هامة التطبير
11-04-2013, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13336205571.jpg (http://c.shia4up.net/)
يا علي لا يبغضك إلا إبن زنا !!
الحافظ ابن الجزري: مشهور من قبل وإلى اليوم معروف ما أبغض عليّاً إلّا ولد زنا.
من مختصّات الفاروق الأعظم أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
قال النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله: لو أنّ الغياض أقلام، والبحار مداد، والجن حسّاب، والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل علي ابن أبي طالب.
صدق رسولنا الأعظم صلّى الله عليه وآله، ففضائل أمير المؤمنين عليه السلام لا تُحصى كما أنّ مختصّاته لا تُعدّ ولا تُحصى أيضاً، ومن هذه المختصّات ما سنناقشه في هذا البحث.
قال ابن الجزري الشافعي(*) (833 هـ) :
"أخبرنا الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن الحسن الحنبلي القاضي في جماعة من آخرين مشافهة عن الإمام القاضي سليمان بن حمزة الدمشقي أن محمد بن فتيان البغدادي في كتابه أنا الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ أنا أبو سعد محمد بن الهيثم أنا أبو علي الطهراني ثنا أحمد بن موسى ثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب ثنا أحمد بن الحسن الخزاز ثنا أبي ثنا حصين بن مخارق عن زيد بن عطاء بن السائب عن أبيه عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منّا وأنه لغير رشده.
قوله لِغَيْرِ رِشْدِهِ هو بكسر الراء وإسكان الشين المعجمة أي ولد زنا وهذا مشهور من قبل وإلى اليوم معروف أنه ما يبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد زنا، وروينا ذلك أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم عليا رضي الله عنه فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا. قوله نبور بالنون والباء الموحدة وبالراء أي نختبر ونمتحن"(1).
نلاحظ أنّ الحافظ ابن الجزري، قال: "هذا مشهور من قبل وإلى اليوم معروف أنه ما يبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد زنا"، يعني أنّ هذا أمر مسلّم به كان يعتقده هو ومشهور بين الناس، فأصبح حب علي بن أبي طالب عليه السلام هو المقياس والمحكّ الذي من خلاله يُعرف به ابن الحلال، المولود من طُهر، وابن الزنا المولود من حرام، ولا شكّ أو ريب بأنّ هذه الخصيصة لم تكن لأحد من قبل ولا من بعد إلاّ أمير المؤمين علي بن أبي طالب عليه السلام لذلك نرى الشاعر صفي الدين الحلّي(2) -رحمه الله- يقول وما أحسن قوله:
أمير المؤمنين أراك لمـــا * ذكرتك عند ذي ثقة صغى لي
وإن كررت ذكرك عند نغل * تكدّر سرّه وبغى قتالي
فصرت إذا شككت بأصل امرئ * ذكرتك بالجميل من الخصال
فها أنا قد خبرت بك البرايــا * فأنت محك أولاد الحلال
والحديث الذي أورده ابن الجزري له طرق وشواهد عدّة، منها:
- روى الحاكم الحسكاني (القرن الخامس الهجري) بسنده:
"عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أبصر برجل ساجد راكع متطوع متضرع فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته؟
فقال: هذا الذي أخرج أباكم آدم من الجنة فمضى إليه علي غير مكترث فهزه هزا أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله. فقال: إنك لن تقدر على ذلك، إن لي أجلا معلوما من عند ربي، مالك تريد قتلي؟ فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي في رحم أمه قبل أن يسبق نطفة أبيه، ولقد شاركت مبغضك في الأموال والأولاد، وهو قول الله تعالى في محكم كتابه: "وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صدقك والله يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحيا، ولا من الأنصار إلا يهوديا، ولا من العرب إلا دعيا ولا من سائر الناس إلا شقيا، ولا من النساء إلا سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها.
ثم أطرق مليا فقال: معاشر الأنصار اغدو أولادكم على محبة علي. قال جابر: كنا نبور أولادنا في وقعة الحرة [كذا] بحب علي فمن أحبه علمنا أنه من أولادنا، ومن أبغضه أشفينا منه"(3).
- روى ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) بسنده:
"عن جابر قال: كنا نعرف المنافقين ببغض علي بن أبي طالب قال ونا حصين عن زيد بن عطاء بن السائب عن أبيه عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه قال: كنّا (ننور)(5) أولادنا بحب علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منّا وأنه لغير رشده"(4).
- قال ابن الأثير الجزري (606 هـ) :
"ومنه الحديث كنا نبور أولادنا بحب علي رضي الله عنه"(6).
- قال ابن منظور(711 هـ) :
"ومنه الحديث: كنا نبور أولادنا بحب علي عليه السلام"(7).
- روى الخطيب البغدادي (463هـ) بسنده :
"عن مجاهد عن ابن عباس، قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة.
قال: فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "لعنت" أو قال "خزيت" - شك إسحاق- قال فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟
قال: " أوما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم.
قال: هذا إبليس فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه. وقال: يا رسول الله أقتله؟
قال: أوما علمت أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم؟ قال فتركه من يده، فوقف ناحية ثم قال: مالي ولك يا ابن أبي طالب!
والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه. اقرأ ما قاله الله تعالى: *(وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)*
قال ابن عباس: ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لقد عرض لي في الصلاة فأخذت بحلقه فخنقته فإني لأجد برد لسانه على ظهر كفي، ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطا بالسارية تنظرون إليه.
إسناد هذا الحديث حسن، ورجاله كلهم ثقات إلا ابن أبي الأزهر، والقصة الأولى منكرة جدا من هذا الطريق، وإنما نحفظها بإسناد آخر واه"(8).
- وهذه الرواية روى مثلها السيد ابن طاووس (644 هـ) لكن بإسناد آخر:
"عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن سعد بن أبي وقاص قال: بينما نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وآله معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة! فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: (لعنت) أو (خزيت). فشك سعد. فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أوما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: هذا إبليس.
فوثب علي عليه السلام من مكانه وأخذ بناصيته وجذبه عن مكانه، ثم قال : أقتله يا رسول الله، قال: أو ما علمت يا علي. أنه قد أجل إلى يوم الوقت المعلوم؟ فجذبه من يده ووقف وقال: ما لي ولك يا بن أبي طالب، والله ما يبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه"(9).
- أبي بكر بن مردويه الأصفهاني (410 هـ)، روى بسنده:
"عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد، قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: قال أنس بن مالك:
ما كنّا نعرف الرجل لغير أبيه إلّا ببغض علي بن أبي طالب"(10).
- وروى ابن مردويه أيضا:
"عن أنس – في حديث-: كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه، ثمّ يقف علي طريق علي عليه السلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه: يا بنيّ، تحب ذلك الرجل؟ فإن قال: نعم، قبله. وإن قال: لا، طرق به الأرض، وقال له: إلحق بأمّك"(11).
- قال ابن حجر الهيتمي المكّي (974هـ) :
" أخرج أبو الشيخ والديلمي: من لم يعرف حقّ عترتي (والأنصار والعرب)(12) فهو لإحدى ثلاث، إمّا منافق وإمّا ولد زانية، وإمّا امرؤ حملت به أمّه في غير طُهْر"(13).
ومن مصادر الإماميّة (رضي الله عنهم) توجد روايات مستفيضة في أنّ المبغض لأمير المؤمنين عليه السلام مشكوك في صحّة ولادته، وسنقتصر على ما أورده المحدّث الشيخ الصدوق (381 هـ)، في كتابه "علل الشرائع" وهي تحت باب "في أنّ علّة محبة أهل البيت عليهم السلام طيب الولادة وإن علّة بعضهم خبث الولادة"(14)
وسنحذف الإسناد رجاء عدم الإطالة:
- "عن الحسين بن زيد عن الصادق أبى عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم قيل وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة ولا يحبنا إلا مؤمن طابت ولادته".
- "عن محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن غير واحد عن ابن جعفر عليه السلام قال:
من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادي النعم قيل وما بادي النعم قال طيب المولد".
- "عن أبي زياد الهندي عن عبيد الله بن صالح عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنه لا يحبنا الا مؤمن طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته".
- "عن أبي الزبير المكي قال:
رأيت جابرا متوكيا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: على خير البشر فمن أبى فقد كفر يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبى فانظروا في شأن أمه".
- عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لأمه فإنها لم تخن أباه".
- "عن إبراهيم القرشي قال:
كنا عند أم سلمة رضي الله عنها فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام لا يبغضكم إلا ثلاثة ولد زنا ومنافق ومن حملت به أمه وهي حائض".
