزم به وفق المنطق الروائي إلّا بعد التفجير الذي يطال دمشق، لأن السفياني سيخرج في رجب الذي يلي التفجير، وأما التشخيص قبل ذلك فدونه خرط القتاد، وسيتزامن خروجه مع خروج اليماني والخراساني الي أشير إليه بأنه سيكون في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد.
وقد نهى الإمام صلوات الله عليه عن ذلك حينما سئل عن السفياني، فقال: وما تصنع باسمه؟ ثم شرع يعدد جانباً من أعماله، والتي ستكون هي الكاشفة عنه بمعية الأعمال السابقة لظهوره، ولا أرى أي فائدة تذكر للإهتمام بتشخيص هذه الأسماء قبل حيان علاماتها، ولكن كل الأهمية يجب أن تبذل من أجل تشخيص أعمالهم ومعرفتها، فهو من الشخصيات المحتومة وهو آت لا محالة، وما يهم المنتظر للإمام صلوات الله عليه أن يعرف كيف يتصدى ويجابه راية الضلال هذه، وأن يرتقي بكمالاته إلى المستوى الذي يجعله قادراً على مواجهة الصعاب الجسام التي ستواجهه في تلك المرحلة.
حسين كاظم 0
11-04-2013, 02:21 AM
86 -
محمد التميمي (الموقع الخاص): الذي قرأناه أن الشيصباني هو من أعداء أهل البيت عليهم السلام، وهو إما صدام أو الزرقاوي لانطباق الوصف في الرواية التي تذكره على أحد هذين المجرمين لعنهما الله .... فعبارة: يقتل وفدكم قد تكون أقرب الى الانطباق على الزرقاوي اللعين، فما رأي سماحة الشيخ بهذا القول؟
الجواب: أنا لا أدري ماذا قرأتم، ولكن القدر المتيقن من المواصفات التي ذكرت في رواية الشيصباني[1] لا ينطبق قطعاً على الإثنين معاً، لأن خروجه معنون فيها من الكوفة، وقد توهّم من قال بأن أرض كوفان هي كل العراق لأنه تعميم بلا معمّم، ومن الواضح أن هذا الخروج لا علاقة له باللعينين، وهو من الفاسقين لا محالة كما تشير إليه الرواية الشريفة حينما تسمه بالشيصباني وهو تكنية عن الشيطان، أو القصّاب الجلف والشديد، كما وأن الحديث عن قتله لخيار رجال الشيعة هو تأكيد على كونه شريراً، وقد استظهرنا في كتابنا علامات الظهور أن الرجل ربما تكون له علاقة مع البترية الذين سيقاتلون الإمام صلوات الله عليه في النجف الأشرف،[2] لأن حديث الرواية عن أن له أتباع ينبعون كما ينبع الماء في إشارة إلى كثرتهم وشدتهم، ينسجم مع كثرة الاعداد التي ستقاتل الإمام بأبي وأمي من البترية حال وصوله إلى النجف الأشرف، والتي تقدرها إحدى الروايات بستة عشر ألفاً.[3]
ايمان احمد
11-04-2013, 03:16 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
شكرا على نقلك الموضوع ويحفظكم الله
س البغدادي
11-04-2013, 03:59 PM
حياكم الله على حسن الاختيار والنقل .
طرح يستحق المتابعة .
س البغدادي
11-04-2013, 03:59 PM
.................
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ...
بارك الله فيكم اخوتي وجعلنا الله من انصار الامام الحجه سلام الله عيه
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:37 AM
87 -
hedar_nr_1978 – iraq: سؤالي الاول عن الخسف بالبيداء هل خسف جيش السفياني في البيداء قبل قيام القائم؟ أو بعد قيام القائم؟ فاذا كان قبل القيام وكما ذكرتم بكتابكم عصر الظهور ج 2 هو ظهور أولي أي سرّي للإمام روحي له الفداء، فكيف سيعرف السفياني الامام؟ ثم إن جنابك الكريم قلت أو انا فهمت: أنها من علامات الظهور، فكيف تكون العلامة وقد ظهر الامام؟
أما السؤال الثاني فهو عن الرجفه فإني سمعتها منك أن أهل العامة قد حددوا 15 من رمضان وأهل البيت حددوا رمضان.
الجواب: مما لاشك فيه أن الخسف بالبيداء سيكون قبل قيام القائم صلوات الله عليه، وحينما تحدثنا عن الظهور الأولي لا نقصد أنه سري بل هو معلن منذ أن ينادي به جبرائيل صلوات الله عليه، ولكن يبقى مكانه خفياً على الظلمة، والسفياني يعلم بوجوده لأسباب كثيرة منها، ما سيقوم به صاحب النفس الزكية من حركة معلنة في مكة تؤدي إلى قتله بين الركن والمقام، وكذا ما سيقوم به شيعة المدينة والمطلعين على ظهوره من حراك في المدينة المنورة، بالشكل الذي يؤدي إلى أن ظلمة مكة والمدينة يكاتبونه في مسألة الإقبال عليهم لانقاذهم من الإمام صلوات الله عليه.
أما الحديث عن كونها من علامات الظهور، فهو من الأخطاء المشاعة، لأن غالبية الحديث عن الظهور يتركز على القيام، ولذلك يوصف بعلامات الظهور، ولعل الخلل مني لأن طرح مسألة الظهور الأولي ربما يكون جديداً على ثقافة المنتظرين، والتي كان الحديث عندها عن الظهور وعن القيام واحد، ولم يك تفريق بين الأمرين، مع أن الفارق الزمني بين الإثنين يمتد لما لا يقل عن 3 أشهر ونصف.
أما بالنسة للرجفة فروايات العامة مجمعة على يوم الخامس عشر من شهر رمضان، ورواياتنا ساكتة عن ذلك، نعم في كتابنا علامات الظهور كنت قد ذكرت رواية الفزعة في شهر رمضان[1] وقلت لعلها هي نفس الرجفة، ولكن من بعدها بتّ متردداً في شأن التطابق بينهما، ولذلك بدأنا نقول بأن روايات أهل البيت صلوات الله عليهم، لم تتحدث عن التوقيت، وإنما تحدثت عن الظروف الموضوعية السابقة لها، ومن جملتها اختلاف الرمحين في الشام.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:38 AM
88 - احمد الجابري (http://www.facebook.com/ahmedgoodlife) (الموقع الخاص في الفيسبوك)
أين ومتى يخرج الامام المهدي(ع)؟ فهناك روايات عديدة تبين أكثر من مكان وزمان للظهور ومثال ذلك فالمكان .. يخرج من مكة؟ يخرج بين الركن والمقام؟ وهناك اكثر من ركن ومقام، يخرج من كرعة؟ يخرج من المشرق؟ يخرج من نجف الكوفة؟؟ .... والزمان .. يخرج في شهر الحج؟ يخرج في رمضان؟ يخرج في محرم؟ يخرج يوم الجمعة؟ يخرج يوم السبت؟
الجواب: سبب الاختلاف لا يعود لأهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم، ولكن مما يؤسف له أن الناس يأخذون أي رواية من دون الرجوع إلى العلماء فيما يعتمدونه أو يذرونه من الروايات، خاصة وأن الكثير مما في الثقافة العامة الشعبية لا علاقة لأهل البيت عليهم السلام به، بل هو مرويات العامة، أو من الكتب التي لا يعتمدها العلماء في ما يتعلق بأمور الإمام المنتظر أرواحنا لمقدمه الفدا.
بالنسبة لمسألة الخروج، فإن كان المراد خروج الإمام صلوات الله عليه في أول أمره، فمما لا شك فيه أنه بأبي وأمي سيخرج في مكة المكرمة، والركن والمقام المشار إليهما هو الركن اليماني ومقام إبراهيم عليه السلام، وإعلان الخروج سيكون عند حجر إسماعيل، وأي حديث خلاف ذلك لا يعتنى به، نعم قد يراد بالخروج أمر خاص في واقعة تأتي من بعد خروجه الرسمي، عندئذ يمكن أن تتعدد الأماكن، لأن الإمام صلوات الله عليه سيتحرك في أماكن كثيرة، وكل مكان يتحرك منه يمكن أن يعطى صفة الخروج، وغالبية ما ذكرتموه في السؤال متأتّي من روايات العامة.
أما الزمان فإن هناك ظهور للإمام روحي فداه، وهناك خروج له بأبي وأمي، فالظهور يراد به انتهاء عصر الغيبة الكبرى، ويبدو لي أن موعده يتزامن مع الصيحة الجبرائيلية في ليلة القدر الكبرى أي في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، ولكن هذا الظهور لا يعني حركة الإمام صلوات الله عليه، لأن بدء حركة خروجه عليه السلام في يوم عاشوراء مما يلي ليلة القدر مباشرة، أي أن الفاصلة الزمانية بين ظهوره وخروجه هو ثلاثة أشهر ونصف تقريبا.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:40 AM
89 - أبو نور (الموقع الخاص): من خلال الاطلاع على بعض الروايات الخاصة بحركة السفياني نلاحظ أنها هي الأكثر بالنسبه إلى الروايات المتحدثة عن حركة اليماني والخراساني، مع العلم بأن التحرك السفياني هو تحرك الكفر ما هو السر؟
الجواب: فيما يبدو أن ذلك يعود لأمرين، أولهما أن السفياني سابق في الظهور على اليماني والخراساني، وظهور رايتي الخراساني واليماني هو ردة فعل لما سيفعله السفياني، وإن تم توقيت خروجهم في وقت واحد، ولذلك جرى التحدث بشكل موسع عن السفياني لأنه دال على رايتي الهدى، ولأن الرايتين لن تتحركا قبل حركة السفياني، ولذلك جرى كشف النقاب عن أسرار كثيرة عن ابن آكلة الأكباد، لأن كشفه معلن عن حركة الرايتين، ناهيكم عن أن وجوده مخبر عن وقت ظهور الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا.
والثاني وهو المهم أن كشف أسرار السفياني لا يوجد فيه مضرة لحركة المنتظرين بل يترتب عليه منفعة واضحة، ولكن كشف أسرار الرايتين بشكل مبكر قد يلحق بهما أضراراً كبيرة قبل حركتهما، ولذلك تجد أن كشف أسرار الخراساني أكثر من أسرار اليماني، لأن الخراساني في تحليلنا مؤمّن من الناحية الأمنية باعتباره صاحب دولة، على عكس اليماني التي أبهمت الروايات أي حديث عن وضعه الشخصي، بل ربما عنونته بلفظ يبعد الأنظار كلية عن وجوده في مكانه الحقيقي، لأنه ليس بصاحب دولة، مما يدل على أن الروايات كانت حريصة على عدم كشف أسرار اليماني لأن كشفها سيعرضه إلى الخطر.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:41 AM
90 - محمد التميمي (الموقع الخاص) لماذا يسمى اليماني باليماني وهو في العراق، هل لهذه الكناية معنى؟ فهي تورث الالتباس بأن مصدره ومنطلقه اليمن!؟
الجواب: لعل الأصل أن يحصل الإلتباس، لأننا قلنا في جواب سابق بأن الروايات لم تعتن بالتمويه على السفياني لأنه عدو، ولعل وجود بعض التمويه عنه لأنه سيفاجئ النواصب الذين سينتظرونه بشكل كبير، بل وسيفاجئ نفس الشيعة! كما ولم تتكتم كثيراً على الخراساني لأنه صاحب دولة، ولكن اليماني ليس هذا ولا ذاك، ومخطئ من يتصور أن كل صاحب راية هو صاحب دولة، لأن الراية يمكن أن تتشكل من دون دولة كما يحصل الآن حينما نجد راية حزب الله (أعزهم الله) فهم ليسوا دولة ولكن رايتهم تملأ عين الناظر، وكون الروايات أجمعت على عسر الظروف التي ستمر بالعراق، ولذلك تم التعمية على شخصيته مع إعطاء علامة أساسية هي حركته بمعية الخراساني والسفياني في يوم واحد، على أنه ليس كل يماني يعني من اليمن، فالركن اليماني مع أنه في الحجاز إلا أنه جرى تسميته باليماني لوجود صلة بينه وبين اليمن، مما يعني أن هذا العبد الصالح (أوصل الله أيامنا بأيامه) له أصل في اليمن، مما يصح معه حالة التكنية، بالرغم من أننا في كتابنا راية اليماني الموعود ذكرنا عدة احتمالات لهذه التسمية يمكن ان تراجع في محله.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:42 AM
91 - مهند (الموقع الخاص): هل ما حصل في أيامنا من عملية شراء الأسلحة من مناطق الوسط والجنوب الى مناطق معادية لمدرسة أهل البيت عليهم السلام، وفتاوى حرمة بيع السلاح التي صدرت من النجف الاشرف، شبيهة بما سيحصل قرب ظهور الإمام عجل الله فرجه، أو هي المقصودة، لأن مايجري اليوم من شراء السلاح من الوسط والجنوب مريب، وما هو رأي سماحتكم فيه.
الجواب: لا علاقة لما يجري في قضية بيع الأسلحة اليوم بما سيكون في أيام اليماني الموعود، فتلك إنما تكون بعد خروجه، ومن المسلّم أن لا خروج لليماني، لعدم ظهور السفياني الذي إن ظهر يؤذن لنا أن نترقب ظهور اليماني، أما ما يجري اليوم فقصته معروفة وقد جربناها في عام 2004 و2005 حينما بدأ أعداء أهل البيت عليهم السلام في محاولة إفراغ مناطق شيعة أهل البيت عليهم السلام من السلاح لكي يمارسوا التقتيل والتشريد بحقهم، وقد حصل ذلك فعلاً في ديالى والعديد من المناطق التي لم تبال باستصراخاتنا في أن لا يفعلوا، ولكنهم لم يصحوا من غفلتهم إلا بعد أن علاهم الذبح وطالهم التشريد، وفي تصوري فإن الرواية التي أشارت إلى عدم بيع السلاح تريد التأكيد على وجوب نصرة اليماني والتأكيد على ولائه لأهل البيت عليهم السلام، لأن بيع السلاح وحرمته منوط بطبيعة ما يستخدم به السلاح، فالسلاح لا يحرم بيعه للموالين إن ضمن ولائهم، كما انه في الأيام التي لا يوجد فيه حرب لا توجد ممانعة من البيع، ولذلك حينما تكون أيام اليماني أيام حرب، عندها سيكون بيع السلاح خذلان واضح من جهتين، الأولى خذلان فعلي لليماني، والثانية أن أيام اليماني قريبة جداً من أيام الإمام صلوات الله عليه، وفي تلك الأيام يكون الموالي مطالب بإبراز أسلحة النصرة.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:43 AM
92 -
Hussienالحجاز (الموقع الخاص): ما حقيقة التواقيع الصادرة من الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) للشيخ المفيد رضوان الله عليه؟
الجواب: التواقيع المنسوبة للناحية المقدسة صلوات الله عليه والموجهة إلى الشيخ المفيد رضوان الله عليه ثلاثة على ما نقله الشيخ البحراني عن الشيخ ابن بطريق الحلي رضوان الله عليهما،[1] ولكن الشيخ الطبرسي قدّس سرّه ذكر اثنتين منهما فقط في الاحتجاج،[2] والثالثة لم تصل إلينا، والنقاش في شأنها تارة يقع الحديث في التوثيق السندي للتواقيع، وأخرى يقع في متنها وهل هي من الصنف الذي لا يتعارض مع أخبار منع الرؤية؟، أما من الناحية الأولى فقد تسالم العلماء على القبول بها، لعدم وجود ما يقدح بها، ولأن الشيخ المفيد قدس الله نفسه الزكية هو في مقام ما يوصف في التوقيع فعلاً، بالرغم من مجهولية الجهة الموصلة من الحجاز إلى الشيخ المفيد، كما وأن الرسالة لا تنطوي على مسائل تشريعية حتى تكون من الأمور التي يجب التشدد سنداً بها، وبالتالي فإن القول بصدورها عن الناحية المقدّسة أرواحنا لمقدمه الفدا، وعدمه لن يؤثر في شيء لا عقيدة ولا تشريعاً ولا في شأن تزكية الشيخ المفيد.
وهي من حيث إمكانية صدورها عن الإمام روحي فداه لا يصدها شيء، ولا يمنعها القول بعدم المشاهدة، إذ أن مشاهدة الإمام صلوات الله عليه ورؤيته هي من المتسالم لدى الطائفة أعزها الله، والممنوع من هذه المشاهدة ما كان فيه تشريع أو شبهه، أما مجرد الرؤية فقد غدا من المجربات التي لا نقاش فيها.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:46 AM
93 -
Hussien الحجاز (الموقع الخاص): ما قولكم في الروايات التي تنص على أن خروج الإمام - أرواحنا فداه - في يوم نيروز أو نوروز، وفي بعضها في يوم 25 ذي القعدة يوم دحو الأرض؟؟
الجواب: من المحقق أن كل الروايات الواردة في شأن يوم نوروز والتي رويت عن المعلى بن خنيس رضوان الله عليه لا يمكن الاعتماد عليها، بل هي إلى الوضع أقرب منها إلى أي شيء آخر، والثابت في الروايات الصحيحة أن الإمام صلوات الله عليه يخرج في يوم العاشر من المحرم.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:47 AM
94 - آرام – كردستان العراق (الموقع الخاص): تقول الرواية ظهور الإمام بين الركن والمقام، ولا يوجد فيها اسم مكة المكرمة. ومعنى الركن والمقام ، أى ما بين ركن البيت و مقام إبراهيم، اذا كانت المكة هو مكان الظهور. لكن يوجد بيت آخر و هو بيت المقدس، ليس خطئاً أن نفسر البيت و المقام ببيت المقدس. لكن الصحيح عندى أول بيت للذى ببكة مباركا و هدى للعالمين. هل بكة تعنى مكة. اذا كان كذالك فلماذا جاءت الكلمة ببكة و ليس مكة فى القران الكريم. أنا اقول الظهور فى العراق و ليس فى مكة. والله اعلم.
الجواب: الخروج الشريف إنما يكون بين الركن والمقام وهو مما تجمع عليه الروايات الموثّقة، ولا يوجد عين ولا أثر لبيت المقدس، صحيح أن اسم البيت الحرام لم يذكر في هذه الرواية، ولكن لا يوجد ما يصرف الذهن إلى بيت المقدس، ولا موضوع له طالما أن بيت المقدس هي من الأماكن التي سيحررها الإمام صلوات الله عليه في فترة لاحقة من وصوله للعراق وبدئه حركة نصرة المظلومين والمستضعفين، وفي نفس الرواية يوجد ذكر لحجر إسماعيل عليه السلام، وعليه أي حال ذكر الركن والمقام بشكل مطلق من دون صارفة يكون متعلقاً بما يوجد في البيت الحرام.
أما الحديث عن الفارق بين بكة ومكة، فهو ذكر الخاص لإرادة العام، فبكّة إنما أخذت من تباكّ الناس، أي تدافعهم وهذه إحدى صفات الحجيج عند الطواف أو عند الرجم أو ما إلى ذلك، وسواء ذكرت بكة أو مكة فهي واحد، ولا مجال لقول بأن خروج الإمام صلوات الله عليه من العراق بعد الحديث المتواتر في شان خروجه من مكة المكرمة.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:48 AM
95 - نزار (الموقع الخاص): عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام: من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم. بحار الانوار ج 52 ص 210. هل هذه الرواية صحيحة السند؟ وإذا كانت صحيحة هل هي تنطبق على المستعصم بالله العباسي؟
الجواب: من حيث التشدد السندي تعتبر الرواية موثّقة، ولولا وجود عثمان بن عيسى وهو من وجوه الواقفة لكان الحديث صحيحاً، ولكن كونه واقفي لا يعني تجريده من الوثاقة كما هو مبنى علماء الرجال.
ولا يوجد ما يمكن صرفها للمستعصم العباسي، لوجود حديث عن ضمان القائم صلوات الله عليه، والقائم صفة محددة لقيام الإمام المهدي صلوات الله عليه لقيامه بهذا الأمر، على أن تتمة الحديث واضحة جداً في أن المراد هو في المكان الذي يخرج به الإمام صلوات الله عليه في خاتمة غيبته بأبي وأمي فقوله صلوات الله عليه: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام، فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا.[1]
إذ نلاحظ هنا أن الحديث عن أن موت عبد الله سيكون فاتحة لمجموعة من الملوك والأمراء الضعفاء الذين لن يستمروا طويلاً في الحكم، ومع هذه الحالة سيتهاوى الحكم بسبب صراعاتهم مما سيمهد الأمر للإمام صلوات الله عليه من بعدهم.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:49 AM
96 -أبو نور (الموقع الخاص): كيف يكون دخول السفياني إلى العراق؟ وماهي حجته؟ وهل يكون دخوله بجيش نظامي؟ او على شكل عصابات وحرب شوارع؟ وماهو دور القوات الامنية من ذلك؟ وماهو دور عامة الناس من هذا الأمر؟
الجواب: ليس من مهمة الروايات الكريمة أن تفصّل في كل شيء، بل هي تعطينا التحذيرات والإنذارات الكافية للإستعداد لما يترتب على هذه الأحداث، ولذلك ما آمله أن لا ينتظر الأخوة الكرام من الأئمة أن يفصّلوا لهم كل شيء، بل هذا الأمر أولاً موكول لظروفه، وثانياً موكول لمعرفة منطق الروايات، وما من شك فإن الروايات الشريفة لن تتحدث عن كيفية دخول السفياني إلى العراق وما هو نمط دخوله، فهذا مما لا يقدّم ولا يؤخّر في موضوع صراعه مع المؤمنين بشيء، ويكفينا في هذا المجال أنه سيقتحم العراق، وسبب اقتحامه على ما يبدو موصول بحراك بني قيس قبل معركة قرقيسياء وبعدها والذين سيصطفون مع الترك ضده، مما يجعل ملاحقتهم في أراضيهم الحاضنة أي الأنبار وتكريت والموصل تتمة لمعركته معهم في قرقيسياء، وسيرتكب لذلك مجازر كبيرة في هذه المناطق وصولاً إلى عقرقوف شمال غرب بغداد، وسينهي كيانهم السياسي المتمثل بإدارة عوف السلمي كما تطلق عليه الروايات،[1] والذي سيكون مأواه في تكريت وأصله من جزيرة الموصل، ويتم قتله في دمشق، وسهولة اقتحامه لهذه المناطق يبدو انه سيغريه باقتحام بغداد خصوصاً مع وضعه الاقتصادي المزري الذي سيتخلّف من حصار شديد لدمشق من قبل فتنتي الغرب والشرق التي ستسلط عليها قبل مجيئه، ومن طريقة اقتحامه لبغداد وقتله لقادتها في منطقة الزوراء يبدو أن القوة الأمنية ستنهار بشكل كامل في تلك المناطق.
أما ما هو دور الناس؟ فيبدو لي من الروايات أن بغداد لن تقاتله بشكل كبير، ولربما بسبب توجيه اليماني لهم أو أحد مراكز التوجيه الديني المعتمدة، لأن الروايات ناصّة على عدم مواجهته أثناء هجومه وذلك لقول الإمام الباقر عليه السلام لبعض أصحابه كما في صحيحة محمد بن مسلم حينما سأله: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيّب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله.[2]
وكذا قول الإمام الصادق عليه السلام لأبي بكر الحضرمي: قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف نصنع إذا خرج السفياني؟ قال: تغيّب الرجال وجوهها منه، وليس على العيال بأس.[3]
وهذا القول يثبت أمرين الأول عدم كونه ناصبياً، لأن الناصبي لن يترك عيالاً للروافض ولا غيرهم، والثاني عدم مواجهته عسكرياً أثناء قوة هجومه، ولكن من حديث نصرة اليماني نلاحظ أن الأمر بالمقاتلة وهو تطبيق النصرة يعكس أن مواجهته تتم أثناء كسر قوة الهجوم وهو ما سيفعله اليماني والخراساني حينما سيهاجم قوات السفياني أثناء إنسحابها من الكوفة والتي ستتحطم بالكامل عند المشارف الجنوبية من بغداد ومن بعد شمال الحلة، وبالتالي فإن عدم مواجهته أولاً لا تعني الفرار من المعركة، وإنما تعني عدم خوض المعركة إلا تحت راية الهدى، سواء اكانت راية اليماني أو راية الخراساني، وقد فصّلنا الحديث عن ذلك في كتابنا علامات الظهور فراجع.[4]
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:51 AM
97 - المتفاقر ـ العراق (الموقع الخاص): هل من الممكن معرفه الحدود التي يصل إليها الشر التابع للسفياني لعنه الله عليه، وكيف هو حال الشمال في العراق؟
الجواب: من يأخذ الروايات على علاتها فإنه سيجد السفياني غولاً هائلاً، ولكن من يتحاكم إلى منطق الروايات ويدقق بروايات أهل البيت عليهم السلام فحسب، فسيجد أن تهويلاً كبيراً قد أحيط بالسفياني في الثقافة الشعبية العامة، وما ذلك إلّا بسبب اعتماد الناس على روايات العامة، وفي تصوري إن منطق روايات أهل البيت عليهم السلام لا يوحي بوصول السفياني أبعد من ناحية القادسية في النجف الأشرف، وما في رواية أبي حمزة الثمالي (وفي أغلب الظن أنها صحيحة لتصحيف ظاهر فيها) من قول الإمام الباقر عليه السلام وهو يتحدث عن مجزرة الكوفة الثانية: وأحسنهم حالاً من يعبر الفرات،[1] دليل على ذلك، ولا صحة للروايات التي تتحدث عن وصوله إلى البصرة بل وصوله إلى اصطخر وهي على ما يبدو مسجد سليمان المعاصرة، ولو صحت فإنها تتحدث عن سفياني آخر، غير السفياني الموعود.
وهذا ما يتفق مع المنطق الطبيعي لحركة الروايات، فالسفياني بينه وبين الإمام صلوات الله عليه قبل استيلائه على الكور الخمسة (وهي المناطق التي ستفكك من حكم الشام إبان فتنة الأبقع والأصهب) مدة حمل ناقة أي خمسة عشرة شهراً، ولا يبقى بينه وبين الإمام روحي فداه إلا تسعة أشهر حينما يستولي على حكم الكور المشار إليها، وأمامه معركة قرقيسياء، والتي يُشار بعدها إلى أن ما بينه وبين شيعة أهل البيت عليهم السلام ما يظهر من قول الإمام الباقر عليه السلام: مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً غيركم.[2] وهذه تعني معارك محتدمة حتى يصل إلى بغداد، ودعنا نقول أن المسافة الزمنية المتبقية بينه وبين الإمام لن تزيد على الخمسة أشهر على أقل التقادير، وسيقبل على الكوفة وجريمته الشنعاء بحق شيعة أهل البيت عليهم السلام ستكون هناك بالتحديد، وهو لن يبقى فيها أكثر من المدة التي تفصل ما بين وصول اليماني الموجود في جنوب ووسط العراق من جهة، والخراساني من جهة أخرى إلى الكوفة، وهؤلاء سيلتقون فيما بينهم قبل دخولهم النجف الأشرف على مشارفها، أي في محافظة الديوانية وتحديداً في مناطق غمّاس والشامية، وهي المعبّر عنها بما خلف الفرات والمقابلة لناحية القادسية، ولو أخذنا بنظر الاعتبار أننا هنا نتحدث عن حركة جيوش لا عن حركة أفراد مما يجعل رواية أرطاة التي ينقلها نُعيم بن حمّاد الحاكية عن أن طول مدة بقائه في الكوفة لن تطول على الثمانية عشر ليلة،[3] أكثر واقعية ومتناغمة مع ما أشرنا إليه.
أما الحديث عن شمال العراق، فلم يأت له ذكر في الروايات الخاصة والعامة، وكل ما جاء فيها خلاصته أن شره سيعم الأنبار وتكريت وقسم من الموصل وبغداد والنجف الأشرف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:53 AM
98 - متعلم على سبيل نجاة – لبنان (الموقع الخاص): حسب الطرح الفكري منكم أن المرجعية هي أهدى من اليماني. وعلى سبيل الفرض أن اليماني ليس مرجعاً وليس محتاطاً، فهل ستكون رايته منطوية تحت المرجعية؟ واذا كانت كذلك فكيف نرد على قول المعصوم بأن اليماني كيميني، وأن اليماني هو أقرب الخلق للإمام المهدي روحي فداه، وهو من ضمن القادة ال 313، أي أن اليماني يأخذ أوامره منه مباشرة عليه السلام، فكيف تكون المرجعية حينذاك أهدى من اليماني وهو مأمور من الامام عليه السلام؟
الجواب: اعتقد أن الأمور تشابكت عليك أخي الكريم، ودعني نرتب الأولويات، فحينما نقول في زمن الغيببة أن زيداً من الناس من أهل الهدى، فإننا يجب أن نصنفه أولاً بأنه إما أم يكون مقلداً او محتاطاً أو مجتهداً سواء رجع إليه بالتقليد أو لم يرجع، لأننا لا يمكننا أن نتصور الهدى في زمن الغيبة بمعزل عن واحدة من هذه الحالات، وبالتالي فإن أهدى الرايات لا بد وأن تكون على واحدة من هذه الحالات، ولا مجال لمقايسته مع المرجعية، لأن الحديث عن أهدى الرايات إنما هو خاص بالرايات المرفوعة آنذاك، وليس في مقابل جميع الناس، على أن المرجعية جهة لتشخيص الحكم الشرعي، والراية التي تتبع المرجعية في تشخيص الأحكام، أو أن لها القدرة على تشخيص الأحكام، ليست بالضرورة هي الأهدى، لأننا قد نجد رايتين هما على هذه الشاكلة، كما هو الحال في راية الخراساني وراية اليماني، والتفريق بينهما من حيث الهدى سيكون بناء على طبيعة الهدف، فأحدهما لديه تكليف في أن ينجز قضية ما قبل أن يمضي للقضية الأخرى، والآخر لا تكليف له يمنعه من الوصول إلى القضية الأخرى التي لم يتمكن صاحبه من الوصول إليها، فكيف سنرى الصورة؟ مما لاريب فيه أن الأول لو لم ينجز تكليفه المناط به، لخرج من دائرة الهدى، والثاني لو تأخر بما لم يكلف به لخرج من دائرة الهدى أيضاً، ولكن مما لا ريب فيه أن الثاني سيكون هو الأقرب في تحقيق القضية الأخرى، وللتطبيق العملي نحن نعتقد أن الخراساني سيكون صاحب دولة، واليماني لن يكون كذلك، وعليه فإن الخراساني مكلف في وضع حفظ الدولة ومصالحها الوطنية والقومية كأولوية شرعية، فهو مكلف بها، ولا يستطيع الخروج عن هذا التكليف، في وقت لا نرى فيه أي تكليف لليماني تجاه دولة لا يملكها هو أساساً، إذن كيف ستكون العملية التعبوية عند الإثنين؟ من الواضح أن الخراساني سيكون موضوعه التعبوي هو الدولة، بينما سيكون الموضوع التعبوي عند اليماني هو الإمام صلوات الله عليه، وهذا ليس لأن الإمام صلوات الله عليه هو الموجّه له أو أنه متصّل به، فهذا ما لا يوجد أي دليل عليه، وما أشار إليه الأخ الكريم من أن الإمام صلوات الله عليه يقول عنه بأنه يميني، أو أنه أقرب الخلق إلى الإمام روحي فداه أو أنه ضمن الـ 313 وما إلى ذلك من أمور كلها لم تثبت بأي دليل شرعي أو مستند روائي يمكن الاستناد إليه، خاصة وأن خروجهما سيكون قبل ظهور الإمام روحي فداه، فكيف سيقال عن اليماني ذلك؟ نعم يمكن لهذه الأمور من حيث أصل الإمكان أن تحدث بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، وهو أمر لا دليل لنا على إثباته، كما لا دليل على نفيه، وكنا قد أشرنا في غير موضع من أجوبتنا أن أي دليل على إدعاء التعريف باليماني من قبل الإمام عليه السلام قبل ظهوره بأبي وأمي منعدم تماماً، ومعه ينعدم الحديث عن إئتماره من قبل الإمام أرواحنا فداه قبل ظهوره.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:55 AM
99 - كامل الربيعي (الموقع الخاص): كيف يسع باحث معاصر اغفال مراجعة موسوعة مهدوية كتب مقدمتها الشهيد محمد باقر الصدر؟
الجواب: ليس الأمر إغفالاً كما حسب الأخ الكريم، فمن يسعه من المطلعين على عالم التأليف أن يفوته ذكر مثل موسوعة الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه حول الإمام المهدي روحي فداه؟ خاصة وأنا كنت من الأوائل الذين اطلعوا على جزئها الأول وأعني بذلك تاريخ الغيبة الصغرى، يوم أن كانت تصدر جزءاً جزءاً في ذلك الزمن العصيب، ولكن من يرجع إلى عموم كتبي العقائدية يجدني لم أعتمد على أي مؤلَّف خاض في موضوع ما كتبت فيه، اللهم إلّا كتاب العالم طبيعته ومصدره، وهو أول كتاب صدر لي في عام 1980، وهذا الأمر تجده في كتاب الولاية التكوينية، وفي كتاب من عنده علم الكتاب، وفي كتاب الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدّس، وفي كتاب عصمة المعصوم عليه السلام، وأنت خبير في كثرة ما كتب عن العصمة وعن الإمامة، ولكن من يطلع عليها يجد أني لم أرجع إلى أي كتاب كتب في المجال الذي كتبت فيه، وهذا الأمر يمكن ملاحظته في كتاب اتجاهات الدفاع الاجتماعي في الإسلام، بالرغم من أنه كان بكراً في موضوعه في المكتبة الشيعية، ولهذا من يرجع إلى كتاب علامات الظهور يجدني لم أرجع إلى أي كتاب كتب في مجال العلامات غير الكتب الحديثية، وهي فيما أحسب كثيرة جداً، وليس ذلك تكبّراً أو تنكّراً لما كتب والعياذ بالله، ولكن كان ذلك بهدف أن أضيف إلى الجهود الكريمة التي بذلت في هذه المجالات شيئاً جديداً، وإلا ما قيمة أن نجترّ ما في كتب الآخرين ونكرر ما كتبوا؟! فكتب الآخرين من المعاصرين ومن المتقدمين موجودة ومبذولة بين يدي القراء، فما فائدة أن نكتب نفس ما كتبوا، ونعيد نفس ما ذكروه؟ ولعل من يلاحظ الكتاب يجد أن منهجاً جديداً يختلف عن المناهج الأخرى في معالجة شأن علامات الظهور، مما يجعل هذه الإضافة مطلوبة دوماً، وأسأل الله أن يلحق بكتابي هذا العشرات من كتابات المؤلفين والباحثين ممن يبحثون بشكل جديد دون الاعتماد على هذا الكتاب، ففي مدرسة أهل البيت عليهم السلام هناك فضاء واسع للتجديد ولمعالجة الأمور من نوافذ جديدة، وشرطها أن لا يخرج الباحث عن حدود حديث أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم، ولا أزعم أن الكتاب سيزيح جهود الآخرين ولا اتمنى له أن يلغيها، بل هو تكملة لنفس الخط ولكن بنمط جديد.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:56 AM
100 - كامل الربيعي (الموقع الخاص): كيف يمكن للقواعد الشيعية الشعبية أن تسبق مرجعياتها في تشخيص اليماني في مرحلة التمهيد كما ورد في كتابكم علامات الظهور 2: 329 (يبقى الامر منحصراً بشخصية عراقية تقبل بها هذه القواعد تلقائياً) مع قولكم: (إن الحديث عن اليماني كان يتسم بالخفاء الشديد والتعتيم الكبير على شخصيته) 2: 231؟.
الجواب: لو أمعنتم في البحث لوجدتم أننا قلنا بأن تشخيص اليماني قبل حركته ممتنع، ولهذا لم نتحدث عن أن القواعد الشعبية الشيعية ستسبق المرجعية بتشخيصه، وحديثنا عن قبول القواعد لهذه الشخصية ليس حديثاً عن قبوله بعنوانه اليماني الموعود، بل حديث القبول هنا بناء على مواقف سابقة إن في الميدان الديني والسياسي أو في الميدان الأمني أو في أي ميدان يجعل قبوله تلقائياً بعنوانه قيادة مقبولة من قبل هذه القواعد، وكل ذلك ليس على أساس كونه هو اليماني الموعود، لأننا نعتقد أن أي سبيل شرعي أو علمي لتشخيص اليماني قبل حركته دونه خرط القتاد، ولكن بما أن القواعد الشعبية لا تقبل بأي كان إلا بناء على تجارب تاريخية أو ميدانية سابقة تجعله أهلاً لهذا القبول، ولذلك افترضنا أن للرجل سابقة ميدانية تجعل إقبال الناس عليه والانخراط في حركته مستساغاً بطريقة موضوعية، خصوصاً وأن أوضاع حركة السفياني ستتسبب بهلع كبير وبجرائم أكبر، مما يستدعي بالناس أن تلوذ بحمى من له تجربة في الدفاع والذود عنهم بغض النظر من سيكون فلاناً هذا الذي ستلوذ به الناس، ودعني أضرب مثالاً، لو قدّر أن مجموعة من الناس دخلت في حقل ألغام، وصادف أن يكون بينها من له تجربة في رفع الألغام والتخلص منها، ألا تجد أن إقبال الناس على هذا الذي لديه تجربة ميدانية في مجال الألغام هو التحرك الطبيعي لدى هؤلاء بمعزل عن مكانته الاجتماعية أو العرفية؟ كذلك الأمر مع هذا العبد الصالح الذي انتخبه الله لهذه القواعد كي ينقذها وكي تنتظم في مجالات النصرة الموضوعية والعملية للإمام روحي فداه، ومما لا شك فيه أن مجريات حركته ستكشف لثامه، على أني أشرت في غير موضع إلى أن الرجل ربما هو نفسه لا يدري أنه هو اليماني الموعود، لأننا لا نلمس في أدلتنا الروائية على أي ملمس من ذلك، ولكن تكليفه الشرعي لصد العدوان وللدفاع عن شيعة أهل البيت عليهم السلام هو الذي يفضي به إلى أن يرفع الراية، وأعود لأقول لا بعنوانها راية اليماني، وإنما لأنها راية التكليف الشرعي ليس إلّا.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:57 AM
101 - كامل الربيعي (الموقع الخاص): أشرتم الى منهجكم في مخالفة المشهور، وقستم ذلك على المشهور الفقهي، فهذا قياس مع الفارق، لأن قضية الظهور لها أبعاد خطيرة على بنية الفرد والمجتمع.
الجواب: مخالفة المشهور ليست منهجاً، ولو وجدناها منهجاً لكان الحق رفضها سلفاً، لأنها ليست علماً، ولا تعبّر عن علم، نعم المشهور ليس دليلاً علمياً بحد ذاته، فإن عثرنا على دليل علمي بخلاف المشهور أصبح الواجب مخالفة هذا المشهور، وفي تصوري أنني خالفت المشهور في مجالات عديدة في تفسير العلامات وفهمها، بل ربما خالفت المشهور في نفس طريقة التعامل مع الروايات التي تحدثت عن هذه العلامات، والعبرة هنا أن المخالفة لو استندت إلى معايير ذوقية أو مزاجية بمعزل عن النصوص الشريفة، فإن هذه الطريقة أحرى بالرفض وعدم القبول، ولكن لو كان المشهور خلياً من الدليل العلمي الذي يعتدّ به، فإن مخالفته تكون هي الأحرى، لأننا عبّاد الدليل أينما مال نميل، فعلى سبيل المثال حينما يكون المشهور لدى الثقافة العامة أن اليماني اسمه إما حسن أو حسين، وحينما ترجع إلى الروايات لا تجد مستنداً لذلك إلا قولاً لكاهن وصلنا بطرق عامية، فهل نمضي بالمشهور مع هذه العلل؟ وحينما يكون المشهور هو أن اليماني سيخرج من اليمن، وترجع إلى الروايات وتجدها خلية من الدليل الذي يمكن أن يعتدّ به، بل وتجد منطق الروايات يخالف ذلك عندئذ أيها ستقبل؟ وحينما تجد أن السفياني في الثقافة العامة غولاً مرعباً، وتعود إلى أصول الروايات فتجده ظالماً ولكن ليس بالصورة التي تمتلكها الثقافة الشعبية لأنها اعتمدت على مرويات العامة في هذا المجال، حينها ما الذي ستقبل وما الذي ستدع؟ عندئذ حينما خالفنا كل هذا المشهور، فليس لأن مزاجنا أو ذوقنا هو الذي أملى علينا ذلك، بل نجد أن المحاكمة كانت محاكمة روائية بحتة، ووجدنا أن الدليل مال إلى ما قررناه في أبحاثنا، ومع كل ذلك لا يوجد أي اصرار على أي من هذه التي خالفنا بها المشهور لو حضر الدليل الذي يخالف ما تحدثنا عنه.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:58 AM
102 - كامل الربيعي (الموقع الخاص): كيف يجوز للمكلف المنتظر تشخيص الوظيفة الشرعية بعد خروج السفياني كما أشرتم في علامات الظهور 2: 330 مع أنكم قلتم في 2: 394 (لا أجد عاصماً أفضل وأكثر أماناً من أن يعتصم المنتظرون بلواء المرجعية الدينية الرشيدة ) مع أن المرجعية ستكون متأخرة نسبياً في مواجهة الأحداث المتسارعة؟.
الجواب: لا زلنا نعتقد وسنبقى بأن المرجعية الدينية الرشيدة هي العاصم وهي الأمان في مثل الأحداث التي أشرتم إليها، فمن حيث المبدأ أي عمل من دون وجود غطاء المرجعية العام أو الخاص لن يكون شرعياً بالغاً ما بلغ هذا العمل، وحتى القتال ضد ابن آكلة الأكباد لن يكون شرعياً إن لم يتوفر الغطاء المشار إليه، ولكن أعتقد أن فهم موقف المرجعية فيه لبس، إذ أننا لا نتوقع أمام هذه الحالات أن تتصدى المرجعية لإصدار فتيا عامة توجب القتال أو ما إلى ذلك، كما هو دأبها فيما مر بنا من أحداث، بل هناك نمطان من الأحكام، فهناك حكم أصدر المرجع فيه موقف عام، كما هو الحال في وجوب الدفاع عن بيضة الإسلام، وفي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهنا لسنا بحاجة إلى فتيا خاصة أو عامة من المرجعية في درء العدوان والدفاع عن النفس وحماية مصالح المسلمين وما إلى ذلك من عناوين، لأن المرجعية أصدرت موقفها سلفاً، وما من فقيه له رسالة عملية إلا وتجد فيها مثل هذه الأحكام، وهناك حكم خاص، عادة ما يبلغ به الوكلاء والمعتمدين وثقات الناس ممن يكون إبلاغهم لا يتسبب بفوضى عامة أو يكون مورداً لإساءة التطبيق أو استغلاله، وهذا عادة ما يتوفر سلفاً في كل الأزمات، ففي العادة لا ينتظر المرجع سؤال الآخرين حتى يصدر موقفه الشرعي تجاه ما يحصل، ولكن هنا أمران، الأول أي مرجع سيتصدى لمثل هذه الأمور؟ فليس كل المراجع من سيتصدى لمثل هذه الأمور إن كان ثمة من يتصدى له، لأن الحكم في مثل هذه الأمور في العادة ليس خاصاً بالمقلدين، بل هو حكم لازم لكل المسلمين، وإن كان من النمط الذي يحتاج فيه المقلد أن يرجع إلى من يرجع إليه بالتقليد ففي العادة من لا يصدر فتيا خاصة في مثل هذه الأمور يمكن لمقلده أن يعتمد على الفقيه الذي أصدر مثل هذه الفتيا، والثاني أن المرجع المتصدي ستكون فتياه متوفرة عند المعنيين بهذا الأمر، وليس عند عامة الناس، ومن هنا يمكن رصد أحد فوائد الاعتصام بالمرجعية الدينية الرشيدة، لأنه يدلّ بطبيعة الحال على من يعتمد عليه عند المراجع العظام ممن لا يعتمد عليه.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 06:59 AM
103 - حسام أبو قدر الحسني (الموقع الخاص): هل توجد هناك روايه تشير الى عراقية اليماني أم لا؟
الجواب: مما لا ريب فيه أن أية رواية تتعلق بعراقية اليماني لا وجود لها، كما اننا لا نمتلك في أيدينا أية رواية يعتدّ بها تشير إلى مكان آخر، اللهم إلا اللقب الذي يوحي بالرجوع من حيث الأصول العرقية إلى اليمن مثله مثل العقيق اليماني أو الركن اليماني أو ما إلى ذلك، ومن الواضح أن ذلك لا يحصر هويته باليمن، كما ان الركن اليماني هويته حجازية، ولكن وصف باليماني لكونه من الركن الذي يقابل اليمن، والقدر المتيقن أن معارك اليماني في الروايات الشريفة لا علاقة لها إلا بالساحة العراقية، كما أن الحديث عن راية لليماني تقتضي وجود جيش له عدته وعدده، وقد لاحظنا في كتبنا استحالة خروجه من اليمن إلا بمعركة شرسة مع حكام الجزيرة العربية، وهم حكام نواصب كما تدل على ذلك قصة صاحب النفس الزكية، كما أننا وجدنا امتناع إمكانية دخوله من خارج العراق لأن الحدود العراقية ستكون موزعة ما بين الخراساني من الشرق، والسفياني من الغرب، والنظام الناصبي من الجنوب، مما يجعلنا نؤكد أن الرجل إما هويته عراقية من أصول يمانية وهذا حكم غالبية العشائر العراقية وأفرادها، وإما يماني ذا وجود في الساحة العراقية منذ عقود قبل خروجه، وإما ان تكون صفة اليماني مأخوذة من يمنه وبركته وبرّه بشعبه، عموماً ما دام أن الروايات الصحيحة أو المعتبرة ساكتة عن محل خروجه، وقد وجدنا أن الروايات التي شخصت محل الخروج قد علاها العبث من قبل الشراح أو الناسخين، أو انها تعاني بالأصل من مشاكل التوثيق، وما دام أن معاركه ستكون في العراق، عندئذ لا يهمنا من أين سيكون؟ والمهم معرفة منهاجه وسلوكه لأن هذا السلوك هو سلوك أهدى الرايات كما وصفته الروايات الشريفة.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 07:01 AM
104 - أوس علي المياحي (http://www.facebook.com/aws.almayah) (الفيس بوك): عندي إستفسار يخص حركة اليماني والخراساني, تعرفون جنابكم أن لا يوجد منا "بحسب علمي" من هو على علم يقيني بأنه سيوفق للمثول بين يدي صاحب الأمر "عجل الله فرجه" ممن سيسعون في قضاء حوائجه, على هذا الأساس أرى بنظري القاصر أن يغتنم الإنسان أقرب فرصة سانحة له يكسب بها نفسه أمام الله سبحانه وتعالى, ولعل أفضل فرصة مؤاتية هي أن يقاتل تحت راية الممهدين لظهور الإمام "وهما اليماني والخراساني".
نحن نعلم علم اليقين بالظروف المحيطة بحركة اليماني والخراساني, على الأقل بما ستسبق حركتهما من وقائع وأحداث, لكن يبقى هناك ما يحيرني ولربما يحير الكثير ممن هم من أمثالي, أن الوضع في زمن حركتهم هو بالضبط كالوضع في زمننا, أقصد مثلما يوجد أخيار ولهم أدواتهم يوجد كذلك أشرار ولهم أدواتهم التي ستكون أكبر وأكثر وأقوى كالإعلام وغيره, والمعلوم أن حركتهم ستكون تحت مسمياتهم الحقيقية وليست بالرموز التي أعطتها لهم روايات أهل البيت "عليهم السلام", والسؤال هنا: كيف يتم التعرف عليهم بأنهم هم وليسوا غيرهم؟.
أخشى أن تأخذنا دائرة الصراعات بعيداً لترينا عكس الذي يظهر, وبلتالي يفوتنا الفوت ولا نغتنم الفرصة التي ربما تكون سانحة اليوم وغداً لا, فأعداء هذه الحركات كثيرون والإعلام مضلل.
الجواب: ما أشرتم إليه من ملاحظات سديدة، وينم عن وعي جاد للمسؤولية، فبالفعل سيجابه المؤمنون بمثل هذه التضليلات، ولعل مثل هذه الملاحظات هي التي تملكت الداعي منذ زمن بعيد، وهو ما أشرنا إليه في مقدمة كتابنا: "راية اليماني الموعود أهدى الرايات" فالمؤمن سيبتلى يومذاك ببلاء كبير وسط اصطراع الرايات والذي سيبقى حتى ظهور الإمام صلوات الله عليه، وهو ما تشير إليه الروايات الشريفة من أن الإمام صلوات الله عليه سيأتي إلى الكوفة وفيها ثلاثة رايات تصطرع، ومما لا شك فيه أن رايات اليماني والخراساني ستكون راية واحدة في التوجهات، وبقاء الرايتين الأخريتين يحكي عن جانب من نمط الابتلاء الذي سيخيم على الوعي يومذاك.
ولا شك أن هاتان الحركتين ستحظيان بقدر كبير من التضليل وقت خروجهما، والموقف تجاههما مختلف حسب مكان الشخص، وإن كنت أعتقد أن أكثر من سيبتلون في مثل هذا البلاء هم من في الساحة العراقية، فالخراساني سيبتلى بالنظرة القومية التي تتملك الناس وللأسف حتى المتدينين منهم، وهي إرث النظام المجرم ومفارقة الفكر الإسلامي الذي لا يعير أهمية لكل المعايير الضيقة في قبال نصرة الحق، وإن كان العجيب أن الكثير من هؤلاء لم يفعّلوا هذه النظرة حينما واجهوا دخول الأمريكيين وغيرهم إلى العراق بحجة أن هؤلاء منقذون من النظام المجرم، إلا أننا لا زلنا نلمس أن الروح القومية التي ربما لن تنظر إلى الخراساني بنفس النظرة مع أن الروايات تتحدث عن أنه جيش الانقاذ الوحيد الذي سيأتي من الخارج لانقاذ العراق من بطش السفياني، مما يحكي عن الطبيعة الاستراتيجية المتفردة لهذا الرجل بالنسبة لشيعة أهل البيت عليهم السلام في العراق، إذ لا ظهير استراتيجي لهم إلا هو.
كما أن اليماني سيبتلى أيضا بالمجهولية التي ستحيط عمله وشخصه، وهو نفس البلاء الذي سيعاني منه المؤمنون، ومهما أصعدنا بالأرقام الواردة عن أعداد جيشه، فإن هذه الأرقام لا يمكنها أن تحكي عن أرقام كل الذي يريدون نصرة الإمام صلوات الله عليه وبما يتناسب مع طبيعة التأكيدات الصارخة في الروايات الشريفة على نصرته، وفي تصوري أن هناك عدة محاور على المؤمن أن يتخذها لتأمين نفسه في دائرة النصرة بل والأسبقية في دخول هذه الدائرة.
أولاً: نحن نعرف أن حالة النصرة فيها طرفين، أولها رغبة الناصر وقدراته، والثانية مقبولية الناصر لدى الجهة التي يريد نصرتها، وقضية كقضية الإمام روحي فداه لن تخلو حالة النصرة من استحصال التوفيق من قبل الإمام صلوات الله عليه، فالإمام روحي فداه لن يدخل معسكره كل من يريد الدخول، بل لا بد من أن يحظى هذا الشخص أو ذاك من استحصال قبول الإمام عليه السلام وتأييده، وعليه فإن المبادرة اليوم قبل الغد لاستجلاب هذا التأييد هو من أولى المهام التي يجب أن يتحملها المؤمن، ومن دون ذلك فإن أحسن الحالات المتبقية بين يديه أن يأتي ضمن المتأخرين وإلا فسوء العاقبة، أعاذنا الله وإياكم من شر ذلكم.
ثانياً: فهم علامات الظهور بشكل دقيق لأن هذه العلامات كما أنها وضعت للدلالة على الإمام عجل الله فرجه الشريف، فكذلك هي دالة على الشخصيات الثلاثة وأعني اليماني والخراساني والسفياني، والأخير سيكون بلاؤه على المؤمنين ليس في جرائمه فقط، بل في معرفته أيضاً، لأنها أحد السبل لمعرفة الخراساني واليماني، وفي تصوري أن تشخيصه بحد ذاته سيكون موضع بلاء لأن الكثير من المؤمنين لن يصدقوا إمكانية أن يكون المعني هو نفس السفياني.
ثالثاً: فهم مناهج حركة هذه الشخصيات كفيل بتقريب صورتهما لوعي الإنسان.
رابعاً: تصفية النفس بصورة يتم فيها إخراج كل ولاء منها إلا الولاء للإمام صلوات الله عليه، لأن أهم مشكلة سيعاني منها المؤمن آنذاك هي كيفية إخراج ولاءاته المسبّقة من موضع إلى موضع آخر، إذ أننا قد نبتلى في أن يكون اليماني على سبيل المثال ليس في الجهة التي نواليها، عندئذ من الذي سيخرجنا من ذلك الولاء إلى الولاء الجديد لولا حالة التصفية المشار إليها، واعتقد أن المؤمن في هذا الظرف بإمكانه أن يتحرر من الولاءات السياسية بحيث لا تكون عقدة مسبقة، ولا أعني أن يعزل المؤمن نفسه سياسياً، بل ما أعنيه أن يكون الولاء السياسي بمقدار رفع التكليف الشرعي، فلو جاء تكليف أكبر يزاحم ذلك الولاء فإن سرعة الانتقال بين التكليفين يجب أن تتم بإنسيابية وسلاسة.
خامساً: كل أعمالنا منوطة بعقيدتنا في أن أعمالنا يجب أن تتم وفق غطاء التكليف الشرعي، ولذلك يجب أن نتحرى الدقة دوماً في هذا التكليف، وما من شك أن المقبولية عند الإمام صلوات الله عليه سيكون العمل بالتكليف أحد عناصرها.
سادساً: أعتقد أن الالتزام الواعي بالمرجعية الرشيدة هو صمام أمان كبير في هذا المجال، ولذلك لا مندوحة أمام المؤمن من تحقيق ذلك.
سابعاً: يبقى التوسل بالإمام صلوات الله عليه في أن يبقينا في دائرة النصرة بحاجة إلى استعداد جدي منا لتحمل أعباء ذلك، ومن لا يبتلى بهذا الطريق عليه أن يتيقن أن هناك مشكلة لديه في هذا الصدد، عصمنا الله وإياكم من كل زلل وخطل ورزقنا الله وإياكم توفيق المثول بين يدي إمامنا أرواحنا لتراب مقدمه الفدا ونحن نرفل في عز رضاه.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 07:02 AM
105 - محمد طالب عاشور (الموقع الخاص): أحببت معرفة ما يجري على محافظة البصرة قبل وأثناء فترة الظهور المبارك؟
الجواب: بمعزل عن روايات العامة يبدو أن البصرة لن تمس بأي سوء من جراء الهجمة السفيانية الموعودة على العراق، إذ أقصى ما سيصل إليه هذا الخبيث هو ناحية القادسية في النجف الأشرف ولا يتعدى الفرات من جهة غماس والشامية، ولذلك جاء في الرواية الشريفة أن من يعبر الفرات فهو آمن، ولكن في الروايات العامية والتي ألفنا منها تهويلاً كبيراً عن أحداث السفياني لأغراض معروفة فإنهم يتحدثون عن مجازر في البصرة، بل يجعلون وصول السفياني إلى اصطخر وهي منطقة مقاربة لمدينة مسجد سليمان الإيرانية، وهذه الروايات لا تصح قطعاً مع السفياني الموعود، نعم يمكن التحدث عن سفياني آخر يصل إلى هذه المناطق وهو أمر لم يحصل في التاريخ على علمي، ولكن على أي حال لا يمكننا أن نتحدث عن أحداث من هذا القبيل بما يتعلق بالسفياني الموعود، وإن كنت أحتمل أنه جرى تصحيف لكلمة البصيرة وهي الإسم المعاصر لمدينة قرقيسياء وتقع في جنوب دير الزور السورية، وقد صحفها النساخ أو الرواة من البصيرة للبصرة، ومن المعلوم أن السفياني ستكون له جولة شرسة في هذه المنطقة بما يعرف بوقعة قرقيسياء.
