المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلاوات عراقية


ماي ورد
04-04-2013, 12:00 PM
كلاوات عراقية

قد يجد المتتبع للمسيرة الاجتماعية للشعب العراقي صعوبة بالغة في اقناع عراقين (مثنى العراقي ) على جدوى فكرة ما وعليه ان يبذل قصارى جهده وان ياتي باغلظ الايمان على جدواها كمعتقد فكري او ديني او سياسي وحينها قد تحصل قناعة حقيقية تلامس العقول والقلوب وقد لاتحصل .
لكن لن يجد صعوبة ما في تفنيد أقوال الآخرين من خلال الفيتو الاجتماعي المتيسر بين ايدي الجميع , انه فيتو لايحتاج الى اعتراف دولي بقيمته او بوعيه بل حتى العجائز تتمكن من اعماله اينما تشاء وكيفماء تشاء اضف الى ذلك انه غير مقرون باي ضريبة يمكن ان تكون مؤلمة ويحسب لها حساب نقدي موجع للفؤاد . بكلمة بسيطة يتمكن العراقي على اختلاف انتماءه ان يسطح اكبر فكرة ويمكنه ان يقطع الطريق على أي برنامج سياسي او انتخابي او ديني إنها الجوكر الاجتماعي المسلط على رؤس الجميع سواء كانوا كاذبين ام صادقين .
كلاوات هذه الكلمة بالجمع المزيد بالف وتاء سهلة على كل لسان عراقي انها برهان الشعب العراقي الذي يحتفظ باقيستة المبطنة معه وبكل مقدماته العقلية وهي الحكم في طرح كل قول لايتناسب مع هوى انفسهم او مع واقعهم في ظرفية الصدق .
و يشتهر أهل العراق باستخدام كلمة «كلاوات» التييقابلها لدى بلدان اخرى كلمة «كلك» ولعل الاخيرة ايضا قد سرت للداخل العراقي بفعل التاثير والتاثر من دول الجوار .
والمقصود بالكلاوات اللف والدوران والخداع وعدم المصداقية. كلمة كلاوات تعود الى كلمة «كلاو» وهي من أنواع الجبة أو اللباسالذي يوضع على الرأس. ونقلا عن الكاتب عبدالله السكوتي ان هذه الكلمة أخذتشهرتها بالاشارة الى الحذلقة أو التذاكي عندما رغب تيمور لنك بالكلاو الذيكان يضعه أحد ملوك الهند على رأسه حيث كان مرصعا بالدرر والنفائس فلم يجدطريقة لأخذه منه الا من خلال افتعال تقليد أقنع به ذلك الملك وهو ان منعادة الملوك في المنطقة أن يتبادلوا اللباس الذي يضعونه فوق رؤوسهم كجزء منالبروتوكول، فقدم تيمور للملك الهندي الكلاو الذي كان يلبسه ولم يجدالأخير سبيلا غير العمل بالمثل خشية من بطش تيمور، وعندما أحست حاشية الملكالهندي بالخديعة أخذوا يرددون كلاوات كلاوات، ومنها قد أشهرت هذه الكلمة.
ويبدو ان الشعب العراقي انس كثيرا بهذه الكلمة لكثرة ما اخذ منه ولكثرة مواطن المغلوبية التي مر بها ولكثرة ما استلب من حقوقه حتى اصبحت ترنيمته المفضلة حينما يشعر انه قد فاته الكثير او خدع عن مرامة الذي يبغيه او صرف عن مبغاه الاعلى .ومن نافلة القول يمكننا ان نشير الى ان الكلاوت التي مر بها العراق منذ سقوط صدام الى يومنا هذا قد بلغت درجة التورم حتى افقدت الجميع المصداقية في جدوى الكلاوات نفسها .
وهنا من حقنا ان نتسائل ونحن في خضم الموسم الانتخابي على كثرة الكلاوات الموجودة في هذا الموسم وكثرة الذي يلبسونها حقا , هل تحتفظ الذاكرة العراقية الاجتماعية بمن اخذوا منه كلاوه المرصع ليعطوه كلاو تيمور لنك ؟
ليست هناك مؤشرات لادراك الشعب الفرق بين الكلاوين رغم ان الهندي الذي هو محل تندر العراقين في ادراكه وفهمه قد ادرك ذلك في هوات الزمن السحيقة حيث لا شبكات للتواصل الاجتماعي ولاهم يحزنون , يبدوا اننا امام استغباء كبير بل قل لانظير له واجترار للفشل مع سبق الاصرار والترصد لن ينته يوما ما مادامت الكلاوات باقية ترصع رؤس الاغلبية العاملة في الساحة العراقية ومايزيد الطين بله هو تشابه الالوان والمقاسات حتى نجزم ان هناك عتمة في الرؤيا لدى الجميع في معرفة أي الكلاوات افضل وانفع لكن مما يؤسف له ان انتن هذه الكلاوات تلك التي ترتدي عباءة الله ليطلب بها جلباب الدنيا وحطامها الخاسر
ودمتم .