س البغدادي
02-04-2013, 11:00 PM
طارق الموسوي
ونحن على أعتاب ذكرى مولد الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ، تستوقفنا تساؤلات عديدة منها تاريخي يتعلق بالماضي حول الأوضاع والحوادث التي تزامنت مع أيام ولادة الإمام المهدي (ع) . ومنها ما يتعلق بالظروف الخاصة والاستثنائية حول الإيمان به وبإمامته وغيبته الصغرى ومن ثم غيبته الكبرى التي تفوق الألف سنة إلى الآن . ومنها ما يتعلق بالمستقبل الذي سيتغير حين ظهوره ...
وقد اجتهد العلماء في الإضاءة على هذه الجوانب كلها بل وأكثر من ذلك بالتفصيل والتحليل. ولكننا نريد مسألة واحدة فقط من الموضوع وهو : متى الظهور ؟
فالروايات الواردة عن أهل بيت العصمة تحدثت عن زمن الظهور وسمّت علامات نتعارف عليها بعلامات الظهور منها الأكيد ومنها المحتمل ، ولكن الروايات الأكيدة منعت من التوقيت ، وكذبت كل من يدعي أنه يعرف متى الظهور. ورغم ذلك نستطيع أن نحدد زمن الظهور ، كيف ؟
فلننظر إلى التاريخ القديم حين كان فرعون يقتل الذكور من بني إسرائيل ويبقي على الإناث أحياء (يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ) ففي القرآن الكريم لم يرد أكثر من هذه العبارة ولكن الروايات شرحت لنا أن هذا القتل إنما قام به جلاوزة فرعون بناء على نبوءة حددت زمن ظهور النبي الموعود لبني إسرائيل الذي على يديه هلاك فرعون ، عندها قرر فرعون التخلص من كل المولودين في زمن النبوءة وذلك بقتل كل طفل يحتمل أنه سيفني حكمه ، والعجب العجاب أن الوليد المنتظر تربى في كنف فرعون نفسه حينما خافت والدة موسى(ع) وألقته بعد ولادته مباشرة في علبة خشبية في الماء ليستقر الصندوق أو ما شابه في بركة كانت على ضفافه امرأة فرعون وشاهدت هذه الأخيرة الطفل وتعلق قلبها به واستجدت زوجها الفرعون لتأخذه وتربيه فكان النبي الموعود ...
لم يرد في القرآن ولا التوراة تفصيل العلامات التي استند عليها فرعون حتى حدد وقت الولادة. كما نعرف كلنا قصة المجوس الذين جاؤوا من ناحية فارس متبعين نجما في السماء حتى وصلوا إلى بيت لحم ووجدوا مريم (ع) وقد ولدت النبي الموعود الذي سيكون ملك مملكة اليهود. وأيضا لا نجد تفاصيل هذه القصة في القرآن ولكننا استوردناها من التراث المسيحي.
كما نعلم أيضا قصة لقاء الرهبان للنبي محمد (ص) وهو لا يزال يافعا حين كان مرافقا لعمه ”أبو طالب“ في رحلة إلى الشام وكيف أنهم حددوا فيه صفات النبي العربي الموعود وقد حدثنا القرآن الكريم عن لسان النبي عيسى (ع) أنه أخبر قومه عن بشارة النبي محمد (ص) ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وغير ذلك من الروايات التي وردت إلينا. وهذا فيما يخص التنبؤ بولادة أو ظهور شخصية ما مثل الأطهار الذين أتينا على ذكرهم .
إذا وبناء عليه استطاع بعض الناس بطريقة ما معرفة تاريخ وزمن ظهور هؤلاء العظام، فلماذا لا نستطيع أن نعرف توقيت ظهور آخر حجج الله على الأرض ؟ ولماذا هذا التأكيد من الروايات على تكذيب من يدعى معرفة الوقت.
لم تغلق الروايات الباب تماما على تحديد الوقت بل ربطته بعلامات إن وقعت فالظهور عاجل بعدها ولعل الرواية التالية تكفينا مؤونة قراءة الكتب المطولة ، إذ فيها تفاصيل وملخص ما قد ورد هنا وهناك من الروايات :
عن أبى بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم(عليه السلام)؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد قال محمد(صلى الله عليه وآله):
" كذب الوقاتون "، يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات: أولها النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء ، ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر قلت: جعلت فداك وأي شيء هما؟ فقال: أما الطاعون الأبيض فالموت الجارف، وأما الطاعون الأحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه: " ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه " فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرائيل(عليه السلام) ".
أما وقد شرحت لنا هذه الرواية الحوادث السابقة للظهور والتي بناء عليها نتوقع الظهور ، فقد بقي لنا أن نتجرأ ونتحدث عن التوقيت رغم النهي عنه من قبل أئمتنا الكرام.وذلك أيضا اعتمادا على الروايات التي وردتنا عنهم. فعندما تركز بعض الروايات على حوادث ما قبل الظهور والمقارنة له تتحدث عن شيء مهم آخر. شيء في غاية الأهمية.ألا وهو أصحاب المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فكيف نتوقع ظهوره ومقارعته قوى الشر والظلم في العالم كافة ؟ أَوَحده سينجز كل هذا ؟ بالطبع لا فصحيح أن الإمام المهدي أرواحنا له الفداء هو محقق وعد الله في أرضه من نصرة المستضعفين ونشر حكم الله على أرجاء المعمورة وهو ما لم يتحقق في التاريخ الذي سبق ولن يتحقق إلا على يديه الشريفتين. ورغم ذلك فلا تغيير في سنة الله في خلقه، بعكس ما يعتقد بعض الناس من إغفال وإهمال لدور الممهدين للمهدي (عج) وكذا لدور الأنصار الذين سيقودون الحروب ويخوضونها ويستشهدون فيها في سبيل تحقيق النصر ...
وقد أكدت الروايات أنه لو وجد المناصرون لقام الأئمة معلنين الحرب على الظلم.وعدد المناصرين المطلوبين كشرط لظهور صاحب الزمان ( أي الإمام المهدي) هو مفاجأة كبرى هو فقط 313 شخصا !!!
أصحيحة هذه الروايات التي تقول أنه لو وجد فقط 313 شخص لظهر الإمام المهدي !
نعم صحيحة.
أمن المعقول أنه وبرغم كل هذه الأعداد الهائلة من البشر الذين يدعون الإيمان والإخلاص ويدعون الله ليلا ونهارا لتعجيل ظهور الإمام المهدي ، أمن المعقول أن ليس فيهم 313 مخلصا يحمل المواصفات المطلوبة.
نعم صحيح.
ولكنهم مستعدون للموت وفعل أي شيء في سبيل الاسلام، ونراهم على شاشات التلفاز يخوضون الحروب ويفجرون أنفسهم و ... أو ليس هذا دليل الإخلاص ؟
الجواب يكمن أيضا في الروايات، فأصحاب المهدي ليسوا من مغسولي الدماغ، أصحاب المهدي لا يقتلون الأبرياء ، أصحاب المهدي ليس لديهم عطش للدماء ، أصحاب المهدي أتقى البشر وأعبدهم وأزهدهم وأفقههم بالدين.
الموت ليس دليلا على نقاء العقيدة، فالتاريخ يحدثنا عن حالات انتحارية قام بها من لا يؤمن بدين ولا بآخرة مثل الشيوعيين في فيتنام والكميكاز الياباني وغيرهم الكثير من الحالات، أما حوادث الإجرام باسم الإسلام التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء من المسلمين وغيرهم هذا كله إن دل فعلى أن نوعية أصحاب المهدي نادرة ولم تتوفر بعد.
إذا وقت ظهور الإمام المهدي هو عندما نجهز أنفسنا كأعوان وأنصار ومؤيدين له، والدليل على جهوزيتنا هو وضعنا الحالي ، فلا يتصورن أحد أنه سيتغير أو سيغير حياته لتصبح على المواصفات المطلوبة لأنصار المهدي حين ظهوره ، فقد أكدت الروايات أن لا تغيير في حينها !!! أما لماذا لا نستطيع التغيير ، لأن النفسية والإرادة والتطبيق لا علاقة لهم بالأماني ...
إذا كل واحد منا يستطيع أن يحدد متى يظهر إمامه المنتظر، من مواظبتنا على الواجبات الدينية ، من مراعاتنا للأحكام الشرعية . وهذا القسم السهل والهين أما القسم الصعب فهو : اهتمامنا بالعمل الإسلامي .
أجل هذه العبارة التي تظهر وكأنها لا قيمة لها قبالة الواجبات الدينية والفروض العبادية ولكنها هي أهم منهما : العمل الإسلامي.
إذا ظهر صاحب الزمان فأنا سأكون أول جندي في جيشه ...
هذا الكلام مردود عليه لمن يقوله . ونستطيع أن نقول له كما نقول في المثل الشعبي " رأيناك صباحا ورأيناك مساء" . فراية المهدي لن تخفق طالما تحصيل المال لديك أهم من أن تعطي بعضا من وقتك في سبيل الله للعمل الإسلامي ، ولطالما " دق الورق " أهم من " دق مسمار في العمل الإسلامي "،ويا حسرتاه علينا حين يظهر الإمام المهدي فعلى هذا المنوال الذي نحن عليه لربما انطبقت علينا إحد الفئات التي جاءت في الروايات من أن الناس منهم من يفرح لظهوره ومنهم من يكذبه ومنهم من يدعو عليه بالموت، ومنهم من يتيقن أنه صاحب الزمان ولكنه يتمنى لو أنه لم يظهر.
وهذا هو التوقيت الصحيح لظهور صاحب الزمان عليه السلام ...
ونحن على أعتاب ذكرى مولد الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ، تستوقفنا تساؤلات عديدة منها تاريخي يتعلق بالماضي حول الأوضاع والحوادث التي تزامنت مع أيام ولادة الإمام المهدي (ع) . ومنها ما يتعلق بالظروف الخاصة والاستثنائية حول الإيمان به وبإمامته وغيبته الصغرى ومن ثم غيبته الكبرى التي تفوق الألف سنة إلى الآن . ومنها ما يتعلق بالمستقبل الذي سيتغير حين ظهوره ...
وقد اجتهد العلماء في الإضاءة على هذه الجوانب كلها بل وأكثر من ذلك بالتفصيل والتحليل. ولكننا نريد مسألة واحدة فقط من الموضوع وهو : متى الظهور ؟
فالروايات الواردة عن أهل بيت العصمة تحدثت عن زمن الظهور وسمّت علامات نتعارف عليها بعلامات الظهور منها الأكيد ومنها المحتمل ، ولكن الروايات الأكيدة منعت من التوقيت ، وكذبت كل من يدعي أنه يعرف متى الظهور. ورغم ذلك نستطيع أن نحدد زمن الظهور ، كيف ؟
فلننظر إلى التاريخ القديم حين كان فرعون يقتل الذكور من بني إسرائيل ويبقي على الإناث أحياء (يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ) ففي القرآن الكريم لم يرد أكثر من هذه العبارة ولكن الروايات شرحت لنا أن هذا القتل إنما قام به جلاوزة فرعون بناء على نبوءة حددت زمن ظهور النبي الموعود لبني إسرائيل الذي على يديه هلاك فرعون ، عندها قرر فرعون التخلص من كل المولودين في زمن النبوءة وذلك بقتل كل طفل يحتمل أنه سيفني حكمه ، والعجب العجاب أن الوليد المنتظر تربى في كنف فرعون نفسه حينما خافت والدة موسى(ع) وألقته بعد ولادته مباشرة في علبة خشبية في الماء ليستقر الصندوق أو ما شابه في بركة كانت على ضفافه امرأة فرعون وشاهدت هذه الأخيرة الطفل وتعلق قلبها به واستجدت زوجها الفرعون لتأخذه وتربيه فكان النبي الموعود ...
لم يرد في القرآن ولا التوراة تفصيل العلامات التي استند عليها فرعون حتى حدد وقت الولادة. كما نعرف كلنا قصة المجوس الذين جاؤوا من ناحية فارس متبعين نجما في السماء حتى وصلوا إلى بيت لحم ووجدوا مريم (ع) وقد ولدت النبي الموعود الذي سيكون ملك مملكة اليهود. وأيضا لا نجد تفاصيل هذه القصة في القرآن ولكننا استوردناها من التراث المسيحي.
كما نعلم أيضا قصة لقاء الرهبان للنبي محمد (ص) وهو لا يزال يافعا حين كان مرافقا لعمه ”أبو طالب“ في رحلة إلى الشام وكيف أنهم حددوا فيه صفات النبي العربي الموعود وقد حدثنا القرآن الكريم عن لسان النبي عيسى (ع) أنه أخبر قومه عن بشارة النبي محمد (ص) ( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وغير ذلك من الروايات التي وردت إلينا. وهذا فيما يخص التنبؤ بولادة أو ظهور شخصية ما مثل الأطهار الذين أتينا على ذكرهم .
إذا وبناء عليه استطاع بعض الناس بطريقة ما معرفة تاريخ وزمن ظهور هؤلاء العظام، فلماذا لا نستطيع أن نعرف توقيت ظهور آخر حجج الله على الأرض ؟ ولماذا هذا التأكيد من الروايات على تكذيب من يدعى معرفة الوقت.
لم تغلق الروايات الباب تماما على تحديد الوقت بل ربطته بعلامات إن وقعت فالظهور عاجل بعدها ولعل الرواية التالية تكفينا مؤونة قراءة الكتب المطولة ، إذ فيها تفاصيل وملخص ما قد ورد هنا وهناك من الروايات :
عن أبى بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: جعلت فداك متى خروج القائم(عليه السلام)؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد قال محمد(صلى الله عليه وآله):
" كذب الوقاتون "، يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات: أولها النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء ، ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر قلت: جعلت فداك وأي شيء هما؟ فقال: أما الطاعون الأبيض فالموت الجارف، وأما الطاعون الأحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه: " ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه " فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرائيل(عليه السلام) ".
أما وقد شرحت لنا هذه الرواية الحوادث السابقة للظهور والتي بناء عليها نتوقع الظهور ، فقد بقي لنا أن نتجرأ ونتحدث عن التوقيت رغم النهي عنه من قبل أئمتنا الكرام.وذلك أيضا اعتمادا على الروايات التي وردتنا عنهم. فعندما تركز بعض الروايات على حوادث ما قبل الظهور والمقارنة له تتحدث عن شيء مهم آخر. شيء في غاية الأهمية.ألا وهو أصحاب المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فكيف نتوقع ظهوره ومقارعته قوى الشر والظلم في العالم كافة ؟ أَوَحده سينجز كل هذا ؟ بالطبع لا فصحيح أن الإمام المهدي أرواحنا له الفداء هو محقق وعد الله في أرضه من نصرة المستضعفين ونشر حكم الله على أرجاء المعمورة وهو ما لم يتحقق في التاريخ الذي سبق ولن يتحقق إلا على يديه الشريفتين. ورغم ذلك فلا تغيير في سنة الله في خلقه، بعكس ما يعتقد بعض الناس من إغفال وإهمال لدور الممهدين للمهدي (عج) وكذا لدور الأنصار الذين سيقودون الحروب ويخوضونها ويستشهدون فيها في سبيل تحقيق النصر ...