- "عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
كنا بمنى مع رسول الله إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع فقلنا يا رسول الله ما أحسن صلاته فقال عليه السلام هو الذي أخرج أباكم من الجنة فمضى إليه علي عليه السلام غير مكترث فهزه هزة ادخل أضلاعه اليمنى في اليسرى، واليسرى في اليمنى، ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله فقال: لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي مالك تريد قتلي فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد وهو قول الله عز وجل في محكم كتابه (وشاركهم في الأموال والأولاد) قال النبي صلى الله عليه وآله صدق يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحي، ولا من الأنصار إلا يهودي، ولا من العرب إلا دعي، ولا من سائر الناس إلا شقي، ولا من السناء إلا سلقلقية - وهي التي تحيض من دبرها - ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: معاشر الأنصار اعرضوا أولادكم على محبة علي فإن أجابوا فهم منكم وان أبوا فليسوا منكم، قال جابر بن عبد الله: فكنا نعرض حب على عليه السلام على أولادنا فمن أحب عليا علمنا أنه من أولادنا ومن أبغض عليا انتفينا منه".
- "حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال:
قال أبو أيوب الأنصاري اعرضوا حب علي على أولادكم، فمن أحبه فهو منكم، ومن لم يحبه فاسألوا أمه من أين جاءت به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمه وهي طامث".
وأخيرا . . . لا نقول إلّا قول شاعرنا، صفي الدين الحلّي – رحمه الله تعالى- :
أمير المؤمنين أراك لمـــا * ذكرتك عند ذي ثقة صغى لي
وإن كرّرت ذكرك عند نغل * تكدّر سرّه وبغى قتالي
فصرت إذا شككت بأصل امرئ * ذكرتك بالجميل من الخصال
فها أنا قد خبرت بك البرايــا * فأنت محك أولاد الحلال
والحمد لله ربّ العالمين ،،،
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
====
المصادر:
(*) هو الحافظ المقرىء شيخ الإقراء في زمانه شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي الشافعي. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية. وسمع من أصحاب الفخر بن البخاري وبرع في القراءات ودخل الروم فاتصل بملكها أبى يزيد عثمان فأكرمه وانتفع به أهل الروم وقتل ملكها اتصل ابن الجرزي بتيمور ودخل بلاد العجم وولي قضاء شيراز وانتفع به أهلها في القراءات والحديث وكان إماماً في الحديث والقراءات لا نظير له في عصره في الدنيا حافظاً للحديث. ألف النشر في القراءات العشر لم يصنف مثله وله أشياء أخر وتخاريج في الحديث وعمل جيد وصفه الحافظ ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من "الدر الكامنة" (انظر: طبقات الحفّاظ للسيوطي: ص543 – 544؛ شذرات الذهب لإبن العماد: 7/ 204 – 206؛ البدر الطالع للشوكاني: 2/257 – 259؛ الضوء اللامع للسخاوي: 9/255 – 258 ترجمة 608؛ هدية العارفين للبغدادي: 2/ 187 – 188).
(1) ابن الجزري الشافعي شمس الدين محمد بن محمد، مناقب الأسد الغالب مُمزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب، تحقيق طارق الطنطاوي، (القاهرة، مكتبة القرآن، لا ت)، ص8، حديث رقم 11.
(2) الشيخ صفي الدين عبد العزيز بن سرايا بن أبي الحسن علي الطائي السنبسي، أديب معروف، اشتهر بمحسناته البديعيّة ولد في الحلّة سنة 677هـ ونشأ بها، وتوفي ببغداد سنة 750هـ أو 752 هـ (انظر: الشاكري، علي في الكتاب والسنّة والأدب، 4/ 255؛ الأمين، أعيان الشيعة، 8/ 19).
(3) الحاكم الحسكاني عبيد الله بن أحمد الحنفي، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السلام، تحقيق محمّد باقر المحمودي، (الطبعة الأولى، إيران، مؤسسة الطبع والنشر، 1411/ 1990)، ج1، ص447 – 449.
(4) أقول: هذا إما تصحيف أو تحريف والصحيح "نبور"، من خلال قرينتين: أما الأولى لأن روايتي ابن الجزري والحاكم الحسكاني جاءت بـ "نبور" وأيضا بالرجوع إلى المعاجم اللغوية نرى أنّ كلمة "نبور" تعني نختبر ونمتحن، وثانياً سياق الرواية لا يستقيم إلا بكلمة (نبور) بقرينة ذيل الرواية وهي "علمنا أنه ليس منا".