وإني لأتعجب من تسامح بعض المؤلفين في مثل هذه الأمور وإنسياقهم وراء كل خبر يرد، ولعل أي دراسة موضوعية لحركة السفياني الموعود ستوصل بشكل سريع إلى استحالة وصول هذا الخبيث إلى المناطق الجنوبية من العراق، فمن الواضح أن المدة بينه وبين ظهور الإمام صلوات الله عليه هي خمسة عشر شهراً، سيقضي منها ستة أشهر في جمع ما تفكك من مناطق الشام في أحداث الأصهب والأبقع، مما يعني أن مدة ما تبقى هو تسعة أشهر، وسيقضي بعدها شهرين في معارك قرقيسياء، ومثلها أو ما يزيد في إدامة معارك بني قيس في العراق وصولاً إلى بغداد، مما يجعل المسافة بينه وبين الإمام روحي فداه حتى يصل الكوفة خمسة أشهر في أبعد التقادير، وإلا فهي أقل، ومن الواضح أيضاً أن هذا الخبيث سينسحب من الكوفة بعد سماعه بإقبال جيش الخراساني من واسط وجيش اليماني من المناطق الجنوبية والوسطى في العراق، عندئذ كيف سينفذ إلى البصرة فضلاً عما هو أبعد منها؟
أما ما سيجري على البصرة قبل الظهور الشريف، ففيه عام وخاص، أما العام فإنها كبقية المناطق ستسودها توابع أمواج الهرج والمرج والفساد والإنحلال الأخلاقي وربما العقيدي، بحيث يكون الالتزام بالدين كالقبض على الجمر، وهو كما أشرت ليس ظاهرة خاصة بها، بل هي ظاهرة عامة، ولكن الخاص، فإن البصرة ونتيجة لحراك السفياني اللعين ستكون أحد المناطق التي ستلبي نداء الاستصراخ الذي سينطلق من اليماني الموعود لانقاذ النجف الأشرف وبغداد من براثن السفياني، وتشير إحدى الروايات بأن اليماني الموعود سيأتي ومعه نفر من أهل البصرة، مما يمكن أن يشير إلى أن بعض قيادات جيشه من البصرة، علماً أن البصرة في الروايات ليست المنطقة الإدارية التي نعرفها اليوم، بل هي تشمل غالبية المنطقة الجنوبية وبعض الوسط العراقي.
حسين كاظم 0
12-04-2013, 07:03 AM
106 - سليم السعدي (الموقع الخاص): هل اليماني حاكم قبل خروجه أم لا؟ لأننا سمعنا أحد الفضلاء يحاضر في الفترة الأخيرة ويقول بأنه صاحب دولة وحاكم وسيحكم في اليمن، بينما أنتم تنفون ذلك؟ فكيف نحدد المعلومة الدقيقة في هذا الشأن؟.
الجواب: أولاً أنا أؤكد أن أي رواية يمكن الاعتماد عليها في شأن حاكمية اليماني، أو كونه من اليمن، لا وجود لها مطلقاً، ومن يتحدث بخلاف ذلك عليه أن يبرز الدليل العلمي حول هذا الأمر، والدليل هنا لا يخرج عن كونه روايات معتبرة أو ما يفيده منطق الرواية المعتبرة، أما روايات العامة التي تبنى عليها مثل هذه القضايا، أو الراويات الضعيفة التي لا سبيل لتصحيحها أو اعتبارها أو تم العبث بها من قبل الشراح أو المصحفين كما أثبتنا في كتابنا: راية اليماني الموعود أهدى الرايات بشكل واضح يمكن أن يراجع في مضانه،[1] فهي مما لا يمكن أن تكون مورد مرتككزنا في مقبولية الروايات، نعم يمكن لنا أن نتسامح مع الروايات الضعيفة عامية كانت او غيرها في حال وجود ما يقومها من الروايات الصحيحة، وأنا أعود للتأكيد بأنه ما من رواية يمكن الوثوق بها من شأنها أن تدعم رأي هؤلاء، ومنطق الروايات وأعني ما يمكن أن نستفيده من مضمون الرواية وملازماتها وقرائنها وإن لم تتكلم عنه، يقف بالضد تماماً من القول بأن الرجل يخرج من اليمن، ولا شك لدينا بأن أصل الرجل من اليمن، وقد تقدم النقاش في كل ذلك في كتابنا علامات الظهور فراجع.
أما الحديث عن الحاكمية فمعوّله على ما يبدو رواية وردت في مصدر لا يمكن التوثق من صحته مع أنها شديدة الوهن في متنها،[2] فهي تجعل لليماني الموعود ملكاً يستمر لثلاثين سنة ثم يموت وينتقل الحكم لابنه الذي يستمر في الحكم لمدة أربعين سنة ولا يدركان الإمام صلوات الله عليه ولكنهما يعودان بالرجعة، وهو واضح الوهن لأن الروايات قاطعة بأن خروج اليماني يتزامن مع خروج السفياني، وخروج هذا الخبيث في هذه الجزئية بينه وبين ظهور الإمام روحي فداه لا يتجاوز في أعلى التقادير تسعة أشهر، فأين هذا من ذاك؟! بل وإن ما بين انتصار اليماني والخراساني على جيش هذا الخبيث في شمال الحلة وجنوب بغداد وما بين ظهور الإمام صلوات الله عليه لا يكون في أبعد التقادير ازيد من أربعة أشهر، ولك أن تتأمل إذن عن طبيعة المتن الواهنة.
وقد يكون التعويل على كون الرجل صاحب راية، ولا يمكن تصور صاحب راية من دون دولة، وهذا التصوّر خاطئ كما يبدو لي تبعاً لمنطق الروايات الواردة في هذا الشأن، إذ ليس كل صاحب راية هو صاحب دولة، وخصوصاً مع اليماني الموعود، لأننا حينما نتحدث عن أن معركته الوحيدة المعلنة في الروايات الشريفة هي في الكوفة وما بعدها في مواجهة جيش السفياني، ولذلك لا بد من أن نستحضر حقيقة سقوط الحكم العراقي بهجوم السفياني على بغداد وإنهائه للحكم في بغداد، مما يترك العراق دونما دولة، وهو ما يفسح المجال لولادة جيش النصرة والانقاذ اليماني بشكل تلقائي من متبقيات القوات المسلحة العراقية، فضلاً عن القواعد المنتظرة المتأهبة للإنتقام من جرائم السفياني، مما يفسح المجال لتصور كيفية تشكل جيش دونما وجود دولة، ولو كان غير ذلك فإننا يجب أن نتحدث عن صاحب دولة منهزم من السفياني إلى المناطق الوسطى والجنوبية من العراق لكي يقبل إلى الكوفة، وأي حديث عن مواجهة بين السفياني واليماني قبل حدث الكوفة لا وجود له في عالم الروايات، فتأمل!
حسين كاظم 0
19-04-2013, 02:27 PM
107 - سليم السعدي (الموقع الخاص): هل أن اليماني أهدى من الفقهاء وأعلم منهم؟
الجواب: كل المتحصل من الروايات الشريفة أن اليماني الموعود أهدى الرايات المرفوعة في زمانه، هذا إذا لم نقل بأن التخصيص الوارد مخصوص فقط في الرايات الثلاثة الموعودة وأعني بذلك راية السفياني وراية الخراساني بمعية رايته، ولا يوجد أية تناسب للقياس بين الراية الأهدى والحالة الفقهية، لأنه من جنسين مختلفين، نعم يمكن لليماني أن يكون فقيهاً، أو مرجعاً أو ما إلى ذلك، ولكن هذه الإمكانية غير مستفادة من كونه هو الأهدى، لأن وجود هذه الإمكانية لا يعني عدم وجود ما ينافيها، ولقد كنا قد اعتبرنا احد عناصر الهدى المتيقنة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو أن يكون المهتدي متفقه، ولذلك كون اليماني هو أهدى الرايات يجعله إما مقلّداً او محتاطاً أو مجتهداً، ومن دون واحدة من هذه الحالات لا يمكن تصوره في حالة هدى فضلً عن أن يكون هو أهدى الرايات، ولا يوجد أي دليل علمي ولا روائي يمكن التحاكم إليه في شأن أنه يأخذ حكمه الفقهي سلفاً من الإمام صلوات الله عليه، بل لا يوجد بين يدينا أي دليل على أنه يلتقي بالإمام صلوات الله عليه قبل خروجه، بل وحال خروجه أيضاً، ولو ادعى احد خلاف ذلك فإنه سيكون في كماشة من ادعى المشاهدة في الزمن المحضور، وما يتحدث عنه بعض الناس أو الكتّاب في هذا المجال إنما هو حديث لا يمكن أن يكون مستنداً إلى منطق الروايات فضلا عن نفس الروايات.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 02:30 PM
108 - أحمد ـ العراق (الموقع الخاص): هل صحيح أن الإمام المهدي المنتظر عجل الله ظهوره سوف يقتل؟ وماذا سوف يحصل بعد ظهوره هل هو يوم القيامة؟
الجواب: بلى تشير الروايات إلى أنه صلوات الله عليه سوف يقتل بعد أن يقيم دولة العدل الإلهي، ولكن لا يعني قتله أن يوم القيامة سوف يحل من بعده، إذ على خلاف الموقف الغربي الذي ينظّر لنهاية الدنيا والتاريخ، فإن الفكر الإمامي يعتبر أن الظهور الشريف هي بداية جديدة لدنيا جديدة بعيدة عن الظلم والجور، وفي الروايات الشريفة يُشار إلى أن الأئمة صلوات الله عليهم سيرجعون واحداً من بعد الآخر من بعد مقتل الإمام المنتظر روحي فداه لإدامة المشروع الرباني في هداية البشرية، وذلك في مدة تاريخية غير قصيرة على ما يستدل من بعض هذه الروايات
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:12 PM
109 - مهند (الموقع الخاص): ما رأيكم باطروحة خفاء الشخص أو خفاء العنوان الخاصة بإمام الزمان عجل الله فرجه للسيد الشهيد الصدر الثاني رض، لان هناك طرح أن السفياني يقابل الامام عليه السلام في الكوفة، ولكن بشخصية ثانوية، ولا يعرف أنه الإمام عجل الله فرجه، كذلك ورد في سياق كلامكم ان المرجع الحسني يحاجج الامام ليعرف الناس به، فهل المرجع لا يعرف الامام؟ ومدى ارتباط عدم معرفة المرجع بالامام ع بقضية خفاء العنوان.
الجواب: لا يوجد تعامل حصري للإمام بأبي وأمي في طريقة تعامله في فترة الغيبة، فما دام أن الروايات ساكتة، وما دام أن الإمكانيات التي يتمتع بها الإمام صلوات الله عليه غير محدودة، فإن كل الطرق تبقى متيسرة له روحي فداه، نعم طبيعة الزمان والمكان ومصالح الإمامة هي التي تحدد نمط الخيار الذي سيختاره صلوات الله عليه، ولا قيمة لأي تحليل يتجه للتحدث عن وجود الإمام روحي فداه من بعد ظهوره والسفياني في الكوفة، لأن الهزيمة الكاسحة لجيش السفياني على يد اليماني والخراساني عقب انسحابه من النجف الأشرف، لا تعيده إليها، وهو أمر إنما يحدث قبل ظهور الإمام عجل الله فرجه، ولا تعبّر الروايات بالضرورة عن حضور نفس السفياني للعراق أثناء عملية الاقتحام، إذ ربما لا يغادر الشام، أو يمر عليه مروراً ليعود إلى سوريا ثانية كما هو حال الزعماء السياسيين فمقر عملهم يببقى في مقراتهم الأصلية، ويكتفي بجيشه ليرسله، وهو امر يسمح بالحديث باسمه كناية عن جيشه.
أما حديث السيد الحسني في محاججته، فهو لا يعني بالضرورة أنه لم يك يعرف الإمام صلوات الله عليه، بل لكثرة الأدعياء في تلك الفترة، فإن الناس تملّ عملية الإدعاء، ومن أجل اقناعهم لا بد من إيجاد حالة من المحاججة التي يبرز فيها الإمام صلوات الله عليه أدلته على أنه هو المهدي الموعود روحي وأرواح العالمين له الفدا وهو ما أعربت عنه أحد الروايات، أو أن السيد الحسني يعمد لإبراء ذمته أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الإمام روحي فداه فيطالب الإمام صلوات الله عليه مطالبة حقيقية، لأن الأئمة صلوات الله عليهم هم من طالب باعتماد الطرق المتشددة في التعامل مع كل إدعاء، على أن الموضوع لا علاقة له بخفاء العنوان، لأن الإمام روحي فداه هنا هو الذي يعلن عن وجوده، فيما نجد الحسني يطالبه بالإثبات والدلالة، فتأمل.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:14 PM
110 - عبد الله البلادي (الموقع الخاص): في أي شهر عربي يحكم السفياني الشام؟ وما هي المدة الزمنيه من حكم السفياني الى قيام القائم عجل الله فرجه في يوم العاشر من المحرم؟
الجواب: تشير الروايات إلى أن خروج السفياني الموعود هو في شهر رجب، ومن بعدها يخوض معركة ضم المحافظات والمواقع التي تفككت عن حكم الشام نتيجة صراع الأبقع مع الأصهب حاكم الشام، أو ما يسمى في الروايات بالاستيلاء على الكور الخمسة، وهي حمص، وحلب وحماة وإدلب (وهذه الثلاثة تسميها الروايات بقنسرين) ودمشق، ودرعا (وهي المسماة في الروايات بالأردن حسب الظاهر)، والحدود الشمالية لفلسطين من جهة سوريا (وهي المسماة في الروايات بفلسطين على الأغلب) وتستمر هذه المعركة ستة أشهر وفق رواياتنا الشريفة، ويكون بينها وبين ظهور الإمام روحي فداه حمل امرأة، وعليه فإن المدة التي يبتدأ فيها السفياني بحكم كل الشام ستكون بدايتها في محرم الحرام، وسيكون بين هذه المرحلة وبين خروج الإمام صلوات الله عليه مدة سنة تقريباً، وبينها وبين ظهور الإمام بأبي وأمي تسعة أشهر تقريباً.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:16 PM
111 - علي الطالبي (الموقع الخاص): بعض الموالين يشكل أن راية الخرساني راية ضلال لورود الرواية محصورة بأهدى الرايات اليماني . ما تعليقكم عن تلك الرواية؟
الجواب: كون اليماني هو أهدى الرايات لا يعني أن الخراساني ليس راية هدى، فالحديث عن الأفضل لا يعني عدم وجود الفاضل، وقد بيّنت الفارق بين الرايتين في أكثر من موضع، أما كون راية الخراساني هي راية ضلال فهو كلام ينمّ عن جهل من يتحدث عنه، بل هو ضمن منطق الروايات الصحيحة راية هدى ولا شك، فرواية الإمام الباقر عليه السلام الموثّقة حين حديثه عن راية الخراساني، وقوله بأن فيها: نفر من أصحاب القائم[1] دليل صارخ على كونه راية هدى، وإلا كيف يمكن تصوّر وجود أصحاب القائم صلوات الله عليه ضمن راية ضلال؟ علاوة على أن فعله يحكي واقع الهدى هذا، فتدخله لإنقاذ الكوفة من براثن السفياني، وإسهامه الكبير في القضاء على جيش السفياني المنسحب من الكوفة، لا ريب أنه ينطوي على تميّز رايته عن الضلال ونصرته للهدى.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:19 PM
112 - أحمد الطالبي (الموقع الخاص): ما مدة قتال الأبقع مع الأصهب؟ هل تتوقعون تطول المدة الزمنية بحيث الأبقع المصري لا يستطيع التغلب على الأصهب ( نظام بشار الاسد ) بأن القوتان متكافئتين؟ .
الجواب: الروايات ساكتة عن تحديد مدة قتال الأبقع والأصهب، ولكن يبدو أن المعارك في الشام لا تبتدأ مباشرة بين الأصهب والأبقع، ولكن ما من شك أن الروايات تشير إلى أن المعركة تكون على شدّتها من بعد التفجير الذي سيلحق بدمشق، وحيث أن السفياني سيظهر في رجب الذي سيلي التفجير، فإن من الممكن وقتها أن نقول بأن شدة المعارك ستبقى لأشهر قليلة بين الإثنين، علما أن الروايات لا تتحدث عن صراع الأبقع والأصهب قبل التفجير، مع أنها تتحدث عن الخراب في الشام قبله.
أما الحديث عن الأبقع ووصفه بالمصري فهو غريب عن حديث أهل البيت عليهم السلام، وإنما هو من روايات الملاحم والفتن التي نقلها عن كتاب الفتن لنعيم بن حماد والذي ذكر ذلك في غير موضع من كتابه،[1] ولذلك لا تعويل عليها، ولا أجد أي دخالة للحدث المصري بما يجري في الشام، والروايات الخاصة بنا لا تشير إلى أي تدخل مصري بأحداث الشام.
والحديث عن أن الأصهب هو بشار الأسد، فهو إسقاط مبكر للروايات على شخصيات معاصرة، وهو ما أجد أنه لا طائل منه في يومنا هذا، ولا دليل عليه اطلاقاً من دون مجيئ العلامات الأساسية التي تؤذن لنا بإسقاط الروايات على الشخصيات، وقبلها فإن ذلك مجرد تخمينات وظنون دون إثبات علميتها خرط القتاد
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:21 PM
113 - السيد أبو فداء الهاشمي (الفيسبوك): ما هي الفاصلة الزمانية بين اليماني الموعود والسفياني الموعود؟
الجواب: أصل خروج السفياني واليماني والخراساني الموعودين متزامن في عام واحد وشهر واحد ويوم واحد، كما تشير إلى ذلك رواية الإمام الباقر عليه السلام، ولأن حركة السفياني ستكون هي أول ما سيكشف من حركة هذه الرايات، والتي سيقضي ستة أشهر في عملية توحيد الشام فيما يعرف بمعارك الكور الخمسة، وهذه المعاك لا تشكل أي استفزاز أمني للخراساني ولا لليماني، فإن أغلب الظن لدي أن كلمة الخروج المستخدمة هنا لا تشير إلى أصل الخروج من أحدهم، وإنما قد يكون المقصود بها الخروج إلى العراق من قبل السفياني مما يعني أنه سيكون بعد معركة قرقيسياء مباشرة، لوضوح أن اقتحام العراق سيكون هو المستفزّ الأساسي لحركة الرايتيين الأخرتين.
وعلى أي حال لو أخذنا العبارة على اطلاقها فيكون المراد ان وقت الثلاثة متزامن من أول خروج السفياني في شهر رجب الذي يلي الضربة النووية في الشام.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:24 PM
114 - أين الطالب بالثار (الفيسبوك): عند ذكر سماحتكم بأن (الكور الخمسة) ستتفكك ماذا يعني هذا؟ هل يعني انها تعلن الحكم الذاتي والانفصال او تسيطر عليها جماعات مختلفة؟
الجواب: لا تشير الروايات إلى أكثر من عملية استيلاء السفياني على الكور الخمسة، مما يعني خروجها قبل ذلك عن حكم الشام لأن السفياني إنما يستولي عليها من أجل أن ينتظم له حكم الشام، ولذلك ابتدأ بها قبل أن يدخل في معركة قرقيسياء مع الأتراك وحلفائهم من بني قيس، وبالتالي فإن كل الاحتمالات مفتوحة، غير أن الفهم المعاصر للحراكات السياسية لا يوحي بوجود حكم ذاتي او انفصال لدى هذه الكور، لأن المعتاد هو أن المطالبين بالحكم الذاتي أو المنفصلين يكونون وجوداً أتنيا محدداً كأن يكون الوجود قومي أو ديني او عشائري أو ما إلى ذلك، ولا يوجد في ما تم ذكره من أسماء هذه الكور ما يشير إلى تمايز أتني معين بين هذه المناطق والمناطق التي ستكون بيد السفياني سلفاً، وبالتالي فإن دواعي الخروج بكيان انفصالي او كيان للحكم الذاتي مستبعد وفق المعطيات المعاصرة، وقد يكون في ذلك الزمن ما يعطي مبررات أو معطيات جديدة، ولعل الأنسب وفق هذه المعطيات القول أنها تكون خارجة عن حكم الشام وبيد جماعات أخرى وهذا ما يبرر دوام المعارك لمدة ستة أشهر لأن وجود حكم بيد جماعة واحدة ضمن مساحات جغرافية صغيرة لا يحتاج إلى كل هذه المدة مما يدل على ان حرب مدن أو شوارع ستكون هي السائدة يومئذ والله العالم
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:28 PM
115 - عمار ـ البصرة (بريد الموقع الخاص): ما هو راي الشيخ بمن يقول ان الائمة (ع) ذكرو الروايات بحيث ان كل عصر يتوقعون انه عصرهم وبتعبير احدهم هندسة روايات الظهور؟
الجواب: هناك فرق أخي الكريم بين القول بأن روايات علامات الظهور تبعث الأمل في كل عصر، وبين أن يكون لهذه العلامات وقتها المحدد الذي ستظهر به وتتحرك بعنوانها فعلا تاريخياً يتنجّز على أرض الواقع، ولا مجال للقبول بأن الأئمة صلوات الله عليهم تحدثوا عن العلامات لأغراض إيحائية فحسب وليس لأغراض التنويه بما يجري في المستقبل وما ينطوي عليه هذا التنويه من تحذيرات وتنبيهات ومناهج عمل للمنتظرين، لأن أي تفكير من هذا القبيل سيقدح في مصداقية الأئمة صلوات الله عليهم، ولا يمكن لأي إنسان أن يقدّم دليلاً علمياً جاداً على ان الأئمة صلوات الله عليهم تحدثوا من أجل أن يتصور أهل كل عصر بأن الظهور هو عصرهم، لأن حديث الأئمة صلوات الله عليهم بعيد عن ذلك تماماً، وإلا لم هذا التأكيد في الروايات على أحداث معينة وفي اماكن معينة ومحددة ووصف بعضها بالحتمية والأخرى بغير الحتمية وتحديد الحقبة الأساسية منها بمحدد صارم هو ما عبّروا عنه بالقول: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، إذ من الواضح أن حديثاً من هذا القبيل لا يمكن التحدّث عنه أو توقّعه إلا في وقت واحد، ولم كل هذا الحديث عن طول الغيبة وحيرة الناس؟ ولم التحدث بمنطق: الزم الأرض ولا تحرك رجلاً ولا يداً قبلل أن ترى علامات أذكرهن لك؟ كما هو فحوى حديث الإمام الباقر لجابر بن يزيد الجعفي أو فحوى حديث الإمام الصادق عليه السلام لسدير الصيرفي.
نعم في كل عصر يمكن أن يحتمل الأفراد أن هذا العصر هو عصرهم، ولكنه مهما يكن فإنه يبقى احتمالا عاطفياً مهما عتى بهم الدهر ولا يرقى إلى أي قيمة يمكن التعويل عليها من الناحية العلمية، فمن دون هذه المحددات التي عرضت لها أعلاه وامثالها لا يمكن التحدث بمنطق تنجّز عصر الظهور.
أما ما يذهب إليه البعض من أن كلمات الأئمة عليهم السلام يراد منها الأمل دون غيره، فأول ما فيه أنها كلمات تشابه افكار العلمانيين حول الوحي النبوي وأمثاله، صحيح أن حديث الأئمة لا يغفل الأمل ولكنه كان صارماً باتجاه الأمل المزيف، ولهذا كان حديثهم عن هلاك المستعجلين والنهي عن التوقيت والنهي عن الإستعال وما إلى ذلك.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:30 PM
116
sabbah(الموقع الخاص): ما هي مدة اشتباك الرمحين التي تسبق الهدة في الشام ؟ و هل يوجد روايات تحدد مدتها ان كانت طويلة او قصيرة ؟
الجواب: الروايات ساكتة عن تحديد المدة، ولكن روايات عامية تشير إلى عامين وهي على أي حال لا يمكن التوثق منها، ولكن يبدو لي أنها لن تكون طويلة، على أنه ليس المقصود في تصاول الرمحين هو عمر الفتنة الشامية، لأن الفتنة عمرها أكثر من ذلك إلى ان تصفى الأمور إلى رايتين متنازعتين بالشكل العام، دون ان يمنع ذلك وجود رايات أصغر ولكنها تبقى هامشية بالنسبة للصراع، ولربما لو قربنا ذلك ضمن لغتنا المعاصرة فإن الحديث عن الفتنة الشامية المعاصرة يرتبط بالحديث عن مجاميع كثيرة من المتحاربين دون وجود مشروع قيادي أساسي متفق عليه لدى المجاميع المتحاربة ضد الحكم السوري، مما يؤكد عدم وجود مشروع قيادي لهؤلاء جميعاً، والمسعى الدولي المعاصر الداعم لهذه المجاميع يعمل جاهداً من أجل ان يوحد هذه المجاميع في مشروع قيادي يومها نستطيع القول بأن راية المعارضة وقفت أمام راية الحكم، وما من شك اني لا أقصد بهذا التقريب اسقاط الرواية على احداث اليوم، فقد يصح ذلك وقد لا يصح والعبرة بالدلالات الحسمة التي لم تظهر بعد.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:33 PM
117 - سليم (الموقع الخاص): ما قصة عوف السلمي؟ وهل أن خروجه يسبق السفياني أو يليه؟
الجواب: ورد اسم عوف السلمي في رواية واحدة، أوردها الشيخ الطوسي بشكل مرسل عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام قال: قلت لزين العابدين عليه السلام: صف لي خروج المهدي وعرّفني دلائله وعلاماته؟.
فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له: عوف السلمي بأرض الجزيرة، ويكون مأواه تكريت، وقتله بمسجد دمشق، ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يخرج بعد ذلك.[1]
والرواية كما ترى تشير إلى أن الرجل من منطقة الجزيرة، ويبدو أن الجزيرة هنا هي جزيرة الموصل، وليس جزيرة الشام بدلالة ما أشير إلى محل اقامته في تكريت، كما وأن السلميين في هذه المنطقة هم الجبور، ولو أخذنا الرواية على ما فيها من اضطراب، باعتبار أنها تشير إلى وجود الإمام المهدي عليه السلام قبل ظهور السفياني وهو مما لا شك في بطلانه، فإن الرواية تشير إلى أن عوف السلمي هذا سيقوم بحركة سياسية أو عسكرية في هذه المنطقة، ويقيم كياناً سياسياً أو أمنياً قبل ظهور السفياني الموعود، ويليه في الظهور شعيب بن صالح ثم السفياني وهذا أيضا ما يؤكد الاضطراب في الرواية لأن شعيب بن صالح هو قائد جيش الخراساني الموعود، ولا يظهر إلا بعد خروج السفياني لوضوح ان خروج السفياني والخراساني واليماني في يوم واحد في شهر واحد في عام واحد كما أشير إلى ذلك في رواية الإمام الباقر عليه السلام، ولكن على أي حال فإن من المؤكد أن خروجه سيكون قبل السفياني، ولكن وجود الإشارة إلى مقتله في مسجد دمشق يعزز الاعتقاد بأن مقتله سيكون بعد دخول جيش السفياني إلى العراق واجتياحه لتكريت، لأن من المسلم أن الشام قبل السفياني ستكون في مهب صراع الأبقع والأصهب، مما يجعل قتله في مسجد دمشق مريباً في تلك الفترة، اللهم إلّا أن نفترض أنه قائد مجاميع عسكرية عراقية تخوض صراعاً في داخل الشام وهو بعيد، وحيث ان الشام واضطرابها لا ينتهي إلا على يد السفياني حال انتهائه من معركة الكور الخمسة، ولأن السفياني سيقتحم تكريت، مما يجعل الاحتمال الأقرب هو أن يتم اعتقاله في تكريت من قبل جيش السفياني ويتم ارساله إلى دمشق ليتم قتله من بعد ذلك، والله العالم.
وقد توهم البعض بأن عوفاً هذا هو راية هدى، وكما ترى لا يوجد دليل على ذلك، بل الأقرب هو عدم هداه أصلاً وإن كان قتله على يد السفياني، لأن المنطقة المشار إليها هي حاضنة من حواضن المعادين لأهل البيت عليهم السلام، ومجرد قتله من قبل السفياني او جيشه لا يدل على هدى، لأنه كما أسلفنا في غير مرة أن السفياني سيقاتل النواصب قتالاً مريراً وسيحطم شوكتهم.
وما جاء في الرواية بشأن خروج شعيب بن صالح من سمرقند، فإن المقصود بها سمرقند العراقية وهي قرية من قرى الحدود الشرقية لواسط (كسكر) كما يشير إلى ذلك الحموي في معجم البلدان، وليس كما تصوره البعض بأنها سمرقند التاجيكستانية، خاصة وأن موضوع شعيب بن صالح قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه منحصر في قيادة جيش الخراساني المنقذ للعراق من السفياني.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 03:43 PM
118 - علي (الموقع الخاص): ما هي دوافع الحرب العالمية (هرج الروم ) وما هي أسبابها وما الذي يسبقها؟
علي (الموقع الخاص): ما هي أسباب الحرب بين الروم أو (هرج الروم(؟
الجواب: الروايات ساكتة عن التعليل لأسباب هذه الحرب، ولكن لكونها تأتي مباشرة من بعد الانفجار الكبير الذي سيلحق بدمشق وهو في تحليلنا انفجاراً نووياً، فإن من طبيعة حدث كهذا أن يحكي عن خرق كبير لنظام العلاقات الدولية، وهو في نفس الوقت يحكي عن تأزم كبير جداً بين الدول المعنية، خاصة وأن الانفجار الكبير سيسبقه تهديد مباشر، وكل هذا من شأنه ان يرفع التوتر في العلاقات العالمية إلى أعلى الدرجات التي يمكن لأي حدث صغير أن يفجّر هذه الحرب، وكما تعرفون أن الحرب العالمية الأولى تسبب بها مقتل المستشار النمساوي، ولكن هذا الحادث المباشر كان واجهة لتوترات عالية جداً بين المعنيين بهذه الحرب.
وما سيسبق هذه الحرب وفق حديث اهل البيت عليهم السلام الانفجار الكبير في الشام وخرابها، ثم الزلزال الكبير الذي سيضرب دمشق، ثم الانفصال الكردي السوري عن سوريا، وتأتي هذه الحرب من بعد ذلك ويعقبها الاحتلال التركي للجزيرة السورية.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:00 PM
119 - أسامة (الموقع الخاص): الحرب العالمية التي تحدثت عنها في الخطبة هل سيكون للشعب العراقي أو ارض العراق مشاركة فيها او ضرر منها سواء مباشر او غير مباشر وما حجم ذلك الضرر؟
الجواب: ما يبدو من الروايات الصحيحة التي تؤكد بأن من يسلم من هذه الحرب وينجو منها هم ثلث العالم، وتخصيص هذا الثلث بفئة يكون منها شيعة أهل البيت عليهم السلام، فإن العراق سيسلم من ذلك، ولا يشارك فيها، بل ربما كل المنطقة لا تشارك فيها، لأن التعبير الوارد في الرواية الشريفة هو أن الحرب تكون بين الروم أنفسهم، وما من إشارة لغيرهم.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:02 PM
120 - أسئلة متعددة في الموقع الخاص وفي الفيسبوك حول هوية السفياني واسمه، منهم من أشار إلى رفعت الأسد، ومنهم من أشار إلى جورج صبرة، ومنهم من أشار إلى ملك الأردن الحالي، ومنهم من أشار إلى العرعور، ومنهم من أشار إلى الرئيس بشار الأسد!!.
الجواب: بالرغم من أن الامل وطيد في أن يكون عصرنا هذا هو عصر بزوغ الفجر الإلهي، إلا أن تحويل الأمل إلى واقع نعيشه يحتاج إلى دليل حاسم، ولا نعتقد لحد هذه اللحظة بأن الدليل الحاسم قد أصبح في متناول اليد، بالرغم من وجود إمارات كثيرة تعزز هذا الأمل، ولذلك فإن الاستعجال باسقاط الأسماء الواردة في أحاديث علامات الظهور على أسماء معاصرة هو مغامرة من دون طائل، وقد تفضي لنتائج في غاية السوء على الواقع التعبوي للأمة، وأنا في الوقت الذي أنصح الأخوة الكرام بعدم الانسياق وراء هذا الأمر ألفت الانتباه إلى منهج أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال، إذ ان هذا المنهج اعتمد نسقاً توجيهياً للإبتعاد عن عملية التشخيص قبل حيان الموعد الدقيق لظهورها، فحينما يُسأل الإمام الصادق عليه السلام من قبل عبد الله بن منصور البجلي عن اسم السفياني يجيبه صلوات الله عليه بالقول رادعاً: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك الكور الخمس: دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج[1]
وحينما تظهر إحدى الرايات الثائرة للخوارج في اليمن قيل للإمام الصادق عليه السلام: نرجوا أن يكون هذا اليماني؟ قال: لا، اليماني يتوالى علياً وهذا يتبرأ منه.[2]
ووفق الروايتين نرى أن الإمام صلوات الله عليه يعمد إلى التركيز على متابعة الأحداث والمواصفات قبل متابعة الأسماء، فالأسماء مرتبطة بهذه الأحداث والمواصفات وليس العكس، مما يعني أن كل المحاولات التي نجدها في الساحة اليوم من اسقاط أسماء معاصرة على الأسماء الواردة في الروايات تبقى في أحسن الأحوال افتراضية وليست حاسمة، وبالتالي فإنه لا يجوز لنا الالتزام بما يترتب من التزامات ارتبطت بالأسماء الواردة في الروايات.
ولا أجد أي طائل من السعي لتشخيص الأسماء، فإن لم يك كل ذلك من أجل إرواء الفضول الذاتي، فإنه لا أقل ليس السبيل الوحيد لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة للمرحلة التي ستتميز بها مرحلة تلك الأسماء، فلو قدّر أن معرفة السفياني تؤجج فينا روح الاستعداد، عندئذ نقول وهل أن الاستعداد مرتبط فقط بعهد السفياني أم أنه مرتبط بكل العهود، فتكليفنا مع إمامنا روحي فداه لا يرتبط بوجود فلان أو فلان، بل هو متعلق بكوننا ندين بالولاء له في كل الأحوال، والولاء لا نحدد سماته نحن، بحيث لا نفهم منه إلا الجانب العسكري أو ما إلى ذلك، بل الولاء يحدد من قبل الأئمة صلوات الله عليهم ظهر قائمهم أو لم يظهر صلوات الله عليهم أجمعين.
ولو قدّر أن العصر كان عصر اليماني الموعود، ولم أك قد شخّصت أن فلاناً هو بالفعل هذا العبد الصالح، فهل أن الواجبات التي أشير إليها في أحاديث اليماني ستترتب عليّ؟ من الواضح أن الواجب الشرعي هنا منتفي تماماً، لأن الواجب مرتبط بالعلم، ومن جهل به مفروغة ذمته.
على أن كل ذلك لا يعني أن لا نتحسس آثار تلك الشخصيات ونطلبها، ولكن هذا التحسس يجب أن يتبع القرائن والعلامات الدالة عليها كما وردت في الروايات الشريفة.
وعليه فإن كل الأسماء التي طرحت في أسئلة الأخوة ليست شغلنا الشاغل اليوم
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:06 PM
Sabbah - 121 (الموقع الخاص): ما تعليقكم على هذا القول: ان هناك بعض الروايات الصريحة والصحيحة السند التي تنص على ان خروج اليماني يكون من اليمن من قبيل ما رواه الفضل بن شاذان بسند صحيح ينتهي الى زرارة عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال : استعيذوا بالله من شر السفياني والدجال.... وخروج اليماني من اليمن مع الرايات البيض في يوم واحد وشهر واحد وسنة واحدة) مختصر اثبات الرجعة المطبوع مع مجلة تراثنا ج15 ص 215 ح16.
الجواب: هذه الرواية سبق أن ناقشناها في كتابينا راية اليماني الموعود وكذا في علامات الظهور، وكنت قد نوهت عنها في محاضرتي الأخيرة عن اليماني الموعود (الحلقة الأولى) والمشكلة في الرواية ليس في سندها فمن الواضح أن سندها من جياد الأسانيد، وإنما تمكن المشكلة في مصدرها، فالرسالة المنشورة في مجلة تراثنا تنسب الى الفضل بن شاذان، ولو صحت النسبة للفضل بن شاذان نكون قد ظفرنا بدليل صريح وقاطع، ولكن المشكلة أن تصحيح ذلك منعدم تماماً، لأن الرسالة المذكورة والتي وجدت بخط الشيخ الحر العاملي (أعلى الله مقامه) تشير إلى أن بعضاً من الأفاضل نقلها عن كتاب الغيبة للشيخ الفضل بن شاذان، ولكن نلاحظ أن كلمة بعض الأفاضل مبهمة، فمن هم؟ ومن الذي فضلهم؟ وما الدليل على دقتهم؟ وما هو الطريق بينهم وبين كتاب الشيخ الفضل بن شاذان؟ وفي أي سنة اقتبسوا ذلك من كتاب الفضل؟ هل كانوا في الزمن الذي نقل عنه الشيخ النعماني والشيخ المفيد والكليني والصدوق والطوسي أو لا؟ والعديد من هذه الأسئلة التي لا مهرب من القول لدى جميع المحققين ومن جملتهم محقق الرسالة بأنها من النوع الذي لا يملكون جواباً عليه، وبالتالي فإن الاعتماد على الرسالة يكون خلياً من الدقة، وقد تعقّبها الشيخ أقا بزرك الطهراني رضوان الله عليه فلم يهتد لفك أسرار ذلك.
على انه نلاحظ أن الرسالة غالبيتها نقلت من كتب الشيخ الصدوق ولم تنقل من كتاب الفضل بن شاذان، وكتاب الفضل الذي نقل عنه الشيخ الكليني والنعماني والصدوق والمفيد والطوسي رضوان الله عليهم لم ينقلوا هذه الرواية مع ان إسنادها من جياد الأسانيد، بل لم ينقلوا غالبية رواياتها اللهم إلا ما كان في طريق الشيخ الصدوق فقد نقلت من كتب الشيخ الصدوق وهي أجنبية عن طرق الشيخ الفضل بن شاذان، ناهيك عن أن الرسالة حوت وبسند جيد أيضاً حديثاً يشير إلى أن والد اليماني يحكم مدة عشرين سنة في اليمن ثم يليه ابنه وهو اليماني الموعود بوصفها ويحكم أربعون سنة ثم يموت ويرجع حينما يظهر الإمام صلوات الله عليه، وأنت محيط بان هذا الحديث لو صح فإنه متعلق بيماني آخر.
لذلك يا عزيزي ليس كل سند جيد يعني الحكم بالاعتبار، فأمام المحققين درب صعبة وعسيرة الكلفة، وهو أمر لم يتكبّده أنصاف المثقفين أو من يحسبون أنهم قد سبروا أغراض الروايات، وحتى يصلوا إلى قناعة في اعتبار الرواية أمامهم ثلاثة مراحل، أولها الطريق إلى الكتاب الذي يجدون فيه الرواية، فليس كل كتاب انتشر يعني ان المحقق انتهى من اعتماده، فعلى سبيل المثال هناك جدل لما ينتهي بعد في شأن كتاب الاختصاص للشيخ المفيد، وكما لا يخفى فإن كتباً كمشارق اليقين والهداية الكبرى هي الأخرى مورد جدل شديد في شأن قبولها ككتب ناقلة من كتب الأصحاب، وهكذا.
وثانيها التاكد من قيمة السند الذي يتقدم الرواية وثالثها مطابقة متنها مع المتون الصحيحة وعدم اضطرابها، وفي هذه مباحث متعددة تتعلق بطبيعة محتواها العقائدي وما إلى ذلك مما يطلب في محله، وقد استرسلت في ذلك لأقول وأنبه الأخوة الذين يحاولون البحث بأن البحث في الروايات ليس امراً سهلاً، بل هو من أشقّ ما يكون خصوصاً لمن يعرف أنه لا يتعامل مع نصوص بشرية وإنما يتعامل مع نصوص معصومة، ومن هنا كان نعينا على الكثيرين من الذين بحثوا في العلامات انهم اخذوا الروايات خبط عشواء دون احترام لخصوصيات حديث المعصوم صلوات الله عليه، ولم يفرقوا بين ناقة الرواية وفصيلها، ولا بين صحيحها وسقيمها ولا بين خاصها وعامها.
أيعقل على من يصفون أنفسهم بأنهم من الباحثين اللامعين أن يعتمدوا على رواية كعب بن الحارث في ما رواه عن كاهن في كتاب مشارق اليقين وهو غير معتمد ليقولوا للناس بأن اليماني اسمه حسين أو حسن وانه من صنعاء؟ أي علم هذا الذي يجعلنا اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام نأخذ رواياتنا وأفكارنا من كاهن لا يعرف له أصل والأنكى ان صاحب المشارق الذي نقل عنه بقية المؤلفين ومنهم مؤلفين معاصرين ينقل الرواية بطريق مرسل عن شخص مجهول، بينما ينقلها أهل العامة عن عبد الله بن عباس عن سطيح الكاهن، فما لكم كيف تحكمون؟
أيعقل أن يتقدم من يتقدم لرواية ضعيفة جداً وردت في البحار عن أن المهدي يخرج من قرية اسمها كرعة في اليمن،[1] ليحوّر ذلك ويقول بأن المقصود به اليماني وليس المهدي، اهكذا يتم بحث الروايات؟ أما كان الأجدر رده لرواية وردت على لسان عامي وهي مخالفة للإجماع الذي عليه بقية رواياتنا في شأن الإمام المنتظر صلوات الله عليه، من دون اقحام اليماني في موضوع اجنبي عنه بالمرة، وليس ذلك إلّا بسبب أنه يريد أن يثبت يمنية اليماني!!
نحن لا يهمنا من أين سيخرج هذا العبد الصالح؟ فإن خرج في الصين أو في الهند أو في اليمن أو في العراق فسنواليه إن أدركته عيوننا وأعمارنا، ولكن حينما ينسب الأمر لأهل البيت عليهم السلام فلدينا حساب عسير، وأنا أعود وأقول أن هناك ثقافة حشوية سار عليها وانتهجها الكثيرون وتقحّموا في عالم العلامات من دون ادنى تمحيص وتدقيق، ولا أدعي العصمة في ما أتحدث عنه، ولكن هذا دليلنا فليأت من يأتي بأي دليل معتبر فسنتبعه دون أدنى غضاضة أو حرج، فكما نوهّت من قبل لسنا في صراع للكسب السياسي، ولا في خضم جدل للحمية الوطنية أو القومية أو العشائرية فهذه جاهلية نربأ بأنفسنا وبإخواننا أن نتخبط بها، كما اننا لسنا عبّاد الرجال لامعين كانوا او مغمورين، فمع جل احترامنا لهم جميعاً نبقى نتحاكم إلى الأدلة التي تقودنا إلى رأي المعصوم صلوات الله عليه، لا إلى غيره. والله المستعان.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:08 PM
sabbah - 122 (الموقع الخاص): هل يكون اليماني صاحب معجزة او يملك اسم الله الاعظم ؟؟
الجواب: على الرغم من أن لأولياء الله نمط من أنماط الكرامة كل حسب منزلته من الله تعالى، وعلى الرغم من أن لأئمتنا صلوات الله عليهم مقام الولاية العظمى على الأشياء، ولكن من الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل التغيير الاجتماعي بما فيه السياسي مرتبطاً بالمعجزة، لأنه لو كان الأمر بخلاف ذلك لوجدنا ان الإمام المنتظر روحي فداه أولى بفعل المعجزة من أجل التغيير الاجتماعي من غيره دون ان يحتاج إلى كل هذه الغيبة ومراراتها وغربتها، بل لوجدنا الرسول الأكرم صلوات الله عليه أولى من غيره بفعل ذلك، ولما كان ليتحمل بأبي وأمي كل الذي تحمله وهو يرى النفاق السياسي رأي عينه بل ويرى الكيد السياسي رأي عينه، وينطبق نفس الأمر على بقية الأئمة صلوات الله عليهم، بل وعلى الأنبياء عليهم السلام، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه أن يبقى التغيير مرتبطأ بالتغيير النفسي والذاتي للمجتمع، ولهذا من الناحية الموضوعية لا مجال للقول بان أي رجل آخر سيفعل بخلاف ما فعله الأئمة صلوات الله عليهم، وبخصوص السماني الموعود، فإن الحديث عن وجود ما تفضلتم به ينبغي ان يكون منصوصاً برواية أو ما شاكل، وبمقدار اطلاعي على الروايات التي وردت بحقه ـ واعتقد أنه اطلاع استقصائي لكل ما ورد في شأنه ـ فإنه لم يرد أي شيء من ذلك.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:15 PM
123 - علي الفتلاوي (الموقع الخاص): توجد روايه عن أبي خالد الكابلي أنه سأل الامام الباقر عليه السلام عن اسم صاحب الامر فقال (عليه السلام): سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر ما كنت محدثاً به أمراً، ولو كنت محدّثاً به أحداً لحدّثتك، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمه عرفوه، حرصوا على أن يقطّعوه بضعة بضعة). غيبه النعماني 300 الطوسي 333 بحار الانوار ج52.
هناك بعض الاسئلة حول هذه الرواية:
1- اسم الامام واضح وضوح الشمس، وهو محمد بن الحسن عليه السلام لماذا كان جواب الامام الباقر عليه السلام للكابلي انه سؤال مجهد؟
2- لماذا لم يحدّث به أحد من الناس حتى أصحابه المقربين، وما السبب؟
3- ولماذا ابناء فاطمه يعني السادة لو عرفوه لقتلوه.
4- هل الامام له شخصيات متعددة الادوار حتى على المقربين له بحيث لا يعلن عن شخصيته الحقيقية خوفاً على حركته ومشروعه الالهي العظيم أن تترصد له الاعداء، فلا يعلن عن أهدافه من أول وهلة.
5- من اللذين يقولون له أرجع يابن فاطمه من حيث جئت فأن الاسلام بخير؟!
الجواب: مثل هذه الأحاديث عديدة، وقد وردت بألفاظ متعددة، وجميعها منصبة على طبيعة وقتها وظروف الراوي وعصر النص وظروف السؤال، من دون أن تشير إلى ثابت مركزي في عدم إباحة الحديث حول هذه المواضيع، فمن الملاحظ أن الأئمة صلوات الله عليهم بما فيهم الإمام الباقر عليه السلام تحدثوا في ظرف آخر عما امتنعوا عنه في ظرف سابق له كما هو الظرف الحالي، والحديث هنا لا يعني ان الإمام صلوات الله عليه له شخصيات متعددة، فشخصية الإمام عليه السلام لا تتعدد، ولكن ظرفه وجلّاسه وسائليه وظروفهم هي التي تتعدد وتتغير، ولهذا تارة يلحظ الإمام صلوات الله عليه ظرف الراوي عنه، وأخرى ظروف الجالسين في مجلسه، وثالثة ظرف الشيعة الذين ستصلهم المعلومة المنصوص عليها من قبله، ورابعة يلحظ ظرف السلطة وطبيعة مكائدهاا للإمام صلوات الله عليه، وهكذا.
أما من سيقول للإمام روحي لتراب مقدمه الفدا: ارجع يا بن فاطمة؟ فإن الواضح من الرواية انها تشير إلى البترية، وهؤلاء وإن كانوا من الفرق المتقدمة التي كانت في زمن الإمامين السجاد والباقر عليهما السلام، إلّا أن الوصف لا علاقة له بنمط خاص من الفرق، وإنما يتعلق بكل من يبتر حقاً لآل محمد صلوات الله عليهم، أو لا ينزلهم بكل المنازل التي أنزلهم الله فيها، وعليه فهم من الشيعة على ما يبدو ولكنهم من النمط الذي لا يرعى الإمام روحي فداه وطاعته بقدر ما يرعون طاعة كبراؤهم، وما أكثر هذا الصنف!!
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:20 PM
Sabbah - 124 (الموقع الخاص): كما نعلم أن الرجفة في الشام تكون رحمة على المؤمنين وعذاب على الكافرين، السؤال: هل الكافرين يكونون طرف ثالث غير الرمحين المتنازعين؟ أم الكافرين هم أحد الرمحين؟
الجواب: من مجموع قرائن الروايات فإن الكافرين المشار إليهم بالرواية هم القاعدة الحاضنة التي تحمي أحدهما وتدافع عنه أو لا تتغاضى عما يفعله وترضى به، وأغلب الظن أنها قاعدة الأبقع، ومن الواضح أن المراد بالكفر هنا ليس هو كفر الإلحاد، وإنما هو كفر الإيمان، مما يعني أن الرجفة تكون في المواقع التي يسيطر عليها الأبقع، مما يجعلها رحمة للمؤمنين الذين لن يتضرروا بها، ولعل الرواية تشير إلى أن فرزاً في المناطق يكون على أساس طائفي مما يستدعي تهجيراً متبادلاً بين الفئتين، بحيث يكون المؤمنين في جهة، وتخلص مناطق لمضاديهم ومناوئيهم، مما يجعلهم متضررين مباشرين دون غيرهم بها، ومن أجل تقريب ذلك نقول أن الذين سيستهدفون المنطقة التي ستتسبب بالرجفة ربما شعروا أن ما تم الإستيلاء عليه من قبل من يسيطر على هذه المنطقة يهددهم مباشرة ولذلك يجري استهدافهم لا لأنهم كافرين بل لأنهم يشكلون نمطأ من انماط الخطر المباشر كما هو الحال في شعور الصهاينة على سبيل المثال بذلك او يهدد أمنهم القومي، كما هو الحال لو شعر الأمريكيون ونظرائهم بهذا الأمر، ولعل الجدل المعاصر حول الأسلحة الكيمياوية السورية يمثل مجالاً لتصور ذلك.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:23 PM
125 - صباح (الموقع الخاص): هل يمكن أن تكون الأحداث العراقية الأخيرة في الأنبار والموصل والتي تترافق مع الأحداث السورية دليل آخر على أننا نقترب أكثر فأكثر من الخريطة المكانية والزمانية للظهور الشريف؟؟
الجواب: مما لا شك فيه أن ترابطاً جاداً في رواياتنا الشريفة بين أحداث الشام وبين حراك حرب بني قيس، ومما لا ريب أيضاً أن المحافظات التي أشرتم إليها هي مواطن ومضارب بنو قيس وامتدادتها، ومن الواضح أن الترابط المعنوي والسياسي المعاصر بين هذه المناطق وبين ما يجري في الشام هو أيضاً مما لا جدال بشأنه، ولكن لا يمكن القطع بأن الأحداث المعاصرة هي التي يمكن ان تكون الخلفية الحقيقية لحرب بني قيس المذكورة في الروايات، نعم يمكن أن نشعر باطمئنان كبير إلى حصول هذا الترابط لو انتهت هذه الأحداث إلى نمط من انماط التكوّن السياسي الجديد في المنطقة إن على مستوى إقامة الفيدرالية أو الكونفدرالية أو الانفصال بأحد أنماطه، وتحليلنا للأحداث الجارية أنه ليس بعيداً فعلاً عن ذلك.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:33 PM
126 - صباح (الموقع الخاص): ظهور عوف السلمي سيكون قبل أو بعد الهدة في الشام؟
الجواب: الروايات ساكتة عن ذلك بشكل عام، ولكن القدر المتيقن أن كليهما يكون قبل السفياني، ولكن من بعض القرائن ربما كانت هدّة الشام متأخرة زمانياً عن ظهور الإنفصال الذي سيتزعمه عوف السلمي هذا في مناطق المحافظات الغربية من العراق.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:35 PM
127 - صباح (الموقع الخاص): نعلم أن السفياني من المحتوم وأن البداء لا يقع فيه، السؤال هل يمكن للبداء أن يحدث في توقيت ظهور السفياني؟ أو البداء في مدة حكمه؟ مثلا هل يمكن للسفياني أن يظهر قبل الخسف في حرستا؟؟
الجواب: من الناحية الفكرية نعم يمكن أن يحدث تغيير في توقيت ظهور السفياني كما في مدة حكمه والذي لم تشر الروايات المعتمدة إلى مقدار معين له أساساً، ولكن بدء هذا التوقيت لم يطرح أساساً في الروايات بشكل محدد، حتى نعلم إن حصل فيه بداء أو لم يحصل، نعم ما نفهمه من قرائن روايات الهدة الشامية أن السفياني سيخرج في رجب الذي يلي هذه الهدة، وهذا الأمر قابل للبداء ولا ريب، ونفس الأمر يسري على قضية الخسف في حرستا، ولكن الحديث عن الإمكان العقلي يجب أن يراقب ضمن حركة الإمكان العملي أيضاً، إذ أن البداء متوقف على تحقق مصالح تؤدي إلى تغيير حركة الأحداث، وهذه المصالح في الغالب مرتبطة بأعمال العباد وطبيعة اتجاهاتها، ويبدو لي من خلال الحركة العامة للأحداث أن تغييراً كبيراً فيما أشير إليه في الروايات الشريفة من تسلسل زماني للأحداث لن يتحقق نتيجة للبداء، لأن العادة أن لا يستفيد الناس من الروايات ولقد رأينا كيف أن المؤمنين لا يأخذون حذرهم ولا يبالون فما بالك بغيرهم؟ والله اعلم.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:36 PM
128 - أبو ضحى الغزي (الموقع الخاص): شيخنا الكريم هل تعتقد أن مايجري الآن في المحافظات الغربية من العراق من مظاهرات واحتجاجات واعتراضات على حكومة بغداد، ومن المكون السني، ماهو الا بداية لتحرك حركة السفياني (لعنه الله) وهل هذه الجموع سوف تقاتل على أسوار بغداد؟
الجواب: من الواضح أن الأحداث لا علاقة لها بالسفياني الملعون، لأننا اوضحنا أكثر من مرة بأن السفياني لن يخرج من بيئة النواصب بل إنه سيقاتل هؤلاء لوضوح أن الروايات تحدثت عن انه سيكفينا من كثير من عدونا، او كما أشارت رواية أخرى: وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، ومجازره ستشمل المحافظات الغربية في أوائل اقتحامه للعراق ضمن إدامته لمعاركه ضد بني قيس والتي تمثل هذه المحافظات لا سيما في جنوب الموصل موطنا أساسياً لها، ولكن هذه الأحداث لو انتهت إلى إعلان انفصال سياسي أو إداري عن بغداد بأي نمط من أنماط الإنفصال فإن أقرب وصف ينطبق عليها من الروايات هي رواية عوف السلمي الذي تحدثنا عنه عدة مرات والذي يُشار إلى أن مقره سيكون في تكريت وأن السفياني سيعتقله ويعدمه في دمشق، مما يعني أن تحرك عوف السلمي المنحدر من الجزيرة الموصلية سيكون قريباً من أحداث السفياني.
