الباحث الاكاديمي
07-04-2013, 01:04 PM
احداث الشام قبل خروج السفياني :
النداء على سور دمشق :
في رواية الشيخ الطوسي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، فالزموا الارض وكفوا حتى تروا قادتها ، فإذا خالف الترك الروم ، وكثرت الحروب في الارض ، وينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ...). غيبة الطوسي 441ح432.
ونفس الرواية ساقها ابو عمر الداني بلفظ مقارب عن عمار بن ياسر قال : اذا انسابت عليكم الترك وجهزت الجيوش ... الى ان قال : وينادي مناد على سور دمشق ويلُ للعرب من شر قد اقترب ... السنن الواردة في الفتن 936/4
ان ذلك النداء هو تهديد للمعارضة السورية وذلك التهديد لا يكون الا عند خوف الجهة التي يصدر منها التهديد والتي هي دولة مجاورة لسوريا من استخدام المعارضة السورية للسلاح ضدها. وطبيعة تنجيز ذلك التهديد برجفة الشام التي يقتل فيها قطاعات واسعة من المعارضة تدل على ان الاسلحة المستخدمة من قبل المعارضة هي اسلحة دمار شامل. وفي الواقع ان المقدار الممكن الحصول عليه من اسلحة الدمار الشامل من قبل منظمات غير حكومية هو السلاح الكيمياوي.
وقد سمى المعارضة بالعرب لامرين :
الامر الاول : ان المتبادر للاذهان من لفظ العرب هم اعداء اهل البيت خصوصا وليس عامة العرب ويسند ذلك ما ورد في رواية الرجفة والتي هي العقاب الذي توعدت به الدولة المجاورة لسوريا ( تكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين) (2) .
الامر الثاني : ان يكون عامة العرب او اكثرهم مساندين للمعارضة فيكون اثر تنجيز التهديد ضربة سياسية يتضرر منها جميع العرب المساندين للمعارضة. او ان تكون بعض الجيوش العربية مشاركة في المعركة ضد الحاكم فتتضرر بالضربة.
_________________
(1) هذه الاحداث تكون عند حصول علامة خلع العرب اعنتها والتي سنتطرق لها فيما يأتي.
(2) رواية الرجفة سيتم ذكرها لاحقا.
في الرواية عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الزم الارض ولاتحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك : اختلاف بني فلان ، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة فيها اختلاف كثيرفي كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع ، وراية السفياني. بحار الانوار 52/211
وجاء في رواية البحار 52/212 ( يجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفرج ).
الاصهب : هو حاكم سوريا.
الابقع : هو قائد المعارضة والذي سوف يتم اختياره كقائد لهم بعد الرجفة.
وسنقوم بشرح مفصل لهاتين الشخصيتين في العلامات القادمة.
ان احداث دمشق لابد ان تكون احد احداث خلع العرب اعنتها ففي صحيحة يعقوب السراج: (وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته) الكافي : ج 8 ص 224 - 225 ح258
اي ان الشعوب العربية تقوم بثورات على حكامها تتوج بخلع اؤلئك الحكام ثم تخرج الجماعات المطالبة بالحكم على شكل احزاب ومنظمات وائتلافات وهو المعبر عنه (ورفع كل ذي صيصية صيصيته).
وفي رواية اخرى ( خلع العرب اعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم ) وهو في نفس السياق.الإرشاد / الشيخ المفيد / ج2/ ص368
وكذلك الرواية : ( من كتاب الفتن لنعيم بن حماد » بَابٌ آخَرُ مِنْ عَلامَاتِ الْمَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ
رقم الحديث: 957
(حديث مقطوع) حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : " لا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى لا يَبْقَى قَيْلٌ وَلا ابْنُ قَيْلٍ إِلا هَلَكَ ، وَالْقَيْلُ : الرَّأْسُ
اي لا يبقى حاكم مستبد محتكر للحكم الا هلك وتصور الرواية حال الحكام العرب قبل الظهور المقدس حيث يحكم الاب ثم يحكم الابن من بعده فتثور عليهم شعوبهم فتخلعهم ويستبدلون بأنظمة حاكمة بأرادة الشعوب ( وتملكها البلاد) ولا ريب انه النظام الديمقراطي الذي تعريفه : حكم الشعوب لانفسها.