(5) أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، (الطبعة الأولى، بيروت، دار الفكر، 1417/ 1996)، ج42، ص287، ترجمة علي بن أبي طالب برقم 4933.
(6) أبي السعادات محمد بن محمد بن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، (الطبعة الرابعة، إيران، مؤسسة إسماعيليان، 1374 شمسي)، ج1، ص161، باب الباء مع الواو.
(7) محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق علي شيري، (بيروت، دار الفكر، 1414/ 1994)، ج6، ص118.
(8) أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، (الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417/ 1997)، ج4، ص56 – 57.
(9) رضيّ الدين علي بن طاووس الحلّي، اليقين باختصاص مولانا علي (ع) بإمرة المؤمنين، تحقيق الأنصاري، (الطبعة الأولى، إيران، دار الكتاب، 1413هـ)، ص265.
(10) أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصفهاني، مناقب علي بن أبي طالب وما نزل من القرآن في علي، تحقيق عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، (الطبعة الثانية، إيران، دار الحديث، 1424هـ)، ص76، رواية رقم 56.
(11) المصدر نفسه: ص77، رواية رقم 58.
(12) نعتقد أنّ هذه الزيادة لا تستقيم مع الحديث، بلحاظ الأحاديث التي أوردناها والتي كان العرب ومنهم الأنصار يبورون أولادهم بحبّ علي بن أبي طالب؛ فالصحيح أنّها من مختصّات أهل البيت عليهم السلام ولا يشاركهم فيها أحد.
(13) أحمد بن حجر الهيتمي المكّي، الصواعق المحرقة في الرّد على أهل البدع والزندقة، (تركيا، مطبعة الحقيقة، 1424/ 2003)، ص242.
(14) محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي الصدوق، علل الشرائع، (العراق، المكتبة الحيدرية، 1386/ 1966)، ج1، ص141.
ونسألكم الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13336205571.jpg (http://c.shia4up.net/)
يا علي لا يبغضك إلا إبن زنا !!
الحافظ ابن الجزري: مشهور من قبل وإلى اليوم معروف ما أبغض عليّاً إلّا ولد زنا.
من مختصّات الفاروق الأعظم أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
قال النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله: لو أنّ الغياض أقلام، والبحار مداد، والجن حسّاب، والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل علي ابن أبي طالب.
صدق رسولنا الأعظم صلّى الله عليه وآله، ففضائل أمير المؤمنين عليه السلام لا تُحصى كما أنّ مختصّاته لا تُعدّ ولا تُحصى أيضاً، ومن هذه المختصّات ما سنناقشه في هذا البحث.
قال ابن الجزري الشافعي(*) (833 هـ) :
"أخبرنا الإمام العلامة شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن الحسن الحنبلي القاضي في جماعة من آخرين مشافهة عن الإمام القاضي سليمان بن حمزة الدمشقي أن محمد بن فتيان البغدادي في كتابه أنا الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ أنا أبو سعد محمد بن الهيثم أنا أبو علي الطهراني ثنا أحمد بن موسى ثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب ثنا أحمد بن الحسن الخزاز ثنا أبي ثنا حصين بن مخارق عن زيد بن عطاء بن السائب عن أبيه عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منّا وأنه لغير رشده.
قوله لِغَيْرِ رِشْدِهِ هو بكسر الراء وإسكان الشين المعجمة أي ولد زنا وهذا مشهور من قبل وإلى اليوم معروف أنه ما يبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد زنا، وروينا ذلك أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ولفظه كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم عليا رضي الله عنه فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه عرفنا أنه ليس منا. قوله نبور بالنون والباء الموحدة وبالراء أي نختبر ونمتحن"(1).
