المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط البيت الأبيض..... أميركا تنتخب عدواً جديداً


رافل الاوسي
04-04-2013, 08:31 PM
سقوط البيت الأبيض..... أميركا تنتخب عدواً جديداً
زياد الدريس
لم تستغرق عملية إسقاط البيت الأبيض أكثر من ١٧ دقيقة فقط، على عكس حسابات المتربصين به، إذ لم تشهد عملية الهجوم تلك المقاومة والممانعة الأميركية الشائعة في أذهان الكون. بطائرة واحدة فقط وثلاث سيارات نفايات مموهة بخزانة أسلحة في داخلها وبعصابة مقاتلين لا يتجاوز عددهم عشرين شخصاً، تمكن الإرهابيون من قتل كل عناصر حراسة البيت الأبيض ثم اقتحامه واختطاف الرئيس الأميركي ونائبه ووزيرة الخارجية، الذين كانوا بداخله في اجتماع مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية.
هكذا دوماً تبدأ الأفلام الأميركية... بتمريغ سمعة القوة الأميركية في التراب، ثم تختم الفيلم بتمريغ سمعة كل مَن سواها حتى المشاهدين في صالة السينما الذين لا يستوعبون سرعة تحولات موازين القوى من الضعف المتهالك في بداية الفيلم إلى القوة الخارقة في نهايته!
لا يأتي فيلم (سقوط البيت الأبيض Olympus Has Fallen) بجديد على صعيد الحبكة الدرامية المنقوعة في الإثارة الهوليودية، خصوصاً عندما يصبح الحديث عن قوة أميركا وجبروتها وهيبتها. يتمحور هذا النمط من الأفلام حول فكرة أساسية مفادها أن أميركا دوماً مستهدفة ومحسودة ويتربص بها الأعداء (مضامين خطاب شرقي!).
سيناريو «العدو والاستهداف والهزيمة المذلّة في البدء ثم الانتصار الأسطوري في الختام» خلطة ثابتة لا تتغير كثيراً، لكن الذي يتغير هو هُويّة (العدو)، الذي يجب أن يكون وحشياً وسافلاً، حتى تبرز إنسانية أميركا ونبلها.
اتخذت أميركا، في أفلامها طوال العقدين الماضيين، العرب والمسلمين عدواً مؤطراً لا تخطئه عين المشاهد «الإسفنجي» في صالات السينما. تفاقمت هذه الصورة العدائية بدرجة أكثر قتامة بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، ما حقق لرأسماليي التمثيل السينمائي والتمثيل السياسي إيرادات عالية، بدأت تنخفض بعد أن بدأت أعراض سبتمبر تزول من الذاكرة الأميركية.
لحسن الحظ أن هذا الكساد في استعداء العرب والمسلمين ربما حدا بصنّاع السينما للبحث عن عدو جديد أكثر طراوة وإنعاشاً للسوق!
في ما قبل العرب والمسلمين كان هناك عدو من تحت جلباب الحرب الباردة، فمن هو العدو الذي سيخرج من جلباب الحرب الاقتصادية؟!
في فيلم (سقوط البيت الأبيض)، الذي يحقق الآن إيرادات عالية في صالات السينما، تختار أميركا أن يكون عدوها هو الإنسان «الكوري»، الكوري الشمالي بالطبع، الذي يريد من خلال احتلاله البيت الأبيض إرغام أميركا على رفع يدها عن كوريا في سبيل إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية التي قسمتها «الإمبريالية» إلى قسمين: شمالي وجنوبي.
الغريب هو تزامن نزول هذا الفيلم في صالات السينما مع التوتر الذي تشهده الآن العلاقات بين الكوريتين واصطفاف الحشود على الحدود بينهما!
هذه المصادفة جعلت الفيلم أكثر مصداقية والتصاقاً بالحدث الآني وبالتالي أكثر مشاهدة وإيراداً، هل هي حقاً «مصادفة»؟!
ما يهمني بالدرجة الأولى في هذا الفيلم، بعيداً من أي تفسيرات لتوقيته العجيب، هو البوادر الملموسة فيه لتحويل بوصلة صناعة «عدو» أميركا.. من العربي إلى الكوري. لن أنسى وضعيتي قبل ستة أعوام حين خرجت من مشاهدة فيلم الرحلة 93 (Flight 93)، كان الناس ينظرون إليّ كأني أحد خاطفي الطائرة. قبل البارحة، تغيّر الوضع تماماً، خرجت من دون نظرات مصوّبة ضدي. كنت أبحث عن مواطن «كوري» معنا في الصالة كي أقدّم له، من تجربتي كعربي مستهدف منذ سنين، وصفة للتماسك أمام النظرات المرتابة فيه، لكني حين وجدت كوريّاً أحسست بعدم الرغبة في الاقتراب منه بوصفه شخصاً غير مريح!
تحالفُ السياسي والتاجر هو الذي يصنع العدو، والإعلامي يصوّب الشاشة في وجهه قبل أن يصوّب العسكري السلاح ليقتله.