اختلاف القوى العظمى في الشام والتدخل العسكري فيها :
-----------
في الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال :إذا اختلف الرمحان بالشام ، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام ، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين. فإذا كان ذلك ، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا . فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس ، حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي. (غيبة النعماني 305).
ان الرمحين هنا اشارة الى قوتين عظمتين متصارعتين صراع غير عسكري وهو ما يسمى في العصر الحديث بالحرب الباردة وموضوع اختلافهما الشام وقد اشارت الرواية السابقة (خلع العرب اعنتها ) الى وجود صراع مسلح بين الحاكم والمعارضة الشعبية المسنودة من الدول العربية مما يعني ان هاتين القوتين العظمتين تقف احدهما مع المعارضة والثانية مع الحاكم.
ان ما يدعونا الى الاعتقاد بأن اختلاف الرمحين بالشام المقصود به اختلاف قوتين عظمتين وليس اختلاف القوى الداخلية ( المعارضة والحاكم أو اختلاف الابقع والاصهب ) هو اختلاف الاوضاع في حركة خلع اهل سوريا لحاكمهم عن بقية الاقطار العربية الاخرى والتي خلعت حكامها قبل ذلك والذي نرجح ان يكون بسبب تدخل القوى الخارجية واختلافها على موضوع خلع الحاكم مما يؤدي الى عدم امكانية تغلب احد الطرفين ( الحاكم والمعارضة ).
بل ان الصراع بين القوتين العظمتين يعطينا تصورا الى مدى تأزم الخلاف بين القوتين حتى ان دولة صغيرة مثل سوريا تكون احد الاسباب الرئيسية للنزاع بينهما ورجفة الشام كما يبدو انها مفتاح للحرب العالمية التي يستخدم فيها اشد انواع الاسلحة وهو المعبر عنه بالجزع الاكبر والموت الاحمر او انها تحدث في خضم تلك الحرب على اقل تقدير وان لم تكن هي المسببة الرئيسية لتلك الحرب الطاحنة.
اما الدولة المجاورة التي تقوم بالتهديد لعلها اسرائيل اما من يقوم بتنجيز الضربة فلعلهم الروم كما سيأتي والله تعالى العالم.
ومهما كان سيناريو الضربة وجهة تنجيزها فأنه ليس مهما بقدر اهمية تحقق تلك الضربة وآثارها.
ما بعد رجفة الشام :
---------
إن الروايات لاتتكلم عن دور للجيوش الغربية او الرومية داخل سوريا بعد الضربة ولعل الضربة النووية هي جزء من الحرب العالمية التي ستحدث بين الروم كما اسلفنا. فلا تستطيع تلك الجيوش الغربية ان تدخل الشام بسبب انشغالها بالحرب او لاسباب اخرى كالانهيار الاقتصادي او التعرض لكوارث طبيعية في بلدانهم تجعلهم ينشغلون بأنفسهم او غيرها من الاسباب وان كنا نرجح الحرب العالمية. فيكون ذلك الجيش القادم من المغرب, من مغرب سوريا وهي ارض لبنان وبقرينة الرايات الصفراء يكون هو جيش حزب الله اللبناني.
ويعضد الرأي الاخير ان النظام السوري لايسقط الا بعد قتل السفياني للحاكم الاصهب, وليست القوات الداخلة من المغرب من يقتله مما يعني ان القوات الداخلة من المغرب كما في الرواية, هي قوات حليفة للاصهب وليست قوات محتلة تريد اسقاط حكومة الاصهب.
اما الجزع الاكبر والموت الاحمر فهو اشارة واضحة الى الحرب العالمية وما ستسببه من دمار حتى سمي بالجزع الاكبر وفي هذه العبارة اشارة الى استخدام اشد الاسلحة المدمرة وهي اسلحة الدمار الشامل كما ذكرنا آنفا.
والموت الاحمر اشارة الى القتل الشديد الذي لايفوقه قتل. ومن آثار الضربة حدوث خسف في حرستا وسقوط جانب من مسجد دمشق.
ولعل مسجد دمشق هو مرقد السيدة زينب عليها السلام والله تعالى العالم بحقيقة الامور.
اما السفياني فهو من قوم الاصهب كما سنثبته فيما بعد. وهم الاغلبية الشعبية المؤثرة على الصعيد السياسي وهذا الملعون السفياني تكون بداية حركته في المنطقة التي تدعى الوادي اليابس في الروايات. والوادي اليابس هو المنطقة السورية المحاذية للاردن وتسمى حاليا ( درعا ).