نلاحظ أنّ الحافظ ابن الجزري، قال: "هذا مشهور من قبل وإلى اليوم معروف أنه ما يبغض عليا رضي الله عنه إلا ولد زنا"، يعني أنّ هذا أمر مسلّم به كان يعتقده هو ومشهور بين الناس، فأصبح حب علي بن أبي طالب عليه السلام هو المقياس والمحكّ الذي من خلاله يُعرف به ابن الحلال، المولود من طُهر، وابن الزنا المولود من حرام، ولا شكّ أو ريب بأنّ هذه الخصيصة لم تكن لأحد من قبل ولا من بعد إلاّ أمير المؤمين علي بن أبي طالب عليه السلام لذلك نرى الشاعر صفي الدين الحلّي(2) -رحمه الله- يقول وما أحسن قوله:
أمير المؤمنين أراك لمـــا * ذكرتك عند ذي ثقة صغى لي
وإن كررت ذكرك عند نغل * تكدّر سرّه وبغى قتالي
فصرت إذا شككت بأصل امرئ * ذكرتك بالجميل من الخصال
فها أنا قد خبرت بك البرايــا * فأنت محك أولاد الحلال
والحديث الذي أورده ابن الجزري له طرق وشواهد عدّة، منها:
- روى الحاكم الحسكاني (القرن الخامس الهجري) بسنده:
"عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ أبصر برجل ساجد راكع متطوع متضرع فقلنا : يا رسول الله ما أحسن صلاته؟
فقال: هذا الذي أخرج أباكم آدم من الجنة فمضى إليه علي غير مكترث فهزه هزا أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله. فقال: إنك لن تقدر على ذلك، إن لي أجلا معلوما من عند ربي، مالك تريد قتلي؟ فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي في رحم أمه قبل أن يسبق نطفة أبيه، ولقد شاركت مبغضك في الأموال والأولاد، وهو قول الله تعالى في محكم كتابه: "وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا" فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: صدقك والله يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحيا، ولا من الأنصار إلا يهوديا، ولا من العرب إلا دعيا ولا من سائر الناس إلا شقيا، ولا من النساء إلا سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها.
ثم أطرق مليا فقال: معاشر الأنصار اغدو أولادكم على محبة علي. قال جابر: كنا نبور أولادنا في وقعة الحرة [كذا] بحب علي فمن أحبه علمنا أنه من أولادنا، ومن أبغضه أشفينا منه"(3).
- روى ابن عساكر الدمشقي (571 هـ) بسنده:
"عن جابر قال: كنا نعرف المنافقين ببغض علي بن أبي طالب قال ونا حصين عن زيد بن عطاء بن السائب عن أبيه عن الوليد بن عبادة بن الصامت عن أبيه قال: كنّا (ننور)(5) أولادنا بحب علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحدا لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منّا وأنه لغير رشده"(4).
- قال ابن الأثير الجزري (606 هـ) :
"ومنه الحديث كنا نبور أولادنا بحب علي رضي الله عنه"(6).
- قال ابن منظور(711 هـ) :
"ومنه الحديث: كنا نبور أولادنا بحب علي عليه السلام"(7).
- روى الخطيب البغدادي (463هـ) بسنده :
"عن مجاهد عن ابن عباس، قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة.
قال: فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "لعنت" أو قال "خزيت" - شك إسحاق- قال فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله؟
قال: " أوما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم.
قال: هذا إبليس فوثب إليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه. وقال: يا رسول الله أقتله؟
قال: أوما علمت أنه قد أجل إلى الوقت المعلوم؟ قال فتركه من يده، فوقف ناحية ثم قال: مالي ولك يا ابن أبي طالب!
والله ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه. اقرأ ما قاله الله تعالى: *(وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ)*
قال ابن عباس: ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لقد عرض لي في الصلاة فأخذت بحلقه فخنقته فإني لأجد برد لسانه على ظهر كفي، ولولا دعوة أخي سليمان لأريتكموه مربوطا بالسارية تنظرون إليه.
إسناد هذا الحديث حسن، ورجاله كلهم ثقات إلا ابن أبي الأزهر، والقصة الأولى منكرة جدا من هذا الطريق، وإنما نحفظها بإسناد آخر واه"(8).
- وهذه الرواية روى مثلها السيد ابن طاووس (644 هـ) لكن بإسناد آخر:
"عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن سعد بن أبي وقاص قال: بينما نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وآله معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة! فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: (لعنت) أو (خزيت). فشك سعد. فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أوما تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم. قال: هذا إبليس.
فوثب علي عليه السلام من مكانه وأخذ بناصيته وجذبه عن مكانه، ثم قال : أقتله يا رسول الله، قال: أو ما علمت يا علي. أنه قد أجل إلى يوم الوقت المعلوم؟ فجذبه من يده ووقف وقال: ما لي ولك يا بن أبي طالب، والله ما يبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه"(9).
- أبي بكر بن مردويه الأصفهاني (410 هـ)، روى بسنده:
"عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد، قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت مالك بن أنس يقول: قال أنس بن مالك:
ما كنّا نعرف الرجل لغير أبيه إلّا ببغض علي بن أبي طالب"(10).
- وروى ابن مردويه أيضا:
"عن أنس – في حديث-: كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه، ثمّ يقف علي طريق علي عليه السلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه: يا بنيّ، تحب ذلك الرجل؟ فإن قال: نعم، قبله. وإن قال: لا، طرق به الأرض، وقال له: إلحق بأمّك"(11).
- قال ابن حجر الهيتمي المكّي (974هـ) :
" أخرج أبو الشيخ والديلمي: من لم يعرف حقّ عترتي (والأنصار والعرب)(12) فهو لإحدى ثلاث، إمّا منافق وإمّا ولد زانية، وإمّا امرؤ حملت به أمّه في غير طُهْر"(13).
ومن مصادر الإماميّة (رضي الله عنهم) توجد روايات مستفيضة في أنّ المبغض لأمير المؤمنين عليه السلام مشكوك في صحّة ولادته، وسنقتصر على ما أورده المحدّث الشيخ الصدوق (381 هـ)، في كتابه "علل الشرائع" وهي تحت باب "في أنّ علّة محبة أهل البيت عليهم السلام طيب الولادة وإن علّة بعضهم خبث الولادة"(14)
وسنحذف الإسناد رجاء عدم الإطالة:
- "عن الحسين بن زيد عن الصادق أبى عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم قيل وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة ولا يحبنا إلا مؤمن طابت ولادته".
- "عن محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن غير واحد عن ابن جعفر عليه السلام قال:
من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادي النعم قيل وما بادي النعم قال طيب المولد".
- "عن أبي زياد الهندي عن عبيد الله بن صالح عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنه لا يحبنا الا مؤمن طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته".
- "عن أبي الزبير المكي قال:
رأيت جابرا متوكيا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: على خير البشر فمن أبى فقد كفر يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبى فانظروا في شأن أمه".
- عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لأمه فإنها لم تخن أباه".
- "عن إبراهيم القرشي قال:
كنا عند أم سلمة رضي الله عنها فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام لا يبغضكم إلا ثلاثة ولد زنا ومنافق ومن حملت به أمه وهي حائض".
- "عن أبي هارون العبدي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
كنا بمنى مع رسول الله إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع فقلنا يا رسول الله ما أحسن صلاته فقال عليه السلام هو الذي أخرج أباكم من الجنة فمضى إليه علي عليه السلام غير مكترث فهزه هزة ادخل أضلاعه اليمنى في اليسرى، واليسرى في اليمنى، ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله فقال: لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي مالك تريد قتلي فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد وهو قول الله عز وجل في محكم كتابه (وشاركهم في الأموال والأولاد) قال النبي صلى الله عليه وآله صدق يا علي لا يبغضك من قريش إلا سفاحي، ولا من الأنصار إلا يهودي، ولا من العرب إلا دعي، ولا من سائر الناس إلا شقي، ولا من السناء إلا سلقلقية - وهي التي تحيض من دبرها - ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: معاشر الأنصار اعرضوا أولادكم على محبة علي فإن أجابوا فهم منكم وان أبوا فليسوا منكم، قال جابر بن عبد الله: فكنا نعرض حب على عليه السلام على أولادنا فمن أحب عليا علمنا أنه من أولادنا ومن أبغض عليا انتفينا منه".
- "حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال:
قال أبو أيوب الأنصاري اعرضوا حب علي على أولادكم، فمن أحبه فهو منكم، ومن لم يحبه فاسألوا أمه من أين جاءت به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمه وهي طامث".
وأخيرا . . . لا نقول إلّا قول شاعرنا، صفي الدين الحلّي – رحمه الله تعالى- :
أمير المؤمنين أراك لمـــا * ذكرتك عند ذي ثقة صغى لي
وإن كرّرت ذكرك عند نغل * تكدّر سرّه وبغى قتالي
فصرت إذا شككت بأصل امرئ * ذكرتك بالجميل من الخصال
فها أنا قد خبرت بك البرايــا * فأنت محك أولاد الحلال
والحمد لله ربّ العالمين ،،،
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
====
المصادر:
(*) هو الحافظ المقرىء شيخ الإقراء في زمانه شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الدمشقي الشافعي. ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة هجرية. وسمع من أصحاب الفخر بن البخاري وبرع في القراءات ودخل الروم فاتصل بملكها أبى يزيد عثمان فأكرمه وانتفع به أهل الروم وقتل ملكها اتصل ابن الجرزي بتيمور ودخل بلاد العجم وولي قضاء شيراز وانتفع به أهلها في القراءات والحديث وكان إماماً في الحديث والقراءات لا نظير له في عصره في الدنيا حافظاً للحديث. ألف النشر في القراءات العشر لم يصنف مثله وله أشياء أخر وتخاريج في الحديث وعمل جيد وصفه الحافظ ابن حجر بالحفظ في مواضع عديدة من "الدر الكامنة" (انظر: طبقات الحفّاظ للسيوطي: ص543 – 544؛ شذرات الذهب لإبن العماد: 7/ 204 – 206؛ البدر الطالع للشوكاني: 2/257 – 259؛ الضوء اللامع للسخاوي: 9/255 – 258 ترجمة 608؛ هدية العارفين للبغدادي: 2/ 187 – 188).