على أي حال من المبكر الحكم على التحركات الجارية ونسبتها للروايات الواردة في شان هذه المنطقة، وفي تحليل ومعرفتي بكواليس ما يجري فإن هذه الأحداث لن تتعدى في أشد احوالها هذه المناطق، وأقصى ما تستطيع الحصول عليه هو الفيدرالية إن لم تحسن الحكومة الإتحادية التصرف بشأن احتوائها.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:38 PM
Hassan Najafi - 129 (الفيسبوك ـ الصفحة الشخصية): إن معرفة زمان خروج القائم متوقفة على معرفة اليماني والخراساني، فإذا توقفت معرفتهما على إخبار الإمام المهدي بكونهما هما المعنيان باليماني والخراساني، فيدور الأمر إذ أن توقف معرفة الشيء على ما يتوقف عليه باطل.
وأما احتمال عدم معرفتهما بكونهما اليماني والخراساني مع وجود من يعلم بذلك من سائر الناس الذين يستدلون بهما على قرب الظهور فيستلزم أن يكون غيرهما أعلم بهما من أنفسهما، وهو كما ترى.
الجواب: لا يوجد تلازم بين معرفة زمان الخروج الشريف وبين معرفة اليماني والخراساني بأنفسهما أو التعريف بهما، فالشرائط التي وضعت لهذا الأمر والتي بموجبها يتم تشخيص الظهور متعددة منها اليماني وهو مع السفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف من الشرائط الحتمية، ولهذا حصر المعرفة هنا هو تقييد بلا مقيّد، وقد قلنا مراراً أن الكشف عن اليماني والخراساني ربما لا يتم من خلالهما او من خلال غيرهما، ولكن حركتهما تكشفهما، وبالتالي فإننا يجب ان نفرّق بين أمرين، أولهما أن نلزم أنفسنا بمعرفة اليماني والخراساني قبل حركتهما، وهنا أؤكد أن الروايات وإن تساهلت مع أوصاف الخراساني إلا أنها أبهمت الحديث جداً عن اليماني في هذه الفترة، وفي أبحاثنا وجدنا ان من العسير القول بإمكانية الكشف عن اليماني بشكل يقيني خلال تلك الفترة، لأنه سيصطدم بخلو اليد من العلم اليقيني العام، نعم يمكن للإنسان أو له أن يرى رؤية صادقة تنبؤه بهوية هذا العبد الصالح، كما ويمكن في مكاشفة خاصة أن تكشف النقاب عنه، ولكن هذه الأمور بطبيعتها لا يمكن أن تعمم لتتحول إلى معلومة يقينية بأيدي عامة من يريد أن يعرف، فتأمّل.
أما ثانيهما: قلنا بأن حركة العبدين الصالحين هي التي ستكشف النقاب عنهما، وهذه الحركة ستكون قبل ظهور الإمام روحي فداه، ولهذا فإن هذه الحركة هي التي ستكون كاشفة عن تحقق هذه العلامات، ومعه فلا دور في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بملاحظتكم الثانية فإن وجود من هو أعلم منهما بأنفسهما لا يضر ولا يقلل من شأنهما، على أنني يجب أن أنبّه إلى أمر له أهميته، إذ حينما قلنا بأنهم قد لا يعلمون بأنفسهم، لم ننف ما عداه، غاية ما في الأمر لم نجد ما يساعدنا في الروايات على الذهاب إلى القول بأنهما يعلمان، وهذا الأمر له أهميته الخاصة لطبيعة دوره في قطع الطريق أمام الأدعياء الذين يحاولون أن يستغلون المقام المعنوي الكبير لليماني الموعود وأثره في قلوب الناس، وها أنت ترى ما فعله دجال البصرة الملقب بأحمد بن الحسن ونظرائه المتربصين للفرص وهم كثرة فيما أعلم، إذ ان أي إدعاء يجب أن يجابه بمصدر العلم اليقيني في هذا المجال، فلو جاء اليماني الموعود نفسه وقال بأنني انا اليماني، فسيجد ولا ريب إحراجاً هائلاً في قبول دعواه، إذ كيف يستدل على ذلك وما من سبيل للوصول إلى مصدر العلم اليقيني وهم أئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولا يمكن الركون إلى الإدعاء بمشاهدة رؤيا من قبلله أو من قبل غيره في هذا المجال، إذ أن هذه الرؤى في أفضل الأحوال هي تعني من رآها دون غيره، فتأمّل.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:42 PM
130 - حسام الحسناوي (الفيسبوك ـ الصفحة الشخصية): هل أن اخوان الترك التي أشير إليها في الروايات هم جماعة الاخوان المسلمين الترك الموجودة على هرم السلطة في تركيا؟ وهل سيحدث خلاف بين اخوان الترك والروم؟
الجواب: لا يمكن أن نسقط الواقع المعاصر على الروايات إلا بدلالات حاسمة، وعليه فإن استخدام الأسماء المعاصرة للحكم من خلالها على الروايات أو لتفسيرها خلاف منهجنا، ولعل المراد بإخوان الترك الوارد في رواية الشيخ النعماني رضوان الله عليه عن الإمام الباقر عليه السلام[1] الترك وحلفائهم من غير الترك ومن المستبعد ان يكون المقصود هم الروم، إذ لا يصلحون لمقام اخوة الترك، ناهيك عن وجود رواية تتحدث عن خلال تركي رومي في تلك الفترة، والسفياني حينما يأتي متحالفاً مع الروم أو مسكوت عنه من قبلهم إنما يعرب عن حقيقة هذا الخلاف لأن معركة قرقيسياء ستجري وسط غياب تام للروم فيها، أما من يكون المؤهل لهذه الأخوة فهناك فرضيات متعددة، ولكن نستقرب أن الفتنة الشامية كونها ستكون بدسيسة الأعراب بالتوافق مع الغربيين، فإن من غير المستبعد ان يكون نفس هؤلاء الأعراب هم موضوع هذه الأخوة ونمط اشتراكهم في عملية الإنزال في الجزيرة السورية بمعية الأتراك إما ان يكون مباشراً وهنا يمكن أن نحكي عن ممالأة التيارات السلفية وغيرها لهؤلاء الأعراب وقدرة أعراب الفتنة على تحريك هؤلاء جميعاً لزجهم في هذه المعركة، أو أن يكون الأمر متعلقاً بتمويلهم لعملية الاحتلال التركي لشرق سوريا وهو أمر غير مستبعد طالما أن هؤلاء فعلوها من قبل حينما مولوا حرب الصهاينة ضد المقاومة الإسلامية في لبنان.
حسين كاظم 0
19-04-2013, 04:45 PM
131 - فائز (الموقع الألكتروني الخاص): لماذا بهذا الوقت، أو بهذه المدة السابقة قررت أن تنشر للعامة علامات الظهور المقدس؟ دائما احضر للملتقى الاسبوعي المبارك وأجد عندك أشياء لا تقوم بالتحدّث عنها!!....نحن بحاجة الى تعبئة ونحن مستعدون إن شاء الله تعالى، لكننا بحاجة الى من يأخذ بيدنا.
الجواب: ما ألجأنا لطرح هذه المواضيع الشريفة هي أربعة عوامل أساسية
أولاً: أن الموضوع المهدوي كان قبل ذلك يدور بين 4 اتجاهات بشكل عام.
أولها: المنحرفون والأدعياء والمرتزقون باسم الإمام صلوات الله عليه، وهؤلاء في الغالب وجدوا رعاية إسرائيلية وبريطانية مباشرة، ولم يك صعبا عليها أن تجد تمويلاً من دول أعرابية لها أجندة مضادة للتشيع العقائدي والسياسي.
وثانيها: انتشار الحشويون الذين لا يهمهم من أين أخذوا الأخبار والروايات، دونما تفريق بين صالحها وطالحها وصحيحها وسقيمها وغثها وسمينها، مما فسح المجال لبعد كبير في الشارع المتلقي عن روايات أئمة الهدى صلوات الله عليهم ومتطلباتها.
وثالثها أن غالبية من تصدى لتفسير الروايات الخاصة بالموضوع المهدوي بما فيهم من ادعى التخصص في القضية المهدوية، شرّق وغرّب بها وفق معايير في الغالب لا تمت إلى البعد العلمي والموضوعي، بل هي ترتهن في غالب الأوقات إلى الذوق الشخصي أكثر من أي شيء آخر، ولم يرجعها إلى نفس الروايات أو يعمل بمنطق الروايات لتفسيرها، كل ذلك ووعي الأمة لم يك بالقادر على التمييز والتفريق والفصل بين ما يُقبل منها وما لا يقبل، بل إن هذا الوعي كان في الأعم الأغلب ساذجاً او عرضة لتصورات ساذجة، ولهذا كان من الواجب التصدي من قبل العلماء لايقاف هذا التداعي الذي في الكثير أوصل ساحتنا إلى مفارق كارثية واطمع فينا الكذبة والمرتزقة والأدعياء، وما صورة قاضي السماء، أو دجال البصرة الذي يلقب نفسه بأحمد بن الحسن، او المجاميع التي تدعي السلوكية، وعشرات غيرها إلا نماذج من هذه المفارق.
رابعها: يعود إلى ما يمكن أن يطلق عليهم بالتيار التجريدي الذي كان يتحدث عن القضية المهدوية بشكل تجريدي وتنظيري لا علاقة له بالواقع، ودون بذل أي جهد يذكر لتحويل القضية إلى مفردة هم يومي للمؤمن والأمة المنتظرة وإلى قضية سلوكية تتفاعل مع الواقع وتؤثر به، ولربما كان هذا الاتجاه شريكاً في إبعاد الامة عن التعامل مع قضية الانتظار بشكل جدي، ومسهماً إلى حد كبير في غلق بوابات الأمل لديها بحجة أن هذه القضية قد لا تحصل بعد مئات السنين أو آلافها، بالرغم من أنه يمثل القطاع الأكبر من النخبة الحوزوية والمثقفة، ولا أدّعي أن هذا التيار لا يمتلك المبررات التاريخية التي تدفع به إلى هذا المنحى السلوكي السلبي، فلقد مر التشيع بتجارب مريرة مع الأدعياء، ولكن وجود التجربة التاريخية السلبية لا يمنع من معاودة التجربة من أجل الحصول على نفس الهدف الذي توخاه أئمة الهدى صلوات الله عليهم يوم أن طرحوا أفكارهم ورؤاهم في خصوص الحراك الاجتماعي للقضية المهدوية.
ثانياً: كل مجتمع يراد له النهضة لا بد من أن تتوفر مادة تعبوية له تمكنه من التحرك والتعلق بإمكانية التغيير نحو الأفضل، ومجتمعنا الإمامي في الغالب ونتيجة للتجارب العملية خصوصاً في العراق بدأ يفقد هذه المادة بالتدريج، وظروف الاحباط السياسي والغزو الثقافي واللامسؤولية الثقافية كلها اسهمت بشكل كبير في تفكيك عرى المواد التعبوية التي من شأنها أن تشحذ همّة المجتمع وتدفع به إلى الأمام، ورغم التقدم الكبير الذي حصل في موضوعة الشعار الحسيني وما رفد هذا الشعار المقدس به الأمة من قدرات تعبوية هائلة، ولكن الشعار الحسيني لم يوضع إلا من أجل أن يعمل في خدمة المشروع المهدوي، ومن دون توجيه الأمة تجاه المشروع المهدوي يبقى هذا الشعار بعيداً عن الهدف الذي رسم له، ومنذ البداية طرح أئمة الهدى صلوات الله عليهم القضية المهدوية لتكون هي المفردة الرئيسية لتعبئة الأمة، ولأسباب متعددة منها التخلف العقائدي لم يتم مراعاة ذلك، وقد أظهرت الأداءات السياسية والتربوية من المشاريع التغييرية خلال الفترة المنصرمة، المزيد من اغفال ذلك، وراحت تلهث وراء المكسب السياسي الآني، أكثر من المكسب الاستراتيجي الذي من شأنه أن يوجد الأمة المنتظرة ويجعلها قادرة على الإيفاء بإلتزاماتها.
ثالثاً: رؤيتي الجادة لتقارب العلامات مع الخارطة الزمانية والمكانية للظهور الشريف في أيامنا هذه، وهي خارطة تمت متابعتها بشكل دقيق وحثيث منذ عام 1992 نتيجة لأمر خاص بي، وبموجبها جمدت عملي السياسي وتفرغت لها طوال مدة مديدة من الزمن، وكنت قد وضعت الشام تبعاً لرواياتنا الشريفة كأول محطة في هذه الخارطة، ولذلك من الطبيعي أن تستفز قدرتي حينما أرى ما يجري في الشام وهو يجري بنفس الطريقة التي وصفت من قبل أئمة الهدى صلوات الله عليهم، ومياً من بعد آخر أجد أن سحائب الظروف السياسية والاجتماعية التي تتلبد في سماء المنطقة تقربنا بشكل كبير جداً مما أشارت إليه الروايات الشريفة، ولأننا لو صحت هذه الرؤية سنكون في معرض استحقاقات هائلة والأمة ستجابه بأمر جسيم، لذلك لا بد من البدء بعملية توعوية تعبوية مبكرة لها بشكل يمكن معه نهوضنا للتعامل مع هذه الاستحقاقات دون ان نحصر أنفسنا في مضائق الأزمات وفي أعناق زجاجاتها، وبالنظر لما جرى على شيعة أهل البيت عليهم السلام في الفتنة الطائفية التي مرت والتي وللأسف الشديد لم يسمع فيه صوتنا المنبّه والصارخ يومذاك بأن الفتنة قادمة ويجب الاستعداد لها، فإن من الطبيعي أن نعود لعملية التنبيه لما هو أخطر وأجسم في تصوري مما مر، فإن كان تحليلي دقيقاً نكون قد أهّلنا أمتنا للتصدي وبالنتيجة لن تفاجئ بما سيأتي عليها وستتصدى له وتهزمه، وإن كان تحليلنا غير دقيق، فما الضير في أن ندفع بالأمة للتعلق الجاد والعملي بإمامها المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
رابعاً: لا شك أن نجاح فكرة التفرغ السياسي النسبي الذي عملت من أجله بشكل جاد منذ عام 2007ـ2008، وفاتحت به المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني مد ظله العالي يومذاك، ثم موفقيتي بالتملص من أعباء مجلس النواب في عام 2010 حينما انتخبت لنفسي دائرة لا وجود فيها لأي ناخب لي وأعني بذلك المحافظة الكردية والمسيحية (دهوك)،[1] والإبتعاد المقنن من الدخول في الشأن السياسي التفصيلي، من أجل التفرغ للشأن العقائدي للأمة، لأن كل العناصر التي كانت معنية بالوضع الثقافي والعقائدي للأمة ـ وأنا منهم ـ باتت مشغولة بتداعيات المشهد السياسي من بعد سقوط النظام، وشعبنا كما هو معروف قبل ذلك كان أسيراً لأعتى موجة من التضليل الفكري والثقافي والعقائدي، ثم عانى الأمرّين من بعد السقوط الصدامي نتيجة لخضوعه لواحدة من أقسى حملات الغزو الثقافي التغريبي الذي تميّز بالكثير من البهرجة والتزويق، مما استدعى مني ومن امثالي النهوض لتحمل مسؤولية الاهتمام بالجانب العقائدي، وقد كنت شخّصت بشكل مبكر بأن هذا الجانب هو الأسرع في اسقاط كل ما يراد بنا، والحمد لله على االتوفيق الذي حصل في هذا المجال.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:13 AM
132 - حسن الحسني (الموقع الخاص): ما رأيكم بما يدعيه الدجال البصري الملقب أحمد بن الحسن بأن حديث الوصية ورد في عشرات الكتب المعتبرة؟
الجواب: لا يخدعنكم الدجال البصري احمد بن الحسن ليحدثكم عن أن ما يسمى بحديث الوصية الوارد في غيبة الطوسي ص150ـ151 ح111 قد ورد في عشرات الكتب المعتبرة ، إذ يلاحظ أولاً أن كل الكتب التي يذكرها هذا الدجال بعنوانها من الكتب المعتبرة قد نقلت الخبر من الشيخ الطوسي تحديداً مما يعني انه لم يرد ذكر لهذا الحديث إلا في كتاب واحد، وليس كما يدعي بالعشرات.
ثم يلاحظ ثانياً: أن خبر الشيخ الطوسي هذا هو ضعيف السند جداً لوجود أكثر من مجهول وعامي في داخل السند مما يجعله عديم الإعتبار لدى كافة العلماء المدققين والمعتبرين.
على أن أعجب العجب أن يصدق المغرر بهم من حمقى العقول وبسيطها، وسذج الناس ومغفليها أن يكون المراد بالخبر دجال البصرة هذا!!! فأين الإمام عجل الله فرجه؟ لكي يرسل ابنه؟ ومن قال بأن هذا هو ابنه؟ وما هو الدليل على ذلك؟ بل من قال بأن الإمام صلوات الله عليه قد تزوج أيضاً مع العلم إن الحديث عن زواج الإمام صلوات الله عليه في زمن الغيبة أمر مبهم وغير متسالم عند العلماء، بل الدليل قائم على خلافه لوضوح أن الزواج سيؤدي غلى كشف آثار الإمام عجل الله فرجه ومن ثم كشف هويته وهو أمر يخالف المتسالم عليه في هذا المجال
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:15 AM
133 - مالك (الموقع الخاص): كيف يستطيع الامام سلام الله عليه أن يغيّر الفكر المادي السائد في هذا الزمان ويجعله ممنهجاً على الشريعة السماوية، فكلما أفكر في حال كل هذه الخليقة على سطح هذا الكوكب، أجد أن الأمر ليس مجرد نصرة الإمام في معركة تستمر لعدة أشهر كما تفضلتم، فهل سيعتمد على الأجيال اللاحقة في توطيد الفكر الاسلامي، أم أنه يستطيع أن يغيّر هذا الجيل بشكل تدريجي؟.
الجواب: لا شك أن حركة الإمام صلوات الله عليه سيكون لها أبلغ التأثير على المجتمع العالمي، ولكن ليس على طريقة الاعجاز وإنما سيسير في عملية التغيير الاجتماعي ضمن المسار الموضوعي لهذه الحركة، وسيوفق في ذلك لبسط الصورة العامة عن العدل، ولكن لا يعني ذلك أن العدالة والهدى الفكري سيتغلغل إلى كل تفصيل في المجتمع، وسيتكفل بقية الإئمة الهداة المهديين صلوات الله عليهم إبان رجعتهم إلى الدنيا ـ وأولهم رجوعاً كما تفيد الروايات الشريفة المعتبرة هو الإمام الحسين عليه السلام ـ بإتمام الدور المهدوي، والسعي نحو تحويل المجتمع من العدالة العامة إلى العدالة الخاصة، من أجل إيجاد المجتمع العابد والمتمحّض بالعبودية لله، وهي مرحلة متأخرة في هذا الدور، ولا يعني ذلك ان المجتمع برمّته سيتحول إلى عبّاد، بل إن الصفة العامة التي ستهيمن عليه هذه الصفة دون أن يعني ذلك أن جميع أفراده سيكونون بهذه الشاكلة.
ومن أجل تقريب ذلك نشير إلى: أن طبيعة آليات شبكات الاتصال الجمعي المعاصرة من أنترنيت وفضائيات وصحافة وكافة الوسائل الإعلامية، ناهيك عن الفن بصوره المختلفة من مسرح وأفلام ومسلسلات وما إلى ذلك قد أعطى إمكانات هائلة للحركات التغييرية في أن تؤثر بشكل أسرع من ذي قبل، وكلما كانت عملية التغيير تنمّ عن تصوّر عقائدي متكامل للوجود الكوني، ومقترنة بمشاريع تعبوية تستطيع أن تنستنهض المجتمع، وتمتلك المؤسسة التي من شأنها أن تحوّل الأفكار التغييرية إلى برامج تتكرس في أرض الواقع، وتقاد من قبل قيادة قادرة على الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة، وتلتزم بالشعارات التي تطلقها وتعمل من أجلها بإخلاص، كلما وجدنا نجاحاً أكبر من عمل هذه الحركات، خصوصاً إذا ما اقترنت دعواتها الفكرية مع عدالة في الأداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولك أن تقارن بين نموذجين حضاريين الأول ما يرتبط بالحضارة الغربية وما امتلكته من إمكاناته هائلة في كافة المجالات، إلا أن هذه الإمكانات وإن كانت مؤثرة للغاية في البداية في غزو المجتمعات ثقافياً وتأمين سيطرة كبرى على هذه المجتمعات، إلا أن افتقارها للعدالة الاجتماعية ووجود النماذج القيادية السيئة وفشل مشاريعها التعبوية وملل الناس من النظم السياسية التي أوجدتها، جعل تلك الإمكانات تفقد قدراتها بالتدريج، ومن ثم ليتحول الكثير منها إلى عامل سلبي في المشروع الغربي، وأدنى اطلالة على الواقع الاجتماعي الغربي نفسه في موقفه في الرفض المتنامي للتلفزيون على سبيل المثال أو في حركته المضادة للعولمة أو في تذمره المستمر من الظلم الاقتصادي للرأسمالية، وتحول الحديث عن الحرية التي كانت تمثل لب المشروع التعبوي الغربي إلى دعوات مضادة أو مناهضة لها، ناهيك عن انهيار النظام الاجتماعبي نفسه وهو الأمر الذي تكشف عنه أرقام الجريمة الاجتماعية الهائلة وما لحق به من تفكك المجتمع من خلال تفكك الأسرة أولاً ونماذجها تنامي الزواج المثلي وارتفاع نسب الطلاق وانحسار نسب الزواج ناهيك عن حالات هجر الأفراد لأسرهم بدواعي مختلفة إن كل ذلك يحكي عن أفول مستقبلي لمنظومة هذه الحضارة، ويمكن افتراض مسار دراماتيكي سريع جداً لو بدأت عملية انهيار الأنظمة عسكرياً او اقتصادياً، وهو ما يعبّر عن آفاقه المشروع المهدوي والذي سيجعل في أولوياته المبكرة السيطرة على موارد الطاقة ناهيك عن تأثيره الذي سيتنامي بالتدريج على المستوى الجيوبولوتيكي.
إن هذه الصورة الواقعية ـ والتي بإمكان المرء أن يمتلك آلاف الأدلة عليها ـ عن إنهيار النظام الغربي سيهيئ للنظام البديل بشكل كبير لأن أي فراغ حضاري سيسمح للبديل الحضاري المناهض ان يقوم مقامه، وعلى عكس افتراض كتاب الحضارات كفوكاياما أو هتنغتون، فإن النظام الغربي يعيش مرحلة جادة في المسيرة الانحدارية له، مما يسمح لنا بالقول بأن المشروع المهدوي وهو الذي نقدمه كنموذج ثاني هو الوحيد الذي بإمكانه أن ينجح، ومعه ستنجح فرصه التغييرية إلى حد كبير، فالمشروع قائم على دعامة وجود المجتمع الناصر الذي سيحضن المشروع، ووجود المؤسسة التي ستنهض بتحويل الأفكار إلى وقائع، والمؤسسة هنا هي دولة الإمام صلوات الله عليه، ووجد القائد الذي سيحرص على ملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعد أن ملأتها حضارة الغرب ظلماً وجوراً، وبطبيعة المشروع التعبوي المهدوي والذي سيحمل لواء العدالة، وهو لن يحمله كشعار بل سيحمله مزوداً بنماذج فريدة من العدالة التي سيطبقها في مجتمعاته الحاضنة أولاً، سيكون اقبال الناس على هذا المشروع ينطوي على إمكانيات كبيرة، ووسط النجاحات العسكرية وانهيار القدرات الإعلامية المضادة وافتضاحها مع وجود قدرات اعلامية مناصرة وذات مصداقية، فإن الفكر المادي الذي نراه يسيطر على المجتمعات سينهار بشكل مروّع، وسيطاح به بشكل يقيني، ولعل اخواننا من أبناء خمسينات وستينات القرن الماضي شهوداً على أنهم ما كانوا يحلمون بمجيئ اليوم الذي يجدون فيه كل هذا العدد من الرافضين للحضارة الغربية بعد أن كانت هذه الحضارة هي عنوان التقدمية وما خلاها هو عنوان الرجعية.
وعليه فإن حركة الإمام صلوات الله عليه التغييرية ستنتهج عملية التغيير الموضوعي ولكن بإمكانات كبيرة لم تتح لأي رسالة تغييرية من قبل، وهي لهذا ستكون حركة تدريجية، ومهمتها في البداية السيطرة على الظاهر الاجتماعي، ثم العمل على تعميق التغيير في المحتوى الداخلي للمجتمع، وقطعاً لن يتح المجال بشكل كامل للإمام صلوات الله عليه، ولهذا كانت مسألة رجعة أئمة الهدى صلوات الله عليهم ممن لم يقم بالدور المهدوي في إحلال العدل واسقاط الظلم في زمانه لكي يمارس هذا الدور في زمن الرجعة، ولهذا كان حديث الأئمة صلوات الله عليه عن وجود مهديين من بعد الإمام المهدي صلوات الله عليه، وقد حاول الدجالون تصوير الأمر بأن لدينا أئمة غير الاثني عشر صلوات الله عليهم، وهذا مبني على انحراف عقائدي وعقول مريضة، والصحيح هو أن أئمة الهدى صلوات الله عليهم هم المعنيون بذلك ولكن بعد رجعتهم بأبي وأمي.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:17 AM
134 - عمار ضياء نور ـ ماليزيا (الموقع الخاص): سمعت في إحدى المرات في عام 2005 من سماحة السيد سامي البدري أن بيننا وبين ظهور الإمام المهدي هو سقوط الدولة العلوية في سوريا، وأن جميع العلامات الرئيسية تحققت، وهل تعتقدون بأن سوريا سوف تسقط؟ وسمعت أن الشيعة في الحكم في العراق هم باقون في الحكم، فما رأي سماحتكم حول وجه نظر السيد؟ ويعتقد السيد أن اهل العراق هم أكثر نصرة للمهدي من أهل إيران عكس مايعتقد الشيخ الكوراني.
الجواب: ما يبدو من سياق الأحداث المشار إليها في الروايات أن سقوط الدولة العلوية لا وجود له، بل إن بقاءها متسالم عليه من خلال الحديث عن استمرار صراع الأبقع والأصهب إلى ما بعد خروج السفياني، ومن خلال الدلائل المتعددة في الروايات الشريفة بخصوص مصير شيعة أهل البيت في سوريا وفي لبنان بعد خروج السفياني فإن الأحاديث تشير إلى أن الله سيؤمنهم منه، وليس إلى بليتهم به، بل إن حديث الكور الخمسة وصراعها مع السفياني يشير إلى أن المعركة ستكون مع غير شيعة أهل البيت صلوات الله عليهم في عهد السفياني .
ومع جلّ احترامنا إلى سماحة السيد البدري حفظه الله تعالى، ولكن في تصوري إن الحديث عن تحقق العلامات الرئيسية مبكر الآن، نعم إرهاصات تحققها تبدو لي واضحة للغاية، ولا مجال للتحدث عن تحقق العلامات الرئيسية قبل تفجير الشام.
أما الحديث عن بقاء شيعة العراق في الحكم صورة عامة، فيبدو لي أن ذلك صحيح، ولا توجد إشارة إلى حكم غيرهم، اللهم إلّا ما يُشار في رواية عوف السلمي التي تشعر بأن كياناً سنياً سيتشكل في تكريت له نمط من أنماط الإستقلالية عن بغداد يقوده رجل من أهل الجزيرة الموصلية، والسلميين في تلك المناطق هم الجبور.
أما حديث نصرة أهل العراق للإمام صلوات الله عليه فهي من المفروغ عنها، وقياساً للفارق بين أعداد السكان بين العراق وإيران، فإن الكثرة الكاثرة من أهل العراق هي التي ستكون مناصرة، وهم من بعد ذلك سيكونون الحاضنة المركزية لدولة الإمام صلوات الله عليه، ولا وجود للنصرة الميدانية قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه في غير هذين البلدين الكريمين، لأن العراق سيناصر اليماني الموعود والذي نؤكد على عراقيته وعراقية جيشه، وإيران بقيادة الخراساني هي الأخرى ستكون مناصرة بوجه هجوم ابن آكلة الأكباد على بغداد، وبقية البلدان ستنتظر حتى خروج الإمام صلوات الله عليه، وأول من سيبدي هذه النصرة من بعد أصحاب الإمام روحي فداه الخاصين هم شيعة الحجاز[1] على ما يبدو، والذين سيتقدم منهم فور نهوض الإمام صلوات الله عليه 10 آلاف مقاتل وفق ما تشير إليه الروايات، وعلى أي حال من أين أتت النصرة ففيها الخير والبركة، ولا نؤمن بالاعتبارات القومية أو الوطنية في مجالات النصرة، فكل الفخر في مجال النصرة لبقية الله الأعظم هو لشيعة أهل البيت عليهم السلام، من أي بلد أو شعب كانوا زادهم الله شرفاً وخذل أعداءهم ورد كيدهم إلى نحورهم.
ومع كامل تقديرنا لجهود سماحة الشيخ الكوراني حفظه الله تعالى وأيّده إلا أن من الواضح أن لدينا آراء تختلف عن آرائه في غالبية تحليلاته في مجالات القضية المهدوية.
وبمعزل عن الاختلاف والاتفاق فإن جهود العلماء الأفاضل هي كالأريج في داخل روضة، كل يعطي شذاه وعطره.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:19 AM
135 - عابس العراقي (الموقع الخاص): بخصوص هذه الرواية عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه قال: إذا رايتم الشام اجتمع أمرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة. الفتن للمروزي /144، نرجو جوابكم بخصوص هذه الرواية، علماً إن مكة الآن بيد أعداء آل البيت، وفي وقت خروج السفياني هل نستطيع وقتها الذهاب الى مكة، وترفع القيود عن اتباع ال البيت ...أو أن مكة غير المقصودة؟
الجواب: لا شك أن مكة في هذا الخبر هي عين مكة الحالية، وليس المراد في مثل هذه الأخبار تحديد مكان حصري، بل إن أصل الخبر يتحدث عن أن مكة ستنجو من شر السفياني ولن يصل إليها، وذكر مكة المكرمة هنا ذكر بالنسبة لمن يتمكن من الوصول إليها، ولا يريد أن يُشارك في جيوش النصرة التي ستقاتل السفياني كجيش اليماني وجيش الخراساني، أما بالنسبة لمن يريد أن يدرك هذه الجيوش فإن محلها بعيد عن مكة والعراق يكون هو المتعيّن، والخبر في مفاده حديث عن أن الأبواب لن تكون موصدة أمام من يريد التملص من السفياني، وهو من جملة الأخبار التي تسوق الإنسان لعدم تهويل شأن السفياني عليه لعائن الله.
وكقاعدة عامة فإن ذكر بعض المناطق في الروايات والأخبار كما هو الحال في هذا الخبر، لا يتعلق بأمر حصري، بل يتعلق بطبيعة الإمكان المتاح، فالحديث الوارد عنهم صلوات الله عليهم في شأن الإقبال إليهم إن ما خرج ابن آكلة الأكباد وأمثاله، إنما يتحدث عن المكان الذي يمكن للإنسان أن يصل إليه ويلبي هذه الدعوة، ولكنه لم يحدد هذا المكان، فمن كان بإمكانه أن يدرك اليماني في العراق فليفعل، أو يدرك الخراساني في إيران فليفعل، أو يدرك المدينة في أول خروج السفياني فليفعل، وهكذا الشأن بمكة المكرمة، وأنت ترى أن أمرهم صلوات الله عليهم بالإقبال عليهم في حال خروج السفياني متقدم تاريخياً على ظهور الإمام صلوات الله عليه فضلاً عن خروجه، ولذلك فلا جهة محددة في الخبر تقصد وجودهم المباشر روحي فداهم، وإنما هي الجهات التي تواليهم وتكون حاضرة لإبداء المناصرة أو تريد أن تبقى سالمة لتنتظر خروج الإمام صلوات الله عليه لتقاتل معه، كما هو حال من لا يدرك اليماني أو الخراساني أو لم يتأكد أنهما هما المعنيان بالروايات الشريفة التي ذكرتهما أو لا يريد أن يكون سبّاقاً للنصرة مكتفياً بالانتظار لحين خروج الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا.
أما بالنسبة لمكة فإنها ستبقى عادية لأهل البيت عليهم السلام لفترة حتى بعد خروج الإمام صلوات الله عليه، بل ورد في بعض الروايات أن أهلها سيقتلون وكيل الإمام بأبي وأمي بعد انصرافه منها إلى العراق، فيعيّن لهم وكيلاً ثانياً فيعودون لقتله، مما يجعله يعود إليهم ليفتك بالأعراب ويمزقهم شر ممزق، وفي مثل هذه الأخبار لا يراد بمكة عينها، وإنما ما تمثله من نظام سياسي.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:23 AM
136 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): قال تعالى: (هوَ الذي أرسلَ رسولـَه بالهـُدى ودين الحقِ ليظهرَهُ على الدين ِ كله ِ ولو كرهَ المشركون) فهل الآية تدلّ على المخلّص المنقذ، وما رأيكم بما يُشكل بأن الآية الكريمة تقول: إن الدين لم يظهر في الارض كلّها، منذ أن خلق الله الارض، وبالتالي لا بد من أن يأتي هذا اليوم ويتحقق هذا الوعد، ولكن ماذا نقول في ظهور الدين بعد النبي نوح عليه السلام حيث خرج من السفينة، ولم يكن على الأرض من الكافرين أحد، فهل يعد هذا ظهورا؟!
الجواب: من الواضح أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله أطلق مشروع تطهير الأرض من الشرك والكفر، بعد الركام الكبير الذي علاه نتيجة لسلوك الأمم المختلفة مع أنبيائها، ولكن هناك فرق بين اطلاق المشروع وبين تجسيده وتحويله إلى واقع اجتماعي وسياسي، ولأن الإرادة الربانية قائمة على أساس أن لا يكون إجبار في عملية هداية الناس، ولهذا فمن البديهي أن نتساءل عن كيفية وفاء الله بوعده، وعن طبيعة الآلية الناظمة لما أطلق في هذه الآية الشريفة.
وبداهة فإن هذا الوفاء يجب أولاً أن نفككه عن حالة الإجبار الإرادي لتحقيق لك، ونربطه بسنة الله التي لا تغيّر ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، عندئذ من الطبيعي أن نكون في قبالة الحاجة لعدة أجيال يمكن من خلالها أن نرى تبلور هذا الوعد الرباني وبالتالي نتطلع للوفاء له، ومن الخلل بمكان أن يقال أن الآية الشريفة قد تحققت في عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله، وبكلمة أخرى فإن هذا الوعد الرباني والفيض الإلهي بعنوانه علة فاعلة، يتطلب وجود العلة القابلة أو بتعبير أبسط نقول: بأن هذا الوعد يتطلب وجود الحاضن له، والحاضن لا يتوقف على شخص الرسول صلوات الله عليه وآله، بل هو دوماً بحاجة إلى خمسة متطلبات أساسية وموضوعية والتي تدخل ضمن السنن الإلهية التي لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً:
أولها: المشروع في أبعاده العقائدية والفكرية.
وثانيها: المنظومة السلوكية والتشريعية التي تعطي القاعدة الاجتماعية المؤمنة بهذا المشروع الضوابط التي من شأنها أن تجعل انتظامهم وسلوكهم يصب في رافد المشروع لا في ثناياه أو في خارج مصبه، شريطة أن تنسجم هذه المنظومة مع البنية العقائدية التي قام باطلاقها المشروع.
وثالثها: قدرة المشروع على اطلاق عملية تعبوية قادرة على التجدد، وفيها الكثير مما تحتاجه المنظومة السلوكية من عوامل الاستنهاض لمواجهة عوامل الإعاقة أو التغرير التي في العادة تواجه الأمم فتحرفها عن المشروع أو تردعها عنه، مما يحولّ القاعدة الاجتماعية إلى حاضنة اجتماعية تتحمل مسؤوليتها كاملة في إيجاد المشروع والعمل من أجل تكريسه في الواقع الاجتماعي.
ورابعها: القائد المؤتمن على مصالح هذا المشروع، والذي يسهر على إبقاء المسيرة ضمن إطار الهدف وعدم انحراف الأمة.
وخامسها: المؤسسة التنفيذية التي من شأنها أن تهيئ الإمكانات المادية والبشرية وتوجد الآليات الناظمة لتحقيق المشروع.
ولو أردنا تطبيق ذلك على المشروع الرسولي في التعامل مع هذه الآية الكريمة، سنجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله قد أطلق المشروع عبر طرح المشروع في بنيته العقائدية العامة، وفي منظومته السلوكية والتشريعية ضمن خطوطها العامة، ولو لم يك ذلك لما وجدنا حديث الآية الكريمة عن إتمام الدين وإكمال النعمة له معنى، ولكن المشكلة كمنت في النقاط الثلاثة الأخرى، وهي التي ترتبط بقوله تعالى: (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فالآية لكونها نزلت في أواخر أيام الرسالة، فمن الطبيعي ان نقول بأنها نزلت بعد اطلاق المشروع في منظومته الفكرة والعقائدية وكذلك في منظومته التشريعية والسلوكية، وقد كانت كل الإجراءات التي اتخذت من بعد نزول هذه الآية من أجل معالجة النقاط الثلاثة الأخرى وأعني القائد والمشروع التعبوي والمؤسسة الناظمة لتنفيذ المشروع وتكريسه على وجه الأرض، ولهذا فمن يراجع خطبة الوداع أو خطبة الغدير أو حديث رزية الخميس يجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله حينما طرح حديث الثقلين في خطبة الوداع طرحه ضمن بعد (ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً) وهو المعادل الموضوعي لوجود الحاضنة الاجتماعية التي تحمل مسؤوليتها التاريخية بشكل كامل لتحقيق هذا الوعد الرباني، فهذه الحاضنة لن تضل أبداً بمعنى أنها تبقى في إطار الهدف وتتقدم من أجل تحقيقه، وهو نفس الأمر تكرر في رزية الخميس والذي طرحه الرسول الأكرم بأبي وأمي بطريقة: (آتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً)، وما بينهما كان حديث الغدير الذي يتحدث عن مسألة القيادة بقوله الذي طرحه عبر التساؤل التاريخي الكبير: من أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقال الناس: الله ونبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وما من مجال لسخف التفكير لحرف الولاية هنا عن كونها المشروع الرباني الذي نهض به الرسول صلوات الله عليه وآله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، إلى كونها مجرد شعور عاطفي أو وجداني المطلوب منه إبداء الود أو المحبة لمن سيشخصه الرسول صلوات الله عليه وآله من بعد ذلك لهذا الموضع.
مما يؤكد لنا أن إجراءات الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في أيامه الأخيرة كانت منصبّة على هذه الإجراءات التي وسمتها الآية الكريمة (بلغ ما أنزل إليك) وبأنها إن لم تتم فكأن جهده التبليغي ما كان له أثر، ولو حللناها لوجدنا في حديث خطبة الوداع تشخيص للمؤسسة القيادية وتشخيص للأمة الحاضنة، وهو نفس الأمر نجده في حديث الرزية، أما في حديث الغدير فسنجد تشخيص القائد، وحفظ المؤسسة الناظمة (الحكم) بيد الولاية الرسولية، واطلاق المشروع التعبوي في صورة الولاء والبراءة: (اللهم والي من والاه، وعادي من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).
ولئن حاولت السقيفة المشؤومة وأد المشروع إلا أن وعد الله نافذ وأمره قائم، ومسيرة النقش على حجر القلوب الصدأة سيستمر إلى اليوم الذي تكتمل فيه مقتضيات التحقيق للوعد الرباني بصورته الأولى والتي طرحها الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في إرهاصتها الأولى بما رواه العامة قبل الخاصة ومنها ما رواه بسند صحيح عندهم ابن ماجة القزويني: لا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل،[1] وفي خاتمة مسير هذه الأمة جعل مشروع الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي وعد بأنه سيخرج الناس من الظلم والجور ويعمم عليهم القسط والعدل، وبصورته التامة والنهائية والتي طرحتها الآية الكريمة من أجل تجسيد مشروع إظهار الدين على البشرية جمعاء، مما اقتضى رجوع الأئمة صلوات الله عليهم ممن لم يقم بالدور المهدوي ـ وهو إقامة القسط والعدل في وسط الناس ـ لتحقيق هذا الدور من بعد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ولذلك كان حديثهم صلوات الله عليهم عن مجيئ إثني عشر مهدياً من بعد الإمام المهدي صلوات الله عليهم، وأولهم كما هو مقتضى الروايات الشريفة الإمام الحسين عليه السلام، وليس كما تصوره بعض المنحرفين والأدعياء بأن هناك إثنى عشر مهدياً غير الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم.
أما ما تم الإشكال عليه في قضية دين الناس بعد الطوفان، فإنه في الواقع ليس الظهور الذي تتحدث عنه الآية الكريمة، وإلا لما وجدنا الإنحراف هو الذي يسارع إلى دين نفس هؤلاء، فدين ما بعد الطوفان كان ديناً لما يكتمل بعد من جهة، ولم يك مهيئاً لتحقيق ما رمت إليه الآية الكريمة، ولم يكن العالم مهيئاً بعد لبروز التعقيدات الاجتماعية والسياسية المختلفة والتي بموجبها يكون طرح الحجة البالغة التي تعالج كل التعقيدات البشرية ولا تبقي لمحتج حجة.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:26 AM
137 - أبو سيف ـ مصر (الموقع الخاص): 1: بخصوص ما قرأت في كتاب للشيخ جلال الدين السيوطي مفاده ان السفياني يستبيح مصر لمدة 4 اشهر عقابا علي ارسال جيش الابقع المصري لمحاربته ويسبي النساء ويسومها سوء العذاب فهل ثبت عند سماحتكم ذلك؟
2-ماهو حال مصر قبل واثناء الظهور بدءا من يومنا هذا؟
الجواب: ترد مصر في روايات العامة بشكل مكثف بالصورة التي نقلتموها عن السيوطي وغيره، والسيوطي وغيره إنما مصدرهم الأساسي في ذلك هو ما جاء في كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، ولا اجد في رواياتنا المعتمدة دوراً لمصر قبل الظهور الشريف، وما يجري التحدث عنه بشأن الرايات الصفراء التي ستجتاح مصر وما إلى ذلك إنما هو حديث عن التاريخ الماضي والمؤكد أن رايات الإسماعيليين وغيرهم كانت صفراء، ولا علاقة للأبقع الوارد ذكره في احداث الشام بمصر، ولو صح الحديث فإنه قد يشير إلى حدث آخر لا علاقة له بأحداث الشام المشار إليها في الروايات الممهدة للسفياني عليه لعائن الله، نعم يرد ذكر نجباء مصر أو نجباء كنانة فيمن سينصر الإمام صلوات الله عليه من بعد ظهوره الشريف،
كما ورد ذكر ليماني ومصري قبل السفياني، وتوهم البعض بأن اليماني المقصود هنا هو اليماني الموعود مما جعلهم يتحدثون عن مصري موعود، والحال أن اليماني الموعود يخرج بخروج السفياني وليس قبله كما دلت عليه الروايات المعتمدة، ولو صدق اعتماد أحداث الشام الحالية بعنوانها الممهدة لظهور السفياني فأغلب الظن ان المراد باليماني هو ابن لادن، والمصري بالظواهري، فطبيعة ما أحدثاه في الأمة وما أسساه من ظلم وضلال كبيرين فيها لا تفوته الروايات الشريفة، والله أعلم.
وفقكم الله تعالى لكل خير
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:28 AM
136 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): قال تعالى: (هوَ الذي أرسلَ رسولـَه بالهـُدى ودين الحقِ ليظهرَهُ على الدين ِ كله ِ ولو كرهَ المشركون) فهل الآية تدلّ على المخلّص المنقذ، وما رأيكم بما يُشكل بأن الآية الكريمة تقول: إن الدين لم يظهر في الارض كلّها، منذ أن خلق الله الارض، وبالتالي لا بد من أن يأتي هذا اليوم ويتحقق هذا الوعد، ولكن ماذا نقول في ظهور الدين بعد النبي نوح عليه السلام حيث خرج من السفينة، ولم يكن على الأرض من الكافرين أحد، فهل يعد هذا ظهورا؟!
الجواب: من الواضح أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله أطلق مشروع تطهير الأرض من الشرك والكفر، بعد الركام الكبير الذي علاه نتيجة لسلوك الأمم المختلفة مع أنبيائها، ولكن هناك فرق بين اطلاق المشروع وبين تجسيده وتحويله إلى واقع اجتماعي وسياسي، ولأن الإرادة الربانية قائمة على أساس أن لا يكون إجبار في عملية هداية الناس، ولهذا فمن البديهي أن نتساءل عن كيفية وفاء الله بوعده، وعن طبيعة الآلية الناظمة لما أطلق في هذه الآية الشريفة.
وبداهة فإن هذا الوفاء يجب أولاً أن نفككه عن حالة الإجبار الإرادي لتحقيق لك، ونربطه بسنة الله التي لا تغيّر ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، عندئذ من الطبيعي أن نكون في قبالة الحاجة لعدة أجيال يمكن من خلالها أن نرى تبلور هذا الوعد الرباني وبالتالي نتطلع للوفاء له، ومن الخلل بمكان أن يقال أن الآية الشريفة قد تحققت في عهد رسول الله صلوات الله عليه وآله، وبكلمة أخرى فإن هذا الوعد الرباني والفيض الإلهي بعنوانه علة فاعلة، يتطلب وجود العلة القابلة أو بتعبير أبسط نقول: بأن هذا الوعد يتطلب وجود الحاضن له، والحاضن لا يتوقف على شخص الرسول صلوات الله عليه وآله، بل هو دوماً بحاجة إلى خمسة متطلبات أساسية وموضوعية والتي تدخل ضمن السنن الإلهية التي لن تجد لها تبديلاً ولا تحويلاً:
أولها: المشروع في أبعاده العقائدية والفكرية.
وثانيها: المنظومة السلوكية والتشريعية التي تعطي القاعدة الاجتماعية المؤمنة بهذا المشروع الضوابط التي من شأنها أن تجعل انتظامهم وسلوكهم يصب في رافد المشروع لا في ثناياه أو في خارج مصبه، شريطة أن تنسجم هذه المنظومة مع البنية العقائدية التي قام باطلاقها المشروع.
وثالثها: قدرة المشروع على اطلاق عملية تعبوية قادرة على التجدد، وفيها الكثير مما تحتاجه المنظومة السلوكية من عوامل الاستنهاض لمواجهة عوامل الإعاقة أو التغرير التي في العادة تواجه الأمم فتحرفها عن المشروع أو تردعها عنه، مما يحولّ القاعدة الاجتماعية إلى حاضنة اجتماعية تتحمل مسؤوليتها كاملة في إيجاد المشروع والعمل من أجل تكريسه في الواقع الاجتماعي.
ورابعها: القائد المؤتمن على مصالح هذا المشروع، والذي يسهر على إبقاء المسيرة ضمن إطار الهدف وعدم انحراف الأمة.
وخامسها: المؤسسة التنفيذية التي من شأنها أن تهيئ الإمكانات المادية والبشرية وتوجد الآليات الناظمة لتحقيق المشروع.
ولو أردنا تطبيق ذلك على المشروع الرسولي في التعامل مع هذه الآية الكريمة، سنجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله قد أطلق المشروع عبر طرح المشروع في بنيته العقائدية العامة، وفي منظومته السلوكية والتشريعية ضمن خطوطها العامة، ولو لم يك ذلك لما وجدنا حديث الآية الكريمة عن إتمام الدين وإكمال النعمة له معنى، ولكن المشكلة كمنت في النقاط الثلاثة الأخرى، وهي التي ترتبط بقوله تعالى: (بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فالآية لكونها نزلت في أواخر أيام الرسالة، فمن الطبيعي ان نقول بأنها نزلت بعد اطلاق المشروع في منظومته الفكرة والعقائدية وكذلك في منظومته التشريعية والسلوكية، وقد كانت كل الإجراءات التي اتخذت من بعد نزول هذه الآية من أجل معالجة النقاط الثلاثة الأخرى وأعني القائد والمشروع التعبوي والمؤسسة الناظمة لتنفيذ المشروع وتكريسه على وجه الأرض، ولهذا فمن يراجع خطبة الوداع أو خطبة الغدير أو حديث رزية الخميس يجد أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله حينما طرح حديث الثقلين في خطبة الوداع طرحه ضمن بعد (ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً) وهو المعادل الموضوعي لوجود الحاضنة الاجتماعية التي تحمل مسؤوليتها التاريخية بشكل كامل لتحقيق هذا الوعد الرباني، فهذه الحاضنة لن تضل أبداً بمعنى أنها تبقى في إطار الهدف وتتقدم من أجل تحقيقه، وهو نفس الأمر تكرر في رزية الخميس والذي طرحه الرسول الأكرم بأبي وأمي بطريقة: (آتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً)، وما بينهما كان حديث الغدير الذي يتحدث عن مسألة القيادة بقوله الذي طرحه عبر التساؤل التاريخي الكبير: من أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقال الناس: الله ونبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وما من مجال لسخف التفكير لحرف الولاية هنا عن كونها المشروع الرباني الذي نهض به الرسول صلوات الله عليه وآله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، إلى كونها مجرد شعور عاطفي أو وجداني المطلوب منه إبداء الود أو المحبة لمن سيشخصه الرسول صلوات الله عليه وآله من بعد ذلك لهذا الموضع.
مما يؤكد لنا أن إجراءات الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في أيامه الأخيرة كانت منصبّة على هذه الإجراءات التي وسمتها الآية الكريمة (بلغ ما أنزل إليك) وبأنها إن لم تتم فكأن جهده التبليغي ما كان له أثر، ولو حللناها لوجدنا في حديث خطبة الوداع تشخيص للمؤسسة القيادية وتشخيص للأمة الحاضنة، وهو نفس الأمر نجده في حديث الرزية، أما في حديث الغدير فسنجد تشخيص القائد، وحفظ المؤسسة الناظمة (الحكم) بيد الولاية الرسولية، واطلاق المشروع التعبوي في صورة الولاء والبراءة: (اللهم والي من والاه، وعادي من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).
ولئن حاولت السقيفة المشؤومة وأد المشروع إلا أن وعد الله نافذ وأمره قائم، ومسيرة النقش على حجر القلوب الصدأة سيستمر إلى اليوم الذي تكتمل فيه مقتضيات التحقيق للوعد الرباني بصورته الأولى والتي طرحها الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله في إرهاصتها الأولى بما رواه العامة قبل الخاصة ومنها ما رواه بسند صحيح عندهم ابن ماجة القزويني: لا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل،[1] وفي خاتمة مسير هذه الأمة جعل مشروع الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف الذي وعد بأنه سيخرج الناس من الظلم والجور ويعمم عليهم القسط والعدل، وبصورته التامة والنهائية والتي طرحتها الآية الكريمة من أجل تجسيد مشروع إظهار الدين على البشرية جمعاء، مما اقتضى رجوع الأئمة صلوات الله عليهم ممن لم يقم بالدور المهدوي ـ وهو إقامة القسط والعدل في وسط الناس ـ لتحقيق هذا الدور من بعد الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، ولذلك كان حديثهم صلوات الله عليهم عن مجيئ إثني عشر مهدياً من بعد الإمام المهدي صلوات الله عليهم، وأولهم كما هو مقتضى الروايات الشريفة الإمام الحسين عليه السلام، وليس كما تصوره بعض المنحرفين والأدعياء بأن هناك إثنى عشر مهدياً غير الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم.
أما ما تم الإشكال عليه في قضية دين الناس بعد الطوفان، فإنه في الواقع ليس الظهور الذي تتحدث عنه الآية الكريمة، وإلا لما وجدنا الإنحراف هو الذي يسارع إلى دين نفس هؤلاء، فدين ما بعد الطوفان كان ديناً لما يكتمل بعد من جهة، ولم يك مهيئاً لتحقيق ما رمت إليه الآية الكريمة، ولم يكن العالم مهيئاً بعد لبروز التعقيدات الاجتماعية والسياسية المختلفة والتي بموجبها يكون طرح الحجة البالغة التي تعالج كل التعقيدات البشرية ولا تبقي لمحتج حجة.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:29 AM
138 - سمير ـ الكويت (الموقع الخاص): ذكر الشيخ الطوسي في الغيبة أن اليماني يخرج قبل السفياني، وذكرتم في كتابكم علامات الظهور، وفي العديد من محاضراتكم أن اليماني يتزامن خروجه مع السفياني مع احتمال أن الخروج المقصود قد لا يكون في أول خروج السفياني بل ربما يكون لإي أحد محطات خروجه، فكيف يمكن التوفيق بين كل ذلك؟
الجواب: اعتقد أنه قد حصل لديكم لبس شائع، فالشيخ الطوسي رضوان الله عليه ذكر رواية محمد بن مسلم عليه سحائب رحمة الله قال: يخرج قبل السفياني مصري ويماني[1] في نفس الموضع الذي ذكر فيه تزامن خروج السفياني والخراساني واليماني في وقت واحد،[2] ومن الواضح جداً ان هناك فرق بين الحديث الأول والحديث الثاني، فالأول يتحدث عن يماني دونما تعريف بينما الثاني يتحدث عن اليماني، والأول يتحدث عن فترة ما قبل السفياني، والثاني يتحدث عن مرحلة متزامنة مع السفياني مما يعني أننا أمام شخصيتين مختلفتين، فاليماني الموعود والموصوف بأهدى الرايات يخرج بالتزامن مع خروج السفياني عليه لعائن الله، ولكن ما أشير إليه في حديث محمد بن مسلم إنما يشير إلى يماني آخر، وقد توهم الكثيرون بأننا أمام يماني واحد، وهو اشتباه محض، وقد ذكرنا في بعض الأجوبة بأن أحداث الشام المعاصرة لو صدق أنها هي الأحداث التي تمهّد لظهور ابن آكلة الأكباد، فمن غير المستبعد أن يكون المقصود بحديث الرواية عن المصري واليماني هنا هو التكفيريين أبو أيمن الظواهري وأسامة بن لادن.