وفي الرواية : في غيبة الطوسي ص278 عن بشر بن غالب مرسلاً قال: ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب وهو صاحب القوم).
فيدخل السفياني الى سوريا في منطقة درعا وذلك لان انصاره من الضباط المنشقين عن جيش الاصهب كما دلت بعض الروايات متمركزين هناك وبعد ان تحدث الضربة النووية يبدأ حركته.
وقبل حدوث الضربة النووية وفناء المعارضة وضعف قوة الابقع لن يتمكن السفياني من الخروج وذلك لتمركز جيش الابقع في منطقة درعا وبقية المدن السورية ما خلا دمشق واللاذقية والتي تكون بيد الحاكم الاصهب. وبالرغم من كون اللاذقية هي موطن مؤيدي السفياني من قومه الا انها تكون آنذاك بيد الحاكم الاصهب.
وفي الروايتين المتقدمتين:
(ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ) البحار : 52/211
(ويجيؤكم الصوت من ناحية دمشق بالفرج ). البحار:52/212
ان هذا الصوت المذكور لابد انه رجفة الشام لان الرجفة حلت محل الصوت في رواية اختلاف الرمحان بالشام.
ولما كانت العلامات المحتومة نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا, فأن هذا الصوت او الرجفة ستكون اول العلامات التي تبشر بقرب الظهور المقدس حيث يخرج بعدها السفياني في رجب ويقاتل ستة اشهر ليعيد تجميع كور الشام الخمس والتي انفصلت عن حكم المركز بسبب احداث الصراع بين المعارضة والحاكم الاصهب ثم يخرج الى العراق ويخرج حينها اليماني والخراساني ثم تتتابع العلامات حتى الظهور المقدس.
في العلامة القادمة سوف نبين ماهية العمل العسكري ( الرجفة ) والتي سيتبين انها ضربة نووية وقد ذهب هذا المذهب سماحة الشيخ جلال الدين الصغير من تأويل الرجفة بالضربة النووية في كتابه علامات الظهور ج2.
النداء على سور دمشق :
في رواية الشيخ الطوسي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، فالزموا الارض وكفوا حتى تروا قادتها ، فإذا خالف الترك الروم ، وكثرت الحروب في الارض ، وينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ...). غيبة الطوسي 441ح432.
ونفس الرواية ساقها ابو عمر الداني بلفظ مقارب عن عمار بن ياسر قال : اذا انسابت عليكم الترك وجهزت الجيوش ... الى ان قال : وينادي مناد على سور دمشق ويلُ للعرب من شر قد اقترب ... السنن الواردة في الفتن 936/4
ان ذلك النداء هو تهديد للمعارضة السورية وذلك التهديد لا يكون الا عند خوف الجهة التي يصدر منها التهديد والتي هي دولة مجاورة لسوريا من استخدام المعارضة السورية للسلاح ضدها. وطبيعة تنجيز ذلك التهديد برجفة الشام التي يقتل فيها قطاعات واسعة من المعارضة تدل على ان الاسلحة المستخدمة من قبل المعارضة هي اسلحة دمار شامل. وفي الواقع ان المقدار الممكن الحصول عليه من اسلحة الدمار الشامل من قبل منظمات غير حكومية هو السلاح الكيمياوي.
وقد سمى المعارضة بالعرب لامرين :
الامر الاول : ان المتبادر للاذهان من لفظ العرب هم اعداء اهل البيت خصوصا وليس عامة العرب ويسند ذلك ما ورد في رواية الرجفة والتي هي العقاب الذي توعدت به الدولة المجاورة لسوريا ( تكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين) (2) .
الامر الثاني : ان يكون عامة العرب او اكثرهم مساندين للمعارضة فيكون اثر تنجيز التهديد ضربة سياسية يتضرر منها جميع العرب المساندين للمعارضة. او ان تكون بعض الجيوش العربية مشاركة في المعركة ضد الحاكم فتتضرر بالضربة.
_________________
(1) هذه الاحداث تكون عند حصول علامة خلع العرب اعنتها والتي سنتطرق لها فيما يأتي.
(2) رواية الرجفة سيتم ذكرها لاحقا.