(1) ابن الجزري الشافعي شمس الدين محمد بن محمد، مناقب الأسد الغالب مُمزّق الكتائب ومُظهر العجائب ليث بن غالب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب، تحقيق طارق الطنطاوي، (القاهرة، مكتبة القرآن، لا ت)، ص8، حديث رقم 11.
(2) الشيخ صفي الدين عبد العزيز بن سرايا بن أبي الحسن علي الطائي السنبسي، أديب معروف، اشتهر بمحسناته البديعيّة ولد في الحلّة سنة 677هـ ونشأ بها، وتوفي ببغداد سنة 750هـ أو 752 هـ (انظر: الشاكري، علي في الكتاب والسنّة والأدب، 4/ 255؛ الأمين، أعيان الشيعة، 8/ 19).
(3) الحاكم الحسكاني عبيد الله بن أحمد الحنفي، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السلام، تحقيق محمّد باقر المحمودي، (الطبعة الأولى، إيران، مؤسسة الطبع والنشر، 1411/ 1990)، ج1، ص447 – 449.
(4) أقول: هذا إما تصحيف أو تحريف والصحيح "نبور"، من خلال قرينتين: أما الأولى لأن روايتي ابن الجزري والحاكم الحسكاني جاءت بـ "نبور" وأيضا بالرجوع إلى المعاجم اللغوية نرى أنّ كلمة "نبور" تعني نختبر ونمتحن، وثانياً سياق الرواية لا يستقيم إلا بكلمة (نبور) بقرينة ذيل الرواية وهي "علمنا أنه ليس منا".
(5) أبي القاسم علي بن الحسن بن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، (الطبعة الأولى، بيروت، دار الفكر، 1417/ 1996)، ج42، ص287، ترجمة علي بن أبي طالب برقم 4933.
(6) أبي السعادات محمد بن محمد بن الأثير الجزري، النهاية في غريب الحديث، تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، (الطبعة الرابعة، إيران، مؤسسة إسماعيليان، 1374 شمسي)، ج1، ص161، باب الباء مع الواو.
(7) محب الدين أبي فيض السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق علي شيري، (بيروت، دار الفكر، 1414/ 1994)، ج6، ص118.
(8) أحمد بن علي الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، (الطبعة الأولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417/ 1997)، ج4، ص56 – 57.
(9) رضيّ الدين علي بن طاووس الحلّي، اليقين باختصاص مولانا علي (ع) بإمرة المؤمنين، تحقيق الأنصاري، (الطبعة الأولى، إيران، دار الكتاب، 1413هـ)، ص265.
(10) أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصفهاني، مناقب علي بن أبي طالب وما نزل من القرآن في علي، تحقيق عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، (الطبعة الثانية، إيران، دار الحديث، 1424هـ)، ص76، رواية رقم 56.
(11) المصدر نفسه: ص77، رواية رقم 58.
(12) نعتقد أنّ هذه الزيادة لا تستقيم مع الحديث، بلحاظ الأحاديث التي أوردناها والتي كان العرب ومنهم الأنصار يبورون أولادهم بحبّ علي بن أبي طالب؛ فالصحيح أنّها من مختصّات أهل البيت عليهم السلام ولا يشاركهم فيها أحد.
(13) أحمد بن حجر الهيتمي المكّي، الصواعق المحرقة في الرّد على أهل البدع والزندقة، (تركيا، مطبعة الحقيقة، 1424/ 2003)، ص242.
(14) محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي الصدوق، علل الشرائع، (العراق، المكتبة الحيدرية، 1386/ 1966)، ج1، ص141.
ونسألكم الدعاء.