أما اليماني الموعود فمن المسلم أن خروجه يتزامن مع خروج السفياني، لوضوح ما جاء في رواية الإمام الصادق عليه السلام: خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، ولكن هذه الرواية وغيرها لم تشر إلى أي مرحلة من مراحل الخروج الخاصة بالسفياني، فهل هو اليوم الأول لخروجه في الوادي اليابس في شهر رجب؟ أم هو يوم خروجه لتحرير الكور الخمسة؟ أم هو يوم خروجه لمعركة قرقيسياء؟ أم هو يوم اقتحامه للعراق؟ أم هو يوم هجومه على بغداد والكوفة؟ فكلها مراحل خروج، واحتمل قوياً أن المراد بالتزامن المذكور في الروايات هو أحد المراحل المتأخرة عن خروجه الأول وخروجه لمعركة الكور الخمسة، ولربما يضم إليهما خروجه لمعركة قرقيسياء، لأن تلك المراحل لا علاقة لها بالعراق أو إيران مما يستدعي تحرك اليماني والخراساني، بينما المراحل الأخيرة حتى لو أدخلنا معها معركة قرقيسياء فمن الواضح دلالتها الأمنية والعسكرية في الشأن العراقي والإيراني مما يستدعي حكماً القول بتزامن الخروج بين الرايات الثلاثة.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:31 AM
139 - زهر ـ أمريكا (الموقع الخاص): هل يوجد في الروايات ما يدل على وجود الدعوة السرية للامام عجل الله فرجه قبيل خروجه وكيفية اتصاله باصحابه وبالخصوص اليماني والخرساني قبل خروجهما؟
الجواب: بخصوص اليماني والخراساني فلا توجد أية رواية تشير إلى ذلك، ولكن القدر المسلّم به أن الإمام صلوات الله عليه يتصل بمن يريد التواصل معهم، سواء في زمن أوائل الغيبة الكبرى أو في بقية الأزمنة فمما لا شك فيه أنه لا حيلولة أمامه في هذا المجال، وقصة اتصاله بإبراهيم بن علي بن مهزيار والشيخ ابن قُولويه والشيخ المفيد من المتقدمين، أو بامثال السيد مهدي بحر العلوم الكبير رضوان الله عليهم مما شاع وانتشر صيته بين الثقات، ويسري عليه المئات من غيرهم، ولكن طبيعة التواصل هذا لا نمط خاص له، فقد يكون اتصالاً مباشراً كما هو الحال مع ابن مهزيار أو السيد بحر العلوم، أو غير مباشر كما هو الحال في إجابته لأسئلة الشيخ ابن قُولويه في قصة إعادة الحجر الأسود لموضعه بعد سرقته من قبل القرامطة، وتظهر لنا قصة ابن مهزيار أن للإمام خدم خاص به يمارسون عملية التواصل هذه، وهي الأخرى تتم بأساليب مختلفة، فقد يفصح الخادم الخاص للإمام صلوات الله عليه عن ذلك، أو يخفي الأمر ولكنه يوصل الرسالة التي يريد الإمام روحي فداه إبلاغها، وقد يرى الناس الإمام بأبي وأمي ولا يكتشفون أنه الإمام صلوات الله عليه إلّا بعد رحيله عنهم، وهذه الأكثر شياعاً بين الثقات، وقد يكون ذلك عبر الرؤى الصادقة أو المكاشفات والتي قد تحدث معه عليه السلام مباشرة، أو مع أحد أعوانه، ومن الوضح أن المكاشفة تختلف عن الرؤيا الصادقة، فالمكاشفة تتم عبر الإنفتاح على مكان مختلف كلية عن مكان من يراها، وتتم في حال اليقظة وليس في حال المنام، وكل ذلك لا علاقة له بممنوعية المشاهدة، فلقد ذكرنا أكثر من مرة أن المشاهدة الممنوعة الواردة في التوقيع الشريف الصادر للسفير الرابع رضوان الله عليه: ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر،[1] هي المشاهدة التي تخص حالات التشريع بمعنى أن المدّعي يتحدث عن أن الإمام صلوات الله عليه أمره بكذا وقال له كذا من الأمور التي تدخل في المسائل التشريعية سيّان في ذلك أن تكون عبادية أو مما يدخل في المعاملات، إذ أن من المسلّم به أن هذا هو الممنوع في المشاهدة أما محض الرؤيا أو المكاشفة أو ما إلى ذلك مما لا يدخل في هذا المجال فمما لا ريب في وقوعه وحصوله.
وعلى أي حال فإن الإمام صلوات الله عليه يتواصل مع شيعته بطرق مختلفة ولأسباب مختلفة وبشرائح مختلفة، وما من دليل على أن من يتم التواصل معه يكون علامة على تديّنه أو تقواه، فقد تكون عملية التواصل لزجره ونهيه عما يقوم به، أما بخصوص اليماني أو الخراساني فلا دليل روائي لدينا لكنهما كما بقية شيعة الإمام صلوات الله عليه يتوافرون على فرص الإمكان.
حسين كاظم 0
30-04-2013, 12:34 AM
140 - Sabbah (الموقع الخاص): ما الافضل القتال والاستشهاد تحت راية اليماني؟ أم الحفاظ على النفس بهدف رؤية الامام المهدي عجل الله فرجه؟
الروايات تدعونا بعدم الالتواء عن راية اليماني و القتال تحت رايته لكن هناك رواية عن الامام الباقر عليه السلام يقول فيها انه لو وصل لعصر الظهور لابقى نفسه لصاحب الامر كما ورد في الرواية التالية: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم . فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا . ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عليه السلام) قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر).
الجواب: الرواية التي أشرتم إليها هي مما ورد في كتاب غيبة النعماني،[1] وهي تتحدث عن مرحلة ما قبل اليماني، وتحديداً عما سيجري في إيران قبل هذه المرحلة، وحديث الإمام صلوات الله عليه عن استبقاء النفس للكناية عن مدى قرب تلك الفترة من ظهور الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا، لا المنع من بذل النفس والمناصرة لما يجب من أمور على المكلف في زمن الغيبة، وهو واضح لأنه تعارض بين المستحب والواجب، ولكن هذا الواجب يتوقف بطبيعته على موقع الشخص الزماني والمكاني، فقد يتوجّب علي أمر نتيجة لعوامل الزمان والمكان لا يتوجب عليك نفسه وأنت في مكان آخر كما لا يخفى، أما بالنسبة إلى المفاضلة بين القتال بين يدي اليماني أو استبقاء النفس، فالعبرة في ذلك طبيعة النية والموقف من مناصرة الإمام روحي فداه، إذ لا شك أن مناصرة اليماني بناء على ما جاء في الروايات من أجل مناصرة الإمام صلوات الله عليه، ولأن العمر ليس محكوماً بيد أحد، فإن تلبية نداء اليماني سيكون هو تكليف النصرة، وهو الأليق بالمناصر الجاد للإمام صلوات الله عليه، فهذه المناصرة لا تستوجب حضور الإمام عجل الله فرجه، فحتى لو استشهد الإنسان بين يدي اليماني ونواياه متعلّقة بنصرة الإمام بأبي وأمي فمما لا شك أن أجره غير منقوص في هذا المجال، بل ربما كان من السبّاقين.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:24 AM
141 - أبو زهراء ـ المغرب (الموقع الخاص): الثابت من الروايات أن خروج السفياني في رجب وخروج الإمام أرواحنا له الفداء في محرم، والمستخلص من كلام كثير من العلماء أن بين رجب الذي يظهر فيه السفياني وبين محرم الذي يكون فيه خروج الإمام ستة أشهر.. هل لكم شيخنا الكريم فهم آخر لهذه الروايات وكيف تحسبون المدة بين خروج السفياني إلى ظهور الإمام عجل الله فرجه الشريف؟
الجواب: الثابت في الروايات الشريفة أن بين خروج السفياني وظهور الإمام صلوات الله عليه هو حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، منها ستة أشهر سيقاتل فيها السفياني من أجل فتح الكور الخمسة وهي المحافظات السورية التي تخرج من حكم الشام بما فيها دمشق، ليبقى بين ظهور الإمام صلوات الله عليه وبين استيلاء هذا الخبيث حمل امرأة أي تسعة أشهر، والظهور أخي الكريم ليس هو الخروج لأن الثابت أن ظهور الإمام صلوات الله عليه يتزامن مع الصيحة الجبرائيلية التي تدوي ليلة القدر، أما خروجه ونشره للواء الجهاد فسيكون في محرم، ولذلك لا يوجد إبهام في الروايات غاية ما في الأمر أن الناس لا تفرق بين الظهور والخروج، والأمر كما قد بينت لكم.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:25 AM
142 - أبو غفران العطواني ـ العراق (الموقع الخاص): هل الشيصباني هو صاحب البرقع؟
الجواب: الروايات ساكتة عن ذلك، ولكن أغلب الظن أنها تشير إلى شخصيتين متعددتين، نعم طبيعة الظرف الذي يخرج فيه الشيصباني قريب من الظرف الذي يخرج به السفياني، وصاحب البرقع هو أحد ادوات جيش السفياني الذي يقتحم النجف، ولأن الشخصيتين عملهما في مكان واحد أي في الكوفة، فلا يبعد وجود اتصال ما بينهما، إن على المستوى الشخصي أو على المستوى السياسي.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:27 AM
143 - المحمدي ـ المغرب (الموقع الخاص): بالنسبة للروايات التي تتحدث عن السنة الفردية، هل هي سنة ظهوره ( صيحة رمضان ) ، أم سنة خروجه ( بيعته في محرم بمكة ) ؟؟
الجواب: في الرواية الشريفة التي ترد عن الإمام الباقر عليه السلام جاء فيها أن الإمام صلوات الله عليه: يقوم في وتر من السنين، تسع واحدة، ثلاث، خمس،[1] ومن الواضح أن القيام مرادف للخروج إن أخذ على إطلاقه، وهو إطلاق يدلّنا عليه حديث الإمام الصادق عليه السلام قال: لا يخرج القائم عليه السلام إلا في وتر من السنين، سنة إحدى، أو ثلاث، أو خمس او سبع أو تسع.[2]
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:28 AM
144 - الغزي ـ الدنمارك (الموقع الخاص): في أخبار علامات الظهور يخرج 16000 ألف يقاتلون الإمام في ظهر الكوفة، وهم من المتدينين كيف يكون ذلك؟ والعراق مشغول بحرب السفياني، وأين يكون الخراساني واليماني آنذاك وقد هزموا السفياني، أليس من المعقول أنهما هما المسيطران في العراق بعد نصرهما على السفياني، وهما من أصحاب الإمام؟ وكيف لا يكونوا في استقبال الامام؟ وكيف يسمحون بخروج من يحارب الإمام؟ وهؤلاء ال 16000 أين كانوا وقت حضور السفياني، لماذا لم يقاتلوه؟
الجواب: في الرواية الواردة في هذا المجال عن الإمام الباقر عليه السلام، فإن 16 ألف مما تطلق عليهم الروايات صفة البترية،[1] سيعترضون على الإمام صلوات الله عليه ثم يعمدون إلى إشهار السلاح ضده، ومن الواضح أن الرواية تصف حالهم بالنفاق وإن علتهم واجهة التدين، وفي تلك الفترة لن يكون العراق مشغولاً بحرب السفياني بل يكون السفياني قد اندحر عنه قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه، لأن حركة اليماني الموعود والخراساني إنما تكون قبل ظهور الإمام روحي فداه، وليس بعده، والحديث عن سيطرتهما على العراق لا يعني عدم وجود المتخفين ممن لهم رأي وموقف معارض لهما، خاصة وأن هؤلاء يبرزون خلافهم بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، أما أين سيكونان في حال إقبال الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا إلى الكوفة؟ فالروايات ساكتة، وإن كان مقتضى الحال أن اليماني وجيشه سيكون من أعمدة المستقبلين لأنه هو الممهد الرئيسي لوجوده الشريف في الكوفة، ولا يمنع أن يكون في خدمة الإمام صلوات الله عليه في مكة حال خروجه الشريف، ويقبل معه إلى الكوفة.
وما من ريب أن خروج الإمام صلوات الله عليه سيجعل اليماني والخراساني وكل شخصية بارزة من المهتدين في جملة جيشه وأعوانه بأبي وأمي، ولكن هل سيشتركان في هذه المعركة أم لا فلا دليل من رواية عليه او ما شاكل فقد يرسلهما الإمام صلوات الله عليه إلى أماكن أخرى، وقد يكونان في طلائع المقاتلين لهؤلاء المنافقين.
ومن الطبيعي أن الرواية الشريفة حينما تسم البترية بالنفاق، فإن أي حظ لهم في معارك التمهيد والنصرة للإمام صلوات الله عليه سينتفي، ولا بد من الإشارة في الأخير إلى أن المراد بالبترية هم من يقولون بأمر الإمامة، ولكنهم لا ينزلون آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين في المنزلة التي أمر الله أن ينزلوا بها، ويقتطعون من حقوقهم ما منحه الله تعالى لهم دون سواهم.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:31 AM
145
Alrwad Net (http://www.facebook.com/alrwad.net) (الفيس بوك) مارأيكم في أسراب الجراد الاحمر الذي انتشر في مصر وبلدان افريقيا ووصل الى فلسطين واسرائيل ولبنان هل هو من العلامات؟؟
فقد روى الفضل، عن علي بن أسباط، عن محمد بن أبي البلاد،[1] عن علي بن محمد الاودي، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه، أحمر كألوان الدم. فأما الموت الاحمر فالسيف، وأما الموت الابيض فالطاعون.[2]
الجواب: في البداية دعني أعرب عن سروري لطبيعة متابعة الأخوة الأفاضل لهذه الروايات والسعي للتأكد من طبيعة مقاربتها مع الواقع، وأشكر الله سبحانه أن قيّض لمثل هذه الروايات من شباب الشيعة من يحاول أن يتعمّق بها.
وفي الحقيقة فإني تابعت ذلك منذ مدة وأجد اولاً أن حركة الجراد والتي اتخذت رقعة اوسع مما ذكرتم تأتي في غير وقتها إذ أن هذا الوقت ليس هو الوقت المعتاد لهجوم الجراد والذي يتحرك بموجات جماعية تقدر بالملايين لكل موجة، وعادة ما ينتقل من وسط أفريقيا إلى شمالها ثم إلى الحجاز مركز تزاوجه، ولكن تحركه هذا العام كان بسبب وجود منخفضات جوية ادت إلى وجود الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في اماكن تواجده مصحوبة بحركة رياح عالية وهي التي تعمل على نقله لأن الجراد لا يقوى على الطيران لمسافات طويلة.
والرواية التي تشير إلى الجراد الأحمر بلون الدم إنما تشير إلى احد أطوار نمو هذه الحشرة، فهي في بدايته تكون حمراء قاتمة أو بنية اللون تضرب إلى الحمرة، ولكنها ما ان تكبر حتى تتحول إلى صفراء تضرب إلى الخضرة، وهو حين يصل إلى الحجاز حيث محطة تزاوجه يكون باللون الأصفر الضارب إلى الخضرة، ولذلك فإن حركة الجراد المعتادة لا توصل الجراد الأحمر إلى هذه المناطق ومنها إلى العراق، ولكن هذه السنة وصلت مجاميع من الجراد الأحمر إلى بعض مناطق العراق فضلاً عن مناطق البادية الحجازية الشمالية.
أما فيما يتعلق بالرواية الشريفة، فهي تشير إلى علامة ليست حصرية على الظهور، فهكذا أمور يمكن أن تحصل بين فترة وأخرى، ولذلك فإن محض وجودها لا يدلّ على قرب الظهور الشريف، نعم إذا ما ضمّت إلى بقية الأحداث والعلامات، فإنها ولا شك تعطي زخماً من المصداقية لتسقيط العلامات على الأحداث الواقعة، بمعنى لو أن مجموعة من العلامات بدت آفاقها تبدو لعيان المراقبين لمثل هذه الأمور، فإن حصول هذه العلامة بمعيّتها يمكن أن يعطي مصداقية لتحليل هؤلاء.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:34 AM
Hussien - 146 (الموقع الخاص): سؤالي هل هناك في الروايات ما يشير على أن اليماني سيد ينتسب الى بني هاشم ؟؟ هل من الممكن ان يكون من بيوتات ال الحكيم او ال الصدر او غيرها التي ترجع جذورها لليمن؟؟
ورد انه عن طرق اهل السنة انه على يديه تقع الملاحم وتفتح رومية وقسطنطينية وعكا ما ردكم على ذلك ؟؟ وما تقييمكم الموضوعي والعلمي لكتاب عصر الظهور للشيخ علي الكوراني ؟والموسوعة المهدوية اربعة اجزاء للشهيد المقدس محمد صادق الصدر ؟؟
الجواب: أما بالنسبة للسؤال الأول فإن كون اليماني سيدا إنما جاء في خبر سطيح الكاهن، وهذا مما لا سبيل للتوثق منه، لأننا لا نأخذ رواياتنا من الكهنة والسجاع.
أما بالنسبة للسؤال الثاني فإن ما ورد عن أئمة الهدى عليهم السلام في كتبنا المعتمدة لا يشير إلى أي دور لليماني من بعد دوره في إنقاذ الكوفة من براثن السفياني، وعدم الحديث لا يعني نفي ما سواه، فالرجل له موقع عظيم لدى أئمة الهدى عليهم السلام، وليس مستغرباً أن يقوم في عصر الظهور الشريف بأدوار عظيمة، ولكن يبقى هذا مجرد احتمال ليس إلّا، لأننا لا نمتلك الوثيقة التي يمكننا اعتمادها في حسم هذا المجال، ولو ظهر الإمام صلوات الله عليه، فما الجدوى لنتتبع أخبار غيره؟
أما بالنسبة لسؤالكم الثالث، فمما لا شك فيه أن كل جهد علمي له موقعه الخاص، وهذه الجهود في العادة يكون لها شذاها الخاص كما الورود المتعددة في الروضة الواحدة، بالرغم من وضوح أني لم أعتمد في أبحاثي في القضية المهدوية على أي منها.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:36 AM
147 - عماد المشرفاوي (الموقع الخاص): ماهو رايكم باكتشاف وكالة ناسا كوكب سيظهر في نهاية هذه السنه وانه شبيه بالقمر وانه له ذيل وهل هذا المذنب هو نفس الكوكب المذنب الذي تذكره الروايات الذي سوف يظهر قبل ظهور الامام المهدي بفتره وجيزه
http://www.panet.co.il/online/articles/11/25/S-656533,11,25.html
الجواب: حركة المذنبات وظهورها هي امر طبيعي في السماء، ولا دلالة فيها بمفردها على أمر معين، وقد ورد في غير رواية الإشارة إلى المذنبات، ولكن يمكن أن تكون لها دلالة تقريبية إن ضممناها إلى قرائن أخرى كأن تكون علامات واضحة الدلالة زمانياً أو مكانياً في علامات الظهور، فلو أطلقت الرواية الحديث عن المذنبات لا يمكننا أن نستدل بها على أمر مشخّص، ولكن لو تحدثت على قرب الظهور واقترن ظهورها مع أحداث خراب الشام وهي احداث لها دلالتها المهمة على قرب الظهور الشريف عندئذ سيكتسب ظهور المذنبات أهمية خاصة بالنسبة للمترقبين للظهور الشريف، ولكن كيفما يكن فهي ليست من العلامات الحاسمة.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:38 AM
148 - عماد الخفاجي (الموقع الخاص): ورد في بعض الرويات بانه اذا خرج اليماني حرم بيع السلاح .. ألا يدل ذلك على أنه شخص يمتلك مواصفات الفقيه والمرجع الديني خصوصاً وأن لفظ (حرم) يوحي بذلك.
الجواب: هذه العبارة وردت في رواية الإمام الباقر عليه السلام قال: فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم.[1] وكلمة التحريم الواردة في الرواية الشريفة تحمل على وجهين، فإن جاءت بصفة التشديد (أي تأتي بصيغة: حرّم) يكون ضمير القائل عائد لليماني، وإن جاءت مبنية على المجهول فالكلام لغيره، وأغلب الظن أن الكلمة جاءت بصيغة المبني للمجهول وبالتالي فإن الحكم يصدر من غيره، لأن التشديد لا يلمس في لفظ الرواية، ولو كان الامر بهذه الطريقة فإن من الواضح انه ليس فقيهاً بالمعنى الذي يصدر فيه مثل هذا الحكم، وإن كان اصدار مثل هذا التحريم قد لا يكون في مجال التشريع مما يستلزم فقيهاً، وإنما قد يأتي في المجال الأمني والقانوني وفي حاله سيكون اليماني هو الذي يصدر هذا الحكم باعتباره هو المهيمن على هذا المجال في مناطقه، والذي نعتمده ان ظاهر الرواية يحمل على التشريع الفقهي، خاصة مع وجود لفظة: وعلى كل مسلم، مما يمكن ان يعمّ كل المناطق سواء كانت تحت قبضة اليماني او تلك التي لم تصل سلطته لها.
على أن الحكم بحرمة بيع السلاح يراد به وصف معارك هذا العبد الصالح، إذ ان هذا التحريم لا يصدر إلا في المعارك المتعلقة بأهل البيت عليهم السلام، لوضوح جواز بيع السلاح في حال الأمن على شيعة أهل البيت عليهم السلام من الضرر، مما يعني تزكية هذه المعارك من الناحية الإيمانية، وهو ما يضيف مدحاً ضمنياً لهذا العبد الصالح على ما تم مدحه في روايات أخرى.
على أن الرواية أيضا تدلّ على مصيرية معارك هذا الرجل، وتفرض طوقاً مشدداً من الولاء له وعدم إعاقة حركته.
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:39 AM
149 - حيدر ـ العراق (الموقع الخاص): كيف تقرؤون تهديدات كوريا الشمالة للولايات المتحدة الأمريكية بالصورايخ النووية فهل لها تطابق في رواياتنا ؟؟
الجواب: من المسلّم أن الروايات الشريفة تحدثت عن حرب عالمية شرسة جداً تحدث من بعد التفجير النووي في الشام، وما من شك في أن الوصول إلى حالة حرب كهذه يسبقه تشنج وتوتر كبيرين في الأوضاع الدولية على غرار التشنج والتوتر الذي أدى بكوريا أن تهدد بهذه الطريقة، فلو قدر اننا قريبون من التفجير النووي في الشام، فلا شك أن مثل هذا الحادث سيشير إلى اقتراب حصول الحرب العالمية المشار إليها في الروايات الشريفة، وإلا فإن حادث التهديد لن ينجر إلى حصوله بل يبقى مجرد تهديد .
حسين كاظم 0
09-05-2013, 01:41 AM
150 - حيدر ـ العراق (الموقع الخاص): هل لنجباء مصر دور في حركة الظهور ؟؟
الجواب: لا تشير الروايات الشريفة إلى دور ذو دلالة في مرحلة ما قبل الظهور الشريف، ولكن هناك دور كما يطرح في بعض الروايات إلى هؤلاء الأبرار في مرحلة ما بعد الظهور الشريف.
س البغدادي
09-05-2013, 11:09 PM
لازلت متابعا لطرحكم الممتاز
نتمنى من جنابكم اخي العزيز الاستمرار بذلك وعدم الانقطاع
ولكم التقدير
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الاخ الفاضل ( س البغدادي ) تحيه طيبه لك ..
اشكرك على هذا الكلام الطيب . وان شاء الله سوف لن انقطع عن المواصله ..
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:23 AM
151 - حيدر ـ العراق (الموقع الخاص): ورد في بعض كتب العامة ولعله كتاب كنز العمال بأن السفياني يسير حتى إذا وصل عين التمر فإنه يفقد الإيمان كله .. ما معنى فقده للإيمان في مدينة عين التمر؟ وهل مدينة عين التمر تعتبر من ضمن الاماكن التي سيمر بها السفياني وصولاً الى الكوفة؟ .. مع وجود استغراب لدي حبذا سماحة الشيخ توضيحه لي وهو عدم ذكر مدينة كربلاء وما يجري فيها عند الظهور.
الجواب: الرواية رواها صاحب عقد الدرر نقلاً عن تفسير محمد بن الحسن النقاش المقري،[1] وهي من روايات العامة ولا علاقة لها بأهل البيت عليهم السلام، وما من ريب أن طريق عين التمر لا علاقة له بالإقبال السفياني على الكوفة الذي يكون من جهة بغداد، فعين التمر تقع إلى الجنوب الغربي من كربلاء، نعم يمكن لجانب من جيش السفياني ان يزحف باتجاه الكوفة من الأنبار مباشرة، ولكن هذا الطريق بعيد هو الآخر عن عين التمر، بالرغم من أن رواياتنا تتحدث عن إقبال جيش السفياني إلى الكوفة من بغداد تحديداً، كما أن لا يوجد في هذه الروايات أية إشارة لوصول السفياني إلى كربلاء، ومنطق الروايات هو الآخر يستبعد ذلك، والرواية مع ضعفها سنداً وغرابتها متناً تتحدث عن معركة جبل الذهب التي يشير صاحب الرواية إلى أنهم سيقتتلون عليه قتالاً شديداً حتى يقتل سبعون ألف رجل، وكل ذلك قبل دخوله إلى الكوفة، وهو ما يقتضي حاجته إلى وقت كبير لا يتناسب مع كونه يتسابق واليماني والخراساني كفرسي رهان فيسبقهما إلى الكوفة، على أن تفاصيل دخوله إلى الكوفة تختلف كلية مع المعتمد من رواياتنا، ولذلك لا يمكن التعويل على الخبر جملة وتفصيلاً.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:25 AM
152- عمار ـ البصرة (الموقع الخاص): سمعت في أحد المرات ان الشيخ جلال الدين الصغير يقلل من قيمة كتاب الجفر العلوي، سماحة الشيخ هناك نصوص في الكتاب ذكرت عصر الظهور والاحداث التي تقع قبل الظهور المبارك وهي صريحة جداً ولا تقبل التاويل، وقد وقع بالفعل مثال على ذلك كتاب الجفر العلوي ص 7 يتحدث عن الرئيس المصري حسني مبارك وعند خروجه يقول الكتاب صفحة 7 فاعلموا ان المهدي سيطرق أبوابكم التفصيل في الكتاب، وكذلك يتحدث عن الرئيس أوباما بشكل صريح جداً جداً صفحة 385، وكذلك ثورة تونس، وأيضا بشكل صريح جداً، وحتى احداث سبتمبر وكل هذه الأحاديث في الكتاب منقول، أو موجود مسبقاً من كتاب المفاجاة للكاتب محمد عيسى داود طبعة سنة 2002 الشهر 8 السؤال النصوص موجودة في الكتابين ومطبوعة هذه الكتب قبل الاحداث و هي صريحة جداً جداً اذا راجعت ىالنصوص والكتب المذكور، فاذا كنتىم تقلّلون من شأن هذا الكتاب فمن أين أتوا بأخبار الأحداث قبل وقوعها وبهذا الشكل الصريح.
الجواب: كان حديثنا عن كتاب الجفر الخاص بأمير المؤمنين عليه السلام والوارد ذكره في الروايات الشريفة، ومن المؤكد أن هذا الكتاب لم يقع في يد أحد غير أئمة الهدى صلوات الله عليهم، وهو من مواريثهم كابراً عن كابر، وما من سبيل إليه إلّا عن طريقهم كما هو الثابت في الروايات، أما ما هو متداول في أيدي الناس فيلاحظ عليه أولاً أن نسخه متعددة، ولا يعلم من هو مؤلفه، ولا كيفية وصوله إلى زمننا المعاصر، أما ما أشير إليه من أنه يحوي ذكر أحداث حصلت حالياً، فمع أننا لم نطلع عليه لنتوثق من ذلك إلا أن ذكر هذه الأحداث المستقبلية ليس دليلاً على روايته عن أمير المؤمنين عليه السلام، فمن يرجع إلى كتاب نوستراس داموس يمكنه أن يجزم بأنه يشير إلى موضوعات حصلت من بعده بما فيها جانباً من الأحداث المعاصرة، وما يشاع من أشعار منسوبة لمحيي الدين بن عربي تحوي ذكراً لأحداث وقعت حالياً.
ومن المعلوم أن مثل هذه الامور يمكن تيسير بعضها من خلال علوم خاصة بحسابات النجوم والأفلاك وغيرها، على أن الحقائق إذا ذكرت في كتاب فلا تحتاج إلى توثيق، فنفس حصولها معرب عن وثاقتها، ولا يعني ذلك توثيق ما سواها.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:28 AM
153 - حسام الحسناوي (الفيسبوك): هل ما جاء في الرواية التالية يدخل في باب حسن العاقبة وسوء العاقبة وكيف تكون حسن العاقبة لدخول الكافر في الهداية؟ و منع نوره عن الذي كان يعتقد به عليه السلام؟.
غيبة النعماني، باب - 21: ما جاء في ذكر أحوال الشيعة عند خروج القائم عليه السلام وقبله وبعده 1 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدثنا حميد بن زياد، عن علي بن الصباح، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي، قال: حدثنى جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، قال: أخبرني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إذا خرج القائم (عليه السلام) خرج من هذا الامر من كان يرى أنه من أهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر.[1]
الجواب: ما من شك في أن الرواية تتحدث عن حسن العاقبة، ولكن الحديث ليس عن الكفار وإنما عن نمط من الفسقة ممن يدرك حسن التوفيق للعمل بطاعة الإمام صلوات الله عليه بعد مدة من فسقه، ولذلك وصف أعمالهم حال الفسق وكأنهم أشباه عبدة الشمس والقمر، ومن واقعنا العملي نعلم جيداً كثرة الفسقة الذين يدركون التدين لاحقاً، أما من حيزت عنهم حالة حسن العاقبة فلما في قلوبهم من النفاق الذي كان لا يظهر في سلوكهم، ومن المعلوم أن الإمام صلوات الله عليه سيقاتله البترية وهم ممن كان يزعم أنه على هذا الأمر ولكنه أبطن مخالفته نزقاً ونفاقاً، وهؤلاء لم يروا نور الإمام صلوات الله عليه، بل كان حديث المعتقد لديهم لا يتجاوز تراقيهم.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:30 AM
154 - أوس علي المياحي ـ (الموقع الخاص): روي أن من قال بعد فريضة الظهر وفريضة الفجر في يوم الجمعة وغيره من الأيام: "اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم", لم يمت حتى يدرك القائم (ع), فما هو المقصود بــ(يدرك)؟.
الجواب: المراد بكلمة الإدراك هو البلوغ والوصول، ومن المعلوم أن الوصول إلى الإمام صلوات الله عليه لا يعني إدراك وقت ظهوره الشريف بالضرورة، بل المراد به هو أنه من يداوم على هذا الذكر سيوفق لرؤية الإمام صلوات الله عليه قبل موته.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:32 AM
155 - أوس علي المياحي (الموقع الخاص): روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "من دعا أربعين صباحاً بهذا العهد-دعاء العهد- كان من أنصار قائمنا (ع)", هل هناك شروط للقراءة كأن تكون أربعين صباحاً متتالية؟ هل هي دورة لأربعين صباحاً مره في العمر؟ أم يجب أن تتكرر؟.
الجواب: في مثل هذا النمط من النصوص فإن المراد ليس مجرد القراءة لنص الدعاء، ولكن التدبّر بهذا الدعاء والإلتزام بمحتوياته الفكرية والعقائدية والعملية هو الذي يؤمّن للإنسان نصرة الإمام صلوات الله عليه، وهذه النصرة ليس المراد بها نصرة قادة جيش الإمام صلوات الله عليه المعدودين بالثلاثمائة وثلاثة عشر، كما أنها لا تعني بالضرورة النصرة في وقت ظهوره الشريف، لأنها يمكن أن تتم في وقت بعيد عن الظهور، ومن الواضح ان تكرار القراءة لمثل هذه النصوص هي التي تركز حالة التدبر وتديمها وتوجد نمط من الحب والولاء للإمام صلوات الله عليه.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:34 AM
156 - أوس علي المياحي: (الموقع الخاص): كيف يدخل الأتراك الى الشام بعد حصول التفجير النووي لما يتركه التفجير من أضرار الإشعاع؟.
الجواب: طبيعة مخلفات الإشعاع النووي محدودة المكان والزمان، كما أن التقنيات المعاصرة في صناعة هذه القنابل حدّت من عملية نشر الإشعاع، ولو قدّر أن الإنفجار النووي يحصل في دمشق، فإن منطقة الاحتلال التركي التي ستشمل كل المنطقة المحاذية للحدود العراقية لتستوعب عموم الجزيرة السورية ستكون بعيدة جداً عن مجال التأثّر بالإنفجار النووي.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:37 AM
fadel - 157 ـ الدنمارك (الموقع الخاص): عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السفياني من المحتوم وخروجه في رجب، ومن أول خروجه الى آخره خمسة عشر شهراً, ستة يقاتل فيها, فاذا ملك الكور الخمسة ملك تسعة أشهر لم يزد عليها يوماً، هل هذا يعني أنه من خروجه إلى آخره (١٥) شهر؟
تقولون خروج السفياني في رجب ٦ اشهر يقاتل فيها، وبعدها ٩ أشهر يعني نصل إلى شهر رمضان ظهور الامام روحي فداه، وبعد ٣ اشهر يعلن ثورته العالمية يوم ١٠ محرم في مكة، ويزحف الى المدينة وبعدها إلى العراق، ويؤسس دولته في الكوفة، وبعدها يذهب الى سوريا وعندها يقتل اصحاب الامام السفياني الملعون في سوريا، وفي روايات أخرى على بحيرة طبرية: فإذا جمعنا هذه الفتره من أولها إلى آخرها تزيد عن ٢٦ شهراً، والرواية واضحة ١٥ شهراً من أوله إلى آخره، ارجوا توضيح هذه الملابسة.
الجواب: لا توجد ملابسة في حقيقة الأمر سوى أنكم فهمتم من حديث الإمام صلوات الله عليه ما لم يُشر إليه الإمام عليه السلام، فحديث الإمام صلوات الله عليه في قوله: من أوله إلى آخره، لا يقصد أن أمر السفياني من أوله إلى آخره يستمر لمدة خمسة عشر شهراً، بل إنما يقصد أن ظهور الإمام صلوات الله عليه حسابه من أول خروج السفياني إلى آخر امر ظهور الإمام روحي فداه هو حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، وهي تبتدأ من رجب وتنتهي عند الصيحة الجبرائيلية في ليلة القدر، لأن القدر المتيقن أن القتال الذي سينشب بين الإمام أرواحنا فداه وبين ابن آكلة الأكباد لن يكون في الأيام الأولى من خروج الإمام بأبي وأمي إلى العراق، بل إن وقتاً مهماً سيمر حتى تحكيم أمر دولته في العراق قبل أن يبتدأ الإمام صلوات الله عليه أعماله القتالية خارج العراق، ولا يوجد في الروايات ما يشير إلى وقت محدد لذلك، كما وأني لم أعثر على ما يمكن اعتماده في حساب المدة التي سيستمر فيها حكم السفياني، إلا أن من المؤكد أن جيشه الذي سيرسله إلى الكوفة سيهرب من الكوفة قبل وصول اليماني والخراساني إليها، وسيتم تدمير هذا الجيش وإبادته من قبلهما قبل إتمام إنسحابه إلى بغداد، والمنطقة المقدّرة هي ما بين شمال الحلة وجنوب بغداد.
ولا أدري كيف استنتجتم المدة بـأنها 26 شهراً.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:48 AM
158 - طارق سدخان ـ البصرة (الموقع الخاص): هل السفياني شيعي او سني؟ وما هو الدليل؟
الجواب: الروايات لم تشر إلى هذا أو ذاك، ولكنها أشارت في بادئ أمره لن يكون ناصبياً، بل غالبية شرّته وبأسه سيكون على نواصب العراق وسوريا، ولربما نلمس من الروايات الواردة في شان الكور الخمسة وحربه ضدهم وكذلك حربه ضد الأتراك وبنو قيس في دير الزور انه ليس سنياً لأن الكور المشار إليها كلها سنية ومثلها دير الزور وبنو قيس، ولم تشر الروايات إلى غيرها من المناطق العلوية والدرزية، مما يجعل انطلاقته في الهجوم على هذه المناطق يبتدأ من هذه المناطق، وتعريف خروجه من الوادي اليابس وهو في محيط مدينة درعا الحدودية مع الأردن، إنما يشير إلى مكان دخوله إلى سوريا بعد عودته من البلاد الرومية، لا إلى انطلاق حركته.
وقد أشارت غير واحدة من الروايات إلى وصفه بالفاسق، والفاسق في التوصيف الشرعي غير الناصبي، لأن الفاسق لا يجوز غيبته فيما لم يجهر به، بينما يباح ما هو أعظم من ذلك بحق الناصبي الذي يعد من الخارجين على الملة وحكمه حكمهم، ولا يمكن القول بأن الإمام صلوات الله عليه حينما يصفه بهذا الوصف لا يراعي هذه الجنبة التشريعية.
نعم هو ناصبي ولا شك حينما يقاتل الإمام صلوات الله عليه لاحقاً، وهو ناصبي لو أن قتاله لشيعة اهل البيت عليهم السلام في الكوفة وضواحيها، لكونهم متشيعة لأهل البيت عليهم السلام، ولكن لم يتاكد لي هذا المعنى، بل الدليل المنطقي قائم على خلافه لأن الناصبي في قتاله الشيعة عادة ما يعتمد سياسة الإستئصال دون تفريق بين المرأة والرجل والطفل والشاب والكبير وفي كل المكانات، وقد دلت الروايات الواردة في شان قتال بغداد بأنه سيكون محدوداً بحدود منطقة الحكم في بغداد وهي المنطقة المسماة بالزوراء، كما أن قتاله في النجف الأشرف قد ياتي بسبب حنقه من موقف سياسي تتخذه النجف بحقه نتيجة لجرائمه في بغداد، وليس لنه ناصبياً، وإلا لما خص بقتاله بعضاً من الشيعة لا جميعهم، كما وأن الدليل قائم على انه لن يمس النساء في النجف، لوضوح دعوة الإمام صلوات الله عليه لشيعته بان لا يواجهه الرجال ويتغيبون عن ذلك، وأنه لا ضرر منه على النساء بشكل عام، كما وأن الرواية التي تشير إلى قتله شيعة علي في النجف الأشرف لا تدل على أن المقصود بهم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، بل هم شيعة رجل اسنه علياً من رجالات النجف الأشرف وأعلامها، وإلا لما قال في الخبر الوارد بمناداته بالقبض على كل رجل من شيعة علي ومنمح القابض جائزة مالية: فيثب الجار على جاره، فيأخذه من عنقه ويقول: هذا من شيعة علي، إذ يستلزم ذلك أن تكون النجف حاضرة خليطة بين الشيعة وغيرهم، وهو امر غير متصور.
أما ما ورد في كونه سيذبح كل من اسمها فاطمة وخديجة وكل من اسمه علي وحسن وحسين فهو وارد في روايات غير معتمدة لدينا، وهي واردة بأسانيد عامية لا مجال للتثبت منها.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:51 AM
159 - أبو محمد الخفاجي ـ البصرة (الموقع الخاص): إذا سلمنا أن الأحداث الجارية حالياً في الشام هي نفسها الأحداث المروية عن النبي وأهل البيت عليهم السلام، فهل أن الخسف في حرستا أذا حدث سيحدث نقلة نوعية في تغيير مجرى الأحداث؟.
الجواب: الخسف في حرستا حركة جيولوجية على ما يبدو، وطبيعة مثل هذه الحركة لا تؤثر على الحراك السياسي والأمني بشكل جوهري، لا سيما وأن الأثر التدميري لها يبدو أنه لا يتجاوز المساحة الكبيرة، ففي الروايات إشارة إلى موضعين يتم تسميتهما هما الجابية وحرستا، والمسافة بينهما تقارب 10 كيلومتراً، مما قد يعني أن الأثر التدميري الذي يشار له بالبنان سيتعلق بهذه المنطقة، وهي منطقة لا شك غير حاكمة على الأحداث بشكل جدي مهما كان التدمير فيها، ولكن من خلال متابعة الروايات فإن التفجير النووي الذي سيطال الشام والموصوف بروايات الرسول الأكرم والإمام الباقر صلوات الله عليهما بالصوت وبروايات أمير المؤمنين عليه السلام بالرجفة، وفي روايات متعددة بالصعقة والهدة، هو الذي سيحدث هذا التغيير الجاد خاصة وأن الروايات المتعلقة به تشير إلى مزايا خاصة به، فروايات الإمام الباقر صلوات الله عليه تتحدث عنه تارة بلفظة الفتح، وأخرى: بالفرج العظيم لكم، ورواية أمير المؤمنين يصفه بأن
نتائجه ستكون رحمة للمؤمنين ونقمة على الكافرين، بل ويصف سلسلة من التداعيات الأمنية التي تعقبه كدخول أصحاب الرايات الصفر إلى الشام، وكذلك نزول البراذين الشهب المحذوفة، وهي كناية عن الدبابات أو الراجمات أو المدفعية المحمولة عبر العجلات أو كلها، كما وأن هذه الرجفة تأتي نتيجة لتلاحم شديد بين جيشين في داخل الشام هما جيش الأصهب وجيش الأبقع، وهي التي سيليها مباشرة جملة من التداعيات المحلية والعالمية فعلى المستوى المحلي سنشهد انسلاخ المنطقة الكردية من سوريا عن النظام السياسي فيها، ويعقبها الحرب العالمية المعبر عنها بهرج الروم، ويليها الاحتلال التركي لمنطقة الجزيرة السورية وهي ما يشمل محافظات الحسكة ودير الزور والرقة على أقل التقادير، ويعقب الجميع نجدة مرتزقة أمريكا المعبر عنهم بمارقة الروم لدويلة الصهاينة ونزولهم في ميناء اشدود الصهيوني وصولاً إلى قاعدة الرملة العسكرية.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:52 AM
160 - أبو محمد الخفاجي ـ البصرة (الموقع الخاص): الحراك الجاري في المنطقه الغربيه في العراق هل له علاقه بأنصار السفياني أو أحداث الشام؟.
الجواب: المنطقة الغربية أشير إليها في الروايات عبر ثلاثة أنماط، فالنمط الأول أشير إليه من خلال حرب بني قيس، وتاريخيا فإن كل المنطقة الغربية بمعية الجزيرة السورية تسمى بأراضي بني قيس، وبنو قيس العدنانيين من أولاد قيس عيلان لا زال عدد وافر منهم يسكن هذه المنطقة ومنهم بنو جيس المعاصرين، والقحطانيين من أبناء قيس بن عنان وهم الجبور وأولاد عمومتهم من شمر والدليم، والأحاديث وافرة باشتراك بنو قيس في أحداث ما قبل السفياني وفي أحداث معركة قرقيسياء وسيشتركون فيها مع حليفهم التركي، وفي أحداث ما بعد السفياني في العراق من بعد إنكسارهم في أحداث قرقيسياء.
أما النمط الثاني فهو المشار إليه بقضية عوف السلمي، وهو أحد قياداتهم الذي يكون له شأن سياسي مستقل عن بغداد بنمط من أنماط الاستقلال السياسي والأمني، وهو من أهل شمال الجزيرة الموصلية ويكون مقره في تكريت، ثم يتحطم هذا الشأن باقتحام السفياني للعراق حيث يتم اعتقاله واعدامه في دمشق، وبنو سلمة في المنطقة المشار إليها هم الجبور.
أما النمط الثالث، فهو ما أشير إليه من ملاحقة السفياني لبني قيس من بعد معركة قرقيساء وامتداد هذه الملاحقة لمنطقة عكركوف في شمال بغداد، وارتكابه مجازر كبيرة بهم خاصة ما يشار إليه بمعركة نهر الدجيل وصولاً إلى عكركوف وهي تمتد بتسميات اليوم من منطقة الاسحاقي جنوب سامراء وحتى أبي غريب.
وبناء على كل ذلك، فلو سلمنا بأن أحداث الشام التي أشير إليها في الروايات هي ما نشهده اليوم، فإن ما لا ريب فيه أن حراك المنطقة الغربية هذا هو لصيق الصلة بما أشير إليه في الروايات ونهايتها أن يكون التباعد بين المنطقة وبين بغداد في حالة مطردة عما هي عليها الآن.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:54 AM
Kadhem - 161 ـ سيدني (الموقع الخاص): كيف نعلم علم اليقين أن اليماني الذي يدخل إلى العراق أنه هو المقصود دون سواه، لأن من المؤكد أن اعداء أهل البيت لن يتركوا هذا الأمر بدون تضلييل للعامة من العراقيين، هل له علامة مميزة نتعرف عليه من خلالها؟ وكيف نعلم أنه هو الذي أرسله الإمام المهدي عليه السلام كما جاء في روايات اهل البيت عليهم السلام؟ لأن شخصية اليماني شخصية غير واضحة في روايات أهل البيت عكس الخراساني والسفياني فلهم أوصاف كثيرة تدلّ عليهم؟
الجواب: أولاً اليماني لا يدخل إلى العراق بل هو من العراق وفيه، وذلك لأننا أقمنا الدليل في أبحاثنا المتعددة حول اليماني الموعود على استحالة إتيانه من خارج العراق في وقت خروجه، ووجدنا كل أدلة القول بأنه يفد إلى العراق وقت خروجه لا تصمد أمام عملية التدقيق.
ثانياً: لا يوجد أي مستند روائي يشير إلى أن الإمام المهدي روحي فداه هو الذي يرسل اليماني، بل الدليل قائم على خلافه، لأن وقت خروج هذا العبد الصالح سيكون الحديث عن رؤية الإمام صلوات الله عليه والسفارة عنه من الممنوعات.
ثالثا: إذا كان المقصود بحديثكم عن عدم وضوح شخصية اليماني في الروايات من حيث المنهج، فإن العكس هو الصحيح، لأن الحديث عنه جرى بشكل مكثف، فهو أهدى الرايات، وهو الذي لا يجوز الإلتواء عليه، وهو الذي لا يدعو إلا للإمام صلوات الله عليه، وهو الذي يدعو إلى صراط مستقيم.. الى آخر ما جرى فيه وصفه في الروايات، أما إن كان مرادكم أنه لم يجر التعريف به، فكلامكم صحيح وذلك لما نحتمله من أن الرجل ليس بصاحب دولة، ولذلك أبهمت الروايات الحديث عن شخصيته كي لا يتم رصده من قبل أعداء الإمام روحي لمقدمه الفدا.
أما كيفية التعرف عليه، فإن الروايات وصفت زمانه وحركته بشكل دقيق، ولهذا فإن تتبع حركته من خلال علامات زمانه يعدّ من الشواخص المهمة، فهو مثله مثل السفياني والخراساني يأتي بعد سلسلة من الاحداث التي وصفت بأنها سلسلة كنظام الخرز (المسبحة) يتبع بعضها بعضاً، وتتحرك رايات هؤلاء الثلاثة في وقت واحد كما تم وصفها في الروايات: في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد، ومثل هذا الأمر من شأن متابعته أن تعطينا وضوحاً كبيراً عن علامات تشخيصه، لا سيما وأن الأحداث التي جرى التأكيد على أسبقيتها على خروجه هي من سنخ الأحداث التي لا يمكن للإنسان أن يذهل عنها كما هو الحال في التفجير النووي في الشام وفي الحرب العالمية وفي زلزال دمشق والاحتلال التركي لجزء من سوريا وكلها ليست من الصنف المعتاد أن يذهل عنها الإنسان ولا ينتبه لها، كما وأن تشخيص حركته المتجهة إلى الكوفة في هذا الزمان هو الذي يؤكد لنا ان المراد بهذا المتحرك هو اليماني الموعود.
على أن النظر لطبيعة الشخصية المشار إليها من حيث ما يعرف عن منهج اليماني بكونه اهدى الرايات، وهذا المنهج كما أشرنا في محاضرات عدة يستلزم جملة من الشرائط الفكرية والتشريعية والموضوعية والسلوكية يجب توفرها في الشخص، فالهدى بصورته العامة فضلاً عن صورته الخاصة المعبّر عنها بأهدى الرايات ليس مجرد فكرة تجريدية بل هي واقع له مصداق يتحرك، ويمكن من خلال مراقبة توفر هذه الشرائط في شخصية الشخص المعني أن نستدل بمزيد من الدقة وبمعية الشرائط الزمانية والمكانية عليه.
ولم يتأكد لنا سبيلاً آخر للتعرف عليه، ففي العادة أن يكون المخبر صادقاً في مثل هذه الحالات، وبالتالي فسنكون أمام أحد ثلاثة احتمالات، الأول منها أن يكون الإمام صلوات الله عليه هو الذي يدلّ عليه، وهنا مع وضوح اننا لا نمتلك أي دليل روائي يقوي ذلك، إلا ان الحديث عن تصدي الإمام روحي فداه لمثل ذلك يستلزم إما الظهور المباشر أو تكليفه لأحد غيره، وكلاهما ممنوعان، فأما الظهور فهو واضح لعدم حيانه، وأما تكليفه لأحد غيره سواء كان ذلك عبر شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص، فممنوع هو الاخر لأنه يستلزم القول بالسفارة وهو ممنوع لأنه لا سفارة بعد السفير الرابع.
الثاني: أن يكون المرجع المتصدي او أحد الموثوقين به اجتماعياً هو الذي يتصدى لذلك، وهنا سينعدم الدليل، فإن قال المرجع بان الإمام صلوات الله عليه دلّه على ذلك فقد وقع في محذور السفارة، وإن قال بعدم الدليل اللهم إلا الحدس والظن، فإن الظن لن يغني عن الحق شيئاً.
الثالث: أن يحصل العلم لدى شخص ما كأن يرى رؤية صادقة أن فلاناً هو اليماني، وهذه مهما بلغت قوتها تبقى في احسن الأحوال خاصة بمن رأى لا بمن قصّ عليه رؤياه.
ومعه يتبين أن لا سبيل للتعرف عليه إلا من خلال حركته وطبيعة منهجه وزمانه.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 12:57 AM
Kadhem - 162 ـ سيدني (الموقع الخاص): كيف سيكون محور الحق والعدالة في المجتمعات المختلفة في زمن الإمام عليه السلام، وأنتم تعلمون أن قد تأصّلت في الفترة الاخيرة ظاهرة الثأر من الخصم على أقل الأشياء، فهل أن الإمام سيقتصّ ممن قتل أخاه أو ابنه في ساعة غضب كما هو مشاع في زماننا أم انه عليه السلام سيحملهم على قاعدة عفا الله عما سلف؟
الجواب: الإمام صلوات الله عليه سييقيم شرعة العدل بكل حذافيرها، ولن يتهاون مع احد في ذلك كما هو دأب جده أمير المؤمنين عليه السلام، طبعاً تنفيذ الحدود وأحكامه مرتبط بطبيعة ما يحياه المجتمع فإن الجرائم التي حصلت في مجتمع الظلم لا بد وأن تأخذ فيه ظروف الجناة في ذلك المجتمع، على عكس ما لو كان المجتمع يعيش في ظروف العدل، فلقد أقام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الحد في زمن الغدل، بل وضاعفه كما في حال الشاعر النجاشي الذي ضربه حد شرب الخمر في شهر رمضان مرتين، واحدة لشرابه المسكر والثانية لجرأته على الله في هذا الشهر، ولكنه منع إقامة الحد على السارق في زمن الجوع في زمن عمر بن الخطاب، إن كانت السرقة تمت للتخلص من الجوع، ومثل ما انا الأمر يسري على ظروف الجناة الاجتماعية فإنه يسري على ظروف الجناة الشخصية فلقد منع أمير المؤمنين صلوات الله عليه إيقاع حد الزنا بمن أجبرت عليه بسبب رغبتها بالتخلص من العطش الشديد واشتراط الزاني أن لا يعطيها الماء إلا بتمكينها إياه من نفسها، أو منعه لحد الزنا بسبب حالة الجنون لدى المزني بها وهكذا، وقد فصلنا الحديث عن ذلك في كتابنا إتجاهات الدفاع الاجتماعي في الإسلام.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:01 AM
163 - أبو محمد الخفاجي ـ البصرة (الموقع الخاص): متى يتم الجزم بأن الإمام سيظهر في وقت معين؟
الجواب: الروايات الشريفة أشارت إلى أن التوقيت المطلوب يتم من بعد خروج السفياني مباشرة، وقد تم توقيت هذا الأمر بدقة فالسفياني خروجه في رجب، والإمام ظهوره بأبي يتم من بعد خروج السفياني بمدة حمل الناقة أي بعده بخمسة عشر شهراً، وكنا قد بيّنا في غير مرة أن واحدة من أسباب تسمية التفجير النووي في الشام بأنه يأتيكم بالفتح وفق رواية الإمام الباقر عليه السلام يعزى لكون السفياني يخرج في شهر رجب الذي يلي التفجير مباشرة، ولذلك يمكن للتفجير أن يعطينا صورة عن وقت ظهور الإمام صلوات الله عليه بشكل مؤكد.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:03 AM
164 - خادم الأطهار (منتديات براثا): من المعروف تاريخيا ان هناك حرب ستقع ما بين اليماني والخراساني من جهة وبين السفياني من جهة أخرى في الكوفة .... السؤال بشقين
الأول: هل أن مدينة النجف الاشرف الحالية واقعة ضمن خارطة هذه الحرب؟.
الثاني: هل هناك منطقة آمنة وأين هي بالتحديد؟
الجواب: بالتأكيد ستكون النجف الحالية وضواحيها هي موضع انتقام السفياني عليه لعائن الله، وقد دعي الرجال من المؤمنين وفقاً لحديث الإمام الصادق عليه السلام إلى عدم مواجهته هناك بل والخروج من المدينة، والمناطق الآمنة هي ما وراء الفرات وفقاً لحديث: من عبر الفرات فهو آمن، وأقصى ما تدلنا الروايات على أنه لن يعبر الفرات من جهة منطقة القادسية، بل ويهرب منها بعد اقتراب جيشي اليماني والخراساني منها متجها إلى بغداد حيث سيتم ملاحقته والقضاء على جيشه المنسحب منها ما بين شمال الحلة وجنوب بغداد.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:05 AM
165 - ماجد جبار ـ العراق (الموقع الخاص): هل ستكون بغداد مقر دولة السفياني ؟ وماذا لو كان كذلك فهل سنترك بغداد إذا وصلنا خطره؟ وما هي المدينة والبلدة العراقية أو الدولة الاسلامية الأكثر أمانا من شره؟
الجواب: عاصمة السفياني دمشق، وجيشه سيقتحم بغداد، ولكن معركته فيما يبدو ووفقاً لروايات أهل البيت عليه السلام ستتلخص في محيط الزوراء أو ما يسمى اليوم بالمنطقة الخضراء، ومن غير المتصور صحة ما ورد في روايات عامية كثيرة بأنه سيفتعل جرائم كثيرة فيها قد تصل في بعض الروايات إلى 120 ألف قتيل، ولكن شدة جرائمه ستكون في النجف الأشرف والأشد منها ما سيجري في ضواحيها، أما المناطق الامنة التي لن يصل شره إليها، فهي واسط وما إليها والديوانية وما بعدها.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:06 AM
166 - عماد الخفاجي ـ كربلاء المقدسة (الموقع الخاص): تصف الروايات بأن السفياني يأتي متنصراً وفي عنقه الصليب، ترى ما هو سر هذا الإتيان؛ هل هو سياسي أم ديني؟ خصوصاً وأن بعض الروايات تصفه بأن بين عينيه أثر العبادة. ثم هل الإتيان يكون بدافع منه أم من جهات ورائه .. وقد يشمّ من بعض الأخبار بأن الإتيان يكون بدافع ذاتي منه وهو الانتقام كما ورد على لسانه: يارب ثاري والنار.
الجواب: ربما يفهم من مجموع الروايات الواردة في هذا المجال أنه يأتي لعوامل سياسية، ولا يشم منها أن التنصر الذي تتحدث عنه هو تنصر ديني بل الأغلب أنه يكون التنصر هنا سياسي بمعنى أن يكون متجنساً في دولة نصرانية، ومن المعلوم أن القسم الذي يؤديه للحصول على الجنسية في أي دولة من دول النصارى يكون بالولاء لنظامهم ومليكهم وفي الكثير من الدول لا زال القسم يتم على الإنجيل، ومن كلمات الثار المستخدمة في بعض الروايات أن له موقعة خاصة في الشام تجعله يطلب هذا الثار، فالثار لا يكون إلا من بعد تضييع ما كان، مما يعني أنه ممن كان له وضعه الخاص فيها، بمعزل إن كان هذا الوضع سياسي أو شخصي او طائفي، ففي جميعها يمكن أن نرى وجهاً من وجوه الثار، ولكن الحديث الوارد في كونه يقول: ربي ثاري ثم النار ربما اوحى بأن ثاره فيه الكثير من العوامل الشخصية والطائفية أكثر مما هو سياسي، واستخدام كلمة الرب والنار في هذه الرواية تثري مثل هذا الاعتقاد.
ولعلنا نستطيع ان نرسم سيناريو متصوراً للتقريب، فمن الواضح أن الشام من قبله تتعرض لخمسة ويلات أولها الاقتتال الداخلي بين الأصهب والأبقع وما يؤدي ذلك إلى اقتطاع أجزاء من الحكم لصالح الأبقع هي التي يعبر عنها بالكور الخمس التي سيستعيدها السفياني دون أن يحسم النزاع لصالح هذا الأبقع، وثانيها تعرض الشام إلى الضربة النووية، وثالثها انسلاخ الجزء الكردي من سوريا عن حكم الشام، ورابعها تعرض دمشق للزلزال من الجابية إلى حرستا، ناهيك عن خامسها وهو الاحتلال التركي للجزيرة السورية وهو ما يمكن أن يستوعب ثلاثة محافظات هي الحسكة والرقة ودير الزور وكلها ستؤدي إلى جوع شديد يعصف بالشام، وكله يحكي طول مدة الأزمة على السوريين أنفسهم ومن يشترك في الصراع من الدول الإقليمية والدولية مما يستدعي ضرورة أن يتم البحث عن البديل الذي يمكنه من حسم النزاع وهذا الاستدعاء ربما كان من كل الدول الفاعلة في هذا الموضوع، ويبدو لي أنه يمكن أن يكون بالتراضي بين هذه الأطراف جميعاً، ولو حصل ذلك فإن تصور ان يأتي من داخل الطائفة السنية سيكون مستبعداً جداً، خاصة وأن أول أعماله سيكون قتل الأبقع الممثل عنها والمقاتل باسمها، ويؤكد ذلك مكان انطلاقه إذ أن المحافظات السنية ستكون متوزعة بين الأبقع وبين الأتراك، ولا يبقى إلا المحافظات العلوية ومحافظة السويداء الدرزية فيكون متعينا حركته منها، والله العالم
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:07 AM
167 - عماد الخفاجي ـ كربلاء (الموقع الخاص): ورد في روايات الخاصة والعامة نزول السيد المسيح عليه السلام من السماء كواحدة من أهم الأحداث التي تلعب دوراً كبيراً واستراتيجياً في لعب دور الهداية للامم الغربية المسيحية الى الإسلام، ولكن الروايات لم تتطرق الى كيفية اقتناع الامم المسيحية وتصديقها بأن تلك الشخصية هو المسيح، فهل توجد علامات خاصة باثبات شخصية المسيح كما هي موجودة في شخصية المهدي عليه السلام؟ وهل هناك من يدّعي بأنه المسيح زوراً كما يدّعى عندنا المهدوية.
الجواب: بالرغم من أن الروايات لم تتطرق إلى كيفية اقتناع الأمم، ولكن طرق الاقناع متعددة وهي تختلف من متلق لآخر، منها طبيعة ما ينتظره المسيحيون واليهود لهذا الحدث، وهم لهم علامات يجدونها في كتبهم، وهناك حركة دؤوبة وجدل مستمر في أوساط الفريقين لهذا الحدث قد لا يقل عن الجدل لدى المسلمين، وما يهوّن الخطب على متديني هؤلاء أن هذا الأمر يتم بعد دخول الإمام صلوات الله عليه إلى القدس، وفي هذا علامة كبيرة لهم وينتظرونها، ناهيك عن أن الإمام روحي فداه لا بد وأن يتحدث عن ذلك قبل حيانه، ونفس نزول عيسى عليه السلام لن يتم بمعزل عن رؤية كراماته التي سبق للقرآن الكريم ونفس هؤلاء أن تحدّثوا عنها، ولهذا فإن الأمر لا ينطوي على تعقيد، نعم لأن نزوله عليه السلام بمحضه هو فتنة، لهؤلاء فلا بد أن تجري استحقاقات هذه الفتنة ليخزي من كتب عليه الضلال، ويحيى من كتب لله الهدى.
أما قضية إدعاء المسيحية، فبين مدة وأخرى نسمع عن بعض الدجالين مثل ذلك، ولكن سريعاً ما يفتضحون كما هو حال كل دعي.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:09 AM
168 - أوس علي المياحي ـ البصرة (الموقع الخاص): أين يمكن أن نضع علامة موت عبد الله الواردة في روايات أئمة الهدى (عليهم السلام) ضمن سلسلة العلامات الزمانية التي تبدأ بالتفجير النووي لغاية يوم الأمل الموعود؟ أم أن هذه العلامة تسبق سلسلة هذه العلامات؟
الجواب: بالرغم من أن الروايات الشريفة لم تحدد موضعها الزماني بشكل دقيق، إلّا أن ما يبدو لي أنها تأتي في خضم السنوات الأخيرة القريبة من الظهور الشريف، فهي مقدمة لما أشارت إليه غير رواية من ذهاب حكم السنين والأعوام وتحوّله إلى حكم الأشهر والأيام، والذي يعبّر عن شدة اضطراب الحكم في الحجاز وكثرة القتل في أمرائه والإنقلابات المحاكة ضدهم من نفس عائلتهم، وكأن عبد الله هذا هو آخر الملوك الأقوياء، ومن بعده لا تجتمع العائلة المتحكمة على رجل واحد، وهي أيضاً مرتبطة بما أشارت إليه غير رواية والتي تتحدث عن وقوع عصبية بين الحرمين تؤدي إلى مقتل خمسة عشر كبشاً أي قائداً ورمزاً من آل فلان، وهذه العصبية هي في داخل الحجاز وبين الحرمين يبدو انها جدة، إذ أن وقوع هذا النمط من الأعمال بطبيعته يؤكد أن الصراع بين أمراء آل فلان هو سيد الموقف بعد زوال القوي منهم، ومن المفروغ عنه أن ما تتحدث عنه الروايات الشريفة عن حركة الإمام صلوات الله عليه من بعد ظهوره وقبل خروجه في داخل مكة والمدينة يشعر بأن سلطان هؤلاء فيه من الضعف الشيء الكثير.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:12 AM
169- ALI HAMADI (الموقع الخاص): هنالك جماعة حديثة العهد تقول بأن المهدي هو علي بن علي ابن أبي طالب، وهو الإبن الأول لفاطمة بنت محمد عليهم السلام، وأنه رفع إلى السماء بعد ولادته مباشرة، وأيضاً سألنا أحد هؤلاء الأشخاص أنه لماذا لم يذكر في أحاديث الرسول والأئمة المعصومين عنه شيئاً كما تزعم؟ فأجاب أنه تقية منهم لحفظ روحه؟ وقد سألنا نفس الشخص كيف استدللت بأنه المهدي؟ فأجاب انه هنالك رواية عن الامام الصادق بأن المهدي يخرج من قرية يقال لها: (كرعة) وان الإسم الحالي لمهديهم المزعوم ضياء الكرعاوي، وانه لديه أهل وأخوة و والدين أيضا، وانه قتل من قبل القوات العراقية وانه شهيد، وسوف يظهر في 2014 في بدايته وإن لم يظهر ففي نهاية السنة تلك؟
الجواب: أحوال هؤلاء الدجالين أو من غرروا بهم مما يضحك الثكلى ويبكي الجذلان، وهي اسخف مما يجاب عليها، ولكن حيث أن المبتلين بأمثال هؤلاء الدجالين وأضرابهم أخذ يكثر وبدعم مؤسف من قبل بعض الأجهزة الحكومية، فلا بد من الجواب.
نحن نأخذ عقائدنا من أئمة الهدى صلوات الله عليهم، وأي شيء يأتي من خارج عقيدة أئمة الهدى أو مما لا دليل عليه من أئمتنا عليهم السلام فإنه يرد على أصحابه ولا علاقة له بأئمتنا صلوات الله عليهم، ومن المتيقن أن مثل هذه الأفكار السخيفة لا وجود لها في حديث أهل البيت عليهم السلام اطلاقاً، وهذا الذي يتحدث عن المسمى علي بن علي بن أبي طالب من أين جاءه هذا العلم بوجود هذه الشخصية الأسطورية؟ هل نزل عليه الوحي دون أئمة الهدى صلوات الله عليهم؟ ومن الذي قال بأن علياً وفاطمة عليهما السلام أخفوا هذا المسمى بعلي وكونه اول أولادهما، مع أن الفارق بين زواجهما صلوات الله عليهما، وبين ولادة الإمام الحسن عليه السلام لا يتسع لوجود غيره؟
والمضحك أن يقال بأن الأمر تمّ على نحو التقية!! فالتقية إنما تكون من العدو أو ممن لا يتحمل أمر المعلومة التي تختفي وراء التقية، فلماذا لم يتحدث الأئمة صلوات الله عليهم مع خلص أصحابهم بذلك؟ وهم حدّثوهم بكل شيء، وسمّوا لهم من هو الإمام المهدي روحي فداه ومن أبوه ومن أمه وأظهروه لهم، فمن أين جاء هذا الدعي؟
وما يضحك أكثر أن يقال بأن الدليل على ذلك ان الإمام الصادق عليه السلام قال بأن المهدي يخرج من قرية يقال لها كرعة، وللعلم فإن كرعة هذه وردت في روايتين عاميتين لا علاقة لهما بمصادر اهل البيت عليهم السلام، واحدة بسندهم العامي لأمير المؤمنين عليه السلام، والأخرى بسندهم لعبد الله بن عمر بن الخطاب، ولكن رواية أمير المؤمنين التي ترد في كتاب كفاية الأثر وبسند عامي كما قلت أشارت إلى أن الإمام المهدي هو محمد بن الحسن العسكري صلوات الله عليهما، فأين علي هذا الذي يدعون؟ أما الرواية الثانية فراويها ناصبي وكليهما يخالفان الصحيح المتواتر عن أئمة الهدى صلوات الله عليهم في شأن خروج الإمام صلوات الله عليه في مكة بين الركن والمقام.
وكرعة هذه هي قرية في اليمن أما لقب الكرعاوي في العراق فإنه نسبة لعشيرة الأكرع وهي عشيرة أصيلة في ولائها لأهل البيت عليهم السلام وتستوطن الفرات الأوسط، وقد تبرّت من هذا الدجال المقبور ضياء الكرعاوي وهو رجل معروف بفسقه ومتجاهر بهذا الفسق، وهناك فيلم فيديو يظهره مغنياً وراقصاً وقد انتشر بشكل كبير ولعلكم لا تعدمون العثور عليه في النت، وهناك وثائق تظهر تجنيده من قبل البريطانيين والموساد الإسرائيلي وأن تدريبه كان في مصر، وتمويله من الإمارات.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:16 AM
ALI HAMADI - 170 (الموقع الخاص): ما علاقة مثلث برمودا بالامام المهدي عج؟ و هل صحيح إنه حاضنة الإمام؟.
الجواب: القصص التي تحكى عن مثلث برمودا عديدة، ويعتلي الكثير منها الغموض من الناحية المصداقية، واتعجب من زج اسم الإمام صلوات الله عليه بهذا المكان، فمن المسلّم أن الإمام بأبي وأمي لا يستقر في مكان محدد، وإن قيل بأن هذا المكان مأمون لكثرة ما يعتليه من غموض وأسرار، فمع افتراض صحة ذلك فإن الإمام صلوات الله عليه ليس بحاجة إلى ذلك فطرق الاختفاء واخفاء شخصه متيسرة بين يديه وبطرق لا تحتاج إلى الطريقة الملغّزة التي تحكى عن مثلث برمودا، وما نعتقده أن الإمام صلوات الله عليه يعيش في مجتمعه، غاية ما هنالك أن شخصه يخفى على من يراه، ولكن دون مكان محدد، ونصيحتي لجميع الأخوة والأخوات الكرام ممن تارة يتحدث عما يسمى بالجزيرة الخضراء، وأخرى بمثلث برمودا، وثالثة بألغاز الأهرامات المصرية، ورابعة وخامسة، أن لا يربطوا قضايا الإمام صلوات الله عليه بما لم يتم التأكد والتحقق منه، فهذه كلها حكايا، ولو ثبتت فإن ربطها بالإمام روحي فداه يحتاج إلى دليل، ودون ذلك خرط القتاد.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:17 AM
171 - محسن فالح عبد (الموقع الخاص): كيف يحصل لنا العلم بعلامات الظهور؟
الجواب: العلم بعلامات الظهور متوافر في أحاديث الأئمة صلوات الله عليهم، فقد أولى الأئمة عليهم السلام هذا الأمر أهمية خاصة، ولكن تحليل هذه الروايات والتعرف على واقعها والمراد منها تحتاج إلى أهل الخبرة، خاصة وأن الكثير مما يحسبه الناس بأنه من علامات الظهور قد جاء في روايات العامة مما جعل الكثيرين يتوهمون بأنها أحاديث أهل البيت عليهم السلام، وللأسف الكثير من الباحثين وقعوا بهذا الإشكال وهذا المطب، مما جعل حديثهم عن العلامات مشوهاً او متناقضا مع منطق الروايات.
إن علامات الظهور على قسمين منها ما هو قريب وملاصق للظهور الشريف، ونسميه بالعلامات الممهدة، ومن جملته شرائط الظهور، ومنها ما لا علاقة له بالقرب وإنما هو علامة دالة على طريق قد يمتد لمئات السنين، وبالنسبة لنا فإن القسم الأول هو ما يهمنا، لا سيما وأننا نعتقد أن ما نشهده في الشام اليوم فيه الكثير من بشائر حلول علامات هذا القسم، هذا وقد تحدثنا بشكل مفصّل عن ذلك في كتابنا: علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك، لا سيما في جزئه الثاني، أما عن كيفية فهم هذه العلامات فقد خصصنا الفصل الرابع من الجزء الأول لذلك، كما وقد تحدثنا بتفاصيل كثيرة عن ذلك في محاضراتنا الأسبوعية في ملتقى براثا الفكري يمكنكم مشاهدتها في الصفحة المختصة من موقعنا على النت.
حسين كاظم 0
10-05-2013, 01:19 AM
172 - محب (الموقع الخاص): لماذا الانبياء والائمة عليهم السلام لم يتخفوا, لكن الامام المهدي يتخفى؟ ولماذا الانبياء والائمة عاشوا وماتوا, والامام المهدي حي لم يمت؟ ألا تتناقض هذه العقيدة التي اخترعها المجلسي الاصفهاني(اصفهان؟) مع نص القرآن الكريم: {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد} كل من عاش قبل محمد المصطفى صلى الله عليه واله ماتوا في زمانهم {افئن مت أفهم الخالدون} كل من يأتي بعده سيموت حتما. اننا لو تمسكنا بماقاله فلان وفلان من الرجال وتمسكنا بآراءهم وكأنه جزء من كلام المعصوم لن نهتدي للحقيقة أبداً، ويكون حالنا حال اولئك الذين قالوا: {انا وجدنا آباءنا على امة وانا على آثارهم مهتدون} اللهم اهدنا للحق .. ربنا إهدنا لنقرب من أمرنا رشداً
الجواب: هناك جملة من الملاحظات على كلامكم، وأولها أن عقيدة غيبة الإمام صلوات الله عليه لم يخترعها العلامة المجلسي رضوان الله عليه، فالعلامة المجلسي من علماء القرن الحادي والثاني عشر، بل هي مما ورد في حديث أهل البيت صلوات الله عليهم قبل ولادة الإمام روحي فداه نفسه، والروايات في هذا الأمر كثيرة جداً، والواقع التاريخي يثبتها لتواتر من تحدثوا عن رؤيته بعد ولادته ثم غيبته، وهذا ما يحتاج إلى تفصيل تجده في الكتب المختصة، ولو شئت لتوسعنا في حديث منفصل.
ولا أدري وجه تاكيدك على وصف العلامة المجلسي بالأصفهاني، فإن كان الغرض التعريض بأعجميته، فهو معيب جداً لأنه ليس من خلق الإسلام ولا القرآن، وإنما هو للجاهلية أقرب منه إلى أي شيء آخر، بالرغم من أنه لم يك أعجمي اللسان بل كان أستاذ العربية في زمانه، وهو من حيث الأصل عربي من جهة أمه سليلة جبل عامل، ولا قيمة لكل هذه الأمور فلعمري كان أبو لهب وأبو سفيان وأبو جهل من لبّة العرب، ولم يتوان القرآن من نعتهم بالجاهلية، وكان سلمان الفارسي وبلال الحبشي وغيرهم من الأعاجم، وما توانى الرسول الأكرم صلوات الله عليه من نعتهم بالمحبب من النعوت، وما دخل الأعجمية والعربية أو غيرها في تقييم العلماء؟ ففي كل قوم عالم وسفيه، وفي كل قوم تقي وفاجر، فدعها عنك أخي الكريم وتخلّق بأخلاق دينك الذي نهى عن مثل هذه الأفكار، وتمسك بكل حكيم وإن كان من الصين، واترك كل سفيه وإن كان من أهل بيتك.
وثانيها: أنك تجمع ما بين الغيبة والخلد، فتجد أن الغيبة متناقضة مع نصوص قرآنية، وهذا وهم منك أخي الكريم فالغيبة لا تعني الخلد بل لا علاقة لها بالخلد، وإنما تعني اختفاء الشخص عن الأنظار لمدة زمانية تطول وتقصر حسب طبيعة الغائب، ولا تجد أحداً من الشيعة يتحدث عن أن الأئمة خالدون في الحياة الدنيا، بل إن قتلهم وشهادتهم بأبي وأمي بما فيهم الإمام المهدي صلوات الله عليه هو من المتسالم عقائدياً عندهم.
وفي حال الإمام صلوات الله عليه ينبغي أن يكون الكلام في أمرين أولهما يتعلق بما إذا كان هو أول من غاب؟ والثاني يتعلق بما إذا كان طول غيبته المستلزمة لطول عمره الشريف تدخل ضمن المعقولات القرآنية؟ لأن الإنكار لهذه الغيبة مبني على هذين الأمرين، وقبل أن نجيب على ذلك يجب التنبيه على الملابسة التي وقع فيها الأخ الكريم والتي خلط فيها بين الغيبة ولربما قصد طول العمر وبين الخلد الذي نفاه القرآن الكريم، وعقائدنا بالتبع للقرآن الكريم تنفي الخلد عن أي أحد نبياً كان أو إماماً، بل رواياتنا تؤكد أن الإمام صلوات الله عليه يقتل بأبي وأمي، ولكن طول العمر شيء آخر وسيأتي الحديث حوله.
ومن الواضح قرآنياً أن العديد من الأنبياء والأولياء عليهم السلام غابوا عن أقوامهم بمدد تطول وتقصر، فالكثير من علماء أهل السنة يتحدث في تفسير قوله تعالى عن إدريس عليه السلام: {ورفعناه مقاماً علياً}[1] بأنه لم يمت وإنما رفعه الله إليه، ونفس الأمر يسري على عيسى عليه السلام، ومن قبله الخضر عليه السلام، كما وأن غيبة إبراهيم عليه السلام عن قومه حين نزوحه إلى واد غير ذي زرع هو نمط من أنماط الغيبة، ومثله غيبة موسى عليه السلام، وكذلك غيبة يوسف عليه السلام في الجب، هذا ناهيك عن غيبة عيسى عليه السلام وهكذا عشرات الأمثلة التي يمكن إطلاق مصطلح الغيبة عليها بنحو من الأنحاء، هذا إذا فسرنا الغيبة بعدم تواجد الغائب في قومه، أو اختفائه عن أنظارهم، ولذلك فإن الكلام لا ينبغي أن يكون في أصل الغيبة، لأن هذا الأمر إنما هو أمر طبيعي جداً، وإنما يجب ان يكون الكلام في مسألة طول العمر، وفي هذه المسألة لو تمعنت فيها بشكل جيد فستجد أن معيار رفضها ذوقي ومزاجي اكثر مما هو علمي وقرآني، فلقد اعتاد الناس أن ينظرون إلى بقيتهم ضمن معدل عمري معين، ولكن الواقع التاريخي والمنطق القرآني والواقع العلمي لا يوقف هذا المعدل عند حد معين، لأن من الواضح أن التجربة البشرية تؤكد أن هذا المعدّل لا أساس علمي له، فقد ينتهي العمر قبل هذا المعدل، وقد يمتد لما هو أكثر من ذلك، ونحن وإن ناقشنا هذا الأمر بصورة مطوّلة في الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور، ولكن لا يمنع من إعادة التذكير بالأمور التالية:
أولاً: لا يوجد هناك أي دليل علمي ولا قرآني ولا تاريخي يمنع من امتداد عمر الإنسان إلى أزمان عديدة، فمن جهة عقائد القرآن الكريم فإن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، وكونه يتصف بالقدرة يستوجب أن استحالة وجود ما يحال دونها فقدرته جلّ شأنه لا تحول دونها القدرات، وبالتالي فإن إمكان الامتداد العمري لعمر الإنسان لا يحول دونه أي مانع عقائدي، بل ربما نتلمس من قوله تعالى: {أحسن كل شيء خلقه}[2] ما فيه دلالة على أن الإمتداد العمري هو الأصل، لأن خلقة الله لا يمكن أن تحمل سر فنائها بذاته مما يجعل تلف الخلقة لعارض خارجي، وهذا العارض ليس ذاتياً، فالخلقة خلقت من جمال الله تعالى فكانت حسنة في كل شيء، ولكن قد يطرأ عارض من خارجها كأن يأتيها الأجل الإلهي، أو أن يأتيها من بيئتها ما يجعل الخلايا الداخلية تتآكل وتموت، ويمكننا ان نتلمس في قوله تعالى لآدم عليه السلام: {إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأُ فيها ولا تضحى}[3] ما يؤكد ما ذهبنا إليه، فهذا الكلام لا يختص بآدم عليه السلام، وإنما بكل من تواجدت فيه مواصفات آدم التقوائية، لأنه سبحانه وتعالى اشترط أن لا يأكل آدم وزوجه من خارج طاعة ما أمره الله تعالى، ولعل قرن أكل هذا النمط من المأكولات بظهور سوأتهما، ما يشعر بأن الشجرة التي أكلا منها تؤدي إلى وجود فضلات في داخل الجسم الإنساني فيضطر لطرحها، لا كما توهّمه الكثير من المفسرين ـ إن لم يك غالبيتهم بل جميعهم ـ بأن ما ظهر لهما من السوأة هو عورتهما، إذ أن ذلك من سخيف القول، فما يطلق عليه بعورة الإنسان هو جزء أصيل من خلقتهما، وكيف يمكن تصوّر أن الخلقة الآدمية لم تتيسر لهما إلا بعد معصيتهما؟ وأن يطرح الإنسان من جسمه شيئاً يعني أن يدخل فيه شيئاً، مما يفسح المجال للمؤثر الخارجي على داخله، هذا بالرغم من أن القرآن لم يصف لنا طبيعة الطعام الذي يسّره الله تعالى بحيث أعطى لآدم وزوجه كل مواصفات البقاء والإمتداد العمري، ولكنه تحدّث عن نمط من شأن الاكتفاء به أن يصدّ الإنسان عن المؤثرات الأربعة التي من شأنها أن تقتل الخلية الإنسانية من الداخل، والمتمثلة بجوع وعري وعطش وتيبس هذه الخلية، مما يكون القرآن الكرم قد طرح عبر هذا النموذج التاريخي في الخلقة عن وجود نظام للتغذية يصد الإنسان عن المؤثر الخارجي الذي من شأنه أن يميته من الداخل، ولا يذهب بك الوهم بأن هذا الأمر متعلق بالجنة، فجنة آدم غير جنة الخلد التي وعدها الله سبحانه الأتقياء من خلقه، لوضوح ان جنة الخلد من يدخلها لا يخرج منها، ولكونها لا يمكن ان تستوعب مثل إبليس عليه لعائن الله، كما وأنها تخلو من الأوامر التشريعية سواء كانت من النمط الإرشادي أو المولوي، بل هي جنة من جنان الدنيا، ومن سخف بعض المفسرين تفسيره لكلمة الهبوط الواردة في آيات آدم بأنها النزول من الجنان العليا إلى الأرض، لأن كلمة الهبوط تعني فيما تعني الإنتقال من مكان إلى آخر، كما في قوله تعالى: {اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم}[4]، وعليه فإن الحديث الإلهي عن آدم عليه السلام كان في جنة من جنان الأرض، وهو ما تشير إليه روايات أئمة الهدى عليهم السلام كما في رواية الحسين بن ميسر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جنة آدم عليه السلام؟ فقال: جنة من جنان الدنيا، تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبداً.[5]
وبناء على كل ذلك فإن من شأن العثور على هذا النظام الذي ذكره القرآن الكريم أن يخرج الإنسان من مسألة القصر العمري إلى الطول الزمني لعمره، وهو نظام لا علاقة له بالمعجز الإلهي، وإنما هو نظام دأب الإسلام على طرح مثيله مع كل الأنظمة المادية المعتمدة على السبب والمسبب، فلقد طرح القرآن كشفاء مع أن الدواء هو النظام المادي للشفاء من الداء، وطرح النقل الخارق للأشياء من مكان لآخر كما في قصة عرش بلقيس بطريقة تخرج عن عالم الجاذبية والحركة، وهو العالم الذي اعتاد عليه الإنسان كي ينقل به الأشياء ويحركها، وطرح صلاة الإستسقاء كطريق لنزول المطر مع أن الطريق المادي لا علاقة له بالصلاة، وطرح أداء النوافل سبيلاً للرزق مع أنه لا علاقة للنظام المادي للرزق بها، وهكذا كل الأمور التي أراد الله سبحانه وتعالى للإنسان أن يجد أن هناك أنظمة في دنياه أقوى تأثيراً من الأنظمة المادية التي تجره للغرور والتكبر ونسيان قدرة الله تعالى، وحينما يتم إيكال هذا النظام لمن لديه علقة مع الله سبحانه وتعالى، فما أسهل أن نربط ذلك بالإمام المنتظر عجل الله فرجه والذي أجمعت الأمة على أنه أفضل من نبي الله عيسى عليه السلام، والأفضلية هنا تنجر على الأفضلية من كل ما لدى عيسى من إمتيازات ما عدا النبوة، والتي نسخت بدين محمد صلوات الله عليه وآله، إذ من الواضح أن عيسى عليه السلام لن يأتي حينما يعود إلى عالم الدنيا بعنوانه نبياً وإنما بعنوانه مسلماً كبقية المسلمين لوضوح أن نبوته انتهت بنبوة الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله.
ولم يكتف القرآن بطرح المسألة عند هذا الحد، وإنما راح يتحدث عن طول العمر الخاص بنوح عليه السلام بعيداً عن الإعجاز، وهو هنا يطرح نموذجاً تاريخياً رآه الناس وعايشوه، وهذا الطول مثل ما صلح لنوح عليه السلام يمكن أن يصلح لأي إنسان لأن ذلك من خصوصيات الخلقة الإلهية.
أما من الناحية العلمية فمن الواضح أن العلم لا يعارض حالة الطول العمري للإنسان، بل هو لا يتمكن من التحدث عن حد قطعي للعمر ينتهي عنده، إذ من الواضح علمياً أن ذلك خارج إختصاصه، ولكن لو أخذنا مثال جنة آدم عليه السلام المتقدم لوجدنا أن العلم يعلل فناء الخلية بهذه العناصر الأربعة ولا يتعداها، ولهذا فإن جهده من أجل المعالجة الطبية للإنسان يقوم في جوهره على الحفاظ على هذه العناصر، أو تخفيف الضرر عنها.
ثانياً: أما من الناحية التاريخية فإن من المسلّم ولادة الإمام محمد بن الحسن صلوات الله عليه في حياة والده الإمام العسكري صلوات الله عليه، وهذا التسالم مدعّم بالكثير من الوثائق التاريخية لدى مؤرخي الشيعة وأهل السنة على حد سواء،[6] غاية ما هنالك أن من انكر من هؤلاء لم ينكر ولادته بل أنكر غيبته بل وتهكّم بها، وليس مهماً ما تمّ نكرانه من قبل مذهبيي أهل السنة فإن ذلك مرتبط بالنفي الذوقي والمزاجي والطائفي وليس نفياً علمياً كما بيّنا، فهو نكران من أجل النكران ليس إلّا، إذ أن من المسلّم أن أهل بيت الرجل هم أصحاب الشهادة العليا على وجوده وعدمه، وطالما أن أهل البيت عليهم السلام قد تحدّثوا عن ذلك وتحدّث المؤرخون عن ذلك، أما بقيته وامتداد عمره فإن ذلك تفصيل قد بيّناه فيما سبق.
والعجيب أن بعضهم يعدّ ابن صائد هو الأعور الدجال، ويتحدثون عن أن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله قد ذهب إليه في بيته بمعية مجموعة من صحابته،[7] مما يعني ان عمره أكبر من عمر الإمام المنتظر عجل الله فرجه، وهم يتحدثون عنه بعنوانه من أشراط الساعة، مما يعني انه سيبقى لما بعد الإمام المنتظر روحي فداه، وهؤلاء حينما يقبلون بمثل الأعور الدجال بهذه الشاكلة يرفضون أن يكون الإمام المنتظر بأبي وأمي بعمر أقل منه؟ مع أن ذاك من أولياء الشيطان، والإمام من أولياء الرحمن، ولو عشت لأراك الدهر عجباً!!
حسين كاظم 0
28-05-2013, 06:54 PM
173 - ياسر الربيعي (الفيسبوك): ورد في دعاء أو زيارة الامام الرضا للمهدي عليه السلام عبارة: وعلى الائمة من ولده أو بعده، وأيضا عبارة: من سلالة أوصيائك ما تفسيرها؟ وكيف تتفق مع أفكار دجال البصره؟
الجواب: ورد هذا النص في ما رواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد وسلاح المتعبد ضمن صلاة طويلة رواها أبو الحسن الضراب الأصفهاني على أهل البيت صلوات الله عليهم بإدعاء أنها بتوقيع الإمام روحي فداه، وفيها: وصل على وليّك وولاة عهدك والأئمة من ولده ومدّ في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم ديناً ودنياً وآخرة. [1] ومنه أخذت بقية المصادر، لذلك فهي وردت في موضع واحد، وبالتالي فإنها من أخبار الآحاد.
وقد ورد نصّه أيضاً عن يعقوب بن يوسف الضرّاب الغساني في منصرفه من أصفهان كما رواه الشيخ الطوسي في الغيبة، قال: حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين وساق الحديث بطوله إلى أن أورد هذا النص في خاتمته.[2]
وفي هذا النص نلاحظ عليه أولاً أنه جاء عن طريق رجل مجهول لا يعرف، مما يخرجه من ناحية الاعتبار سلفاً.
وثانياً: إن هذا الرجل يورد توقيعاً عن الإمام صلوات الله عليه في زمن السفير الثاني محمد بن عثمان بن سعيد العمري الأسدي، ولم يأت التوقيع عن طريق السفير الثاني رضوان الله عليه، مما يجعل عدم قبوله والتعبّد به أولى، فهو بالإضافة إلى مجهوليته عند علماء الرجال، فإن يورد توقيعاً كانت الشيعة مأمورة أن تأخذ تواقيع الإمام صلوات الله عليه عن طريق سفرائه.
وثالثاً: ولو ابتعدنا عن مسألة التوثيق جدلاً، فإن النص في ظاهره متعارض مع المتسالم عليه من الأخبار الصحيحة من أن الإمام بأبي وأمي لا عقب له منها ما رواه الحسن بن علي الخزاز قال: دخل علي بن أبي حمزة[3] على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أنت إمام؟ فقال: نعم، فقال له: إني سمعت جدك جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب، فقال له: أنسيت يا شيخ أو تناسيت؟ ليس هكذا قال جعفر عليه السلام، إنما قال جعفر عليه السلام: لا يكون الإمام إلا وله ولد، إلّا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي عليهما السلام، فإنه لا عقب له، فقال: صدقت جعلني الله فداك، هكذا سمعت جدك يقول.[4]
ويؤكده ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام عن أبي الجارود قال: قال لي أبو جعفر عليه السلاما الأمر إلا في أخملنا ذكراً وأحدثنا سنّاً.[5]
ومن الواضح أن خمول الذكر له مصاديق متعددة أبرزها أن لا يكوون له عقب يذكر به، ويبدو لي أن ما ذكره الشيخ النعماني رضوان الله عليه بتعليل خمول الذكر بالغيبة ليس دقيقاً، لوضوح أن الإنسان الغائب لو كان له عقب وعمل يُشار به إليه لما كان منسياً، وما ذهبنا إليه من تفسير ذلك بالعقب ينسجم مع رد الإمام الحسن عليه السلام على معاوية عليه لعائن الله بعد استمام أمر البيعة لمعاوية في الكوفة وخطبة معاوية فيها والتي نال فيها من أمير المؤمنين عليه السلام ومن الإمام الحسن صلوات الله عليه فقال الإمام الحسن: أيها الذاكر علياً .. إلى أن قال: فلعن الله أخملنا ذكراً، وألأمنا حسباً، وشرّنا قدماً.[6]
ومن المعلوم أن معاوية أنه كان خامل الذكر من حيث ولده، إذ أن نسله قد انقطع بعد حفيده خالد بن يزيد.
ورابعاً: لو افترضنا جدلاً أن للإمام روحي فداه ولداً على طريقة فرض المحال ليس بمحال، إلا أننا نجد أن مثل هذا الدعاء مخالف لما دأب عليه أئمة الهدى صلوات الله عليهم في الحديث عن أولادهم، ليس من طبيعة الأئمة أن يطلقوا في أدعيتهم مثل هذه الإطلاقات، إذ أن مثل هذا الدعاء يستلزم السلامة العقائدية والتقوائية الشاملة لجميع من ينضوي تحته، ولو قلنا بالتغليب دون التعميم على الجميع، فإنه ولا شك لن يكون كاشفاً عمن لم يخصّهم هذا الدعاء، مما يفسح المجال لإدعاءات عدّة، ولأن تاريخ الأئمة صلوات الله عليهم كشف لنا أن بعضاً من أولادهم كان منحرفاً عن مسيرتهم وهديهم، وليس أدل على ذلك من زيد النار أخو الإمام الرضا عليه السلام، وعين الأمر وجدناه في عم الإمام روحي فداه وابن الإمام الهادي صلوات الله عليه وأعني بذلك جعفر بن علي المعروف بالكذاب، ولذلك فإن مثل هذا الاطلاق سيفسح المجال إما للمدّعين ليتعكّزوا على مثل هذا الدعاء، أو سيضلل الناس في شأنهم، مما يحرفهم عن المسار العقائدي السليم، وهذا ما لا يمكن للأئمة صلوات الله عليهم أن يفعلوه، خاصة وأن تأريخ بقية الأئمة صلوات الله عليهم لا يكشف وجود دعاء من هذا القبيل لأولادهم.
وخامساً: بالرغم من أننا سبق أن فنّدنا قصة وجود أولاد للإمام صلوات الله عليه، لأنه يتنافى مع معطيات الغيبة، فالإمام بأبي وأمي ما غاب إلا لكي لا يكشف له أمراً، ومن يفعل ذلك لا بد من أن لا يترك أي أثر له، والأولاد واحدة من أهم الآثار التي تترك من وراء الرجل، وحيث أن التاريخ الطويل لم يكشف أي أثر لهم، فإن الحديث عن ذلك إما أن يكون منتفياً لانتفاء موضوعه، وإما أن يكون أمر هؤلاء ظل مخفياً عن الناس، ولو قدّر أن أمرهم بقي مخفياً طوال هذه الفترة، فإنهم ولا شك سيبقون خارج إطار احتلال المقامات الربانية المعنية بالمنتظرين، ومع أنه لا يوجد أي نص معتبر يمكن اعتماده في مجال وجود هذه المقامات، إلا أن من البديهي القول بأنه حتى لو كان هناك نص، فأن المنتظرين لا يمكن أن يتعاملوا مع المجهول، إذ أن كل نص، لا بد له من منصوص عليه، وكل منصوص عليه لا بد من توفر مواصفات له شخصية كانت أو موضوعية لكي تكون كاشفة له ومبيّنة لأمره، وحيث أن الروايات الشريفة خلت عن كل ذلك، لذلك فإن الجدل في شأن وجودهم مما لا طائل له.
أما القول بأن مقاماتهم ستأتي من بعد ظهوره بأبي وأمي، فمع خلو الروايات من ذلك اللهم إلا رواية ضعيفة جداً تتناقض مع الكثير من متسالمات الروايات وهي رواية حديث الوصية الذي يرددها دجال البصرة المنحرف المسمى بأحمد بن الحسن، إلا أن القدر المتيقّن والذي يبتنى على الروايات الصحيحة المتعددة فهي ان المقامات الربانية من بعد الإمام المنتظر صلوات الله عليه ستكون لبقية أئمة الهدى عليهم السلام إذ سيرجعون إلى الحياة الدنيا، وأول الأئمة الراجعين هو الإمام الحسين صلوات الله عليه، ليؤدي الدور المهدوي بعد أن منعتهم الظروف الاجتماعية والسياسية التي أحاطت بهم عن اداء هذا الدور.
ولا أدري ما ربط هذه الروايات ـ صحّت أو لم تصح ـ بدعوى دجال البصرة، فلو قلنا بوجود أولاد للإمام صلوات الله عليه فلماذا يظهرون الآن ولم يظهروا قبل ذلك؟!
ولو قيل بأن الإمام صلوات الله عليه قد ظهر، وبالتالي فإن أولاده قد ظهروا أيضاً كما يروّج هؤلاء المنحرفين، فالأسئلة البديهية التي يجب أن يواجه بها هؤلاء أولاً ستتعلق بالتالي: أين هو الإمام الظاهر؟
متى ظهر؟!
من الذي استدلّ على ظهوره؟!
أين أيامه الموعودة؟
أين دولته العادلة؟
أين حروبه الظافرة؟! وعشرات من نظير هذه الأسئلة.
لأن كل ذلك سابق لظهور الأولاد، فأين مقدمات وجودهم لكي نقفز على ما يليها؟
ولو سلّمنا جدلاً بكل ذلك، فما دخل هذا الدجال بكل هذه الأمور؟ فهل أن كل دعي يدّعي الإنتساب إلى الإمام صلوات الله عليه يجب علينا ان نصدّقه؟ وهب أن الرواية الضعيفة التي تسمي ابنه بأنه أحمداً صحّت فما دخل هذا الدجال بذلك؟ وكيف تم حيازة الرواية إليه، فهل كل من اسمه أحمد له حق باستحقاقات هذه الرواية؟ وها هي الدنيا مليئة بالأحمدين فلماذا لا نصدق بغيره إذن؟ مع أن نسبه لا علاقة له بأهل البيت عليهم السلام لا من قريب ولا من بعيد وعائلته وعشيرته معروفة وقد تبرأت عشيرته من دعواه هذه وأنكروه وأنكروها.
ولا يسعني في الأخير إلا أن أشير إلا أن هذا الرجل ليس أكثر من دجال يغرر بعواطف الناس ويستغل جهلهم وعدم معرفتهم بالروايات ومنطقها ومستلزماتها، وهو ليس بأول دجال ولن يكون آخر رجل من هذا النوع وإني لأحسب أنه هو المعني بما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: ويخرج دجال من دجلة البصرة، وليس مني، وهو مقدمة الدجالين كلهم.[7]
أعاذنا الله وإياكم من مضلات الفتن وسوء المنقلب.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 06:57 PM
174 - عارف الجياشي (جامع براثا): هل من مقاربة بين الضربة الصهيونية لدمشق وبين التفجير النووي الذي سيطال دمشق وفق ما تحدثتم عنه كثيرا؟، علما أن الكثيرين ممن سمعوا لم ينظروا إلى تحليلكم بارتياح.
الجواب: ليس مهما أن يرتاح البعض لهذا التحليل أو ذاك، وأنا أعرف أن الكثيرين وقفوا حائرين أو مشككين أو مكذّبين للتحليلات التي تحدثت بها منذ اكثر من سنتين لا سيما في مسألة التفجير النووي الذي سيحصل في الشام، ومع أني كنت أتوقع مثل ردات الفعل هذه، إلا أني وجدت أن المكذّبين والمشككين رهنوا أنفسهم لأمزجتهم الشخصية وقدراتهم التحليلية التي عادة ما تعتمد مفردات بسيطة من مفردات الأوضاع السياسية، ولم يعتمدوا على رؤية شمولية أكثر، وكنت قد نبهت كراراً ومراراً إلى أن لا تخدعكم الصور الأولى للأحداث وإنما عليكم أن تتوغلوا بين سطور ما تقرأون وخلف كواليس ما ترون لكي تروا الصورة على حقيقتها، والآن حينما ينتهي التحليل الميداني إلى يقين بأن إسرائيل قد استخدمت في ضربهتا لجبل قاسيون في سوريا قنبلة نووية من النوع المسيطر عليه بالفعل، ترى كيف سيشعر أولئكم المشككون والمكذّبون؟ وهم ينظرون إلى حقيقة ميدانية قد حصلت أمام أعين ومرأى العالم وقد قرّبت صورة ما تحدثنا عنه وأعطتنا صورة أكثر تكاملاً لما يجب ان نحلل به.
القيمة في مثل هذه الأمور أحبتي لا تكمن في اني حللت بطريقة مبكرة، والآخرون حللوا بصورة مغلوطة، فلا أنا من يجب عليه أن يشعر بالنشوة، ولا هم من يجب عليهم أن يشعروا بالخجل، ولكن القيمة الحقيقية في أن نتعلم من ذلك طرق قراءة الاحداث بصورة أوعى ونعتمد لاستشراف المستقبل طرقا أدق، فالمهمة كبيرة والتحديات المترتبة عليها في غاية الخطورة وأي إرتباك في تحليل الموقف وتقديره سيؤدي إلى كوارث قد يصعب تفاديها وقد يكون الحديث في وقتها عن العلاج مجرد خرافة.
بطبيعة الحال أنا لم أتحدث عن ذلك من فراغ وإنما كانت بين يدي عشرات الروايات وكان جمع أوصال هذه الروايات وربطها هي التي أعطتني صورة متكاملة، ولكن هذه الروايات حينما كانت بيد غيري لم يستطع ان يوصلها ببعضها فالتجا إلى تفسيرها بطرق بعيدة تماماً عن ذلك، والسر يبقى كامناً في طبيعة القدرة على رؤية ما خلف سطور الروايات وما يكمن في منطقها، عندئذ لن يبقى شيئاً عصياً على تفكيك رموزه.
لا بد لي من بعد كل ذلك أن أشير إلى أن ما جرى في اليوم الخامس من شهر آيار عام 2013 الحالي في جبل قاسيون من استهداف صهيوني لمواقع للجيش العربي السوري لا ينطبق على ما تحدثت به الروايات بمعنى أن التفجير المنتظر لا زال في طي الأيام القادمة، ولو حصل فإن على المؤمنين المنتظرين أن يتيقنوا ان التوقيت الدقيق لظهور الإمام روحي فداه لن يكون عصياً عليهم ولا صعبا من بعد ذلك.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 06:59 PM
175 - سلام العراقي (جامع براثا): ما صحة رواية ظهور يد في السماء بعنوانها علامة من علامات الظهور الشريف؟
الجواب: بين يدينا عدة روايات تتحدث عن ذلك، وقد وردت في طرق الشيعة والسنة، وبألفاظ مختلفة، وهذه الروايات قسم منها أشار إلى وقت محدد قريب جداً من الظهور الشريف، وقسم منها أشار إلى الحدث دون قرنه بوقت محدد، ومما لاشك أن بعض هذه الروايات صحيح من الناحية السندية، وللحديث عن ذلك هناك مطلبان الأول في طبيعته الروائية، وهو أمر فصلناه في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور ص357، وكذلك في كتابنا راية اليماني الموعود ص 223، ولكن لا بأس بذكر بعض من هذه الروايات وأول هذه الروايات نجد فيها أن الإمام الرضا صلوات الله عليه يحدد وقتاً محدداً لها، ففي صحيحة الحسن بن محبوب رضوان الله عليه يقول الإمام الرضا عليه السلام في معرض ذكره لثلاثة ومضات ملكوتية في شهر رجب قال: والثالث: يرون يداً بارزا مع قرن الشمس.[1]
وفي رواية داود بن سرحان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب: قلت: وما هي؟ قال: وجه يطلع في القمر، ويد بارزة.[2]
ومراده بالصيحة هنا هو الصيحة الجبرائيلية، مما يعني أن هذه العلامة تكون في رجب الذي يأتي من بعد خروج السفياني عليه لعائن الله بسنة واحدة.
وفي رواية عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قبل القائم خمس علامات: السفياني واليماني والمرواني وشعيب بن صالح وكفّ تقول كذا وكذا.[3]
وبعض هذه الروايات وردت بدون إشارة إلى زمن محدد كما هو الحال في رواية زياد بن مروان القندي عن غير واحد من أصحابه عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: وكف تطلع من السماء من المحتوم.[4]
ومثل هذه الروايات وردت أيضاً في كتب العامة فلقد روى نُعيم بن حمّاد بسنده لسعيد بن المسيب وهو من رواة حديث الإمام زين العابدين عليه السلام قال: تكون فرقة واختلاف حتى يطلع كفّ من السماء.[5]
وكذلك روى الزهري عن أسماء بنت عميس رضوان الله عليها قولها: إن إمارة ذلك اليوم أن كفّاً من السماء مدلّاة ينظر إليها الناس.[6]
وما من ضرورة ليكون شكل الكف من سنخ الكف الآدمية ولونها، بل يمكن أن نتعامل مع كل التقديرات التي تدخل ضمن طبيعيات النظام الفلكي، إذ أن أغلب الظن أن هذه الأمور ستأخذ مجرى التشكّلات الكونية ومن دون الحاجة إلى منطق المعاجز، ليكون الحديث المبكّر عنها وقبل حصولها هو الذي يعجز العقل البشري الاعتيادي.
ولو صحّ ذلك فإن ما كشفته وكالة الفضاء الأمريكية (NASA) من صور لما عبّر عنه باليد الكونية يقدّم لنا مقاربة لما يمكن أن يحصل يومئذ، وخلاصة الخبر أن النجوم النيترونية ونتيجة لحركتها المغزلية الشديدة تطلق طاقة هائلة تتشكل وفق هياكل متعددة، وكان آخرها ما رصده مرصد تشاندرا للأشعة السينية وهو أن نجمة نيوترونية أطلقت طاقة تشكل منها مجال مغناطيسي هائل أخذ رونقه على شكل كف يدوية بلون أزرق وكأنها صورة لكف من تحت الأشعة (X Ray) وكان حجم هذه الكف ما يقدّر ب150 سنة ضوئية. (http://www.nasa.gov/multimedia/imagegallery/image_feature_1323.html)
لا شك أن ما تحدّثت عنه وكالة الفضاء الأمريكية لا يتحدث عن الروايات التي زامنت بروز هذه اليد في شهر رجب الذي يأتي من بعد خروج السفياني بعام، لوضوح أن السفياني لا زال لم يخرج بعد، ولكن يمكن للروايات التي لم تقرن بروز هذه الكف بهذا الزمن أن نجد لها تجلياً واضحاً فيما أشارت إليه وكالة الناسا، ومهما افترضنا فلا شك أن ما كشفته الناسا قدّم لنا مقاربة علمية واضحة لما يمكن أن يجري في تجسيد هذه العلامات.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:02 PM
176 - عبد العزيز ـ الإحساء (البريد الخاص): لو افترضنا جدلاً ان الاحداث الجارية في سوريا الان هي الولادة الحقيقية لعصر الظهور المقدس لصاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء , فهل نستطيع أن نتنبئ بأن الضربة النووية القادمة كما عبرتم عنها هي من إسرائيل لفك الضغط عن الارهابيين المتواجدين في سوريا خصوصاً، وأن القوات السورية ما زالت قوية رغم كثرة تواجد الزمر الارهابية وتدفقها على سوريا من كل جانب؟ وهل يمكن القول ان الرئيس الحالي بشار الاسد سوف يصله بطريق أو بآخر علم بهذه الضربة مما يجعله يتحول الى منطقة اللاذقية بجانب القاعدة الروسية ليكون في مأمن من هذه الهجمة؟ وعلى افتراض صحة هذا السيناريو للأحداث فكم تاخذ هذه الفترة (حالة المخاض) في سوريا حتى تتحقق الضربة النووية ويتحقق نزول الترك ارض الجزيرة؟ واذا ما تمت الضربة هذا العام او العام الذي يليه فهل نستطيع الجزم عيناً بأن الظهور المقدس قد تحقق؟
الجواب: لا يوجد في رواياتنا ما يمكن أن يشار به إلى من سيستهدف سوريا، ولكن هناك رواية عامية تشير إلى الرومان في هذا المجال، ولربما يساعد عليها رواية وردت في كتاب الزهد للحسين بن سعيد الأهوازي رضوان الله عليه يشار فيها إلى نار تخرج من قعر عدن تضاء لها أعناق الإبل في بصرى، ولو تطابقت هذه الرواية مع حدث التفجير النووي، فسيكون المستهدِف لسوريا هو الأسطول الأمريكي في المحيط الهندي جنوب عدن، لكني لم أجد قطعاً في مجال التطابق هذا بعد ولذلك لم أشر لها في كتابنا علامات الظهور، ولا قيمة للقول بأن قعر عدن هي المنطقة الموجودة فعلاً في عدن والتي يوردها العامة بأن النار التي ستخرج منها ستكون من أشراط الساعة، فلو صحت فهي شيء آخر.
أما هل نستطيع أن نقارب بينها وبين ما يجري فعلا على الأرض السورية، فإن أوجه تقريب لها يمكن ان نراه في الضربة الإسرائيلية الأخيرة لجبل قاسيون، فهي وإن كانت نووية مصغرة، ولكنها ترفع عنا الكثير من الإشكالات التي كانت تحوم حول أصل الضربة وجدواها ويمكنكم متابعة ذلك في جواب السؤال: 174 في الرابط التالي: http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1078 (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1078)
وكيفما يكن فإن الحديث عن الضربة النووية الوارد في الروايات يشير إلى قضيتين أولهما أنه سيحصل في منطقة لا يوجد فيها أحد من المؤمنين لأن المقتولين فيها وصفوا بأنهم من الكافرين ولا يراد بالكفار هنا الملاحدة، بل الكفار بالولاية، والقضية الثانية أن عدد القتلى ينبأ عن أن هذه الضربة ستكون بواسطة تفجير منضبط بحيث لا يؤدي إلى انتشار واسع في الإشعاع النووي او أنها ستكون من صنف القنابل التي يستخدم فيها اليورانيوم غير المنضب مما يعني ان نسبة الإشعاع فيها لن تكون نسبة عالية إلا في منطقة الهدف وما يحيط به مما يجعل دويلة الصهاينة في مناى من ذلك.
أما ما المدة بينها وبين غيرها من العلامات فالروايات لا تتحدث إلا عن حراك سريع للكثير من العلامات من بعدها خصوصاً في مسألة الإنفصال الكردي السوري ومسألة الزلزال الذي سيعصف بدمشق ومسألة الحرب العالمية، ولكن المهم فيها أن رجب الذي يليها سيكون فيه خروج السفياني، مما يعني أن المدة التي تبقى لظهور الإمام روحي فداه لن تزيد على حمل ناقة من بعد شهر رجب أي في شهر رمضان في السنة التي تلي خروج السفياني عليه لعائن الله. وعليه فإن حيان موعد الضربة لا يعني حيان موعد الظهور، ولكن حيانها يمكن بموجبه ان نوقّت للظهور الشريف.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:04 PM
177 - عماد الخفاجي ـ كربلاء المقدسة (الموقع الخاص): ورد عن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن اسم السفياني. فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام الخمس ...... الى آخر الحديث.[1]
ولدي هنا سؤالين بخصوص المقطع الشريف: (الاول) : هل من الممكن أن تقرأ كلمة (ملك) بصيغة المجهول وتشديد اللام باعتبار وجود رواية تشير الى أنه يأتي متنصراً يعني مدعوم من دول نصرانية، أو قد تكون كلمة (متنصراً) مصحّفة عن كلمة (منتصراً) وهي تؤدي نفس الغرض. كذلك استخدام لفظة (ملك) بحد ذاتها بدلا من (سيطر) فيها دلالة على التمليك بمعونة جهات خارجية.
(الثاني): استخدم لفظ (ملك كور الشام الخمس) ولم يستخدم لفظ (الشام) الجامع لكل تلك المناطق المذكورة في الحديث، أليس فيه دلالة على تقسيم الشام الى أقاليم، وأن السفياني يأتي إلى الشام وهي مقسّمة الى أقاليم فيجمع تلك الأقاليم بدولة واحدة.
الجواب: حسب الظاهر فإن انصراف قراءة كلمة ملك بصيغة المجهول مما لا قرينة تساعد عليه، بل القرائن شاهدة على أنه هو الذي يتملك هذه المناطق لا أن يتم تمليكه إياها من قبل غيره، فالحديث عن أنه سيبقى من يوم خروجه إلى يوم تملّكه لهذه الكور وبهذه المدة الزمانية (6 أشهر) يؤكد على أنه هو الذي سيباشر هذا الأمر بنفسه، خاصة وأنه خلال هذه الفترة سيصفّي الصراع في بلاد الشام من راية الأبقع أولاً ثم من راية الأصهب ثانياً، وهذه التصفية إنما تكون من خلال السيطرة على مناطقهما، والسيطرة كمصطلح لا يستخدم في لغة القرون المتقدمة، بل الاستخدام المألوف هو التملّك، وبالتالي فهما في معنى اصطلاحي واحد.
أما بالنسة إلى التنصّر فهي صحيحة ولا وجود للتصحيف فيها لوجود قرينة في عنقه صليب التي تأتي في الرواية.
أما بالنسبة لموضوع الكور الخمسة، فنلاحظ أولاً ان الشام كلمة أعم من كورها الخمسة، ونلاحظ ثانياً أن التأكيد على هذه الخمسة يشير سلفاً إلى وجود مناطق شامية يتواجد فيها تلقائياً، في عين الوقت الذي يشير إلى أن المناطق الشامية كلها لن تكون بولاء واحد، ونلاحظ ثالثاً أن تخصيص هذه المناطق دون غيرها يُشعر بأنها انسلخت من حكم الشام أو ليست تحت سيطرة هذا الحكم، مما يفضي بنا إلى نتيجة حاسمة وهي أن الحكم في الشام لن يسقط، وإنما يتأثر بوقائع الصراع بين الأصهب والأبقع، هذه الوقائع التي تجعل هذه المناطق تخرج من حكم الشام، ونلاحظ رابعاً أن الرواية ذكرت مناطق واستثنت أخرى، وبمطالعة الروايات سنجد ان الخريطة الجيوسياسية للشام في يوم خروج السفياني ستكون هكذا:
أولاً: الكور الخمسة تخضع لتأثيرات السيطرة العامة وليست الخاصة لراية الأبقع، وهذه الكور هي بالتحديد دمشق وحمص وحماة وحلب وإدلب التي تسمى بقنسرين ودرعا التي يشار إليها بلفظ الأردن، والقنيطرة التي يشار إليها باسم فلسطين، من باب تسمية العام ويراد به الخاص، لوضوح أن فلسطين العامة ستكون تحت حكم الصهاينة إلى يوم تحريرها بيد الإمام روحي فداه.