في الرواية عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : الزم الارض ولاتحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك : اختلاف بني فلان ، ومناد ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة ، فتلك السنة فيها اختلاف كثيرفي كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض تخرب الشام ، يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع ، وراية السفياني. بحار الانوار 52/211
وجاء في رواية البحار 52/212 ( يجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفرج ).
الاصهب : هو حاكم سوريا.
الابقع : هو قائد المعارضة والذي سوف يتم اختياره كقائد لهم بعد الرجفة.
وسنقوم بشرح مفصل لهاتين الشخصيتين في العلامات القادمة.
ان احداث دمشق لابد ان تكون احد احداث خلع العرب اعنتها ففي صحيحة يعقوب السراج: (وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته) الكافي : ج 8 ص 224 - 225 ح258
اي ان الشعوب العربية تقوم بثورات على حكامها تتوج بخلع اؤلئك الحكام ثم تخرج الجماعات المطالبة بالحكم على شكل احزاب ومنظمات وائتلافات وهو المعبر عنه (ورفع كل ذي صيصية صيصيته).
وفي رواية اخرى ( خلع العرب اعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم ) وهو في نفس السياق.الإرشاد / الشيخ المفيد / ج2/ ص368
وكذلك الرواية : ( من كتاب الفتن لنعيم بن حماد » بَابٌ آخَرُ مِنْ عَلامَاتِ الْمَهْدِيِّ فِي خُرُوجِهِ
رقم الحديث: 957
(حديث مقطوع) حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ : " لا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى لا يَبْقَى قَيْلٌ وَلا ابْنُ قَيْلٍ إِلا هَلَكَ ، وَالْقَيْلُ : الرَّأْسُ
اي لا يبقى حاكم مستبد محتكر للحكم الا هلك وتصور الرواية حال الحكام العرب قبل الظهور المقدس حيث يحكم الاب ثم يحكم الابن من بعده فتثور عليهم شعوبهم فتخلعهم ويستبدلون بأنظمة حاكمة بأرادة الشعوب ( وتملكها البلاد) ولا ريب انه النظام الديمقراطي الذي تعريفه : حكم الشعوب لانفسها.
اختلاف القوى العظمى في الشام والتدخل العسكري فيها :
-----------
في الحديث المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ، قال :إذا اختلف الرمحان بالشام ، لم تنجل إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام ، يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين. فإذا كان ذلك ، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة ، والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر . فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا . فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الاكباد من الوادي اليابس ، حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي. (غيبة النعماني 305).
ان الرمحين هنا اشارة الى قوتين عظمتين متصارعتين صراع غير عسكري وهو ما يسمى في العصر الحديث بالحرب الباردة وموضوع اختلافهما الشام وقد اشارت الرواية السابقة (خلع العرب اعنتها ) الى وجود صراع مسلح بين الحاكم والمعارضة الشعبية المسنودة من الدول العربية مما يعني ان هاتين القوتين العظمتين تقف احدهما مع المعارضة والثانية مع الحاكم.
ان ما يدعونا الى الاعتقاد بأن اختلاف الرمحين بالشام المقصود به اختلاف قوتين عظمتين وليس اختلاف القوى الداخلية ( المعارضة والحاكم أو اختلاف الابقع والاصهب ) هو اختلاف الاوضاع في حركة خلع اهل سوريا لحاكمهم عن بقية الاقطار العربية الاخرى والتي خلعت حكامها قبل ذلك والذي نرجح ان يكون بسبب تدخل القوى الخارجية واختلافها على موضوع خلع الحاكم مما يؤدي الى عدم امكانية تغلب احد الطرفين ( الحاكم والمعارضة ).
بل ان الصراع بين القوتين العظمتين يعطينا تصورا الى مدى تأزم الخلاف بين القوتين حتى ان دولة صغيرة مثل سوريا تكون احد الاسباب الرئيسية للنزاع بينهما ورجفة الشام كما يبدو انها مفتاح للحرب العالمية التي يستخدم فيها اشد انواع الاسلحة وهو المعبر عنه بالجزع الاكبر والموت الاحمر او انها تحدث في خضم تلك الحرب على اقل تقدير وان لم تكن هي المسببة الرئيسية لتلك الحرب الطاحنة.
اما الدولة المجاورة التي تقوم بالتهديد لعلها اسرائيل اما من يقوم بتنجيز الضربة فلعلهم الروم كما سيأتي والله تعالى العالم.
