مرتضى علي الحلي
06-04-2013, 05:24 PM
: الإنتفاعُ بالإمكان بوجودِ إمام الزمان :
-------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وآله المعصومين
ورد في التوقيعات الشريفة الصادرة من الإمام المهدي:عليه السلام:
ما نصه
( وأما وجهُ الإنتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ،
وإنِّي لأمانُ لأهل الأرض كما أنَّ النجومَ أمانُ لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال
عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علم ما قد كُفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنَّ ذلك فرجكم )
:كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق :ص485.
:1:
إنَّ مفاد ودلالة الحديث أو التوقيع الشريف يتجه بترشحاته الظاهرة والمحسوسة إتجاهاً تكوينيا قد أُخِذَ في وجود وحركة الإمام المهدي
:عليه السلام:
أخذاً ذاتياً وموضوعيّاً ليحدد لنا صورة البعد التكويني في الوجود الشريف والمُبارك لشخص الإمام المهدي المعصوم:عليه السلام:
مُتجلياً في جعلِ الإمام المهدي :عليه السلام: بمثابة الواسطة التكوينية لنزول الفيض الإلهي إلى عالم الإمكان الوجودي وقت الغيبة .
وهو ما يُعبّر عنه في مصطلح الفلسفة العقلانية (ب ما به الوجود )
حيثُ يتوقف نزول الفيض الإلهي على الواسطة والتي تنقل فيض الله تعالى والذي هو الفاعل الحقيقي أو (ما منه الوجود) إلى الخلائق
من هنا جاء التشبيه للأمر المعقول بالأمر المحسوس تقريراً للحقيقة وتقريباً لها .
فالشمس هي مخلوقٌ له آثاره الموجبة مطلقا وإن كانت هي فاعل طبيعي
لا فاعل إختياري كما هو الحال في صورة فعل
الإمام المعصوم المهدي:عليه السلام: والذي هو واقعا فاعلٌ بالإختيار
لا بالإيجاب .
فكيف ما كان فلا الشمس يخلو وجودها الطبيعي من فائدة أو أثر مُدرَك
أو غير مُدرَك .
كذا الحال مع وجود إمامنا المهدي الحاضر الغائب :عليه السلام:
إذ أنَّ وجوده الشريف له آثاره التكوينية والحياتية مُطلقا أحسسنا بها
أم لم نحسس .
الأصلُ أنَّ في وجوده فائدة وحكمة وغرض
وهو ذاته :عليه السلام: يتحرك بإرادة خالقه عز وجل من أول أمره وإلى آخر مستقره المكين .
وهذا يعني أنَّ جريان وحركة ووجود الإمام المهدي :عليه السلام:
هو أمرٌ له غرض وحكمة ومصلحة في نفس أمر واقعها الخاص لاينبغي نكرانه .
:2:
نعم إنَّ الإنتفاع بوجود الإمام المهدي الواقعي هو عام وليس خاصاً بجهة دون أخرى لما في التشبيه من عمومية وإطلاقية وإحاطية وشمولية
حيث أنَّ الشمس تعم المعمورة بآثارها التكوينية وجوديا وحياتيا
فكذا الحال في وجود الإمام المهدي :عليه السلام: في أصل نفعه وبركة وجوده الشريف يعم الإنتفاع والفيض على الجميع .
ولكن يبقى أنَّ من الناس مَنْ لم يلتفت إلى ذلك ومنهم من يلتفت إلى أهمية الإنتفاع بوجوده الشريف شخصاً وعقيدةً .
وهنا يمكن للخاصة من المؤمنين والمُنتَظرين الإنتفاع ببركة وجوده المعاصر والقيِّم ولو بالحد الأدنى من جهة تأمين الإعتقاد به والإعداد له وإستشعار رقابته وولايته وإطلاعه .
:3:
إنَّ مفردة الإحتجاب عن الإنتفاع بالشمس أو بوجود الإمام المهدي
:عليه السلام: هي مفردة تستبطن الإختيار في قرار الإنسان ذاته
فلا يوجد أحدٌ ينكر أنَّ للشمس فوائد تكوينية جمة محسوسة
أو غير محسوسة .
فكذا الحال لايحق للإنسان أن ينكر أهمية وفائدة و مصلحة وجود
الإمام المعصوم في نفس عالمه وواقعه لا أقل أنه إمام الزمان الواجب الإعتقاد به .
وفعلاَّ إنَّ صور إحتجاب الإنسان عن إمام زمانه
قد تتمثل بالجهل والإنكار والإستخفاف وغياب اليقين والوعي والإدراك الحق .
فضلاً عن إرتكاب الذنوب والمعاصي والتي هي مُبعدات ومثبّطات لحركة الإنسان بإتجاه الإيمان بوجود إمام زمانه :عليه السلام:
:4:
لاشكّ في أنَّ الإحتجاب عن إمام الزمان هو أمرٌ فيه ضرر عقدي وفكري وسلوكي.