وحينما نقول بأن هذه الكور فيها سيطرة عامة وليست خاصة لراية الأبقع عليه لعائن الله، فلأن الحديث عن استمرار الصراع بينه وبين الأصهب كاشف عن أن السيطرة ليست مطلقة لأحدهما في هذه المناطق، ولكن يمكن القول بأن معارك الكر والفر ستكون هي سيدة الموقف.
ثانياً: المناطق الحدودية المحاذية للعراق كمحافظة الحسكة ودير الزور ولربما أجزاء من محافظة الرقة ستكون بيد الأتراك يومها الذين سيحتلون هذه المناطق قبل مجيئ السفياني.
ثالثاً: هناك مناطق لا تذكر مطلقاً وعلى وجه التحديد محافظة السويداء التي يغلب عليها الوجود الدرزي، مما يوحي بأنها لا تدخل في الصراع العام، وتبقى في منأى منه، وبالتالي تبقى ضمن إطار حكم الأصهب.
رابعاً: المناطق التي تشكل حاضنة للأصهب، فرايته لا يمكن ان تكون خلية من مناطق ما غيرر هذه المناطق، وحينما يكون هذا الرجل هو المقتول الثاني بيد السفياني، فيعني أن قوته وسيطرته ستكون أكبر من الأبقع، مما يعطينا دليلاً على أن ما سوى هذه المناطق ستكون هي الحاضنة للأصهب، ويؤكد في نفس الوقت أن حواضن الأصهب هي نفسها حواضن السفياني، ويؤكده أن الروايات تشير إلى الأصهب بعنوانه السفياني الثاني، وإلى السفياني الموعود بأنه هو السفياني الثالث، ومن الواضح أن المناطق المتبقية هي المناطق الساحلية لسوريا، فتأمّل.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:06 PM
178 - عمار ـ البصرة (الموقع الخاص): سؤالى الاول هل يمكن الاستفاد من الحديث انه يوجد سفارة بعد الصيحة والسفياني؟ بقرينة ان الامام قال من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني ولو كان لا يوجد سفير قبل الخروج لقال الامام قبل الخروج وليس قبل الصيحة، سؤالى الثاني اذا اتى شخص وقال انا سفير الامام المنتظر (ع) بعد الصيحة والسفياني فكيف نصدقه؟ وخاصة ان الحديث اوقف السفارة الى حين الصيحة والسفياني فالامام فتح الباب لهذا الامر
الجواب: بالنسبة للسؤال الأول فهو وإن نفى السفارة من بعد السفير الرابع رضوان الله عليه إلى حيان الصيحة، إلا انه لا يعني ان ما بعدها سيفتح باب السفارة بالصورة التي وجدناها في عهد السفراء الأربعة، وإنما قرن السفياني والصيحة ليكون وقتهما فاصلاً بين فترة الغيبة الكبرى وبين الظهور الشريف، أو قل: الصيحة هي الإعلان عن نهاية عهد الغيبة الكبرى، ولكن حينما يبزغ فجر الظهور الشريف فإن الإلتقاء بنور الله لن يكون مستحيلاً، والتبليغ عنه سيكون ضرورياً لأن تلك الفترة ستكون فترة استعداد جادة لخروجه بأبي وأمي.
أما كيف يمكننا التعرف على مصداقية من يتحدث عن الإمام صلوات الله عليه، فعلينا أولا أن لا نقلق من هذه الناحية لأن من سيرسله هو بنفسه صلوات الله عليه يعرف بأننا قلقون ولا توجد لدينا ثقة في كل من يتحدث عنه بأبي وأمي وبالتالي فإننا يمكن أن نفترض أنه روحي فداه سيزوّد من يررسله بسبل التيقن كما كان الأمر في عهد الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام حينما كانوا يلزمون شيعتهم ان لا يأتمنوا احداً ممن يتحدث باسم الإمام صلوات الله عليه من دون أن يكشف لهم ما يجول في خواطرهم وأحاسيسهم ومثل هذه الافتراضات كثيرة فضلاً عن الوسائل الطبيعية التي تكشفها وسائل الإعلام وغيرها كالتصوير وما إلى ذلك.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:08 PM
179 - سالم (جامع براثا): تحدثتم عن وثاقة هذه الرواية: عن معروف بن خربوذ ما دخلنا على أبي جعفر الباقر عليه السلام قط إلا قال: (خراسان خراسان سجستان سجستان كأنه يبشرنا بذلك)
وقد اطلعني احد الأخوة بأن فيها زياد القندي وهو مذموم جدا فكيف السبيل إلى صحة كلامكم؟
الجواب: زياد القندي هذا هو احد أهم وجوه الواقفة على الإمام الكاظم عليه السلام ومتسالم على ذمّه وسوء عاقبته، فقد كان وكيلاً معتمدا للإمام الكاظم عليه السلام، ولكنه قال بالوقف بمجرد أن استشهد الإمام الكاظم بأبي وأمي ولم يسلّم للإمام الرضا عليه السلام بالإمامة ولم يسلّم للإمام عليه السلام الإمانات التي كان موكلاً بها من قبل الإمام الكاظم عليه السلام وشاركه في ذلك ابن البطائني وعثمان بن عيسى الرؤاسي وكلهم كانوا من وكلاء ومعتمدي الإمام الكاظم صلوات الله عليه، ولكن ذمّهم مرتبط بوقفهم وما بعده لا على الفترة التي سبقت ذلك وإلا ما كانوا وكلاء للإمام صلوات الله عليه، ولهذا عملت الطائفة الشريفة بما رووه في حال سلامتهم العقائدية وتركوا ما رووه من بعد انحرافهم، ولذلك عبرنا بالوثاقة ولم نعبر بالصحة عن الرواية، فالوثاقة تعني وجود رجل أو أكثر ثقة في حديثه، ولكنه لا يتمتع بصحة في معتقده، بينما الحديث عن الرواية الصحيحة فإنه يقتصر على الرجال الثقات من ذوي العقائد الصحيحة، ولأن الرواية أعلاه تتحدث عن فترة إيمانه لا عن فترة انحرافه قلنا بالوثاقة، وهو أمر متسالم عليه في علم رجال الطائفة المحقة زاد الله في شرفها.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:12 PM
180 - مهند (الموقع الخاص): سؤال للشيخ حول الانفجار النووي في دمشق القطر التدميري هو 5 كم والبقية اشعاع وعصف هنا النداء من المعصوم عليه السلام بالتدّثر وسد الكوى ...الخ لمن؟
ثانياً: دمشق قريبة نسبياً من فلسطين المحتلة أي الاشعاع سيؤثر على المستوطنات الاسرائلية القريبة فهل يجازف الغرب أو الصهاينة بالضربة؟.
ثالثاً: دمشق ستبقى فيها الأشعة النووية لفترة طويلة جداً بعد الضربة كيف تتقاتل فيها ثلاث رايات مع وجود الاشعاع النووي القاتل.
الجواب: القنابل النووية مختلفة الأنواع، وتنتمي إلى أجيال مختلفة، وقد طوّر مصنّعوا هذا السلاح أنماطاً محدودة التأثير يمكن أن ترمي بها الدبابات في معركة متقاربة المسافات، وقياسكم الذي تحدثتم عنه يجري وفق نمط واحد من هذه القنابل، وهذا غير صحيح، لأنه ليس كل القنابل تترك مثل هذا الإشعاع، ومقادير العصف ومدياته تتوقف على طبيعة الهدف المضروب، فالهدف الجبلي أو ذو التضاريس المرتفعة ليس كالهدف الموجود في أرض سهلية، إذ نلاحظ هنا ان قنبلة هيروشيما التي استخدمها الأمريكيون عام 1945 كان تأثيرها فادحاً جداً بالقياس إلى قنبلة ناكازاكي مع أنهما من نفس النوع، والسبب يعود إلى التفاوت التضاريسي الموجود في المدينتين.
ولو لاحظنا الضربة التي وجهت إلى جبل قاسيون في يوم 5\5\2013 من قبل الطيران الإسرائيلي ولربما الأمريكي أيضاً لاكتشفنا أن هذه الضربة التي كانت نووية، قد تم استخدام اليورانيوم غير المنضّب فيها، وهو لا يترك تلك الآثار الإشعاعية التي تتشابه مع التأثيرات التي أوجدتها قنابل هيروشيما وناكازاكي، وقد سبق للأمريكيين أن استخدموا اليورانيوم غير المنضّب في كثير من القنابل التي ألقيت على ساحات المعارك في العراق قبل السقوط، وتأثيراتها الإشعاعية كانت محدودة قياساً إلى ما نألفه من القنابل التي تستخدم اليورانيوم المنضّب.
وفق هذا التحليل يمكن لنا أن نفهم أن الافتراضات التي افترضتموها يمكن معالجتها بطريقة مختلفة عما يجول في خاطركم.
أما لمن سيكون هذا النداء بالتدّثر وسد الكوى وما إلى ذلك، فله وجهان، وجه يتعلّق بكيفية التعامل مع هذا النمط من السلاح، ويمكن أن يستفيد منه كل من آمن بقول رسول الله صلوات الله عليه وآله أو وصل إليه، أما الوجه الآخر فيتعلق بكون هذا الحديث يستهدف تبيان حقيقة ما سيجري في وقت الاستهداف وحدوده.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:15 PM
181 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): هل اليماني والخرساني رضوان الله عليهما قد أصبحا موجودان فعلياً على مسرح الأحداث برأيكم؟ وكيف سيتعرّف عليهما المسلمون وعامة الناس؟
الجواب: التحدث عن وجود هذين العبدين الصالحين مرتبط بطبيعة الأحداث المتعلقة بهما، وتشخيص الزمان بأنه زمان خروجهما، ومما لا شك أن الوقت لا زال مبكراً للتحدث عن أن هذا الزمان هو زمانهما، اللهم إلّا أن تفضي أحداث الشام المعاصرة إلى نفس ما أشارت إليه روايات أهل البيت عليهما السلام من علامات ممهدة لظهور السفياني الموعود، ولو حصل ذلك فإن وجودهما قبل الأحداث الخاصة بهما سيكون يقينياً، فهذه الشخصيات حينما يكون لها كل هذا التأثير في المعادلة الإقليمية، فإن من البداهة القول بأنها لن تاتي من فراغ، وإنما لا بد من ان تمتلك المواصفات الموضوعية للإضطلاع بهذه المهمة.
أما كيف نتعرّف عليهما فلطالما قلت أنه لا كاشف عنهما إلا الأحداث التي سيخوضون بها، ولئن وجدنا ان الروايات كشفت عن جانب من المواصفات الشخصية للخراساني، فإن من المؤكد أنها لم تفعل بالنسبة لشخصية اليماني، بل كان سبيلها الإبهام أكثر من سبيل الإفصاح عنه، وقد علّلنا ذلك في كتابنا (راية اليماني الموعود)، ومن المتيقن أن اليماني لن يستطيع ان يكشف عن هويته، ولربما حتى الخراساني، إذ لا دليل نصي عندهما يمكن أن يقدماه إلى المنتظرين، حتى لو امتلكا العلم اليقيني بأنهما المقصودين بذلك الذي قد ينشأ من احد طرق العلم اليقيني، ولكن هذا العلم سيكون خاصاً بهما وليس بغيرهما، وأي حديث منهما عن ذلك سيؤدي إلى وقوعهما في مشكل التوقيت، ولا توجد أي جهة غير المعصوم صلوات الله عليه بقادرة عن الإفصاح عن هاتين الشخصيتين، وحيث ان المعصوم صلوات الله عليه سيكون في فترة خروجهما فضلاً عما قبلها في إطار الغيبة، ولذلك فإن هذا الاحتمال يبقى بعيداً عن أن يكون جهة للتشخيص، مما يفضي بنا إلى القول بأنه لا سبيل للتعرف عليهما إلا من خلال مراقبة الأحداث والتثقّف على مواصفات الأحداث المتقدمة على خروجهما، أو الأحداث المتعلقة بهما بمعية رقيبهما الثالث وأعني بذلك ابن آكلة الكباد عليه لعائن الله.
ولا يوجد ما يمنع من القول بأنهما قد لا يعرفان أنهما المعنيان بما جاء في الروايات، وهما حينما يبرزان إلى ساحة الحدث فبسبب إلتزامهما بمسؤولياتهما الشرعية أو الأمنية والسياسية ليس إلا.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:17 PM
182 - محمد ـ بغداد (الموقع الخاص): هل مارقة من جهة الترك هم أكراد سوريا أم أكراد تركيا (حزب العمال الكردستاني)؟ وأذا كانو أكراد تركيا، فهل عبارة: اخوان الترك الواردة في الروايات الشريفة تشير اليهم؟
الجواب: الرواية الشريفة تتحدث عن ناحية الترك، والناحية هي الجهة، أي أنها ستخرج من الجهة التي يأتي منها الترك، وتفسيرنا منحصر بكونهم أكراد سوريا وليس غيرهم، لأنها جاءت في خضم الحديث عن الشام، ولأن ردة الفعل التركية الغاضبة التي تاتي مباشرة من بعدها ستنحصر في داخل الموضوع السوري، وبغيره، لوجدنا إن ردة الفعل لا تكون خاصة في هذا المكان، وما يجري في الوقت المعاصر يعني العراق ويعني الجمهورية الإسلامية، وهو يأتي على ما يبدو بإتفاق مع تركيا، وعليه فإن ردة الفعل الإيرانية والعراقية حينما تغيب عن الروايات، تجعلنا نميل إلى القول بأنهم أكراد سوريا.
أما اخوان الترك، فإن التبادر اللفظي لكلمة الترك في زمن النص متعلق بشعوب شرق ووسط آسيا على ما يبدو، فقد كان لهم احتكاك كبير من جهة الشمالية والشرقية لخراسان، ولم يك آنذاك ثمة احتكاك مع أتراك تركيا المعاصرة إذ لم تك لهم حاضرة اجتماعية مركزية بل كانوا يومها إلى حياة البداوة والرعي أقرب منهم إلى تكوين حواضر اجتماعية، على عكس الترك في تلك المناطق، ولذلك فإخوان الترك، يقصد بهم الأتراك الموجودين في تركيا المعاصرة، لأن أصل كلمة الترك يعود لما نسميه اليوم بالتركمان، أو ببلاد تركمانستان، ولا صحة للقول بأنهم الروس لأن الشعب الروسي شعب مختلف تماماً عن الشعوب التركية، ولا يوجد فيه مجال لهذا الوصف، نعم لو قلنا بإقبال جيش تركماني من جهة روسية، فيصلح هنا للمثال، ولكن هذا الأمر انتفى منذ ان انتهى الاتحاد السوفياتي، لأن الشعوب التركمانية استقلت عن روسيا المعاصرة، والشيشان والأنغوش الموجودون تحت السيطرة الروسية اليوم ليسوا من التركمان، على أنه من غير المتصور أن حركة الجيوس المعاصرة من بلدان مختلطة فيها القوميات، أن تأتي منها جيوش منحصرة بقومية واحدة دون بقية القوميات.
على أن النزول التركي في الجزيرة الشامية يأتي من بعد الحرب العالمية المعبّر عنها بهرج الروم في الروايات، ولأن منطقة الشرق الأوسط سوف لن تدخل في هذه الحرب، ولأن من المتيقن شركة الروس فيها، فالمظنون بقوة أن الروس سيبقون بعيداً جداً عن القدرة على المشاركة في حروب بعد هذه الحرب أو في أثنائها لو طالت (وهو مستبعد جداً).
ولعل التعبير بالنزول فيه إيحاء ملموس على تقارب بين منطقة النازل والمنزول به، والله العالم.
حسين كاظم 0
28-05-2013, 07:19 PM
183 - أحمد قمندار (الفيسبوك): هل السفياني سوف يسيطر على الشام بعد الصراع بين الأصهب والأبقع؟ أي إذا كنا نعيش عصر الظهور فهل تكون الشام تحت سلطة السفياني؟ واذا كانت الرجفة انفجار نووي؛ فهل يكون الخسف في البيداء هو هجوم مسلح بالصواريخ او الطائرات؟
الجواب: من المسلّم أن السفياني سيسيطر على الشام قبل الظهور الشريف ويستكمل سيطرته على ما تعرّفه الروايات الشريفة بالكور الخمسة وهي المناطق التي تشهد حراكاً رافضاً لحكم الشام الذي يترأسه يومذاك الأصهب، ولا يبقى يومئذ بينه وبين ظهور الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا غير مدة حمل إمرأة، أي تسعة أشهر، وكل هذا يحصل من بعد الانفجار النووي.
أما فيما يتعلق بالخسف في البيداء، فإن المتبادر من كلمة الخسف انها عمل من أعماق الأرض باتجاه خارجها، فيما تكون الصواريخ أو الطائرات باتجاه مخالف، ولا يمنع بطبيعة الحال أن يكون الخسف من بعد عمل تقوم به الطائرات والصواريخ، ضد هذا الجيش، ولكنه مجرد احتمال لا دلالة لدينا عنه، بل إن الاحتمال الأقرب هو ان يكون الأمر مبني على شأن جيولوجي، ولكن كون الأمر مجرد احتمالات، فلنلتزم بالواقعيات المؤكدة وهي ان جيش السفياني المتجه لقتل الإمام صلوات الله عليه في مكة سيخسف به بعد خروج هذا الجيش من جهة مسجد الشجرة إلى الصحراء التي تليه وفي قبالة مرتفعين معروفين هناك، ولن يهم بأي طريقة سيكون هذا الخسف، وكل ذلك إنما يجري فمن بعد ظهور الإمام روحي فداه، وقبل خروجه بأبي وأمي بأيام تعد بالأصابع.
حسين كاظم 0
03-06-2013, 06:28 AM
184 - علي (الموقع الخاص): وردت رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: السفياني والقائم في سنة واحدة[1]، وحسب تحليل الشيخ أن بين ظهور الامام عجل الله فرجه والسفياني حمل ناقة أي 15 شهراً، فبذلك لا توافق الرواية المذكورة اعلاه؟ وما الدليل على أن مدة حمل الناقة هي المدة المحصورة بين ظهور الامام و خروج السفياني؟
الجواب: لا يوجد تنافي ما بين الأمرين، إذ أنهما وردا في الروايات الشريفة، فالأمر الأول ورد عن الرواية التي سقتموها في السؤال، والأمر الثاني ورد عن عيسى بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: السفياني من المحتوم، وخروجه في رجب، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستة أشهر يقاتل فيها، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليه يوماً.[2] والتوفيق بينهما ليس عسيراً، فلو أخذنا الأمر من بعد استيلائه على الكور الخمسة، فإنه لن يبقى بينه وبين الإمام روحي فداه إلا تسعة أشهر، لما ورد في الرواية الشريفة: عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام قال: إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدّوا له تسعة أشهر..[3] الخ الرواية، مما يجعلهما في سنة واحدة، إذ أن سيطرته على الكور الخمسة هي وحدها التي تجعله يعتبر حاكماً على الشام، فلو لم يفعل ذلك، فهو راية مع بقية رايات تتصارع فيها، مما لا يتيح له التفرغ لخارج سوريا، ولذلك فإن مسلسل أحداثه يبتدأ بالكور الخمسة ثم ينهي الاحتلال التركي لشرق سوريا في معركة قرقيسياء، ثم يبتدأ بعملياته في داخل العراق، ولا ينتهي زخم عملياته هذه إلا حين يهرب من النجف الأشرف فيلاحقه اليماني والخراساني، وتكون يومها أول هزيمة له على يديهما في شمال الحلة وجنوب بغداد، وهذه الهزيمة في حساباتنا تكون بينها وبين ظهور الإمام روحي فداه حوالي ثلاثة أشهر، وعليه فلا نجد تنافياً ما بين الروايتين.
حسين كاظم 0
03-06-2013, 06:29 AM
185 - مهند (الموقع الخاص): قرأنا حديثاً ورد عن المعصوم عليه السلام عندما يدخل الامام المهدي عجل الله فرجه الكوفة فيقول: يحدّثكم بحديث فلا تتحملونه، وتخرجون عليه في رميلة الدسكرة، ما مدى صحة الحديث؟ وإن صح ما يمكن أن يتحدّث به الإمام عجل الله فرجه لتخرج عليه الخوارج!؟.
الجواب: الحديث يرد عن الإمام الصادق صلوات الله عليه كما هو في رواية الحسين بن سعيد بسنده لابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام،[1] ويرد بطريق آخر وبسياق مختلف كما في غيبة الشيخ الطوسي عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ثم لا يلبث إلّا قليلاً حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة، عشرة آلاف شعارهم: يا عثمان، يا عثمان.[2]
وترد أيضاً في رواية يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عليه السلام قال: أول خارجة خرجت.. إلى ان يقول: ويخرج على القائم بالدسكرة دسكرة الملك.[3]
وترد هذه الرواية في مصادر العامة كما رواها ابن أبي شيبة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن آخر خارجة تخرج في الإسلام بالرميلة رميلة الدسكرة، فيخرج إليهم الناس فيقتلون منهم ثلثا ويتحصن ثلث في الدير دير مرمار.، فمنهم الأشمط فيحضرهم الناس فينزلونهم فيقتلونهم فهي آخر خارجة تخرج في الإسلام.[4]
والدسكرة هي القرية أو البستان، وقال الحموي أن الدسكرة بنواحي نهر الملك من غربي بغداد، وذكر أيضاً أنها تقع على طريق خراسان قريبة من سهرآبان،[5] وقد قرأها بعضهم شهربان في ديالى، ولكني لم أتبين الدقّة في كل ذلك، والرميلة موضع لأماكن عدة، ويمكن أن تطلق على كل موضع يتجمع فيه الرمل قريباً من النهر، وما ذكر في حديث ابن أبي شيبة عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه من قربها من دير مرمار فلعله هو نفس ما ذكره الحموي بشأن دير مرماري والذي أشار إلى أنه من نواحي سامراء،[6] يبعد القول بأنها شهربان الحالية، ويؤكد ذلك ما رواه المسعودي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: لا تخرج خارجة إلا خرجت بعدها مثلها حتى تخرج خارجة بين الفرات ودجلة مع رجل يقال له: الأشمط،[7] يخرج إليه رجل منا اهل البيت فيقتله، ولا تخرج بعدها خارجة إلى يوم القيامة.[8] وعليه فإن المنطقة ربما تكون في الشمال الغربي لبغداد وليس إلى شمالها الشرقي كما زعم البعض.
وبالرغم من أن الحديث الذي (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1098#) سيتحدث به الإمام روحي فداه ولا يحتمله هؤلاء الخوارج، لم تفصح عن ماهيته الروايات إلآ أن الحديث في هذه الرواية لا ضرورة كي يكون خطاباً واحداً أو محاضرة واحدة، بل لا يمكن حصره بالكلام فقط، فإن حديث القوم فعلهم وفعالهم، وحسب الظاهر أن كل حديث الإمام المنتظر عجل الله فرجه سواء كان حديثاً أو فعلاً أو عقيدةً لن يرضي هؤلاء، فيخرجون لقتاله، والله العالم.
حسين كاظم 0
03-06-2013, 06:33 AM
186 - أوس علي المياحي ـ البصرة (الموقع الخاص): بعض روايات أئمة الهدى "صلوات الله عليهم" تحدد أسماء مستعارة لبعض الشخوص المميزه, وكمثال أذكر عوف السلمي وعثمان ابن عنبسه وشعيب ابن صالح, وبعضها تذكرهم الروايات بصفات معينه وكمثال على كلامي أذكر شخصيات اليماني الخراساني والسفياني, إلا أننا نجد أن الروايات التي تتحدث عن العائلة الحاكمة في السعودية التي ينتمي اليها عبد الله تذكرهم بــ"آل فلان", فما هو السبب في إستخدام هذا الأسلوب؟؟
الجواب: في الواقع الروايات لا تعلل ذلك، ولكن الاختلاف في الإسلوب يرتبط عادة بطبيعة العلامة وطبيعة شخوصها ولذلك فإن الإبهام أو التفصيل والإيجاز أو الاطناب والاسهاب أو الاقتضاب متعلق بطبيعة من يتحدث عنه المعصوم صلوات الله عليه، فنحن نلاحظ أن السفياني جرى التحدث عنه بطرق متعددة وبتفاصيل تكاد ان تصرّح به، بينما جرى التكتم على شخصية اليماني بطرق تم استخدام طرق الإيهام بها أكثر من البيان، بسبب أن امن الثاني مطلوب بينما في الأول نجد أن الروايات لم تبال به، ونفس الأمر نلاحظه في الحديث عن اليماني والخراساني، ففيما أبهمت الروايات الحديث عن المواصفات الشخصية لليماني، نجدها فصلت ببعض الشيء الحديث عن الخراساني، والسبب أيضاً يعود إلى الناحية الأمنية، ومن ثم لتعيننا على الاستدلال على أن الخراساني صاحب دولة ولذلك جرى تشخيص مواصفاته الجسمية وتشخيص اسم قائد جيشه ومنطلق حركته وموضع دخوله للعراق، ولكن كل هذه الأمور جرى التكتم عليها في شخصية اليماني وما ذلك إلا لأنه ليس بصاحب دولة.
بالنسبة لعبد الله وعائلته، فيبدو أنه جرى تمييزهم بعبارة آل فلان لعدم الخلط بينهم وبين بني العباس وبني امية، وقد تم تنكيرها لأن فلاناً هذا ليس من مشاهير الأقوام، ولأنه نكرة وسط العرب، بل لربما يشار إلى أنه ليس من العرب في أصوله، كما أنه يمكن القول أيضاً أن ذكر هؤلاء باسم كبيرهم للقول بأنها مجموعة أسرة واحدة تحكم في نظام أسري، خصوصاً وأن بعض الروايات أشارت إلى وجود نظام شوري يكون الحكم لمن غلب على رأي الناس كما هو الحال في وصف النظام في العراق يومذاك
حسين كاظم 0
03-06-2013, 06:34 AM
187 - عبد الله (الموقع الخاص): في الأخبار أن السفياني في وجهه أثر جدري، وأنه لم ير مكة قط، ماصحة ذلك؟ وإذا كان الخبر صحيحاً، فهل ذلك وصف مجازي، أم وصف صحيح؟ وهل من الممكن أن يكون التشخيص المبكر لشخصية السفياني أو اليماني أو الخراساني ضاراً بالمسألة المهدوية؟ مثلا إن عندي شكوكاً حول من يكون السفياني من صفاته، هل يكون نشر شكوكي عنه ضاراً أم أن هناك منفعة بالنقاش مثلاً؟
الجواب: في رواية الشيخ الصدوق رضوان الله عليه عن الإمام الصادق عليه السلام جاء وصف السفياني بأن في وجهه أثر جدري،[1] وفي رواية الشيخ النعماني رضوان الله عليه يرد عن الإمام الباقر عليه السلام قوله بأنه لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط،[2] ولا يمكن المزج بين الروايتين من حيث وحدة الإسلوب فمن الواضح أن الرواية الأولى تتحدّث عن أثر في الوجه بصورة حقيقية، ولكن كون هذا الأثر من مرض الجدري المعروف، أو مما كانت ثقافة تلك الأيام التي أطلق فيها النص، أو ثقافة المتلقي في وقتها تتعارف على وصف بعض الآثار بأنها من الجدري أو من أنواع الجدري، فإن الاحتمالين مما يمكن اعتمادهما.
أما بالنسبة للرواية الثانية فإن حملها على التعبير المجازي أقرب في نظري من الحمل على الحقيقة، خاصة وأن التعبير بأنه لم يعبد الله قطّ يتسع للمعنى المجازي، وعسير في المعنى الحقيقي، لأن العبودية لله أمر مفروغ عنه للبشر مهما كانوا بعيدين عنه، إلّا أن شمّة من العبودية بنمط ما هو أمر متيقن في نفس الملحدين، ولكن الأقرب هو الحمل على المعنى المجازي وهو أنه لم يعبد الله في أعماله قط، وتعبيره عن عدم رؤية مكة والمدينة ليس بالضرورة مما يمكن حمله على عدم الرؤية المكانية، لأن هذه الرؤية باتت متحصّلة حتى لمن لم يذهب إليهما عبر الصور والأفلام وما إلى ذلك، ولكن يبدو لي أنه لم ير مكة والمدينة من خلال ما ترمزان إليه من بعد عقائدي، وهذا ينسجم مع قوله عليه السلام بأنه لم يعبد الله قط، فنحن حينما نتحدث عن رؤية الله تعالى لا نعني الرؤية الجسمية مكانية كانت أو زمانية، إذ أن ذلك مما تتنزّه عنه صفاته سبحانه وتعالى، ولكننا نتحدث هنا عن طبيعة ما يصل الإيمان بالشخص من درجة لرؤية الله في قلبه وإدراكه، وهو ما عناه الأمير عليه السلام بقوله حينما سئل عن رؤية ربه، فقال: ويلك ما كنت لأعبد رباً لم أره؟ فقيل له: وكيف رأيته؟ قال: ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.[3]
أما مسألة التشخيص المبكّر أو غيره فيجب أن يقترن بدليل علمي، وهذا الدليل لا يتسنى في تصوري إلا من خلال التطابق الزمني والمكاني بين العلامات التي تأتي هذه الشخصية أو تلك فيها، ولا يمكن الاعتماد على المواصفات الشخصية أو المعنوية للشخص أن تكون كاشفة لوحدها، فمثل هذه الأمور يمكن أن تنطبق على الكثيرين وفي كل الأزمنة، ولكن حينما نلاحظ أن الروايات أشارت إلى هذه الشخصية أو تلك ضمن سياق من الأحداث الزمانية والمكانية، فإن التشخيص يجب أن يجمع ما بين كل ذلك.
وفي اعتقادي أن التشحيص المبكّر لا طائل من ورائه، فلئن طولبنا باتباع اليماني، فإنما طولبنا بفترة حمله للراية الموعودة وليس قبله، ولئن طولبنا بالتحرك حال خروج السفياني، فإنما طولبنا حال خروجه، وليس قبل ذلك، مما يجعل عملية التشخيص المبكّرة مقرونة دائماً باحتمالات خطر كثيرة على المسألة المهدوية، خاصة وأننا لا نمتلك أي دليل على ذلك إلا من خلال وقوع الأحداث المتعلقة بهم، ومن حصل على هذا الدليل نتيجة لرؤيا صادقة أو ما شاكل وهو أمر ممكن في حد ذاته، فليعلم أن هذه الرؤيا متعلقة به، وليست متعلّقة بغيره، مما يجعل التحدّث عن ذلك مفتقر دوماً إلى الدليل الذي (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1100#) يمكن الاعتماد عليه.
نعم يمكن للإنسان أن يشخّص في نفسه، ولكن عليه أن يعتبر هذا التشخيص منقوصاً حتى يأتيه الدليل اليقيني في هذا المجال.
حسين كاظم 0
03-06-2013, 06:36 AM
188 - الرافضي ـ السويد (الموقع الخاص): لقد ذكرت عده روايات أن اليماني الموعود من اليمن ومن صنعاء أو من مناطق قريبة من صعده، وانه يمهد الوضع في مكه للإمام (روحي له الفداء) .. وسماحه الشيخ يقول انه من العراق وفيه، فكيف سيذهب من العراق إلى مكة؟ لنصره الإمام وأخذ البيعة له. فهل هناك دليل نقلي على ذلك؟ أرجو التوضيح.
الجواب: للرد على سؤالكم أذكر نقاطاً على سبيل الإيجاز وقد تحدثنا بإسهاب وتفصيل عنها في كتابينا راية اليماني الموعود والجزء الثاني من علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك.
أولاً: سبق أن ناقشنا كل الروايات (وأؤكد على كلمة كل الروايات) التي ذكر فيها اليماني وتبيّن لنا يقينياً أن أي رواية معتبرة عن أهل البيت عليهم السلام لم تتحدث عن أن اليماني من اليمن، بل أثبتنا بالدليل القاطع أن بعضاً من الروايات التي ذكرت اليمن تم التلاعب فيها من قبل النسّاخ والشرّاح وهذا التلاعب هو أحد مصادر هذا الفهم، نعم توجد روايات لأهل العامة تتحدث عن يمنية اليماني وهي كما هو واضح لا تلزمنا بشيء.
ثانيا: لا توجد أية رواية تتحدث عن أن اليماني سيمهّد للإمام عليه السلام في مكة، بل إن مكة ستبقى منتفضة ضد الإمام صلوات الله عليه حتى آخر لحظة، وإلا كيف تقتل مكة النفس الزكية قبل خروج الإمام باسبوعين؟ وكيف ستستدعي السفياني قبل خروج الإمام روحي فداه بحوالي اسبوع؟
ثالثا: الروايات لم تذكر أي أعمال عسكرية لليماني الموعود إلّا في الكوفة ولم تتطرق إلى أي أعمال أخرى، وقد حللنا الوضع الأمني والعسكري في زمن اليماني الموعود وكذا الخارطة الجيوسياسية لذلك الزمن، فوجدنا أنه من المستحيل أن يتمكن هذا العبد الصالح من اختراق اليمن باتجاه الحجاز، ولو فعل جدلاً، فمن المستحيل أن يستطيع ان يتجاوز الحدود العراقية وذلك لسبب بسيط هو أن الحدود اليمنية والحدود العراقية ممسوكة بيد نظام ناصبي معاد لأهل البيت عليهم السلام، والحدود العراقية السورية ستكون بيد الاحتلال التركي الذي (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1104#) سيحتلها من بعد الضربة النووية للشام، كما وأن الحدود الشرقية ستكون بيد الخراساني، فمن أين سيلج هذا العبد الصالح إلى العراق؟
ولهذا فإن سؤالكم كيف سينصر الإمام عجل الله فرجه في مكة؟ وهو وإن لم يك قد ورد في الروايات فلربما تكون هذه النصرة تأتي لاحقا أو من خلال وجوده في الكوفة، ولكن كيف أجزت أن يخرج من اليمن ويخترق كل الحجاز قبل ظهور الإمام عليه السلام والحكم في الحجاز حكم ناصبي، ولم تستطع أن تجيز لهذا العبد الصالح الخروج من العراق لمكة في وقت يكون فيه الإمام عليه السلام قد اطاح بمقدار من حجم الحجاز على الأقل؟ مع تأكيدي بأن خروج اليماني إلى مكة أو التمهيد للإمام روحي فداه فيها قبل ظهور الإمام مما لم تتحدث عنه روايات أهل البيت عليهم السلام، ولم يأت له ذكر لا من قريب ولا من بعيد.
رابعاً: حديث الاستباق بين اليماني والسفياني من جهة وبين اليماني والخراساني من جهة والذي يعبّر عنه بأنه تسابق فرسي الرهان، يفترض منطقياً أن تكون المسافات متقاربة لكي يتم وصف السباق بأنه تسابق فرسي الرهان، ولا معنى لمثل هذا السباق حينما تكون المسافة بين اليمن وبين الكوفة هي 2200 كم وهي مسافة لا تماثل مسافة الخراساني المقبل من الكوت إلى الكوفة ولا السفياني المقبل إليها من منطقة مقاربة للكوفة في زمن تحقيق هذا السبق بينه وبين اليماني.
خامساً: هناك فهم عامي لروايات اليماني وقد اعتاد عليه الناس منذ زمن أصحاب الأئمة عليهم السلام ولكن هذا الفهم لا يعنينا بشيء لأن ما يعنينا هو قول المعصوم ومنطق قوله، وهذا المنطق يدلّنا على استحالة ان يكون اليماني في خروجه يخرج من اليمن نعم يمكن القول بأن رجلاً أصوله يمانية يخرج من جنوب العراق ووسطه وكما هو معروف فإن عشائر الجنوب والوسط في غالبيتها العظمى ذات أصول يمانية.
حسين كاظم 0
12-06-2013, 01:19 AM
189 - مهند (الموقع الخاص): بالنسبة للشخص المسمى علي في النجف الدي سيكون له موقف من السفياني فيلاحقه واتباعه، والمحتمل أن له شأن ديني، هل لايعرف توصيات أهل البيت في عدم مواجهة السفياني في البداية؟.
الجواب: هذا الشخص أشير إليه وفق تحليلنا في رواية عمر بن أبان الكلبي، عن الإمام الصادق عليه السلام إذ قال: كأني بالسفياني أو لصاحب (بصاحب ظ) السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه: من جاء برأس رجل من شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، يقول: هذا منهم! فيضرب عنقه وياخذ ألف درهم.. الخبر.[1]
وقد ظاهرنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك[2] أن المراد بكلمة شيعة علي في هذه الرواية ليس مطلق شيعة أمير المؤمنين عليه السلام كما هو توهّم غالبية من مرّ على الرواية، بل المراد هنا شخص اسمه علي وله شيعة يتبعونه، لأن الرواية تشير إلى وجود شيعة لغير علي في الكوفة، بل يمكن القول بأن الرواية تتحدث عن أن شيعة علي هم الأقل في الكوفة، وإلا لما اضطر قائد جيش السفياني عليه لعائن الله للبحث عنهم.
وسبب عدم قولنا بأن المراد بالرواية هم شيعة الأمير صلوات الله عليه، فلإعتبارات عدة أذكر منها ثلاثاً:
الأولى: إن اسم علي ورد هنا بلا قرائن الإشارة للأمير صلوات الله عليه، فلا يوجد هناك تجليل كما هو دأب الأئمة حينما يذكرون جدهم صلوات الله عليه وعليهم، كما ولا يوجد في الرواية أيُّ ما يُشعر بحصر الكلمة بالأمير عليه السلام، وحيث أنها أطلقت بهذه الطريقة فإن مجال الحصر ينعدم، مما يفتح الباب لملاحقة القرائن الأخرى، وهي تدلنا بوضوح أن المراد هنا ليس الأمير عليه السلام كما سيتبين.
الثاني: إن الرواية لو أريد بها مطلق الشيعة، فإنها عندئذ ستشعرنا بوجود تغيير ديموغرافي هائل سيجري في الكوفة بالشكل الذي يجعل الشيعة فيها هم القلة وغير الشيعة هم الأكثرية، وهذا غير متصوّر لعدة أجيال لاحقة ربما تمتد لمئات السنين.
الثالث: إن السلوكية العامة للسفياني لن تستهدف الشيعة إلا من بعد اقتحامه لبغداد، وهو في بغداد وفقاً لروايات أهل البيت عليهم السلام لن يفتعل مجازر في وسط الشيعة، نعم يرد ذلك في روايات العامة ومسألة القبول بذلك فيه ممانعة لأننا سبق أن لاحظنا ان العامة هوّلوا أمر السفياني وأخرجوه من المظهر العادي للرجال، وحوّلوه إلى أشبه ما يكون بالسوبرمان بالصورة التي عرضنا لها في محاضراتنا عن ذلك في ملتقى براثا الفكري، ولا يوجد لدينا أي دليل على افتعاله لمجازر في الحلة أو في أي منطقة أخرى خارج نطاق الكوفة، ويساعد على نفي ذلك أن الوقت المتاح له قبل وصول اليماني والخراساني إلى الكوفة قليل (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1106#) جداً مما لا يتيح له المجال لكي يفتعل ذلك حتى لو أراد، وإذا ما كان ذلك كذلك فما من ريب أنه لن يذهب للنجف للإنتقام من مطلق الشيعة، وإنما سيذهب للإنتقام من رجل اسمه علي ولعله هو من وصفته رواية عمار بن ياسر رضوان الله عليه بأن السفياني يقتل: أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله، ويقتل رجلاً من مسّميهم[3] وهو امر طبيعي إذ من غير المتصوّر ان يكون علياً هذا من مجاهيل الناس، بل لا بد من أن يكون له بروز ديني او سياسي كبير جدا، ولعل ما جاء في وصف رواية عمار بأنه يقتل أعوان آل محمد ما يعطينا ثقة كبيرة بأن الرجل له بروزه الديني المتميز، وإلا ما وصف شيعته بانهم أعوان لآل محمد صلى الله عليه وآله، ويؤكد ذلك انتفاضة أطراف الكوفة على السفياني ووقيعته بهم يبرز لنا بأن العشائر المحيطة بالكوفة والمراد بها النجف، ستهاجم السفياني ثأراً لعلي هذا، ولكن ابن آكلة الأكباد سيفتك بالمهاجمين ويلاحقهم إلى منطقة القادسية النجفية مما يسبق نهر الفرات، ولذلك قيل بأن أحسن الناس حالاً يومئذ هم من يعبرون الفرات، كما هي فحوى رواية أبو حمزة الثمالي رضوان الله عليه.[4]
أما هل أن هذا الرجل لا يعرف بتوصيات الأئمة عليهم السلام بعدم مواجهة السفياني حال هجومه على الكوفة؟ فالأمر ليس كما تتصورون، لأن التكاليف العامة قد لا تنطبق على كل الأشخاص بحكم منزلتهم وشأنيتهم، كما هو حال التطليف العام بالحج للمستطيع، ولكن هذا التكليف لا يشمل غير المستطيع، وهكذا الأمر هنا فقد يكون من له منزلة عظيمة لدى الشيعة محرم عليه أن ينسحب أمام السفياني لأن انسحاب قد يفسّر بأنه فرار لكل الشيعة، ولهذا فالمتصوّر الطبيعي أن الرجل يعمل بمقتضى ما يراه من التكليف الشرعي المناط به بالرغم من إحساسه بالخطر الداهم الذي قد يكلّفه حياته وهذا مقتضى المقام العالي للمتقين، ولا يوجد أي مجال للقول بأنه لا يعرف بهذه التوصيات.
حسين كاظم 0
12-06-2013, 01:24 AM
190 - جهاد قنديل ـ جنوب لبنان (الموقع الخاص): لقد وجدت من خلال مراقبة العلامات التي تحققت أنها تتسم بالغموض مثال على ذلك الغارة النووية التي تعرضت لها سوريا فقد لاحظت أن أغلب الناس لم يعلموا انها الضربة التي تحدثت عنها الروايات، فهل القصد من ذلك أن يكون تحقق العلامات غامضاً لكي لا يصبح الفرد المنتظر مجرد متلقي ومشاهد، بل لكي يتم تمحيص المنتظرين وحثهم على التحليل والرفع من مستواهم الفكري؟ و هل ممكن أن ينسحب هذا الغموض على خروج السفياني بحيث لا يكون الحدث ظاهرا بشكل واضح لعامة الناس في مرحلته الاولى؟
الجواب: طبيعة العلامة لا ضرورة في أن تكون واضحة لكل الناس، فالوضوح وعدمه هو مسألة معرفية، ترتبط بمقدار معرفة الناس بالعلامة المعنية، وبطبيعة القرائن الزمانية والمكانية الحافة بهذه العلامة، ومن ثم بطبيعة فقه هذه العلامة، ومن الواضح أن الثقافة العامة في شأن العلامات لا زالت تعاني من هيمنة المنهج الحشوي عليها وهو المنهج الذي (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1112#) يسترسل مع أي علامة دون التدقيق بهويتها ومصدرها، كما وأنها لا زالت تعاني من مسألة أخذ الروايات بشكل مستقل عما يحفّ بها من ملازمات روائية وما يستلزمه منطق هذه الروايات، ناهيكم عن أن الثقافة المهدوية لا زالت بسيطة في السواد الأعظم للناس، والنخبة منها تعاني من مشكلة الإفراط والتفريط في التعامل مع القضية.
ولهذا لا غرابة من أن تمر هذه العلامة من دون اكتراث الكثيرين، رغم أنها كانت مورد جدل في أول حديثنا عنها، إذ قوبلت بالكثير من النكير في أول ما تحدثنا عنها، وحينما حصلت هذه العلامة راح نفس المنكرين يؤكدون النكير بأنها ليست نووية مع أن الخبراء والمختصين يتحدثون عن ذلك قبل أن نتحدث عنها، وغالبية المنكرين كانت لديهم صورة واحدة عن القنابل النووية ولا يمكنهم تصور ان القنابل النووية باتت أجيالاً وأنماطاً متعددة.
وحينما قلنا منذ ما ينيف على السنتين بأن المراد بالرايات الصفر هو حزب الله وقوبلنا كما اعتدنا من بعض الجهات بالنكير معتبرين ذلك حديثاً في دائرة الولاءات السياسية، وحينما دخل الأخوة الأبطال في الحزب في معركة القصير ورأوا أن علامتين ذكرناهما بشكل متميز لم يتطرق إليه أحد من قبل واتهمنا بسبب ذلك بأننا نخالف المشهور، وقد تعاقبتا بنفس الطريقة التي أشارت إليه رواية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وضمن ظروف تجمع في خصوصياتها على اقتران عشرات العلامات في حزمة واحدة، ولكن بقي النهج التقليدي المشكك في كل شيء يخالف الصورة العامة التي أوجدها النهج الحشوي على موقفه وموضعه.
وبطبيعة الحال لن أستغرب لو حصلت علامات أخرى لبقيت حالة الغفلة هي السمة الغالبة، وما يجب أن يعتني به الإنسان المنتظر خلال هذه الفترة، هو أن يعمل بتكليفه تجاه هذه القضية العظمى حتى لو خالفه كل الناس، وعليه أن يلبي كل أغراض الإستعداد المطلوبة لما تنبؤنا به بقية العلامات، فإن كان هذا هو ما تحدثت عنه الروايات فإننا نكون قد أوفينا عهدنا مع إمامنا صلوات الله عليه وكنا من السباقين في عالم النصرة والتمهيد، وإن كنا مشتبهين فما الضير في أصل عملية الإستعداد وسوق الناس للتعامل مع قضية الإمام صلوات الله عليه بجدية أكبر وبروح تراعي الأعمال أكثر مما تراعي العواطف والأفكار.
إن من الواضح أن الغموض ينشأ من نقص المعرفة ولذلك فإن الرد الطبيعي على حالة الغموض هذه هي الإندفاع باتجاه مزيد من الوعي لثقافة العلامات وفهم دلالاتها.
حسين كاظم 0
12-06-2013, 01:26 AM
191 - جهاد قنديل ـ جنوب لبنان (الموقع الخاص): هل من الممكن أن يخرج السفياني من دون حصول زلزال حرستا، فكما نرى أن شهر رجب أصبح في نهايته، أم أننا يمكن أن نقول أنه عندما لا يحصل زلال حرستا فليس هناك خروج للسفياني؟..
الجواب: السفياني من المحتوم، وقد جاء ذكر رجب في أحد الروايات وكأنه من المحتوم أيضاً، ولكن الزلزال ليس من المحتوم، ولا علاقة عضوية أو موضوعية بين الزلزال والسفياني، وإن ذكر أمرهما في روايات عديدة، غير أن ما نعبّر عنه بغير المحتوم يجب أن لا يسقطه كأولوية في الحدوث، فغير المحتومات من العلامات عادة ما تكون مرتبطة بطبيعة الحراكات الاجتماعية، وقد ذكرت في العلامات كي تكون منبّهات، وبعضها كأجراس إنذار مسبّقة، والبداء وإن جعلها قابلة لعدم التحقق، إلا أن ذكرها في الروايات يجعل احتمالات الحدوث متقدمة على عدمه. والزلزال وإن لم يك حراكاً اجتماعياً إلا أن لازمه ومحركه المعتاد ـ وهو الرجفة ـ قد حدث على ما يبدو لنا في تقييمنا لحادثة القصف الإسرائيلي في 5\5\2013، وبالتالي فإن حصوله لا زال مما يجب توقعه،
حسين كاظم 0
12-06-2013, 01:28 AM
192 - جهاد قنديل ـ جنوب لبنان (الموقع الخاص): تحدثت الروايات عن الدجال، فما هي صحة فكرة الدجال؟ والبعض من العلماء يتبنّون فكرة أن الدجال ممكن أن يكون حالة استعمارية على الصعيد الفكري والسياسي والعسكري والثقافي بقيادة الدول الراسمالية؟.
الجواب: مما لا شك فيه أن أحاديث الدجال المكثفة في كتب العامة لا وجود لها في حديث أهل البيت عليهم السلام، وقد جعلت أحاديث العامة الدجال بعنوانه من أشراط الساعة ومن أحاديث آخر الزمان، واحاطته واحداثه بأوصاف كثيرة ومثيرة، إلا أن ذكره في كتب أهل البيت عليهم السلام جاء مجرداً عن كل ذلك، وخاصة في ربطه بأحداث الظهور، اللهم إلا رواية ذكرها الشيخ الصدوق قدّس سرّه بسند ضعيف إلى المفضل بن عمر الجعفي رصوان الله عليه في روايته عن الإمام الصادق عليه السلام في شأن خلق الأنوار الأربعة عشر صلوات الله عليهم وفي آخرها: آخرهم القائم الذي (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1114#) يقوم بعد غيبته، فيقتل الدجال.[1]
وخبر آخر رواه الشيخ الصدوق بسند عامي إلى وهب بن منبّه وفيه قال: وخروج رجل من ولد الحسين بن علي وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان وظهور السفياني،[2] وقد تسامح الشيخ المفيد رضوان الله عليه بسند هذا الخبر وذكره في الرسائل العشرة في الغيبة.[3]
وكل هذه مما لا يمكن التعويل عليها في بناء فكرنا على قضية الدجال سواء قيل بأنه شخص أو أنه ظاهرة سياسية أو عقائدية معينة، وإن كانت التحليلات التي تذهب إلى تحويل الشخصيات إلى ظواهر اجتماعية كما حصل في تحويل السفياني من حالة شخصية إلى حالة اجتماعية ونفس الأمر مع الخراساني وغيره مما يفتقر إلى الدليل، ومما لا سبيل للتثبت منه.
حسين كاظم 0
12-06-2013, 01:29 AM
193 - جهاد قنديل ـ جنوب لبنان (الموقع الخاص): ذكرت الروايات أنه بعد الانفجار النووي تخرج الرايات الصفر من غرب الشام، وأيضاً تحدثت الروايات عن معركة قرقيسيا قبل خروج السفياني، فهل قرقيسيا هي محافظة القصير التي جرت فيها المعركة بين اصحاب الرايات الصفر الذين أتو من غرب الشام؟ والرواية تقول أن في معركة قرقيسا ستأكل سباع الارض وسباع السماء من لحوم الجبارين وقد قال لي أصدقاء شاركوا في معركة القصير أن الطيور و الحيوانات المفترسة كانت تأكل من جثث نوات جيش السفياني؟.
الجواب: معركة قرقيسياء لا شك أن لا علاقة لها بالقصير وما جرى فيها لأن قرقيسياء تقع في منطقة دير الزور عند مصب نهر الخابور وتسمى اليوم بالبصيرة، وهي حدث يحصل بعد الاحتلال التركي لشرق سوريا بين الأتراك وبنو قيس من جهة وبين جيش السفياني من جهة أخرى، وتكون الجولة على الأتراك وبنو قيس لصالح السفياني.
حسين كاظم 0
12-06-2013, 01:31 AM
194 - جهاد قنديل ـ جنوب لبنان (الموقع الخاص): بخصوص الصيحة التي رمضان ممكن أن تكون عبارة عن هدّة قوية جداً، لا أن تكون صيحة كلامية؟.
الجواب: الصيحة في شهر رمضان هي الصيحة الجبرئيلية ولا علاقة لها بالهدة وما إلى ذلك، والظاهر فيها المنسجم مع غاياتها هي أن تكون الصيحة كلامية، لأن هذه الصيحة إنما تبتغي في أهم غاياتها الإعلان عن ظهور الإمام صلوات الله عليه، وتكون مسموعة في كل العالم ويسمعها أهل كل لسان بلسانهم، مما يستبعد أي إمكانية للقول بأنها فعل غير كلامي، لأن أعتى الأفعال وأكثرها قوة لا يمكن أن تحدث هذا الأثر الذي (http://sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1117#) تحدّثت عنه الروايات.
صفاء العامري
12-06-2013, 04:42 PM
بارك الله بالجميع
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:31 PM
195 - سالم (جامع براثا): هناك من طرح مؤخراً استحالة ملاقاة الإمام عجل الله فرجه ورؤيته وأنه لم يلتق به أحد ولن يلتقي به أحداً، معبّراً عن أنه يفتي بذلك! وقد تحدّث بطريقة التهكم بالدعاوى بالملاقاة، والتي تتحدث عن أن الإمام عليه السلام دلّ فلاناً على الطريق أو ما أشبه ذلك! فما هو رأيكم؟
الجواب: استمعت إلى الحديث الذي طرح مؤخراً وتأسفت لذلك أيّما تأسّف، خاصة وأن ما يتحدّث عنه في هذا المجال هو مخالف لنفس المباني التي سبق له أن تحدّث عنها بنفسه، وبمعزل عن البعد الشخصي في الموضوع، فإننا يمكننا أن نلاحظ التالي:
أولاً: إن مثل هذه القضايا لا يسري عليها الإفتاء، فالإفتاء إنما هو للأحكام الشرعية، وليس في البين حكم شرعي حتى نتحدث عنه بطريقة الفتيا، وإنما هي مسألة ترتبط بالتاريخ والحديث والعقائد.
ثانياً: إن الرواية الشريفة التي يتم الاستناد إليها في هذا المجال هي قول الإمام صلوات الله عليه: وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر.[1]
وهذه الرواية مهما تشددنا فيها فهي لا تذهب إلى نفي الملاقاة، بل ولا يمكن أن نتلمس منها ذلك، فهي خاصة بمن ادعى المشاهدة، وما من ريب فإنها لم تنف ملاقاة من لم يدّع المشاهدة، فالتوقف هنا خاص بدعوى المشاهدة أيّاً كان تفسير المشاهدة، ولكننا لا نجد أي توقف في شأن من لاقى ولم يدّع ذلك، فمن تشرّف بالحضور بين يدي الحجة صلوات الله عليه ولم يدّع ذلك من أين يتأتّى لنا أن ننفي عنه هذه الملاقاة؟.
وبالرغم من أن المشاهدة الممنوعة هنا وفق هذا الخبر وسياقه هي المشاهدة التي تنبئ عن النيابة للإمام روحي فداه أو تعرب عن السفارة عنه بأبي وأمي بالنسبة لمن يدعيها، لا أية مشاهدة أخرى، وهذا هو مبنى العلماء الأعلام.
ثالثاً: لا أدري من أين أتى المتحدّث بنفي الملاقاة بهذه الطريقة الجازمة، مع أن هذا الأمر يتنافى مع المعطيات العقلية والعقائدية والنقلية والتاريخية، فمن الناحية العقلية البحتة فإن نفي الملاقاة بالطريقة التي أشار إليها المتحدث يستدعي إلزام نفس الإمام صلوات الله عليه بعدم الملاقاة، لأن الملاقاة تارة تحصل من طالبها من الإمام روحي فداه، وأخرى تحصل من نفس الإمام صلوات الله عليه لسبب وآخر، وهذا الإلزام إما أن يكون تشريعياً، وهو أمر لا يمتلك المتحدّث أي مستند عليه من جهة النصوص الشريفة، وإما أن يكون تكوينياً، وهو محال لأنه يستلزم أن تكون إرادة الإمام صلوات الله عليه مجبرة.