س البغدادي
04-04-2013, 11:21 PM
حياكم الله اخي العزيز
طرح موفق رائع جميل واقعي
وددنا لو تعطينا رايك على فحوى طرحك
ودمتم بود

رافل الاوسي
05-04-2013, 10:32 AM
الاخ والاستاذ العزيز البغدادي
سلام عليكم
يبدو ان السينما الامريكية تستقي فكرتها من الدوائر المخابراتية ومن خلال ذلك تقوم بتوجيه الراي العام الامريكي والعالمي واعتقد ان بروز قوى اخرى في العالم جعل هذه السينما اليوم امام تحديات وصياغات اخرى للواقع المطلوب سياسيا وخصوصا مع تنامي بروز التنين الصيني او الكوري الشمالي او الايراني ...
المفارقه هي في البداية والنهاية في الافلام الامريكية فعلا تبدا باسطورة البساطة وتنتهي باسطورة العظمة وهذا مايجري تكريسه عن امريكا في اذهاننا جميعا رغم ذلك نحن لاننكر قوة امريكا وعظمتها وعلو شانها كما يفعل البعض .... تحياتي لك

الرجل الحر
05-04-2013, 07:38 PM
سقوط البيت الأبيض..... أميركا تنتخب عدواً جديداً



زياد الدريس

لم تستغرق عملية إسقاط البيت الأبيض أكثر من ١٧ دقيقة فقط، على عكس حسابات المتربصين به، إذ لم تشهد عملية الهجوم تلك المقاومة والممانعة الأميركية الشائعة في أذهان الكون. بطائرة واحدة فقط وثلاث سيارات نفايات مموهة بخزانة أسلحة في داخلها وبعصابة مقاتلين لا يتجاوز عددهم عشرين شخصاً، تمكن الإرهابيون من قتل كل عناصر حراسة البيت الأبيض ثم اقتحامه واختطاف الرئيس الأميركي ونائبه ووزيرة الخارجية، الذين كانوا بداخله في اجتماع مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية.
هكذا دوماً تبدأ الأفلام الأميركية... بتمريغ سمعة القوة الأميركية في التراب، ثم تختم الفيلم بتمريغ سمعة كل مَن سواها حتى المشاهدين في صالة السينما الذين لا يستوعبون سرعة تحولات موازين القوى من الضعف المتهالك في بداية الفيلم إلى القوة الخارقة في نهايته!
لا يأتي فيلم (سقوط البيت الأبيض Olympus Has Fallen) بجديد على صعيد الحبكة الدرامية المنقوعة في الإثارة الهوليودية، خصوصاً عندما يصبح الحديث عن قوة أميركا وجبروتها وهيبتها. يتمحور هذا النمط من الأفلام حول فكرة أساسية مفادها أن أميركا دوماً مستهدفة ومحسودة ويتربص بها الأعداء (مضامين خطاب شرقي!).
سيناريو «العدو والاستهداف والهزيمة المذلّة في البدء ثم الانتصار الأسطوري في الختام» خلطة ثابتة لا تتغير كثيراً، لكن الذي يتغير هو هُويّة (العدو)، الذي يجب أن يكون وحشياً وسافلاً، حتى تبرز إنسانية أميركا ونبلها.
اتخذت أميركا، في أفلامها طوال العقدين الماضيين، العرب والمسلمين عدواً مؤطراً لا تخطئه عين المشاهد «الإسفنجي» في صالات السينما. تفاقمت هذه الصورة العدائية بدرجة أكثر قتامة بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، ما حقق لرأسماليي التمثيل السينمائي والتمثيل السياسي إيرادات عالية، بدأت تنخفض بعد أن بدأت أعراض سبتمبر تزول من الذاكرة الأميركية.
لحسن الحظ أن هذا الكساد في استعداء العرب والمسلمين ربما حدا بصنّاع السينما للبحث عن عدو جديد أكثر طراوة وإنعاشاً للسوق!
في ما قبل العرب والمسلمين كان هناك عدو من تحت جلباب الحرب الباردة، فمن هو العدو الذي سيخرج من جلباب الحرب الاقتصادية؟!
في فيلم (سقوط البيت الأبيض)، الذي يحقق الآن إيرادات عالية في صالات السينما، تختار أميركا أن يكون عدوها هو الإنسان «الكوري»، الكوري الشمالي بالطبع، الذي يريد من خلال احتلاله البيت الأبيض إرغام أميركا على رفع يدها عن كوريا في سبيل إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية التي قسمتها «الإمبريالية» إلى قسمين: شمالي وجنوبي.
الغريب هو تزامن نزول هذا الفيلم في صالات السينما مع التوتر الذي تشهده الآن العلاقات بين الكوريتين واصطفاف الحشود على الحدود بينهما!
هذه المصادفة جعلت الفيلم أكثر مصداقية والتصاقاً بالحدث الآني وبالتالي أكثر مشاهدة وإيراداً، هل هي حقاً «مصادفة»؟!
ما يهمني بالدرجة الأولى في هذا الفيلم، بعيداً من أي تفسيرات لتوقيته العجيب، هو البوادر الملموسة فيه لتحويل بوصلة صناعة «عدو» أميركا.. من العربي إلى الكوري. لن أنسى وضعيتي قبل ستة أعوام حين خرجت من مشاهدة فيلم الرحلة 93 (Flight 93)، كان الناس ينظرون إليّ كأني أحد خاطفي الطائرة. قبل البارحة، تغيّر الوضع تماماً، خرجت من دون نظرات مصوّبة ضدي. كنت أبحث عن مواطن «كوري» معنا في الصالة كي أقدّم له، من تجربتي كعربي مستهدف منذ سنين، وصفة للتماسك أمام النظرات المرتابة فيه، لكني حين وجدت كوريّاً أحسست بعدم الرغبة في الاقتراب منه بوصفه شخصاً غير مريح!
تحالفُ السياسي والتاجر هو الذي يصنع العدو، والإعلامي يصوّب الشاشة في وجهه قبل أن يصوّب العسكري السلاح ليقتله.

قد يكون الاعلام على ثلاث درجات ..

الاولى درجة متدنية لا تمثل أكثر من مجرد بطاقة تعريف تختص بحزب يمجد تأرخه و سلوكه و يتغنى بحب قائده و يتغزل بألوان قوس قزح في عينيه و هذه متوفرة في الساحة العراقية كأمثلة حية كما هو الحال في قنوات الفرات و آفاق و بلادي ,,

و الثانية هي التي تصنع المشاريع كما هو حال الاعلام القطري المتمثل بالجزيرة ,,

و الدرجة الثالثة و هي الاخطر و التي تصنع الرأي العام كما هو الحال في الاعلام الأميركي الذي يعتبر هو الاعلام الوحيد في العالم القادر على صناعة الرأي العام و قد تنفرد الولايات المتحدة بدون منافس في هذا الامر لحد الآن بل لربما في المستقبل القريب ..

مقالة في منتهى الروعة و فيها من الإلتفاتات الواقعية ما يثري ذهنية الباحث ..

رافل الأوسي .. نقل موفق ,, و أهلاً بقلمك في منتديات أنا شيعي و إلى المزيد من الإبداع بين أقلام إخوتك