ذلك كون الإنسان المُنفك في إرتباطه مع المعصوم لامحالة سيتبع الهوى والشيطان وأصحاب الباطل
مما ستظهر عليه آثار سلبية في فكره وسلوكه
كما تظهر آثار الإحتجاب عن الشمس على صاحبها .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
المُنتَظِر لإمام زمانه :عجّلَّ اللهُ تعالى فرجه الشريف
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
-------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمد وآله المعصومين
ورد في التوقيعات الشريفة الصادرة من الإمام المهدي:عليه السلام:
ما نصه
( وأما وجهُ الإنتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ،
وإنِّي لأمانُ لأهل الأرض كما أنَّ النجومَ أمانُ لأهل السماء ، فأغلقوا باب السؤال
عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علم ما قد كُفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنَّ ذلك فرجكم )
:كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق :ص485.
:1:
إنَّ مفاد ودلالة الحديث أو التوقيع الشريف يتجه بترشحاته الظاهرة والمحسوسة إتجاهاً تكوينيا قد أُخِذَ في وجود وحركة الإمام المهدي
:عليه السلام:
أخذاً ذاتياً وموضوعيّاً ليحدد لنا صورة البعد التكويني في الوجود الشريف والمُبارك لشخص الإمام المهدي المعصوم:عليه السلام:
مُتجلياً في جعلِ الإمام المهدي :عليه السلام: بمثابة الواسطة التكوينية لنزول الفيض الإلهي إلى عالم الإمكان الوجودي وقت الغيبة .
وهو ما يُعبّر عنه في مصطلح الفلسفة العقلانية (ب ما به الوجود )
حيثُ يتوقف نزول الفيض الإلهي على الواسطة والتي تنقل فيض الله تعالى والذي هو الفاعل الحقيقي أو (ما منه الوجود) إلى الخلائق
من هنا جاء التشبيه للأمر المعقول بالأمر المحسوس تقريراً للحقيقة وتقريباً لها .
فالشمس هي مخلوقٌ له آثاره الموجبة مطلقا وإن كانت هي فاعل طبيعي
لا فاعل إختياري كما هو الحال في صورة فعل
الإمام المعصوم المهدي:عليه السلام: والذي هو واقعا فاعلٌ بالإختيار
لا بالإيجاب .
فكيف ما كان فلا الشمس يخلو وجودها الطبيعي من فائدة أو أثر مُدرَك
أو غير مُدرَك .
كذا الحال مع وجود إمامنا المهدي الحاضر الغائب :عليه السلام:
إذ أنَّ وجوده الشريف له آثاره التكوينية والحياتية مُطلقا أحسسنا بها
أم لم نحسس .
الأصلُ أنَّ في وجوده فائدة وحكمة وغرض
وهو ذاته :عليه السلام: يتحرك بإرادة خالقه عز وجل من أول أمره وإلى آخر مستقره المكين .
وهذا يعني أنَّ جريان وحركة ووجود الإمام المهدي :عليه السلام:
هو أمرٌ له غرض وحكمة ومصلحة في نفس أمر واقعها الخاص لاينبغي نكرانه .
:2:
نعم إنَّ الإنتفاع بوجود الإمام المهدي الواقعي هو عام وليس خاصاً بجهة دون أخرى لما في التشبيه من عمومية وإطلاقية وإحاطية وشمولية
حيث أنَّ الشمس تعم المعمورة بآثارها التكوينية وجوديا وحياتيا
فكذا الحال في وجود الإمام المهدي :عليه السلام: في أصل نفعه وبركة وجوده الشريف يعم الإنتفاع والفيض على الجميع .
ولكن يبقى أنَّ من الناس مَنْ لم يلتفت إلى ذلك ومنهم من يلتفت إلى أهمية الإنتفاع بوجوده الشريف شخصاً وعقيدةً .
وهنا يمكن للخاصة من المؤمنين والمُنتَظرين الإنتفاع ببركة وجوده المعاصر والقيِّم ولو بالحد الأدنى من جهة تأمين الإعتقاد به والإعداد له وإستشعار رقابته وولايته وإطلاعه .
:3:
إنَّ مفردة الإحتجاب عن الإنتفاع بالشمس أو بوجود الإمام المهدي
:عليه السلام: هي مفردة تستبطن الإختيار في قرار الإنسان ذاته
فلا يوجد أحدٌ ينكر أنَّ للشمس فوائد تكوينية جمة محسوسة
أو غير محسوسة .
فكذا الحال لايحق للإنسان أن ينكر أهمية وفائدة و مصلحة وجود
الإمام المعصوم في نفس عالمه وواقعه لا أقل أنه إمام الزمان الواجب الإعتقاد به .
وفعلاَّ إنَّ صور إحتجاب الإنسان عن إمام زمانه
قد تتمثل بالجهل والإنكار والإستخفاف وغياب اليقين والوعي والإدراك الحق .
فضلاً عن إرتكاب الذنوب والمعاصي والتي هي مُبعدات ومثبّطات لحركة الإنسان بإتجاه الإيمان بوجود إمام زمانه :عليه السلام:
:4:
لاشكّ في أنَّ الإحتجاب عن إمام الزمان هو أمرٌ فيه ضرر عقدي وفكري وسلوكي.
ذلك كون الإنسان المُنفك في إرتباطه مع المعصوم لامحالة سيتبع الهوى والشيطان وأصحاب الباطل
مما ستظهر عليه آثار سلبية في فكره وسلوكه
كما تظهر آثار الإحتجاب عن الشمس على صاحبها .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
المُنتَظِر لإمام زمانه :عجّلَّ اللهُ تعالى فرجه الشريف
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف