مولى أبي تراب
03-04-2013, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
-------------
من الأمور التي اعتاد عليها بعض الناس ما يسمى بكذبة نيسان أو كذبة أبريل ، ففي هذا الشهر من كل عام يكثر المزاح بالكذب واختلاق الوقائع والأحداث والقصص والأخبار الكاذبة لمجرد الضحك والمزاح ، فيصادف أن يروّعك شخص بخبر محزن يثير فيك العواطف والانفعالات والحسرات ، ثم يضحك بدم بارد وكأنه لم يفعل شيئاً ويخبرك بأنها كذبة نيسان !!!
والمهم أن نعرف ما هو الحكم الشرعي لهذه العادة فإن المؤمن الحقيقي هو من يحرص على معرفة الحكم الشرعي في سائر تصرفاته ويعرض أفعاله على الميزان الشرعي دائماً وقد ورد ما مضمونه أن المؤمن لا يقدم قدماً ولا يؤخر أخرى حتى يعلم أن لله فيها رضاً أم سخطاً
والجواب / إن هذا التصرف حرام وهذه العادة غير مقبولة شرعاً ، فهو كذب صريح حتى أُخذ لفظ الكذب في العنوان والتسمية لهذه العادة ، ولا إشكال في حرمة الكذب شرعاً
هذه مضافاً الى أنه قد توجد أسباب أخرى للحرمة غير الكذب منها ترويع المؤمن وإيذائه بهذه الأخبار الكاذبة فإن بعض هذه الأخبار يوجب الهلع والخوف والحزن للسامع وكل هذا حرام فعن أمير المؤمنين عليه السلام ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً )
وقد تحرم من باب الاستهزاء وإهانة المؤمن والتنقيص منه كما إذا كانت الكذبة تتناول شخصاً معينا ، وهكذا قد تتوافر الكذبة على عدة أسباب للحرمة مضافاً الى كونها كذباً
فإن قيل / إن ذلك من باب المزاح والهزل ليس الا
كان الجواب / إن الكذب حرام مطلقاً بلا فرق بين جدِّه وهزله ولا يحل الكذب الا لدفع الضرر او لمصلحة أهم أو للإصلاح بين المؤمنين وبشرط عدم القدرة على التورية فلو أمكن التفصّي بالتورية لم يحل الكذب حتى عند الضرورة عند بعض الفقهاء وأحوط استحبابا عند البعض الاخر ، والمهم الكذب حرام الا في موارد محددة ذكرها الفقهاء في كتبهم الفقهية وليس منها المزاح والهزل وكذبة نيسان
نعم إذا كانت هناك قرينة حاليّة أو مقاميّة أو مقاليّة تُظهر أن المتكلم ممزاح وغير جاد فحينئذ لا حرمة ولكن هذا غير حاصل عند أصحاب هذه العادة فصاحب كذبة نيسان يحاول أن يُجيد تمثيل الموقف ويقنعك بصحة كلامه قدر استطاعته فحرمة هذا التصرف لا محيص عنها
قال الفقهاء ( يحرم الكذب : وهو : الإخبار بما ليس بواقع ، ولا فرق في الحرمة بين ما يكون في مقام الجد وما يكون في مقام الهزل ) لاحظ مثلا منهاج الصالحين - السيد الخوئي ج 2 مسألة 35
وقال السيد الصدر قده ( يحرم الكذب وهو الاخبار بما ليس بواقع. ولا فرق في الحرمة بين ما يكون في مقام الجد وما يكون في مقام الهزل , ما لم يقم قرينه متصلة على عدم مطابقته للواقع ) منهج الصالحين ج3 مسالة 50
هذا مضافاً الى الحرمة الأخلاقية وأن مثل هذه التصرفات مما لا يليق بالمؤمنين
روي عن أبي جعفر عليه السلام : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا زعيم ببيت في الجنة لمن حسَّن خَلقه مع الناس ، وتَركَ الكذبَ في المزاح والجد ، وترك المراء وهو محق ) مشكاة الأنوار للطبرسي ص 138
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة ، وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ، ولمن حسن خلقه ) الخصال للصدوق ص 144 ، وربض الجنة أي نواحيها
وفق الله تعالى الجميع لما فيه رضاه واجتناب سخطه
*****
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
-------------
من الأمور التي اعتاد عليها بعض الناس ما يسمى بكذبة نيسان أو كذبة أبريل ، ففي هذا الشهر من كل عام يكثر المزاح بالكذب واختلاق الوقائع والأحداث والقصص والأخبار الكاذبة لمجرد الضحك والمزاح ، فيصادف أن يروّعك شخص بخبر محزن يثير فيك العواطف والانفعالات والحسرات ، ثم يضحك بدم بارد وكأنه لم يفعل شيئاً ويخبرك بأنها كذبة نيسان !!!