ومن الناحية العقائدية فإن الملاقاة إذا استهدفت تبديد الشكوك التي تعتمل في العادة في داخل النفوس نتيجة لحالة الغيبة، وعملت على ترسيخ الهداية في النفوس واخراجها من حالة الضياع والإرتياب الناجم من طول الغيبة، ألا تكون من جملة واجبات الإمام روحي فداه؟
ولا يمكن التحجج بأن الملاقاة تمت لأمور بسيطة، لأن ما استصغره المتحدّث أكبره القرآن الكريم وسيرة الأئمة صلوات الله عليهم، وإلا ما جدوى أن يعرض علينا القرآن الكثير من الأعمال الخاصة بالأنبياء عليهم السلام والتي تعلقت بأفراد عاديين كما هو الحال في ما فعله العبد الصالح مع الغلام والسفينة والجدار، وما فعله عيسى عليه السلام بإبراء الأكمه والأبرص وإحيائه للموتى وأمثال ذلك.
وبخلافها فما جدوى أن نرى أعمال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام وقد أولوا عناية خاصة بأفراد عاديين جداً؟ أقول: ما جدوى هذه الأعمال؟ لو نفينا عنها مطلب الهداية وتأثر الناظرين والسامعين لهذا الأمر بما يترتب على ذلك، ولكنها كانت ذات فائدة عظيمة عملت على تثبيت القلوب وتنبيه العقول وتذليل النفوس لأغراض الهداية وكلها تمت وهي تتوخى الآثار المباشرة وغير المباشرة لمثل هذه الأمور، وهنا علينا أن نتذكر أن ما جرى مما نتصوره بأنه مجرد شأن شخصي خاص بهذا الشخص او ذاك، إنما يثبّت نصاً، وهذا النص من المجزوم به لن يكون خاصاً بعصر صاحب النص، ولا خصيصاً بخصوصية شخص المنصوص عليه، وإنما سيدخل ضمن بنى التأثير العقائدي والمعنوي في الأمة، مما يخرجه من الشأن العادي ويحوّله إلى شان تربوي تعنى به الأمة.
لقد قرأنا قصة الشيخ ابن قُولويه رضوان الله عليه في سعيه للقاء الإمام صلوات الله عليه في سنة نصب الحجر الأسود بعد سرقته من قبل القرامطة عليهم لعائن الله، وقرأنا قصص السيد بحر العلوم الكبير رضوان الله عليه وكذلك مئات القصص التي تركت آثاراً في غاية الأهمية مع مرور الأجيال واحتدام الفتن وضيق الآفاق، ولا زالت تعطي ثمار جدية في تربية الناس، مع التنويه إلى أن من الوهم بمكان أن نتصور أن الأمة هي طبقة الفلاسفة والمتفلسفين أو طبقة النخبة وما يقرب منها بحيث قد يبدو بأنها لا تحتاج إلى مثل ذلك، فالسواد الأعظم للأمة هي أبعد ما تكون عن مثل هذه الطبقات، ومن يريد أن يمارس منهجاً تغييرياً وعميقاً في الأمة عليه أن يعتمد نفس أساليب مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وهي الأساليب التي قيل في الكثير منها ما قيل من طبقة المتفيقهين وأنصاف المثقفين بأنها مما لا معوّل عليها في نهوض الأمة، وتبين من بعد ذلك أن لها الدور الأعظم في تعبئة الأمة وترصيفها ضمن طريق الهداية، وإن كان بالمعنى الارتكازي لهذه الكلمة.
وكلامي هذا يجب أن لا يفهم بأني أدعو إلى الخرافة وتسطيح الوعي وما إلى ذلك، فشتّان ما بين هذا وذاك، ولكن كما قيل في الشعائر الحسينية ومن قبلها على المنبر الحسيني ومن قبلها على الحسينيات ومن قبلها على الشهادة الثالثة في الأذان ومن قبلها عشرات القضايا ووسمت جميعها بأنها طريق الخرافة وأساليب غريبة عن الدين وغير لائقة بمشروعه الحضاري و.. إلخ، ثم تبيّن أن هذه الآليات على بساطتها الظاهرية كان تحمل أعماقاً في البناء الاجتماعي لم يرصدها جميع هؤلاء، وأن لها قدرة تعبوية فريدة في التفاعل مع آليات التغيير الاجتماعي، وتبيّن من بعد ذلك أن هذه الآليات هي التي سوّرت المذهب وأحاطت به حراسة وصوناً وحفظاً، وكان من نكبة الوعي أن من حسبوا أنفسهم من أهل الثقافة والفكر ابتعدوا عنها، بحجة أن من يمارسها عليه المثلبة الأخلاقية الفلانية والمنقصة الكذائية، وراحوا يشنّعون عليها أشد التشنيع ولكن ما أن تعاونوا على إسقاط هيبتها حتى علا الجميع ظلم الظلمة وجبروت الطغاة، وكم كان الأجدر بهم أن يتحدّثوا بحديث الترشيد لأصحاب المثالب والتوعية لأصحاب النقائص، فليس العيب في صلاة الفسقة، وإنما العيب في نفس الفسقة أنهم لم يقدّروا الصلاة حق قدرها، فهل نمنع الصلاة بسبب وجود أنماط من هؤلاء؟.
وما من شك أن هناك من ذهب في مسألة الملاقاة إلى طرق الدجل واسترزاق الناس كذباً وزوراً، وما من شك في أن البعض امتهن هذه القضية بصورة رخيصة، ولكن كل ذلك ليس بمدعاة للإنتقاص من نفس القضية، وإنما هو التصدي للدجاجلة وفضحهم وقطع الطريق عليهم في أن ينفذوا لوعي الناس أو يستغلوا عواطفهم ومشاعرهم الطاهرة تجاه إمامهم صلوات الله عليه.
ومن الناحية النقلية فقد صرحت غير رواية عن أن الإمام صلوات الله عليه يلتقي خدّامه ومن يلون أمره، فلقد روى الكليني موثّقة إسحاق بن عمار الصيرفي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: للقائم غيبتان: احدهما قصيرة، والأخرى طويلة، الغيبة الولى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلّا خاصّة مواليه.[2]
وروى الشيخ النعماني مثلها ولكن فيها: إلا خاصة مواليه في دينه.[3]
وكذا ما رواه الشيخ النعماني بسنده للمفضل بن عمر الجعفي رضوان الله عليه عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين: أحدهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، وبعضهم يقول: قتل، وبعضهم يقول: ذهب، فلا يبقى على أمره من أصحابه إلاّ نفر يسير، لا يطّلع على موضعه أحد من وليّ ولا غيره، إلاّ المولى الذي يلي أمره.[4]
وهذه الروايات وغيرها دالّة على حصول الملاقاة وإن حصرتها بخاصة الخاصة، ولكنها تؤكد على حصول الملاقاة.
أما من الناحية التاريخية فلدينا حديث متواتر عن ملاقاة الكثيرين للإمام صلوات الله عليه، ولا سبيل لنفي ذلك، لأن النافي لا يمتلك دليل النفي، نعم يمكن له أن يقول بأني لم اطمئن لحصول ذلك، أو أن أخبارها لم تصلني بالطريق الذي أثق به، ولكن النفي بهذه الطريقة يمثل مجانبة كبيرة للأصول المعتمدة في مجالات كهذه، خصوصاً وأن ذلك يقدح بالمئات من العلماء والصالحين بدون مستند، وهؤلاء جميعاً لم يتحدّثوا عن سفارة أو نيابة وإنما حكوا عن أنهم تشرّفوا بلقياه روحي فداه بنحو من الأنحاء.
[1] كمال الدين وتمام النعمة: 516 ب45 ح44، غيبة الطوسي: 295 ح365 وفيه: كذّاب مفتر.
[2] الكافي 1: 340 ب138 ح19.
[3] غيبة النعماني: 175 ب10.
[4] غيبة النعماني: 176 ب10.
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:39 PM
196 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): هل هناك إرتباط برأيكم، بين ما يحصل الآن في سورية، وبين فتنة الشام، وحركة السفياني التي وردت في أحاديث علامات الظهور؟ وحبذا لو تعطوننا بعض الأدلة؟.
الجواب: ما من شك أن الذي يجري في سوريا هو فتنة بكل ما لهذه الكلمة من معنى، فالذي يجري ليس مجرد نزاع عسكري على هذه المنطقة او تلك، كما اعتدنا أن نراه في النزاعات العسكرية، ولا يمكن أن نسميه بانه مجرد نزاع سياسي، فما يجري فيه لم نألف له مثيلاً في النزاعات السياسية، خاصة حينما نرى نزعات الاستئصال والحقد التي تضرب بصورها على المشهد السوري، ويبدو أننا لم نشهد تحالفاً على الكذب والخداع في أي نزاع جرى في تاريخنا المعاصر كما نشهده في هذا النزاع، ولذلك فهو فتنة بكل ما للكلمة من معنى، ومن المحقق أن روايات الشيعة والسنة على حد سواء تحدّثت عن الفتنة الممهدة لمجيئ السفياني عليه لعائن الله، وهذا ما يضعنا أمام معطيات يجب أن تثير اهتمامنا البالغ بها، لأن هذه الفتنة قد تكون هي نفس الفتنة الموصوفة في رواياتنا.
وحتى نتأكد من ذلك لا بد لنا من إيجاد عملية تقريب مستمرة ما بين معطيات الروايات الشريفة وما بين معطيات الواقع، ولكن شريطة أن نحذر تمام الحذر في هذا المجال، لأن الهوى ورغبات النفس ومحاولات الخروج بنتائج سريعة على طريقة السلق قد تضللنا عن الوصول إلى ما نصبو إليه من هدى وما نرنو إليه من ثبات واستقامة على طريق حسن العاقبة، واعتقد أن المقاربة المطلوبة هي مراقبة الخارطة الزمانية والمكانية التي رسمتها الروايات الشريفة، فهذه الخارطة أوضحت أن هناك تسلسلاً في الأحداث، وقد وصفت الروايات هذا التسلسل بأنه نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، وهذا التسلسل ينحصر في بقعة جغرافية وفي زمان محدد، وعليه فإننا مطالبين بعمليتين في وقت واحد، أولهما دراسة العلامة بما تحدّثت لعنه الروايات الشريفة بما له من خصوصيات تختلف عن بقية العلامات، وثانيهما ربط هذه العلامة مع بقية العلامات وفق التسلسل الذي ذكر في الروايات، وأي دراسة للعلامة الواحدة بمعزل عن بقية ما تقدمه العلامات من معطيات سيعطينا نتائج تجريدية في أحسن الحالات بمعنى أننا لن نستطيع المقاربة بها مع الواقع الذي نحياه، ولكن إسقاط أي علامة على الواقع الذي نحياه من دون بقية العلامات، ومن دون مراعاة وجود العلامات الأخرى ومعطياتها هو الآخر سوف يوصلنا إلى نتائج لا تتسم في احسن الحالات إلا بالتخمين وبالتالي تخرج العلامات من حراك الواقع، وذلك لأننا قد نجيد قراءة العلامة بمفردها وبمعزل عن غيرها، فنجد أن مثل هذه العلامة يمكن أن تكون حصلت، أو أنها مماثلة، أو قابلة للتماثل مع عشرات او مئات الأحداث التي تمر على التاريخ، ولذلك دوماً كان يجابه المتابع لهذه الطريقة بأن هذا الأمر وإن تشابه مع الرواية، ولكن من الذي يقول بأن هذا هو عين الذي قصده الإمام صلوات الله عليه في روايته؟ فحينما تتحدث الروايات عن خراب الشام وتدرس هذه الرواية بمعزل عن بقية الروايات، سنجد أنفسنا أمام احتمال واقعي وهو أن هذا الخراب قد لا يكون هو المقصود، ومن الواضح أن الطريقة السليمة في المتابعة هي تقليص دائرة الاحتمالات التي تطرح هنا، ولا مجال لعملية التقليص وصولاً إلى الحصر المطلوبة هنا، إلا من خلال أخذ العلامة بمعية بقية العلامات في عملية التحليل، ومن نعم التوجيه الذي أصدره الإمام الباقر عليه السلام في هذا المجال أنه تحدّث عن نظام الخرز لكي يدلّنا على وضع العلامة ضمن بيئتها الزمانية والمكانية، وعدم أخذها بمفردها، وهو نفس النظام الذي نجد جدّه أمير المؤمنين عليه السلام يتحدّث به كما هو الحال في حديثه عن رجفة الشام فقد تحدث عن تسلسل في الأحداث وأرّخ لها بهذه الطريقة: احتدام القتال ما بين جيشي الشام، ثم الرجفة، ثم نزول الرايات الصفر من مغرب الشام بمعية الدبابات أو الراجمات الصاروخية (البراذين المحذوفة) في ظروف وصفت بأنها (الموت الأحمر والجزع الأكبر)، ثم الخسف بحرستا، ثم ظهور السفياني، ولذلك فإن الرجفة يجب أن تدرس بلحاظ ما يسبقها وما يلحق بها، وهكذا وجود الرايات الصفر يجب أن يلاحظ تزامنه من بعد الرجفة وفي ظروف أمنية وسياسية قاسية جداً، ثم يراقب ما بعده وأعني حصول الخسف بحرستا عند ذلك وحده نستطيع أن نعطي نتائج تقريبية للوصل ما بين ما نحياه وما بين ما طرحته الروايات.
إن هاتان العمليتان في الوقت الذي تؤشر على دقة المطلوب، فإنها في نفس الوقت تؤشر بشكل جدي على أحد أهم الأسباب التي أطاحت بتحليلات عديدة في فهم العلامات وربطها بغيرها من العلامات.
وعليه فإن دراسة أحداث الشام المعاصرة ومحاولة إيجاد الربط بينها وبين ما سبق للروايات أن طرحته يجعلنا بحاجة إلى التساؤل أولاً هل نحن أمام فتنة في الشام، ولئن كان الجواب بأن ظروف سوريا المعاصرة هي أصدق الأمثلة على الفتنة، فهي ليست مجرد صراع سياسي، وإنما هو تداخل لعناصر عديدة ومتشابكة لا تجتمع في العادة بسهولة في أحداث العالم، عندئذ علينا ان نستحضر بقية العناصر المتعلقة بها، وهي التالي: ان تكون سوريا في أزمة مع جيرانها، وقد بات هذا الأمر واضحاً، وأن تكون تركيا هي احد الأطراف الأشد ضراوة في أزمة سوريا مع هؤلاء الجيران لأنها ستحتل لاحقاً أجزاء كبيرة من الشرق السوري مما يجعلها حتماً في درجة عالية من التأزم بينها وبين السوريين، وما عاد هذا الأمر مورد جدل بين المحللين لوضوحه، وأن تكون الفتنة مؤدية إلى تشعبات وانقسامات في الداخل السوري بحيث يؤدي إلى ما سنلاحظه لاحقاً باسم معركة الكور الخمس والتي هي المناطق السورية التي تنسلخ من سيطرة الحكم، وهذا الأمر هو الآخر قد بات قصة حقيقية، وأن يكون هناك ظرف سياسي يسمح للأكراد السوريين بالإنفصال الذي يستفز الأتراك، وما عدنا نرتاب بان الأمور تسير بهذا الاتجاه بشكل سريع، وأن كل هذه الأمور تحصل قبل اعتداء خارجي كبير على سوريا تنجم عنه رجفة ذات صوت هائل، ويكون مآلها أن الهلاك سيسرع في صفوف الكافرين بصورة يوصل قتلاهم إلى 100 ألف، وأن مصير هذه الرجفة سيكون رحمة للمؤمنين في معطياتها الميدانية، وقد رأينا أن ضربة 5\5\2013 الإسرائيلية لمنطقة جمرايا الدمشقية والتي سبق أن قلنا بأنها كانت نووية، وباتت من مسلمات المتابعين قد أحدثت رجفة شديدة وكان فيها صوت هائل لم يسبق أن سمعت نظيره الشام، وقد أعقبها مباشرة نزول حزب الله براياته الصفراء قادماً من مغرب الشام في الساحة السورية ومعه بدأت المجاميع المناوئة التكفيرية تشهد تراجعاً عسكريا وأمنياً في كل المناطق، ومع حدث الرجفة كانت قصة الدبابات الروسية والصواريخ الروسية SS300 قد طرحت مسألة البراذين الشهباء المحذوفة بشكل دقيق، ولئن رأينا واقع الفتنة السورية أو واقع الهجمة الطائفية الشاملة ضد الشيعة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ أو ما يقبل عليه النظام الدولي من واقع مهما تفاءلنا فيه فإننا لن نبالغ لو قلنا أن حالات الجزع الكبرى يمكن أن تتشكّل مما نحن مقبلون عليه، أو ما وقعنا فيه فعلاً، وهو الأمر الذي ما عاد خفياً على مسامع المحللين السياسيين الاستراتيجيين أن طبول الحرب العالمية إزداد إيقاعها بشكل جاد.
ولو أضفنا إلى ذلك كله وجود قائد في إيران ينتسب بشكل واضح إلى خراسان، ووجود ملك على الحجاز يسمى بعبد الله، وأشفعنا كل ذلك بوجود حكومة عراقية ضعيفة، وبوجود حراك في المناطق الغربية للعراق يمهّد للأقليم أو الانفصال عن الحكومة المركزية في بغداد قد يفضي إلى ما أعربنا عنه سابقاً بالاقليم الذي سيتزعمه قائد من هذه المحافظات تسميه الروايات بعوف السلمي، وكذلك طبيعة الوعي الكبير لدى شيعة أهل البيت عليهم السلام لذاتهم وهويتهم، والتنامي الإستثنائي في القوة الشيعية من الناحية الاستراتيجية.
إن كل ما أشرنا إليه مما هو مطروح بشكل جدي على الأرض، نجد له انعكاس جلي على الكثير من الروايات التي تحدثت عن أن هذه الاحداث ستحصل بصورة متسلسلة زماناً ومكاناً، وبالتالي فإن المؤمن الفطن لا يمكنه أن ينظر إلى كل هذه المعطيات نظرة لا أبالية كأنها مثل بقية الأحداث التي تمر في العالم في كل حين، بل إن هذا الحشد من التطابق أو التقارب ما بين الوصف الروائي وما بين ما نراه على الأرض، لم يحصل ولا مرة بهذا الترتيب، ولس من السهل تصوره في فترة لاحقة، لأن احتمال اندماج علامتين في وقت واحد وفي مكان مشخّص ضمن مقياس نظرية الاحتمالات إنما يقاس بمقياس المتوالية العددية، مما يعني أننا حتى نحصل على تطابق في أحداث ثلاثة، أو أربعة أو إلى الخامس عشر سنصل إلى أرقام خيالية في عمر الزمن.
لا أريد أن أوقّت، ولكن ما أعرفه من الوقائع التاريخية أن التاريخ لم تتجمع أحداثه بهذه الطريقة لتتطابق أو تقترب من المطابقة بهذه الصورة الملفتة وبهذا الحشد الكبير مع الروايات الشريفة بصورة اعتباطية، مما يستدعي بنا إلى القول بأن آمالنا برؤية تلك الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لمولانا صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه، ما عادت مجرد أمنية بل ثمة ما يجري في الواقع يجعلنا منتعشي الآمال بأن القادم القريب سيكون حافلاً في واقع الظهور الشريف، وهذه الآمال مع جلالتها وروعتها، إلا أن ما يكتنفها من أحداث تجعل عملية الاستعداد الجدي لكل الاستحقاقات المترتبة على مرحلة ما قبل الظهور وما بعده أكثر من ملحة، إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:41 PM
197 - عبد الله الدشتي ـ الكويت (الموقع الخاص): بالنسبة للحديث: اذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلي الّا بآيه من آيات الله رجفه بالشام، يقول الشيخ إن الآيه والرجفة هي القنبلة النووية، ولكن الإمام قال: آية من آيات الله، وفي اعتقادي أنها يجب أن تكون من الله، ممكن شيئ يؤدي إلى نفس ما تؤديه القنبلة النووية، بل أضعاف القنبلة النووية، ولا يفعل فعل القنبلة النووية الّا النيزك، فالنيزك عبارة عن آلاف القنابل النوويه أذا دخل الغلاف الجوي لما فيه من الغازات، وأنا اعتقد أن الآيه هي النيزك.
الجواب: لم يأت في حديثنا عن أن الآية هي نفس الضربة النووية، فمن الواضح أن المراد بها الآثار الناجمة عنها، لأن حديث الإمام صلوات الله عليه عن أن الرجفة تنجلي عن آية من آيات الله، مما يؤكد أن المراد به ما يحصل من بعد الرجفة.
فالمراد بالآية هي عجيب الصنع وفائق التدبير، ومما لا شك فيه أن الكافر دبّر ومكر وتصوّر أن هذه الضربة ستطيح بركن أساسي من أركان العمل المقاوم للإرادة الغادرة بالأمة، ولكن الله هو من وصف نفسه بأنه خير الماكرين عبر الأسباب والعلل التي ادّخرها في مكامن الأشياء، فلقد احتال كفرة الشام وحلفائهم أن يمكروا بهذه الضربة بالمؤمنين، ولكن مكر الله بهم كان عظيماً، وكان كما قال جلّ وعلا: {ولا يحسبنّ الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين}[1] والإثم هنا سوء أعمالهم والعذاب المهين هو ما يترتب على هذه الأفعال في الدنيا والآخرة، بالشكل الذي أعطى نتائج سلبية وقاتمة لمن كان قد دبّر أمر هذه الضربة، وما الانكسارات المتوالية في تحالف التكفير مع الغدر الأعرابي مع الحقد الصهيوني الغربي، وكذا الانتصارات السياسية الكبيرة لمشروع المقاومة التي تحققت من بعد الضربة إلا من نتاج تلك الضربة، ونفس الأمر يلحظ بإذلال إسرائيل والخراب الجوهري بين الإمريكيين والروس، والذي أدى إلى تدعيم الإرادة المقاومة لمشروع تحالف الكفر، وكذا ما تمخضت عنه عملية تحرير القصير من تجفيف أحد أهم المعابر اللوجستية لتكفيريي سوريا ولبنان ومن يقف من ورائهم، وما إلى ذلك من أمور ليس المجال مجال الاستطراد فيها، إلا أحد تجليات المكر الإلهي، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
أما الحديث عن النيزك وشبهه، فكل ما يدمر ليس هو المقصود، وإنما يجب علينا حينما نتعامل مع الروايات أن نرى كل ما طرحه الإمام صلوات الله عليه في متن الرواية أو في المتون المتعلقة بها، فالإمام صلوات الله عليه تحدث عن الرحمة للمؤمنين والهلاك للكافرين نتيجة لهذه الآية، فهل يمكن للتدمير المتخلف عن ضربة نيزك مثلاً أن ينتقي كافراً ويميزه عن المؤمن؟ مما لا شك أن طرح التمييز بين المؤمنين والكافرين يعني أنه بفعل البشر فالآيات الطبيعية كالزلزال والصواعق والنيازك وما إلى ذلك لا تميّز بطبيعتها بين هذا أو ذاك.
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:45 PM
198 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): لماذا اشتهرت سيرة الامام المهدي عليه السلام في عصرنا هذا بهذا الشكل حتى أصبحت تقريباً على كل لسان؟
الجواب: من الواضح أن الوعي العقائدي لدى الشيعة نما وبشكل كبير خلال هذه الفترة، نتيجة لعوامل عديدة منها الاستهداف الدموي والسياسي والفكري الذي جوبه التشيع به خلال هذه الفترة وبشكل سافر لم يسبق له مثيل في التاريخ، ونتيجة للإنجازات السياسية الكبيرة التي حصلت في العديد من الحواضر الشيعية خصوصاً في الجمهورية الإسلامية والعراق ولبنان، ومن جراء وسعة وكثرة وسائل الاتصال الجمعي الذي أدى إلى نمو في الإعلام الشيعي ومنها الفضائيات والنت المكتوب أو المسموع، وما نجم من ذلك من فضاءات لسبل تبليغية واسعة أسهمت بها قوة الحواضر الشيعية من جهات متعددة، كل ذلك وغيره أدى إلى ارتفاع في مستوى وعي الشيعة لذاتهم في الشكل والمضمون، وبطبيعة الحال انسحب ذلك على محاور هذا الوعي الحركية، وأعني بذلك المحاور التي من شأنها أن تعزز الحراك الشيعي وتنمّيه وتعزّزه وتقوّيه، مما عاد على ثلة من المواضيع بتطور نوعي كماً وكيفاً في هذه المحاور كما نلمس ذلك في محاور الولاء لأهل البيت عليهم السلام، والبراءة من أعدائهم، والشعار الحسيني، والموضوع المهدوي، والمرجعية الدينية على وجه الخصوص، إذ يلحظ أن كل محور من هذه المحاور له مدخلية أساسية في مسائل الحراك الشيعي المعاصر، وحينما أشير إلى ذلك لا أشير إلى كل المظاهر الخاصة التي قد ترتبط بهذا المحور أو ذاك، فقد نعثر في واقعنا على بعض السلبيات التي تشوب جانباً من التفصيل المتعلقة بها، ولكن أشير إلى المظاهر العامة التي لا شك أنها تعطينا صورة واعدة للتكامل في تفاصيلها في المستقبل، وقد حظي بفضل الله الموضوع المهدوي بأهمية خاصة من بعد الشعار الحسيني لمدخليته الكبيرة في الواقع الذي يحياه شيعة أهل البيت علهم السلام، فمن جهة تصدي العلماء والمبلغين، وانتعاش الآمال الكبيرة نتيجة لحراك العلامات الخاصة بالظهور الشريف لاسيما في الشام، والاستهداف المعادي والذي يجعل الإنسان بطبيعته يفتش عن مقومات الدفاع فضلاً عن الخلاص وما يجده في القضية المهدوية من عطاءات ثرّة في هذا المجال، وناهيك عن سلبية بعض الأداءات هنا وهناك ودور الضغوط الاجتماعية السياسية والتي تؤدي بالناس في العادة إلى البحث عن الأفضل، ولا أفضلية أعلى من التعلّق بأئمة الهدى صلوات الله عليهم، وبالخصوص بالمنقذ منهم روحي وأرواح العالمين لهم الفدا، ولم يك كل ذلك معزولاً عن حراكات متشابهة في الواقع السني والمسيحي واليهودي، ففي هذه الساحة ثمة حراكات متشابهة في المضمون بالرغم من الاختلافات في الشكل، ففي كل هذه الحراكت ثمة بحث عن المنقذ، وهذا ما كان له دخل بطريقة ما على اتجاهات فنية امتدت حتى هوليود وصناعة السينما العالمية والتي شهدت وبطريقة ملحوظة اهتماماً بالمنقذ أو المخلص أو المختار أو ما إلى ذلك من أسماء في كل دلالاتها تصبّ في إثراء الاهتمام في الشارع الشيعي الذي يتميز بأن له منهجاً متكاملاً في التعامل مع هذه القضايا.
وبالرغم من انتشار الحديث عن الإمام صلوات الله عليه في منتديات كثيرة، إلا أن من الواضح جداً أن المنتظرين ما زالوا أمام مهمة كبيرة في ترشيد الوعي في هذه القضية، إذ من الملاحظ وجود أوهام كثيرة في القواعد الشعبية للمنتظرين، ووجود منحرفين كثر على هامش هذه القضية، ما بين جاحد وبين أفاك مفتر، ووجود فهم مريض في أوساط نخب متعددة عملت ولا زالت تعمل على تحويل القضية المهدوية إلى مجرد تنظير فكري، دون تحويل القضية إلى حراك عملي، وغير ذلك من أمراض تعاني منها الساحة الداخلية للمنتظرين.
وأمام الجميع مهمة أعظم من كل ذلك وهي تكريس سبل وآليات الاستعداد الموضوعي للتعامل مع استحقاقات حراك العلامات، إذ من البيّن أننا أمام توجهين، أولهما يتحدث عن أن الظهور الشريف بات في الأفق القريب جداً، وثانيهما من لا يتحدث بذلك بل يكل الأمور إلى مجهول، ومع وضوح الاختلاف في التشخيص إلا أن ذلك لا يمنع من تكريس هذه السبل وتلك الآليات، فعلى مبنى التوجه الأول ووفق معطيات ساحتنا الواقعية فإن عملية الاستعداد في صراع جاد مع الزمن، ووفق التوجه الثاني وأيضاً وفق معطيات ساحتنا الواقعية فإن عملية الإستعداد ستعزز من قوة المؤمنين وتثري ارتباط المؤمنين بإمامهم روحي وأرواح العالمين له الفدا، من دون أن يتشكل أي أثر مضرّ او يتخلف أثر سلبي على الحراك العام في الساحة.
وبالرغم من وجود اختلافات متعددة في تحليل العلامات إلا أني أشعر بالتفاؤل الكبير في أن تسهم هذه الأمور بدفع المزيد من الزخم للمهتمين في واقع هذه القضية، فالاختلاف في التحليل مهما بدا شديداً فهو ينتهي مع الزمن، إذ أن الواقع سيأتي وهو سيكون فيصلاً في حسم اتجاهات التحليل، والمهم بالنسبة لجميع الفضلاء والأخوة الذين يحللون هذه العلامات مع التباين الواضح في اتجاهاتهم، أن يعملوا على تعزيز الوعي بنفس القضية ويعملون بهذه التحليلات على رفد ساحة الوعي المهدوي بالتعلّق بأصل موضوع العلامات، فما العلامات فضلاً عن تحليلاتها إلا دلالات على الطريق، والعبرة في كل ذلك هو صاحب الطريق، ومن وضعت هذه العلامات من أجله صلوات الله عليه.
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:47 PM
199 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): نسمع بين الفينة والأخرى عن أشخاص ينسبون أنفسهم لذريّة الامام المنتظر عليه السلام، وآخرون يدَّعون رؤيته، فبماذا تجيبونهم؟
الجواب: مما لا مرية فيه أن الإمام صلوات الله عليه لا يوجد له ذرية، وأي إدعاء في هذا المجال يخلو من أي دليل علمي يمكن الاعتداد به، فضلاً عن الدليل العملي والواقعي، إذ من المحقق أن روايات أهل البيت عليهم السلام تؤكد على أن الإمام صلوات الله عليه لا عقب له بأبي وأمي، ومن الناحية العملية فإن محض إدّعاء شخص ما، على أنه من ذرية الإمام صلوات الله عليه يحتاج إلى دليل، وعلى من يسمع بذلك أن يطالب أيضاً بدليل على هذا الإدعاء، ومن دون منطق التحجج بالأدلة سيكون بإمكان كل شخص أن يدّعي لنفسه أي مقام، وينتحل أي شخصية، ومن الواضح القطعي أن أي إثبات في هذا المجال مستحيل، لا أقل من جهة خلو أي شجرة نسبية من أي تسلسل نسبي بين الإمام بأبي وأمي، وبين أي شخص في الوجود، فقد جرى للتحقق من نسب السادة أن يتم الاعتماد على الأشجار النسبية للوصل بين زيد من الناس وبين أجداده الأسبقين، ووفق ذلك يتم تحديد السادة من العوام، ويتم التمييز بين العشائر والقبائل، ولهذا فمن يدّعي أنه من ذرية الإمام روحي له الفدا، كيف سيتمكن من إبراز هذه الشهادة وهي منتفية من أصل، ولا يوجد أمامه إلا الإدعاء بأن الإمام صلوات الله عليه هو الذي أنبأه بذلك، ولو ادعى ذلك فإنه سيضع نفسه سلفاً في لائحة من أمرنا بتكذيبهم واعتبارهم من المفترين، لأن هذا الإنباء هو من الصنف الذي يستدعي مشاهدة الإمام صلوات الله عليه، وهذه المشاهدة ممنوعة قبل السفياني والصيحة لوضوح ما في التوقيع الشريف الصادر في هذا المجال.
وحتى لو ادعى مدّع بأن رأى وشاهد ـ جدلاً ـ فمن الذي بإمكانه أن يصدّق شخصاً لمحض إدعائه؟ خاصة وأن زمننا شهد الكثير من المنحرفين الذين أطلقوا دعاوى كبيرة كما في حال من ادعى بأنه ابن أمير المؤمنين صلوات الله عليه المباشر كما هو حال الدجل ضياء الكرعاوي، ومنهم من ادعوا تلبس أرواح المعصومين عليهم السلام وأولادهم المعظمين في أنفسهم كما هو الحال في أصحاب ما يعرف عنه بالسلوكيين، ومنهم من ادعى بأنه ابن الإمام صلوات الله عليه كما هو الحال في دجال البصرة، ومنهم من ادعى المصاهرة مع الإمام صلوات الله عليه كما هو حال بعض المنحرفين هنا وهناك، وكل ذلك مجرد دعاوى لا ترتهن إلى أي دليل ولا تعتمد أي برهان.
أما دعوى رؤية الإمام صلوات الله عليه، فالأمر يختلف عن أمر دعوى البنوّة من الإمام روحي فداه، فمن حيث الأصل فإن رؤية الإمام عليه السلام ممكنة، ولا يوجد مانع عقلي ولا نقلي من ذلك، ولكن طبيعة هذه الرؤية وما يتم التحدث عنها هي التي تجعلنا نحكم عليها بالصحة من غيرها، فإن كانت من صنف الرؤية التي لا تفضي إلى أي مساس بالتشريع وبالعقيدة ولا يترتب عليها أثر عملي يخالف التكاليف العامة فهي رؤيا غير ممنوعة لا عقلاً ولا نقلاً، وقد حصلت وتواتر حصولها كثيراً منذ نهاية الغيبة الصغرى وليومنا هذا، ولكن ثمة إدعاء للرؤية وفيها دعوى المساس بأمور التكاليف العامة وما إلى ذلك، وتستبطن بصورة معلنة أو غيرها زيادة شأنية وشرفية المدّعي عند الناس كأن يكون مسترزقاً لوجوه الناس وبرّهم بدعوى هذه الرؤية، فهي من الصنف الذي دعينا لتكذيب مدّعيها، واعتبار من يفعل ذلك بأنه كذاب مفتر، وقانا الله وإياكم من شر سوء المنقلب، هذا وقد تحدّثنا بشيء من التفصيل عن ذلك في محاضرتنا عن لقاء الإمام صلوات الله عليه بين الإفراط والتفريط فراجع.
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:51 PM
200 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): وردت بعض الأحاديث عن انتفاع المسلمين الإمام عليه السلام في غيبته، كيف نفهم ذلك؟
الجواب: من المسلّم أن غيبة الإمام صلوات الله عليه ليست إنزواء عن المسؤولية الملقاة على عاتق الإمام روحي فداه، ولا تنصّلاً عنها، كما وأنها ليست تخليّاً عن دور الإمامة، بل هي نمط من أنماط ممارسة دور الإمامة في التعامل مع الشأن السياسي والاجتماعي بصورة غير ظاهرة بعد فترة كبيرة من تعلّم الناس على الدور الظاهر لممارسة هذا الدور، مع احتفاظ الإمام صلوات الله عليه بممارسة أدوار الإمامة في الساحات التي لا دخل لها بهذا الشأن، أي أن الإمام صلوات الله عليه في عهد الغيبة أبدل ممارسة مسؤولياته من النمط المعلن الظاهر كما كان يفعل بقية الأئمة صلوات الله عليهم إلى نمط غير معلن خاصة وأن العديد من الممارسات المعلنة التي كان الأئمة من آبائه وأجداده عليهم السلام اجمعين قد اتموا فيها القيام بمهماتهم، وأنجزوا المطلوب منهم كأئمة ناطقين بالهدى، مما لا يستدعي اجترار الدور والسكون عند نفس الممارسة، فالقاعدة الشهبية تم تأسيس قواعدها وانطلقت ضمن مؤسسات راعية إن بدت بسيطة المظهر في البداية إلا أن التاريخ وواقع اليوم يشهد أنها كانت ابعد غوراً مما تصوّره الناس، وما تحتاجه هذه القاعدة من تنظير عقائدي وتشريع فقهي ونظم سلوكية قد تم اطلاقه بشكل مكثف مما يكفيهم في ان يعتمدوا عليه دون الاعتماد على وجود ظاهر للإمام صلوات الله عليه، وقد جاء نظام الوكالة والذي تطور لاحقاً إلى نظام المرجعية ليرعى عملية تأطير القواعد الشعبية بالأطر التشريعية والعقائدية وفق معطياتهم اليومية المعاشة، وما شكى الشيعة طوال فترة الغيبة من ذلك أبداً، بل يشعر المدقق والمحقق أن ما تم اطلاقه في النصوص الشرعية من الأئمة صلوات الله عليهم في مختلف الشؤون أعطى الشيعة قدرة كبيرة ولا زال في ايجاد أعظم مؤسسة تشريعية لم تشذ اطرافها عن قواعدها، ولم تختلف أصولها عن تفصيلاتها منذ اليوم الأول للغيبة وليومنا هذا، كما وأن تحميل المرجعية مهمة إخراج التفاصيل من الأصول التي أطلقها الأئمة صلوات الله عليهم وفقاً للقاعدة التي أشاروا إليها مراراً من أن عليهم إلقاء الأصول وأن علينا التفريع، أتاح حركية مذهلة للفقه الإمامي كما وأتاح كشف أعماق ما سبق للأئمة صلوات الله عليهم أن تحدثوا عنه بعبارات مبسطة، صحيح أن الفقهاء اختلفوا دوماً في بعض الاحكام والتشريعات، ولكنها من النمط الذي لا يضر بالأصل ولم يتخلف عن الأصل، مما حوّل هذه الخلافات بدورها إلى عملية شحذ للهمم العقلية وتطوير وتشذيب لفهم النصوص عند هؤلاء الفقهاء.
وإذا ما علمنا أن تقديرات الأئمة صلوات الله عليهم علّقت عملية النهوض بالمسؤولية السياسية لإحلال العدل والقسط وإقامة حكومة العدل الإلهي على وجود القاعدة الشعبية التي تحتضن ذلك، فلا عدالة من خلال وجود الحاكم العادل والمشروع العادل من دون وجود المجتمع الذي يتحمل ويقبل بالعدل، ولعل مثال أمير المؤمنين عليه السلام يكشف لنا هذه الحقيقة بجلاء، فلقد كان أعظم مشروع عدالة عرفه التاريخ، ولم ينقصه التنظير للعدالة ولكنه كان محتاجاً إلى المجتمع الذي يعينه على هذا الأمر، ولكن إعداد المجتمع يحتاج إلى مقومات وازمان لم تتح للامير صلوات الله عليه، مما أدى إلى أن لا يرى مشروعه النور، وإن لمس الناس في شخصيته النموذج التطبيقي للحاكم العادل، ولذلك فإن جلّ مبررات الغيبة كانت تتعلق بالعملية التربوية لهذا المجتمع سواء طرحت بصيغة قلة الناصر أو طرحت بصيغة كثرة الظالم، والحديث عن الأصحاب الثلاثمائة والثلاثة عشر في واقعه حديث عن هؤلاء الذين سيتحملون أعباء هذه العملية، ولذلك طرحوا في إطار من التفضيل لكي يستفزوا همم المؤمنين والمحبين للإمام صلوات الله عليه لكي يسيروا بهذا الاتجاه، ومن الواضح أن العملية التربوية التغييرية لا تحتاج إلى القائد بصورة ظاهرة، خصوصاً مع وجود أضرار جادة على حياة هذا القائد، بل لربما أثر وجوده الظاهر بأضرار على نفس دوره، لأنه سيطالب بالقيام في وقت يكون المجتمع غير قادر على تحمل المسؤولية الاجتماعية والسياسية لهذا القيام، فإن قام وئد المشروع وقتل كما حصل مع أجداده الطاهرين، وإن لم يقم به ملّ الناس منه ومن مشروعه، بل لربما كذّبوه واعتبروا الأمر مجرد دعوى والواقع يكذّبها، مما يجعل خيار الغيبة هو الخيار الوحيد المتاح لذلك، ولكن هذا الخيار الذي التجأ الإمام روحي فداه إليه مضطراً لا ينفي ولا يلغي عنه مسؤوليته تجاه هذه العملية، ولكن هذه المسؤولية حينما تنفّذ فبطريقة غير معلنة وغير منسوبة لأحد، ولكنها وجود يتحرك وظاهرة تنمو، فمن جهة أعلن هو بأبي وأمي بأنه غير مهمل لرعاية شيعته، بل التزم بذلك كما نلحظ ذلك في التوقيع المشهور الصادر للشيخ المفيد أعلى الله مقامه: إنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء،[1] واصطلمكم[2] الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم[3] من فتنة، قد أنافت[4] عليكم، يهلك فيها من حمّ[5] أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي إمارة لأزوف[6] حركتنا، ومباثتكم بأمرنا ونهينا.[7]
ومن جهة أخرى هناك الحالات التي نعبّر عنها بالتأييد والألطاف والتشديد والتوفيق، وهي وإن لم نر من المسبّب لها، ولكننا نحسّ بآثارها العملية، هذا بالنسبة لما ننتبه إليه، فما بالك بما لم ننتبه إليه، وكل هذه الأمور موكولة إليه بأبي وأمي، وهذه القضايا سيّان بين أن تتمظهر بصورة أعمال ترتبط بأشخاص أو بآحاد الناس، أو ترتبط بالمجموع أو الجماعات كبرت أو صغرت.
ولو أضفت إلى كل ذلك حالات الاستغاثة والتوسل والاستشفاع مما نلمسه لمس المجرب، ونعدّ ذلك من المجربات التي لا تحتاج إلى دليل، لكون حصولها هي بنفسها دليل عليها، وعليه فإننا نجد أن بعض الأحاديث التي تنطلق هنا وهناك بأن الإمام صلوات الله عليه ليس من شغله قضاء حوائج الناس أو تلبية طلباتهم أو ما إلى ذلك، هي أحاديث غير مسؤولة فلئن فعل هذه الأمور غيره من الأئمة صلوات الله عليه، وهي كثيرة جداً، فما الذي يمنع من أن يقوم بها روحي وأرواح العالمين له الفدا؟!!، نعم لا يمكننا أن نختزل دور الإمام صلوات الله عليه بهذه الأمور، هو كلام صحيح، لأن دور الإمامة هو أعظم من ذلك.
هذا من جهة الدور الاجتماعي والسياسي، ولكن من الواضح أن الإمامة لا يتلخّص دورها في هذا المجال، فثمة مهام للإمام لا علاقة لها بهذا الدور، وخذ مثالاً على ذلك بدوره في إمامة الوجود، فحينما يقول الإمام صلوات الله عليه بأن خلو الأرض من الحجة مدعاة لأن تسيخ الأرض بأهلها، نفهم أن هناك دور يمارس خارج الساحة الاجتماعية، إنه يتعلق بدوام الوجود وهو ما أطلقنا عليه وصف: (إمامة الوجود) في كتابنا الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدّس، وماذا عن دور الخلافة الربانية؟ ونحن ممن يرفض ان تكون الخلافة الربانية قد أوليت لعامة الناس، بل هي أوليت لخاصة من وصل إلى درجة التسبيح المطلق والتقديس المطلق بدرجة فاقت نفس درجة كبّار الملائكة وأعظامهم، وهذا الدور هو أعظم من دور إمامة الوجود، وماذا عن دور حمل الأمانة الربانية المعروض على السماوات والأرض والجبال فأبوا أن يحملوها؟ وماذا عن دور الإمامة الشاهدة؟ وكذا عن دور إمامة التسخير؟ المعروضة في قوله تعالى: سخّر لكم ما في السماوات والأرض وما إلى ذلك من مقامات الإمامة والتي أشرنا بأحاديث مفصلة لكل منها في كتابينا الإمامة ذلك الثابت وكذا الخلافة الربانية، فراجع إن شئت.
إن كل ذلك هو من تجليات الإنتفاع بوجوده الشريف بأبي وأمي في غيبته، وهو المصداق لقول الإمام صلوات الله عليه في التوقيع الصادر لاسحاق بن يعقوب: وأما وجه الإنتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض كما ان النجوم أمان لأهل السماء.
حسين كاظم 0
04-07-2013, 11:54 PM
201 - ابن العراق _85 (الموقع الخاص): وردت أحاديث عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام حول دخول السفياني للعراق، وما سيفعله من قتل واغتصاب وترويع، والسؤال هل ذكر أهل البيت عليهم السلام لهذه الأمور هو لتأكيد وحتمية ما سيجري ولا مفر منه؟ أم لتحذيرنا وتوجيهنا للطريق الصحيح، وتفويت الفرصه على السفياني ومن يريد الشر بالعراق وأهله؟؟
واذا كان الاحتمال الثاني هو الاحتمال المنطقي والواقعي ما دورنا، ونحن نعيش وللاسف من خذلان من قبل من بيدهم السلطه مع علمهم بالأحداث؟
الجواب: مما لا شك فيه أن هناك كم كبير في الروايات تتحدث عن أعمال السفياني عليه لعائن الله، ومع التأكيد على أن كثيراً مما يوجد في ثقافة عامة الناس هي روايات عامية وإن وجدت في كتب الشيعة ومحلليهم أو ساردي العلامات منهم، إلا أن مرجعها هو كتب العامة، والمؤكد أن روايات السفياني في كتب العامة اتخذت طريق التهويل لما سيفعل، وكثير منها حوله إلى رجل كالسوبرمان في طاقاته أو كأنه رجل ذو قدرات سحرية، والحال أن واقع الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تخلو من كثير من هذا التهويل.
كما وأن من المؤكد أن أعمال السفياني غير محتومة وليست قدراً منزّلاً، بالرغم من أنه هو بنفسه من المحتوم الذي لا يتخلف، وما من ريب في أن حديث أهل البيت صلوات الله عليهم عن جرائمه يأتي في إطار منهج نجده في كل علامات الظهور، فهذه العلامات إنما جاءت فلكي تحصّن القواعد المنتظرة وتنبههم وتوجههم وتحميهم من المخاطر التي تحدق بهم، وفي نفس الوقت تحملهم المسؤولية للتعامل مع استحقاقات جادة ستطالهم، فإن استعدوا لها سقطت أو خفّت تلك الاستحقاقات والعكس بالعكس، وفي الوقت الذي نلاحظ ان منهج أهل البيت صلوات الله عليهم لم يسلك سبيل التهويل من مخاطر هذا الخبيث، إلا أنه في نفس الوقت وضع سبلاً للوقاية من شروره، فحديث الإمام الصادق عليه السلام في التأكيد على ضرورة تجنب الرجال مواجهة الزخم السفياني، وتأكيده على أنه لن يتعرض للنساء، وتأكيده على أن من يعبر الفرات من جهة النجف فهو آمن، كل هذه تأتي للتأكيد على سبل الوقاية هذه، وهذه السبل لا تدعو إلى الفرار من أرض المعركة، وإنما تتوخى أن يتفرغ الجهد لجيش النصرة اليماني الذي سيتكفل بهزيمة جيش السفياني بمعية جيش الخراساني، ولهذا تستخدم الأسلوب العسكري الحكيم وهو أن لا يتم مهاجمة العدو أثناء تحشّد قوته العسكرية، والاستعاضة عن ذلك بالتحشّد إلى جانب النيران الصديقة والموالية، ومن ثم مهاجمة السفياني في حال انسحابه حيث سيكون فاقداً للقدرة على التمركز، وستكون له ذيول كبيرة ممتدة مما يسهل على أي قوة تهاجمه او تلاحقه أن تصيب منه مقتلاً.
أما الدور المطلوب حالياً، فهو الاستعداد لمواجهة أقسى الاحتمالات، والارتقاء بحمل الهمّ العقائدي وبكل الاتجاهات إلى المستوى الذي يليق بمقام المنتظَر صلوات الله عليه بالنسبة للمنتظِر، فإن كان هذا الزمن هو زمان السفياني، فإن المستعد لن يجد في السفياني ذلك الغول الهائل الذي يحاول البعض أن يظهر ابن آكلة الأكباد هذا، وبالتالي سيعطيه هذا الاستعداد الكثير من الامكانات التي يحتاجها في عملية المواجهة والتصدي، وإن لم يك هذا الزمان هو زمان هذا الخبيث فما أحوجنا للإستعداد، وزماننا فيه الكثير من الأعداء الذين يخوضون ضد التشيع حرب استئصال، وما أمسّ حاجتنا لتطبيق المبدأ القرآني في شأن ترهيب عدو الله والمشار إليه في الآية الكريمة: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}[1] فهذا المبدأ هو الذي يضعف همم النواصب والتكفيريين، ويجعلهم يحسبون لمهام الصدام مع شيعة أهل البيت عليهم السلام حسابات جدية.
وعليه فإن الاستعداد في نظري مطلوب على أي حال، ولا ضرر من ورائه أبداً، على أن هذا النمط من الاستعداد يجب أن يقترن بوعي المرحلة واستحقاقاتها، وينسجم مع التكليفات العامة الملقاة على المؤمنين في زمن الغيبة، ويتم وفق مبدأ نصرة الإمام صلوات الله عليه والاخلاص إليه والذود عنه وعن شيعته واعوانه والتمهيد له رزقنا الله وإياكم كرامة كل ذلك.
حسين كاظم 0
05-07-2013, 12:01 AM
202 - أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): برأيكم هل السفياني رمز لقوى شريرة، تنطوي تحته دول وأحزاب وجماعات؟ أم هو شخص عادي كاليماني والخراساني وشعيب بن صالح؟ طبعاً مع إختلاف المباديء والعقائد؟
الجواب: بل هو شخص يبتدأ دوره في حركة العلامات من النفوذ إلى الشام من درعا حيث الوادي اليابس، ويستقبل من قبل قيادات عسكرية وسياسية موالية له بالأصل، وسرعان ما يدخل في صراع مع الأبقع فينتهي منه، ثم في صراع مع الأصهب فيقتله ويجمع له الكور الخمسة وهي المناطق التي تفككت عن حكم الشام، فينتهي إليه ملك الشام، في ظرف تكون الوضاع الدولية مثخنة بمرحلة الحرب العالمية وما يتداعى من بعدها، فيتحول إلى قوة اقليمية سرعان ما يهزم تركيا وحلفائها من بني قيس في معركة قرقيسياء في دير الزور إلى بقية المسارات التي ساقتها الروايات الشريفة، والحديث عن تحويل الأشخاص إلى ظواهر أكبر من كونها مجرد حركة أشخاص كما هو الحال في حديث البعض عن الشيصباني وتحويله إلى ظاهرة، وهكذا الأمر بالنسبة للسفياني، يفتقر إلى الدليل النقلي بالرغم من أن عدداً من الكتّاب اتجهوا إلى ذلك، ولكنها بالتالي مجرد ظنون لا يمكن التعويل عليها، فالقدر المتيقن أن الروايات تحدثت عن أشخاص بعينهم، وحرف الأمور عن الشخص إلى الظاهرة تحتاج إلى قرينة تساعد على ذلك، ولم أجد بمقدار جهدي واطلاعي أي قرينة يمكن الركون إليها في هذا المجال.
حسين كاظم 0
05-07-2013, 12:03 AM
203 - علي (الموقع الخاص): ماهي أسباب الحرب العالمية (هرج الروم ) وما الذي يحدث قبلها؟
الجواب: الروايات الشريفة ساكتة عن أسباب ذلك، ولكنها تأتي وسط جو مشحون من الأحداث الكبيرة التي تعصف بالمنطقة العربية وتحديداً سوريا، ولا يستبعد أن تكون لأحداث سوريا دخالة ما فيها، أما الأحداث السابقة لها فأبرزها كما في وصف مجموع الروايات المعتمدة في هذا المجال الاختلاف في بلاد العرب ثم الفتنة في الشام واحتدام القتال فيها بين جيشين، ثم الضربة النووية في الشام، ثم دخول الرايات الصفر من مغرب الشام، ثم دخول أسلحة قاذفة للهب في الشام يكون لها وقع خاص في موازين المنطقة، ويتزامن كل ذلك باحداث تؤدي للفتح والرحمة بالنسبة للمؤمنين وإنكفاء لصولة الكافرين فيها وتنجر بها هذه الإنكفاءة إلى هلاك 100 ألف منهم، ثم زلزال مدمر في الشام يمتد من الجابية إلى حرستا وهذه في مركز دمشق، ثم الانفصال الكردي من جهة تركيا، ثم يحصل الهرج بين الروم.
حسين كاظم 0
05-07-2013, 12:05 AM
204 - أبو فداء الهاشمي (الفيسبوك): ماهي المده الزمنية بين اليماني الموعود والسفياني الملعون؟
الجواب: من حيث الأصل فإن الرواية تشير إلى أن السفياني واليماني والخراساني يخرجون في عام واحد، في شهر واحد، في يوم واحد، ولكن هذه الرواية لم تحدد أي نوع من هذا الخروج، بمعنى أنها وإن تحدثت عن موعد واحد، ولكنها أبهمت نقطة الخروج، فهل هي اليوم الأول لخروج السفياني؟ أم انها اليوم الأول من انتهاء معركته للإستيلاء على الكور الخمسة؟ أم أنها يوم الخروج إلى قرقيسياء؟ أم أنها متعلقة بيوم حركة الخبيث باتجاه العراق؟ وما نستظهره أن المراد به هو يوم الخروج إلى العراق، لأنه اليوم الذي سيشعر به الخراساني باختلال الأمن الأقليمي لدولته، وهو نفس اليوم الذي سيشعر اليماني فيه بضرورة المواجهة مع السفياني، وذلك لأنه قبل ذلك لن يشكل خطراً على الطرفين النقيضين، ففي أول معاركه منذ دخوله من الوادي اليابس ستكون كل همومه محصورة في كيفية التخلص من الأبقع، وهو بالتالي طوال فترة معاركه مع الأبقع ثم مع الأصهب وتخلصه منهما بالتتابع هو مجرد راية محلية لا يوجد فيها بعد اقليمي، ولكن تحريره للكور الخمسة واستيلائه عليها سيحوّله إلى حاكم كل سوريا، وحتى حينما تنتهي فترة الاستيلاء هذه والتي تستمر لمدة ستة أشهر سيبقى الجزء الشرقي من سوريا محتلاً يومئذ من قبل الأتراك وهو موطناً وملاذاً لأعدائه ممن يلتحق ببني قيس، ولذلك فإن معركة قرقيسياء لن تشكل ذلك الهاجس الكبير لدى اليماني والخراساني لأن المعركة لا زالت معركة داخلية وهي معركة تصفية جيب محلي بالاضافة إلى كونها معركة تحرير الأراضي السورية من الاحتلال التركي، مما لا يستدعي تحركهما، ولكن من الواضح أن عزمه على اقتحام الحدود العراقية وبالتالي اقدامه على ذلك سيؤدي إلى تحرك سريع من قبل الخراساني وتبتدأ عملية فرسي الرهان بينه وبين الخراساني كل من حدود العراق هذا من الحدود الغربية عند نقطة ألبو كمال، وذاك من الحدود الشرقية من محافظة الكوت من محل قرية تاريخية كانت تسمى بسمرقند يومذاك، في وقت يكون اليماني مشغولاً بجمع قواته في جنوب ووسط العراق، والذي لن يشرع بعملية سباق الرهان بينه وبين السفياني إلا من خروج السفياني من بغداد إلى الكوفة، ولذلك ترى السفياني وفقاً للرواية يسبق الجميع، لأن الخراساني سيتقدم باتجاه بغداد من الكوت، ولكنه يفاجئ بأن السفياني يتجه من بغداد إلى النجف الأشرف، مما يبتدأ رحلة سباق الرهان بينه وبين اليماني من تلك المناطق باتجاه الكوفة، والصورة الماثلة أمام العين هي أن يكون تقدم الخراساني إلى الكوفة عبر طريق النعمانية ـ الديوانية، وينتهي إلى لقائه باليماني عند حدود الديوانية من جهة غماس والشامية المواجهة لمنطقة القادسية النجفية وهي آخر نقطة يصلها السفياني في زحفه في العمق العراقي.