وقد أكدت الروايات أنه لو وجد المناصرون لقام الأئمة معلنين الحرب على الظلم.وعدد المناصرين المطلوبين كشرط لظهور صاحب الزمان ( أي الإمام المهدي) هو مفاجأة كبرى هو فقط 313 شخصا !!!
أصحيحة هذه الروايات التي تقول أنه لو وجد فقط 313 شخص لظهر الإمام المهدي !
نعم صحيحة.
أمن المعقول أنه وبرغم كل هذه الأعداد الهائلة من البشر الذين يدعون الإيمان والإخلاص ويدعون الله ليلا ونهارا لتعجيل ظهور الإمام المهدي ، أمن المعقول أن ليس فيهم 313 مخلصا يحمل المواصفات المطلوبة.
نعم صحيح.
ولكنهم مستعدون للموت وفعل أي شيء في سبيل الاسلام، ونراهم على شاشات التلفاز يخوضون الحروب ويفجرون أنفسهم و ... أو ليس هذا دليل الإخلاص ؟
الجواب يكمن أيضا في الروايات، فأصحاب المهدي ليسوا من مغسولي الدماغ، أصحاب المهدي لا يقتلون الأبرياء ، أصحاب المهدي ليس لديهم عطش للدماء ، أصحاب المهدي أتقى البشر وأعبدهم وأزهدهم وأفقههم بالدين.
الموت ليس دليلا على نقاء العقيدة، فالتاريخ يحدثنا عن حالات انتحارية قام بها من لا يؤمن بدين ولا بآخرة مثل الشيوعيين في فيتنام والكميكاز الياباني وغيرهم الكثير من الحالات، أما حوادث الإجرام باسم الإسلام التي يذهب ضحيتها أطفال ونساء من المسلمين وغيرهم هذا كله إن دل فعلى أن نوعية أصحاب المهدي نادرة ولم تتوفر بعد.
إذا وقت ظهور الإمام المهدي هو عندما نجهز أنفسنا كأعوان وأنصار ومؤيدين له، والدليل على جهوزيتنا هو وضعنا الحالي ، فلا يتصورن أحد أنه سيتغير أو سيغير حياته لتصبح على المواصفات المطلوبة لأنصار المهدي حين ظهوره ، فقد أكدت الروايات أن لا تغيير في حينها !!! أما لماذا لا نستطيع التغيير ، لأن النفسية والإرادة والتطبيق لا علاقة لهم بالأماني ...
إذا كل واحد منا يستطيع أن يحدد متى يظهر إمامه المنتظر، من مواظبتنا على الواجبات الدينية ، من مراعاتنا للأحكام الشرعية . وهذا القسم السهل والهين أما القسم الصعب فهو : اهتمامنا بالعمل الإسلامي .
أجل هذه العبارة التي تظهر وكأنها لا قيمة لها قبالة الواجبات الدينية والفروض العبادية ولكنها هي أهم منهما : العمل الإسلامي.
إذا ظهر صاحب الزمان فأنا سأكون أول جندي في جيشه ...
هذا الكلام مردود عليه لمن يقوله . ونستطيع أن نقول له كما نقول في المثل الشعبي " رأيناك صباحا ورأيناك مساء" . فراية المهدي لن تخفق طالما تحصيل المال لديك أهم من أن تعطي بعضا من وقتك في سبيل الله للعمل الإسلامي ، ولطالما " دق الورق " أهم من " دق مسمار في العمل الإسلامي "،ويا حسرتاه علينا حين يظهر الإمام المهدي فعلى هذا المنوال الذي نحن عليه لربما انطبقت علينا إحد الفئات التي جاءت في الروايات من أن الناس منهم من يفرح لظهوره ومنهم من يكذبه ومنهم من يدعو عليه بالموت، ومنهم من يتيقن أنه صاحب الزمان ولكنه يتمنى لو أنه لم يظهر.
وهذا هو التوقيت الصحيح لظهور صاحب الزمان عليه السلام ...