ومهما كان سيناريو الضربة وجهة تنجيزها فأنه ليس مهما بقدر اهمية تحقق تلك الضربة وآثارها.
ما بعد رجفة الشام :
---------
إن الروايات لاتتكلم عن دور للجيوش الغربية او الرومية داخل سوريا بعد الضربة ولعل الضربة النووية هي جزء من الحرب العالمية التي ستحدث بين الروم كما اسلفنا. فلا تستطيع تلك الجيوش الغربية ان تدخل الشام بسبب انشغالها بالحرب او لاسباب اخرى كالانهيار الاقتصادي او التعرض لكوارث طبيعية في بلدانهم تجعلهم ينشغلون بأنفسهم او غيرها من الاسباب وان كنا نرجح الحرب العالمية. فيكون ذلك الجيش القادم من المغرب, من مغرب سوريا وهي ارض لبنان وبقرينة الرايات الصفراء يكون هو جيش حزب الله اللبناني.
ويعضد الرأي الاخير ان النظام السوري لايسقط الا بعد قتل السفياني للحاكم الاصهب, وليست القوات الداخلة من المغرب من يقتله مما يعني ان القوات الداخلة من المغرب كما في الرواية, هي قوات حليفة للاصهب وليست قوات محتلة تريد اسقاط حكومة الاصهب.
اما الجزع الاكبر والموت الاحمر فهو اشارة واضحة الى الحرب العالمية وما ستسببه من دمار حتى سمي بالجزع الاكبر وفي هذه العبارة اشارة الى استخدام اشد الاسلحة المدمرة وهي اسلحة الدمار الشامل كما ذكرنا آنفا.
والموت الاحمر اشارة الى القتل الشديد الذي لايفوقه قتل. ومن آثار الضربة حدوث خسف في حرستا وسقوط جانب من مسجد دمشق.
ولعل مسجد دمشق هو مرقد السيدة زينب عليها السلام والله تعالى العالم بحقيقة الامور.
اما السفياني فهو من قوم الاصهب كما سنثبته فيما بعد. وهم الاغلبية الشعبية المؤثرة على الصعيد السياسي وهذا الملعون السفياني تكون بداية حركته في المنطقة التي تدعى الوادي اليابس في الروايات. والوادي اليابس هو المنطقة السورية المحاذية للاردن وتسمى حاليا ( درعا ).
وفي الرواية : في غيبة الطوسي ص278 عن بشر بن غالب مرسلاً قال: ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب وهو صاحب القوم).
فيدخل السفياني الى سوريا في منطقة درعا وذلك لان انصاره من الضباط المنشقين عن جيش الاصهب كما دلت بعض الروايات متمركزين هناك وبعد ان تحدث الضربة النووية يبدأ حركته.
وقبل حدوث الضربة النووية وفناء المعارضة وضعف قوة الابقع لن يتمكن السفياني من الخروج وذلك لتمركز جيش الابقع في منطقة درعا وبقية المدن السورية ما خلا دمشق واللاذقية والتي تكون بيد الحاكم الاصهب. وبالرغم من كون اللاذقية هي موطن مؤيدي السفياني من قومه الا انها تكون آنذاك بيد الحاكم الاصهب.
وفي الروايتين المتقدمتين:
(ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ) البحار : 52/211
(ويجيؤكم الصوت من ناحية دمشق بالفرج ). البحار:52/212
ان هذا الصوت المذكور لابد انه رجفة الشام لان الرجفة حلت محل الصوت في رواية اختلاف الرمحان بالشام.
ولما كانت العلامات المحتومة نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا, فأن هذا الصوت او الرجفة ستكون اول العلامات التي تبشر بقرب الظهور المقدس حيث يخرج بعدها السفياني في رجب ويقاتل ستة اشهر ليعيد تجميع كور الشام الخمس والتي انفصلت عن حكم المركز بسبب احداث الصراع بين المعارضة والحاكم الاصهب ثم يخرج الى العراق ويخرج حينها اليماني والخراساني ثم تتتابع العلامات حتى الظهور المقدس.
في العلامة القادمة سوف نبين ماهية العمل العسكري ( الرجفة ) والتي سيتبين انها ضربة نووية وقد ذهب هذا المذهب سماحة الشيخ جلال الدين الصغير من تأويل الرجفة بالضربة النووية في كتابه علامات الظهور ج2.