ونستفيد من كل ذلك أن الخروج وهو إعلان التحرك سيكون مرتبطاً بحركة السفياني من جهة قرقيسياء باتجاه العراق، مما يعني أن المدة بين أول خروجه في الوادي اليابس وبين أول خروج الرايتين الهاديتين يقرب من سبعة إلى ثمانية أشهر، والصدام المنتظر بين الطراف في شمال بابل وجنوب بغداد إبان انسحاب الخبيث من النجف سيكون في الفترة الفاصلة ما بين اقتحامه العراق وبين انسحابه من الكوفة والتي نتوقع أن تكون قرابة أربعة أشهر تزداد قليلاً أو تقل بمثلها. والله العالم.
الباحث الطائي
05-07-2013, 01:18 AM
السلام عليكم ، مسئلة تفسير الخروج للسفياني واليماني والخرساني والتي ذكرة بانها في سنة وشهر ويوم واحد ، تحتاج الى بحث وانتباه اكثر
لان هناك لعله احتمالين في التفسير ، الاول يقصد به بداية خروج السفياني من الوادي اليابس في شهر رجب ، وهذا وحسب مما فهمت من اجابات الشيخ الصغير لعله احد الاحتمالات لتفسير خروج البقية ، اي اليماني والخرساني في نفس السنة والشهر واليوم ،
والاحتمال الاخر ان هذا الوصف في تزامن خروج الثلاثة يبداء مع مرحلة توجه السفياني للعراق ، اي التي وصفها ال البيت بالسباق كفرسي الرهان
واي واحدة كانت الارجح في التفسير فهي مهمة لانها تعطي تفسير في تحرك بقية الرايات ، ولهذا تحتاج المسألة الى مزيد بحث وتدقيق ، وشكرا
س البغدادي
05-07-2013, 11:10 PM
حياكم الله ..
حسين كاظم 0
09-07-2013, 10:33 PM
اهلاً بك اخي الموالي ( الباحث الطائي ) وانا اقترح عليك اخي ان تفتح موضوع بهذا الخصوص للبحث ولتعم الفائده للجميع
حياك الله اخي الموالي ( البغدادي ) واشكر لك المتابعه والاهتمام
حسين كاظم 0
09-07-2013, 10:35 PM
205 - مهند البصري ـ وآخرون (الموقع الخاص): الانفجار أو الضربة الاسرائيلية على سوريا لم تقتل أو تبكم أو تصم أعداداً هائلة (70000) كما ذكرت الروايات الشريفة.. ما هو تفسيركم المبارك لهذا الامر؟
الجواب: وردت هذه الأرقام بسياقين فمرة ذكر رقم (100000) من الكافرين، وأخرى ذكر الرقم بالطريقة التي ذكرتم ولكن يضاف لها أن ما يفتق من الأبكار أي ما يتم اغتصابه من النساء البواكر هو أيضاً سبعون ألفاً، والسياق الأول هو رواية أمير المؤمنين عليه السلام في اختلاف الرمحين، ومعها عدد من الروايات العامية الواردة على لسان رسول الله صلوات الله عليه وآله أو بآثار من صحابته، أما السياق الثاني فهي رواية عامية عن الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، وهي بالمحصلة تتفق مع السياق الأول، وفي قصة الأرقام التي ترد في النصوص يجب أن نراعي التالي:
أولاً: هناك أرقام تذكر للكناية عن ضخامة العدد، ولا تعبّر بالضرورة عن أن المقصود هو العدد بكامله بحيث لا ينقص منه ولا يزيد عنه شيء، ونطلق عليها أرقام المكاثرة أو المبالغة، وأرقام السبعون ألفاً والمائة ألف وأمثالها هي من هذا النمط في الغالب، ومثلها السبعون والمائة والألف في بعض الأحيان.
ثانياً: هناك الأرقام التي تذكرها الروايات وتريد بها الدقة كما ذكرتها الرواية كما هو الحال في رقم 313 بالنسبة لأصحاب القائم صلوات الله عليه.
ومما لا شك فيه أن الرقم المذكور في روايات الرجفة أو الهدة أو الصوت تدخل في النمط الأول من هذه الأرقام، ولهذا هي لا تستدعي منا أن نعدّ العدد حتى نصل إلى الرقم المذكور.
يبقى الكلام في كيفية تحقق هذا الرقم، إذ من الواضح أن أرقاماً من هذا القبيل تحتاج إلى أحداث ضخمة تستوعب حصول ذلك، وهنا علينا أن نتابع هذه الأرقام تارة من حيث المحيط الجغرافي الذي يستوعب هذا الرقم، فلو قدّر اننا سمعنا في رواية الشهداء الذين يحشرون من جامع براثا إلى الجنة بغير حساب، فأول ما يجب أن يتبادر إلينا هو كيف سيستوعب جامع براثا مثل هذا الرقم؟ وهنا إما أن نطرح الرواية أو نتحدث عن سلسلة من الأحداث تؤدي إلى تكون وتراكم هذا الحدث، وأخرى من حيث طبيعة الحديث وقابلياته لكي تصل الأمور إلى مثل هذا الرقم، كما هو الحال في الخسف بالبيداء، فحدث الخسف بطبيعته يمكن أن يستوعب الأرقام التي ذكرت بخسف بيداء المدينة المنورة بجيش السفياني، لأن الزلازل يمكن لها أن تقتل ثلاثة أو أربعة آلاف كما هو حديث الروايات في هذا المجال، ولكن لو تحدثت الروايات هنا عن مائة ألف من القتلى فإننا عندئذ يجب أن نتصور زلزالاً خارقاً للعادة في كل المعايير الجغرافية لأن الغالبية العظمى من قتلى الزلازل إنما يكونون بسبب تساقط الأبنية عليهم أو سقوطهم منها وما شابه ذلك، والحديث عن زلزال في صحراء لا يمكن أن يستوعب هذا الرقم، ولهذا علينا ان نتصور نمطاً آخر من أنماط القتل للوصول إلى هذا الرقم كأن يكون المراد عندئذ باستخدام أسلحة الدمار الشامل وما إلى ذلك.
وعليه فإن الحديث الوارد في روايات الضربة النووية حينما يستوعب هذه الأرقام الكبيرة فإن علينا أن نتصور أحد أمرين: إما أن يكون حدث الضربة هو الذي ينتج هذا الرقم بشكل فوري، عندئذ سيكون علينا أن نتوقع قنبلة نووية على شاكلة ما جرى في هيروشيما ونكازاكي ولكن يجب أن تكون أكبر من تلك القنبلة بعدة أضعاف، لأن دمشق المتضررة بذلك فيها تضاريس جبلية مما يجعل مصدات الإشعاع النووي وعصفه كثيرة جداً مما يقلل من حجم الأضرار وهو الأمر الذي شهدناه في اليابان لأن هيروشيما كانت خسائرها أكبر من خسائر نكازاكي والسبب يعود إلى الطبيعة التضاريسية المتفاوتة بين المدينتين مما جعل هيروشيما ذات الأراضي المنبسطة تتحمل خسائر أكبر بكثير من نازاكي ذات الأراضي الهضابية، مع أن القنبلة التي استهدفتهما هي من نمط واحد، وفي الخزانات التسليحية العالمية اليوم ما يسمح بوجود ضخامة اكبر وأضر من قنبلتي الحرب العالمية الثانية، ومع هذا التصور يجب أن نلحظ في الرواية الواردة أنها تتحدث عن حادثة بعينها دون ربطها بامتدادات لا تنسجم مع تداعيات ضربة من هذا القبيل.
وإما أن يكون حدث الضربة يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي من شأنها أن توصل بطريقة تراكمية إلى هذا الرقم، وهذا لا يستدعي يوماً واحداً ولا مكاناً واحداً، وإنما يكون حدث الضربة الحد الزمني لبدء العداد الرقمي في هذا المجال، ويتأكد ذلك لو أن الرواية تحدثت عن تداعيات تنسجم مع هذا النمط من التصور ولا تنسجم مع النمط الأول، فعلى سبيل المثال حينما تتحدث الرواية عن فتق سبعين ألفاً من الأبكار، فإن من الطبيعي بمكان أن لا يكون هذا الأمر ناجم مباشرة من حالة التفجير النووي إذ لا علاقة جدية بين ذهاب بكارة النساء نتيجة لحدث من هذا القبيل، ولكن مع افتراض سلسلة لاحقة من الأحداث تؤدي إلى جرائم الاغتصاب وإستباحة الفروج وما إلى ذلك فإن تصور حصول ذلك سيكون طبيعياً، ولكن شريطة أن نشهد ذلك في اماكن عديدة وأزمان عديدة ولكنها كلها ترتبط بحدث الضربة النووية، كأن تكون من تداعياتها الأمنية والاجتماعية.
وحينما نحلل الرواية المقصودة سنجد أن الرواية تتحدث عن هلاك أكثر من مائة ألف، وهذه الضربة أو الرجفة ستكون سبباً للرحمة بالمؤمنين وسبباً في عذاب الكافرين، يعقبها مباشرة نزول أسلحة جديدة متطورة لم يشهدها الناس من قبل، مع دخول أصحاب الرايات الصفر، مما يعني ان رواية الرجفة الدمشقية قد تحدثت بامتدادات متعددة فورية لا يمكنها أن تنسجم مع تصور الضربة النووية على شاكلة ما جرى في هيروشيما ونكازاكي، اذ أن الضربة النووية بطبيعتها لو كانت على شاكلة النمط القديم من أنواعها لما وجدنا أحداً يمكن أن يدخل إلى المنطقة المنكوبة بالإشعاع النووي لفترة زمنية طويلة، مما يدفعنا حكماً إلى الأخذ بالتصور الثاني، وهو أن الأرقام المذكورة هي من النمط التراكمي الذي يتكون بالتدريج ويتواصل مع أماكن متعددة، ولكن بسلسلة مترابطة يكون حدث الرجفة مفصلاً أساسياً فيها، وليس من النمط المباشر الذي يحصل حال وقوع الحدث وفي حدود منطقته دون غيرها.
حسين كاظم 0
09-07-2013, 10:38 PM
206 - مازن (تعليقات الموقع الخاص): لقد تطرقتم الى الضربة النووية وقد أكدتم على أن تكون في حرستا ويقتل فيها ١٠٠٠٠٠ ألف، والآن تتكلمون عن قتل عدد يسير، وقد سلّمنا بمبالغة الرواية والآن بدء التحشيد للقتال في سوريا مع بشار .. وقد تطرق جنابكم الكريم في محاضرات سابقة على أن نلتحق بجيش اليماني فما تعليق جنابكم؟ مع العلم ان الذين ذهبوا للدفاع عن مولاتي زينب عليه السلام قاموا بقتال النواصب في القصير أي نصروا بشاراً، ارجو ايضاح الامر لمتابعيكم لأن الأمر اختلط علينا.
الجواب: بالنسبة لموضوع العدد فقد أوضحت في الجواب رقم 205 بما فيه الكفاية، والرواية لا مبالغة فيها حتى تسلّمون بذلك، وإنما الأمر بالطريقة التي اشرت إليها في غير مرة، وهناك خلط بين الضربة النووية وبين الخسف في حرستا، فالخسف لاحق للضربة ، كما هو واضح من الرواية الشريفة.
أما الحديث عن القتال في سوريا، فواهم جداً من يتصوّر أن المعركة الجارية هناك هي معركة مع بشار الأسد أو من اجل بشار الأسد، بل هي أكبر من ذلك بكثير، فهي تتجاوز الأشخاص والأنظمة إلى الإرادات الاستراتيجية الكبرى في كل المنطقة بما فيها العراق، ولو نظرنا إلى الأمر من أكثر من زاوية، فسنجد أن دعم الموقف الذي تقفه سوريا اليوم هو من أولى الأولويات المعاصرة.
فلو نظرنا إلى الأمر من زاوية الحرب على الإرهاب الذي نعاني منه في العراق أشد المعاناة، فإن تدعيم الجبهة السورية ضد الإرهاب التكفيري سيكون واحداً من الأولويات الحاسمة بالنسبة لمن يهمه أمر الحرب على القاعدة في العراق، فالذين يقاتلون هناك هم تكفيريوا الدنيا وأقذر وحوش الأرض، وقد أعلنوا مراراً وتكراراً أن جولتهم القادمة ستكون في العراق لو انتهوا من سوريا، وفي وقت نعرف أن غالبية قياداتهم المعاصرة سبق لها أن قاتلت في العراق، وسبق لقيادتهم الدينية أن أعلنت صراحة حقدهم على كل شيء يتعلق بأوضاعنا في العراق، مما يعني أن انتظارهم لكي يتمّوا أعمالهم هناك، ومن ثم ليتفرغوا لنا سيكون انتظار الحمقى والبلهاء في معركة هي معركة استئصال ومعركة وجود، ومن يعلن بأننا غير معنيين بما يجري هناك، سيكون كالنعامة التي تخفي رأسها حينما ترى العدو، لا بل ستكون النعامة في حال أفضل لأنها حينما تخفي رأسها تريد أن تشبّه نفسها بأنها مجرد شجرة.
ومن الناحية المذهبية بحته، فإن حماية مراقدنا المقدسة هناك واخوتنا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، لا يمكن أن تتحقق بمجرد الوقوف لحماية أسوار الصحن الشريف للسيدة الطاهرة عليها السلام، لأن هذا النمط من الحماية من الناحية الأمنية هو نمط شكلي، والحماية الحقيقية هي العمل على منع المخاطر وهي بعيدة، ولا توجد في منطقة في سوريا يحارب بها الإرهاب التكفيري لا علاقة لها بحماية السيدة صلوات الله عليها، بل كل مكان يجب أن يجفف من هؤلاء، لأنهم كالسرطان إن بقي سيستفحل، ولا هم له إلا الوصول إلى مقدساتنا وما جرى في دير الزور من ذبح على الهوية لإخواننا في قرية طحلة شاهد على أن معركة هؤلاء هي ضدنا قبل أن تكون أي شيء آخر.
وعليه فإن القتال ضد النواصب لا حد له ولا مكان له، طالما هم مارسوا قتلنا في كل الأماكن، وأعلنوا بملء الفم وبصراخ عمّ الأسماع أن حربهم الأساسية ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام دون استثناء، فبقروا بطون النساء، وذبحّوا الرجال الكبار والشباب، وقطّعوا الأوصال، واغتصبوا الأعراص المحرمة، وانتهشوا الطفولة البريئة، وهدّموا دور العبادة والمقامات المقدّسة، ولم يدعو للشيعة محفلاً استطاعوا تفجيره ولم يفعلوا، سيّان في ذلك الأعراس والمآتم، الحسينيات والجوامع، المدارس والأسواق، الملاعب والمقاهي، الأفراد والجماعات، وما جرى في مصر وفي لبنان وفي سوريا وفي الباكستان وفي البحرين وفي افغانستان وفي إيران والكثير من المناطق فضلاً عن العراق كله يحكي عن واقع أنهم يخوضون ضدنا معركة استئصال لا حدود لها، ولا معنى والوضع هذا أن نقف موقف المتفرجين الذين ينتظرون أن يأتيهم الذبّاح كي يذبحهم، فلسنا خراف العيد التي تنتظر العيد لكي يُضحّى بها، بل نحن أبناء هيهات منا الذلة، ونحن أبناء من لا يبالون أوقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم، وهيهات أن نعطي الدنية لديننا ولعقيدتنا ومذهبنا ولوطننا.
وها أنتم ترونهم لا يقاتلوننا فقط، وإنما عمّوا بقتالهم الكثير من أبناء السنة، وما رأيناه من أكل جزارهم لقطعة من كبد أو قلب الجندي السوري السني تعبير عن طبيعة هؤلاء، وما نراه من قتال في مصر، وما سبق أن رأيناهم يفعلونه في العراق، يؤكد هوية هؤلاء الجزّارين وآكلي لحوم البشر، ولهذا فمن الناحية الوطنية أيضاً يجب النزوع إلى استئصال شأفة هؤلاء، فهم سرطان العدو في جسم الأمة ويجب استئصاله لكي نصل إلى العدو الحقيقي الذي عاث بنا وبأمتنا كل فساد وبغي وشر.
ومن الناحية الإستراتيجية فإن الأمر هو الآخر يحتم علينا الوقوف بلا مبالاة بل وبمسؤولية كبرى، فالمعركة الجارية هي لكسر إرادة التشيع السياسية، وسوريا هي الواجهة، ولكن العمق في القضية هي أنها تستهدف كل الإرادة السياسية الشيعية، ونحن معنيون شئنا أم أبينا، نعم هناك تكتيكات متعددة للخوض في هذا الأمر، ولكن حذار من تصور المعركة بحجم وجود هذا الرئيس أو ذاك فالمعركة أكبر وأعظم بكثير من كل ذلك.
أما موضوع العبد الصالح اليماني الموعود والقتال معه، ففيه جانبان، الجانب الأول هو في كيفية الإستعداد للقتال مع الإمام صلوات الله عليه وأصحابه الصالحين ممهدين كانوا أو منتدبين من بعد الظهور الشريف، ولا يحسب الأخوة أن مجرد تعلّم السلاح هو الاستعداد المطلوب، فالإستعداد يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير، فلقد سبق أن شاهدنا الكثيرين ممن يجيدون استخدام السلاح، ولكنهم حين الدخول في المعارك الجدية لا يتحملون ويهربون، أو لا يجدون في انفسهم ذلك العنصر المعنوي الذي يبقيهم في مواقع الجلد والصبر والثبات.
وفي تصوري أن أدنى درجات الإستعداد هي المشاركة في معركة حقيقية يكون فيها الإنسان قريباً من الخطر، وملامساً للتحدي، ومواجهاً للعدو بشكل مباشر، لأنه في مثل هذه الظروف يعرف بشكل جاد طبيعة استعدادته وحقيقة شجاعته من غيرها، فيصلّح من بعد ذلك ما يجب أن يصلّح في شخصيته وقلبه، ويقوّي ما يجب أن يتقوّى أكثر من ذلك في نفسه، ويحافظ على عناصر صبره وجلده وثباته، فلئن توفّر هذا الأمر في داخل الأجهزة الأمنية العراقية في معاركها ضد الإرهاب فهو مطلوب جداً، وإلا يمكن استغلال المعارك الأخرى الجارية في أماكن عديدة ضد هؤلاء الكفرة، وبطبيعة الحال كل ذلك يجب أن يجري ضمن الضوابط الشرعية الخاصة في مثل هذه المواضيع.
أما الجانب الثاني من الموضوع، فإن تكليفنا هو العمل بالتكليفات العامة، فإن أدركنا هذا العبد الصالح وأيامه المباركة كان تكليفنا هو العمل معه ونصرته، وإن لم ندرك ذلك فيكفينا اننا نحقق في ذواتنا درجة الإستعداد الموضوعية للنصرة المطلوبة، ولو فعلنا ذلك أدركنا الحظوة في نصرة إمامنا صلوات الله عليه سواء كانت أيامنا هي أيامه، أو أننا ارتحلنا إلى بارئنا قبل حلول هذه الأيام المشرقة بالأنوار الإلهية، فالعمر أمره بيد المولى جلّ وعزّ ولكن التكليف والعمل بواجبات الولاء أمره بأيدينا، رزقنا الله وإياكم إدراك تلك الأيام المباركة وجعلنا وإياكم ممن يحظى بخدمة خدّام الإمام صلوات الله عليه وأعوانه.
حسين كاظم 0
09-07-2013, 10:54 PM
207 - جابر الفضلي ـ الكويت (الموقع الخاص): هل هذه الرواية معتمدة لدينا؟ وما رأيكم بها؟ وما المقصود بالملاحم؟
" سيكون رجل من بني أمية بمصر، يلي سلطاناً، ثم يغلب على سلطانه، أو ينزع منه، ثم يفر إلى الروم، فيأتي بالروم إلى أهل الاسلام، فذلك أول الملاحم.
الجواب: هذه الرواية هي مما رواه الطبراني في المعجم الأوسط بسنده ضعّفوه إلى أبي ذر رضوان الله عليه[1]
وقريب منها ما رواه ابن عساكر عن أبي كريب بسند ضعّفوه أيضاً إلى أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بمصر رجل من قريش أخنس، يلي سلطانا ثم يغلب عليه، أو ينزع منه، فيفرّ إلى الروم، فيأتي بهم إلى الإسكندرية، فيقاتل أهل الإسلام بها، فذلك أول الملاحم.[2]
والروايتين هي من روايات العامة ولم ترد في كتب مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما يؤيدها، وهي على أي حال مبهمة في تاريخها إذ لم يشخّص وقتها، علما أن الملاحم في كتب العامة تارة يُشار بها إلى أشراط الساعة، وأخرى إلى ظهور الإمام صلوات الله عليه، وثالثة لا يرمزون بها إلى تاريخ معيّن بل يعتبرون كل وقعة عظيمة يكثر فيها القتل ملحمة، وبمعزل عن صحة الرواية وعدمها فإن الحديث عن أول الملاحم الوارد في هذه الرواية إن أريد له المعنى الأول فهي تتحدث عن مستقبل مجهول تماماً، وإن أريد به المعنى الثاني فهي متعارضة مع ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام في شأن أول الفتن المحاذية للظهور الشريف وأول الأراضي خراباً في تلك المرحلة وأعني بذلك الشام، وإن أريد المعنى الثالث فأمرها مبهم فقد تكون حصلت من قبل، وقد لا تكون.
وما من سبيل للتوثّق من الرواية، فهي في موازيننا غير موثوقة ورجالها لا يعرفون، وهي في موازين القوم أيضاً غير موثوقة، بالرغم من أن عدم وثاقة رجالها لدى القوم لا حجة بها علينا، وروايات كهذه تترك للواقع هو يكذّبها أو يوثّقها.
حسين كاظم 0
09-07-2013, 10:56 PM
208 -
علي الجعفري (الموقع الخاص): يكثر الحديث هذه الايام في الاوساط الشعبية الشيعية عن معركة قرقيسيا، ويشاع أن السفياني عندما يقدم العراق تكون الحكومه العراقية في حينها قد جهزت جيشاً لصدّه ومنعه من دخول العراق، وتقع معركة بينهما في دير الزور ( قرقيسيا ) ويقال ان القاتل والمقتول في هذه المعركه في النار، وقد بحثت عن هذه الرواية فلم أجدها بهذا المعنى، وإنما وجدت انها معركة يقتل فيها الكثير من الجبارين قيل مئة ألف، أو أربعمائة ألف، وقيل: 40 مليون، وبعض الروايات تقول ينادي مناد من السماء أن هلموا يا وحوش السماء ويا سباع الارض وأشبعوا أجوافكم من جيف الجبارين لو صح التعبير أو هكذا معناها، لذا هنا أسألكم:
هل توجد عندنا هكذا روايه أم الرواية تقول يقتل فيها الجبارين الفاسقين؟
2. لو وجدت هكذا رواية فما مدى صحتها سنداً ومتناً؟
3. انا أعتقد أن كل ماجاءنا من أهل البيت بخصوص حوادث ما قبل الظهور لم ولن يجري عليها البداء رغم الروايات التي تؤكد حصول البداء في كل شيء، إلا في خمسة فهل تعتقدون ذلك؟؟
4. ومثل ما قلت: لو وجدت رواية القاتل والمقتول في النار وصحت. فلماذا القاتل والمقتول في النار؟
5. افترض نحن الان نعيش هذه المرحله والسفياني يريد الدخول الى العراق عن طريق دير الزور التي تشهد حاليا حرب اباده فهل نتجنب هذه المعركه حتى لانكون من الهالكين؟
6. ما هو التكليف الان؟
الجواب: القدر المتيقن أن معركة قرقيسياء ستجري في منطقة مصب نهر الخابور في نهر الفرات، وهو موضع مدينة قرقيسياء التاريخي وتسمى اليوم بالبصيرة وتبعد حوالي 42 كلم عن مركز دير الزور باتجاه العراق، وأطرافها ثلافة وفقاً للروايات المعتمدة، فمن جهة الأتراك وبنو قيس وهم أعراب هذه المنطقة وما يليها وهم حلفاء الأتراك، ومن جهة السفياني، ولا يوجد ما يشعر ان الحكم في العراق سيتدخل بها فكلها تجري في داخل سوريا، نعم سيشترك عراقيو بني قيس مع أولاد عمهم في سوريا، وقد تحدثنا بالتفصيل عن ذلك في محاضرتنا معركة قرقيسياء الأسباب والنتائج فراجع إن شئت.
ولطبيعة وصف الروايات فإن المشاركين فيها كلهم من الرايات المخالفة للهدى، ولذلك فمن الطبيعي أن يتم تسميتهم بالجبارين، وحينئذ فلا غرابة في أن يكون القاتل والمقتول في النار لخلو المعركة من الهدى، والرقم المعتمد في عدد الهالكين وفقاً لرواياتنا مائة ألف، وغيره يوجد في روايات غيرنا.
أما اعتقادكم بأن كل ما ذكره أئمة الهدى صلوات الله عليهم لن يجري عليه البداء فهو مخالف لما تحدث عنه أئمة الهدى عليهم السلام، وحديثهم أولى من اعتقادكم، نعم قد يحصل البداء وقد لا يحصل، ولكن القول بأنه لن يحصل فهذا وهم منكم.
وتوجيهات أئمة الهدى صلوات الله عليهم في حال خروج السفياني تتلخص في أمرين، الأمر الأول عدم مواجهة الرجال إياه في حال هجومه، والثاني هو النزوع المباشر للنصرة، والقدر المتيقن أن رايات النصرة في ذلك الوقت ستكون متمثلة برايتي اليماني والخراساني، وقولهم صلوات الله عليهم: فانهدوا إلينا ومعكم السلاح يحمل على ذلك لوضوح أن الإمام صلوات الله عليه في ذلك الوقت لما يظهر بعد، والتوفيق ما بين التوجيهين كما نفهمه، هو عدم التعامل بارتجال وفردية مع السفياني واللجوء إلى قتاله ضمن الجهد الجماعي والمنسّق المتمثل براية اليماني الموعود، وقد تحدثنا عن ذلك تفصيلاً في كتابينا راية اليماني الموعود وعلامات الظهور فراجع.
أما التكليف الآن فمن الواضح أن المنتظر مكلّف مثله مثل أي مكلّف آخر بالتكليفات العامة للمؤمنين في زمن الغيبة، ولكنه يتحمل مسؤولية مضاعفة نتيجة لعلمه بالعلامات وترقبه لاستحقاقاتها، مما يجعله معنياً بجملة من التكليفات التي ترتبط تارة بالاستعداد الذاتي من جهة وعيه العقائدي وسلامة وعمق تواصله وولائه لأهل البيت عليهم السلام، وتبعيته للمرجعية الهادية في أعماله، وتارة في الاستعداد الاجتماعي من جهة تنمية الوعي المهدوي في المجتمع، وتنقيته من المنحرفين والأدعياء، وتثقيف المجتمع بواجباته، وثالثة من خلال الاستعداد الموضوعي والذي يرتبط بالأمور المتعلقة بآليات النصرة الموضوعية من حيث التدريب والاستعداد القتالي وما إلى ذلك من أمور.
حسين ال دخيل
09-07-2013, 11:02 PM
اجوبة وافية بارك الله بكم
المقنص
13-07-2013, 02:54 AM
يعطيك العافيه اخي الكريم على المجهود الكبير
صفاء العامري
19-07-2013, 04:34 PM
ياصاحب الزمان ادركنا
س البغدادي
01-03-2014, 12:15 AM
أبو حسين ـ الكاظمية (الموقع الخاص): إن مؤتمر جنيف2 فشل كما أشرتم سابقاً وتوقعتم، والآن نرى ذلك الفشل، ونتيجة لهذا الفشل قام الأمريكان والغرب وحلفائهم الأعراب بتحشيد الاف المرتزقة ودعمهم باسلحة متطورة في الاردن وتحديدا درعا حتى وصل بهم الأمر إلى تبليط شارع داخل الأراضي السورية، لأنه يبدو أن المنطقة وعرة، أقول: هل هذا تمهيد لدخول السفياني اللعين، لأنني سبق وأن سالتك شيخنا لربما يستعينون بالجيش الأردني، وهو ذات تدريب عالي، وهل أن هذا التدخل الغربي الامريكي سيؤدي إلى هرج الروم؟
الجواب: لم أعرب قبل ما يزيد على تسعة أشهر عبثاً عن فشل مؤتمر جنيف 2، ولم استغرب حينما فشل أو بدت نتائجه المعلنة تبرز ذلك، وإنما أجد أن هذا الفشل مشار إليه وفق خريطة العلامات الزمانية والمكانية بشكل دقيق، ولكن النتيجة المتوخاة لحركة السجال الأمني والسياسي الدائر في سوريا ستعزز من فرص توحيد المقاتلين ضد النظام لتصفو الأمور ما بين رايتين أساسيتين، وحركة السفياني تأتي من بعد ذلك، وتحديداً حينما تفقد الراية السنية قدراتها التكتيكية والاستراتيجية في حسم الأمور، عندئذ تحل الأطروحة السفيانية، وهي ما يتم التحدّث عنه في أكثر من صعيد إن في الكواليس بين الدول او في طروحات بعض المعنيين في الملف السوري، وهذه الأطروحة مبنية على عدة محاور، الأول منها مقولة ضرورة الحفاظ على المؤسسة العسكرية السورية، وهذه الضرورة باتت مورداً أساسياً في كل حل مطروح، لأن تفكيك هذه المؤسسة ستعني النزوع الأسرع نحو مزيد من الحرب الداخلية، والثاني أن من يتولى الحفاظ على هذه المؤسسة يجب ان يكون قادراً على إدارتها بشكل عملي، مما يعني حكماً أن البديل يجب أن يأتي من داخل رحم هذه المؤسسة أو هو من القوة المعنوية لديها بحيث يجد من القيادات ما يكفيه لتحقيق الولاء السياسي في رأس حربة هذه المؤسسة، وهذا ما تؤكده الروايات المتحدثة عن أن السفياني يأتي إلى سوريا ويستقبل من قبل قيادات عسكرية ميدانية ناشطة "في يده لواء معقود"، وهذا حكماً يجعله من خارج دائرة الراية السنية التي تفتقد مثل هذه القدرة في داخل المؤسسة العسكرية، والثالثة أن تكون له الهيبة والمراس بحيث يقضي على كل الحركات الإرهابية أو التي تصنّف ضمن هذا التصنيف، بمعزل عن هوية الإرهاب بالنسبة لحركة التغيير السفيانية، وهذا أيضاً تؤكده معطيات اليوم مع ما تؤكده الروايات التي تشير إلى أنه حينما ينطلق يسير الرعب بين يديه مسافة ثلاثون ميلاً، وهذه الأطروحة تجعل الحديث عن بديل ثالث عن الرايتين المتصارعتين، يحفظ ماء وجه المتصارعين الدوليين، ويقلل خسائر البعض، بصورة لا يبدو أحداً وكأنه قد مورست معه سياسة كسر العظم، بالرغم من أن الراية السنية هي أولى ضحايا عملية التغيير وفق هذا السيناريو، وفي معتقدي أن غالبية المتصارعين سيصل إلى هذه القناعة ولو تم فإن رؤية بقية التفاصيل وكيفية ملأ ما بين الفراغات تبقى مجرد شكليات سياسية.
وعليه فإن موضوع السفياني يبقى كما حددته الرويات الشريفة سوري الموطن ولا علاقة للإردن من قريب ومن بعيد في موضوعه اللهم إلا أن تكون بوابة نفوذ السفياني منحصرة فيه كما بيّنا في كتابنا علامات الظهور، ويتأكد هذا الموضوع لمن يفهم حقائق الوضع الأمني في الأردن، والتي لا تتعدى عن كونها حلقة الدفاع الشرقية بالنسبة لإسرائيل، ولن يتمكن الجيش الأردني من لعب أكثر من هذا الدور، فلا وضعه التعبوي ولا التسويقي ولا بنيته الديموغرافية قادرة على أن تلعب أي دور اقليمي أمني كبير يتجاوز الحدود.
أما موضوع هرج الروم فكل الأحداث متجهة لكي تكون طرفاً من أطراف كرة الثلج التي لا أشك أنها تتدحرج منذ مدة لكي توقع بالنهاية بين الروم أنفسهم، وما من شك أن الموضوع السوري هو أحد المواضيع التي أكدت انتهاء استمرار منظومة القطبية العالمية الواحدة التي كانت امريكا تستفرد بها، وأعادت منظومة القطبية المتعددة مرة أخرى لموازنات الأمن الدولي، ولكن لا اعتقد أن الموضوع السوري سيكون هو العنصر الوحيد في توجيه الأمور نحو الصدام المحتوم بين الدول الرومية غربية كانت أو شرقية، ولكن الموضوع السوري أظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن الروس قادرون على لعب دور المشاكسة والممانعة ضد الأمريكان، وعلينا ان ننتظر ردة الفعل الأمريكي تجاه الخطوات الروسية التي اتخذت في هذا المجال، واغلب الظن أننا يجب أن ننتظر احتكاكات أمنية واقتصادية متعددة سيكون محورها التجاذب في شأن ما ستستعيده روسيا من هيمنة على أطراف حلف وارسو القديم لا سيما تلك التي كانت في إطار الأمبراطورية الروسية القيصرية، وبين السعي الأمريكي للحيلولة دون هذا التمدد الروسي وهو الذي سيلعب بمعية الأزمة الاقتصادية المعاصرة الدور الحاضن لهذا الهرج.
س البغدادي
01-03-2014, 12:17 AM
أم فاطمة (الموقع الخاص): ما سبب دخول السفياني للعراق؟ وهل ستحدث مقاومة في العراق أمام جيش السفياني؟ وهل ستحقق انتصارات بحيث تمنع جيش السفياني من دخول بعض المناطق؟ و ما يفعل الشيعة المستضعفون لحماية أنفسهم وأهليهم من خطر السفياني؟
الجواب: بعض الروايات أشارت إلى أنه بعد انتصاره في معركة قرقيسياء لن يكون له همّ إلّا العراق، وبعضها تعنون الشيعة كمصداق لهذا الهمّ، ولكن التفاصيل الموجودة في بقية الروايات تشير إلى أنه ربما عنى بالشيعة مناطقهم وليس كيانهم الاجتماعي، وعلى أي حال فإنه سيبقى مدة ربما امتدت لشهرين كما هو صريح بعض الروايات وهو منشغل بغيرهم، والمراد هنا هو انشغاله ببني قيس الذين يمثلون الحاضنة المعادية للشيعة، وسيبتلون بفتكه ومجازره وسطهم وينهي كيانهم السياسي المعنون في الروايات بقضية عوف السلمي، وفي تقديري فإن مشكلته مع الشيعة ستبتدأ من اقتحامه لبغداد، وللمنطقة المعروفة اليوم بالزوراء واعدامه لثلاثمائة قائد من قيادة الحكومة المستقرة فيما عبّرت عنه بعض الروايات بالبقعة الخبيثة أو المدينة الملعونة وكلها محصورة في منطقة الزوراء المعاصرة أو ما يطلق عليه حالياً بالمنطقة الخضراء، وفي الروايات العامية يشار إلى مقتلة عظيمة في بغداد توصلها بعض رواياتهم إلى 120 ألف قتيل، ولكن في رواياتنا لا يشار إلى ذلك بل يشار إلى عدد قليل يصل في بعض الروايات إلى ما مجموعه ثلاثة آلاف قتيل، ويبدو أن هذا الرقم هو الأنسب كمعدل لطبيعة معاركه ومقدار الوقت الذي سيقضيه.
ولأمر متعلّق فيما يبدو بما يجري في بغداد يصدر من النجف الأشرف موقفاً من قبل أحد كبرائها يستثير حنقه وغضبه فيبعث بجيش إليها، فيستبيح النجف ويتعقّب أنصار وأعوان هذا الرجل المسمّى بعلي على ما نستفيده من بعض الروايات، وتحصل مقاومة وبأشكال متعددة ومن أطراف متعددة، ولكن أخطرها هو نزوع العشائر المحيطة بضواحي النجف لمحاربته فيفتك فيهم فتكاً شديداً، إلا أن ذلك لا يستمر طويلاً بل في بعض الروايات يشار إلى أن ذلك سيأخذ ساعة من النهار، ولعل المراد بذلك برهة من النهار وليس الساعة الظرفية المتشكلة من الدقائق الستين.
وعلى أي حال لن يمكث في النجف الأشرف كثيراً، وبعض الروايات تتحدث عن أن مكوثه لن يزيد على ثمانية عشر ليلة، وفيها يهرب جيشه من النجف الأشرف، وذلك بسبب اقتراب جيشي اليماني والخراساني منها، وسيدخلان المدينة في وقت واحد من جهة القادسية ويقرران تعقّبه ويدركانه على مسافة يوم وليلة من الكوفة أي بما يقرب من شمال الحلة وجنوب بغداد، وسيظفران بهزيمة منكرة لجيشه حتى تصف بعض الروايات بأنه لن ينجو من جيشه هذا أحد، وسيستردان الغنائم والسبايا والأسرى الذي كان قد حملهم معه، مع التأكيد على أن هذا الجيش هو جزء من جيشه، ولن يكون فيه السفياني، وإنما أحد قادته، وكل ذلك سيكون قبل الظهور الشريف.
أما فيما يتعلق بواجبات الشيعة لتحصين أنفسهم وعوائلهم، فإن الروايات دالّة على أمور ثلاثة، أولها: أن السفياني ليس منه خوف على النساء بشكل عام، ولا يمنع ذلك وقوع محذور على بعض الخاصة من النساء، وثانيها: وجوب الالتحاق بالمناطق الحاضنة للنصرة أو المهيئة لذلك، وبعض الروايات لا يكتفي بالالتحاق، وإنما يؤكد على ضرورة اقتناء السلاح في حال النزوع إلى هذه المناطق، ومع الدعوة إلى الالتحاق بهذه المناطق فإن ثمة دعوة في المقابل إلى الابتعاد عن المدن التي ستصاب بكوارثه كالكوفة والمدينة المنورة مثلاً، وفي عقيدتي فإن المطلوب فيه أن يكون الإنسان المؤمن المنتظر في المناطق التي تؤهله إلى الانخراط في أي تشكيل من شأنه نصرة الإمام صلوات الله عليه، وما من شك أن مناطق جيش اليماني وهي في تقديرنا وسط وجنوب العراق، وكذا مناطق جيش الخراساني وهي إيران ستكون من جملة أهم هذه المناطق، بالرغم من أن الروايات ذكرت مكة المكرمة أيضاً، وهذه محصورة بمن يستطيع المكوث فيها إلى عهد خروج الإمام صلوات الله عليه ولا علاقة لها بموضوع السفياني وإنما هي متعلّقة بموضوع نصرة الإمام روحي فداه مباشرة، لأن العمل المضاد ضد السفياني قبل الظهور الشريف منحصر بجيشي الانقاذ اليماني والخراساني، وأما العنصر الثالث فهو الابتعاد عن مواجهة السفياني في المناطق التي سيقتحمها، لأنه بلا طائل عملي، ولأن الأصل المطلوب هو بلوغ مناطق نصرة اليماني والخراساني لأنهما من سيهزم هذا الخبيث ويرد عليه كيده، ولهذا طلب من الرجال أن يغيّبوا وجوههم عنه، لأن فتكه وشره فيهم وعليهم، وذلك ضمن تفصيل عرضنا له في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور.
س البغدادي
01-03-2014, 12:17 AM
أم فاطمة (الموقع الخاص): ما سبب دخول السفياني للعراق؟ وهل ستحدث مقاومة في العراق أمام جيش السفياني؟ وهل ستحقق انتصارات بحيث تمنع جيش السفياني من دخول بعض المناطق؟ و ما يفعل الشيعة المستضعفون لحماية أنفسهم وأهليهم من خطر السفياني؟
الجواب: بعض الروايات أشارت إلى أنه بعد انتصاره في معركة قرقيسياء لن يكون له همّ إلّا العراق، وبعضها تعنون الشيعة كمصداق لهذا الهمّ، ولكن التفاصيل الموجودة في بقية الروايات تشير إلى أنه ربما عنى بالشيعة مناطقهم وليس كيانهم الاجتماعي، وعلى أي حال فإنه سيبقى مدة ربما امتدت لشهرين كما هو صريح بعض الروايات وهو منشغل بغيرهم، والمراد هنا هو انشغاله ببني قيس الذين يمثلون الحاضنة المعادية للشيعة، وسيبتلون بفتكه ومجازره وسطهم وينهي كيانهم السياسي المعنون في الروايات بقضية عوف السلمي، وفي تقديري فإن مشكلته مع الشيعة ستبتدأ من اقتحامه لبغداد، وللمنطقة المعروفة اليوم بالزوراء واعدامه لثلاثمائة قائد من قيادة الحكومة المستقرة فيما عبّرت عنه بعض الروايات بالبقعة الخبيثة أو المدينة الملعونة وكلها محصورة في منطقة الزوراء المعاصرة أو ما يطلق عليه حالياً بالمنطقة الخضراء، وفي الروايات العامية يشار إلى مقتلة عظيمة في بغداد توصلها بعض رواياتهم إلى 120 ألف قتيل، ولكن في رواياتنا لا يشار إلى ذلك بل يشار إلى عدد قليل يصل في بعض الروايات إلى ما مجموعه ثلاثة آلاف قتيل، ويبدو أن هذا الرقم هو الأنسب كمعدل لطبيعة معاركه ومقدار الوقت الذي سيقضيه.
ولأمر متعلّق فيما يبدو بما يجري في بغداد يصدر من النجف الأشرف موقفاً من قبل أحد كبرائها يستثير حنقه وغضبه فيبعث بجيش إليها، فيستبيح النجف ويتعقّب أنصار وأعوان هذا الرجل المسمّى بعلي على ما نستفيده من بعض الروايات، وتحصل مقاومة وبأشكال متعددة ومن أطراف متعددة، ولكن أخطرها هو نزوع العشائر المحيطة بضواحي النجف لمحاربته فيفتك فيهم فتكاً شديداً، إلا أن ذلك لا يستمر طويلاً بل في بعض الروايات يشار إلى أن ذلك سيأخذ ساعة من النهار، ولعل المراد بذلك برهة من النهار وليس الساعة الظرفية المتشكلة من الدقائق الستين.
وعلى أي حال لن يمكث في النجف الأشرف كثيراً، وبعض الروايات تتحدث عن أن مكوثه لن يزيد على ثمانية عشر ليلة، وفيها يهرب جيشه من النجف الأشرف، وذلك بسبب اقتراب جيشي اليماني والخراساني منها، وسيدخلان المدينة في وقت واحد من جهة القادسية ويقرران تعقّبه ويدركانه على مسافة يوم وليلة من الكوفة أي بما يقرب من شمال الحلة وجنوب بغداد، وسيظفران بهزيمة منكرة لجيشه حتى تصف بعض الروايات بأنه لن ينجو من جيشه هذا أحد، وسيستردان الغنائم والسبايا والأسرى الذي كان قد حملهم معه، مع التأكيد على أن هذا الجيش هو جزء من جيشه، ولن يكون فيه السفياني، وإنما أحد قادته، وكل ذلك سيكون قبل الظهور الشريف.
أما فيما يتعلق بواجبات الشيعة لتحصين أنفسهم وعوائلهم، فإن الروايات دالّة على أمور ثلاثة، أولها: أن السفياني ليس منه خوف على النساء بشكل عام، ولا يمنع ذلك وقوع محذور على بعض الخاصة من النساء، وثانيها: وجوب الالتحاق بالمناطق الحاضنة للنصرة أو المهيئة لذلك، وبعض الروايات لا يكتفي بالالتحاق، وإنما يؤكد على ضرورة اقتناء السلاح في حال النزوع إلى هذه المناطق، ومع الدعوة إلى الالتحاق بهذه المناطق فإن ثمة دعوة في المقابل إلى الابتعاد عن المدن التي ستصاب بكوارثه كالكوفة والمدينة المنورة مثلاً، وفي عقيدتي فإن المطلوب فيه أن يكون الإنسان المؤمن المنتظر في المناطق التي تؤهله إلى الانخراط في أي تشكيل من شأنه نصرة الإمام صلوات الله عليه، وما من شك أن مناطق جيش اليماني وهي في تقديرنا وسط وجنوب العراق، وكذا مناطق جيش الخراساني وهي إيران ستكون من جملة أهم هذه المناطق، بالرغم من أن الروايات ذكرت مكة المكرمة أيضاً، وهذه محصورة بمن يستطيع المكوث فيها إلى عهد خروج الإمام صلوات الله عليه ولا علاقة لها بموضوع السفياني وإنما هي متعلّقة بموضوع نصرة الإمام روحي فداه مباشرة، لأن العمل المضاد ضد السفياني قبل الظهور الشريف منحصر بجيشي الانقاذ اليماني والخراساني، وأما العنصر الثالث فهو الابتعاد عن مواجهة السفياني في المناطق التي سيقتحمها، لأنه بلا طائل عملي، ولأن الأصل المطلوب هو بلوغ مناطق نصرة اليماني والخراساني لأنهما من سيهزم هذا الخبيث ويرد عليه كيده، ولهذا طلب من الرجال أن يغيّبوا وجوههم عنه، لأن فتكه وشره فيهم وعليهم، وذلك ضمن تفصيل عرضنا له في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور.
س البغدادي
01-03-2014, 12:20 AM
حيدر الشمري (الموقع الخاص): ذكرتم أن السفياني لعنة الله عليه يرسل جيشه الى الحجاز بطلب من حكومة الحجاز آنذاك بسبب حالة الضعف التي تمر بها تلك الحكومة في حين نجد أن السفياني يقوم بتحرك عسكري واسع ضد النواصب في الشام، وكذلك في المنطقه الغربية في العراق وصولا الى أطراف بغداد وهي مناطق معروفة بأنها حاضنة للنواصب، ومعادية لشيعة آل البيت سلام الله عليهم ، مع العلم أن حكومة الحجاز مساندة بشكل مباشر للنواصب في الشام والعراق وتدعمهم بكل قوة، فكيف تستنجد حكومة الحجاز بالسفياني الذي قضى على حواضنهم في الشام والعراق، أي أنهما في منهجين سياسيين مختلفين، أرجو توضيح هذه المفارقة.
الجواب: من المبكر أن نقيس أمور اليوم على ما ورد في الروايات، ولكن ثمة فارق بين أنظمة الحكم الطاعوتية وبين ما سواها، في ترتيب الأولويات، فالحكومات الطاغوتية قد تتبنى فكراً معيناً، وتتخذ منهجاً محدداً، ولكن لو كان هناك تزاحماً بين أن تحفظ نفسها وبين أن تتخلى عن ذلك الفكر والمنهج، فإنها لن تتردد في تغليب الأول على الثاني، ومثاله ما نراه اليوم، فمن الواضح أن القاعدة وأطرافها من تنظيمات النصرة وداعش وأمثالها من الإرهابيين إنما كانوا صناعة سعودية ليس إلا، ولكن حينما تزاحمت مصالح حكام الحجاز بين الذهاب إلى جنيف 2 وهم في حرب معلنة بينهم وبين هؤلاء، وبين الاحتفاظ بهم، آثروا ضربهم وتمسكوا ببديل جديد أمروه بأن يحارب هؤلاء، كذلك الأمر يومذاك.
أما فيما يتعلق بسؤالكم الكريم فإن السفياني إنما يفعل ذلك في الشام وفي العراق قبل أن تتعرض الحجاز إلى حراك النفس الزكية بل قبل الظهور الشريف الذي يسبق هذا الحراك، ولكن حينما يكون الظهور الشريف، وحينما يتحرك صاحب النفس الزكية، فإن الأوضاع بالنسبة لهم ستكون في أسوء الأمور وسيكونون في تزاحم بين حفظ شأنهم وبين ترك أصحابهم، وترك الأصحاب أولى بالنسبة لهم من حفظ الشأن، وعليه فلا تنافي بين المنهجين، فالأنظمة الطاغوتية تغير أصحابها دوماً، فلا تحتفظ بصديق دائم ولا بعدو دائم.
aalim01
21-03-2014, 07:13 AM
السلام عليكم ،
ادعوكم للاطلاع والاشتراك في
بحث مفتوح لتحديد طبيعة علامات ظهور الامام المهدي المنتظر عج وتسلسل حدوثها
على موقع
http://www.imamalmahdisigns.com/
س البغدادي
21-03-2014, 09:51 PM
د. حسين جواد (الموقع الخاص): هل قصد الامام الباقر عليه السلام بمارقة من جهة الترك الإنفصال الكردي أم إنفصال شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا? فكلاهما من جهة الترك.
الجواب: المروق عن الشيء هو الخروج منه، ولذلك يجب أن نجد مارقاً وممروق عنه كي نتحدث عن حالة المروق، وما يبدو أن مثال شبه جزيرة القرم لا يحقق ذلك فلا وجود لمارق ولا ممروق عنه، فشبه الجزيرة غالبية سكانها هم من الروس والقوقاز وهم أتراك تعود أصولهم إلى التركمانستانيين، والأوكرانيون فيها قليلون جداً وهم في الغالب مستوطنون هناك، ولذلك ما جرى في جزيرة القرم لا يعبر عنه بالمروق لأنه لا وجود للممروق عنه، خاصة وأن تاريخ شبه الجزيرة يتناغم مع التحاقها بالحضن الروسي أكثر من وجودها ضمن دولة أوكرانيا، وإنما هو خيار شعب على أن يلتحق بدولة لا أن يعلن عن وجود آخر.
نعم لو ضربتم المثال بما جرى في أوكرانيا نفسها يمكن أن نسميه مروقاً، بل هو مروق لأن الجماعة التي استولت على السلطة فيها مرقت على الدستور الأوكراني، ومن بعد ذلك حصل الذي حصل في جزيرة القرم.
ولكن هل يمكن القول بأن ما جرى في أوكرانيا هو المروق الذي يتحدث عنه الإمام الباقر عليه السلام؟
من الواضح أن هذا الوصف لا يمكن اعتماده في المثال الأوكراني لوجود فاصلة كبيرة بين أوكرانيا وبين الترك، فإلى الشرق منها توجد روسيا وجورجيا، وإلى الجنوب الغربي منها توجد مولدافيا ورومانيا وبلغاريا، فضلاً عن عموم البحر الأسود.
وعلى أي حال لا يمكن تطبيق كل ذلك على الرواية لوجود حدث يسبقها في جملة الأحداث المتسلسلة التي وردت في رواية الإمام صلوات الله عليه وهو لما يحصل بعد، وأعني بذلك زلزال دمشق وطبيعة الخراب الذي يحصل في الجامع الأموي فيها.
وما من شك أن الموضوع الكردي أقرب في الوصف من الأمثلة التي ذكرتموها لأنه في الأصل مروق، وهو يحاذي ويلاصق الحدود التركية الجنوبية، ويؤكده النزول التركي في جزيرة شرق ووسط سوريا مما يعني احتلال المناطق الرئيسية لهذا المروق، ومن الواضح أن أي مروق كردي ينزع لإقامة دولة كردية أو ما يشبهها سيعتبر تهديداً مباشراً للأمن التركي القومي.
س البغدادي
21-03-2014, 10:00 PM
aalim01
السلام عليكم ،،،،
المشاركة أعلاه وان كانت ضمن سياق فحوى الموضوع المقدم من قبل الأخ الفاضل حسين كاظم ،،،
لكن ،،أقول ،،ان العمود مخصص لتقديم فقرة سؤال وجواب وردود خصيصا للشيخ جلال الدين الصغير ،،،حول قضية الامام الحجة المنتظر وظهور المقدس ،،،
لذا احببت لفت انتباهكم ،،
وعذرا على الكلام الأخير ،،
ودي وتقديري
حسين كاظم 0
07-04-2014, 03:31 PM
aalim01
السلام عليكم ،،،،
المشاركة أعلاه وان كانت ضمن سياق فحوى الموضوع المقدم من قبل الأخ الفاضل حسين كاظم ،،،
لكن ،،أقول ،،ان العمود مخصص لتقديم فقرة سؤال وجواب وردود خصيصا للشيخ جلال الدين الصغير ،،،حول قضية الامام الحجة المنتظر وظهور المقدس ،،،
لذا احببت لفت انتباهكم ،،
وعذرا على الكلام الأخير ،،
ودي وتقديري
كل الشكر والتقدير اقدمه الى الاخ الموالي ( س البغدادي ) لتواصله المتميز في ادراج فقرات سؤال وجواب . لسماحة الشيخ ( جلال الدين الصغير ) وحرصا منه في ان تعم الفائده لجميع الموالين .
واطلب منه الاستمرار . تقديري واحترامي اخي الموالي
س البغدادي
22-04-2014, 10:01 PM
كاظم ـ سيدني (الموقع الخاص): ما هو الفرق بين الصيحة والنداء السماوي؟.
الجواب: الصيحة هي الصوت اذا اشتد، بينما النداء هو الصوت إذا امتد، وبالعادة يكون الصياح للأمر المهول أو المذهل، بينما النداء يكون للأمر الذي تريد أن تبلغه للبعيد.
وفي الروايات المهدوية يأتي الحديث عن النداء السماوي بسياقين مختلفين، فتارة يأتي الحديث عن نداء من السماء، ويقصد بالسماء هنا الفضاء، كما هو حال الحديث المروي عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام الباقر عليه السلام في شأن تسلسل الأحداث التي تمهّد للظهور الشريف، والمراد به هنا أن نداءاً ينطلق من الأرض إلى الفضاء، ومنه إلى الأرض، كما هو الحال اليوم في شؤون البث الفضائي، والأخرى يأتي الحديث عن النداء الذي يأتي من السماء، ويراد منه تدخل عوامل سماوية في إبلاغ النداء إلى الأرض كما هو الحال في علامات شهر رجب التي تمهّد للصيحة الجبرئيلية.
أما الصيحة فهي أيضا تكون بسياقين مختلفين، ففي حديث الصيحة الجبرئيلية التي تحصل في ليلة القدر الكبرى والتي تعلن عن ظهور الإمام صلوات الله عليه وانتهاء عهد الغيبة الكبرى، يشار إلى أن المتصدي للصيحة هو جبرئيل عليه السلام نفسه، فيما يُشار في ثنايا الخبر إلى أن صيحة أخرى ستكون من الأرض يكون المتصدّي فيها إبليس عليه لعائن الله ليكذّب الصيحة الأولى.
والتفريق بينهما يكون حسب الحدث وزمانه وحسب الرواية، وما قد يلحظ من عدم تفريق الرواية بين الصيحة والنداء أو التحدث عنهما وكأنهما واحد يعود في الغالب لطبيعة عدم تفريق الرواي بين المصطلحين، أو لنقل الراوي كلام المعصوم صلوات الله عليه بالمعنى وليس بالنص.
الباحث الطائي
25-04-2014, 02:55 AM
السلام عليكم
شكرا للخ الاستاذ س البغدادي المحترم
اضع الرواية التالية ادناه :
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
----------
واقول : يظهر من روايات صيحة الظهور لجبرائيل ع في ليلة ال ٢٣ شهر رمضان . ان فيها يتحقق المصداقان
وهو مصداق الصيحة وانداء . وكما في الرواية اعلاه . وغيرها من الروايات . والله اعلم
وشكرا
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024