والمهم أن نعرف ما هو الحكم الشرعي لهذه العادة فإن المؤمن الحقيقي هو من يحرص على معرفة الحكم الشرعي في سائر تصرفاته ويعرض أفعاله على الميزان الشرعي دائماً وقد ورد ما مضمونه أن المؤمن لا يقدم قدماً ولا يؤخر أخرى حتى يعلم أن لله فيها رضاً أم سخطاً
والجواب / إن هذا التصرف حرام وهذه العادة غير مقبولة شرعاً ، فهو كذب صريح حتى أُخذ لفظ الكذب في العنوان والتسمية لهذه العادة ، ولا إشكال في حرمة الكذب شرعاً
هذه مضافاً الى أنه قد توجد أسباب أخرى للحرمة غير الكذب منها ترويع المؤمن وإيذائه بهذه الأخبار الكاذبة فإن بعض هذه الأخبار يوجب الهلع والخوف والحزن للسامع وكل هذا حرام فعن أمير المؤمنين عليه السلام ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً )
وقد تحرم من باب الاستهزاء وإهانة المؤمن والتنقيص منه كما إذا كانت الكذبة تتناول شخصاً معينا ، وهكذا قد تتوافر الكذبة على عدة أسباب للحرمة مضافاً الى كونها كذباً
فإن قيل / إن ذلك من باب المزاح والهزل ليس الا
كان الجواب / إن الكذب حرام مطلقاً بلا فرق بين جدِّه وهزله ولا يحل الكذب الا لدفع الضرر او لمصلحة أهم أو للإصلاح بين المؤمنين وبشرط عدم القدرة على التورية فلو أمكن التفصّي بالتورية لم يحل الكذب حتى عند الضرورة عند بعض الفقهاء وأحوط استحبابا عند البعض الاخر ، والمهم الكذب حرام الا في موارد محددة ذكرها الفقهاء في كتبهم الفقهية وليس منها المزاح والهزل وكذبة نيسان
نعم إذا كانت هناك قرينة حاليّة أو مقاميّة أو مقاليّة تُظهر أن المتكلم ممزاح وغير جاد فحينئذ لا حرمة ولكن هذا غير حاصل عند أصحاب هذه العادة فصاحب كذبة نيسان يحاول أن يُجيد تمثيل الموقف ويقنعك بصحة كلامه قدر استطاعته فحرمة هذا التصرف لا محيص عنها
قال الفقهاء ( يحرم الكذب : وهو : الإخبار بما ليس بواقع ، ولا فرق في الحرمة بين ما يكون في مقام الجد وما يكون في مقام الهزل ) لاحظ مثلا منهاج الصالحين - السيد الخوئي ج 2 مسألة 35
وقال السيد الصدر قده ( يحرم الكذب وهو الاخبار بما ليس بواقع. ولا فرق في الحرمة بين ما يكون في مقام الجد وما يكون في مقام الهزل , ما لم يقم قرينه متصلة على عدم مطابقته للواقع ) منهج الصالحين ج3 مسالة 50
هذا مضافاً الى الحرمة الأخلاقية وأن مثل هذه التصرفات مما لا يليق بالمؤمنين
روي عن أبي جعفر عليه السلام : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا زعيم ببيت في الجنة لمن حسَّن خَلقه مع الناس ، وتَركَ الكذبَ في المزاح والجد ، وترك المراء وهو محق ) مشكاة الأنوار للطبرسي ص 138
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( أنا زعيم ببيت في رَبَض الجنة ، وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ، ولمن حسن خلقه ) الخصال للصدوق ص 144 ، وربض الجنة أي نواحيها
وفق الله تعالى الجميع لما فيه رضاه واجتناب سخطه
*****
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين